المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيروقراطية وسعودة الوظائف



سيف الخيال
11-03-2004, Thu 1:26 AM
البيروقراطية وسعودة الوظائف تلقي بظلالها على مناقشات منتدى التجزئة في جدة

المشاركون يؤكدون أهمية ربط مخرجات التعليم والتدريب لتأهيل الشباب لسوق العمل


ألقت البيروقراطية و«سعودة» الوظائف في قطاع التجزئة بظلالها على أغلب نقاشات المنتدى الأول لسوق التجزئة في السعودية في يومه الثاني, بعد أن تحدث عدد من رجال الأعمال عن الأسباب التي تؤدي إلى عدم شغل السعوديين وظائف في هذا القطاع لأسباب تتعلق بمخرجات التعليم وعدم ملاءمتها لنوع وطبيعة العمل، وأيضاً عدم توفير التدريب المناسب الذي يؤهل طالبي العمل من السعوديين. واكد المشاركون على اهمية ربط التعليم بسوق العمل.

وفي هذا الصدد قال إدموند سليفان المسؤول في شركة «مييد» المنظمة للمؤتمر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن النقطة الرئيسية التي تناولها معظم المتحدثين في المنتدى من رجال الأعمال كان موضوع السعودية وكيفية توفير وظائف للسعوديين في سوق التجزئة، وبما يعود بفوائد وأرباح لرب العمل وعلى العامل على حد سواء, ولكنهم لم يقدموا الحلول لها, مشيراً إلى أن الحكومة وقطاع التجزئة بشكل عام على اطلاع على هذه المشكلة, وقال: هناك خطط من الحكومة لتقديم حوافز مشجعة للقطاع الخاص لتوظيف السعوديين في هذا القطاع ولكن هذه المسائل لم تتبلور حتى الآن، إنما فقط هي دراسة حتى الآن وهذه طبعاً خلاف برنامج السعودة المعمول به في باقي القطاعات.

ويضيف «النقطة الأخرى كانت حول انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية والتأثير المباشر على قطاع التجزئة في السعودية, وهو ما سيفتح باب المنافسة في هذا القطاع للمنافسة الدولية, إضافة الى نقطة ثالثة ومهمة وهي أن شركات التجزئة العالمية في طريقها لدخول السوق السعودي والتوسع في عملياتها بالنسبة للقائمة منها, ومنها شركة «هايبر ماركت» الفرنسية و«إيكيا» التي ستتوسع في أعمالها بشكل كبير, والسؤال الذي طرح على الحضور أنه مع دخول الشركات الكبيرة تلك إلى السوق السعودي هل يمكن المنافسة والصمود في وجه هذا التوجه».

وأجمع العديد من رجال الأعمال الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» على ان البيروقراطية تعيق عمل قطاع سوق التجزئة ومنها تلك التي تتعلق بالبلديات بين منطقة وأخرى, وتأهيل السعوديين بما يتلاءم مع توجهات الدولة نحو توفير فرص عمل للسعوديين في هذا القطاع الذي يعد من أكبر القطاعات في المنطقة ولكنهم في نفس الوقت أرجعوا أسباب عدم شغل السعوديين وظائف فيه إلى مخرجات التعليم التي لا تتوافق ولا تؤهل أناسا جاهزين لشغل تلك الوظائف لأسباب تتعلق بالتدريب والتأهيل.

وتحدث المهندس محمد البطاطي مدير التسويق في شركة IBM في المنطقة الغربية, عن أسباب مشاركة شركته في المنتدى بالقول «نشارك في المنتدى للاستفادة والتعرف على آراء المشاركين, وقال كانت تجربة مفيدة حتى نتعرف على احتياجات هذا القطاع من التقنية الحديثة, وكيفية الاستفادة منها وسبل تطويرها والتعلم من تجارب الآخرين من الدول المتقدمة في هذا المجال، الامر الذي سيعود علينا كشركة منتجة بالفائدة المادية وعلى المستهلك كذلك بلا شك. وفيما يتعلق بسوق التجزئة في السعودية قال ان أداء السوق في الوقت الحالي جيد جداً, ويلاحظ فيه إدراك من قبل المستهلك فيما يتعلق بالمنتج والأسعار بصفة عامة, خاصة أن أعظم أفراد المجتمع السعودي وخاصة من الجيل الحديث يعلم فوائد أسواق التجزئة الكبيرة سواء في الأسعار والفوارق بينها إضافة الى مسألة التنزيلات التي تعتمدها المحلات الكبيرة أسبوعياً أو شهرياً التي تنهي مسألة المفاصلة بين البائع والمستهلك حتى تصبح من الماضي.

وقال إن إحدى القضايا التي طرحت في المنتدى كانت تحذر من أنه سيكون هناك ضغط على سوق التجزئة السعودي لعدة أسباب منها الانفتاح على العالم وهو ما سيشجع الكثير من الشركات الخدمية وتلك العاملة في قطاع سوق التجزئة للدخول إلى هذا السوق مثل شركة «هاربيل ماركت» الفرنسية وغيرها من الشركات العملاقة وهو ما يوجب على التجار المحليين مواكبة التطور المتمثل في كيفية التعامل مع حلول التقنية المتقدمة المعمول بها في الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما.

ورأى البعض من رجال الأعمال أن اقامة مثل هذه المنتديات في السعودية بدلاً من اقامتها في الخارج لمناقشة قضايا مماثلة يساعد كثيراً في للتطرق إلى مواضيع أكثر أهمية وذات فائدة أكبر للقطاع المعني, ويقول محمد عقيل من شركة «جرير» أن المنتدى الذي يعقد لأول مرة في السعودية ويتحدث عن سوق التجزئة هو في حد ذاته فكرة جيدة ويفتح قنوات اتصال ما بين العاملين في قطاع التجزئة وبعض الخبرات المساندة من أجل تبادل الخبرات وبالطرقة التي يؤدي إلى تقدم سوق التجزئة في السعودية ككل.

وأضاف, أن البيروقراطية هي واحدة من الصعوبات التي تواجه سوق التجزئة وغيره من القطاعات إضافة إلى موضوع تأهيل السعوديين للعمل في هذا القطاع وهي في الاساس معدومة تقريباً, إضافة إلى أن الجامعات والثانويات لا تخرج أناسا مؤهلين للعمل في هذا القطاع يمكن الاستفادة منهم فوراً للعمل في هذا القطاع.