المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاقتصاد الاسلامي تطبيقيا وعلى مستوى عالمي أصبح في غاية الأهمية



سيف الخيال
27-02-2013, Wed 10:37 PM
الأقتصاد الأسلامي أثبتت الدراسات بأنه هو الملاذ الامن من الأزمات الاقتصادية الحالية ...


الاقتصاد الاسلامي تطبيقيا وعلى مستوى عالمي أصبح في غاية الأهمية ، وأثبتت جميع الدراسات بأن تطبيقه هو الحصانة من الأزمات الأقتصادية العالمية الحالية المتلاحقة .

لن تتوقف هذه الأزمات إذ لم يتم تطبيق مباديء الأقتصاد الأسلامي ، وسوف تستمر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ...

الدول التي سوف تسلك مبادىء الاقتصادي الأسلامي سوف تكون محصنة من الأزمات الاقتصادية إن شاء الله ...

سيف الخيال
27-02-2013, Wed 11:13 PM
الرخاء والتقدم في الاقتصاد الإسلامي (1)


21/02/2013 10:36


يتسع مفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في النظام الإسلامي ليتضمن النهوض بمستوي معيشة الفرد, مع حفظ التوازن بين حاجات الأفراد وحاجات المجتمع, كل ذلك من خلال إطار أخلاقي وروحي يكفل استغلال أقصي الطاقات في دائرة النشاط المشروع أو الحلال, كما يكفل تحقيق العدالة أو الأمن الاجتماعيين.

والتعبير الاصطلاحي الذي يحتوي مفهوم التنمية الاقتصادية في الإسلام هو "عمارة الأرض", أي تعميرها بالرخاء والأمن والعدل, ومما تشير إليه آيات القرآن الكريم كتكليف وتدبير من الله سبحانه وتعالي للمخلوق البشري, قوله تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) صدق الله العظيم.

ويشتمل مصطلح عمارة الأرض علي مضمون التنمية الاقتصادية ويزيد, فهو يستهدف فضلا عن تحقيق الرخاء وزيادة الإنتاج, النهوض بكفايته وكفالة عدالة التوزيع, فيصف الحسن البصري سعي أفراد المجتمع لإشباع حاجاتهم بكسب الرزق لتوفير قوت البدن وصون العرض وحفظ النفس والدين, ويتطلب:

النظر في أمور الدنيا وتدبر أحوالها والكشف عن جهة انتظامها واختلالها, لنعلم أسباب صلاحها وفسادها ومواد عمرانها وخرابها, وذلك لقصد الأمور من أبوبها واعتماد صلاح قواعدها وأسبابها, ويشير البصري إلي ست قواعد يتحقق بها الرخاء والتقدم والإصلاح لأمور الدنيا, وهي دين يتبع وسلطان قاهر وعدل شامل وأمن عام وخصب فسيح.



كما أوضح المفكر الإسلامي عبد الرحمن بن خلدون أسماء طبيعة العمران في الخليقة, وذلك في دراسته لفلسفة التاريخ, حيث أكد أهمية تعاون أفراد المجتمع في نشاطهم من أجل إنتاج الضرورات المعيشية متتبعا مراحل التطور الاقتصادي عبر أجيال المجتمع الإنساني حتى يصل إلي مرحلة الغني, من خلال تقدم المستوي المعيشي وإنتاج ما يزيد عن الضروريات من مظاهر التحضر وسلع الترف.



الرخاء والتقدم في الاقتصاد الإسلامي (2)


21/02/2013 13:25



كنا قد تحدثنا في الجزء الأول عن المفهوم الشامل للرخاء والتقدم الاقتصادي في الاقتصاد الإسلامي, وفي هذا الجزء سوف نقوم بتسليط الأضواء علي أهم الدعائم والضوابط لتحقيق العمران في المنهج الإسلامي, والتي تنقسم إلي تسعة دعائم منها إتمام عملية العمران في إطار روحي شامل, ومبدأ الخلافة ومسئولية الإنسان, ورعاية التوازن بين مصلحة الفرد والجماعة, العدل الاجتماعي والمساواة, والبر والإخاء الإنساني من خلال التكافل والتضامن الاجتماعي, وفيما يلي توضيح لبعض منها:



ضرورة أن تتم عملية العمران ضمن إطار فكري وروحي شامل



أي يجب ضرورة التوازن والتكامل بين النشاط المادي للكسب وإشباع الحاجات المادية, وبين الوازع الديني لتهذيب النفس وغذاء الروح والعبادة, كتنمية بشرية وإعلاء لقيم الفرد, وهو ما يتضح جليا من خلال الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (9) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون(10)" صدق الله العظيم.


وهكذا يتحقق التوازن بين الوفاء بالمطالب المادية للإنسان, وبين مطالب تهذيب الروح بالعبادة وذكر الله, حيث يعتبر الجانب الأخير من قبيل التنمية الاجتماعية التي تحتاجها المجتمعات المسلمة في الآونة الحاضرة لتغير القيم والعادات والتقاليد التي تعوق تقدم العمل الإنمائي.



ارتباط الأداء الاقتصادي بإطار أخلاقي



ارتباط الأداء الاقتصادي بإطار أخلاقي يحض عليه الإسلام, فيرتبط به سلوك المسلم في المنهج الإسلامي, فالإسلام بذلك يقاوم طبيعة الشح والأثرة في الأفراد, وفي ذلك يشير الإمام بن تيمية إلي طباع النفس البشرية التي "لا تحب اختصاص غيرها بشيء وزيادته عليها" وهو ما يتصدي له بالتوجيه الأخلاقي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "إياكم والشح فإنه أهلك كم كان قبلكم" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.



ويصف بن تيمية العمل المحمود المقترن بالنية الحسنة ويقول "النية المحمودة التي يتقبلها الله ويثيب عليها أن يراد بها العمل المحمود, وهو العمل الصالح المأمور به", كما يتطلب المنهج الإسلامي أن يكون العمل الاقتصادي متسما بالاعتدال ومقترنا بالإيمان, بأن الله هو المنعم, ومن ذلك ما تشير إليه كتابات أبو بكر المكي والإمام الشيباني وغيرهما.




الرخاء والتقدم في الاقتصاد الإسلامي (3)


25/02/2013 14:11



نتحدث في هذا الجزء عن إستراتيجية الاعمار والرخاء في المنهج الإسلامي, إذ أن رفع مستوي معيشة الأفراد ومواجهة مشكلات الفقر, هي غاية جهود الاعمار وتحقيق الرخاء في المنهج الإسلامي, وهي بذلك ترادف جهود تحقيق التقدم أو الإنماء الاقتصادي الاجتماعي في الأدب الاقتصادي الجاري, والتصدي للفقر وآثاره هو سبيل المنهج الإسلامي لتحقيق العمران والإصلاح والقضاء علي التخلف.

وتعبر أحاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه عن مغبة الفقر, وخطورته علي الفرد والمجتمع, كما يهيب عليه الرسول الكريم بالمسلم أن يحرص علي العيش الكريم له ولأولاده من بعده, وينطبق هذا التوجيه علي المجتمع المسلم برمته.


حيث تتوقف عزة وكرامة أفراد المجتمع علي ما لديهم من أموال وما تنتجه أيديهم من سلع وخدمات, بما يغنيهم عن الاستدانة أو سوق المعونة من الخارج, وكان من بين المفكرين المسلمين الذين أنجزوا الاهتمام بالمشكلة الاقتصادية "أحمد بن الدلجي" في كتابه "الفلاكة والمفلكون", والذي عالج من خلاله مشكلة الفقر, وأسبابها وعلاجها وأنواع النشاط الاقتصادي اللازمة للتخلص من المشكلة, وحمل الدلجي الفقراء إذا تكاسلوا مسئولية فقرهم.


نشاط الكسب والإنتاج واجب


السبيل إلي مواجهة الفقر والنهوض بمستوي المعيشة, هو زيادة الإنتاج مما يحض عليه الإسلام فينادي بالدأب علي الكسب والعمل, وهو ما يتضح جليا في الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم (وقل اعملوا فيسري الله عملكم) صدق الله العظيم .. "سورة التوبة 105".



والإنتاج والعمل من أجل كسب المعاش واجب علي المسلم في المنهج الإسلامي, بعد أداء حق الله في أولي العبادات وهي الصلاة, ويتضح ذلك في الآيات الكريمة الآتية: بسم الله الرحمن الرحيم (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) صدق الله العظيم "سورة الجمعة 10", وكذلك قوله تعالي في "سورة الملك الآية 15" بسم الله الرحمن الرحيم (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) صدق الله العظيم.



إلى هنا ينتهي الجزء الثالث, وإلي اللقاء في الجزء الرابع ..

سيف الخيال
27-02-2013, Wed 11:15 PM
الرخاء والتقدم في الاقتصاد الإسلامي (4)


25/02/2013 14:20



يؤكد الدين الإسلامي علي أن خير طعام يتناوله الإنسان, هو ما كان من نتاج جهده وعمله, والعمل والإنتاج في المنهج الإسلامي ليس مطلوب بكمه فحسب, بل بالكفاءة الممكنة, والإتقان الذي يحبه الله, لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" صدق رسول الله صلي الله وعليه وسلم.



كما يؤكد منهج الاقتصاد الإسلامي أيضا علي ضرورة رفع القدرة الإنتاجية للمجتمع بكفالة مقومات المعيشة الأساسية للأفراد, من خلال العمل والسعي لكسب الرزق والنهي عن التعطل والبطالة, وتأكيد دور الإمام أو الحاكم في توفير أساسيات المعيشة لكل فرد في المجتمع من فرصة العمل إلي الغذاء إلي المسكن والكساء.


فكل ذلك كفيل بتهيئة كل فرد في المجتمع للإسهام بعمله المنتج في بناء الطاقة الإنتاجية للاقتصاد دون أن يعوقه غياب مقومات الحياة الأساسية أو عجز عن إيجاد فرصة العمل المناسبة, ومسئولية توفير مقومات المعيشة للعضو في المجتمع الإسلامي, لا تقع فقط علي عاتق السلطة الحاكمة, ولكنها مسئولية تضامنية يتقاسمها أعضاء الجماعة في تكافل محكم يبدأ من كفالة الأغنياء لأقاربهم كالزوجة والأولاد والأبوين العاجزين عن الكسب.



ثم بنظام الزكاة الذي يتكفل برفع مستوي معيشة الفقراء عامة ليشاركوا في بناء المجتمع ودعم طاقته الإنتاجية, وذلك ما يتضح جليا في قول الرسول صلي الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.



والحاجات الأساسية هي ضرورات المعيشة التي لا تقوم الحياة إلا بها, وقد قرر الإسلام إن العمل في سبيل تدبير المعاش واجب شرعي, وللأفراد حرية ممارسة النشاط الاقتصادي للحصول عليها, وضمن المتطلبات الأساسية لعلاج الإنسان, يقول الإمام الماوردي "ومادة كافية تسكن نفس الإنسان إليها ويستقيم أوده بها", وهي حاجات فطرية لابد لأي إنسان منها في أي عصر.

سيف الخيال
27-02-2013, Wed 11:20 PM
الرخاء والتقدم في الاقتصاد الإسلامي (5)


27/02/2013 14:53


إن إشباع الحاجات الأساسية للإنسان لازم لاستقرار الحياة واستمرارها وحفظ الدين وصلاح المجتمع, ويعبر أئمة الإسلام عن ذلك بضرورة توافر المادة الكافية, لأن حاجة الإنسان لازمة لا يعري عنها بشر, وسنجد ذلك جليا في قول الله تعالي, بسم الله الرحمن الرحيم (وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين) صدق الله العظيم.


فإذا عدم الإنسان المادة التي هي قوام نفسه, لم تدم له حياة ولم يستقيم له دين, وإذا تعذر شيء منها عليه, لحقه من الوهن في نفسه والاختلال في دنياه بقدر ما تعذر من المادة عليه, ثم لما كانت المواد مطلوبة لحاجة الكافة إليها, أعوزت بغير طلب.

ويستند إلي هذه الأفكار والمبادئ في عصرنا الحاضر, مذهب إشباع الحاجات الأساسية كأحد المداخل الهامة لعملية التنمية الاقتصادية لإشباع الكثرة أو الأغلبية من أفراد المجتمع من غذاء وكساء وسكن .. إلخ, وقد يأخذنا ذلك إلي عناصر التغيير الهيكلي في التنمية الاقتصادية الإسلامية.

ويتضمن مفهوم التنمية في الإسلام في ضوء ما سبق بيانه, إحداث تغيير هيكلي شامل في المجتمع, ليس فحسب في دائرة الجوانب الاقتصادية, ولكن أيضا وفي المقدمة من أجل غاية نهائية, والتي تتطلب وجود كيان الفرد المؤمن ذو الشخصية المتزنة والذي يتحلي بفضائل الإسلام, فيسهم بوعي كامل في تحقيق أهداف التنمية بمفهومها الإسلامي الشامل من أجل الرخاء والأمن في الدنيا ومثوبة جزاه الآخرة.

كما يعبر حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مبدأ التكافل والتضامن الاجتماعي في منهج الإسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.


الرخاء والتقدم في الاقتصاد الإسلامي (6)


27/02/2013 15:00


ظهر الإسلام في بيئة اجتماعية يسودها من ألوان النشاط الاقتصادي أساسا الرعي والزراعة والتجارة, ومع ازدهار الإسلام وانتشار فتوحاته تنوعت أنشطة الإنتاج من زراعة وصناعة وحرف وتجارة, فكان ذلك أساسا للنهضة الاقتصادية في عهود الدولة الإسلامية الأولي.


ويقف وراء مبدأ تنويع مجالات الكسب والإنتاج, ما سبق توضيحه من هدف قيام المجتمع بإنتاج كل ما يلزم إشباع حاجات أفراده, خاصة من الحاجات الأساسية, ولهذا تضمنت آراء فقهاء المسلمين الإشارة الصريحة إلي أهمية تنوع وتشعب جهات أو فروع الكسب والإنتاج.

وقد أوضح الإمام الشيباني تنوع مجالات الكسب في أربعة, هي الزراعة والصناعة والتجارة والإجارة, ويؤكد منهج التقدم والرخاء في الاقتصاد الإسلامي علي ركن من أهم أركان التنمية الاقتصادية في الاستراتيجيات والفكر التنموي الحديث, وهو تنوع فروع الإنتاج وأنشطته, حيث تتداخل الأنشطة مع بعضها البعض وتتكامل من أجل إشباع الحاجات المتعددة لأفراد المجتمع.

وفي ذلك يقرر الإمام أبو الحسن الماوردي أن "جهات المكاسب متشعبة ليكون اختلاف أسبابها علة الائتلاف بها وتشعب جهاتها توسعة لطلابها, كلا يجتمعوا علي سبب واحد لا يكتفون", ويتبع ذلك ضرورة تقسيم العمل بين أفراد المجتمع ليختص كل منهم بفرع إنتاجي أو مهنة, وهو ما يرجعه الإمام الماوردي لمنطق العقل وطبيعة احتياج الأفراد لإنتاج بعضهم البعض.

حيث يقول أن ذلك ما أرشدهم الله إليه بطباعهم حتى لا يكتفوا ائتلافهم في المعايش المختلفة فيعجزوا ولا يعانوا بتعزيز مواردهم بالمكاسب المتشعبة فيختلفوا, فهو سبحانه "الذي أعطي كل شيء خلقة ثم هدي".


الرخاء والتنمية في الاقتصاد الإسلامي (7)


27/02/2013 15:04


نتحدث في هذا الجزء عن الزكاة وعلاقتها الوطيدة بالعمران والرخاء, إذ تعتبر الزكاة من أهم وسائل محاربة الفقر ورفع مستوي المعيشة في المنهج الإسلامي, وهي ليست فريضة فحسب, بل نظاما يفرضه الشرع وتتكفل بتنفيذه سلطة الدولة, وكان للإسلام في هذا الصدد السبق في تطوير الحياة الاجتماعية مما لم يسبق فيه نظام اجتماعي من قبل.


والزكاة في محاربتها للفقر تكفل لكل فرد في المجتمع مستوي مناسب من المعيشة وفرصة للعمل وترعاه في شيخوخته أو عجزه, وتعتبر الزكاة أداة هامة لدفع التنمية الاقتصادية, فمن أهم الآثار الاقتصادية الإنمائية للزكاة, إعادة توزيع الدخل في صالح الفئات محدودة الدخل ذات الميل الحدي المرتفع نسبيا للاستهلاك, مما يعكس زيادة الطلب الفعال وفقا لنظرية كينز.

بما يترتب علي ذلك من زيادة حجم التوظف لزيادة الإنفاق علي الاستثمار كنتيجة لزيادة الطلب الاستهلاكي, فيؤدي كل ما سبق لمقاومة الركود الاقتصادي وبعث الانتعاش الاقتصادي, ويشير البعض إلي أثر الزكاة النافع علي دافعها في شكل نماء للمال المزكي عنه وزيادة الطلب علي منتجاته, حيث تنعكس زيادة القوة الشرائية في أيدي متلقي الزكاة بزيادة طلبهم علي إنتاج دافعيها من السلع والخدمات بصورة مضاعفة بفعل البركة التي تحل بالمال وصاحبه.

كذلك فمن أهم آثار الزكاة الدافعة لتعبئة الموارد للتقدم الاقتصادي والاجتماعي, دفع حركة النشاط الاقتصادي بتحقيق كفاية المحتاج, أي تمكينه من توفير مصدر كسب منتظم وتوفير ما يلزمه من آلات ومعدات وهي تساعد علي تمويل الاستثمارات الصغيرة مما يحفر علي العمل وينشط حركة الإنتاج.

وكذلك الإلتزام بسداد الزكاة يحض صاحب المال علي تثميره وإلا تآكل بالزكاة عام بعد آخر, فالمفروض أن يكون اقتطاع الزكاة من الربح أو الدخل وليس من رأس المال, أيضا سنجد أن الزكاة تعالج البطالة في المجتمع نتيجة تمكين الفرد من الإنتاج بإمداده بما يعجز عن تدبيره من مستلزمات وأدوات الإنتاج, وهي بذلك تحول القوة العاطلة إلي قوة منتجة.

أيضا فإن توجيه أحد مصارف الزكاة لسداد ديون الغارمين يعتبر بمثابة ضمان للدائن في تحصيل دينه, وفي هذا تعزيز للائتمان وتحقيق لأمان المنتجين والتجار عند اضطرارهم للاقتراض لمباشرة نشاطهم, وتعرضهم للعجز عن سداد ديونهم, حيث تتصدي الدولة الإسلامية للوفاء بالدين وتجنيب المنتج أو التاجر الإفلاس.

إلي هنا ينتهي الجزء السابع, وإلي اللقاء في الجزء الثامن ..