المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «سابك»:187 مليون دولار خسائر قطاع الصلب العام الماضي



راجى خير
18-07-2002, Thu 8:53 AM
الرياض: أنيس القديحي
كشفت شركة سابك ان اجمالي الخسائر التي تكبدتها في قطاع صناعة الحديد 700 مليون ريال (186.6 مليون دولار) خلال عام .2001 وكشف المهندس محمد حمد الماضي نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في سابك في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان شركته نجحت في اقناع الحكومة السعودية برفع التعرفة الجمركية على منتجات المسطحات الى 12 في المائة بدلا من 5 في المائة وذلك لمواجهة عمليات الاغراق التي ينفذها عدد من الدول المصدرة الى السوقين السعودية والخليجية بكميات كبيرة وباسعار متندنية للغاية، والتي تشن حرب اسعار على المنتجات الوطنية لدرجة طرح الطن من المنتجات المسطحة بسعر يقل عن 160 دولارا، وبمواصفات متدنية.
واعتبر المهندس الماضي ان أهم الصعوبات التي تواجه صناعة الصلب في السعودية هي ارتفاع تكلفة الكهرباء ومياه التبريد، كاشفا ان شركته تسعى حاليا لاقناع الدوائر المعنية بخفض هذه التكاليف كما تدرس جدوى انشاء محطة لتوليد الكهرباء للوفاء بمتطلبات عملياتها الصناعية.
وقال الماضي ان ارتفاع مصاريف الموانئ يعد من اهم العقبات المؤثرة في عمليات تصدير منتجات الشركة للخارج، واصفا اياها بانها باهظة بمقارنتها بالتكلفة التي يتحملها المصدرون الاخرون.
وفي ما يلي نص الحوار:
* ما هي اهم الصعوبات التي تواجه صناعة الصلب السعودية في السوقين المحلية والعالمية، وكيف تصفون سياسة الاغراق التي تواجهونها من المنتجين الدوليين؟
ـ من اهم المعوقات ارتفاع تكلفة الكهربا ومياه التبريد وكذلك ارتفاع مصاريف الموانئ مقارنة بالتكلفة التي يتحملها المصدرون الاخرون، علاوة على ذلك فانه وفي اعقاب الازمة الاقتصادية في عام 1998 انخفض الطلب كثيرا على منتجات الصلب مما ادى الى ايجاد فائض كبير في الاسواق العالمية، وهو ما دفع الكثير من الدول للتصدير للاسواق السعودية والخليجية بكميات كبيرة وباسعار متدنية.
وكانت سابك قد بدأت في عام 2000 بتشغيل مصانعها المنتجة لمسطحات الصلب سعيا لايجاد فرص واسواق جديدة، وتلبية الطلب المحلي المتزايد على هذه المتنجات، لكن دولا اخرى عمدت في الوقت ذاته الى اغراق السوق السعودية بمنتجاتها، وشن حرب اسعار، وغمرت السوق بمنتجات متدنية الجودة، وباسعار تقل عن تكلفة الانتاج، وقد ساعد على مزيد من التدني خفض التعرفة الجمركية على هذه المنتجات في السعودية من 12 في المائة الى 5 في المائة، فكانت نتيجة ذلك تكبد صناعة الحديد التي تتولاها سابك في عام 2001 خسائر تقدر بحوالي 700 مليون ريال رغم انتهاج الشركة كل السياسات الممكنة لخفض تكاليف عملياتها، وازاء ذلك كله، تبذل سابك جهودا مع شركة الكهرباء السعودية والمؤسسة العامة للموانئ بشأن خفض التعرف والرسوم الى المستويات التي تعينها على مجابهة التحديات العالمية.
وفي ما يتعلق بالسياسيات الاغراقية لم تدخر الشركة جهدا في مخاطبة الدوائر الحكومية المعنية لاصدار تشريعات حاسمة لوقف هذه السياسات الضارة بالاقتصاد السعودي، وقد تم بالفعل رفع التعرفة الجمركية على منتجات المسطحات الى 12 في المائة غير ان ذلك ليس كافيا لمواجهة الاغراق، ولا نزال نتطلع الى صدور نظام مكافحة الاغراق في اقرب فرصة ممكنة، لا سيما وقد لجأت العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الاميركية والصين وبلدان الاتحاد الاوروبي قامت فعليا بفرض حماية لمنتجاتها من الصلب.

* ما هو حجم صادرات سابك من الصلب؟ وما ابرز معوقات نجاح عمليات التصدير؟
ـ استهدفت صناعة الصلب السعودية منذ البداية تلبية متطلبات الاسواق المحلية والاقليمية كما نجحت في الوصول بمنتجاتها الى بلدان ظلت لزمن طويل تصدر الصلب الى اسواق السعودية مثل كوريا وتايوان، الا ان عمليات التصدير لم تواصل الانطلاقة المنشودة في ظل تدني الاسعار العالمية، وانتهاج العديد من البلدان سياسات حمائية لصناعاتها المحلية وفرض رسوم جمركية عالية على الصادرات، اضافة الى الارتفاع الكبير لتكاليف التصدير عبر الموانئ، وهو ما ساهم في انخفاض حجم صادرات سابك من منتجات الصلب والتوقف التام عن تصدير بعض النوعيات، واضطرار الشركة الى ايقاف بعض خطوط الانتاج بمصانعها في كثير من الاحيان، مما رفع التكلفة الانتاجية وسبب بعض الخسائر المادية، بينما يحظى بعض منافسي سابك من الدول الاخرى بحوافز تشجيعية لعملياتهم التصديرية.

* ما هي الاثار الناجمة عن تصعيد الولايات المتحدة اجراءات الحماية لصناعة الصلب بما في ذلك فرض التعرفة الجمركية او الحصص التجارية او سياسات الدعم والحوافز؟
ـ حين فرضت الولايات المتحدة الاميركية تعرفة جمركية على جميع وارداتها من الصلب حماية لمنتجاتها المحلية، حفز ذلك العديد من دول الاتحاد الاوروبي والصين واندونيسيا، وغيرها على انتهاج نفس الصعيد، وتحول الكثير من المصدرين الى البلدان التي لا تنتهج نفس السياسات الحمائية لمنتجاتها المحلية ومنها اسواق السعودية والدول العربية الخليجية، وهو ما ادى الى تفاقم مشكلة الاغراق، ومواصلة مسلسل تدني الاسعار، وغزو السوق بمنتجات تخلو من الجودة والمواصفات ومن ثم الإضرار بحصة سابك والمستهلكين عموما جراء استخدامهم منتجات رديئة المواصفات
* ما هي استراتيجية سابك لتعزيز ربحية قطاع صناعة الصلب؟
ـ تنتهج سابك استراتيجية حديثة تستهدف خفض تكاليف الانتاج الى الحد الامثل دونما اخلال بمواصفات الجودة، بما في ذلك تحسين العمليات ورفع الطاقة الانتاجية لخفض التكاليف الثابتة، ومواصلة البحث عن مصادر المواد الخام المنافسة، لكن تظل تكاليف الكهرباء ومياه التبريد مرتفعة للغاية مقارنة بمثيلاتها في الصناعية، لذا تسعى الشركة جاهدة لاقناع الدوائر المعنية بخفض هذه التكاليف، كما تدرس جدوى انشاء محطة لتوليد الكهرباء للوفاء بمتطلبات عملياتها الصناعية.

* هل هناك نية لتقليص استثمارات الشركة في قطاع الصلب، حيث لا تشير التوقعات الى حل ازمة الصلب العالمية في المستقبل القريب، وهل لدى سابك نية لتغيير سياستها التصنيعية والتسويقية لمواجهة خسائر قطاع الصلب؟
ـ ان الاجابة هي عكس ما يتوقعه السؤال، فالمعروف ان زيادة الطاقة الانتاجية هي اهم العوامل التي تساعد على خفض تكلفة الانتاجية الثابتة.
والشركة تسعى الان لزيادة الطاقة السنوية لمصانع مسطحات الصلب لتصل الى 2.3 مليون طن مقابل 850 الف طن حاليا، كما تخطط لتنويع منتجات الصلب الطويلة والمسطحة لبلوغ اسواق جديدة، كذلك انتاج توعيات تحقيق المردود المادي الاعلى، لا سيما النوعيات غير المنتجة سوى بعدد محدود من المصانع العالمية، وهو ما سوف يسهم في تحسين وضع الشركة التنافسي.