المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنصب الإداري البديل



سيف الخيال
09-09-2004, Thu 4:30 PM
المنصب الإداري البديل


07/09/2004


استكمالا لما كنت قد كتبته حول جودة تعيين الخلف، وهي من الأمور التي تستحق أن يتم وضعها في الحسبان وإدخالها في الخطط والبرامج، وتتم مناقشتها في المنتديات الإدارية والمؤتمرات الخاصة، فإن بوادر الإصلاح الإداري ومحاولات تبني مبادئ تجويد العمل في بعض القطاعات الحكومية رغم ندرتها تدفعني للكتابة مجدداً حول هذا الموضوع.

يقولون في اليابان «لا عمل للقائد سوى إعداد قائد مثله» ماذا تعني هذه العبارة بل ماذا تعني هذه الحكمة الإدارية؟ عندما تدلف إلى مكتب رئيس إحدى الشركات الكبرى اليابانية فإنك لن ترى أرتال الأوراق مكدسة فوق سطح مكتبه، وقد لا تجد أجهزة كمبيوتر ومزيداً من أمتار الأسلاك والتوصيلات ستجد مكتباً أنيقاً فيه بعض التحف هذا المنظر هو ما يفسر عبارتنا السابقة، ويؤكد أن الإدارة اليابانية تعتمد على صنع قادة تخلف قادة، ولا تصنع أتباعا، بل يصنع موالين محبين لمنشأتهم .

القرارات الفجائية أو التي تتم بطريقة ردود الأفعال هي ديدن الكثير من منشآتنا الحكومية، ولا يمكن أن تتنبأ بصدورها أحياناً ولذلك فإن موضوع إعداد الخلف هو من المهام الرئيسية لقائد كل منشأة.

ولا يعني هذا الإعداد تعيين شخص بعينه ومنحه الاهتمام وتلقينه أسلوب قيادة المنشأة، إنما يعني ذلك أن كل عضو في المنشأة هو مستحق لهذا الاهتمام ومستحق لأن يكون قائداً في مجال عمله مهما كان دوره محدوداً وغير مهم في نظر البعض.

ولأننا لا نستطيع أن نعمل على تغيير ثقافة المنشآت بالسرعة الموازية لسرعة إصدار القرارات، فإن التصرف الإداري والسلوك الإيجابي المطلوب منّا في هذه الحالة هو أن نهيئ منشآتنا لتكون قوية في مواجهة الكوارث المالية والتقلبات في التنظيمات الإدارية وهذه التهيئة ليست مقتصرة على وضع الأنظمة المناسبة وإدخال أنظمة إدارة المخاطر فقط، وإنما تشمل إعداد الكوادر التي تتمكن دوماً من مواجهة الأحداث والتغيرات.

هناك الكثير ممن أدوا واجبهم وخدموا هذا الوطن المعطاء في مجالات كثيرة وكانوا رمزاً للتفاني والخدمة المُتقنة والإخلاص، فلما أنهوا أعمالهم بالتقاعد أو النقل إلى موقع آخر لإكمال المسيرة تجدهم يُسارعون في الترحيب بالخلف ويودعون الأصدقاء والزملاء تاركين خلفهم السيرة العطرة والنظام الموثق والاحترام الذي يبقى رصيداً لهم عند الناس وأجرهم على الله.

وهناك من إذا سمع وعلم أن أيامه على كرسي الوظيفة أصبحت معدودة، ولاح له في الأفق من سيقوم بإكمال مشوار خدمة الوطن فإنه يصول ويجول ويضع العراقيل ويرعد ويزبد، ويخاطب نفسه بهستيريا غريبة ويقول هذي آخرتها؟ أنا المصلح أنا المتمكن فكيف يُستغنى عني؟ لقد عملت وبنيت وتجاوزت إشارات حمراء دون علم دوريات المرور، فكيف يلفظونني؟ ومَن ذلك الذي يرون أنه أقدر مني على القيادة والرئاسة والإفتاء في أمور المنشأة؟ وتبدأ حاجته للطبيب النفساني وتشخيصاته أكثر من حاجته للغذاء والهواء، ويعتقد أن على الجميع أن يقول إنه هو الأنسب وهو الأصلح ويأمرهم بحراسة الحدود ومنع الدخول والخروج.

لِم كل هذا يا سيدي؟ التغيير وضرورة التحسين هما ما سيخرجانا من ممارستك هواية التعلق بالكراسي يقول Jaime Herrera في ورقة عمل له حول إعادة هندسة التدريب «الشيء الوحيد الذي لا يتغير هذه الأيام هو حقيقة وجود تغيير مستمر ومتزايد، وسوف يستمر لسنوات عديدة مقبلة».

هدئ من روعك أيها السلف، فقد انتهت الأيام الخاصة بك في هذا العمل بخيرها وشرها، فسر على بركة الله إما لمكان آخر تمارس فيه هواية عشق المقاعد، أو لمتابعة معاشك التقاعدي أو إلى جهة أخرى لا تُحسد عليها، فما أنجزته أو لم تنجزه في أيامك الخوالي هو الشاهد لك أو عليك، وهو الذي سيحدد وجهتك الجديدة.

أمّا الكرسي الذي لم تعد تطيق فراقه، فهو ليس أهم من المنشأة التي تركتها ولم تصنع فيها قائداً واحداً، بل إنك زدت على ذلك بأن صنعت أتباعاً يلهثون وراء فتاواك، لا يستطيعون سوى التنفيذ، تعطلت عقولهم وتقلصت إبداعاتهم وإني أخشى عليك إن ذهبت إلى جهة أخرى تمارس فيها هوايتك المفضلة أن تجد كل من فيها قادة يعملون ليرفعوا اسم وطنهم عالياً ويكسبون الرضى من الله على حسن أدائهم وإخلاصهم لعملهم الذي يخدم وطنهم في أول وآخر الأمر، فلا تُحاول إيقاظ ما تم إسكاته فيك من علومك الخاصة في التعامل مع الناس والنظام دع المسيرة تقطع من مسافات الإبداع ولا تحاول إيقافها فيتم لفظك هذه المرة إلى غير رجعة.

دعونا نعمل لغدٍ أفضل من خلال تبني أنظمة الجودة في جميع أعمالنا، وخصوصاً فيما يتعلق بجودة تعيين الخلف، فوطننا يحتاج دوماً إلى أن نفكر ونعمل ليعيش آمنا في رخاء ومتقدما في نماء.

كاتب سعودي

husseinrd@yahoo.com

التجوري
16-09-2004, Thu 5:41 PM
استاذي سيف تحية طيبة

اتشرف بالمشاركة معك و مداخلتي وفق الآتي :

تعيين او اختيار او تجهيز الخلف ليست المشكلة !!!!! هذه المشكلة من وجهة نظري جزء من كل و اوضح انه إذا رغبنا بإيجاد ((( شركة ناجحة -- كمثال ))) فعلينا عمل الآتي وبشكل مختصر هي :

01- حدد ماهي مخرجات هذه الشركة ثم حدد المدخلات (OUTPUT & INPUT) ثم جهزها .

02- اوجد الأنظمة / اللوائح / الإجراءات / النماذج / الهياكل الإدارية / الوصوفات الوظيفية.

03- اختر المدير العام العاقل / الواقعي / الأمين ذو الخبرات العملية المتميزة بوظائف قيادية رئيسية لدى شركات رئيسية شبه حكومية و قطاع خاص كبيره بحيث يبدأ بالخطوة الثانية و هي الأخطر ((( اختيار الموظفين القياديين للإدارات الأخرى ))) بشرط ان يطبقوا عملية الإختيار لموظفيهم بنفس الطريقة التي تم بموجبها اختياره هو .

04-- يجب تطبيق تلك اللوائح و النظم بشكل كامل و ستجد ان لديك قيادات موثوقة دائما شريطة تطبيق مبدأ الثواب و العقاب بعدل اول بأول .

هذه مشاركتي بإختصار شديد

تحياتي اخي سيف

اخوك التجوري

16/9/2004