سوق العقار تحيّر المستثمرين .

[الضوء الساطع]

ظلت دبي تحمل مؤشراً خاصاً بها لحالة السوق العقارية في الإمارة. فبعد أن كانت سوق العقار فيها تسجل تراجعات بطيئة في كل من قطاع التأجير والبيع، لاحظنا مؤخراً ثباتاً عنيداً في هذه السوق. وباستثناء مناطق العقارات الرخيصة، كانت المناطق الأخرى تحتفظ بأسعار السنة الماضية، ما يعني أن سيولة ما هي التي أدت إلى هذا الثبات. وكان مصدر هذه السيولة، كما أشار بعض المحللين من بعض دول المنطقة التي عاشت موجة من الاحتجاجات الشعبية، مما دفع ببعض ممن تضرروا هناك بالقدوم إلى مكان أكثر أمنا واستقراراً. وهذا يؤكد دور دبي كمقصد دائم للرساميل من سائر أرجاء المنطقة كما كانت من قبل، بعد أن احتفظت لنفسها بالمرتبة الأولى كأفضل مكان من حيث البنية الأساسية والقوانين ونمط العيش. كما كانت أبو ظبي أيضاً مكاناً مناسباً لنفس الأسباب. وفي قطر، ظلت سوق العقار خاضعة للتجاذبات الداخلية من حيث الطلب. ولم يؤثر العامل الخارجي على معدلات الطلب، عزز من ذلك أن قطر مرشحة للعب دور بارز في ثورة إنشاءات قوية بسبب توفير مستلزمات استضافة المونديال التي بدأت الاستعدادات لها من الآن، وذلك على عكس البحرين التي عانت مؤخراً من موجة اضطرابات حادة، جعلت السوق العقارية هناك في قلب أزمة مستجدة، أضيفت إلى تداعيات الأزمة العالمية. وقد تكون البحرين فرصة مناسبة للاستثمار العقاري بعد عودة الهدوء بسبب الفرصة التي سيوفرها تراجع الأسعار. أما السوق السعودية فقد ظلت طوال الفترة الماضية في انتعاش متدرج بسبب الطلب المستمر هناك. وشهدت هذه السوق استعدادات أكبر للنمو بعد سلسلة القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة، وضخ المزيد من السيولة في المصرف العقاري والصناعي. ما تزال سوق العقار والانشاءات مرجعاً مهما لاقتصاديات المنطقة، خاصة وأن أسعار النفط المرتفعة اليوم تتيح توفير كمٍ أكبر من السيولة وفرصاً أكبر للإنفاق الحكومي.
بقلم : حسن عبدالرحمن .