فهدعبدالله
16-06-2004, Wed 8:31 PM
ينقسم الناس بشكل عام إلى أربعة أقسام، وكل قسم يتفاوت فيه الناس بشكل كبير، فلا توجد بصمة تشبه الأخرى ولا وجهاً يطابق غيره تماماً.. هناك مسافات!
وهذه الأقسام الأربعة هي:
1- الرجل الذي ينفع ويضر:
ومعظم الناس من هذا الطراز بشكل عام، ولكن مع اختلافات فردية شاسعة، في الكيف والكم..
هناك من يزيد نفعه على ضرره،.. وهناك العكس..
ويوجد رجل ينفع حباً في المكارم والخير..
وآخر لا ينفع إلا مقايضة، ولمصلحة ينالها، عاجلة أو آجلة، فيما يسمى (تبادل المنافع)..
وقد يكون أسخى من الأطراف الأخرى في تبادل المنافع، أو أبخل وأشد تدقيقاً ومقايضة وموازنة!
وقد ينفع وهو راض وبدون تعب من الطرف الآخر..
وهناك آخرون لا ينفعون إلا وهم كارهون!
وهناك من ينسى معروفه إذا عمله، أو على الأقل يتظاهر - أدباً وحياء - بنسيانه، وهناك من لا ينساه أبداً.. وقد يكبر في عينه وهو صغير.. وقد يمن به على الآخرين!
هذا في مجال النفع..
أما في مجال الضر فالاختلاف أكبر وأخطر!
فهناك من لا يضر ابتداءً، ولكنه لا يغفر أن يضر به الآخرون، ويكافئهم بمثل ذلك فوراً أو على مهل.. يبادر بالجزاء أو يحفظ الموقف حتى تحين الفرصة!
وهناك من يسعى للإضرار بمن لم ينفعوه وإن كانوا لم يضروه.. وهذا أسوأ من سابقه.. وفيهم من يعتمد الطرق الخسيسة في الإضرار ويطعن في الخلف جزاء لمن أضر به، مهما سلك الطرف الثاني..
وآخر لا يطعن من الخلف ولا ينزل إلى درك الخسة ولكنه يتلمس سبل الإضرار بأسباب فعليه.. ومن تلمس شيئا وجده..
هنالك - في هذا المجال - من يملك تمييزاً سليماً فيقدم النفع أولاً لمن يستحق ذلك، وهناك من يخبط خبط عشواء وللموضوع حالات كثيرة يستطيع المتأمل التفكير فيها..
2- الرجل الذي يضر ولا ينفع:
وهذا أسوأ الرجال.. قريب من الشر بعيد عن الخير..
وهو إما يصدر منه الشر والضرر طبعا وخلقة وجبلة فيه كالكلب العقور الذي قال فيه الشاعر:
يسطو بلا سبب
وتلك طبيعة الكلب العقور؟
أو أنه يكره الناس ويحقد عليهم ويسعى إلى الضرر والإضرار ما وجد إليه سبيلا أما النفع والخير والبر فكلمات لا يعرفها ولا توجد في قاموسه..
وهذا النوع من الرجال نادر التواجد والحمد الله ولكنه مؤذ خطير.. وعمله نوع من الفساد والإفساد.. وقد قال الله عز وجل:
"ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" الآية 205من سورة البقرة.
وفي الغالب هذا النوع من أصحاب (الشخصية السيكوباتية) وقد أثبت علماء النفس أن (السيكوباتي الكامل) لا يصدر منه إلا الشر والضرر والفساد، وإن كان ذكياً يعجبك بالكلام، ومعظم (السيكوباتيين) أذكياء بارعون في التخفي والخداع وتحقيق مآربهم بطرق خفية ملتوية، ومآربهم في الحياة تتلخص في لذائذهم وشهواتهم ولا يتورعون عن إلحاق كل الضرر بالآخرين في سبيل تحقيق تلك المآرب، بل إنهم يرتكبون في سبيلها مختلف الجرائم أيضا ويعتمدون على ذكائهم الذي لابد أن ينفضح.. لا أحد يستطيع خداع كل الناس كل الوقت!
3- الرجل الذي لا ينفع ولا يضر:
ويقال عنه في تعبيرنا الشعبي (كاف خيره وشره) وقد يقولون عنه (دابة سليمة)!!وهم يتصفون بذلك لأنهم لا يملكون نفعاً ولا ضراً أصلاً.. أو لأسباب أخرى الله يعلمها..
على أي حال فإن العرب يعتبرون ذلك عيبا في الرجل، ويرون أن وجوده كعدمه، وبعضهم يرى أن مجرد كف الأذى يعتبر خيراً، وهذا هو الصواب، فإن من كف آذاه وضرره عن الناس قد قام بعمل طيب على أي حال والذي لا ينفعك أبداً ولكنه كاف شره هو مريح ومأمون وإن كان لم يبلغ المأمول..
على اية حال لا يوجد أقوى من التعبير الشعبي عن هذا النوع من الناس وهو وصفهم له بأنه:
"دابة سليمة"!!
4- الرجل الذي ينفع ولا يضر:
وهو أفضل الرجال..
كما أن الرجل الذي يضر ولا ينفع هو أسوأ الرجال على الإطلاق..
الرجل الذي ينفع ولا يضر موجود وإن لم يكن بكثرة غير أن الواحد من هذا النوع النفيس الأصيل يغني عن ألوف، فهو كالشمس والغيث، ومن هذا النوع من الناس يخرج العظماء والمصلحون والذين يمتد نفعهم إلى المجتمع كله وربما إلى الملايين وربما إلى كل العصور..
وطراز رفيع مثل هذا قادر على الإضرار ولكنه يكرهه ويتجنبه ويتحاشاه، قد شغله الخير عن الشر، والنفع عن الضر، ولا يوجد لديه وقت ولا قابلية للشرور..
وقد يتسامى نفعه ويغزر عطاؤه وبذله حتى يبلغ مرتبة المصلحين العامين، وقد يقتصر نفعه على المقربين ونحوهم - وإن كان دائماً قريبا من الخير - وبين هذين نماذج ومسافات..
هذا الطراز النفيس من البشر هو الذي يعلي شأن القيم، ويشعر حقا أن الدنيا بخير، ويسهم في بناء الحضارة وتجميل الحياة ويكون بهجة لكل من يعرفه، ويجعل عمل الخير ويحسن وجه المعروف لدى من راقبوه ورأوا سلوكه المتميز الجميل، فهو خيّر من كل الوجوه، يعمل الخير ويدعو له بلسان الحال قبل المقال..
إن هذا النوع من الرجال، والذين اعتاد الواحد منهم على حسب الخير وعشق العطاء واصطحاب الإخلاص وانتهاج الإيثار يسعد بهم من عاشرهم ومن عرفهم بل ومن مر بهم يوماً من الأيام فهم كأنسام الربيع تنعش وتحيي، وكمطر الوسمي تخضر له الأرض..
وهذه الأقسام الأربعة هي:
1- الرجل الذي ينفع ويضر:
ومعظم الناس من هذا الطراز بشكل عام، ولكن مع اختلافات فردية شاسعة، في الكيف والكم..
هناك من يزيد نفعه على ضرره،.. وهناك العكس..
ويوجد رجل ينفع حباً في المكارم والخير..
وآخر لا ينفع إلا مقايضة، ولمصلحة ينالها، عاجلة أو آجلة، فيما يسمى (تبادل المنافع)..
وقد يكون أسخى من الأطراف الأخرى في تبادل المنافع، أو أبخل وأشد تدقيقاً ومقايضة وموازنة!
وقد ينفع وهو راض وبدون تعب من الطرف الآخر..
وهناك آخرون لا ينفعون إلا وهم كارهون!
وهناك من ينسى معروفه إذا عمله، أو على الأقل يتظاهر - أدباً وحياء - بنسيانه، وهناك من لا ينساه أبداً.. وقد يكبر في عينه وهو صغير.. وقد يمن به على الآخرين!
هذا في مجال النفع..
أما في مجال الضر فالاختلاف أكبر وأخطر!
فهناك من لا يضر ابتداءً، ولكنه لا يغفر أن يضر به الآخرون، ويكافئهم بمثل ذلك فوراً أو على مهل.. يبادر بالجزاء أو يحفظ الموقف حتى تحين الفرصة!
وهناك من يسعى للإضرار بمن لم ينفعوه وإن كانوا لم يضروه.. وهذا أسوأ من سابقه.. وفيهم من يعتمد الطرق الخسيسة في الإضرار ويطعن في الخلف جزاء لمن أضر به، مهما سلك الطرف الثاني..
وآخر لا يطعن من الخلف ولا ينزل إلى درك الخسة ولكنه يتلمس سبل الإضرار بأسباب فعليه.. ومن تلمس شيئا وجده..
هنالك - في هذا المجال - من يملك تمييزاً سليماً فيقدم النفع أولاً لمن يستحق ذلك، وهناك من يخبط خبط عشواء وللموضوع حالات كثيرة يستطيع المتأمل التفكير فيها..
2- الرجل الذي يضر ولا ينفع:
وهذا أسوأ الرجال.. قريب من الشر بعيد عن الخير..
وهو إما يصدر منه الشر والضرر طبعا وخلقة وجبلة فيه كالكلب العقور الذي قال فيه الشاعر:
يسطو بلا سبب
وتلك طبيعة الكلب العقور؟
أو أنه يكره الناس ويحقد عليهم ويسعى إلى الضرر والإضرار ما وجد إليه سبيلا أما النفع والخير والبر فكلمات لا يعرفها ولا توجد في قاموسه..
وهذا النوع من الرجال نادر التواجد والحمد الله ولكنه مؤذ خطير.. وعمله نوع من الفساد والإفساد.. وقد قال الله عز وجل:
"ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" الآية 205من سورة البقرة.
وفي الغالب هذا النوع من أصحاب (الشخصية السيكوباتية) وقد أثبت علماء النفس أن (السيكوباتي الكامل) لا يصدر منه إلا الشر والضرر والفساد، وإن كان ذكياً يعجبك بالكلام، ومعظم (السيكوباتيين) أذكياء بارعون في التخفي والخداع وتحقيق مآربهم بطرق خفية ملتوية، ومآربهم في الحياة تتلخص في لذائذهم وشهواتهم ولا يتورعون عن إلحاق كل الضرر بالآخرين في سبيل تحقيق تلك المآرب، بل إنهم يرتكبون في سبيلها مختلف الجرائم أيضا ويعتمدون على ذكائهم الذي لابد أن ينفضح.. لا أحد يستطيع خداع كل الناس كل الوقت!
3- الرجل الذي لا ينفع ولا يضر:
ويقال عنه في تعبيرنا الشعبي (كاف خيره وشره) وقد يقولون عنه (دابة سليمة)!!وهم يتصفون بذلك لأنهم لا يملكون نفعاً ولا ضراً أصلاً.. أو لأسباب أخرى الله يعلمها..
على أي حال فإن العرب يعتبرون ذلك عيبا في الرجل، ويرون أن وجوده كعدمه، وبعضهم يرى أن مجرد كف الأذى يعتبر خيراً، وهذا هو الصواب، فإن من كف آذاه وضرره عن الناس قد قام بعمل طيب على أي حال والذي لا ينفعك أبداً ولكنه كاف شره هو مريح ومأمون وإن كان لم يبلغ المأمول..
على اية حال لا يوجد أقوى من التعبير الشعبي عن هذا النوع من الناس وهو وصفهم له بأنه:
"دابة سليمة"!!
4- الرجل الذي ينفع ولا يضر:
وهو أفضل الرجال..
كما أن الرجل الذي يضر ولا ينفع هو أسوأ الرجال على الإطلاق..
الرجل الذي ينفع ولا يضر موجود وإن لم يكن بكثرة غير أن الواحد من هذا النوع النفيس الأصيل يغني عن ألوف، فهو كالشمس والغيث، ومن هذا النوع من الناس يخرج العظماء والمصلحون والذين يمتد نفعهم إلى المجتمع كله وربما إلى الملايين وربما إلى كل العصور..
وطراز رفيع مثل هذا قادر على الإضرار ولكنه يكرهه ويتجنبه ويتحاشاه، قد شغله الخير عن الشر، والنفع عن الضر، ولا يوجد لديه وقت ولا قابلية للشرور..
وقد يتسامى نفعه ويغزر عطاؤه وبذله حتى يبلغ مرتبة المصلحين العامين، وقد يقتصر نفعه على المقربين ونحوهم - وإن كان دائماً قريبا من الخير - وبين هذين نماذج ومسافات..
هذا الطراز النفيس من البشر هو الذي يعلي شأن القيم، ويشعر حقا أن الدنيا بخير، ويسهم في بناء الحضارة وتجميل الحياة ويكون بهجة لكل من يعرفه، ويجعل عمل الخير ويحسن وجه المعروف لدى من راقبوه ورأوا سلوكه المتميز الجميل، فهو خيّر من كل الوجوه، يعمل الخير ويدعو له بلسان الحال قبل المقال..
إن هذا النوع من الرجال، والذين اعتاد الواحد منهم على حسب الخير وعشق العطاء واصطحاب الإخلاص وانتهاج الإيثار يسعد بهم من عاشرهم ومن عرفهم بل ومن مر بهم يوماً من الأيام فهم كأنسام الربيع تنعش وتحيي، وكمطر الوسمي تخضر له الأرض..