المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تحققت اهداف امريكا في العراق



waheb
30-12-2011, Fri 2:03 PM
قراءت مقال لكاتب عراقي يصف حال الحرب الامريكية على العراق

لكن السؤال الاهم هل فشلت اهداف امريكا فعلا ؟؟

هل كانت المقاومة العراقية بهذه القوة التي اسقطت المشروع الامريكي ؟؟

هل المقاومة العراقية السنية قادرة على استعادة العراق من ايران ؟؟

المقال منقول من موقع الجزيرة نت :

د. خالد المعيني


أثبتت تجربة الاحتلال الأميركي في العراق مسلمة معروفة في تأريخ الحروب وهي إن إيقاد الحروب وإشعالها قد يكون أمرا سهلا ولكن ليس من السهل أبدا التحكم في نتائجها ونهاياتها وتوقيتاتها. وربما تكون الخسائر الأميركية المباشرة والمحسوسة هي الجزء الظاهر من جبل الجليد.

أما الجزء الغاطس فهو لا يزال غير معروف وهو الأخطر، وتقاس الانتصارات أو الهزائم على مدى تحقيق النتائج السياسية المرجوة منها وعلى مدى تأثير هذه الحرب على القدرات غير الملموسة والتي تظهر نتائجها وتأثيراتها تدريجيا ولكن بعمق على كافة مجالات الحياة بشقها غير العسكري.


إن حجم الخسارة الحقيقية من الناحية المادية للولايات المتحدة الأميركية لا يزال غير معروف بحدوده النهائية، فكلفة الحرب في العراق لا تزال متسترة ومتوارية خلف ميزانية وزارة الدفاع ورغم الثقل الكارثي الذي تنوء به ميزانية الحكومة الأميركية والتي بلغت ديونها عام 2009 أحد عشر تريليون دولار بعد أن كانت قيمة هذه الديون تريليونا واحدا فقط عام 1981، إلا أن هذه الحكومة لجأت إلى ترحيل الكثير من نفقات حرب العراق لأغراض تمويه وإخفاء حقيقة الحرب إلى حسابات أخرى مثل ميزانيات الضمان الاجتماعي ووزارة العمل ومصلحة الإسكان والتطوير المدني.

وهكذا كان من الممكن لو لم ترتكب الولايات المتحدة الأميركية حماقتها أن يستفيد الشعب الأميركي من الكلف الخيالية التي أنفقت على تدمير العراق، ويلخص جوزيف ستيغليتز -الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، ومؤلف كتاب حرب الثلاثة تريليونات- هذه الأمور كالآتي: كانت الولايات المتحدة الأميركية ستبني بكلفة الحرب الضائعة ثمانية ملايين وحدة سكنية، ولتمكنت من توظيف 15 مليون معلم، وتمكنت من الإنفاق لتعليم 120 مليون طفل، وضمان 530 مليون طفل صحيا لمدة سنة، وتأمين منح جامعية لـ43 مليون طالب جامعي لمدة أربع سنوات، هناك وجه آخر لتكلفة الحرب غير المباشرة التي أثقلت كاهل الاقتصاد الأميركي هو ارتفاع أسعار برميل النفط بسبب الحرب على العراق من 25 دولارا إلى أكثر من مائة دولار وقد أنعكس ارتفاع الأسعار بصورة مباشرة على المواطنين الأميركيين وتحملت العائلة الأميركية إضافة إلى مؤسسات مثل المستشفيات ووزارة الطاقة ووكالة الفضاء ووزارة النقل هذه الزيادات بالأسعار والتي لم تقابلها زيادة في مخصصاتها، مما أجبر هذه المؤسسات التي تخدم المواطن الأميركي إلى تقليص حجم خدماتها وبرامجها.

إن نسبة الإصابات العالية في صفوف الجيش الأميركي على مدى سنوات عمر الاحتلال أضعفت الرأس مال البشري للقوات المسلحة كما برزت مشاكل إضافية من جراء الصعوبات التي باتت تعترض حملات التجنيد والتطوع ما أجبر المؤسسة العسكرية على قبول مستويات هابطة ومتدنية من المتقدمين للانخراط في صفوفها لم تكن لتقبل بهم مطلقا قبل الحرب.

كما أدى ضعف الحماسة للانخراط في صفوف الجيش الأميركي وعزوف الشباب الأميركي عن التطوع بسبب أهوال الحرب التي باتت تطرق أبواب الشعب الأميركي وحجم الخسائر وعدم شرعية الحرب إلى دفع البنتاغون إلى محاولة شراء المتطوعين من خلال تقديم المزيد من الإغراءات المادية وتقليص سقف نوعية المنخرطين، الأمر الذي رتب مزيدا من النفقات والكلف، والأهم من ذلك تحول الجيش الأميركي تحت ضغط الحرب في العراق من جيش نظامي إلى جيش من المرتزقة الذين فاق عددهم في العراق عدد أفراد الجيش النظامي حيث تقدر المصادر الأميركية عدد المرتزقة الذين خدموا في العراق من 100 – 160 ألف يخدمون بمختلف الصنوف القتالية في العراق تحت نظام خصخصة الحرب الذي ابتكره وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد.


لقد خفضت المؤسسة العسكرية الأميركية بشكل تدريجي معايير التطوع فسمحت للمدانين السابقين (المجرمين) للالتحاق بصفوف الجيش الأمر الذي أثر كثيرا على أداء هذا الجيش وفعاليته ونالت كثيرا من معنوياته وسمعته.

نشرت الولايات المتحدة الأميركية في العراق أكثر من مليون ونصف المليون جندي أميركي على شكل وجبات متناوبة، وتشير الوثائق الأميركية إلى أن الجيش الأميركي قد دفع ثمنا بشريا غير مسبوق جراء غزو العراق، ويعود السبب إلى أن المقاومة العراقية نجحت في مضاعفة أعداد الجرحى والمعوقين والذين يعتبرون مأزقا متنقلا ودائميا وأزمة مستمرة للاستنزاف معنويا وماديا، إذ عولج 263 ألف جندي منهم في المرافق الطبية الخاصة ويعالج مائة ألف لأسباب تتعلق بالصحة النفسية وأكثر من 52 ألف جندي ثبت بالتشخيص الطبي تعرضهم لاضطرابات الضغط العصبي عقب الصدمة، وثمة 185 ألف جندي يلتمسون المشورة وخدمات إعادة التأهيل، وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007 كان 224 ألف جندي قد تقدموا بطلبات موثقة بأدلة طبية للحصول على تعويضات الإصابة بالعجز.

وتفاوتت هذه الطلبات ما بين حالات بتر الأطراف والحروق الشديدة والعمى وعطب العمود الفقري والرضات الدماغية، وبين حالات طبية تفضي إلى العجز مثل فقدان السمع والأمراض الجلدية وضعف البصر، وتشير الدراسات الأميركية إلى أن هذا الحجم الهائل من الإصابات يعود بنسبة الثلثين إلى العبوات المحلية التي صنعتها وطورتها فصائل المقاومة العراقية وقامت بزرعها على جنبات الطرق.

كما بلغ عدد الجنود الذين انهوا خدمتهم في العراق وأفغانستان وأصيبوا بالاكتئاب وضغوط ما بعد الصدمة وإصابات المخ الارتجاجية حوالي 630 ألف جندي حتى 2007 وذلك بناء على دراسة لمؤسسة راند بعنوان (الجراح غير المنظورة للحرب) حول الإصابات غير المنظورة للجنود والتي لا تكشفها أجهزة الأشعة رغم خطورتها والناتجة عن تفجير المركبات على الطرق بالعبوات الناسفة والقذائف التي تستخدمها فصائل المقاومة العراقية.

إن واحدة من أهم صفحات الكلفة غير المباشرة التي ستئن تحت ثقلها طويلا القدرة الأميركية –وكانت من أهم أسباب أزمتها الاقتصادية الحادة – ليست فقط بالجانب المادي رغم أهميته في قدرة الولايات المتحدة على تمويل الجيوش، وإنما في قدرة المقاومة العراقية على إخراج ربع مليون جندي أميركي من الخدمة العسكرية الفعلية ما بين قتيل وجريح الأمر الذي دمر الاحتياطي الفعلي للرأسمال البشري للجيش الأميركي، إضافة إلى تعطيل هذه النسبة من القدرة الإنتاجية لشريحة الشباب، الأمر الذي سيحد في المدى القريب والمتوسط من قدرة الولايات المتحدة على خوض حرب كبرى أخرى أو حتى التفكير بها على ضوء الدرس البليغ الذي تلقته في العراق.

ان تصنيف الدول ما بين دول عظمى أو دول كبرى إنما يتم وفق معيار حيازة هذه الدولة أو تلك لمثلث القوة العالمي (القوة الاقتصادية – القوة العسكرية – القوة التكنولوجية) وبعد دراسة وتحليل الحصاد الأولي الذي تكبدته الولايات المتحدة الأميركية في العراق يمكن الوصول إلى الاستنتاج التالي: إننا نشهد اليوم بداية تدحرج الولايات المتحدة الأميركية من القمة التي تربعت عليها طيلة العقود الماضية إلى السفح وذلك بعد أن كسر ضلعان من الأضلاع الثلاثة للقوة الأميركية والنيل منهما في العراق.

وبذلك تكون الولايات المتحدة في طريقها لتأخذ مكانها بين الدول الكبرى وليس القطب الأعظم وتكون المقاومة العراقية قد قبرت مشروع القرن الأميركي الجديد وخلصت العالم من شره ومهدت لظهور نظام القطبية الدولية المتعددة في أعقاب التفرد الأميركي.


http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0445A43A-4321-406D-8754-CAAEEA158236.htm?GoogleStatID=27

ابو المحاميد
30-12-2011, Fri 3:12 PM
الشكر لك الأخ وهب على نقل المقال ...
ومن متابعة لمقالات سابقة عن خسائر الحرب الأمريكية في العراق ... أتوقع أن ما ذكره هذا المقال صحيح بنسبة كبيرة ...

طريقة حساب الجيش الأمريكي لخسائره فيها تزوير كبير إن لم يكن هائلا !!!
- قتلى وجرحى المرتزقة لا يحسبون من ضمن الضحايا ... وهؤلاء عددهم أكثر من الجنود الرسميين ...
- من يقتل من الجنود الرسميين ويقبل أهله تعويضات مادية لا يضم الى أعداد القتلى الرسميين ...
- من يجرح ويموت بعد الحادث لا يحسب من ضمن قتلى الحرب ... وكذلك من يجرح وينقل خارج العراق للعلاج ويموت هناك ...
- من يجرح أو يقتل ضمن "حادث غير قتالي" لا يحتسب ضمن قتلى الحرب ... وهنا الحادث غير القتالي يعني أنه لم يقتل بطلقة مباشرة ...

وأخيرا ... تطوير المعدات الأمريكية لمقاومة الإنفجارات خفضت عدد القتلى ...
ولكنها رفعت عدد الجرحى والمصابين بإرتجاج عقلي ... لأن من لا يقتل يصاب بإرتجاج (وهو ما ذكره المقال) ...

*****

على الجانب الآخر ...
المقال لم يحص خسائر العراق / والعرب / والمنطقة ... وهذه هائلة بكل المقاييس ...
فالعراق تم تدميره كبلد مستقر وناهض وقادر على المشاركة في توازن المنطقة ...
والعراق الآن بين خضوع لسيطرة إيرانية وبين ضعف عسكري (فهو عمليا دولة منزوعة السلاح) ...
والمنطقة تم تجهيزها لحرب طائفية بسبب حرب العراق لأنها خلقت إختلالا في التوازن وزادت قوة الشيعة على حساب السنة ...
والصراع في سوريا والتخلص من النظام الطائفي له إنعكاسات مباشرة على الوضع في العراق وسهولة التخلص من النفوذ الإيراني عليه ...

*****

والخلاصة أنه يمكن القول أن الحرب الأمريكية لم تحقق هدفها الأكبر ... وهو إعادة الإستعمار المباشر ...
ولكنها حققت أهدافا أخرى كثيرة وكبيرة ... تستفيد منها أمريكا في تمديد فترة نفوذها في المنطقة ...
وتستفيد منها في إضعاف المنطقة وإشغالها بحروب وصراعات ثانوية عن الحرب الحقيقية لإستقلال المنطقة وإزالة إسرائيل ...

والله أعلم ...

*****

noura
30-12-2011, Fri 4:10 PM
بعد ان ثبت للغرب ان السلام الدائم مع العرب مستحيل لوجود شعوب ترفض الكيان الصهيوني والاحتلال الاسرائيل .. كان واجب ان تخلق عدو اخر غير اسرائيل للمسلمين
والان يتضح ان امريكا تقوي المد الشيعي وسلمت العراق للمجوس وكذلك تحاول وضع حكومه سنيه في مصر لتكتمل القوى السنيه ويكون العداء شيعي سني اخواني سلفي وتضيع قضيه العرب الاولى فلسطين ومن يتأمر مع الغرب يدعم ضد الاخر وهكذا تستمر المعادله ويستمر الامن لاسرائيل ويستمر رحيل اموال وثروات المنطقه للغرب والكل يريد ان يكسب ود الغرب لكي يقف معه ضد الاخر ..


’’

دانة نجد
30-12-2011, Fri 4:41 PM
طالما العراق تحت سسطرة مجوسية
فقد حققت أمريكا أهم أهدافها:mad:

khalid-wy
30-12-2011, Fri 9:53 PM
أذا كان الهدف من الحرب أنتقام من المسلمين السنه وأسقاط صدام ، فقد نجحت !!
أما أذا كان الهدف تقوية شوكة امريكا وهيمنتها على العالم ، فالصحيح بأن امريكا منيت بهزيمه نكراء وأذلال لقوتها وبدايه لتقلص نفوذها !!!