المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفط يندفع نحو 50 دولارا للبرميل



ghenaim
06-08-2004, Fri 9:38 AM
النفط يندفع نحو 50 دولارا للبرميل

المصدر : اندرو ميتشل (لندن)


يقول المحللون إن وقف الاتجاه الصاعد في أسعار النفط الذي دفعها إلى مستويات جعلت وصولها إلى مستوى 50 دولارا للبرميل أمرا واردا يحتاج إلى حدوث تحول كبير .. مثل كساد اقتصادي أو شتاء دافئ أو ربما تغيير الرئيس الأمريكي. وارتفعت الأسعار بالفعل بأكثر من الثلث هذا العام مسجلة ذروتها امس الاربعاء عند 44,28 دولارا للبرميل وهو أعلى سعر منذ بدء تداول عقود النفط الاجلة في بورصة نايمكس بنيويورك قبل 21 عامافي حين بلغ سعر برنت 40.96 دولاراً
ومرة تلو الأخرى يقدر المحللون حدا لارتفاع الأسعار لكن مسيرة الصعود تتجاوزه مع استمرار الطلب القوي الذي لا يترك أي ثغرة في نظام الامداد العالمي للتكيف مع الاضطرابات المحتملة في امدادات منتجين كبار مثل العراق وروسيا وفنزويلا. ويرى المحللون أنه مثلما أحدث النمو المفاجئ في الطلب على النفط في الصين ثورة في سوق النفط العالمية هذا العام فان الأمر يحتاج إلى تغيير اقتصادي أو سياسي كبير لخفض الأسعار الان. وقال الاقتصادي فيليب فيرليجر في اسبين كولورادو ''التراجع عن المستويات الراهنة لن يحدث قريبا ولن يكون سهلا''. وأضاف ''يجب أن نرى زيادة في المخزونات ويحتاج ذلك بالفعل إما إلى كساد كبير أو شتاء معتدل يجعل لدينا مخزونا كبيرا من زيت التدفئة''.وأغلب الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تنتج النفط بكامل طاقتها لذلك ليس هناك فرصة لظهور زيادة مفاجئة في الامدادات تحد من الأسعار في السوق. ومشروعات التنقيب المؤهلة باسعار اليوم لتحقيق انتاج جديد تحتاج لسنوات. وأفاد تقرير لمؤسسة بي.اف.سي انرجي ''دون توقع أي أنباء خافضة للأسعار ومع اقتراب الطلب على النفط الخام من ذروته خلال العام سيكون أمام المضاربين الفرصة لمواصلة دفع الاسعار لارتفاعات جديدة في الأسابيع المقبلة''.
وقد يكون السبيل الوحيد لتهدئة اسعار النفط هو أن ترتفع الأسعار بدرجة كبيرة حتى تبلغ ذروتها فتنخفض كما يحدث في الدورات الاقتصادية.
وحتى الآن يبدو أن الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة لم يؤثر بدرجة تذكر على نمو الاقتصاد العالمي مع تباطؤ محدود في النمو الصيني وتحقيق الاقتصاد الأمريكي لنمو قوي.
لكن الاقتصاديين يحذرون من أن أسعار النفط تقترب الان من مستويات الاسعار التي ستعوق النمو العالمي وهو ما يؤدي بدوره للحد من الطلب على الوقود. ويقول ليو درولاس في مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن ''سيكون هناك أثر لاحق لاسعار النفط على الطلب. إنه أمر يحتاج لوقت لكنه يحدث والناس ينسون ذلك مما يعرضهم للخطر''.
وقال بنك باركليز كابيتال في تقرير ''في حين تجاهل الاقتصاد العالمي حتى الان ارتفاع سعر برميل النفط إلى 40 دولارا إلا أن الارتفاع المطرد عن مستوى 50 دولارا سيأخذ أسعار النفط إلى نطاق يكون لها فيه أثر ملحوظ على النشاط''.
وتغيير الرئيس الأمريكية في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل قد يكون من العوامل الأخرى المهمة التي قد تساهم في تهدئة الأسعار. ولا يرجع ذلك إلى اتجاه المرشح الديمقراطي جون كيري لتشجيع مصادر الطاقة البديلة بقدر ما يرجع إلى اعتباره من جانب البعض أقل ميلا من الرئيس الحالي جورج بوش للانخراط في أعمال عسكرية في الشرق الأوسط. وقال متعامل أوروبي في سوق النفط ''إذا كانت الولايات المتحدة أقل ميلا لخوض حرب بسبب النفط فإن نسبة كبيرة من علاوة الحرب الراهنة ستتبدد''. لكن هذا الاحتمال مازال يطغى عليه الأثر المحتمل لتعطل كبير في الإمدادات رغم أن حدوث ذلك سيواجه بسرعة بالسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية. وأضاف انه في حالة صدور قرار من مجلس الامن ضد طهران فان ''كل ما يتعين على إيران عمله لدفع أسعار النفط إلى 60 و70 و80 دولارا للبرميل هو أن تعلن وقف صادراتها كرد انتقامي على قرار لمجلس الأمن''.