ولد الديرة
05-01-2004, Mon 10:15 PM
يبدو ان (دعايات) تلفزيون الشرق الاوسط mbc ابعدماتكون عن حالةالمشاهدين في الشرق الاوسط خاصة تلك المتكررة والمستفزة التي تحفز مشاعر البسطاء وذوي الحاجة وتنثر داخلهم (رذاذ الجو الممطر بالدولارات) والجوائز التي تنتظر كل من يتصل على الارقام (الحلم) لتحقيق الثراء المنتظر ويبدو ان المسؤولين عن تنظيم هذه البرامج والمسابقات الدعائية استهوتهم لعبة (الاتجار) بالاحلام فزادوا من جرعة (تحفيز الوهم) لدى المشاهدين في تحقيق الثراء وفي اقل من نصف ساعةوكانهم لم يكتفوا ببعض البرامج وماتركته على الحالة النفسية لدى البعض ممن هم في حاجة ماسة للمال فتحول البرنامج بالنسبة اليهم الى (سفينة نوح) التي ستنقذهم من الغرق والضياع, واصبح عدم مشاركتهم فيه يمثل انكسارا نفسيا يجيرون اليه كافة احباطاتهم وحاجاتهم. انني هنا لا انتقد طرح البرامج او الدعايات التي من شأنها زيادة نسبة المشاهدين لاي قناة او شاشة خاصة لمحطة في حجم الـ mbc لكنني ويتفق معي كثير ضد ان تتاجر هذه الدعايات وتروج لاوهام يصعب تحقيقها, وهذا مايبدو ان شاشة تلفزيون الشرق الاوسط تصر على الترويج له وتصر اكثر على الاستفزازات المصاحبة له في استعراضها للقطات النقود الساقطة من السماء او في تأكيدها (العبثي) ان اي متصل سيفوز بالدولارات (لتوريط) المشاهد المغلوب على امره في شراء كروت الـ 700 والـ 800 والتي تبلغ سعر الدقيقة فيه سبعة ريالات ليمكث (كضحية) على الخط اكثر من ساعة وفي النهاية لا يحصل على شيء سوى احساس مزيف بنشوة الفوز ولهفة محمومة في تلقي اي اتصال ممن وعدوه بالثراء. ان الدعاية وفي هذه الحالة تكون قد تخطت كافة الاعراف والمواثيق غير المكتوبة التي تنص على حماية الحالة النفسية للمتلقي ويكون بثه (تجريم) اخلاقي للمسؤولين عنها حتى وان ضربت امثلة لبرامج ودعايات في محطات عربية وعالمية اخرى قد يكون المدافعون محقين في رأيهم اذا كانوا في مكان غير تلفزيون الشرق الاوسط الذي يحظى بمصداقية كبيرة لدى المشاهد العربي والخليجي والسعودي لان بث مثل هذه البرامج والدعايات من شأنها الايحاء للمشاهد بان كل مايعرض هو نوع من (الانكسار) خاصة اذا فشل هذا المشاهد في تحقيق ماظنه (ممكنا). انه خط احمر وجب التنويه عنه ليس للـ mbc وحدها بل لكافة القنوات والفضائيات التي تسعى جاهدة الى جذب المشاهدين اليها, فافتقاد المصداقية من اجل تحقيق عائد اعلى في فترة زمنية اقل حتى وان اكد رجال الاقتصاد والحسابات على اهمية هذا العائد الا ان انعكاسه على استمرارية المشاهد لمتابعة المحطة المتبعة له دائما تكون بالسلب, لان المشاهد وحال فشله في تحقيق الثراء (المنشود) لن يكتفي بالصمت بل سيتحول الى خصم لهذه الفضائيات ويتطوع عن سابق اصرار وترصد الى تشويه وتسفيه كافة البرامج ولن يفلح برنامج مثل (الكذاب) او غيره من البرامج في الايحاء بان ما يقوله كذب او مجرد نقد وجب احترامه من باب (الرأى والرأي الآخر).