المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "مجانين الجوالات" القتلة الجدد في ساحة حوادث السيارات



نجل الرياض
17-09-2004, Fri 7:38 PM
"الجوال" القاتل الجديد
ومنذ شهور - ونحن نسمع، ونقرأ أن المرور - على وشك - أن يضع حداً للقاتل الجديد وهو الجوال. وآخر ما سمعنا، وقرأنا ان منع استخدام الجوال أثناء قيادة المركبة لدى مجلس الشورى، وطالما أن الإدارة العامة للمرور لم تصدر - حتى الآن - قراراً بمنع استخدام الجوال أثناء القيادة فإن الخبر يبدو صحيحاً، أو انه يوشك أن يكون صحيحاً..
وهو إذا كان صحيحاً فلماذا يذهب قرار منع استخدام الجوال أثناء القيادة إلى مجلس الشورى، ولماذا لم تباشر الإدارة العامة للمرور فور انتشار ظاهرة استخدام الجوال إلى إصدار قرار يمنع استخدامه أثناء قيادة السيارة، ووضع غرامة رادعة لذلك كما هو الحال بالنسبة لقطع الإشارة، وعدم ربط الحزام، وبقية المخالفات المرورية التي تزداد، ولا تنقص، وتكبر، ولا تصغر، وتخيف، ولا تتراجع.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت إلى أن مجلس الشورى أنهى دراسة النظام المروري الجديد، ولا نعرف سبباً لتأخير إعلانه، وخاصة أن الحوادث المرورية في ازدياد، وان مآسيها في تصاعد، وأن علينا أن نبادر بسرعة إلى الاستفادة من أي خطوات تحد من هذه الحوادث، وتردع مرتكبيها من كل الأعمار..

وضع طبيعي "مُستنكر"
لقد صار استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة (وضعاً طبيعياً غير مستنكر من أحد) طالما أن الجهة المختصة ونعني بها المرور لم تصدر تعليمات للسائقين لحذيرهم من استخدام الجوال (أثناء قيادة المركبة).. وطالما أن الجميع - يتبارون - الآن في استخدام الجوال ليلاً، أو نهاراً، وترى أيديهم، ورؤوسهم، وآذانهم وشفاههم تتحرك في كل الاتجاهات وهم يقودون سياراتهم في الشوارع، وهم يتقافزون عند الإشارات، وعند المنحنيات (غير عابئين) بما يمكن أن يحدث لهم من خطر، وما يحدث للسيارات الأخرى بعد أن أصبح كل همهم هو الحديث في الجوال، واشباع رغباتهم الخاصة في الكلام (متناسين) أي خطر، أو ضرر يصيبهم، أو يصيب غيرهم من مستخدمي الشوارع.. وقد حرصت أن (اتفحص) وجوه بعض السائقين وهم يتحدثون في جوالاتهم فوجدتهم (منشكحين) تماماً، بعضهم يميل إلى الدعابة، والضحك، والانبساط، وبعضهم متوتر من نتيجة المحادثة، وبعضهم بين بين لا هو مبسوط، ولا هو مبتئس..
والفئة الأخيرة هي الأقل خطراً، والأقل ضرراً لأنه تستقبل المكالمات ببرود، وترد عليها ببرود وبسرعة فتحافظ على (تركيزها) أثناء قيادة السيارة، والتركيز أثناء قيادة السيارة - في ظل سائقين طائشين، متهورين، مسرعين، مخالفين - مهم للغاية، وضروري للغاية، وهو أول شرط للقيادة السليمة، والصحيحة، والواعية، واليقظة.. ويكفي لمن يريد أن يتأكد من خطر هذا (الشيطان العصري) المنتشر في أيدي (المراهقين) أثناء قيادتهم لسياراتهم أن يتأمل (حركاتهم) وهم داخل سياراتهم خلال استخدام الجوال ليعرف حجم الخطر المتوقع حدوثه - لا سمح الله - لو انحرفت السيارة، أو انحرف السائق أثناء السير، وأثناء الانشغال بالحديث في الجوال، ولحظتها لن يفيد الندم..
وفي ظل (الصور المشاهدة، والحوادث المتواصلة، والمآسي اليومية) علينا أن نعترف بأن مستخدمي الجوالات أثناء قيادة السيارات هم (القتلة الجدد) في ساحة حوادث السيارات فلا يمكن (أن ينشغلوا ويندمجوا) بهذه المكالمات - صادرة، وواردة - ويكونون في حالة من التركيز تسمح لهم بالقيادة الصحيحة، والسليمة..