المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب ضد سورية مسألة وقت



سيف الخيال
29-06-2002, Sat 7:01 PM
رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: الحرب ضد سورية مسألة وقت


في تسريب اعلامي مكشوف من قيادة الجيش الاسرائيلي، لا يعرف ان كان هدفه تخويف سورية وتهديدها بشكل مبطن ام جعلها حربا حقيقية لكن مكشوفة، نشرت في تل ابيب امس انباء حول الحرب القادمة ضد سورية على انها قد بدأت عمليا، وان الجانب الحربي الميداني فيها هو مسألة وقت لا اكثر، وان الادارة الاميركية على اطلاع بما يدور بشأنها، وان اسرائيل، تقدم هذه الحرب، كمساهمة في حرب الولايات المتحدة ضد الارهاب العربي.
ويتضح من ذلك النشر ان الخطة الحربية لضرب سورية جاهزة منذ عدة سنوات، وانه تم تعديلها وفق متطلبات المرحلة وتجديدها قبل عدة اشهر، وان الجيش الاسرائيلي استعد لتنفيذها في اواسط مارس (آذار) الماضي، ردا على العملية الفدائية الفلسطينية التي وقعت في الشمال، على مقربة من الحدود اللبنانية (حيث قام مسلح فلسطيني باطلاق الرصاص على عدد من السيارات العسكرية المدنية الاسرائيلية وقتل 7 اسرائيليين، فقيل انه تسلل من لبنان او انه جاء من الضفة الغربية، ولكنه منضم في «حزب الله» اللبناني). لكن الادارة الاميركية والحكومة الفرنسية تدخلتا ومنعتا نشوبها. وكشف فيما بعد ان الخطة كانت ترمي الى ضرب مواقع داخل سورية وليس فقط في لبنان.
ونقل على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، الجنرال اهرون زئيفي فركش، امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية ان الحرب كانت قريبة جدا، لكن القيادة السياسية منعتها. واضاف: غير ان منعها كان مؤقتا. وخروجها الى حيز التنفيذ هو مسألة وقت لا اكثر، اذ ان هذا النحو من الحروب ينطوي على دينامية داخلية تؤدي الى انفجارها الحتمي.
وعلم ان نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون، الذي سيصبح رئيسا للأركان بعد اقل من اسبوعين، زار الولايات المتحدة في مايو (ايار) الماضي وترك انطباعا لدى سامعيه بأن الحرب مع سورية حتمية، اذ ان احد اهم اهدافها هو المساهمة في الحرب الاميركية ضد الارهاب، «فعندما يطلق الاميركيون المرحلة الثانية من حربهم ضد الارهاب، وهي ستكون موجهة ضد العراق، فان اسرائيل ستدلي بدلوها في المنطقة المحيطة بها. وستضرب، ليس فقط بلدات ومواقع في لبنان، بل ايضا في سورية». وقد عاد مسؤول اسرائيلي على تكرار هذه المقولة، في الاسبوع الاخير، مؤكدا «هذه ليست مجرد تقديرات، انما هي سياسة».
ولعل التحريض الاسرائيلي للولايات المتحدة ضد سورية والفقرة التي وردت في خطاب الرئيس جورج بوش، الاثنين الماضي، حول سورية (طالبها باغلاق معسكرات التدريب للتنظيمات الارهابية)، تؤكدان ان الادارة الاميركية انخرطت في هذه السياسة ولم تعترض عليها.
وكعادتها في مثل هذه الحروب، وكما حصل بالضبط عندما بدأت اسرائيل تحريضها على السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات، بدأت ماكينة الدعاية الاسرائيلية تعمل ضد سورية لتمهيد الاجواء العالمية لضربها، فقالت ان دمشق لم تعد تدير سياسة توازن او دعم غير مباشر لحزب الله. ولا تكتفي بالسماح لايران بأن ترسل السلاح، بل تقوم بتزويده بالسلاح السوري (صواريخ مداها 11 كيلومترا)، وتدرس عناصره وتفتح البلاد امام ايران ومؤسساتها.
وفي حين كان الجيش الاسرائيلي في الشمال، بقيادة الجنرال غابي اشكنازي، يقبل املاءات الحكومة ويمتنع عن القيام بأية عمليات حربية، فان القائد الجديد للواء، الجنرال بيني جنتس، يسمع «صرخات صامتة» ويقول ان هذا الوقت هو الافضل من ناحية اسرائيل للهجوم على سورية. ومما يسمع في الجيش اليوم ان الاسلحة لدى الجيش السوري بمعظمها باتت متخلفة، والهوة بين مستواها ومستوى الاسلحة الاسرائيلية آخذة في الاتساع، وينبغي استغلال هذا التفوق الآن، في ظل الحملة الاميركية ضد الارهاب، ففي ضرب سورية والجنوب اللبناني في آن، الضمان لوقف الحظر العسكري من الشمال.
ويدعو جنتس لتفعيل خطة اولية يتم بموجبها القيام بعمليات عسكرية على طريقة «السن بالسن»، اي عندما يقصف «حزب الله» بلدة المطلة في اسرائيل ترد هذه باجتياح بلدة قيلا. واذا قصف بلدة معلوت (قرب ترشيحا في الجليل) تجتاح اسرائيل بلدة زرعيت المقابلة في الجنوب اللبناني. وهكذا فقد دلت التجربة على انه بعد اجتياح بيت جالا الفلسطينية (قرب بيت لحم) توقف القصف على حي غيلو الاستيطاني في القدس المحتلة. وحرص هؤلاء العسكريون على التأكيد ان العمليات الاسرائيلية في لبنان، بما فيها مجزرة قانا، ستبدو مجرد لعب اطفال امام هول الحرب التي تعدها اسرائيل لسورية ولبنان في المرحلة المقبلة.
وكما اشرنا آنفا، فان احدا لا يستطيع التقدير ان كانت اسرائيل تهدف فعلا الى شن حرب على سورية في هذه المرحلة، بدعم الولايات المتحدة، ام انه مجرد كلام تلقين لتخويف الفلسطينيين والسوريين.