المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب عذري ينطلق من الحبشة عام 1969



نجل الرياض
31-08-2011, Wed 4:46 PM
بتاريخ 16 اغسطس من عام 1969 الساعه الثانيه ظهرا غادرت ميناء جده البحرى السفينه المملوكه
لشركة الملاحه البحريه
ومن ضمن ركابها محسوبكم وكنت صغيرا انذاك والوالد والوالده رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته وبقية الاسره الكريمه
وكان تعدادنا جميعا العشرة افراد متجهين الى الحبشه والتى كانت تسمى انذاك واريتريا كما تسمى
اليوم .
كان ربان المركب يونانى الجنسيه ومساعده من الجنسيه نفسها وكان الربان من ضخامته يلفت الانتباه
عندما كان يمر من امامنا لدرجه كان الوالد يطلق عليه ( بعرة الفيل ) من شدة ضخامته ونتانة رائحته عندما
يقف امامك .
كنا نودع مدينة جده وهى تذوب من امامنا رويدا رويدا حتى اختفت معالمها وصار البحر يلفنا من الجهات
الاربع
كان البحر هادئا وكنا جميعا نجلس على سطح الباخره الا من غرفة واحده تفضل البحارين من اخلائها
بعد معرفتهم بأننا الوحيدون السعوديين فى تلك الرحله وتفهما لعاداتنا وتقاليدنا فى تستر النساء
وكان بقية الركاب من الجنسيه الحبشيه
كانت الغرفة لا تتسع لأكثر من شخصين من الحجم المتوسط

لم تمضى علينا الا ساعات حتى اظلنا الليل بسكونه الموحش وظلامه الدامس الا من لمعان النجوم حين
توجيه اعيننا الى السماء ناظرين الى ابداع الخالق عز وجل
وسماع هدير الامواج ومحركات السفينه وهى تمخر عباب البحر الآحمر
لم تكن هناك اى خدمات على السفينه سوى صنبور من الماء الحلو لشرب الركاب
وكان كل واحد منهم قد جهز نفسه قبل السفر بزاده الذى يكفيه مابين ثلاثة الى اربعة ايام
وقد كنا قد تزودنا ولله الحمد بكل ما نحتاجه لتلك الرحله
كان يحكم الحبشة انذاك وقبل انفصال ارتيريا عنها الأمبراطور هيلا سيلا سى

كان نصرانى المله يهودى الآنتماء دكتاتوريا متغطرسا لدرجه العبوديه
وكنت ترى جموع مواطنيه تقوم بالسجود له حين مرور موكبه من امامهم والعياذ بالله
وهذه عادات الأحباش عند تحية ملوكهم

امضينا ثلاثة ايام بلياليهن فى الطريق الى ميناء مصوع
ولم يكن المركب من الكبر كالذى نراه الآن فى احجام البواخر فالمركب الذى سافرنا فيه اقرب الى سفينة شحن
منها الى سفينة ركاب ولذلك كنا طيلة فتره السفر نسكن سطح الباخره ما عدا الغرفه التى ذكرناها
فى الحلقه السابقه والتى خصصناها للوالده رحمها الله واخواتى الأناث
لم نذق طيلة ثلاثة ايام متعة طعم الزاد ليس من قلة الطعام او ندرته ولكن كل ما دخل جوفنا شئ
اخرجه دوار البحر والذى لم نكن متعودين عليه ولم يكن يواسينا انذاك الا روية دلافين البحر تشاركنا الطريق
جوار الباخره وعليها ابتسامة تقول لا تخافوا فالله ثم نحن معكم

بعد ثلاثة ايام اعلن القبطان قربنا من ميناء مصوع وما هى الا بعض الساعات حتى بدئنا نرى
اطلال القاره الافريقيه امامنا .
وصلنا ميناء مصوع قرب المغرب ولم نستطع دخول الميناء الا بعد غروب الشمس وحسب القوانين هناك
علينا تمضية تلك الليله على الباخره والدخول الى الميناء فى صبيحة اليوم التالى

استيقظنا فى صباح اليوم التالى على اصوات العاملين فى الميناء بعد ان قام ربان السفينه بالدخول الى
الميناء دون ان نشعر من شدة الارهاق والتعب .
قمنا بختم جوازات السفر وقام الوالد رحمة الله عليه بأستئجار حافله صغيره كانت تسمى فى ذلك الزمان
( انيسه ) وهى من نوع فلوكسواجن

كان هنا نوع آخر من المواصلات وهى قطار سكة الحديد ولكن من النوع البخارى الذى يقطع نفسك حتى
توصل الى هدفك او مبتغاك .
كانت العمله النقديه فى تلك الحقبه تسمى الدولار الحبشى وكان قيمته ريالين الا ربع سعودى

مصوع تعتبر من اقدم المدن الساحليه على البحر الاحمر وكان لها شأن كبير اثناء الأحتلال الايطالى
للحبشه وهى تشبه الى حد كبير مدينه جده ايام زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان
وتشعر عندما تمشى فى مدينة مصوع انك فى حوارى وازقة مدينة جده

مع ارتفاعات الجبل بدءت السياره تتلكأ فى الصعود وكنا كلما
وقفت فى منتصف الطريق ينزل السائق ويقوم بالنفخ فى فتحة
البنزين بغية دفع البنزين الى الماطور .
وهكذا حتى وصلنا اسمره بعد اكثر من سته ساعات وبعد طلوع
الروح.

بحث الوالد رحمة الله عليه على فندق حتى توصلنا الى فندق فى
شارع الرابطه يسمى فندق الرابطه.

كان هناك مسجد مشهور فى نفس الشارع يسمى مسجد الرابطه
يتجمع فيه زوار اسمره انذاك من السعوديين والأخوه الحضارم
من اليمن الجنوبى
وذلك لكثرة الجاليه من اليمن الجنوبى هناك واستقرارهم وتجارتهم
انذاك حتى كانوا ينافسون الجاليه الآيطاليه والتى استحوذت على
الأقتصاد والتجاره بحكم الأستعمار الايطالى للحبشه


حتى كان التزاوج على قدم وساق مابين الذكور من الأيطاليين
والأناث من الحبشيات
والناتج كان يطلق عليه اللون القمحى وما يسمى ( حنفصيه )
كان الوالد ملتزما ولله الحمد وذلك ما حداه بالسكن جوار ذلك
المسجد
ولكن فوجئنا ان الفندق لم يكن بالمستوى نفسه فبعد ان سكنا فيه
ووضعنا
رحالنا فى غرفتين متجاورتين
كانت رواد واصحاب الفندق ترمقنا بأعينهن
واكتشفنا اجابة تلك الحيره فى اليوم الثانى وذلك عندما فوجئ
الوالد ان ساكنى ذلك الفندق لم يكن الا من طالبى النزوات واللحم
الأسمر
فكان كلما قام الوالد او احد اخوانى الكبار بالدخول لدورات المياه
والتى كانت مشتركه تجد من يسبقهن من الجنس الناعم فى
محاولة الدخول معهم رغبة فى الأغراء
حسبنا الله ونعم الوكيل .
اكتشف الوالد ذلك واخذ قراره بسرعه بوجوب مغادرتنا الفندق
على وجه السرعه .
ولحسن الحظ ان الوالد قد تعرف على رجل اعمال من اليمن
الجنوبى فى المسجد واشار عليه ان ينتقل
الى فيلته والتى كان يؤجرها على العوائل السعوديين القادمين
للسياحه

انتقلنا للسكن فى الفيلا التى تم استئجارها من رجل الاعمال المذكور ولقد كان قمة فى الشهامه
والكرم فلم تكن فله كما توقعنا وانما كان قصرا مشيدا على مساحه واسعه جدا عدد غرفه اكثر من اثنى
عشر غرفه بمنافعها من حمامات ومطابخ وحديقه كبيره جدا مطله على ارقى منطقه فى اسمره
ومسبح كبير .
اضافة الى خادمتين اتذكر اسميهما حتى اليوم واحده اسمها مريم والثانيه اسمها نيقستى
وحارس على مدخل القصر على مدار الساعه
كان ايجار ذلك القصر بمئة دولار فى اليوم
قمة المتعه والخصوصيه والرفاهيه
كنا نذبح خروف كل يوم وكان سعره لا يتجاوز الخمس وعشرون ريال سعودى
لم نرى الشمس الا ايام معدودات وكانت الامطار يوميا تبدء من منتصف اليوم ولا تنتهى الا عند الغروب
تقوم الخادمتين بتتبيل الخروف على الطريقه الحبشيه وبمساعدة الحارس يتم وضعه على سيخ الشواء فى
الحديقه وكلنا حوله ( افواه وارانب ) ننتظر انتهاء شيه لنستمتع بمذاقه الطازج فى ذلك الجو الغائم احيانا
والممطر تارة.
اما الفواكهه فلا تحتاج الى شرائها فالحديقه مليئه باشجار الحمضيات والخوخ وبقية انواع الفواكهه
التى يسيل لها اللعاب
واما لو رغبنا فى التتغيير فالبطيخ على ظهر من يشيل وبتراب الفلوس او اقفاص البرشومى
السكرى المذاق كان سعر القفص مع تقشيره لا يتجاوز الريال واحد
ما هذه النعمه والخير الذى تنعمنا فيه وشكرنا الواهب وحمدناه ان انعم علينا بالصحة والمال
لم نشاهد التلفاز طيلة فتره بقائنا فى اسمره وكان جل اهتمامنا ان نرى ملكوت الله
والطبيعه البكر التى من الله بها على هذا الشعب
كنا نستمتع بيومنا كاملا من طلوع الفجر الى غروب الشمس الا من بعض الشقاوات البريئه التى
تجاوزنا بها على الخادمتين بعنادهن وجر شعورهن ولقد كنا صغار السن انذاك وكن هم اى الخادمات
يتقبلهن بالابتسامه والضحك.
كانت المنطقه التى كنا نسكن فيها غالبها من تلك الفلل الراقيه وكان الكثير من سكانها من الجنسيه الايطاليه او من كبار التجار العرب
وكانت قريبه من الشارع الرئيسى فى اسمره وهو شارع الملك هيلاسيلاسى

كانت هناك كنيسه مشهوره اثريه بناها الايطاليين ابان الحكم الايطالى للحبشه وكان يرتادها السياح
بشكل مكثف وكانت اجراسها تقرع كل احد ويسمعها غالبية سكان اسمره المجاورين لها :


كان صاحب الفيلا كما اسلفت تاجر عربى من اليمن الجنوبى من منطقة عدن وهاجر الى الحبشه واستقر
فيها وتزوج من امرأه ايطاليه وانجب ابنا كان حينها فى الثانيه عشر من العمر مؤدبا لبقا مثل ابيه ساعدنا
كثيرا على حل مشكلة اللغه وعرفنا على الكثير من الأماكن التى كنا نجهلها فى اسمره .
كان يقول لنا ان فترة الشتاء عندهم فى اسمره قاسية البروده ولم نصدق ان نسمع بنزول الثلج فى
اسمره حتى ارانا بعض الصور التى تبين نزول الثلج فى مدينة اسمره .


كانت والدتى رحمها الله تعانى من مرض الغده الدرقيه وأشاروا على والدى رحمه الله بالعلاج فى الحبشه وبالذات
فى المستشفى الأيطالى الذى كان يعتبر فى تلك الحقبه افضل
مستشفى فى القاره الأفريقيه

وكان الأطباء وغالبية فريق التمريض من الجنسيه الايطاليه :
تم ادخال والدتى الى المستشفى للعلاج وامكانية اجراء عمليه
جراحيه لها ومكثت تعالج هناك اكثر من اسبوع لم يرق لها
الحال واصرت على عدم اجراء العمليه واكتفت بالعلاج تخوفا
من مضاعفات العمليات .
وكان هذا ديدن امهاتنا فى تلك الفتره والذى كان مبنيا على
اعتقادات المخاطره ولا نلومهن فى ذلك
بسبب معرفتنا بتدنى مستوى الطب فى بلداننا انذاك .
خرجت من المستشفى وآثرت البقاء مكتفية بالتمتع بالجو
والطبيعه والخير الوفير الموجود فى اسمره
اخى الأكبر كان له شأن آخر فلقد تعلق حتى النخاع بشابه
ايطاليه تعرف عليها فى المستشفى والتى كانت تزور احد
اقاربها هناك.

وكانت تقيم فى اسمره هى وعائلتها وكان والدها
رجل اعمال لديه محل تحف وهدايا وانتيكات فى وسط مدينة
اسمره .
واصر على الوالد ان يزوجه اياها وكان عمر اخى فى تلك
الأيام لم يتجاوز الثامنه عشر من العمر
ولقد كانت هى تكبره بعامين .
ولو تمعنا فى واقعنا فى تلك الفتره لعذرنا اخى فيما ذهب اليه
فلم يكن متعودا على رؤية اللحم الأبيض
والشعر الأشقر والعيون الزرقاء فى السعوديه بحكم عادتنا
وتقاليدنا وقيمنا الأسلاميه .
ولكن الطيش والهوى غلب عليه وحداثة سنه دفعت به الى
الأصرار امام الوالد على طلبه
اخى كان يجيد الأنجليزيه وما كدب خبر وما صدق انها كانت
تتردد على المستشفى
ما قصر اخذ عنوانها وعنوان والدها
ومما زاد من اصراره انها استلطفته وفتحت معه باب للحوار
والملاطفه ,,,,
الوالد كان حكيما هادئا فى تصرفاته وعد اخى بالذهاب الى
والدها والتعرف عليه .

اخى كان مولعا بالبنيه الايطاليه لدرجه الهيام ولعلى اذكر هنا
من باب العلم كيف صنف العرب درجات الحب :

(الحب) وهو نقيض البغض والمحبه هي غليان القلب وثورانه عند الاهتياج الى لقاء المحبوب

(الصبابه):وهي الشوق

(الهوى) محبة الانسان للشيء وغلبته على قلبه

(العلاقه) هي الحب والهوى الملازم ابداً للقلب

(الجوى)تحول الحب الى داء طويل الأمد

(الخلة) الخليل هو المحب الذي ليس في محبته خلل

(الكلف) الولوع بالشيء مع شغل القلب ومشقته

(العشق)فرط الحب واذا صح ان تجاوز المقدار في الحب يعني السعادة فان العشق بمعنى الحب المفرط يكون المعنى الوحيد
السعيد لهذه الكلمة

(الشعف)شعفة الجبل رأسه والشعف هو الحب الشديد الذي يتمكن من سواد القلب

(الشغف) قال تعالى في سورة يوسف(قد شغفها حباً) والشغاف داء في القلب اذا اتصل بالطحال قتل صاحبه

(التيم)ان يستعبده الهوى وهو ذهاب العقل من الهوى

(التبل) رجل متبول:اي اسقمه الهوى .وقلب متبول:اذا غلبه الحب وهيمه

(الدله) ذهاب الفؤاد من هم او نحوه

(الهيام) هو وصول الحب الى درجة الجنون

وهذا ما حصل مع اخى بالضبط
حاول الوالد والوالده ثنيه عن عزمه ولكن ذهبت محاولاتهما
ادراج الرياح ولم يكن لهما بد من اخذ موعد من والد السنفوره
وكان ذلك .
طبعا اخى لم تسعه الدنيا من الفرح وقام بتجهيز نفسه للزياره الميمونه
بالطبع لم نكن نعرف العنوان ولتسهيل وصولنا فى اليوم
والموعد المحدد قام والدها بارسال سيارته الخاصه مع سائقه
الحبشى لينقل الوالد والوالده واخى ومحسوبكم بعد اصرارى
بالذهاب معهم ومن خلال توسط والدتى عند الوالد رحمهما الله

لا اخفى عليكم ان منزلهما كان كقصر مشيد من سعته وحديقته الغناء وموقعه .
وكانوا جميعا فى استقبالنا ولم يغب عن ذهن الوالد ان يطلب
من صاحب الفله التى استأجرناها اصطحابنا بعد ان شرح له
مقصدنا وكذلك لتسهيل عملية الترجمه لو اقتضى الأمر .
كان الوقت بعد الظهر وتم اجلاسنا فى الحديقه وكنت اتذكر
الجو بطبعه اليومى كان غائما .
بدء التعارف بهز الرؤوس بسبب ان الوالده كانت لا تعرف اى
من لغاتهم لا الايطاليه ولا الانجليزيه ولا الحبشيه
فأكتفت بالأبتسامه مع كل نظره وهز الرأس مع كل تحيه .
وتركت الأمر برمته للوالد ليقوم بما يمليه عليه الموقف .
وكل شويه يستدير الوالد صوب اخى لائما قائلا : الله يهديك يا
ولدى احرجتنا مع الناس .
العائله كانت لطيفه ومهذبه ولقد جاملونا بشكل كبير .
وكان التعارف .
الوالد بلغته الأنجليزيه وصديق الوالد بلغته الايطاليه التى
يجيدها والعائله الأيطاليه من الام والأب والسنفوره
بخليط اللغتين .
واخى اضاف نظراته للبنيه بشىء من اللهفه والتودد .
والوالده كل شويه تلتفت وتعلق ايش بتقولوا ..................
العائله تعتنق المسيحيه ونحن على ملتنا الاسلاميه ولله الحمد
وكان الحديث فى سياقه يتمحور عن الديانتين .
كان والدها كما افدت سابقا تاجرا والوالد كان كذلك ومن ثم بدء
الحديث يدخل هذا الحيز من النقاش .
لم يكن هناك ممانعة من والد البنت فى موضوع الزواج خاصة
عندما عرف ان اخى سوف يكمل تعليمه خارج المملكه
ولكن والدها اصر على ان يأخذ الأثنين وقتهما الكافى فى
التعارف حسب تقاليدهم .
وقاموا بواجب الضيافه على اكمل وجه .
اخى عجبته الفكره فى مزيدا من التعارف وتدخل مؤكدا للوالد
ومبررا ان هذه اصولهم فلا مانع من ذلك .

يتبع ، ( عذراً للإطاله )

حبيب الملايين
31-08-2011, Wed 5:26 PM
اسلوب رائع سرد متسلسل مع تصاعد درامي جيد . بنتظار التكمله. .

هل لي بسؤال ? هل انت كتبت قبل ذلك في منتدى العرب المسافرون . قسم المغرب

كاترينا
31-08-2011, Wed 6:05 PM
قصة رائعه يعيبها أنك لم تكمل أخي نجل الرياض


عجل علينا علقتنا طال عمرك :eek:

نجل الرياض
31-08-2011, Wed 6:50 PM
اتفق الوالد رحمة الله عليه ووالدها على اللقاء مرة اخرى لمزيد من التعارف .
بدء الصراع النفسى يدخل حيز الظهور ما بين حلم الوالد واتزانه وحكمته فى معالجة الأمور
وبين اندفاع وتطلعات اخى الهيمان .
فبعد رجوعنا الى المنزل بدء النقاش يدور رحاه فيما بين الأسره
لم يكن هناك عقبات لأتمام الزواج الا فارق الدين والثقافه حتى اذن الزواج من غير السعوديات لم يكن مطلوبا فى تلك
الأيام فلقد كان بأستطاعة المواطن السعودى الزواج من الأجنبيه دون اذن مسبق من الدوله وما عليه الا اتمام مراسم
الزواج ومن ثم اخذ عقد الزواج وطلب فيزه للزوجه عن طريق السفاره السعوديه .
اخى كثير النقاش والمجادله وكان دفوعاته بخصوص الدين والثقافه ان المسلم يجوز له الاقتران بالكتابيه
وفيما يخص الثقافه علل ذلك بقدرته على التكيف وخاصة ان اكمال تعليمه سيكون خارج المملكه
ناقشه الوالد فى ان التأقلم قد ينجح معه ويفشل مع الزوجه وخاصة ان الوضع الاجتماعى فى السعوديه انذاك
منغلق على عادته وتقاليده لدرجه قد لا تتقبلها الزوجه الأجنبيه .
وانتهى النقاش لذلك اليوم على ان تتم اللقآآت مع اخى والسنفوره فى اماكن عامة ويفضل بحضور افراد من اخوانه او
اخواته وكان تخوف الوالد ان تأخذ اللقاآت الفرديه منحنى آخر وتصير الأمور كل سنه وانتم طيبين .وافق اخى على مضض .
لم يتبقى من الرحله الا اسبوعا واحدا وكان اخى حريصا على عمل اى شىء خلال هذا الأسبوع وقبل سفرنا
وكان يود اجراء الخطوبه الرسميه قبل السفر .
تمت عدة لقاآت مع اخى والبنيه مرة فى احد المطاعم وثانيه عندنا فى الفله وثالثه تجولا فى اسواق المدينه .
وكل لقاء تأخذ العلاقه توتضا اكبر .
الوالد قام بأستشارة بعض من معارفنا الذين صادف وجودهم فى اسمره معنا فى تلك الفتره .
اشاروا عليه ان يعطى فرصه لأخى لو اراد الزواج منها ويأخذها معه فى دراسته افضل من ان يذهب وحيدا خارج
المملكه والله عالم ايش يحصل اثناء فترة الدراسه .
كما اشاروا عليه ان يذهب الى السفاره السعوديه فى اسمره ويقوم بالأستفسار عن طلبات الفيزه للزوجه لو تم
عقد القران عليها .

الوالد رحمة الله عليه كان من تجار جده القدماء وكانت تجارته متنوعه من :
الارزاق ( الأرز والدقيق والسكر والسمن )
كذلك الأسمنت والحديد
فلقد كان يستوردها من خارج المملكه واتذكر منها ارز ابو سيوف والتى لم يكن لها وكيل فى البدايه
كان الوالد حريصا على فتح قنوات لتجارته من كل حدب وصوب
وكان يستورد حديد التسليح والأسمنت من ايطاليا ولهذا بدأت علاقة الوالد مع والد البنيه تأخذ عمقا اكبر
ولهذا اتفق الأثنان على الذهاب الى ايطاليا لهذا الغرض
نرجع الى اخى وهيامه فى حب البنت الايطاليه
كنا نتلصص عليهما وهما يتبادلان الحديث ( شقاوة الصغار )
لدرجة التذمر من الاثنين فلم نتعود على ذلك النمط من الحياة وكانت الوالده رحمة الله عليها جليستهما اغلب الفترات
وكانت حريصه على ان لا يقوم اخى بأى فعل يخدش الحياه
وكانت تقول له دائما :
يا ولدى انتبه على بنت الناس و لا تغلط
كله يجى بالحلال
الوالده كانت على فطرتها السليمه ولله الحمد
واخى متعجل على تجاوز الحواجز ولم يمنعه الا الخجل من الوالده
ووجودنا معه جل الوقت
كان اخى محظوظا لتعرفه على البنت فالحقيقه كانت تساهم فى منع اخى من تجاوزاته التى لم تكن تتعدى الامساك
بيدها وكانت على غلم تام ببعض جوانب عاداتنا ولهذا كانت تتودد الى الوالده وتجعلها تشارك فى الحديث بالاشاره
والتبسم وبعض كلمات المجامله التى لا تفهمها الوالده ويقوم اخى بالترجمه لها .
الوالد قام بزيارة السفاره برفقة صاحب الفله الى استأجرناها منه وقد كان متعاطفا ومساعدا ومساندا لأبعد الحدود
لقد كان رد السفاره واضحا بمتطلباتهم والتى تتركز فى شهادة دخولها الاسلام وعقد الزواج
وهنا بدأت المعاناه فالوقت ضيق وكيف السبيل لأقناع البنيه بالدخول فى الأسلام لأن اقناع اى شخص غيرمسلم فى
ترك دينه والدخول فى الأسلام يتطلب وقتا ليس بالقصير
رجع الوالد الى المنزل وطلب الاجتماع مع اخى وبحضور صاحب الفله
وبدء النقاش
اخى متمسك بها لدرجة الجنون
ووالدى يحاول معالجة المشكله برويه واتزان ولا بأس لو انتهت المشكله بحادث سعيد الا وهو الزواج
اشار صاحب الفله ان يذهب هو ووالدى الى والد الايطاليه للمناقشه .
وكان ذلك
تم شرح مستجدات المشكله وشرح والدى ظروف الحاله مبينا ان الاسلام دين سماحه وان دخوله لا يتأتى الا بقناعه
تامه وموضحا ان الزواج لا يمكن من الناحيه النظاميه الا بتنفيذ طلبات السفاره السعوديه .
وكانت المفاجأه من والدها
ان شأن زواجها ودخولها الاسلام متروك بكامله لها فهو يعتبر ذلك من الحريات الشخصيه لأبنته
بدت اسارير الوالد واضحة على محياه فنصف المشكله قد انتهت بموافقة والدها مما سيسهل امر النصف الآخر من
المعضله بقى من نهاية الرحله يومان فقط
........

( واقعه حقيقيه سردها لنا الوالد رحمة الله عليه عن التعامل مع الثقه المتبادله مع مصنع الحديد الذى كان يتعامل معه الوالد فى إيطاليا )
قام الوالد بطلب شحنه من الحديد المسلح من ايطاليا وكان هناك اتفاق على اطوال معينه من الحديد
وبعد وصول الشحنه الى جده اتضح ان اطوالها تنقص 25 سم عن المتفق
كتب الوالد للشركه فى ايطاليا عن ذلك ولم يكن يتوقع النتيجه التى كانت له وقع المفاجاه
اهدت الشركه له هذه الشحنه وقامت بارسال شحنه جديده له حسب الاتفاق

الصور

الحاكم هيلا سيلا سي
الكنيسة الايطاليه
السياره ( أنيسه ) رفيقة الرحله
أحد المباني المشابهة لمدينة جده

كاترينا
31-08-2011, Wed 7:05 PM
إختيار رائع كروعتك أخي نجل الرياض

هل انتهت أم للحديث بقيه :)

هل اسلمت وتبعته؟

هل ندمت على ان اسلمت بسبب اختلاف العادات عليها؟

هل وهل وهل ؟

تسلم يالغالي على الابداع الجميل

أبوإبراهيم
31-08-2011, Wed 7:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وانت بخير وتقبل الله صالح اعمالكم
اخي نجل الرياض ان لم تكن قاصا فانت بهذا السرد الجميل وروعة الوصف والحبكه الروائية تستحق ذلك
رحم الله والديك وتشرفت بقراءة ماكتبت

نجل الرياض
31-08-2011, Wed 7:21 PM
أخي حبيب الملايين تمنيت لو أني كتبت تلك القصه الرائعه في عام 1969 لم تلدني أمي بعد

اخي ابو عبدالرحمن الروعه تكمن في تشريفك سعدت جداً بمتابعتك
للحديث بقيه :)

اخي ابو ابراهيم تسلم يا غالي لست قاصاً بل مجرد ناقل اشكرك على هذا الاطراء الذي لا استحقه

نجل الرياض
31-08-2011, Wed 7:31 PM
الايام تتسارع ولا مجال للمجاملات وكان يجب حسم الموضوع من قبل الوالد رحمة الله عليه
تصرف الوالد تصرفا حكيما ووضع خطته للحد من المشكله وحسمها تحت ثلاث محاور بعد تفكير عميق
المحور الاول تجاه السفاره فلقد اخذ الوالد اخى الى السفاره ليظهر له جديته واهتمامه بالموضوع
واقتنع ان لا زواج بدون شهادة الاسلام
والمحور الثانى كان باجتماع الاسره والمناقشه لايجاد مخرج يرضى جميع الاطراف فى وقت قياسى
وكان ذلك بعد ان وعد الوالد اخى بالتحدث الى والد السنفوره والاتفاق على التواعد بزيارة ايطاليا
فى ظرف الشهور التى تلى وصولنا وقبل سفر اخى الى خارج المملكه لاكمال دراسته.
والمحور الثالث بالذهاب الى منزل والدها والاتفاق معه على ما تم التفاهم من اجله والموعد المناسب لتلك الزياره
كما اقترح والدها ان يتم التفكير من قبل اسرتنا فى ارسال اخى الى ايطاليا لاكمال دراسته بدلا من بريطانيا
او اى من الدول العربيه كمصر ولبنان والتى كانت فى تلك الفتره مقصد الطلبه السعوديين لاكمال
دراستهم العليا .
اخى اقترح على والدى ان يتم اجراء ما يعضد تلك النيه من الارتباط بتقديم هديه للسنفوره عباره عن خاتم
واسوره يد وكان ذلك بعد ان تم شرح هذه العادات للاسره الايطاليه التى ثمنت هذه الخطوه.
واصر والد البنت من ان يدعونا جميعا الى احد المطاعم الايطاليه فى اسمره .
اخى شابك فى البنيه بأسنانه الست والثلاثين
كان يتسابق فى كل خطوة لنا ليكون اول الجالسين بجوارها
فرصه لم يبقى من الوقت كثيرا ويريد ان يستثمر هذا الوقت لاخر قطره
وكل ما كان الوالد يبدى ملاحظاته على اندفاعه يجيب بكل ثقه:
يا ابويه مو حتكون مرتى ان شاء الله
فيجيب الوالد : ياولدى لا الجماعه ياخدوا فكره سيئه عننا
وبعدين ايش يربطك بينك وبينها من الناحيه الشرعيه .
فتقوم الوالده رحمة الله عليها بترطيب الاجواء قائله :
يا ابو عبدالله ( اسم اخى الأكبر )
كلها يومين ويخلص المولد.
ما علينا ...............
اليوم الأخير قبل السفر الى مصوع المدينه البحريه التى نستقل منها الباخره الى جده كان يوما تراجيديا

وهذا اليوم اثبت للوالد ان البنيه حقيقة تكن حبا وتعلقا كبيرا لاخى بالرغم من قصر الفتره التى عايشوها
الاثنين فلقد ذرفت من الدمع ما يلين له القلب المتحجر .

وبالمقابل لم ارى اخى سابقا يجهش بالبكاء كما رايته حين وداعها

نجل الرياض
31-08-2011, Wed 7:52 PM
من لطف البنت قامت باحتضان والدتى والتى بادلتها نفس الشعور

غادرنا اسمره والكل صامت فى السياره التى اقلتنا الى مصوع واخى لم تنقطع نظراته الى الخلف

ولكأنى ارى فى مخيلته وداع المحب الى حبيبه
ولكأنى ارى طيفها يجول بخاطره تاركا اطلال من تعلق به وتعلق بتربته
لم يترك اخى نظراته الى الخلف حتى ذابت اطلال اسمره تاركة ذكرى ذلك الهيام الذى لم تحسب الاسره
له حساب حينما عقدت النيه للسفر الى بلاد الحبيب .
ولم يوقظه من تلك الاحلام الورديه الا التفاتات الطريق الحلزونى نازلين من اسمره الى مدينة مصوع

وصلنا الى مدينة مصوع وكان الكل مرهق وتعب وحاول الوالد ان يجد لنا فندقا قريبا من الميناء البحرى
الذى سوف نستقل منه الباخره فى رجوعنا الى مدينة جده

كما اسلفت كانت مدينة مصوع تشبه الى حد كبير مدينة جده بازقتها وطرقاتها


نزلنا فى الفندق الذى كان تقريبا امام الميناء البحرى وكان مستواه مقبول فى ذلك الوقت
ولم يتبقى على سفرنا الا اليوم والنصف حاولنا فيها ان نعرف بعضا من ملامح هذه المدينه الساحليه
القديمه وكنا نحن الاخوان لا نفترق فى الفتره التى بقينا فيها فى مصوع وخاصه اننا كنا نعرف
الضيق الذى يشعر به اخى الهيمان بسبب فراقه محبوبته .
وكنا نمازحه من باب التسليه ببعض الكلمات والهمزات لعلها تسرى عن نفسه
وكانت هناك وجبه مشهوره جدا عند الاحباش واسمها ( زقنى ) ( بكسر الزاى ) وهى عباره عن لحوح حامض
وفوقه طبيخ بالبسباس الحبشي
( واللحوح هو رقائق من الخبز على شكل الفطيره واما البسباس فهو الشطه بلغتهم ولغة اهل اليمن )
وهذه الوجبه مشهوره شهرة وجبة الكبسه عند السعوديين
ما علينا فكنا نمازحه وقد سميناها ( مدموزيل زقنى ) وكان هو يبتسم دون تعليق .
حان وقت الرحيل وجمعنا امتعتنا ومن الصباح الباكر ونحن فى طريقنا الى المركب الذى سوف يقلنا الى جده
وكان الجميع متوترا متذكرا رحلة القدوم والتى استمرت ثلاث ايام ونيف
وكنا نعتبرها شهورا مما عانينا فيها الامرين
ولكن تجلدنا بالصبر ودعونا الله ان يوصلنا بخير وسلامه
توقعنا ان لا تكون على الباخره اى شحنات الى جده ولكننا فوجئنا ان الباخره كلها محمله بالمئآت من

الخرفان البربريه

واصبح الهم همين هم دوران البحر وهيجانه وهم الروائح التى قد تنبعث من هذا العدد الكبير من الخرفان

وبتوفيق من الله قام القبطان باعطائنا كبينتين بدلا من واحده لنسكن فيها فتره السفر الى جده

وقد فرحنا بهذا الانجاز الذى ييسر بعض المعاناه التى قد نواجهها
لا اريد ان اسرد لكم ما عانيناه من مشقه كبيره اثناء رجوعنا والذى كان سببه ان البحر كان اكثر اضطرابا مما
شاهدناه فى رحلة السفر الاولى لدرجه ان الكثير من الخرفان التى كانت على متن الباخره قد نفقت ولم
يكن لربان السفينه وطاقمها من خيار سوى رمى الخرفان الميته فى البحر
وكان ذالك وقد رأينا مشاهد تقشعر منه الابدان
اصبحنا بعد فتره من قذف الخرفان الميته فى البحر بين اسراب كبيره من اسماك القرش التى كنا نراها تقفز
من فوق الماء لتتلقف الخروف الذى يقذف


مناظر لا زلت اتذكرها انا واخوتى حتى اليوم

الخوف سيطر علينا من ذلك المنظر ولكن قائد السفينه عندما شعر بذلك قام بالأعلان باللغه الانجليزيه ان ما ترونه
امرا طبيعيا يقومون به فى كل رحله عند نفوق بعض الخرفان ولا يجب ان نخاف من القروش لانها بعد الصيد الثمين
من هذه الوجبه الشهيه سوف تذهب لحال سبيلها
هدئت الأمور وواصلنا طريقنا الى ميناء جده البحرى والذى وصلناه بعد يومين ونصف وذلك بسب ان الأمواج
كانت تسير مع اتجاه الباخره مما زاد من سرعة الباخره وحمدنا الله ووشكرناه ان اوصلنا سالمين وبصحة جيده الى
بلدنا وكانت رحلة محفوره فى ذاكرتنا كلنا ولن ننسى تفاصيلها

رجعت الاسره الى مدينة جده بعدما عاصرت رحله تصلح ان تكون قصه او مسلسل تركى مدبلج اسوة

الوالد رحمة الله عليه اصر ان يصطحب اخى فى رحلته القادمه الى ايطاليا كما وعد صديقه الايطالى
بزيارة نابولى وميلانو مقصد تجار جده الأوائل فى تجارتهم مع ايطاليا لاستيراد حديد التسليح واسمنت
البناء .
وسبب اصرار الوالد هو لوضع حد لهذا الموضوع وليستريح من عناء التفكير فيه و منغصات الأبن

الجريح بالهوى والجوى .

كانت هناك مراسلات بريديه واتصالات تلفونيه مابين الوالد رحمة الله عليه و صديقه الايطالى قبل السفر

كان الوالد يرغب فى ارسال اخى الى بريطانيا للدراسه وبالتالى اكمال مسيرة البزنس الذى يرغب الوالد
فى تطويره وانشاء شركه او مصنع وكان التوجه فى انشاء مصنع للحليب المجفف وبمشاركة زميل
الوالد فى التجاره وهو من التجار المعروفين فى جده . ( مصنع الحليب موجود حتى اليوم )
لكن اخى اشار عليه ان يصطاد عصفورين بحجر واحد فى زيارته لايطاليا


اولا : لاستكشاف امكانية اكمال دراسته فى ايطاليا

وثانيها : لانهاء موضوع ارتباطه بالسنيوره الايطاليه .

كان من المفترض ان يتم السفر عن طريق بيروت وذلك لعدم وجود خط مباشر ما بين المملكه وايطاليا

وقبل السفر بعدة ايام حصل ما لم يكن بالحسبان فوجئ الوالد باتصال هاتفى من رجل الاعمال الايطالى

يفيد فيه بعدم قدرته على السفر من الحبشه الى نابولى وذلك لتعرض ابنته الى مرض الملاريا والذى كان
منتشرا تلك الايام فى القاره الافريقيه .

نردد الوالد فى ابلاغ العائله بذلك النبأ الذى لم يمهل والدى بالتفكير طويلا بعد ان توالت الاتصالات التلفونيه

ما بين جده واسمره والتى كانت فى نهاية المطاف وفاة الابنه الايطاليه بذلك المرض بعد ان عجز والدها

فى نقلها الى ايطاليا وقد عرفنا لاحقا ان السلطات الايطاليه رفضت نقلها خشية من انتقال العدوى .
الوالد رحمة الله عليه اجتمع بالوالده واخى واخبرهما بالنبأ .
لا نتذكر كيف تم ذلك ولكن الذى الذى نتذكره جيدا اننا لاحظنا ان هناك وضع غير طبيعى يدور فى المنزل

خاصة انعزال اخى فى غرفة اخرى فى المنزل وتغير سلوكه معنا وتوقفه عن الخروج وكنا نراه يجهش

بالبكاء واحيانا نراه ساهبا منطويا تجده ليلا فى سطح المنزل لوحده يناظر السماء فى ذلك الظلام

الدامس .كانت حيرتنا تزداد والسبب عدم نشر الموضوع ضمن اطار العائله وكان محصورا ما بين الوالد
والولده واخى المتيم .
ذلك عرفناه لاحقا بعد ان رأينا حالة اخى تزداد سؤا من قلة النوم والطعام وشحوب الوجه والهزال. الوالد
من طبعه رحمة الله ( وقد تعودنا ذلك منه ) انه اذا تعرض اى فرد من العائله الى عارض صحى
أن يقوم بقرأة القرآن عليه لدرجه تعودنا عليها واصبحنا عندما يلم اى عارض لاحدنا أن نذهب اليه ( الوالد )
ونطلب منه ان يقرأ علينا .
كنا نرى الوالد يدوام على قرأة القرآن على اخى فى اليوم اكثر من مره
ويقوم بسقياه ماء زمزم المبارك وكان يأخذه دائما كل اسبوع للقيام بادء صلاة الجمعه فى الحرم المكى

وكانت هذه عادة الوالد فى كل جمعه وهى السفر من جده الى مكه المكرمه وصلاة الجمعه فى الحرم .
استمر على ذلك قرابة الشهرين الى بدأنا نشعر بتحسن فى حالة اخى ولله الحمد
ولم يخرج اخى من هذه الحاله الا قيام الوالد بخطبة ابنة صديق للوالد لأخى وكان ذاك .
ولولا فضل الله ورحمته ومن ثم حنكة وحلم الوالد لكان وضع اخى مأساوي اخى لا يحب ان يستمع الى هذا الموضوع حتى فى جلساتنا العائليه وما زال محتفظا بصورها حتى الآن
بالرغم من انه قد تزوج وانجب خمسة من البنين والبنات .

(هناك الكثير من التفاصيل لا استطيع ان اتطرق اليها لانها تدخل فى صلب الامور العائليه)

صورة لمدينة نابولي في ذلك الوقت

الطير
31-08-2011, Wed 7:54 PM
ماشاء الله قصة مشوقة

الظاهر الأولين عندهم زيادة سنون ;)

يابس العرقوب
31-08-2011, Wed 8:58 PM
اخي نجل الرياض قصة وسرد ممتع بوركت

saifsaleh
31-08-2011, Wed 9:17 PM
هل القصه حقيقيه ؟
لانها مشوقه جدا جدا

نجل الرياض
31-08-2011, Wed 10:14 PM
ماشاء الله قصة مشوقة

الظاهر الأولين عندهم زيادة سنون ;)

أول كل شي في بركه مو مثل وقتنا الحالي ، يمكن الكاتب يقصد المبالغه في التمسك بمحبوبته

شرفتني يا غالي

ابن بطوطة
31-08-2011, Wed 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرد رائع وقصه جميله .. ومشكلة الشاب وتعلقه تدل على خطورة النظر للنساء.

-------------------------------------------------
كما فرطنا في ليال رمضان فلا نفرط في صلة الرحم

كاترينا
01-09-2011, Thu 4:40 AM
جزاك الله خير أخي نجل الرياض على اكمال القصه

القلب الخضر يتعب صاحبه

الزين اذا قالت له البنت انت جميل عادي عنده

الشين اذا قالت له البنت انت جميل عشقها

والظاهر ان اخوه اول مره احد يقول له انت زين

شكرا لك على اكمال الروايه الجميله اخي العزيز :)

صاحب قرار
01-09-2011, Thu 5:56 AM
هذه قصة حويمض الليموني على ما أظن

وهو من اشهر كتاب الانترنت في الرحلات بل اسميه اديب الرحلات الانترنتيه

ابحثوا عن رحلاته المصوره كم هي مشوقه ومدعومه بالصور والتواريخ

ابو الحميدي
01-09-2011, Thu 4:41 PM
بارك الله فيك اخي نجل الرياض

بصراحة سرد القصة خيالي

الخاص
01-09-2011, Thu 7:54 PM
لنا عوده للقراءة .

أم عبدالله
01-09-2011, Thu 10:51 PM
القصة رائعة و أحسن ما فيها أنها أدخلتنا أجواء ثقافات أخرى حبشية و إيطالية

البلبل الجريح
01-09-2011, Thu 11:11 PM
القصه تعود لصاحب الرحلات المتعدده وشيخ المسافرين كما يطلق عليه


حويمض الليموني


يملك منتدى يحمل نفس الاسم وهو غنى بالرحلات التى قام بها

بمجرد ان قرات العنوان توقعت القصه نفسها التى قراتها له

البلبل الجريح
01-09-2011, Thu 11:13 PM
هذه قصة حويمض الليموني على ما أظن

وهو من اشهر كتاب الانترنت في الرحلات بل اسميه اديب الرحلات الانترنتيه

ابحثوا عن رحلاته المصوره كم هي مشوقه ومدعومه بالصور والتواريخ

قمت بوضع الرد السابق دون ان انتبه لتعليقك

windasoof
02-09-2011, Fri 12:37 AM
وصلت للتو ,,
إلى بعرة الفيل....... موهوب هذا الكاتب ..... ومتذوق أخي الناقل,,
وأجد وجه شبه بين قصة قرأتها من هذا النوع رحلة إلى نيوزلندة ممتعة كمتعة هذه القصة
حتى كأنك تقف أحيانا في فواصل أستراحة,, ونواصل,,

المال
02-09-2011, Fri 2:36 AM
من اشد المعجبين بتلك الروايات

خاصة اذا كنت تحتوي على عشق الوطن بعد غربة طويلة