المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتا الجمعة21 محرم 1425هـ



سيف الخيال
12-03-2004, Fri 6:49 PM
خطبتا الجمعة21 محرم 1425هـ الموافق 12 مارس 2004م

اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي وصيته للاولين والاخرين .

وقال في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام ان هذه الحياة ذات متاعب جمة وشدائد ملمة من عاش فيها فلن يخلو من مصيبة تغشاه او ينفك عن عجيبة تحيط به والانسان في معترك هذه الحياة يجاهد فيها ليسعد وليحي حياة تليق بعمارته في الارض وكل الناس في ذلك يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها وليس هناك وصف لهذه الدنيا احسن من وصف النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه انه قال ( الدنيا ملعونة ملعون مافيها الا ذكر الله وما والاه وعالما او متعلما ) واذا كانت المدافعة في هذه الحياة تعد ضربا من جبلة الانسان فان فئام من الناس يضعفون امام معتركات الحياة وتنهد قواهم حينما تغشاهم غير الزمن وظروفه المتقلبة على كافة مستويات الحياة بلا استثناء فتراهم وكانهم يصعدون ولا يولون على احد والناصحون المشفقون يدعونهم في اخراهم لكنهم اثروا ان يكونوا اسراء اوهام واحلاف مخاوف واقماع ياس .

واضاف فلا تجد لمعاني الامل بصيصا في حياتهم ولاترى لوبيص الفال الحسن والسعي في الاصلاح الى الافضل اثرا في مفارقهم بل غاية ماعندهم الهلع لاقل بادرة والتنازل لاول واردة والجزع عند الهمس والفرق عند اللمس ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين ان هؤلاء انس من بني الانسان غير ان غائلة الياس والقنوط والتخاذل جعلت منهم حالا افقدتهم الاعتزاز الجاد بهويتهم وبخائص القوة والصبر والمصابرة في الطبيعة البشرية فصارت حالهم ترددا في العمل واستحياءا في الانتماء ووسوسة في النتائج ولو كانت سارة حتى ضعفت الهمم وتقاصرت العزائم فتسابق الابقون الى مناكب الحياة وتخلف معظمنا وسط المحن ودروبها ماكان سببا اكيدا في جعل البحار تستقي من الركايا ووصول الاصاغر الى مرادها حينما جلس الاكابر في الزوايا .

وقال فضيلته ان تداعيات الاحداث النازلة وممارسات الاكراه على ديار المسلمين من قبل اعدائهم ليست وليدة اليوم اذ الابتلاء سنة ماضية بل الابتلاء ليس قاصرا في الشر وحده اذ يقول الله تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) وليست المصيبة في الابتلاء لكونه سنة ربانية ماضية وانما المصيبة في كيفية التعامل السلبي معه اذ المفترض ان يكون موقف المؤمنين منه واضحا جليا من خلال الايمان بانه من عند الله ثم الادراك بانه وان كان ظاهره الشر الا انه قد ينطوي على خيرات كثيرة لمن وفقه الله لاستلهام ذلك ولاادل على مثل هذا من حادثة الافك الشهيرة التي رمي فيها عرض سيد ولد ادم بابي هو وامي صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول تعالى ( ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) .

وتابع فضيلته قائلاً فالسعيد من الناس من اقتبس الامل وسط هذه الزوابع والكيس الفطن هو من استخرج لطائف المنح وسط لفائف المحن فالغارة الكاسحة على ديار المسلمين قد ابرزت لنا دروسا ليست بالقليلة كان من اهمها ان المسلمين مهما بلغوا من المقام والرفعة وهدؤ البال واستقرار الحال فانهم معرضون لاي لون من الوان الابتلاء فعليهم ان لايستكينوا الى درجته ويطمئنو الى مكانته وان لايحكمهم الياس والقنوط في ابانه كما ان توطين النفس على السراء دوما سبب ولاشك في التهالك عند القوارع التي تنزل بالمسلمين او تحل قريبا من دارهم فيقع الانحراف ويضيع الامل في الله ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمان به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة الا ذلك هو الخسران المبين فالفتن عباد الله هي التي تصدق دعوى الايمان او تكذبها ولقد صدق الله اذ يقول ( ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) ثمة درس مهم يبرز جليا اثر تلك التداعيات الا وهو انكشاف المندسين في الصف المسلم ممن هم من بني جلدة المسلمين ويتكلمون بلغتهم الذين يعرفون بسماهم ويعرفون في لحن القول والله يعلم اسرارهم وهم في حقيقتهم اشياع للعدو الكاسح لاتبرز سرائرهم الا في الفتن والحروب مما يستدعي تنبيه المسلمين الى امر هو من الاهمية بمكان يتمثل في الاقتناع المبني على الاستدلال الصريح بان الغارة على ديار المسلمين لايلزم ان تنطلق من ميدان خارجي فحسب فيغض الطرف عن الميدان الداخلي اذ قد يؤتى الحذر من مامنه ولاجرم عباد الله فالذين جاؤا بالافك في عرض النبي صلى الله عليه وسلم انما كانوا من داخل الصف وليسوا من خارجه ومن هنا ياتي توحيد الصف الاسلامي في الفتن كما ذكر سبحانه ذلك في غزوة احد اذ يقول ( وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لونعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان يقولون بافواههم ماليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون ) .

واضاف فضيلته يقول ومن هنا عباد الله لايبعد النجعة من يرى ان خطورة الافساد من داخل المسلمين اشد من الافساد من الخارج وان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ومن قرا كتاب الله عز وجل بفهم وتدبر علم الحكمة من ورود ذكر المنافقين في القران في اكثر من خمسة وثلاثين موضعا والذين حذر النبي صلى الله عليه وسلم من امثالهم في اخر الزمان حينما ساله حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه قائلا ( يارسول الله ان كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت ومادخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد لك خير من شر قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها فقلت يارسول الله صفهم لنا قال نعم قوم من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ) هذه هي اوصافهم عباد الله ولقد صدق الله اذ يقول فيهم ( وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لاينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ) .

وقال : ثمة درسا مهما يستقى وسط اعاصير الفتن وذلك ان استسلام بعض المسلمين لتبعات الاحداث والانخراط في سلك المتخاذلين امامها بين مقل ذي ذلك اومكثر لهو خطب جلل اذ يخطؤا امثال هؤلاء حينما يرون الشر يداهم بلاد المسلمين فينزلقون اليه ويغرقون فيه ظانين ان بقاءهم وحدهم لامعنى له وسط هذا الزحام المتهافت كيف لا وقد وقع الجمهور فيه وهم يحسبون ان انتشاره في الناس كاف لتغيير حكمه ورفع التبعة عن مشتمله ويحسبون ايضا ان الوقوف امامه بالنصح والتوجيه ماهو الا ضرب من ضروب الوقوف امام سيل عرم والحق عباد الله خلاف ذلك اذ المؤمن الحق هو من خرق عادات الناس منتهجا نهج الصواب ولو كان في مجافات الكثرة الكاثرة فالحق والباطل لايعرف بكثرة السالكين فيه اذ يقول الله سبحانه ( وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ولهذا بين سبحانه وتعالى اثر الاندفاع وراء الدهماء في الفتن والسير مع الغوغاء وان ذلك لايعفي احدا من مسؤوليته فقال سبحانه ( لكل امرء منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )الا فاتقوا الله ايها المسلمون ولتقبلوا على الحياة وسط هذه الزوابع باعتزاز بالدين وعزيمة وثابة وارادة لاتلين ولنتعود النظر الى الجانب المضيء في طريقنا ولنفسر الاشياء تفسيرا جميلا يبعث فينا الامل وينشر الرجاء بالله ولنثق بان يد الله فوق ايدي المؤمنين مهما ادلهمت الاحداث وتكاثرت الخطوب ومن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه اجرا عظيما .

ومضى فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام يقول : إنه عطفا على ماسبق ذكره قد ينشا سؤالا في خلج البعض يحمله على الاستفهامات التالية هل من المعقول حقا ان يوجد في صفوف المسلمين من يقوض مسيرتهم او يخدش بناؤهم ام من المعقول ان يكون بين المسلمين من يجعل من نفسه تطوعا معول هدم لايقل ضراوة عن معاول اعداء الاسلام وهل من الممكن حقا ان نصل الى حال نعاني فيها من بني جلدتنا مايفوق معاناتنا من اعدائنا فالجواب ان نعم وليس هذا بمستغرب كيف لا وقد حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق كما في حديث حذيفة الانف ذكره ولو لم يكن الامر كذلك لما توعد سبحانه من يقع في اتون الاغواء والاضلال بين المسلمين بقوله ( إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون ) فلا غروى اذا عباد الله ان تكون هناك اقلام كالمأ جورة جعلت من بنان ممسكيها اجراء لفكر منقوص او متطوعين لتعويق مسيرة الاسلام الخالدة بثوا نطف افكارهم ليوجد اطفال دهاليس منفلين لكل لاصق يشككون من خلالها في ثوابت الدين تارة ويهمزونها ويلمزونها تارة اخرى يشوشون في ثوابت ديننا ومقوماته باحبار اجنبية عنا شغل بعضهم الشاغل الازراء بموقف الشريعة تجاه المرأة فسخروا من الحجاب المفضي الى العفاف واظهروا الشماتة بقوامة الرجل ونسبوا اسباب تراجع المسلمين وضعفهم امام اعدائهم الى خلل في مناهجهم الدينية زاعمين ان الاصلاح لايكون الا في خلخلتها وتهميشها .

واضاف فضيلته يقول : كما ان هناك قنوات جندت نفسها من حيث تشعر هي او لاتشعر وكلا الامرين مصيبة نعم جندت نفسها في بث ما من شانه محو العفاف ونشر الاثم عاريا دون ما استحياء او مسؤولية فجعلت في اذكاء التمازج بين الفتاة والفتى في منتديات دورية خالية من القيود والحدود الشرعية ليجعلوه نوعا من انواع السباق المحموم والشجاعة الساخرة بمقومات الحياة والشهامة والكرامة الاسلامية والعربية تركوا ايتام فلسطين والعراق والشيشان وغيرها لابواكي لهم وهمشوا ثكلا المسلمين واراملهم فلم يجدوا حلا يواسون به جراحهم الا من خلال نشر الاثم والمروق من الفضيلة وان تعجبوا عباد الله فعجب ما تلاقيه تلك البرامج من رجع الصدى لدى الاغرار والاهازم من بني ملتنا فحين انك لاتجد من اهل العلم والاصلاح وهيئات التربية والتوجيه ومنظمات حقوق الانسان ما يكشف هذا الزيف المريء ويزيل اللثام عن انيابه ويبين اضراره ومخاطره على الاجيال الحاضرة والاجيال الصاعدة ومما لاشك فيه انه بمثل هذا يعم الخلل اوساط المسلمين وتنتشر الحطة والدون ويعظم الركون الى الاهواء والادواء.

وحذر فضيلته من ذلك وقال الحذر من ان نؤتى من قبل انفسنا ونحن لانشعر او ان نستورد البلايا وسط ديارنا بحر اموالنا ومحض افكارنا فان الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات إن الحق ابلج والباطل لجلج وان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون فشريعة الله كالبيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك وماذا بعد الحق الا الضلال فمن بدله بعد ماسمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم .

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة اليوم المسلمين بتقوى الله وقال إن تقوى الله أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .

وتحدث فضيلته في مستهل الخطبة عن النعم الكثيرة التي أنعم بها سبحانه وتعالى وقال لقد أنعم الله عليكم بنعم سابغة وآلاء بالغة نعم ترفلون في أعطافها ومنن أسبلت عليكم جلابيبها وإن أعظم نعمة وأكبر منة نعمة الإسلام والإيمان يقول تبارك وتعالى ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) فاحمدوا الله كثيرا على ما أولاكم وأعطاكم وما إليه هداكم حيث جعلكم من خير أمة أخرجت للناس وهداكم لمعالم هذا الدين الذي ليس به التباس ألا وأن من أظهر معالمه وأعظم شعائره وأنفع ذخائره الصلاة ثانية أركان الإسلام ودعائمه العظام هي بعد الشهادتين آكد مفروض وأجل طاعة وأرجى بضاعة من حفظها حفظ دينة ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ) جعلها الله قرة للعيون ومفزعا للمحزون فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة ويقول عليه الصلاة والسلام ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) وكان ينادي ( يا بلال أرحنا بالصلاة ) .

وبين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الصلاة هي أكبر وسائل حفظ الأمن والقضاء على الجريمة وأنجع وسائل التربية على العفة والفضيلة ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر )وهي سر النجاح وأصل الفلاح وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عملة فإن صلحت فقد أفلح وأن فسدت فقد خاب وخسر والمحافظة عليها عنوان الصدق والإيمان والتهاون بها علامة الخذلان والخسران طريقها معلوم وسبيلها مرسوم من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة .

وأضاف يقول ومن حافظ على هذه الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله وجبت له الجنة نفحات ورحمات وهباة وبركات بها تكفر السيئات وترفع الدرجات وتضاعف الحسنات يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ( أرأيتم لو أن نهرا باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) متفق عليه .

ومضى فضيلته يقول أن من أكبر الكبائر وأبين الجرائر ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها كسلا وتهاونا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد وقال عليه الصلاة والسلام ( بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة ) رواه مسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان ) رواه البزار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرا ومنذرا ( لا تتركن صلاة متعمدا فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ) رواه الطبراني .

وزاد فضيلته أن التفريط في أمر الصلاة من أعظم أسباب البلاء والشقاء ضنك دنيوي وعذاب برزخي وعقاب أخروي يقول جل وعلا ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) .

وحذر فضيلته المسلمين من التهاون في أداء الصلاة لأنها رأس مال المسلم وبها يصح الإيمان وقال مخاطبا المسلم كيف تهون عليك وأنت تقرأ الوعيد الشديد في قوله جل وعلا ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) كيف تتصف بصفة من صفات المنافقين الذين قال الله عنهم ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) والصلاة عبادة عظمى لا تسقط عن مكلف بحال ولو في حال الفزع والقتال ولو في حال المرض والإعياء ما عدا الحائض والنفساء يقول تبارك وتعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة والوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ) .

وتحدث فضيلته عن فضل صلاة الجماعة للرجال فقال ... أيها المسلمون جاءت الأدلة الشرعية الصحيحة الصريحة ساطعة ناصعة متكاثرة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال حضرا وسفرا يقول جل وعلا ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين ) ويقول تبارك وتعالى لنبيه وهو في ساحة القتال ( وإذا كنت فيها فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك ) ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وأنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى بها يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ) رواه مسلم .

وأردف فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف يقول لقد اشتد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المتخلفين عن جماعة المسلمين فقال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا يصلى بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ) متفق عليه ، ويقول أبو هريرة رضي الله عنه ( لأن تمتلىء أذنا ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعة عذر لم تقبل منه الصلاة التي صلى قيل وما العذر يا رسول الله قال ( خوف أو مرض ) رواه أبو داود وغيره .

ومضى فضيلته إلى القول ( يا من يأتي المساجد في فتور وكسل ويقضي وقتا قليللا على ملل أما علمت أن المساجد بيوت الله وأحب البقاع إليه جل في علاه ) ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة ) رواه الطبراني ، وقال عليه الصلاة والسلام ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) وذكر منهم ( ورجل قلبه معلق بالمساجد ) متفق عليه ، فيا من يتوانى ويتثاقل ويتساهل ويتشاغل لقد فاتك الخير الكثير والأجر الوفير يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) متفق عليه ، ومن تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته أحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة وإن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى ولا يزال قوم يتاخرون حتى يؤخرهم الله نعوذ بالله من الخذلان والخسران ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضلة والله يرزق من يشاء بغير حساب .

وحث فضيلته المسلمين على الاهتمام بأبنائهم فقال ( اتقوا الله في أبنائكم قرة عيونكم فإنهم أمانة في أعناقكم مروهم بالمحافظة على الصلوات وحضور الجمع والجماعات رغبوهم ورهبوهم وشجعوهم بالحوافز والجوائز نشئوهم على حب الآخرة وكونوا لهم قدوة صالحة ) وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ) أخرجه أحمد .

المرزوقي
12-03-2004, Fri 7:00 PM
اللة يجزيك خيرا على ما عرضت ونقلت من هذة الخطبة
لاننا بني البشرننسى احيانا ونحتاج الناصح والمذكر
جعلها اللة في موازين حسناتك