المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصريحات بوش أدت إلى هبوط في أسعار البورصات



alharbi
24-07-2002, Wed 1:54 PM
جرينسبان ينجح في طمأنة المستثمرين ويتوقع نمواً للاقتصاد الأمريكي بـ3.5%

جدة: دينا حمدي
فشلت محاولات الرئيس الأمريكي جورج بوش لتهدئة الأوضاع في الأسواق و إعادة الثقة للمستثمرين، حيث استمرت أسواق الأسهم في الانخفاض الحاد عقب خطابي بوش الأسبوع الماضي والذي أعلن فيهما عزمه على معاقبة شركات المحاسبة التي أدى تلاعبها في حسابات المؤسسات الأمريكية العملاقة إلى إصابة المستثمرين بالذعر ورج عالم المال الأمريكي. بل إن تصريحات الرئيس زادت من توجس المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، والذين رأوا أن مقترحاته الإصلاحية جاءت ضعيفة و مبهمة مما يشكك في جدواها وأنها لا تتناسب وصعوبة الموقف. كما أن مصداقيته هو شخصيا أصبحت على المحك، الأمر الذي انعكس الاثنين الماضي حينما أكد أن الاقتصاد الأمريكي سيعاود الانتعاش "وهذه هي الحقيقة"، إذ هبط مؤشر الفوتسي في لندن 5% وانخفض عن حاجز الـ 4000 نقطة لأول مرة منذ ديسمبر 1996م، وكذلك انخفض مؤشر داو جونز بنيويورك بحوالي 440 نقطة في نفس اليوم.
و بالرغم من أن المؤشرين عاودا الصعود في اليوم التالي، إلا أن الاتجاه العام لأسواق المال العالمية و خاصة الأمريكية بات يعكس ذعر المستثمرين، إذ شهد متوسط مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضا 30% عن ذروته عام 2000م، بينما انخفض الفوتسي بأكثر من 40% خلال نفس الفترة. ولا توجد أي مؤشرات بتحسن الأوضاع حتى الآن.
وأصبحت أعين المستثمرين على آلان جرينسبان محافظ الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، و الذي يتمتع بسمعة طيبة ومصداقية عالية في أسواق المال العالمية، حيث نجحت تصريحاته في إيقاف الاتجاه السلبي لأسعار الأسهم في نيويورك و لندن. ففي خطابه أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ مساء أول من أمس الاثنين أكد جرينسبان أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في طريقه للانتعاش، و إن كان يتوقع أن تكون معدلات النمو متواضعة خلال الفترة القادمة.
وتأكيدا على كلامه، كشفت آخر أرقام الإنتاج الصناعي الأمريكي نموا مفاجئا خلال يونيو الماضي والذي بلغت نسبته 0.8% مقارنة بشهر مايو. كما عدل الاحتياطي توقعات معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي لعام 2002 لتصبح حوالي 3.5 % -3.75 %، وهي أعلى من أرقام فبراير الماضي كما جاء في مجلة الايكونوميست اللندنية.
وهناك عوامل أخرى تهدد أسواق الأسهم و أهمها ثقة المستثمر في الاقتصاد والشركات و في النظام الرأسمالي الأمريكي ذاته، التي باتت على المحك بعد سلسلة الفضائح التي شملت عمالقة الشركات الأمريكية مثل إنرون و ورلد كوم وأندرسون.
وأبدى جرينسبان تخوفا من أن يؤدي فقدان الثقة في الاقتصاد إلى التأثير سلبا على معدلات نموه وانتعاشه، ولكن لم يعد أمام الاحتياطي الكثير من الخيارات، إذ انخفضت أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها منذ 40 عاما لتصبح 1.75% ولم يعد ممكنا التخفيض أكثر من ذلك، إلا أن جرينسبان ألمح ضمنا بأنه لن يرفع الفائدة عن سعرها الجاري، في محاولة أخيرة لطمأنة المستثمرين.