المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقتراح لـ"الزراعة، والصحة، والبلديات": دعوا "المالطية" تفتك بجازان واشتكوا"



محب الكل
22-07-2004, Thu 6:52 PM
قينان الغامدي

تتذكرون مرض "جنون البقر"، كانت لا تصاب بقرة في أوروبا إلا ونراها بقرنيها المنكسرين تطل علينا عبر شاشات التلفاز العالمية، ومعها تقارير مفصلة عن حالتها، وعن التحذيرات الموجهة للمواطنين، رغبة في حصر المرض بهذه البقرة وفصيلتها.
وتتذكرون "سارس" فما إن يصاب إنسان في الصين أو كوريا أو غيرهما إلا ونراه ـ أيضاً ـ على شاشات التلفاز مصحوباً بالتقارير التي تحذر والاحتياطات التي اتخذت في الشوارع والمنازل والمطارات والمستشفيات. المرض ليس عيباً، ونحن المسلمين بالذات حين يمرض أي منا فإنه قبل أن يزور الطبيب يرفع بصره إلى السماء لأنه يدرك أن ذلك ابتلاء من رب العزة والجلال ورحمة منه جل وعلا الذي دعا عباده إلى الأخذ بالأسباب. ومن هنا فإن العيب هو إخفاء المرض والتستر عليه ونفي وجوده مثلما يحدث في منطقة جازان حالياً،"الحمى المالطية" تفتك بالحيوانات والناس في وادي "عمود" في محافظة الريث، ومدير عام الزراعة في جازان عبدالله مسفر الغامدي ينفي وجود المرض، ونائبه حسن أيوب ينفي، ورئيس قسم صحة البيئة في بلدية جازان ينفي، ومدير عام الشؤون الصحية الدكتور علي القحطاني ينفي، وأعجب من كل هؤلاء وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور يعقوب المزروعي الذي أدلى بتصريح من مكتبه في مبنى الوزارة في الرياض قال فيه لصحيفة الجزيرة يوم السبت الماضي إن"الوضع الصحي في محافظة الريث مطمئن ولا توجد حيوانات نافقة وتمت توعية المواطنين". الحمد لله أنه تمت "توعية المواطنين" يا دكتور مزروعي، متى، وكيف؟ لا يهم . هؤلاء كلهم ينفون لأنهم اعتادوا أن الأمور بسيطة حتى ولو كانت كوارث في نظر العالم ولذلك فما هي المشكلة؟ نفقت خمسمئة رأس أو أقل أو أكثر من المواشي، لا ضير! أصيب عشرة مواطنين أو أقل أو أكثر.. ما المانع؟! بل قد تسمع من أحدهم مستقبلاً اعترافاً يقول "العدد كان محدوداً فلماذا المبالغة والتهويل!؟" حسنا، الآن لن أذكّر هؤلاء المسؤولين الخمسة ووزراءهم "البلديات، والزراعة، والصحة" بكارثة حمى "الوادي المتصدع" التي ظلوا هم أو من سبقوهم ينفون بنفس هذه الطريقة العجيبة حتى "وقعت الفأس في الرأس" واضطروا ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يومها أن يأتي مباشرة بالطائرة من زيارة رسمية خارج المملكة إلى منطقة جازان ليقف بنفسه على حقيقة الوضع المتردي الذي أفضى للمرض الكارثة، ويزور المصابين الذين اكتظت بهم المستشفيات ويواسيهم، أقول لن أذكّر هؤلاء المسؤولين ووزراءهم بذلك الوضع الذي أفترض أنهم لن ينسوه! لكنني سأقول لهم إنني بعد أن قرأت التحقيق الميداني المصور الذي نشرته صحيفة الوطن يوم السبت الماضي، عرفت لماذا ينفون إنه ليس لأن الأمور بسيطة كما يظنون ولكن لأنهم لا يدرون! ولذلك يدارون جهلهم بحقيقة ما يجري بالنفي! إن الطرق إلى وادي "عمود" صعبة جداً، وعورتها تحول دون الوصول إليها، لذلك أقترح على وزارات "البلديات، والصحة، والزراعة" أن تجتمع وترفع شكوى مشتركة ضد "وزارة النقل". ودعوا "المالطية" تفتك بالناس والمواشي إلى أن تكسبوا القضية ضد "النقل" على الأقل تكون الوزارات الثلاث فعلت شيئاً بدل "النفي" الذي أصبح سمة من سمات مسؤولي الجهات الثلاث في جازان.

الوطن 19-7-2004