المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخاطر ''ما أدري.. ما أعرف'' عكاظ



ghenaim
14-10-2003, Tue 6:35 AM
مخاطر ''ما أدري.. ما أعرف''

المصدر : علي دقاق


ونحن نعيش في عصر ثورة المعلومات والاتصالات السريعة حيث للمعلومة الأهمية الكبرى في تنظيم وسلامة القرارات اصبحنا نقترب أكثر وأكثر من المنافسة الأكثر عدالة ولانقول من المنافسة الكاملة.
وكما يعلم الكثير من المهتمين بشئون الاقتصاد والاعمال ان من فرضيات تحقق المنافسة الكاملة (نظريا) هو وجود شرط المعرفة التامة الصعب ولكن على قدر المعلومات المتوفرة يمكن ان يصاحب القرار درجة معينة من المخاطر والعلاقة بين المخاطر وتوافر المعلومات هي علاقة عكسية وهذا شيء بدهي ايضا وينطبق ليس فقط على الاعمال التجارية أو غيرها من الانشطة الاقتصادية ولكن يتعداها الى جميع الانشطة الانسانية, ولك ان تتصور دخولك منطقة أو مدينة جديدة لم تكن تعرفها من قبل, فزيارة مثل هذه تحتمل مخاطر الضياع في المدينة وربما التعرض لمشاكل اخرى بحيث تزيد من تكاليف السفر لاننا في مثل هذه الحالة وبسبب عدم الحصول على المعلومات المطلوبة نزيد من مستوى المخاطرة الذي يعد احد عناصر التكاليف.
واذا نظرنا بشيء من التعقل للردود التي نسمعها عندما يقع شخص معين في مأزق معين تسبب له في بعض الخسائر نجد الجواب الجاهز هو ما ادري او ما احد قالي وهي تدل إما على عدم وجود المعلومة اصلا أو أن المعلومة موجودة ولكن غير معلنة وغير مشاعة أو محتكرة يعني مكتومة او ان المعلومة موجودة ومشاعة او معلنة ولكن لم يحسن استخدامها وفي جميع الاحوال السابقة فإن هناك خسائر يتحملها المجتمع.
واجمالا تتمثل هذه الخسائر في الفرص الضائعة بدءا من عدم بناء المعلومات وانتهاء الى عدم استخدام المعلومة الاستخدام الصحيح.
ولو أخذنا الجانب الاقتصادي كمثال فما أكثر المخاطر والمشاكل التي واجهت وتواجه بيئة الاعمال بسبب الاهمال في بناء المعلومة وعندما وصلنا الى عصر وثورة المعلومات التي تمنح القوة بدءا من التفاوض وانتهاء بالتوقيع وجدنا انفسنا غائبين كثيرا.
وسوف اتطرق كمثال لتأثير مثل هذا الغياب للمعلومة في سوق الأسهم السعودي, حيث يفترض في الحد الادنى من المعلومة تطبيق نظام لسوق الاوراق المالية وسوق تداول الاسهم وبعد ذلك المعلومات المنشورة والمتجددة عن شركات السوق وكذلك وجود مراكز الدراسات المستقلة لتحليل المعلومات وايضا الرصد التاريخي لمسيرة الشركات في السوق وغير ذلك من المعلومات التي تفيد في اتخاذ القرار السليم الذي يقلل من المخاطر وغياب هذه المصادر المختلفة وبنسب متفاوتة عن المتعاملين في السوق فتح الباب على مصراعيه للاشاعة.
والاشاعة بحد ذاتها معلومة ولكنها غير موثقة وناقصة وربما كاذبة خاصة اذا كانت مبنية على تحقيق مصلحة شخصية.
وفي استفتاء عن كيفية عمل سوق الاسهم بعد الهزة الكبيرة التي تعرض لها السوق مؤخرا لم تخل اجابة من الاشارة الى سيئات الاشاعة في السوق.
والسؤال لماذا تركنا المجال للاشاعة كي تكبر لنصل الى النقطة التي تكبر معها المخاطر ونقول غشونا الجماعة في قولهم حسناء واتضحت اللعبة في النهاية.
في نظري المعلومات موجودة ولكن من جهة هناك شحة في النشر ومن جهة اخرى هناك سوء استخدام للمعلومة لغياب المراكز المستقلة التي تدعم المعلومة.
اطراف النشاط الاقتصادي عندما تدخل في علاقات تجارية فهي لاشك متعطشة للمعلومة الصحيحة التي تزيد من نمو العلاقة ونمو الثقة ما يعني مزيدا من الاعمال وجذبا للاستثمارات.