المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عروبة مصر وزعامتها قضيتان محسومتان



a_h_m_a_d
17-05-2002, Fri 6:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأعظم من شعب مصـر يتصور أن العرب يجب أن يقولوا أمين على كل كلمة تتفوه بها مصر.
هذا وصف لما يتصوره أغلب المصريين، ليس هذا فحسب بل ويتصوروا أن العرب يريدون جر مصر إلى الوراء.
فإذا سألت أحدهم ومن أين هبطت عليك هذه الفكرة الفلتة؟ قال لك لأنهم لايريدوا أن يتركوا مصر تتقدم خوفا منها حينا أو إذلالا لها حينا أخر.
لا يقل لى أحدكم هذه قلة وهذه تجارب شخصية ونظرة ذاتية تنقصها الموضوعية
وإلا فلنطالب أحد مراكز البحوث بدراسات إحصائية فى هذا المنتدى قبل أن ينبث أحدنا ببنت شفة

وهذه الرؤية المريضة المتفشية بين المصريين هى أحد أسباب كره جزء كبير من العرب لمصر وهى أحد أهم أسباب توتر العلاقة بين العرب ومصر.
إنه الإستعلاء على خلق الله من دون فهم حقيقى لطبيعة العلاقة بين مصر والعرب.

وإن لم نتكاشف فسيبقى الحال على ما هو عليه إلى إشعار أخر


ولابد لنا كمصريين وكعرب أن ندرك دور مصر القيادى تجاه أمتنا العربية دون إستعلاء على أحد وفى نفس الوقت دون تهوين أو تحييد، فهى مسؤلية فرضتها علينا ظروفنا الجغرافية والتاريخية والديموجرافية.

أولا: زعامة مصر للأمة العربية:-

هنا مقتطفات من كتاب جمال حمدان شخصية مصر (الوسيط) دراسة فى عبقرية المكان/ طبعة دار الهلال
الفصل الرابع عشر: بين الوطنية والقومية العربية، مشكلة الضخامة وقضية الزعامة.

" وأول ما تنفرد به مصر، ضخامة الحجم التى تجعل منها حجرا شامخا … فمصر وحدها اليوم ثلث العرب … أو 27% بالدقة (أرقام 5 – 1969) وهى بهذا تعادل المغرب العربى الكبير كله … فى تونس والجزائر والمغرب، وتكاد تعادل أسيا العربية، وكذلك فإنها تفوق أى دولتين عربيتين معا … من ناحية أخرى فإن ثانى أكبر دولة عربية لا تبلغ نصف مصر عددا "
صفحة 383

" كذلك فنحن نستطيع أن نعبر عن نفس الحقيقة – ضخامة مصر بين العرب – بطريقة أخرى، فنقول إن القاهرة تزيد على نصف مجموع العواصم العربية … ومن الناحية الأخرى ، إذا التفتنا إلى جيران العرب المباشرين ، فإن مصر هى الدولة العربية الوحيدة التى تناظر الوحدات الكبرى فيها مثل تركيا وإيران وأسبانيا … الخ"
صفحة 384

" وإذا استمرت معدلات النمو الراهن ثابتة – فرضا – حتى نهاية القرن العشرين، فإن نسبة المصريين بين العرب قد ترتفع من 27% كما هى حاليا إلى 32 – 35% أى الثلث أو أكثر قليلا "
صفحة 385

" ولكن مصر لا تستمد ثقلها من الحجم الخام وحده، بل ومن تجانسها الشديد فهى ليست حجرا ضخما فقط بل وحجر وحيد إلى ذلك كما قلنا. فوحدتها الجنسية واللغوية مطلقة، وأقلياتها الدينية تعد محدودة إذا قورنت ببعض البلاد العربية الأخرى، وكل من الأغلبية والأقلية على حدة لا يعرف التشيع أو التشرذم الطائفى، والكل يؤلف وحدة وطنية على درجة نادرة من التماسك فى الوطن العربى، وباستثناء لبنان ربما، فإن مصر هى البلد العربى الوحيد الذى لا يعرف القبائل ولا القبيلة ولا مشاكلها السياسية والإجتماعية التقليدية. ولهذا فإن مصر بتجانسها ووحدتها تتحرك ككتلة واحدة عادة دون أن تعرف الإنقسامات والشظايا التى تفكك كثيرا من الشقيقات العربيات، مما يمنحها ثقلا فعالا يزيد عن ثقل عدة وحدات صغيرة لها نفس مجموع حجمها … وفى النتيجة فإن مصر أقوى قوة فى العرب مرتين : مرة بمطلق حجمها، ومرة بتجانسها المطلق … والنتيجة المنطقية لهذا كله أن مصر مركز الثقل الطاغى وقطب القوة فى العالم العربى ، ينتشر ظلها وشبه الظل بل والصدى بعيدا فى أفاقه، ومع أن المصريين لا ينتشرون بأى كثرة خارجها، فوجودها محسوس بقوة هناك، بينما يصعب المثل على غيرها من الشقيقات إلا بوجود فعلى لأبنائها وجاليتها المهاجرة فيها "
صفحة 386

" ومن الملاحظ فى هذا الصدد أن مصر كانت أسبق الدول العربية إلى المجال العالمى وأقدرها عليه … وأصبحت من محاورها مثلما أصبحت العالمية نفسها محورا من محاور العمل المصرى فى المجتمع الدولى. ومن هذه الاوضاع جميعا تحتمت على مصر بإنتظام مسؤلية الحماية والدفاع عن العروبة، ابتداء من الصليبيات والتتار حتى الاستعمار الأوروبى الحديث والاستعمار الصهيونى الأحدث. ومن حسن الطالع وتمام التوفيق أن نهضت مصر بتلك المسؤليات وكانت عند حسن ظن العرب، فحفظت عليها عروبتها وإسلامها وكيانها ضد غزاة العصور الوسطى، وردت لها اعتبارها ورفعت قامتها فى وجه غزاة الأمس القريب، وهى الآن – باستمرار وبرغم النكسة – تتأهب لاستئناف النضال من أجل استئصال السرطان الصهيونى … فهم يعلمون عن يقين أن هنا قلعة العرب وها هنا مفتاح القلعة، فكانت دائما الهدف النهائى لضرباتهم ومؤامراتهم، ونحن نسمع بانتظام عن محاولات (عزل) مصر، ولا نكاد نسمع عن مثلها بالنسبة للبلاد العربية الأخرى، باختصار فى وزن مصر وقوتها يكمن خطرها، ولكن أيضا االخطر عليها "
صفحة 387

" ويتميز موقع مصر فى العروبة بعد هذا بصفة هامة. فمصر من الدول العربية القليلة التى لا حدود لها مع غير العرب، أو قل الدولة الكبيرة الوحيدة، لأن لبنان وتونس دول صغيرة المساحة ولا تمثل إلا أجزاء من وحدات حقيقية أكبر، فهذا العمق الجغرافى … جعلها طوال التاريخ تتعامل وتتفاعل مع عرب وعروبة، بعكس أطراف العالم العربى نفسه حيث تعرضت للمؤثرات الأجنبية المتاخمة. وبعض من أطراف العروبة تعرف ملامح خلط ثقافى وحضارى بل وجنسى خطير.
فثمة مؤثرات التهنيد فى كل الجنوب العربى، ومؤثرات التعجيم فى الخليج، والتتريك فى تخوم سوريا، وثمة كانت أخطار الصبغة الأسبانية فى هوامش المغرب، وبالمثل المؤثرات الزنجية فى السودان … فمصر وحدها تنفرد تنفرد بأنها تتصل بالعرب برا من ثلاث جهات وتواجه العرب بحرا من كل الجهات، بينما -للمقارنة - يتصل العراق بالعرب برا من جانبين اثنين ، وكذلك يفعل الشام والجزيرة العربية، فى حين أن السودان لايتصل بالعرب إلا من جهة واحدة برا هى مصر نفسها، ولا يواجههم إلا من جهة واحدة بحرا هى الجزيرة العربية.
وهكذا، إن تكن أرض الجزيرة هى (جزيرة العرب) فيزيوغرافيا وإثنولوجيا، فإن مصر هى (جزيرة العرب) سياسيا وقوميا … مصر مع التاريخ تزداد عروبة، وعروبتها تزداد عمقا وثقافة، ربما بعكس الأطراف.
وفى ضوء هذه الحقيقة تبدو غريبة حقا بل وجهالة تلك التخرصات التى تثار من حين إلى حين عن عروبة مصر بالذات … وعدا هذا، فمن نفس هذه الحقيقة تنبع حقيقة أخرى لا تقل خطرا ودلالة فبحكم هذا الموقع، وبحكم هذه العلاقات النقية مع العروبة الخالصة، فإن مصر وحدها تقريبا التى امتصت وتمثلت واستوعبت عناصر وعينات من كل الشعوب العربية أو معظمها. فعدا الدم العربى من الجزيرة، ثمة انصب الشوام دائما واستقروا وذابوا، وبالمثل فعل الليبيون والسودانيون، ومن المغرب الكبير أتى الحج بالمغاربة فكان منهم من أقام وانصهر على الطريق. وإذا كانت بقية البلاد العربية قد تبادلت الهجرات والجاليات مع كل من جارتها العربية المباشرة، فإن الأطراف البعيدة قل أن تتلاقى بطبيعة الحال، فالعراق لم يعرف مغاربة مثلا تذوب بين ظهرانيه، أو سودانيين، ولا السودان عرف عراقيين أو مراكشيين بدرجة مذكورة .. الخ وفى النتيجة تبدو مصر فى حدود تجانسها القاعدى الأساسى مع ذلك، بوتقة العالم العربى فى معنى ما، وهى بهذا المعنى خير تصغير كما هى خير تكبير للعالم العربى، وقاسم مشترك بين أجزائه … فهذا الوضع الخاص لا يعنى بداهة إلا شئ واحد هو (الزعامة الطبيعية) فى العالم العرب، أو أن مصر فى العلم العربى كالقاهرة فى مصر، وهذا بالدقة ما يفزع المستعمر، وبحقد من ثم حاربه فى ميدانين: الأول محاولة عزل مصر نفسها عن بقية العرب، والثانية تشويه تلك الزعامة والتشهير بها وتحطيمها"
صفحة 388 - 390

" دور مصر القيادى والريادى فى العالم العربى لم ينقطع أبدا حتى فى الفترات التى آلت فيها الزعامة الشكلية إلى غيرها … الزعامة العربية خارج مصر لم تكن فى جوهرها إلا مرحلة تجريبية أو تجربة مرحلية : عابرة ومؤقتة - قل فترة أو محطة حضانة - كذلك كانت تجربة الشام الأموى قصيرة العمر متواضعة الأساس، حتى لقد اضطرت لكى تبقى على نفسها أن تهاجر إلى قاعدة أرضية بعيدة هى المغرب الأوروبى، وكذلك من بعدها تجربة العراق، أطول عمرا وأرسخ بنيانا بما لها من موضع ثرى عريض الثراء وموقع كان طليعيا - موقع رأس الحربة فى العالم الإسلامى المتمدد حينذاك نحو الشرق، ولكن موضع العراق كان يتضمن دائما جرثومة ضعف هى نظامه النهرى ولهذا هوى عند أول إهمال … والواقع أننا ننسى أن نركز الزعامة مؤقتا فى كل من الشام والعراق فى صدر الدولة الإسلامية إنما يعكس الجغرافيا التاريخية السابقة للإسلام فى الشرق الأوسط، حيث أن هذا وذاك كان مركز السيطرة اليونانية - الرومانية الفارسية على الترتيب، فكان طبيعيا أن تتركز القوة الصاعدة الجديدة فيهما بحكم الاندفاع التاريخى، ولكن بمجرد أن تكونت للقوة الجديدة منطقة واحدة وأبعاد محددة، ثبت أن هذا التركيز القديم لم يعد صالحا، وانبثق قلب جديد أصيل وطبيعى لم يكن مفر من الانجذاب والتحرك إليه عن المركزين السابقين، تماما بمث ما انتقل من قبل من الجزيرة العربية نفسها إليها ولنفس الأسباب الجغرافية الكامنة "
صفحة 396

" ومن الناحية الأخرى ينبغى على مصر نفسها أن تدرك مغزى هذا الدور الذى ألقته الطبيعة عليها إنه أساسا واجب التضحية والبذل للدول العربية، وواجب النوذج والمثل الذى تتطلع إليه، وتلك رسالة شاقة وأدق مما قد يكون بعضنا على استعداد الآن أن يتصور . . فهى تعنى من ناحية الاستعداد للبذل المادى ومن الدخل القومى، والبذل العسكرى ومن الدم المصرى، أى تعنى باختصار العطاء أكثر من الأخذ، ومن ناحية ثانية تعنى أن على مصر أن تكثف قواها واقتصادها وتعمق وتعصر حياتها لتكون أهلا للقيادة … ولهذ فليس من المقبول مثلا، حتى وإن تكن مصر كبرى الدول العربية فى السكان وفى مجموع الدخل القومى العام، أن تكون من أقلها فى متوسط الدخل القومى بحسب الفرد حتى مع استبعاد دول البترول، فهذا حد كثيرا من انطلاقة الفرد المصرى المتوسط حضاريا، ومن هنا فإن مطلب الدولة العصرية القائمة على العلم والتكنولوجيا فضلا عن أنه مطلب بقائى بحت فى العصر، ليس هدفا اقتصاديا أو ماديا أو حضاريا فحسب، ولكنه مطلب سياسىأيضا، إنه مفتاح من مفاتيح الوحدة العربية، بمثل ما أن الوحدة العربية هى الإطار الوحيد - ربما - لتحقيق الدولة العصرية بالمعنى الحقيقى فى الوطن الصغير والكبير على السواء … وكما أن الكيف لا الكم سيبقى أبدا مفتاح مستقبل مصر جميعا، فى الحضارة، فى العلم، فى السكان، فى الإنتاج، الخ .. فكذلك سيظل الكيف قبل الكم أساس وضعها ومكانها فى الوطن العربى الكبير، غير أنه إذا كانت القيادة والزعامة مسؤلية تمارس وواجبا من القيادة يحقق، فلعل الإختبار النهائى لزعامة قد يرقد فى أن ترقى إلى مسؤليتها عن استرداد فلسطين للعرب، وإذا صح أن نقول أن لا وحدة للعرب بغير زعامة مصر، فربما صح أن نقول أنه لازعامة لمصر بين العرب بغير استردادها فلسطين للعرب، لأنه لا وحدة للعرب أصلا بدون استرداد فلسطين. "
صفحة 401 – 402

ثانيا : مصر .. فرعونية أم عربية؟

" العنصر العربى من أصل قاعدى مشترك مع العنصر المصرى، فكلاهما أقارب جنسيا منذ ما قبل الإسلام، بل وما قبل التاريخ، فالإختلاط الجنسى المصرى – العربى كان فى الحقيقة زواجا بين أقارب بعيدين، وبهذا قيل إنه إذا كان العرب قد عربوا مصر ثقافيا، فإن مصر قد مصرتهم جنسيا "
صفحة 51

" أول ما يجابهنا هو أن الفَرشة الجنسية الأساسية التى كانت تغطى نطاق الصحارى فى العالم القديم من المحيط إلى الخليج كانت تنتمى إلى أصل واحد متوسطى، وفى العصر المطير حين كانت الصحراء سافانا يسودها صيد الحجرى القديم، كانت كثافة السكان مخلخلة جدا ولكنها كانت غطائية عالمية بصفة عامة، وفى هذا الإطار كانت الحركة والهجرة والترحل ظاهرة دائمة ومن ثم كان الإختلاط الجنسى أساسيا ولا محل لعزلة أو نقاوة ما.
وكل ما حدث بعد ذلك مع عصر الجفاف أن تجمعت كل مجموعة من هؤلاء السكان فى رقعة محدودة … ومعنى هذا أنه حدث تقطع فى الغطاء القديم المتجانس جنسيا إلى عدة رقع متباعدة جغرافيا ولكنها تظل متجانسة جنسيا.
وهذا بالدقة مفتاح انثروبولوجيا عالمنا العربى. فشعوب المنطقة قبل العرب والإسلام هم أساسا وأصلا أقارب انفصلوا جغرافيا، ابتداء من العراق إلى الشام إلى الجزيرة العربية ومن مصر إلى المغرب أو السودان…
وإن تطورت اللغات والالسن ما بين سامى وحامى. ويظل العالم العربى أو بيت العرب الجغرافى الكبير هو (دوار العرب)، بمعنى الأسرة الموسعة التى تضم عدة أسر نووية أو خلوية. هذه واحدة
أما الثانية فحقيقة تاريخية تؤكد السابقة وإن كنا نغفل عنها دائما.
نحن نعرف – دينيا وتاريخيا – أن إسماعيل هو أبو العرب العدنانيين، ولكنا نعرف أيضا أنه ابن إبراهيم العراقى من هاجر المصرية، وإذا كان لهذا أى معنى انثروبولوجى، فهل يمكن – أليس كذلك؟ – أن يكون إلا شيا واحدا، وهو أن العرب أصلا أنصاف عراقيين أنصاف مصريين؟ … وكما يبدو غريبا أن يلح من يلح على أن العرب واليهود (أبناء عمومة) … بينما نتغافل عن علاقة الأبوة والبنوة بين المصريين والعرب، فضلا عن العلاقة غير المباشرة بين المصريين والعراقيين، على نفس الأساس، وتأسيسا على هذا، فهل يكون تعريب العراق أو مصر فيما بعد إلا عملية زواج أقارب مباشرة … ؟ …
وثمة بعد هذا حقيقة لغوية ؤكد علاقة القرابة، فالثابات المحقق الآن أن اللغة المصرية القديمة، وهى حامية تصنيفا، كانت تشمل نسبة هامة من المؤثرات والكلمات السامية … أكثر من عشرة آلاف كلمة بين المصرية القديمة والعربية. حتى ليعتبرها بعض الفيلولوجيين لغة انتقالية بين الحامية والسامية …
ولعلنا الآن، بعد هذه المؤشرات والمفاتيح، بحيث نستطيع أن نحدد حقيقة تعريب مصر، فحين التقى العرب بالمصريين وتصاهروا واختلطت دماؤهم، لم يكن ذلك فى الحقيقة إلا لقاء أبناء عمومة أو اخوة فى المهجر، أو هو كان لقاء أباء بأبناء أو أجداد بأحفاد، وقد يكون الأصح (إعادة لقاء) بعد أن باعدت بينهم الصحراء التى استحدثها عصر الجفاف…
وعند هذا الحد من المناقشة يمكن أن ننظر إلى الفرعونية وغيرها من دعاوى الرجعية التاريخية والوطنيات الضيقة كالفينيقية والأشورية.. الخ من زاوية جديدة ومنظور علمى … وهى لهذا مرفوضة ابتداء ودون مناقشة…
فكل هذه الوطنيات هى أصلا وقبل العرب أجزاء لا تتجزاء من أصل واحد مشترك قديم، وكانوا جميعا أقارب بمثل ما أن أصحابها اليوم أقارب.
وفى النتيجة فإن دعواهم الشعوبية الضيقة فاشلة علميا فى الإفلات بهم من العروبة، أما كل ما تنجح فيه عمليا فهى أن تصمهم بالحفرية والتحجر والردة التاريخية التى تضع الماضى الميت قبل حاضر حى واقع ينبض ويتفجر بالحيوية. "
صفحة 210 – 214 من كتاب شخصية مصر للدكتور جمال حمدان طبعة مهرجان القرأة للجميع نسخة عام 1995
_
أوجز كل ما جمعته من أقول الباحث الفذ الدكتور جمال حمدان رحمة الله عليه، الذى مات محترقا فى سكنه المتواضع عام 1993 فأقول ثلاث كلمات :-
1.مصر عربية قلبا وقالبا، ثقافة وجنسا.
2.زعامة الأمة العربية هى الدور الطبيعى لمصر وعليها تحمل تبعاتها بلا تعالى على أحد، لأن الزعامة حب وثقة قبل أن تكون أى شئ أخر.
3.لن تتوحد الأمة العربية إلا بإسترداد فلسطين، ولن تقوم لمصر قائمة إلا بتوليها لهذا الدور.

أخوكم
أحمد من مصر

a_h_m_a_d
29-05-2002, Wed 1:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

زعامة مصر للأمة العربية لم أقصد بها زعامة المصريين للعرب.
فليس من المعقول أن كل مولود لأبوين مصريين هو شخص موهوب قياديا.
زعامة مصر أقصد بها زعامة المكان والمعطيات التاريخية والجغرافية والسكانية والثقافية، وهى ملك لجميع العرب.
فقد قاد الفاطميون الخلافة بعد أن تركوا المغرب وذهبوا إلى مصر، فلماذ تركوا أرضهم وأتوا لقيادة الخلافة من مصر ؟
إنه نفس السبب السابق ذكره.

لماذا أتى صلاح الدين الكردى وأستعمل مصر فى قيادته لتحرير القدس؟
إنه نفس السبب السابق ذكره

لماذا أتت قيادة غير مصرية وأستخدمت مصر فى صد التتار؟
إنه نفس السبب السابق ذكره

إننى أرشح مصر كقاعدة لقيادة الأمة العربية بمعطياتها الجغرافية والسكانية والثقافية تحت أى قيادة إسلامية مخلصة، وهذا لا يعنى أن يكون محرك الدفة المصرية شخص مصرى بالضرورة.
فقد تكون شخصية شامية أو مغاربية أو حتى غير عربية، يكفى أنها إسلامية.
فليس من المعقول أن أى مصرى هو شخصية قيادية مختومة بختم العبقرية لمجرد أنه مصرى.

مصر مركز قيادة ينتظر قائد.

أخوكم أحمد
من مصـــــر