المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الأسهم : يوم حلو ... ويوم مرّ



المليونيرة
15-09-2004, Wed 5:07 AM
استعادت سوق الأسهم السعودية عافيتها بعد أقل من أربعة أشهر من كبوتها المدوّية في شهر ربيع الآخر( مايو ) الماضي . وعوّض كثيرون خسائرهم بل وحققوا أرباحا صافية!
والآن : أسعار الأسهم تحلق عاليا مرة أخرى, ماعدا أسهم بعض الشركات مثل الكهرباء والاتصالات, إذ تخطى مؤشر الأسهم حاجز 6400 نقطة.
وهذا ما توقعته وذكرته بعد تلك الانتكاسة, قلت: ان السوق سيعاود الصعود . وكتبت مقالتين متتاليتين عن سوق الأسهم في الفترة بين (7 - 14 جمادى الآخرة 1425هـ قلت فيهما:
لاتضارب بأموال ليست لك, ولا تقترض من البنوك لتضارب, وإذا ضاربت بمالك, فينبغي أن يكون هذا المال فائضا عن حاجاتك الأساسية.
وقلت أن الخسران لايبيع . وكلامي كان موجها لمن ضاربوا باموالهم الذاتية, وليس بأموال مقترضة من البنوك, فهؤلاء لم يكن لهم خيار عند انتكاسة السوق إلا البيع بخسارة للأسف وهنا مكمن الخطورة في الاقتراض لغرض المضاربة.
وقلت أيضا أن الخسران قد يفضل البيع لوقف مزيد من الخسائر, وهذا لا بأس به على شرط أن يبيع أسهم شركات لاتعطى عوائد ثم يشترى بها أسهم شركات ذات عوائد (هناك على سبيل المثال من قام بالفعل ببيع أسهم الكهرباء بخسارة واشترى أسهما في شركة تعطى عوائد كشركة مكة للتعمير) فهؤلاء: اي الذين لم يبيعوا بخسارة وصبروا, أو الذين باعوا بخسارة أسهما ليس لها عوائد واستبدلوها باسهم لها عوائد, كل هؤلاء عوضوا خسائرهم الآن بل وحققوا أرباحا صافية.
سهم الاتصالات من الأسهم التي لم تعد إلى مستواها السابق (600 ريال) على الرغم من انه من بين أفضل الأسهم التي تعطي عوائد. والسبب واضح وهو دخول منافس جديد لشركة الاتصالات في السوق.
المهم أن الأسعار بشكل عام محلّقة الآن,وإن انخفضت قليلا أمس, لكن يجب أن يتذكر المشتغلون بسوق الأسهم أن كل صعود يتلوه هبوط. لذا فعليهم أن يحددوا سقفا لطموحاتهم, فإذا بلغوه فلا يطمعوا, وعليهم البيع والاحتفاظ بالسيولة لاقتناص الفرصة التالية: فرصة انخفاض الأسعار لإعادة الشراء.
الشيء الوحيد المؤكد في سوق الأسهم السعودية أنها سوق لاتخضع كثيرا للقواعد والاسس المتعارف عليها في أسواق البورصات العالمية! فالتغيرات فيها لاتعتمد على أسباب منطقية مبنية على نتائج أداء الشركات أو مجمل الاقتصاد ككل, وإنما تبنى أحيانا على أسباب غامضة قد يكون من بينها أن بعضا من المشتغلين بالسوق يعملون بلا هدى ولا كتاب ولا منطق ولا سلاح إلا سلاح المال السائل الضخم الذي في أيديهم!
أخيرا هذا رأى شخصي يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ, ولا يتحمل صاحبكم أدنى مسؤولية نتيجة اعتماد أحدكم على رأيه!
مبروك وهنيئا لمن لملم حاله وراق باله. وعوض الله تعالى الخاسرين!

د. مقبل صالح أحمد الذكير