المتهور
04-02-2013, Mon 7:15 PM
أعتقد أن المتداول السعودي بات أكثر وعيًا مما كان عليه في السابق، وأصبحت أحلامه أكثر واقعية، واختفى - أو كاد أن يختفي - مروجو التدبيلات وبائعو الأوهام بعد أن انفضَّت عنهم الجماهير وأصبحوا مثارًا للسخرية. والجميل أن هذه القناعة الحديثة لم تتزعزع حتى ونحن نرى عددا من الأسهم كبعض أسهم التأمين والصادرات ومبرد وتهامة تتضاعف أسعارها خلال فترة وجيزة.
ونتيجةً لهذا التحول بدأت أنظار المتداولين تتجه إلى الاستثمار في الشركات الرابحة، وبدأنا نسمع من يسأل عن المكرر الربحي، والقيمة الدفترية، وعن الربح الموزع، وحقوق المساهمين.. إلى غيرذلك.
ولكن المشكلة أن التحليل الأساسي الذي يمثل عصب هذه المرحلة وعمقها الاستراتيجي لم يواكب هذا التحول، فالمحللون الأساسيون بالنسبة إلى المحللين الفنيين كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ليس فقط على مستوى المنتديات، بل حتى في الصحف والقنوات الفضائية، وأغلب من نراهم يسمون محللين أساسيين لا نرى لهم جهودًا سوى في وضع جداول عن أفضل الشركات عائدًا ومكررًا ربحيًّا.. الخ، ولا أنكر علاقة هذا العمل بالتحليل الأساسي لكن هذا لا يحتاج إلى متخصص، ويستطيع كل متداول الحصول عليه من خلال موقع تداول.
ما يحتاج إليه المتداول هو تحليل نتائج الشركات، ودراسة قوائمها المالية، وصولًا إلى استقراء مستقبلها، والتنبؤ بحجم النمو المتوقع، والعائد المتوقع، والسعر العادل للسهم...
يحتاج المتداول أيضًا إلى عمل مقارنات بين الشركات تساعده في الاختيار المناسب، فهناك شركات ذات عائد مستقر غير مبني على نمو ولا ربحية كشركة الكهرباء، وهناك شركات ذات نمو لكنها لا توزع أرباحًا كمصرف الإنماء، وهناك شركات توزع أرباحًا مجزية ولديها تراجع في النمو كشركة الاتصالات والكيميائية، وهناك شركات لديها ربحية عالية وتوزيع مجزي لكنه غير مضمون في المستقبل؛ نظرًا لطبيعة نشاط الشركة المتأرجح، أو المرتبط بعقود، ومثال ذلك التعاونية وشركة البابطين وعسير. وكثيرمن المتداولين يرغب في الاستثمار، لكنه لا يعرف إلى أين يتجه، وما هو الخيار المناسب له؟
مهمة المحلل المالي تنوير المتداولين وتوجيههم للاختيار الذي يناسب استثمارهم سواء كان قصير الأجل أو متوسطه أو طويله، والمبني على رؤية مستقبلية لا وقتية؛ لأن المتداول قد ينخدع بحجم الأرباح أو التوزيعات في سنة أو ربع مالي، ولعلكم تتذكرون أن شركة المعجل وزعت في عام 2007 - إن لم أكن واهمًا - ثلاثة ريالات، وهاهي الآن تتعرض للإفلاس !!!
دمتم بخير
ونتيجةً لهذا التحول بدأت أنظار المتداولين تتجه إلى الاستثمار في الشركات الرابحة، وبدأنا نسمع من يسأل عن المكرر الربحي، والقيمة الدفترية، وعن الربح الموزع، وحقوق المساهمين.. إلى غيرذلك.
ولكن المشكلة أن التحليل الأساسي الذي يمثل عصب هذه المرحلة وعمقها الاستراتيجي لم يواكب هذا التحول، فالمحللون الأساسيون بالنسبة إلى المحللين الفنيين كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ليس فقط على مستوى المنتديات، بل حتى في الصحف والقنوات الفضائية، وأغلب من نراهم يسمون محللين أساسيين لا نرى لهم جهودًا سوى في وضع جداول عن أفضل الشركات عائدًا ومكررًا ربحيًّا.. الخ، ولا أنكر علاقة هذا العمل بالتحليل الأساسي لكن هذا لا يحتاج إلى متخصص، ويستطيع كل متداول الحصول عليه من خلال موقع تداول.
ما يحتاج إليه المتداول هو تحليل نتائج الشركات، ودراسة قوائمها المالية، وصولًا إلى استقراء مستقبلها، والتنبؤ بحجم النمو المتوقع، والعائد المتوقع، والسعر العادل للسهم...
يحتاج المتداول أيضًا إلى عمل مقارنات بين الشركات تساعده في الاختيار المناسب، فهناك شركات ذات عائد مستقر غير مبني على نمو ولا ربحية كشركة الكهرباء، وهناك شركات ذات نمو لكنها لا توزع أرباحًا كمصرف الإنماء، وهناك شركات توزع أرباحًا مجزية ولديها تراجع في النمو كشركة الاتصالات والكيميائية، وهناك شركات لديها ربحية عالية وتوزيع مجزي لكنه غير مضمون في المستقبل؛ نظرًا لطبيعة نشاط الشركة المتأرجح، أو المرتبط بعقود، ومثال ذلك التعاونية وشركة البابطين وعسير. وكثيرمن المتداولين يرغب في الاستثمار، لكنه لا يعرف إلى أين يتجه، وما هو الخيار المناسب له؟
مهمة المحلل المالي تنوير المتداولين وتوجيههم للاختيار الذي يناسب استثمارهم سواء كان قصير الأجل أو متوسطه أو طويله، والمبني على رؤية مستقبلية لا وقتية؛ لأن المتداول قد ينخدع بحجم الأرباح أو التوزيعات في سنة أو ربع مالي، ولعلكم تتذكرون أن شركة المعجل وزعت في عام 2007 - إن لم أكن واهمًا - ثلاثة ريالات، وهاهي الآن تتعرض للإفلاس !!!
دمتم بخير