المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستثمار العقاري في السعودية يتوجه لإطلاق محطات جديدة للوقود في ظل تزايد حركة السفر



الرويلي
20-10-2004, Wed 6:59 AM
الاستثمار العقاري في السعودية يتوجه لإطلاق محطات جديدة للوقود في ظل تزايد حركة السفر الداخلية لأكثر من 6 ملايين رحلة يوميا

إحصاءات تكشف عن 2898 محطة بنزين في الرياض وتزايد عدد السيارات لأكثر من مليون


يتزايد عدد محطات وقود السيارات في السعودية بشكل كبير، ليس بسبب تزايد حركة المرور، التي أشارت دراسة حديثة إلى تزايدها في مدينة الرياض بمعدل يماثل زيادة عدد السكان وارتفاع عدد رحلات السيارات إلى 6 ملايين رحلة يومياً مقارنة بحوالي مليون رحلة يومياً قبل عشرين عاماً، وارتفاع عدد المركبات المسجلة في منطقة الرياض حوالي 1.2 مليون مركبة حسب آخر الإحصائيات المتوفرة. ولا يتزايد عدد المحطات كذلك بسبب نقص ملحوظ في عدد المحطات التي وصل عددها في الرياض إلى 2898 محطة وقود، فالعاملون في هذا المجال يرجعون هذا التزايد إلى عوامل بعيدة تماما عن نشاط القطاع، أولها عامل التقليد الذي شاع في السعودية حيث يسهل للباحث على الاستثمار أن يفتتح محطة وقود لأنه يعرف شخص يمتلك محطة مربحة، ولذا يسارع في إنشاء محطة من دون أن يكلف نفسه القيام بأي دراسة ولو كانت مبدئية. أما العامل الآخر الذي يبرز حديثا فهو نشاط سوق العقار في السعودية الذي يشهد رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة والذي انعكس بشكل كبير على زيادة استثمار العقاريين في بناء وتجهيز محطات الوقود ثم تأجيرها.
ويؤكد حمود الرسي، صاحب محطات وقود الرياض، أن السبب الرئيسي وراء زيادة عدد المحطات في الرياض حاليا يعود إلى زيادة حجم الاستثمارات العقارية في مجال محطات الوقود في الآونة الأخيرة مع الطفرة العقارية التي يشهدها سوق العقار بشكل عام في الرياض، حيث يفضل الكثير من العقاريين تنويع استثماراتهم العقارية ببناء وتأسيس العديد من المشاريع التجارية، وتعد محطات الوقود واحدة من هذه الاستثمارات الناجحة، حيث يقومون بتشييدها بالكامل على الأرض المملوكة لهم واستكمال كافة مبانيها وتركيب الأجهزة والمتطلبات الخاصة بالنشاط والتي تشتمل على الأجهزة والطرمبات وغيرها، ثم تأجيرها إلى الراغبين في تشغيلها. ويحدد مستوى الإيجارات للمحطات في الرياض بين 70 إلى 800 ألف ريال، والمحدد الأساسي للإيجار هو المنـــــطقة التي توجد بها المحطة أو موقع المحطة وتميزها مـــــن حيث المساحة وحداثة أجهزتها وتجديداتها. ويرى الرسي أن إيجار محطة الوقود يزيد عن غيره من إيجارات المباني السكنية بحوالي 14 في المائة، علاوة على تزايد الطلب على المحطات من قبل الراغبين في العمل في هذا النشاط مما يضمن رواج الاستثمار بشكل متزايد. ويضيف أن البنوك السعودية أعطت الاستثمار في هذه المحطات دفعة كبيرة حيث تقوم حاليا باستئجار مساحات من ارض المحطة من الملاك ليقيمون عليها مراكز صراف آلي. وفي ظل المنافسة الكبيرة الناجمة عن كثرة عدد محطات الوقود يرى الرسي أن محطات الوقود أصبحت حاليا تتبع خططا ترويجية متنوعة تتناسب مع موقعها وطبيعة العملاء الذين يتعاملون معها، منها أساليب تقليدية بسيطة مثل توزيع علب مناديل والغسيل المجاني في حين بدأت بعضها أخيرا أسلوبا أكثر تطورا مثل السحب على سيارات. فعلى سبيل المثال لجأت إحدى محطاته والتي توجد في وسط البلد إلى جذب سائقي الليموزين، الذين يقطنون في الغالب في جنوب ووسط الرياض، عن طريق منحهم خصومات على مشترياتهم من البنزين، مشيرا إلى أن السعر المحدد لبيع لتر البنزين في السعودية بـ 90 هللة، يتيح إمكانية منح خصومات أو هدايا حيث يصل إجمالي تكلفة شرائه مع احتساب معدل التبخر 84 هللة.
ويتفق الجيلي يونس العركي، مسؤول محطة المبتكرون، مع حمود الرسي في أن العديد من المحطات بدأت تتجه إلى توزيع علب مناديل للعملاء الذين يشترون بـمبلغ معين قد يصل إلى 25 ريالا (6.6 دولار) فأكثر، وان هذا الأسلوب الترويجي اثبت نجاحه بشكل كبير في جذب العميل إلى المحطة، علاوة على توجه العديد من المحطات إلى الإعلان عن تقديم خصومات عند غسيل السيارات أو الغسيل المجاني عند وصول عدد اللترات إلى حجم معين. وعن محطته التي تقع في شارع الضباب فانه يشير إلى أن مبيعات محطته ارتفعت بنسبة تزيد عن 100 في المائة بعد بدء توزيع المناديل على العملاء، وخاصة أن المحطات التي تقدم هذه الخدمة قليلة في المنطقة التي تقع فيها محطته، وبعد تجديد محطته والحرص الدائم على توفير البنزين بالمحطة بشكل دائم من دون انقطاع. ويشير إلى أن الصراف الآلي لأحد البنوك الذي يوجد في محطته لعب دورا مهما في زيادة الإقبال على المحطة، فالكثير من العملاء يضطرون إلى القدوم لمحطته لسحب مبالغ نقدية وفي نفس الوقت يقومون بتزويد سياراتهم بالوقود.