المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤسسة النقد على الضفة الأخرى من الشاطئ



السنارة
15-02-2004, Sun 6:31 AM
على الضفة الأخرى من الشاطئ كان ذلك حديث الأمس يا مؤسسة النقد
ندى الفايز
أُدرجت بسوق الأسهم السعودية صباح يوم أمس السبت 23من ذي الحجة 1424هـ شركة مساهمة جديدة تحت اسم المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي ذات رأس المال المدفوع التي يفوق رأس مالها المليار ريال سعودي
وأوضحت مؤسسة النقد ان سعر بدء التداول سيكون بـ50 ريالاً مع السماح بسقف تذبذب للسهم 50% كحالة استثنائية عوضاً عن 10% وعليه يصبح أعلى ارتفاع 75 ريالاً
واستبشر المتعاملون بسوق الأسهم خيراً من تلك الشفافية حتى ان الطلب على سهم الشركة قبل افتتاح ساعات العمل الرسمية بسوق الأسهم وصل إلى 75 ريالاً (فكر الجميع بنفس الوقت بالطلب بأعلى سعر حتى يفوز بالصفقة عن البقية وفي النهاية لم يفز أحد) الأمر الذي ترتب عليه تسجيل كميات طلب بأكثر من عشرة ملايين سهم بسعر 75 ريالاً (حتى قبل افتتاح السوق)، وفي المقابل لم يتم طرح أي كمية من الأسهم من جانب البائع فأصبح خانة الكميات المعروضة من البائع (0) من الأسهم يقابلها بخانة الكميات المطلوبة من المشتري ما يفوق 10 ملايين من الأسهم
التعليق
كان من المفروض على المتعاملين عدم الاندفاع بهذه الصورة وطلب كميات من الأسهم من قبل بدء ساعات العمل بنظام تداول الأسهم الذي بدأ في 9.30 صباحاً وتم إدخال أوامر الشراء عند الساعة 8.30 مع بدء ساعات العمل البنكية، هذه الهجمة على أسهم الشركات وكان لا يوجد بالسوق أسهم غير أسهم الشركة الجديدة ترتب عليها ارتفاع هائل في كميات الأسهم المطلوبة وانعدام في كميات الأسهم المعروضة للبيع اعتقاداً من حملة الأسهم الحاليين وهم الملاك الأصليون ان الكرة بملعبهم فامتنعوا عن البيع ونجحوا بالضغط على مؤسسة النقد لتغير سعر التذبذب.
تصرف المشترين المبكرين بإدخال أوامر الشراء أضرهم وأضر السوق وأحدث ربكة ولم تمكنهم ولم تمكن غيره من تداول السهم والشراء أبداً.
وطبعا وكعادة مؤسسة النقد ونظام التداول تعطل النظام لفترة (علما بأن الأعطال لا تحدث إلا في الأوقات الحرجة) وبعدها وتحديداً عند الساعة 10.30 تقريباً رفعت مؤسسة النقد التذبذب من 50% إلى 100% فأصبح أعلى سعر للتداول 100 ريال لسهم وانخفضت الكمية المطلوبة إلى 90 ألف سهم ثم ارتفعت لمليون سهم حتى وصل الطلب إلى ما يفوق ال3 ملايين سهم عند الإقفال الصباحي.
التعليق
يوم الخميس 21 ذي الحجة انخفض المؤشر العام بسوق الأسهم نظراً لبيع العديد من المتعاملين أسهماً في الشركات المساهمة الأخرى حتى تتوفر السيولة لديهم للشراء بالشركة الجديدة بناء على تصريح مؤسسة النقد بأن التذبذب سيكون 50% وتقدير أعلى سعر بـ75 ريالاً للسهم على ضوء تلك الدراسة السريعة تخلص المتعاملون من أسهم الشركات المساهمة الأخرى بالبيع بخسارة ليوفر سيولة نقدية.. أتحدث عن الرجل العادي الذي يطمح بمضاعفة أمواله بسوق الأسهم والدخول على ضوء تقديراته المبنية على تصريح مؤسسة النقد التي تنصلت منها في الوقت الحرج وغيرت التصريح ورفعت التذبذب إلى 100% لصالح البائع دون حتى التفكير بالصالح العام الذي تميل كفة ميزانه إلى المشتري (لا) إلى البائع.
وختاماً يبقى للتذكير
انه بعد ان أقفل سوق الأسهم في الفترة الصباحية وانتهاء ساعات العمل الصباحية بعدها بأقل من نصف ساعة عاد التداول بسوق الأسهم من جديد ثم أقفل !!!!
ومؤسسة النقد مشغولة بتجاهل مصالح من هم على الضفة الأخرى بالشاطئ أضرت بالصالح العام لغالبية المتعاملين بسوق الأسهم ولم تحافظ حتى على التصريح الرسمي بخصوص تذبذب سقف السعر الذي انعدمت فيه الشفافية وكان من المفروض التصريح بالسقف السعري الصحيح بدلاً من جس نبض السوق بهذه الطريقة، حتى يتخذ المستثمر على ضوء واضح القرار الذي يناسبه ولا يتخلص من أسهم الشركات الأخرى بالبيع بخسارة تؤثر عليه وعلى المستوى العام لمؤشر الأسهم، والسؤال الأهم الذي لا فكاك منه: ما هي قصة أعطال النظام وتعطيل التداول التي لا تحدث إلا في الأوقات الحرجة؟.
وباختصار شديدة كان ذلك حديث الأمس بسوق الأسهم يا مؤسسة النقد بعد الإقفال الصباحي