المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (تاسي.. ودوخة راسي)



THE MASK
23-05-2004, Sun 10:55 AM
(تاسي.. ودوخة راسي)

التاريخ: الأحد 2004/05/23 م
مطشر طراد المرشد


لمن لا يعرف ماذا تعني كلمة تاسي أو (TASI) أقول إنها اختصار يشير إلى مؤشر تداول للأسهم السعودية والتي تذبذبت بشكل غير صحي خلال الأسبوع الماضي. ولقد تحرك مؤشر سوق الأسهم بنطاق سعري واسع خلال أقل من ثلاث جلسات تداول حيث تراجع من ما يقارب 6200نقطة إلى حوالي 5615نقطة ومن ثم عاد ليرتفع ويغلق الأسبوع عند 6031نقطة. فمن الواضح أن نسبة التذبذب كانت مرتفعة وسجلت نسبة 9% سعري غير طبيعي زاد من حدة تذبذب الأسعار وتحول اتجاه المؤشر من 140نقطة هبوطاً إلى 255نقطة ارتفاعاً وكل هذا في أقل من ساعتي تداول ما أثار موجة من الشائعات والتخمينات غير المدروسة.
وهنا يجب التذكير بأن استمرار التذبذب الشرس والتحرك غير المنضبط لأسعار الأسهم قد يؤدي لفقدان ثقة المستثمرين في سوق المال السعودي ويدفع صغار المدخرين نحو الخروج وعدم العودة لشراء وبيع الأسهم. بهذا تفقد سوقنا المحلية أحد أهم دعائمها وهم صغار المستثمرين وتصبح قاعدتها هشة بسبب ضيق شريحة المتعاملين وبطء تدفق رؤوس الأموال نحو سوق الأسهم. ولهذا نتساءل من المستفيد من استمرار الوضع الحالي رغم خطورته على مستقبل الاقتصاد الوطني ولماذا يصل ضعف إدارة السوق لحد أنها تصبح المصدر الرئيسي للمضاربة؟؟
إننا نتحدث عن جزء من القطاع المالي بالنسبة للاقتصاد الوطني حيث تعتبر سوق الأسهم هي الوعاء الاستثماري الأهم لمدخرات أفراد المجتمع وهي بنفس الوقت تعتبر المصدر الرئيسي للسيولة التي تحتاجها المشاريع الاستثمارية. ولذلك يجب أن تحرص الجهات المخولة بإدارة هذا السوق على اتخاذ الخطوات المناسبة لدعم متانة سوق الأسهم وتجعلها تتحرك بشكل متزن عن طريق التدخل المدروس وغير المرتبك لكي لا تفقد السوق ثقة المتعاملين. أيضاً يجب أن تختار الجهات الرسمية التوقيت المناسب والطرق المناسبة للتدخل بعيداً عن تأثير أصحاب الأهداف الشخصية أو الذين يمتلكون محافظ كبيرة للمضاربة في سوق الأسهم.. ففي كل أسواق العالم تحدث هزات سعرية في بعض الأحيان وينتج عنها بعض الخسائر مما يزيد من نضج تلك الأسواق ويرفع من مستوى خبرات المتعاملين خاصة الصغار منهم، ولا تتدخل أي جهة لرفع أو خفض الأسعار إلا في حالات معينة لتصحيح خلل ناتج عن تجاوز الأنظمة والقوانين أو بسبب حالة طارئة على المستوى القومي.
وعلى المستوى المحلي أرى أن ارتفاع أسعار مؤشر سوق الأسهم واختراقه لحاجز 5200نقطة كان مبرراً نظراً لتحسن المناخ الاقتصادي في بلادنا وتحقيق أغلب الشركات المساهمة نتائج إيجابية بنهاية العام الماضي واستمرار ارتفاع أرباح تلك الشركات في الربع الأول من العام الحالي. فقد سبق وأن تطرقت منذ بداية عام 2003م عبر تحليل ربع سنوي ينشر في مجلة الاقتصاد السعودية عن تفاؤلي بمستقبل سوق الأسهم السعودي وأن الأسعار ستتخطى حاجز الخمسة آلاف. ولكنني ورغم استمرار العوامل الإيجابية في الاقتصاد الوطني واتساع شريحة المتعاملين شعرت بأن التخطي السريع لمستوى 5500نقطة دون توقف تصحيحي سينتج عنه هزة قوية قد تخرج معظم المشاركين الجدد في نشاط سوق الأسهم. فكان هناك دليل واضح ينعكس من التحليل الفني بأن القفزات السعرية السريعة بين 5000و 6200نقطة أدت لتكوين ثغرات (Gaps) سيكون من الصعب الاستمرار دون حدوث تصحيح سعري لملء تلك الفراغات. لذلك كنت أحذر صغار المستثمرين من عدم المبالغة في المضاربة وتجنب الانجراف خلف التحليلات المضللة التي تطلقها محافظ محترفة ويسيطر عليها مضاربون كبار يستطيعون بخلاف المستثمر الصغير من الحصول على المعلومات الحساسة والسرية قبل غيرهم.
وفور حدوث التراجع التصحيحي خلال منتصف الأسبوع الماضي سادت حالة من التوتر بين أوساط المتعاملين وذكرت بعض الصحف أن عدداً من حالات الإغماء قد حدثت في صالات تداول الأسهم. لذلك يجب تحذير صغار المتعاملين وتذكيرهم بأن المجازفة غير المدروسة والمبالغة في المضاربة قد ينتج عنهما خسائر تمحو جميع الأرباح المتحققة إلى الآن. وقد يكون الوضع أسوأ في بعض الحالات التي تستخدم فيها مبالغ التسهيلات البنكية. والتحذير موصول لصديقي أبي سلطان الذي ترك البداوة وهجر مجلس جماعته ولم يعد يهتم بالنقاشات حول ما يسر القلب من الحواشي والخراف بل أصبح يتحدث باستمرار عن مؤشر تاسي لدرجة أنه سبب لي دوخة راسي.
:cool: