الضوء الساطع
01-09-2011, Thu 12:33 PM
لقي خبر تنحي رئيس ستاندرد أند بورز من منصبه سجالاً واسعاً في الأوساط السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، حول مدى الأزمة التي تعيشها الحكومة الأمريكية اقتصادياً، ارتكب رئيس ستاندرز اند بورز غلطة عمره عندما دخل إلى المحرمات، فما تفعله أمريكا يجب أن يكون فوق المساءلة والتساؤل. ويجب أن يتم التعتيم عليه حتى لو كان يمكن أن يتسبب بكوارث جديدة للاقتصاد العالمي وربما إلى حروب جديدة.
لا نعلم ما الذي دفع ديفين شارما، الذي ترأس ستاندرد آند بورز منذ 2007 على ارتكاب هذا الخطأ القاتل، ربما لم يكن يعلم أن هذا الإعلان سوف يؤخذ بهذه الجدية من قبل صانع السياسة الأمريكي ، الذي وصل إلى درجة من التأزم بحيث أنه لا يحتمل الحديث عن قضية حساسة كقضية الديون و قدرة أمريكا على تسديدها ديونها، خاصة وأن التشكيك في هذه القدرة يثير عاصفة من القلق حول العالم عند من يملكون أوراق ضغط كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، فدولة كالصين مثلاً لديها أكثر من 400 مليار دولار من الاستثمارات في سندات الدين الأمريكية، ومن الطبيعي أن تصاب بالذعر عندما تصدر ستاندرد أند بورز تخفيضاً لقدرة الولايات المتحدة الائتمانية. وكان هذا الذعر سبباً في زيارة سريعة لنائب الرئيس الأمريكي بايدن إلى الصين، لطمأنتها على قدرة بلاده تسديد ديونها في موعدها.
هذا القلق وتلك المخاوف تنسحب أيضا على روسيا والهند ودول الخليج النفطية والكثير من دول العالم التي كانت تعتبر حتى قبل إعلان هذا الخبر أن الاستثمار في السندات الأمريكية هو من أفضل الاستثمارات وأكثرها أماناً. لا نعلم كيف كانت أمريكا سترد على أمر مماثل بالنسبة لأي دولة في العالم، هل كانت ستعتبر ذلك سراً قومياً لا يحق لأحد الحديث عنه، أم أنها كانت ستثير قضايا لا تنتهي بحجة الحفاظ على الأمن الاقتصادي العالمي وبحجج الشفافية والأخلاق وتقاليد العالم الحر. الأمر الأهم ربما غير موضوع تخفيض التصنيف الائتماني للديون، هو ما تخفيه أمريكا ولا تعلمه شركات التصنيف من الأسرار التي لا تؤثر على أمريكا وحدها. الأخطر أن أمريكا تتصرف على أساس أنها دولة فوق القانون وهي التي تلفق الأكاذيب لتبرير قيامها بحروب تجلب الكوارث لملايين البشر.
بقلم : حسن عبدالرحمن .
لا نعلم ما الذي دفع ديفين شارما، الذي ترأس ستاندرد آند بورز منذ 2007 على ارتكاب هذا الخطأ القاتل، ربما لم يكن يعلم أن هذا الإعلان سوف يؤخذ بهذه الجدية من قبل صانع السياسة الأمريكي ، الذي وصل إلى درجة من التأزم بحيث أنه لا يحتمل الحديث عن قضية حساسة كقضية الديون و قدرة أمريكا على تسديدها ديونها، خاصة وأن التشكيك في هذه القدرة يثير عاصفة من القلق حول العالم عند من يملكون أوراق ضغط كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، فدولة كالصين مثلاً لديها أكثر من 400 مليار دولار من الاستثمارات في سندات الدين الأمريكية، ومن الطبيعي أن تصاب بالذعر عندما تصدر ستاندرد أند بورز تخفيضاً لقدرة الولايات المتحدة الائتمانية. وكان هذا الذعر سبباً في زيارة سريعة لنائب الرئيس الأمريكي بايدن إلى الصين، لطمأنتها على قدرة بلاده تسديد ديونها في موعدها.
هذا القلق وتلك المخاوف تنسحب أيضا على روسيا والهند ودول الخليج النفطية والكثير من دول العالم التي كانت تعتبر حتى قبل إعلان هذا الخبر أن الاستثمار في السندات الأمريكية هو من أفضل الاستثمارات وأكثرها أماناً. لا نعلم كيف كانت أمريكا سترد على أمر مماثل بالنسبة لأي دولة في العالم، هل كانت ستعتبر ذلك سراً قومياً لا يحق لأحد الحديث عنه، أم أنها كانت ستثير قضايا لا تنتهي بحجة الحفاظ على الأمن الاقتصادي العالمي وبحجج الشفافية والأخلاق وتقاليد العالم الحر. الأمر الأهم ربما غير موضوع تخفيض التصنيف الائتماني للديون، هو ما تخفيه أمريكا ولا تعلمه شركات التصنيف من الأسرار التي لا تؤثر على أمريكا وحدها. الأخطر أن أمريكا تتصرف على أساس أنها دولة فوق القانون وهي التي تلفق الأكاذيب لتبرير قيامها بحروب تجلب الكوارث لملايين البشر.
بقلم : حسن عبدالرحمن .