المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعيداً عن الإقتصاد: كلمات قضت.. معجم بألفاظ اختفت من لغتنا الدارجة أو كادت



بنت النور
20-02-2004, Fri 3:12 PM
كتب - عبدالرحمن محمد المنصور:

صدر عن دارة الملك عبدالعزيز كتاب جديد للشيخ محمد بن ناصر العبودي يقع من جزءين حيث يأتي هذا الاصدار ضمن الجهود المتميزة التي تبذلها الدارة وسعيها الدؤوب في هذا المجال لاخراج عدد كبير من المشروعات العلمية التي سدت فراغا واسعاً في المكتبة التاريخية للمملكة.
وذكر في مقدمة الكتاب ان هذا الكتاب "كلمات قضت: معجم بألفاظ اختفت من لغتنا الدارجة أو كادت" الذي نقدم له يعد واحداً من المحاولات البارزة في مجال حفظ مصادر تاريخنا المحلي وتراثنا الواسع.
فقد حاول هذا الكتاب ان يجمع معظم الكلمات الدارجة التي توقف أهلها عن استعمالها أو كادوا، ليقوم بشرح معناها، والايقان بما يدل عليها من شواهد شعرية وأمثال شعبية وقصص طريفة. وبما ان ألفاظ هذا المعجم قد استقيت من وسط الجزيرة العربية حاضرتها وباديتها، إلا ان هذا لا يعني ان مادتها مقصورة على أهلها، بل تتعداها إلى مناطق أخرى من الجزيرة العربية وخارجها.
لهذا فإن فوائد هذا الكتاب ومنافعه متعددة؛ فيمكن ان يكون مرجعاً للباحثين في اللغويات الذين يطمحون إلى تحديد المدة التي عاشتها تلك الألفاظ أو بعضها في جزيرة العرب ثم ماتت بعد ذلك. إلى جانب انه سيكون مهماً للمشتغلين بقراءة النصوص التقليدية إلى تفسير بعض الألفاظ وفهمها.
والكتاب إلى جانب ذلك ممتع، فيه فوائد جمة بما يحوي من مسميات وأبيات وحكايات تعطي صورة اجتماعية عن أزمنة وظروف مختلفة، وهو بهذا المعنى رابط حقيقي بين الأجيال المتوالية التي تتوارث ألفاظها وعاداتها وقصصها.
ومما يزيد من أهمية الكتاب ان مؤلفه الشيخ محمد بن ناصر العبودي له جهود عظيمة في حفظ تراث العرب والمسلمين بما يملكه ويحفظه من معلومات وخبرات كان لها الأثر البارز في إغناء قيمة هذا الكتاب.
والكتاب في ذاته لا يعد دعوة لنشر العامية والاحتفاء بها في مقابل اللغة الفصحى؛ إنما هو بمثابة جانب من جوانب خدمة العربية الفصحى؛ ذلك انه يرجع الألفاظ الدارجة إلى أصولها الفصيحة، وهذا مطلب مهم ينبغي ان يسعى إليه الباحثون الغيورون على لغة القرآن الكريم، ولا شك ان هذا الكتاب بمادته الضخمة يمثل لهم رصيدا مهما ومرجعا اصيلا لخدمة العربية الفصحى.
ويأتي نشر هذا الكتاب في سياق عناية دارة الملك عبدالعزيز بتاريخ هذه البلاد وتراثها الثقافي الاجتماعي، ورغبتها الأكيدة في إثراء المكتبة العربية بالمصادر النافعة والكتب المفيدة.


المصدر:جريدة الرياض