احذروا هؤلاء التجار

[نديم الحيارى]

تاجر يتاجر بدينه ، وتاجر يتاجر بوطنيته ، وتاجر يتاجر بموقعه ، فكيف يتم ذلك:
الأول هو من يسخر معرفته بالقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ، لتحقيق مكاسب دنيوية ، حتى وإن أضر بالأخرين ، وهذه الفئة هم من عناهم صلى الله عليه وسلم بقوله: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر الرامي في النصل فلا يرى شيئا ، وينظر في القدح فلا يرى شيئا ، وينظر في الريش فلا يرى شيئا ، ويتمارى في الفوق ، هل علق به من الدم شيء" متفق عليه ، عن أبي سعيد الخدري.
والثاني: يشد إنتباهتك بكتاباته الوطنية ، التي قد تتعدى إلى الثورية ، وقد تراه بين الحين والأخر في أحد القنوات الفضائية ، ينتقد بكل جرأة ، وإن كنت في الخارج تجده
رئيسا أو عضوا في جهات معارضة ، وهو في الغالب يمارس العمل المكلف به ، لوضع الطعم للآسماك المغفلة ، التي تكشف عن زعانفها المخبأة.
والثالث: يعلن عن إفتتاح موقع بإسم شخص معين ، تعود الناس على متابعة أخباره ، لسبب أو لآخر ، وهدف الموقع قد لا يختلف كثيرا عن أهداف المتاجر بوطنيته ، وإذا ما أحسنا الظن به ، فلا ننسى أن معظم المواقع ، مرتبطة عمليا بشركات أمريكية ،
إذاً فقبل أن تقرأ ما كتبته ، يكون هناك من قرأه قبل نشره ، بحثا عن كلمة أو جملة لم تفكر ، حين كتبتها، أنها ستحلل وتفهم بطريقة اخرى.