المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نجعل من مراحل إخفاقاتنا نجاحات معاشة؟!



Dr.M
16-11-2004, Tue 8:00 AM
كيف نجعل من مراحل إخفاقاتنا نجاحات معاشة؟!

خالد بن محمد الخضر

15/11/2004 /
"مَن لا يفشل لا ينجح" يقول وينستون تشرشل، و"إياك ثم إياك ثم إياك والفرار". الفشل أحد أهم الأسباب الداعمة لتماسك النفس البشرية وإعطائها نوعا من الجلد والصلابة لمواجهة تحديات الحياة، عندما تقول لأحدهم متسائلاً: ما هي محطات الفشل في حياتك؟! فإنه يمتعض وينتفض كالطير.
"يرتبط النجاح بالفشل ارتباطاً وثيقاً تماماً، كما يرتبط القمر بالمد والجزر، والجبال بالوديان، والرياح بالأشجار، وكما أن هناك اتزانا في العالم الطبيعي بين قوى الطبيعة كذلك هناك اتزان في العالم الإنساني بين التجارب الناضجة والأخرى الفاشلة". هذه العبارة من كتاب إذا كان النجاح لعبة فهذه هي قوانينها لمؤلفه الدكتور شيري كارتر. نحن هنا لا نختلف على أن الفشل وبحسب التركيبة النفسية البشرية هو من الأمور التي تأنفها النفوس ولا تستأنس بها، لكننا في هذا المقام نريد أن نؤكد حقيقة ثابتة عبر التاريخ وعلى مر العصور سواء على المستوى الاجتماعي أو النفسي أو الاقتصادي، وهي أن معظم نجاحات بني البشر انطلقت من عتبة الفشل، "مَن لا يفشل لا ينجح" يقول وينستون تشرشل، "وإياك ثم إياك ثم إياك والفرار". الفشل أحد أهم الأسباب الداعمة لتماسك النفس البشرية وإعطائها نوعا من الجلد والصلابة لمواجهة تحديات الحياة، عندما تقول لأحدهم متسائلاً: ما هي محطات الفشل في حياتك؟! فإنه يمتعض وينتفض كالطير ـ لأن كل حياته نجاحات ـ وتستشري تلك الثقافة على وجه الخصوص في عالم الأعمال داخل الخريطة الجغرافية في العالم العربي، كلنا قرأنا لمفكرين ورجال أعمال وأصحاب إمبراطوريات اقتصادية في العالم الأول كالدول الأوروبية، وأمريكا حول تنافسهم في ذلك، وتدوينهم مراحل الفشل قبل مراحل النجاح في حياتهم، بل إن أكثرهم أشار وفي أكثر من مقام إعلامي سواء كان مكتوبا أو مقروءا أو مسموعا عن تجارب فشله، وكيف استفاد منها، وما الأساليب والعِبر والمواعظ التي يجب أن يأخذ بها الآخرون لإنارة طريق حياتهم ومستقبل أعمالهم، بل إن أحدهم دوّن كتاباً من نحو 500 صفحة جعل جلّ كتابه عن محطات فشلة، وكيف تعامل معها واستفاد منها وأصبحت المنطلق لكل نجاحاته، ثم عرج فيما تبقى من الكتاب لمحطات نجاحه، مؤكداً أن تلك النجاحات لم تتحقق إلا من خلال محطات الفشل ومراحل الإخفاقات التي أعطته الصلابة والانطلاق والرؤية السليمة، واختصار كثير من المراحل التي كان سيسلكها لو لم يمر بمراحل الفشل في حياته تلك. يقول توماس أديسون: أنا لست ممن تُثّبط همته لأن كل خطوة خطأ أخطوها أعالجها بأخرى تدفعني للأمام. كلنا نعلم أن الإنسان يصاب ببعض الأمراض لمرة واحدة فتصبح لديه مناعة طيلة حياته من هذا المرض. إنها الحصانة والمناعة التي يجب أن يستفيد منها الإنسان في طريق حياته من بعض محطات الفشل، كم من شخص حول مراحل فشله إلى نجاحات فهذا ستيفن كوفي، كنتاكي، إبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، صلاح الدين الأيوبي، كثير من التّجار لدينا الذين تخَرجوا في ساحة ومدرسة الفشل التي تعرضوا لها مرات ومرات ولكنها لم تزدهم إلا إصرارا وانطلاقاً وتقدماً نحو تحقيق الهدف الذي رسموه وآمنوا به.
يقول رئيس مجلس إدارة "جنرال موتورز" السابق في مذكراته، إنه تقدم له أحد القياديين طالباً وظيفة، فلم يجد في تلك السيرة أي مرحلة من مراحل الفشل فرد الشخص على عقبيه ورفض طلبه، وبعد أيام أتصل به للاستفسار عن الرفض وأبلغه أن المديرين والقياديين في شركته وعلى كافة مستوياتهم، تعرضوا في حياتهم لمراحل فشل لا تقل بأي حال من الأحوال عند أقلهم نصيباً عن خمس محطات فشل، وكلما زادت تلك التجارب السابقة زاد رضانا عليه. ويقول لي أحد التجار الفاعلين في السوق السعودية، إنه مرّ بست مراحل فشل، وفي كل مرة يستفيد من الطريقة الخاطئة التي انتهجها فيسلك بذلك طريقاً آخر حتى وصل إلى النجاح والاستقرار والتألق، عباس بن فرناس أقدم على العشرات من المحاولات الفاشلة في عالم الطيران حتى قال أحدهم إنه وصل إلى تسع وتسعين تجربة فاشلة، ولكنه غيّر وجه التاريخ ولا شك جرّاء تلك المحاولات، بل نقل العالم إلى عصر التكنولوجيا وعصر الفضاء وعصر الطيران، بل إنه أضاف خدمة جليلة سيظل يذكره بنو البشر ما دامت الحياة، قال لي أحد التجار إنه يقرض أبناءه الذين دخلوا معترك الحياة مبلغاً من المال، فإذا فشل أحدهم مرة ومرتين اطمأن عليه، وإذا نجح نجاحاً مبدئياً فإنه يظل يراقبه بحذر وقلق، إنها تجارب الحياة. يقول الفريد لورد تنيسون بتعبير يؤكد هذا الكلام، وهو تعبير شائق ورائع يعالج كيفية الاستفادة من الإحباط والفشل، إنه، كي يخرج الطائر من البيضة لا بد أن يكسر جدارها أولاً. وأخيراً أستعرض هنا جملة جميلة قرأتها في أحد الكتب الأجنبية، تدور حول هذا الموضوع تقول تلك الجملة: قد يقابلك في طريقك إحباطات وحالات فشل واضحة، ومن تلك التجارب تتعلم دروساً تمنحك البصيرة التي ستقودك إلى النجاح في المستقبل بإذن الله.

http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=20&InNewsItemID=24573