محلل جديد
03-10-2004, Sun 1:39 PM
حسناً إن الضرب في الميت حرام وهذا أمر نعرفه جميعاً، والميت هنا هي شركة الاتصالات التي وصفها أحدهم في منتدى الساحة العربية بقوله ( شركة الاتصالات دجاجة برأسٍ واحدةٍ وتسعة أرجلٍ ) وشركة الاتصالات ليست ميتة بالمعنى الحقيقي للموت، بل هي منخنقة أو موقوذة، وهي جيفة في نفس الوقت يعني ( فطيس )، وهذه الشركة الفريدة هي التي جعلت ذلك الخليجي ولن أذكر اسم الدولة التي ينتمي إليها حتى لا أبوء بإثم الشتائم التي ستنهمر على رؤوس ساكنيها، أقول : شركة الاتصالات هي التي جعلت ذلك الخليجي قبل أعوامٍ في مهرجان دبي للتسوق يقول عندما سأله المذيع عن شعوره حيال فوزه في مسابقة التسوق بسيارة جيب VXR قال ذلك الخليجي وهو يصف شعوره بفرحة الفوز : شعوري يشبه شعور المواطن السعودي عندما يطرق باب بيته خط هاتفيٍ جديد بعد طول عناءٍ قد يصل إلى عقودٍ، ولقد صدق في وصفه مع قلة أدبه، فعندما وصل الخط الهاتفي إلى منزلي بعد طول انتظارٍ احتفظت بشيءٍ من وقاري وخررت لله ساجداً أي ورب الكعبة .
وشركة الاتصالات هي التي رفعت سعر خط النداء الآلي بين المواطنين ( البيجر ) إلى مبلغ سبعة آلاف ريالٍ سعودي، وهي التي حولت جهاز النداء الآلي البيجر من أبو خطٍ واحدٍ إلى أبو عشرة خطوط، يعني رقم بيجر واحد يشترك فيه عشرة مواطنين أو أكثر على حسب الظروف وشطارة السمسرة، تكافل اجتماعي لا مثيل له في الكون وتعاون قل نظيره على البر والتقوى، ولا تسأل عن حماية المستهلك، فالمستهلك بكسر اللام أصبح مستهلكاً بفتح اللام من قبل هذه الشركة السيئة .
ومن الطريف في الأمر أن هذه الشركة عندما بدأت بتوفير خطوط الهاتف المحمول داخل المملكة، خشي أحد الزملاء من قلة العرض من قبل الشركة وكثرة الطلب من قبل المواطنين، فسألني هذا السؤال الغريب : هل يجوز أن يشترك في خط الهاتف الجوال أكثر من شخصٍ ؟؟ يبي ياخذ احتياطاته قبل فوات الأوان، فقلت له : انتظر سأسأل لك أهل العلم بالاتصالات فهم أهل الفتيا في هذا الشأن، وبعد أن سألت أهل التخصص في هذا المجال، أعلمت بأن ذلك لا يجوز ولا يصح ولا ينبغي، وبقية القصة تعرفونها جميعاً، عشرة آلاف ريالٍ للخط، ثم ثلاثة آلافٍ وخمسمائة، ثم ثمانمائة إلخ ....... ومع سوء الخدمة والضغط الهائل على الشبكة وانقطاع الاتصالات كثيراً أعتقد أننا وقعنا في المصيدة التي لا فكاك منها، وقد يقول قائل : إن هذه الجرائم والفضائح عرفت واشتهرت عن الاتصالات ولم تأت بجديدٍ يستحق الذكر أو الكتابة، فما هو جديدك ؟ أقول : استمعوا إلى جديدي في هذا الموضوع ثم احكموا .
يا سادة يا كرام بدأت معي هذه المشكلة الغريبة قبل عامٍ واحدٍ، فعندما اقتنيت أول جهازٍ حاسوبيٍ قبل خمسة أعوامٍ، اشتريت معه مودم خارجي أمريكي اسمه يو إس روبوتيكس بخمسمائة ريالٍ، وقيل لي عندها إن هذا المودم هو أفضل وأعظم ما تفتقت به العقلية الأمريكية الإجرامية، هذا المودم يحلق بجهازك إلى الفضاء الخارجي بضعف سرعة الضوء ومن هذه الخرابيط اللي أنتم خابرينها، يعني ما يمديك تقول يا باسط إلا وتلقى نفسك في أمريكا، هذا الكلام قبل خمسة أعوامٍ، المهم أكلت الخابور ودفعت الخمسمائة ريال وأنا أبتسم ظافراً بهذا المكسب، وعندما كنت أسأل من قبل أحدٍ من الناس عن أنواع المودمات أقول : لا تتعدى اليو إس آي، قصدي اليو إس روبيتكس، وما علمت أن مودماً من نوع كريتيف أو موترولا بخمسةٍ وثلاثين ريالاً أفضل منه بكثيرٍ، المهم اللي صار صار، مشت العملية معي مثل الحلاوة، وعلى مدار خمسة أعوامٍ وأنا أستمتع بالإنترنت مع المودم الخارق بسرعةٍ تصل إلى 49 زائد بضعة أرقامٍ، حتى وقعت الكارثة!!
وهذه الكارثة بدأت معي قبل عامٍ تقريباً، عندما وجدت أن سرعة الاتصال آخذة في التباطؤ حتى وصلت إلى 29 وأحياناً 22 المهم بدأت أول الإجراءات الدفاعية للعودة إلى سابق عهدي، غيرت الشركة بدون أية فائدةٍ ( ما خليت أية شركةٍ قد تخطر ببالكم ) استعنت بشركة الاتصالات نفسها في الاشتراك والوضع يزداد سوءاً، غيرت المودم ولم تتغير السرعة، اتصلت بالمزود فدار بيني وبينه هذا الحديث :
أنا : اتصال .
الموظف : عزيزي المتصل إن جميع موظفي الشركة مو فاضين لك الحين، ونفيدكم علماً بأن شركتنا تتضمن مايلي : وجلس يقص علي قصة حياته والمشاكل اللي تصير في بيته بين أمه وأبيه حتى تكرم الأخ ورد علي بعد طول انتظارٍ .
أنا : السلام عليكم .
الموظف : وعليكم السلام ورحمة الله .
أنا : يا أخي عندي مشكلة في الاتصال، السرعة بطيئة جداً والمتصفح لا يفتح الصفحة إلا بعد مرور دهرٍ عليه، غيرت الشركة، غيرت المودم أبو خمسمائة ريال، حتى إنني تلاعبت بخصائص المتصفح وأوقفت خاصية إظهار الصور ولكن لا حياة لمن تنادي .
الموظف : غير رقم الاتصال الذي تستخدمه، فبدلاً من هذا الرقم 3606060 حق نسما طبعاً، حط 3686060 كأنه اخترع قنبلةً نوويةً انشطارية .
فعلت ما أشار به علي ولم يتغير شيئاً، فعاودت الكرة، اتصلت على الشركة وبدأت القصة من جديدٍ، وهذه المرة أخبرني عن مشاكل الجيران والأقارب إلى أن تكرم الموظف ورد علي، سردت له الحكاية من طق طق إلين ما غيرت الأرقام الأولى .
الموظف : وش النظام اللي عندك ؟
أنا : ويندوز .
الموظف : وش هو من لحية ؟
أنا : ملينيوم .
الموظف : اقطع واخس ( طبعاً للنظام )
أنا : ليش يا أخي .
الموظف : هذا هو الخطأ الوحيد لبيل جيتس !، حط إكس بي ويضبط معاك . أي وربي
استمعت إلى نصيحته ووضعت الزفت بي وتحولت السرعة بفضله إلى أزفت من أول، اتصلت به مرةً أخرى وأخبرته بأنني غيرت النظام والمودم والشركة ولم يتغير شيئاً، طبعا الموظف واحد ثاني، فقال لي : قلل من سرعة المودم لا تحطها على أعلى شيئٍ بل خفف من سرعتها قليلاً لأن مقسمك الهاتفي لا يدعم السرعة العالية، فعلت ما أشار به علي وضبطت أول الأمر ثم عادت حليمة إلى عادتها القديمة، أثناء اتصالي بالشركة كنت أزود الموظف بأرقام الخطأ فمرةً ستمائة وما أدري كام، ومرة 761 ومرة 650 بغيت مرة أضحك عليه وأعطيه هذا الرقم 999 بس هونت .
وأمام تأزم الوضع لجأت إلى هذا الخيار الذي لا أحبه، الاتصال بالدجاجة أم تسعة أرجلٍ ( شركة الاتصالات ) 904 رد علي الموظف، وبعد السلام والسؤال عن الحال، أخبرته بأصل المشكلة فقال لي : أنت شابك من فيش التليفون ولا من البوكسية ؟
أجبته : من الفيش .
قال : عليك بشبك السلك بالبوكسية مباشرةً ومن دون أية واسطةٍ لعدة فوائد .
قلت لنفسي : ودي أشوفك وأنزل فيك تبكيس إلين ما أهشم خشتك، فقلت له : لكنكم تمنعون المواطن من فتح البكسية تحت طائلة القانون الله يرسلك من يبكسك .
أجاب : هذا استثناء، موظف يعملني كيف أخرق النظام وأخالفه .
المهم شبكت السلك في البكسية، واستعرت جهاز كمبيوترٍ محمولٍ من أحد الزملاء، ولدي في منزلي جهازين مختلفين في النظام والمواصفات واحد لي وواحد للأولاد، وأمتلك أربعة أنواعٍ من المودمات، صرت سيرفر، وضعت المحمول في الشارع على كبوت السيارة كأنني جاسوس دولي أسرق معلوماتٍ من إحدى شركات التقنية، وشبكت على النت وترقبت اللحظة الحاسمة وإذا بالاتصال أسوء من ذي قبل، فقلت لنفسي هذه مؤامرة ولا شك في ذلك عندي، اتصلت مرةً أخرى وأخبرتهم بأنني شبكت المحمول على البكسية ولم يتغير شيئاً، فوعدني بأنه سيرسل إلى الفني في اليوم التالي .
وصل الفني في اليوم التالي ولم أكن في المنزل، وقام بوضع ملحوظةٍ على الباب بأن العملية زي العسل، والاتصال آخر حلاوة، وشركتنا زي الإشطة، وأنني نصاب وولد مش متربي وما عندي ما عند جدته الله يبشبش الطوبة اللي تحت نافوخها، ثم نصحني بأن أغير التسليك داخل المنزل .
كلمت شركة الاتصالات ( البغل اليابس ) رد علي الموظف، فقلت له : حبيبي اسمعني .
أجاب : تفضل .
قلت : عندي ثلاثة أجهزةٍ مختلفة الصنع والأنظمة، ومودمات أربعة ( صارت قصيدة نبطية ) وأكثر من شركة إنترنت علشان أقطع عليه خط الاقتراحات، ومن ضمنها شركتكم ...... الله لا يوفقكم، وقد زارني الموظف وحصل كيت وكيت وكيت، تهدرج صوتي وأنا أقص عليه قصتي واغرورقت عيناي بالدموع، بغيت أصيح يعني، أخبرته بجميع ما مر علي من المآسي .
فقال لي : خذ هذا الرقم 3600000 إذا اتصلت عليه وسمعت هذا الصوت ( شييي طاط طاط طيطا طيطا طيطا ) فكل شيئٍ تمام، وإذا أعطاك مشغول كلمنا ونحن نتفاهم .
اتصلت على ذلك الرقم الغريب الذي يشبه رقم أول نت ( هو بذاته ) فسمعت صوت امرأةٍ تصرخ مثل أفلام الرعب، قصدي سمعت صوت ( شييي طاط طاط طيطا طيطا طيطا ) فعاودت الاتصال عليه وأخبرته بالصوت الذي سمعته، فقال لي : المشكلة من عندك، قالها وما عنده سالفة ولا علم، اضطررت بعدها إلى الكتابة من المقهى والتصفح من المقهى وسط الضجيج وروائح السجائر التي أمقتها .
هاتفني أكثر من شخصٍ من المعارف والأصدقاء، وأخبرني بنفس المشكلة التي أعاني منها، وقال لي أكثرهم إن الاتصال كان جيداً جداً قبل أن يتحول إلى خبيثٍ جداً، وإن تعجب فاعجب لهذا، حدثني صاحب المقهي قائلاً : عندي في المقهى الدي إس إل، ويوم أمسٍ انقطع الاتصال وخرج الزبائن من المقهى، ثم قال لي : إن حركة المقاهي تشهد ازدحاماً غير طبيعياً هذه الأيام، هناك مشكلة مجهولة المصدر في اشتراكات النت .
فقلت لنفسي لعلها مؤامرة من أحد المتنفذين الفاسدين الذين يملكون سلسلة مقاهيٍ في مدينة الرياض، يمكن الرجال يبي يمشي سوقه هذه الأيام، يمكن ليش لأ، طبعاً هكذا وسوس لي الشيطان لعنه الله؟
وبعد أيها السادة، هذه هي مشكلتي باختصارٍ شديدٍ ولا زلت أعاني منها حتى ساعة كتابة هذه الخاطرة، والسؤال الذي يطرح نفسه، أين حقي كمشتركٍ مع هذه العصابة ؟ لمن ألجأ ولمن أرفع شكواي ؟ لا تقولوا المحكمة أو ديوان المظالم ! وفي المقابل إنني لا أدعوكم للمقاطعة، لأن هذا الأمر يصعب تنفيذه، وأمثال هذه الدعوات تودي الواحد في ستين ألف داهية خاصةً هذه الأيام، ولكن لنتخيل جميعاً أن عمل مواطنٍ من المواطنين يتعلق بالإنترنت، متابعة الأسهم وأخبار البورصة، أو عمل إعلامي صحفي، أو محرراً إليكترونياً، أو إدارة موقعٍ من المواقع، ويحتاج إلى الإنترنت على مدار الساعة، ما هو مصيره في ظل هذا التردي الخبيث للخدمة ؟ هل يجوع أم يسرق أم ماذا ؟ هل يرفع شكواه إلى هذه الشركة الثقيلة ؟
من وجهة نظري الخاصة، مدراء هذه المافيا لن يعتدلوا، ولا ينفع فيهم لا الشكوى ولا غيرها، لن يعتدل هؤلاء اللصوص إلا إذا تم عرضهم على محكمة جرائم الحرب الدولية، والحكم عليهم بالإعدام خنقاً بواسطة كيبل البوكسية الأسود، عندها ستزيد السرعة وتنخفض التكلفة وتتحسن المعاملة، وحسبي الله ونعم الوكيل عليهم .
وشركة الاتصالات هي التي رفعت سعر خط النداء الآلي بين المواطنين ( البيجر ) إلى مبلغ سبعة آلاف ريالٍ سعودي، وهي التي حولت جهاز النداء الآلي البيجر من أبو خطٍ واحدٍ إلى أبو عشرة خطوط، يعني رقم بيجر واحد يشترك فيه عشرة مواطنين أو أكثر على حسب الظروف وشطارة السمسرة، تكافل اجتماعي لا مثيل له في الكون وتعاون قل نظيره على البر والتقوى، ولا تسأل عن حماية المستهلك، فالمستهلك بكسر اللام أصبح مستهلكاً بفتح اللام من قبل هذه الشركة السيئة .
ومن الطريف في الأمر أن هذه الشركة عندما بدأت بتوفير خطوط الهاتف المحمول داخل المملكة، خشي أحد الزملاء من قلة العرض من قبل الشركة وكثرة الطلب من قبل المواطنين، فسألني هذا السؤال الغريب : هل يجوز أن يشترك في خط الهاتف الجوال أكثر من شخصٍ ؟؟ يبي ياخذ احتياطاته قبل فوات الأوان، فقلت له : انتظر سأسأل لك أهل العلم بالاتصالات فهم أهل الفتيا في هذا الشأن، وبعد أن سألت أهل التخصص في هذا المجال، أعلمت بأن ذلك لا يجوز ولا يصح ولا ينبغي، وبقية القصة تعرفونها جميعاً، عشرة آلاف ريالٍ للخط، ثم ثلاثة آلافٍ وخمسمائة، ثم ثمانمائة إلخ ....... ومع سوء الخدمة والضغط الهائل على الشبكة وانقطاع الاتصالات كثيراً أعتقد أننا وقعنا في المصيدة التي لا فكاك منها، وقد يقول قائل : إن هذه الجرائم والفضائح عرفت واشتهرت عن الاتصالات ولم تأت بجديدٍ يستحق الذكر أو الكتابة، فما هو جديدك ؟ أقول : استمعوا إلى جديدي في هذا الموضوع ثم احكموا .
يا سادة يا كرام بدأت معي هذه المشكلة الغريبة قبل عامٍ واحدٍ، فعندما اقتنيت أول جهازٍ حاسوبيٍ قبل خمسة أعوامٍ، اشتريت معه مودم خارجي أمريكي اسمه يو إس روبوتيكس بخمسمائة ريالٍ، وقيل لي عندها إن هذا المودم هو أفضل وأعظم ما تفتقت به العقلية الأمريكية الإجرامية، هذا المودم يحلق بجهازك إلى الفضاء الخارجي بضعف سرعة الضوء ومن هذه الخرابيط اللي أنتم خابرينها، يعني ما يمديك تقول يا باسط إلا وتلقى نفسك في أمريكا، هذا الكلام قبل خمسة أعوامٍ، المهم أكلت الخابور ودفعت الخمسمائة ريال وأنا أبتسم ظافراً بهذا المكسب، وعندما كنت أسأل من قبل أحدٍ من الناس عن أنواع المودمات أقول : لا تتعدى اليو إس آي، قصدي اليو إس روبيتكس، وما علمت أن مودماً من نوع كريتيف أو موترولا بخمسةٍ وثلاثين ريالاً أفضل منه بكثيرٍ، المهم اللي صار صار، مشت العملية معي مثل الحلاوة، وعلى مدار خمسة أعوامٍ وأنا أستمتع بالإنترنت مع المودم الخارق بسرعةٍ تصل إلى 49 زائد بضعة أرقامٍ، حتى وقعت الكارثة!!
وهذه الكارثة بدأت معي قبل عامٍ تقريباً، عندما وجدت أن سرعة الاتصال آخذة في التباطؤ حتى وصلت إلى 29 وأحياناً 22 المهم بدأت أول الإجراءات الدفاعية للعودة إلى سابق عهدي، غيرت الشركة بدون أية فائدةٍ ( ما خليت أية شركةٍ قد تخطر ببالكم ) استعنت بشركة الاتصالات نفسها في الاشتراك والوضع يزداد سوءاً، غيرت المودم ولم تتغير السرعة، اتصلت بالمزود فدار بيني وبينه هذا الحديث :
أنا : اتصال .
الموظف : عزيزي المتصل إن جميع موظفي الشركة مو فاضين لك الحين، ونفيدكم علماً بأن شركتنا تتضمن مايلي : وجلس يقص علي قصة حياته والمشاكل اللي تصير في بيته بين أمه وأبيه حتى تكرم الأخ ورد علي بعد طول انتظارٍ .
أنا : السلام عليكم .
الموظف : وعليكم السلام ورحمة الله .
أنا : يا أخي عندي مشكلة في الاتصال، السرعة بطيئة جداً والمتصفح لا يفتح الصفحة إلا بعد مرور دهرٍ عليه، غيرت الشركة، غيرت المودم أبو خمسمائة ريال، حتى إنني تلاعبت بخصائص المتصفح وأوقفت خاصية إظهار الصور ولكن لا حياة لمن تنادي .
الموظف : غير رقم الاتصال الذي تستخدمه، فبدلاً من هذا الرقم 3606060 حق نسما طبعاً، حط 3686060 كأنه اخترع قنبلةً نوويةً انشطارية .
فعلت ما أشار به علي ولم يتغير شيئاً، فعاودت الكرة، اتصلت على الشركة وبدأت القصة من جديدٍ، وهذه المرة أخبرني عن مشاكل الجيران والأقارب إلى أن تكرم الموظف ورد علي، سردت له الحكاية من طق طق إلين ما غيرت الأرقام الأولى .
الموظف : وش النظام اللي عندك ؟
أنا : ويندوز .
الموظف : وش هو من لحية ؟
أنا : ملينيوم .
الموظف : اقطع واخس ( طبعاً للنظام )
أنا : ليش يا أخي .
الموظف : هذا هو الخطأ الوحيد لبيل جيتس !، حط إكس بي ويضبط معاك . أي وربي
استمعت إلى نصيحته ووضعت الزفت بي وتحولت السرعة بفضله إلى أزفت من أول، اتصلت به مرةً أخرى وأخبرته بأنني غيرت النظام والمودم والشركة ولم يتغير شيئاً، طبعا الموظف واحد ثاني، فقال لي : قلل من سرعة المودم لا تحطها على أعلى شيئٍ بل خفف من سرعتها قليلاً لأن مقسمك الهاتفي لا يدعم السرعة العالية، فعلت ما أشار به علي وضبطت أول الأمر ثم عادت حليمة إلى عادتها القديمة، أثناء اتصالي بالشركة كنت أزود الموظف بأرقام الخطأ فمرةً ستمائة وما أدري كام، ومرة 761 ومرة 650 بغيت مرة أضحك عليه وأعطيه هذا الرقم 999 بس هونت .
وأمام تأزم الوضع لجأت إلى هذا الخيار الذي لا أحبه، الاتصال بالدجاجة أم تسعة أرجلٍ ( شركة الاتصالات ) 904 رد علي الموظف، وبعد السلام والسؤال عن الحال، أخبرته بأصل المشكلة فقال لي : أنت شابك من فيش التليفون ولا من البوكسية ؟
أجبته : من الفيش .
قال : عليك بشبك السلك بالبوكسية مباشرةً ومن دون أية واسطةٍ لعدة فوائد .
قلت لنفسي : ودي أشوفك وأنزل فيك تبكيس إلين ما أهشم خشتك، فقلت له : لكنكم تمنعون المواطن من فتح البكسية تحت طائلة القانون الله يرسلك من يبكسك .
أجاب : هذا استثناء، موظف يعملني كيف أخرق النظام وأخالفه .
المهم شبكت السلك في البكسية، واستعرت جهاز كمبيوترٍ محمولٍ من أحد الزملاء، ولدي في منزلي جهازين مختلفين في النظام والمواصفات واحد لي وواحد للأولاد، وأمتلك أربعة أنواعٍ من المودمات، صرت سيرفر، وضعت المحمول في الشارع على كبوت السيارة كأنني جاسوس دولي أسرق معلوماتٍ من إحدى شركات التقنية، وشبكت على النت وترقبت اللحظة الحاسمة وإذا بالاتصال أسوء من ذي قبل، فقلت لنفسي هذه مؤامرة ولا شك في ذلك عندي، اتصلت مرةً أخرى وأخبرتهم بأنني شبكت المحمول على البكسية ولم يتغير شيئاً، فوعدني بأنه سيرسل إلى الفني في اليوم التالي .
وصل الفني في اليوم التالي ولم أكن في المنزل، وقام بوضع ملحوظةٍ على الباب بأن العملية زي العسل، والاتصال آخر حلاوة، وشركتنا زي الإشطة، وأنني نصاب وولد مش متربي وما عندي ما عند جدته الله يبشبش الطوبة اللي تحت نافوخها، ثم نصحني بأن أغير التسليك داخل المنزل .
كلمت شركة الاتصالات ( البغل اليابس ) رد علي الموظف، فقلت له : حبيبي اسمعني .
أجاب : تفضل .
قلت : عندي ثلاثة أجهزةٍ مختلفة الصنع والأنظمة، ومودمات أربعة ( صارت قصيدة نبطية ) وأكثر من شركة إنترنت علشان أقطع عليه خط الاقتراحات، ومن ضمنها شركتكم ...... الله لا يوفقكم، وقد زارني الموظف وحصل كيت وكيت وكيت، تهدرج صوتي وأنا أقص عليه قصتي واغرورقت عيناي بالدموع، بغيت أصيح يعني، أخبرته بجميع ما مر علي من المآسي .
فقال لي : خذ هذا الرقم 3600000 إذا اتصلت عليه وسمعت هذا الصوت ( شييي طاط طاط طيطا طيطا طيطا ) فكل شيئٍ تمام، وإذا أعطاك مشغول كلمنا ونحن نتفاهم .
اتصلت على ذلك الرقم الغريب الذي يشبه رقم أول نت ( هو بذاته ) فسمعت صوت امرأةٍ تصرخ مثل أفلام الرعب، قصدي سمعت صوت ( شييي طاط طاط طيطا طيطا طيطا ) فعاودت الاتصال عليه وأخبرته بالصوت الذي سمعته، فقال لي : المشكلة من عندك، قالها وما عنده سالفة ولا علم، اضطررت بعدها إلى الكتابة من المقهى والتصفح من المقهى وسط الضجيج وروائح السجائر التي أمقتها .
هاتفني أكثر من شخصٍ من المعارف والأصدقاء، وأخبرني بنفس المشكلة التي أعاني منها، وقال لي أكثرهم إن الاتصال كان جيداً جداً قبل أن يتحول إلى خبيثٍ جداً، وإن تعجب فاعجب لهذا، حدثني صاحب المقهي قائلاً : عندي في المقهى الدي إس إل، ويوم أمسٍ انقطع الاتصال وخرج الزبائن من المقهى، ثم قال لي : إن حركة المقاهي تشهد ازدحاماً غير طبيعياً هذه الأيام، هناك مشكلة مجهولة المصدر في اشتراكات النت .
فقلت لنفسي لعلها مؤامرة من أحد المتنفذين الفاسدين الذين يملكون سلسلة مقاهيٍ في مدينة الرياض، يمكن الرجال يبي يمشي سوقه هذه الأيام، يمكن ليش لأ، طبعاً هكذا وسوس لي الشيطان لعنه الله؟
وبعد أيها السادة، هذه هي مشكلتي باختصارٍ شديدٍ ولا زلت أعاني منها حتى ساعة كتابة هذه الخاطرة، والسؤال الذي يطرح نفسه، أين حقي كمشتركٍ مع هذه العصابة ؟ لمن ألجأ ولمن أرفع شكواي ؟ لا تقولوا المحكمة أو ديوان المظالم ! وفي المقابل إنني لا أدعوكم للمقاطعة، لأن هذا الأمر يصعب تنفيذه، وأمثال هذه الدعوات تودي الواحد في ستين ألف داهية خاصةً هذه الأيام، ولكن لنتخيل جميعاً أن عمل مواطنٍ من المواطنين يتعلق بالإنترنت، متابعة الأسهم وأخبار البورصة، أو عمل إعلامي صحفي، أو محرراً إليكترونياً، أو إدارة موقعٍ من المواقع، ويحتاج إلى الإنترنت على مدار الساعة، ما هو مصيره في ظل هذا التردي الخبيث للخدمة ؟ هل يجوع أم يسرق أم ماذا ؟ هل يرفع شكواه إلى هذه الشركة الثقيلة ؟
من وجهة نظري الخاصة، مدراء هذه المافيا لن يعتدلوا، ولا ينفع فيهم لا الشكوى ولا غيرها، لن يعتدل هؤلاء اللصوص إلا إذا تم عرضهم على محكمة جرائم الحرب الدولية، والحكم عليهم بالإعدام خنقاً بواسطة كيبل البوكسية الأسود، عندها ستزيد السرعة وتنخفض التكلفة وتتحسن المعاملة، وحسبي الله ونعم الوكيل عليهم .