محمد حافظ
04-07-2002, Thu 2:08 PM
<center>
http://www.alsaha.com/newimg/basmala.gif
بقلم: محمد السماك
خلال زيارة عمل قمت بها لجدة في الشهر الماضي دعاني احد الاصدقاء للقاء مجموعة من المثقفين السعوديين. وما ان جلست في المقعد المجاور له في سيارته الخاصة التي كان يقودها بنفسه حتي بادرني قائلا: أود أن أعتذر اليك لأن سيارتي امريكية الصنع. لقد اشتريتها منذ مدة, ولكنني سوف اعمل علي التخلص منها قريبا ولو بخسارة, فأرجو الاتؤاخذني اذا نقلتك بسيارة من صنع امريكي!!
وضعني هذا الاعتذار العفوي الصادق امام مفاجأة كبيرة تتمثل ليس فقط في حجم الاستياء السعودي من السياسة الامريكية, انما في الاعراب الجريء والمباشر عن هذا الاستياء.
ومافعله صديقي بالنسبة لسيارته فعله سعوديون كثيرون بالنسبة لاشياء عديدة اخري من السيارة حتي علبة البسكويت. يؤكد ذلك انخفاض الصادرات الامريكية الي المملكة العربية السعودية بنسبة43 بالمائة في الربع الاول من العام الجاري اي من1.74 مليار دولار الي987 مليون دولار.يعرف الامريكيون ان الدعوة لمقاطعة البضائع والمنتجات الامريكية تلقي اذانا صاغية لدي المواطنين السعوديين. ولذلك فانهم يتوقعون ان تشهد نهاية العام الجاري تراجعا أكبر في حجم الصادرات الامريكية الي المملكة التي كانت قد وصلت في عام2000 الي حوالي6.2 مليار دولار.
ولاشك في ان المستفيد الاول من ذلك هما اوروبا واليابان. فقد زادت نسبة الصادرات الفرنسية وحدها الي المملكة حوالي13 بالمائة, وزادت نسبة الصادرات اليابانية20 بالمائة, ومن الملاحظ ان الصادرات البريطانية تعاني تراجعا متلازما مع تراجع الصادرات الامريكية ولو بنسبة اقل.
لاشك في ان المقاطعة الشعبية الواسعة للمنتجات الامريكية الحقت ضررا بالتجارة الخارجية للولايات المتحدة. وقد يصبح الضرر اكبر عندما تصل المقاطعة الي الشركات الامريكية الكبري العاملة في المملكة والتي تزيد عددها علي الـ500 شركة إلا ان الضرر الاكبر هو في نظرة المواطن السعودي الي الولايات المتحدة. فاذا كان امتلاك سيارة امريكية الصنع اصبح عيبا, واذا كان استخدام مثل هذه السيارة يخدش مشاعر وطنية ويتطلب تقديم الاعتذار, واذا كان التخلص منها يعبر عن نوع من الرضا النفسي.. فان معني ذلك ان ثمة امرا بالغ الخطورة لابد من التوقف امام دلالاته العميقة.
اولي هذه الدلالات ان المواطن السعودي ليس المواطن العربي الوحيد الذي يعبر بالمقاطعة عن عدم رضاه علي السياسة الامريكية في الشرق الاوسط, ان الاستياء من هذه السياسة يعم العالم العربي من اقصاه الي اقصاه واللجوء الي مقاطعة المنتجات الامريكية تعبيرا عن هذا الاستياء يشمل الشعوب العربية الاخري, الا انه اكثر مايبرز في المملكة العربية السعودية بسبب حجم التبادل التجاري بين المملكة والولايات المتحدة والذي يبلغ حوالي20.5 مليار دولار في العام( احصاء عام2000).
المصـــدر جريدة الأهرام المصــرية
الأربعاء السنة 2002 يوليو 3 - 22 من ربيع الآخر 1423هــ 126-العدد 42212
ســجل شــكرك ... لأبناء الســعودية المخلصين
http://www.alsaha.com/newimg/basmala.gif
بقلم: محمد السماك
خلال زيارة عمل قمت بها لجدة في الشهر الماضي دعاني احد الاصدقاء للقاء مجموعة من المثقفين السعوديين. وما ان جلست في المقعد المجاور له في سيارته الخاصة التي كان يقودها بنفسه حتي بادرني قائلا: أود أن أعتذر اليك لأن سيارتي امريكية الصنع. لقد اشتريتها منذ مدة, ولكنني سوف اعمل علي التخلص منها قريبا ولو بخسارة, فأرجو الاتؤاخذني اذا نقلتك بسيارة من صنع امريكي!!
وضعني هذا الاعتذار العفوي الصادق امام مفاجأة كبيرة تتمثل ليس فقط في حجم الاستياء السعودي من السياسة الامريكية, انما في الاعراب الجريء والمباشر عن هذا الاستياء.
ومافعله صديقي بالنسبة لسيارته فعله سعوديون كثيرون بالنسبة لاشياء عديدة اخري من السيارة حتي علبة البسكويت. يؤكد ذلك انخفاض الصادرات الامريكية الي المملكة العربية السعودية بنسبة43 بالمائة في الربع الاول من العام الجاري اي من1.74 مليار دولار الي987 مليون دولار.يعرف الامريكيون ان الدعوة لمقاطعة البضائع والمنتجات الامريكية تلقي اذانا صاغية لدي المواطنين السعوديين. ولذلك فانهم يتوقعون ان تشهد نهاية العام الجاري تراجعا أكبر في حجم الصادرات الامريكية الي المملكة التي كانت قد وصلت في عام2000 الي حوالي6.2 مليار دولار.
ولاشك في ان المستفيد الاول من ذلك هما اوروبا واليابان. فقد زادت نسبة الصادرات الفرنسية وحدها الي المملكة حوالي13 بالمائة, وزادت نسبة الصادرات اليابانية20 بالمائة, ومن الملاحظ ان الصادرات البريطانية تعاني تراجعا متلازما مع تراجع الصادرات الامريكية ولو بنسبة اقل.
لاشك في ان المقاطعة الشعبية الواسعة للمنتجات الامريكية الحقت ضررا بالتجارة الخارجية للولايات المتحدة. وقد يصبح الضرر اكبر عندما تصل المقاطعة الي الشركات الامريكية الكبري العاملة في المملكة والتي تزيد عددها علي الـ500 شركة إلا ان الضرر الاكبر هو في نظرة المواطن السعودي الي الولايات المتحدة. فاذا كان امتلاك سيارة امريكية الصنع اصبح عيبا, واذا كان استخدام مثل هذه السيارة يخدش مشاعر وطنية ويتطلب تقديم الاعتذار, واذا كان التخلص منها يعبر عن نوع من الرضا النفسي.. فان معني ذلك ان ثمة امرا بالغ الخطورة لابد من التوقف امام دلالاته العميقة.
اولي هذه الدلالات ان المواطن السعودي ليس المواطن العربي الوحيد الذي يعبر بالمقاطعة عن عدم رضاه علي السياسة الامريكية في الشرق الاوسط, ان الاستياء من هذه السياسة يعم العالم العربي من اقصاه الي اقصاه واللجوء الي مقاطعة المنتجات الامريكية تعبيرا عن هذا الاستياء يشمل الشعوب العربية الاخري, الا انه اكثر مايبرز في المملكة العربية السعودية بسبب حجم التبادل التجاري بين المملكة والولايات المتحدة والذي يبلغ حوالي20.5 مليار دولار في العام( احصاء عام2000).
المصـــدر جريدة الأهرام المصــرية
الأربعاء السنة 2002 يوليو 3 - 22 من ربيع الآخر 1423هــ 126-العدد 42212
ســجل شــكرك ... لأبناء الســعودية المخلصين