المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقلية الإدارية والتغيير



الحامي
14-07-2002, Sun 1:14 PM
العقلية الإدارية والتغيير

التاريخ: 6/6/2002 م

قبل عدة سنوات...! كنت أراجع إحدى الإدارات في الرياض، من أجل استصدار أمر روتيني لجهة أخرى تتبعها، وبعد عرض الموضوع على المدير، أمر القسم المختص بإعداد خطاب التوجيه ، وطلب مني رئيس القسم رقم صندوق البريد الخاص بي لإرسال نسخة ( المتابعة ) من الخطاب بالبريد ففرحت بذلك وسررت لتزويدي بنسخة خاصة على صندوق بريدي بدون أن يجشموني عناء الطريق " جزاهم الله خيراً " .
وحيث كنت على عجلة من أمري، فقد ذهبت في اليوم التالي إلى ذلك القسم، وعلمت أن الخطاب قد تم ارساله، وهم بصدد ارسال النسخة الخاصة بي إلى البريد، فاستمهلت الموظف، وطلبت منه أن يناولني النسخة بيدي، حيث إنني قد حضرت ولأن صندوق بريدي في ذلك الوقت يوجد في مجمع الاتصالات في المرسلات الذي كان بعيداً في تلك الأيام.
لكنني فوجئت باصرار الموظف على ارسال الخطاب فهذه هي الأوامر، وعبثاً حاولت أن أشرح له أن أصل ارسال نسخة إلى البريد هي لإراحة المواطن بدلاً من التردد على هذه الإدارة، وراحتي في هذا الوقت هو تسلمي النسخه بيدي وليس ارسالها الى صندوق بريدي. وحين وجدت انه لا فائدة من الشرح اضطررت إلى التحدث مع المدير الذي تفهم الوضع وأمر بتسليمي النسخة .
تذكرت هذا .. وأنا اسمع تصريحات بعض المسؤولين في القطاعات الحكومية بان الحكومة الالكترونية، ستبدأ أعمالها في الإدارات الحكومية بعد ثلاث سنوات، وهذا عجيب وغريب ..! فلا أذكر أن هناك خطة معلنه لذلك، ولم أشاهد خطة إعلامية لتهيئة المواطن لهذه النقلة والأهم من ذلك كله خطة الاستعداد والتهيئة للموظف الحكومي .
وأحد أهم أهداف الحكومة الالكترونية هي تقديم الخدمات للمواطن عبر الإنترنت، ولكن إذا كانت هناك أمثلة للموظف السالف قصته في الأجهزة الحكومية، فسيكون من الصعوبة إدراك أهداف ومقاصد الحكومة الإلكترونية، ناهيك عن التفاعل معها .
لذلك فإنه إذا اريد لهذه الطموحات أن تنجح وان يستفيد منها المواطنون، فينبغي أن تبذل جهود كبيرة لإحداث تغيير في قناعة الموظفين وتوجيههم نحو تقديم خدمة جيدة وسريعة للمواطن، وفي فهم الدور الحقيقي الذي تقدمه الإنترنت وخدماتها في تسهيل حصول المواطن على الخدمات وفي توفير وقته ووقت الأجهزة الحكومية.
ولكنني اخشى أن يتم بناء الجزء الأول من أساسيات الحكومة الإلكترونية وهو الأسهل، وأقصد به "البنية الأساسية" (كالشبكات والأجهزة والأنظمة) وينسى الجزء الثاني والأهم وهو تغيير العقلية الإدارية.