المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي بابا "بوش" والسبعين حرامي



online
26-07-2002, Fri 3:13 AM
قبل أن يدخل معترك الحياة السياسية، كان بوش يمارس نشاطة كرجل أعمال، بصفته مالكاً لشركة سبكتروم 7 وهي شركة للطاقة بدأت تشق طريقها، ولكنه باع هذه الشركة عام 1986 إلى شركة (هاركن كوربوريشين) أكبر شركة للنفط والغاز ، مقابل حصوله على 200,000 حصة من الشركة، ومقعد دائم في مجلس ادارتها، وفي 22 حزيران 1990 باع أسهمه في شركة (هاركن ستوك) بـ850,000 دولار بسعر 4 دولارات للسهم، وبعد شهرين أعلن (هاركن) أن سعر السهم قد هبط إلى 2,37 دلاور، وأن خسائره الكبيرة سببها هذا الهبوط.

هل كان الرئيس بوش على علم مسبق بالنتائج الهزيلة للشركة قبل أن يبيع اسهمه؟ لقد حققت لجنة الضمانات والمصارف في هذا الموضوع في عام 1993 ولكنها قررت أن لا تتهم أحد بسبب حدوث عملية التبادل داخل الشركة، وفي عام 1994 انتخب بوش حاكما لولاية تكساس، ولكن الشكوك في نشاطاته في ميدان الأعمال، ظلت قائمة، ولم يحصل على براءة كاملة.

وكان النائب تشيني المسؤول التنفيذي الأول في شركة (هاليبورتون) وفي أهم وأكبر شركة متخصصة في التنقيب عن النفط وقد تمكنت في عهده من أن تحصل على عقود مجزية متعددة في الشرق الأوسط وأميريكا اللاتينية، ولكن في 28 أيار (مايو) فتحت لجنة الضمانات والمصارف تحقيقاً في ما إذا تشيني قد حول في تشرين الأول 1995 وآب 2000 مبلغ 100 مليون دولار عائدة لشركة (هاليبورتون) من حساب الديون إلى حساب المداخيل وكانت الشركة المتهمة بهذا التحويل هي الشركة الشهيرة (ارثر اندرسون).

وفي عام 2000 باع تشيني 100,000سهم من أسهم شركة (هاليبورتون) بــ5,1 بليون دولار، ولكن ثمن سهم شركة (هاليبورتون) هبط في السنتين الأخيرة بمقدار 70 في المائة من سعره مما دفع بحاملي الأسهم إلى إقامة دعوى ضد الشركة ومديريها بتهمة (نشر معلومات مالية خاطئة ومضللة) وقد يحال تشيني بسبب هذه القضية إلى المحكمة والآن أذا ما أعلن عن تفليسه أو فضيحة جديدة، أو عن هبوط مفاجيء سعر الدولار، فقد يرغم الرئيس بوش على أن يخوض معركة من أجل حماية وضعه السياسي.

أما في الوقت الحاضر فقد انتقل اهتمام إدارة بوش من الحرب ضد الإرهاب والهجوم على العراق إلى الأزمة المالية داخل الولايات المتحدة.

ان مهمة بوش الأولى هي الان حماية النموذج الأمريكي من الرأسمالية والحيلولة دون ارتكاب المزيد من الحماقات والجرائم والتي قد يكون متورطاً بها هو شخصياً، أن تداعي الثقة في الشركات العملاقة قضية أكثر جدية وأهمية، بالنسبة إلى ناخبي الرئيس، من مصير بلدان العالم الثالث البعيدة التي قد يصعب على الكثير من الأمريكيين تحديد موقعها على الخارطة الجغرافية
***************************************
المصدر: جريدة الحياة اللندنية، يوم الأحد 4 جمادى الأولى 1423هـ، 14 تموز (يوليه) 2002م، العدد 14358، ص 9
باتريك سيل