ماكـرو
03-12-2016, Sat 2:39 AM
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تحرص بيوت الاستثمار المتخصصة وبعض المستثمرينالافراد على تحجيم المخاطر بقدر المستطاع ويطبقون مبدأ فوات الربح ولا ألم الخسارة، ويكون تطبيق هذه الطريقة الدفاعية في الاستثمار على حساب مبداً تكلفة الفرص الضائع، فتجدهم يفضلون التركيز على الاستثمار في الشركات الرابحة والتي لها توزيعات مالية ثابته وإن قلت على المجازفة في شركات تمر بمنعطفات مالية استثنائية ، وفي المقابل يحرص نوع آخر من المستثمرين على البحث عن الفرص الاستثمارية الاستثنائية وغربلتها لاقتناص افضلها بدون الاخلال بمبدأ حفظ رأس المال اولاً وقبل كل شيء، فهم يؤمنون ايضاً بأن إدارة المخاطر من خلال إلغائها او تحجيمها تأتي قبل تنمية رأس المال.
وسأحاول من خلال هذا المقال أن أضرب بعض الأمثلة للمنعطفات المالية التي عادة ما تتكرر في أسواق المال والتي تمثل فرص استثمارية استثنائية يحقق من خلالها المستثمر ربحاً وفيراً يتناسب طرياً مع حدة هذهالمنعطفات المالية.
أ.مرحلة النضج: كثير من الشركات تمنع توزيع الحصة الكبر من الأرباح لمساهميها لأسباب من أهمها:
a. سداد ديون رأس المال: فالانعطاف في هذه الحالة يحصل حين تسدد الشركة اغلب الديون الرأسمالية التي ساعدتها في الحصول على الأصول التي ستدر عليها الأرباح، فعند هذا المنعطف تبدأ الشركة في توزيع نسب اعلى من الأرباح للمساهمين، ويكون مثل هذا المنعطف اكثر حدة في الشركات التي تحتاج الى أصول ضخمة والتي تمثل نسبة سداد أقساط الديون أكثر من 20% من الربح التشغيلي. فعند اكتمال سداد الديون يتم توزيع معظم الأرباح للمساهمين ، وتحدث هذه القفزة المفاجئة في التوزيعات النقدية قفزة سعرية لأسعار اسهم الشركة ، فعادة ما يعتمد تقييم السعر العادل لاسه الشركات على التوزيعات النقدية لمساهمي الشركة.
b. إعادة الاستثمار لتحقيق نمو في الأرباح: في هذه الحالة يحدث الانعطاف حين يصل القطاع الذي تعمل به الشركة الى نسبة كبيرة من اختراق السوق (Penetration) وتتمكن الشركة من الاستحواذ على حصة معتبرة من السوق (Market Share) حينها يكون التوسع غير مجدي بل قد تكون آثاره سلبية كون ان العائد على الاستثمارات الجديدة اقل من تكلفة رأس المال، في هذه الحالة يجب أن تتوقف الشركة عن التوسع وتركز على رفع كفاءة التشغيل وفعالية العمليات، وحينما تتوقف الشركة عن إعادة الاستثمار لأغراض النمو والتوسع سيتاح للمستثمرين تلك الأرباح التي كان يعاد استثمارها ، وتزداد حدة هذا المنعطف كلما تسارعت وتيرة الوصول الى نسبة عالية من اختراق السوق والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السوق.
ب. مرحلة التحول من الخسارة الى الربح: قد تمر احدى الشركات بظروف استثنائية سلبية - كتغيرات مفاجئة في التنظيمات الحكومية او حدوث اختلالات محاسبية كبيرة – تمنعها من تحقيق الأرباح الاعتيادية ، بل قد تؤدي هذه الظروف الى تحقيق خسائر كبيرة والى تآكل بعض رأس المال ، ولكن يتوجب على المحلل المالي في مثل هذه الحالة أن يدرس الاثار السلبية لهذه الظروف وان يعطيها حجمها الحقيقي، فقد تكون هذه الظروف على سلبيتها وعظم آثرها على أرباح الشركة إلا انها ظروف مؤقتة وقد تقتصر آثارها على هامش الأرباح فقط ، فلا تمس مثل هذه الظروف السلبية الأنشطة الأساسية للشركة ، بل قد لا تؤثر حتى على افضلية الشركة التنافسية ، فالمحلل المالي الفطن يستطيع أن يتوقع بدرجة عالية من الدقة كيف ستخرج الشركة من ازمتها ومتى ، بل قد يضع الخيارات المتاحة التي تساعد الشركة على الخروج من هذا المأزق ويضع تكلفة كل خيار ومدته الزمنية ، وبمثل هذه الدراسة الاستباقية سيكون بإمكانه توقع متى سيحدث الانعطاف المالي وتعود الشركة الى تحقيق الأرباح من جديد ، بل سيكون قادر على تحديد حجم هذا الانعطاف حين يتبين الخيار الذي سلكته الشركة للخروج من ازمتها ، وكلما زادت دقة الدراسة في تحديد توقيت الانعطاف وحجمه زاد الربح الناتج عن هذه الفرصة الاستثمارية الاستثنائية ، فالفرص تولد من رحم الازمات.
ت. مرحلة ظهور الشائعات وانتفائها: غالباً ما تسيطر العاطفة على ردات فعل المتداولين في أسواق المال، ويتجلى ذلك في حال ظهور الاخبار او الشائعات السلبية او الإيجابية ، فيحصل مبالغة في ردات الفعل تنعكس بشكل ملحوظ على أسعار الأسهم المتداولة ، فعلى سبيل المثال ما حصل في الربع الثالث من هذا العام حين تهاوت اسهم شركات تعتمد في اعمالها على تصدير مواد أساسية بسبب قرارات تتعلق بالاقتصاد المحلي وليس لها أي تأثير على نتائج هذه الشركات ، فمثل هذه الظروف تصنع فرص ذهبية للمستثمر يستطيع إن أحسن استغلالها أن يقتنص الأسهم عند أسعار مغرية ومكررات استثنائية ، ولكن اغلب المستثمرين لا يقتنصون هذه الفرص بسبب التشاؤم القاتم والسلبية التي تحيط بالأسواق في مثل هذه الظروف ، ولكن المحلل المالي المتمكن يستطيع ان يضع للخبر السلبي او الشائعة السلبية - في حال تحققها - رقم محدد ينعكس اثره على أرباح وتوزيعات الشركة، وبالتالي يستطيع ان يضع السعر العادل الجديد لسهم الشركة المتأثرة بهذه الشائعة في حال تحققها ويستطيع عندها الاقدام بثقة كبيرة لاقتناص هذه الفرص ، الانعطاف يحدث هنا اذا ادرك السوق الحجم الحقيقي للخبر او الشائعة وتزداد حدة هذا الانعطاف كلما زادت مبالغة السوق في تقدير الأثر المتوقع للشائعة حين ظهورها، واكبر الأثر يكون حين يتم نفي الشائعة من المصادر الرسمية.
أتمنى ان يحوز المقال أعلاه على رضا أعضاء المنتدى، وأن يثروه بآرائهم من خلال طرح حالات أخرى للانعطافات المالية التي غفل عنها المقال ، او من خلال تسمية بعض الأسهم في السوق المالية السعودية والتي تنطبق عليها احدى هذه الحالات.
تحرص بيوت الاستثمار المتخصصة وبعض المستثمرينالافراد على تحجيم المخاطر بقدر المستطاع ويطبقون مبدأ فوات الربح ولا ألم الخسارة، ويكون تطبيق هذه الطريقة الدفاعية في الاستثمار على حساب مبداً تكلفة الفرص الضائع، فتجدهم يفضلون التركيز على الاستثمار في الشركات الرابحة والتي لها توزيعات مالية ثابته وإن قلت على المجازفة في شركات تمر بمنعطفات مالية استثنائية ، وفي المقابل يحرص نوع آخر من المستثمرين على البحث عن الفرص الاستثمارية الاستثنائية وغربلتها لاقتناص افضلها بدون الاخلال بمبدأ حفظ رأس المال اولاً وقبل كل شيء، فهم يؤمنون ايضاً بأن إدارة المخاطر من خلال إلغائها او تحجيمها تأتي قبل تنمية رأس المال.
وسأحاول من خلال هذا المقال أن أضرب بعض الأمثلة للمنعطفات المالية التي عادة ما تتكرر في أسواق المال والتي تمثل فرص استثمارية استثنائية يحقق من خلالها المستثمر ربحاً وفيراً يتناسب طرياً مع حدة هذهالمنعطفات المالية.
أ.مرحلة النضج: كثير من الشركات تمنع توزيع الحصة الكبر من الأرباح لمساهميها لأسباب من أهمها:
a. سداد ديون رأس المال: فالانعطاف في هذه الحالة يحصل حين تسدد الشركة اغلب الديون الرأسمالية التي ساعدتها في الحصول على الأصول التي ستدر عليها الأرباح، فعند هذا المنعطف تبدأ الشركة في توزيع نسب اعلى من الأرباح للمساهمين، ويكون مثل هذا المنعطف اكثر حدة في الشركات التي تحتاج الى أصول ضخمة والتي تمثل نسبة سداد أقساط الديون أكثر من 20% من الربح التشغيلي. فعند اكتمال سداد الديون يتم توزيع معظم الأرباح للمساهمين ، وتحدث هذه القفزة المفاجئة في التوزيعات النقدية قفزة سعرية لأسعار اسهم الشركة ، فعادة ما يعتمد تقييم السعر العادل لاسه الشركات على التوزيعات النقدية لمساهمي الشركة.
b. إعادة الاستثمار لتحقيق نمو في الأرباح: في هذه الحالة يحدث الانعطاف حين يصل القطاع الذي تعمل به الشركة الى نسبة كبيرة من اختراق السوق (Penetration) وتتمكن الشركة من الاستحواذ على حصة معتبرة من السوق (Market Share) حينها يكون التوسع غير مجدي بل قد تكون آثاره سلبية كون ان العائد على الاستثمارات الجديدة اقل من تكلفة رأس المال، في هذه الحالة يجب أن تتوقف الشركة عن التوسع وتركز على رفع كفاءة التشغيل وفعالية العمليات، وحينما تتوقف الشركة عن إعادة الاستثمار لأغراض النمو والتوسع سيتاح للمستثمرين تلك الأرباح التي كان يعاد استثمارها ، وتزداد حدة هذا المنعطف كلما تسارعت وتيرة الوصول الى نسبة عالية من اختراق السوق والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السوق.
ب. مرحلة التحول من الخسارة الى الربح: قد تمر احدى الشركات بظروف استثنائية سلبية - كتغيرات مفاجئة في التنظيمات الحكومية او حدوث اختلالات محاسبية كبيرة – تمنعها من تحقيق الأرباح الاعتيادية ، بل قد تؤدي هذه الظروف الى تحقيق خسائر كبيرة والى تآكل بعض رأس المال ، ولكن يتوجب على المحلل المالي في مثل هذه الحالة أن يدرس الاثار السلبية لهذه الظروف وان يعطيها حجمها الحقيقي، فقد تكون هذه الظروف على سلبيتها وعظم آثرها على أرباح الشركة إلا انها ظروف مؤقتة وقد تقتصر آثارها على هامش الأرباح فقط ، فلا تمس مثل هذه الظروف السلبية الأنشطة الأساسية للشركة ، بل قد لا تؤثر حتى على افضلية الشركة التنافسية ، فالمحلل المالي الفطن يستطيع أن يتوقع بدرجة عالية من الدقة كيف ستخرج الشركة من ازمتها ومتى ، بل قد يضع الخيارات المتاحة التي تساعد الشركة على الخروج من هذا المأزق ويضع تكلفة كل خيار ومدته الزمنية ، وبمثل هذه الدراسة الاستباقية سيكون بإمكانه توقع متى سيحدث الانعطاف المالي وتعود الشركة الى تحقيق الأرباح من جديد ، بل سيكون قادر على تحديد حجم هذا الانعطاف حين يتبين الخيار الذي سلكته الشركة للخروج من ازمتها ، وكلما زادت دقة الدراسة في تحديد توقيت الانعطاف وحجمه زاد الربح الناتج عن هذه الفرصة الاستثمارية الاستثنائية ، فالفرص تولد من رحم الازمات.
ت. مرحلة ظهور الشائعات وانتفائها: غالباً ما تسيطر العاطفة على ردات فعل المتداولين في أسواق المال، ويتجلى ذلك في حال ظهور الاخبار او الشائعات السلبية او الإيجابية ، فيحصل مبالغة في ردات الفعل تنعكس بشكل ملحوظ على أسعار الأسهم المتداولة ، فعلى سبيل المثال ما حصل في الربع الثالث من هذا العام حين تهاوت اسهم شركات تعتمد في اعمالها على تصدير مواد أساسية بسبب قرارات تتعلق بالاقتصاد المحلي وليس لها أي تأثير على نتائج هذه الشركات ، فمثل هذه الظروف تصنع فرص ذهبية للمستثمر يستطيع إن أحسن استغلالها أن يقتنص الأسهم عند أسعار مغرية ومكررات استثنائية ، ولكن اغلب المستثمرين لا يقتنصون هذه الفرص بسبب التشاؤم القاتم والسلبية التي تحيط بالأسواق في مثل هذه الظروف ، ولكن المحلل المالي المتمكن يستطيع ان يضع للخبر السلبي او الشائعة السلبية - في حال تحققها - رقم محدد ينعكس اثره على أرباح وتوزيعات الشركة، وبالتالي يستطيع ان يضع السعر العادل الجديد لسهم الشركة المتأثرة بهذه الشائعة في حال تحققها ويستطيع عندها الاقدام بثقة كبيرة لاقتناص هذه الفرص ، الانعطاف يحدث هنا اذا ادرك السوق الحجم الحقيقي للخبر او الشائعة وتزداد حدة هذا الانعطاف كلما زادت مبالغة السوق في تقدير الأثر المتوقع للشائعة حين ظهورها، واكبر الأثر يكون حين يتم نفي الشائعة من المصادر الرسمية.
أتمنى ان يحوز المقال أعلاه على رضا أعضاء المنتدى، وأن يثروه بآرائهم من خلال طرح حالات أخرى للانعطافات المالية التي غفل عنها المقال ، او من خلال تسمية بعض الأسهم في السوق المالية السعودية والتي تنطبق عليها احدى هذه الحالات.