المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورطتنا مع 'الزنوج' .. مرة أخرى!



Dr.M
01-11-2004, Mon 3:53 AM
ورطتنا مع 'الزنوج' .. مرة أخرى!

د. خالد محمد باطرفي
لامس كاتبنا عمرو محمد الفيصل في مقالته الأسبوع الماضي (مشكلة الزنوج) جرحا أبينا على مدى عقود إلا أن نتجاهله حتى أصبح ورما سرطانيا أو كاد، وحتى فرض علينا الاعتراف به والتعامل معه، أو يكاد. فمئات ألوف الأخوة الأفارقة والآسيويين من بورما والبنغال وغيرها من البلدان يقيمون بيننا منذ أجيال تناسلوا خلالها وزاد عليهم من تخلف بعد كل حج وعمرة عاما بعد عام خاصة في مدينتي جدة ومكة حتى أصبحت مناطقهم مدنا داخل مدن، وإن كان الزائر لها لا يكاد يستبين وجوده في المملكة، لأن مستوى الحياة فيها وطرائق المعيشة وأحوالها هي أقرب إلى مدن الصفيح والعشش في أفريقيا وآسيا منها إلى مدننا. وهؤلاء لا يستمتعون بما نتمتع به من حكم القانون ونظم المدنية، والخدمات الإنسانية والعامة من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية. بل أن وجودهم نفسه غير معترف به فلا إحصاء ولا تعريف ولا أوراق رسمية. وبالتالي، فلا فرص تنمية ذات متاحة، ولا مجالات عمل وتكسب مشروع. وهكذا فليس أمامهم غير أن يموتوا جوعا ومرضا وجهلا أو أن يتسولوا، أو يسرقوا. ولا تسل عن المخاطر الأخرى من انتشار الأمراض والأوبئة والمخدرات والجريمة المنظمة والمسلحة. تجاهل المشكلة يفاقمها، ويتسع بالرقعة على الراقع، والجرائم التي تفاقمت مؤخرا بشكل ملحوظ في جدة ومكة، وآخرها العصابات الأفريقية المنظمة التي سقطت إحداها مؤخرا في جده توحي بأننا ننزلق على درب خطير، وأن القادم قد يكون أسوأ وأخطر. فبلادنا حفظها الله وحفظ القائمين على أمنها يتربص بها المتربصون، من داخلها وخارجها، وقد يجدون في مئات ألوف الناقمين مصدرا هائلا لوقود النار التي يشعلون. وعليه، فإنني أضم صوتي إلى صوت زميلي وصديقي عمرو في المطالبة بدراسة شاملة للمشكلة، تأخذ في الاعتبار أنه ليس لهؤلاء بعد الله غير هذه البلد المضياف وهذا الشعب الكريم. وأنهم أخوتنا ولدوا وترعرعوا على هذه الأرض الكريمة، يتكلمون لغتنا ويتفهمون ثقافتنا. وهم أولى بنا من ملايين العمال المستقدمين لأداء أعمال بسيطة كالنظافة والبناء وغيرها من الأنشطة التي لا يقبل عليها مواطنونا ولا تتطلب مستوى عال من التعليم والتدريب. فلنعترف بهم، ولنسجلهم ونحصيهم ونرتب شئونهم ونضبط أحوالهم، فنمنحهم حق الإقامة الدائمة، ونوفر لهم الخدمات الأساسية التي يتمتع بها غيرهم، ونفتح لهم مدارسنا ومستشفياتنا وقلوبنا التي وسعت هموم الأمة الإسلامية كلها، ولن تضيق عليهم. وبذلك نكون أرضينا الله وأرضينا ضمائرنا وأرضيناهم. kbatarfi@al-madina.com.sa



http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=680&pubid=1&CatID=260&articleid=79710

الموضوع رائع مع اني اكره كلمة زنوج