دينار بن حزم
28-01-2011, Fri 6:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قبل أن ادخل في صلب الموضوع أحب أن أعلق على موضوع شاهدته في قناة دليل هذه الليلة عن أحداث كارثة جدة البرنامج كان مباشر ومن بداية البرنامج إلى نهايته وأنا أتابعه وكنت أتمنى عرض أرقام هواتف المشاركة في البرنامج ولكن للأسف لم يوضع أي رقم بالرغم من وجود مشاركات هاتفية من مسؤ لين ومواطنين
كان ضيف الحلقة ( والذي يلاحظ عليه أنه كان مطبلا لما يريده مقدم البرنامج )
الحلقة كانت من وجهة نظري ضعيفة من الناحية الإعلامية ومن الناحية الموضوعية يعتمد البرنامج على الإثارة الإعلامية مستخدما ماحل بمدينة جدة من كوارث طبيعية
مقدم البرنامج ثقافته الاعلامية في نظري لا تؤهله لان يكون مقدما لبرنامج يذاع على الهواء فهو يتحدث بسذاجة وسطحية فهو لا يعرف اسم مدير عام الدفاع المدني ولا رتبته العسكرية ويقولها بصورة لامبالاة وكأنه يتحدث إلى أطفال ولا يتحدث إلى أناس يجب عليه احترام عقولهم وإفهامهم وهذه
سقطة إعلامية تضاف إلى سقطات إعلامية أخرى له في هذا البرنامج منها : 1-أنه مشحون من الداخل نحو فكرة أو هدف معين يتضح ذلك من أسلوب تقديمه ومن أسلوب ردوده خلال المناقشة والمفروض أن يكون محايد بعرض الفكرة والهدف إذا كان المراد الوصول لهدف معين أو حل معين
(2) الاعتماد على الإثارة الإعلامية في عرض موضوع البرنامج والتركيز على اللقطات المأساوية دون إبراز الجوانب الايجابية مثل ما قام به الدفاع المدني والدفاع الجوي من جهود كبيرة وتهميش هذا الدور بل ولم يتطرقوا له
تخوين المسؤلين واتهامهم في نياتهم فالأخطاء لاتعالج بالأخطاء ولا تكون بالبروز الإعلامي على حساب الآخرين وعلى حساب عواطف الناس ومصائبهم
الملاحظات كثيرة و مثل هذه البرامج إن استمرت بهذه الطريقة ستكون سلبياتها اكبر من ايجابيتها المفروض يكون النقاش هادف وبناء يضع الأسباب والحلول لها بدلا من الاستعراض بمآسي الناس وما أصابهم في أنفسهم وأموالهم بمشاهد ومؤثرات لاستقطاب الإثارة الإعلامية بغية التفوق والبروز الإعلامي .
النقد من ابسط الأمور ومثال ذلك :
انظروا إلى ديكورات أستوديو البرنامج وانتم تعرفوا التخلف في الأفكار برنامج لم يستطع تصميم
ديكوراته بما يتلاءم مع الحدث كيف سينجح في عرض الحدث حوائط الأستوديو مزينة بقوارير كأنها قوارير ؟؟؟؟ فهل هذا يتوافق مع الحدث ، إذا النقد بسيط وسهل .
هناك سبب مهم وخطير غفل عنه الإعلام ولم يعرض له لا أدري لماذا وكنت أتمنى من البرنامج لو سلط الضوء عليه ألا وهو خطر الذنوب والمعاصي وأنها سبب في هلاك المجتمعات ومحو البركة مما بين أيدي الناس هذا الأمر كنت أتمنى لو كثير من المشايخ والكتاب تكلموا عنه , لماذا فقط نربط الأسباب بأمور دنيوية صرفة ونغفل عن أمور وحقائق مهمة نتيجة البعد عن أوامر الله عزوجل .
أولا:أثر الذنوب والمعاصي في نقص البركة والتعجيل بالعقوبة :
الذنوب والمعاصي لها شؤم كبير على البلاد والعباد وعندما أتحدث عن ذلك فليس المقصود بلد معين أو مدينة معينة أو منطقة معينة بل المقصود أنها تكون عظة وعبرة وتذكير وإنذار بوجوب العودة إلى الواحد القهار ونفي الحول والقوة عن أنفسنا , وأن نكثر من التوبة والاستغفار فالله سبحانه وتعالى قد خلق الشمس والقمر وجعل فيها منافع للناس وزينة للسماء وأيضا جعلها سبحانه وتعالى أية يحذر الناس بها من عقوبته وسخطه فعندما يحدث الكسوف والخسوف فهو دلالة على تخويف رب السموات والأرض لعباده وتحذيرهم من عقابه فيهرع المؤمنون للصلاة وجلين خآئفين مستغفرين منيبين سآلين الله أن يكشف ويصرف عنهم هذا البلاء والعذاب وغيرهم يعتبرونها ظواهر طبيعية فيجهزون آلات التصوير والأكل والشرب للاستمتاع بالنظر إلى هذه الظواهر غير آبهين لمدلولاتها , ولو سألتهم ماذا يجدون في قرارت أنفسهم لوجدت عندهم حالة من الاضطراب والخوف يخفونها بمظاهر الاستمتاع .
فأي كان الحدث وفي أي مكان وخصوصا عندما تخرج عن الأمور الطبيعية والتي يعجز الإنسان عن مواجهتها علينا أن نتبرأ من حولنا وقوتنا وان نتجه إلى الله أن يرفع عنا مابنا فما حلت عقوبة الا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة , ولنا في رسول الله أسوة حسنة , ماذا حل بالمسلمين في غزوة أحد وماذا كان السبب فمن بعد نصر إلى هزيمة , وماذا حل بالمسلمين في غزوة الأحزاب ركنوا إلى كثرة عددهم وعدتهم فماذا كانت النتيجة
سأعرض بعض المواضيع التي أسأل الله أن يكتب فيها الخير والفائدة
وأسأل الله الكريم المنان ألا يؤاخذنا بذنوبنا وسيئات أعمالنا وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين وأن يرفع عن المسلمين ماحل بهم من ذل وهوان وأن يعز دينه وينصر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وأن يحفظ هذه البلاد آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين إنه سميع قريب مجيب الدعوات .
ثانيا: من آثار الذنوب والمعاصي :
أولاً: حرمان العلم الشرعي:
وهو الطريق إلى الجنة فإن العلم نور يقذفه الله عز وجل في القلب، والمعصية تطفيء ذلك النور، ولما جلس الشافعي بين يدي الإمام مالك وقرأ عليه، أعجبه ما رأى من نور فطنته، وتوقد ذكائه، وكمال فهمه، فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية. ومن تأمل في واقعنا يجد من حملة الشهادات العليا في تخصصات دنيوية، وهو لا يحسن الصلاة المفروضة، فما الذي حرمه من العلم الشرعي. وإذا كان المزارع يقل إنتاجه ويفوت موسمه إذا تقاعس في أخذ المعلومات الصحيحة عن وقت الزرع والحصد، فما بالك بمن يجهل الأحكام والسنن والنوافل ويرجو الدرجات العلا؟
ثانياً: حرمان الرزق:
وكما أن التقوى مجلبة للرزق، فإن ترك التقوى مجلبة للفقر. قال : { إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه } [رواه أحمد]. وأما ما تراه من واقع الكفار أو الفاسقين من سعة رزق فإنما هي إستدراج فإن المقصود بالرزق ما أغنى وكفى، لا ما كثر وأشقى. وكم ممن يملك الدينار والدرهم وهي تشقيه ولا تسعده. وكم من رجل أحواله مستورة هو قرير العين، هانيء البال.
ثالثاً: تعسير أموره عليه:
فإن الله ييسر أمور عباده الصالحين وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2]. وعلى العكس من ذلك، نجد آثار الذنوب تعم حتى الدابة والخادم فتتعسر أمورهما على صاحبهما ويكونان نكداً وقلقاً على مالكهما.
رابعاً: إن المعاصي تزرع أمثالها:
يولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها، فلو عطل المحسن طاعته لضاقت عليه نفسه ورجع إليها سريعاً، ولو عطل المجرم المعصية لضاق صدره ورغب في تتابع وتمنى ذلك بقوله إن لم يتمكن من فعله.
خامساً: إنها سبب لهوان العبد على ربه:
والكثير ينظر إلى مديره بعين الحذر والرجل حتى لا يرى منه سقطة أو زلة، فكيف برب العباد إذا سقط العبد من عينه وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ [الحج:18].
سادساً: أن المعصية تورث الذل:
فصاحب المعصية ذليل حقير، فتجد الراشي والمرتشي ذليل في عمله حتى وإن ملك الملايين، وتجد اللوطي والزاني ذليل في نفسه، وعلى ضد ذلك كله مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [فاطر:10] قد ترى فقيراً منكراً لله، لكنه عند الناس عزيز رفيع القدر.
سابعاً: أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله :
فقد لعن رسول الله على معاص منها: لعن الواشمة والمستوشمة والواصلة، ولعن السارق، ولعن شارب الخمر، ولعن المصورين، ولعن من عمل عمل قوم لوط، وغيرها كثير، واللعن: هو الإبعاد والطرد من رحمة الله.
ثامناً: حرمان دعوة رسول الله ودعوة الملائكة:
فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات في آيات كثيرة، وتارك المعصية المقبل على طاعة الله عز وجل رجل يشمله هذه الإستغفار من خيار الخلق.
تاسعاً: إن من آثار الذنوب ما يحل بالأرض من الخسف والزلازل:
والله عز وجل يقول فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا [العنكبوت:40] وكل هذا بسبب الذنوب والمعاصي، وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تردد قوله تعالى: وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30].
عاشراً: الخوف والجزع:
فلا نرى صاحب المعصية إلا خائفاً مرعوباً. فهم يحسبون كل صيحة عليهم، وأصحاب المعاصي في وجل من إطلاع الناس عليها، فتجد الزاني في وجل، والزانية في خوف، ويكفي هذا الأثر في إبقاء القلق والفزع، وعلى عكس ذلك تجد أصحاب الطاعة في سعادة وإستقرار نفسي وإطمئنان.
إحدى عشر: أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف:
فهذا نقي، بر، تقي، مطيع، منيب، ورع، صالح، عابد، أواب، والآخر: فاجر، عاص، فاسد، خبيث، زان، سارق، لوطي، خائن: بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ [الحجرات:11]. ومن يرضى بهذه الأسماء لباساً له! وقد عرف سوء هذا الأسماء الكفار وأهل الفساد، فجعلوا الزنا صداقة، والإختلاط والتبرج حرية، والمرأة البغي الزانية أطلقوا عليها بائعة الحب تزييناً لفعلها!
ثاني عشر: أن من آثار الذنوب أنها قد تكون حاجباً للعاصي عن حسن الخاتمة:
فإنه إذا أقبلت الآخرة وأدبرت الدنيا فقد تكون الخاتمة السيئة ـ والعياذ بالله ـ والقصص قديماً وحديثاً كثيرة جداً، ومن يغسلون الأموات يشاهدون الكثير من ذلك.
ثالث عشر: أنها تزيل النعم الحاضرة:
لأن المعصية جحود وكفران للنعمة ومن شكر النعمة: القيام بحق الله عز وجل، وعدم التعدي على محارمه، وكم من امرأة أو رجل تعيش سعيدة في بيت هانئ، ولما تطاولت إلى الحرام أصابها الغمّ، وكم من شاب وقع في الحرام فتفرق شمله وضاقت به الدنيا.
رابع عشر: المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الآخرة:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] ومن أوضح الأمثلة ما نراه في دولة أوروبية ـ من شرف المؤمن الجهل بها ـ تمتاز بأجمل المناظر، وأعذب الأنهار، وتتمتع بمناظر خلابة لا تتوفر في أوربا إطلاقاً، ودخول أفرادها المالية تشكل أعلى نسبة في العالم، مع ضمانات صحية وإقتصادية كبيرة، هذا مع إنحلال ظاهر في الشهوات، وحرية في الفساد، حتى وصل بهم الأمر إلى إقرار قانون في المجلس التشريعي لديهم بزواج الرجل بالرجل! ومع كل هذا فإن أعلى نسبة إنتحار في العالم هي في هذا البلد! أليس هذا ينبئ عن حياة ضنك، ومعيشة غير طيبة؟!
هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي في الدنيا، ولو لم يكن منها إلا واحداً فقط لكفى بالمرء عقلاً وديناً أن يبتعد عنها! وما أكثر اليوم من يعرف الأحكام وينسى الآثار، ولهذا يجب أن نذكّر بهذه الآثار بين الحين والآخر، ولتكون حجاباً وحاجزاً عن الوقوع في المعصية.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين. (عبدالملك القاسم)
ثالثا :
http://www.alwakad.net/pdf/alwakad-pdf.pdf
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قبل أن ادخل في صلب الموضوع أحب أن أعلق على موضوع شاهدته في قناة دليل هذه الليلة عن أحداث كارثة جدة البرنامج كان مباشر ومن بداية البرنامج إلى نهايته وأنا أتابعه وكنت أتمنى عرض أرقام هواتف المشاركة في البرنامج ولكن للأسف لم يوضع أي رقم بالرغم من وجود مشاركات هاتفية من مسؤ لين ومواطنين
كان ضيف الحلقة ( والذي يلاحظ عليه أنه كان مطبلا لما يريده مقدم البرنامج )
الحلقة كانت من وجهة نظري ضعيفة من الناحية الإعلامية ومن الناحية الموضوعية يعتمد البرنامج على الإثارة الإعلامية مستخدما ماحل بمدينة جدة من كوارث طبيعية
مقدم البرنامج ثقافته الاعلامية في نظري لا تؤهله لان يكون مقدما لبرنامج يذاع على الهواء فهو يتحدث بسذاجة وسطحية فهو لا يعرف اسم مدير عام الدفاع المدني ولا رتبته العسكرية ويقولها بصورة لامبالاة وكأنه يتحدث إلى أطفال ولا يتحدث إلى أناس يجب عليه احترام عقولهم وإفهامهم وهذه
سقطة إعلامية تضاف إلى سقطات إعلامية أخرى له في هذا البرنامج منها : 1-أنه مشحون من الداخل نحو فكرة أو هدف معين يتضح ذلك من أسلوب تقديمه ومن أسلوب ردوده خلال المناقشة والمفروض أن يكون محايد بعرض الفكرة والهدف إذا كان المراد الوصول لهدف معين أو حل معين
(2) الاعتماد على الإثارة الإعلامية في عرض موضوع البرنامج والتركيز على اللقطات المأساوية دون إبراز الجوانب الايجابية مثل ما قام به الدفاع المدني والدفاع الجوي من جهود كبيرة وتهميش هذا الدور بل ولم يتطرقوا له
تخوين المسؤلين واتهامهم في نياتهم فالأخطاء لاتعالج بالأخطاء ولا تكون بالبروز الإعلامي على حساب الآخرين وعلى حساب عواطف الناس ومصائبهم
الملاحظات كثيرة و مثل هذه البرامج إن استمرت بهذه الطريقة ستكون سلبياتها اكبر من ايجابيتها المفروض يكون النقاش هادف وبناء يضع الأسباب والحلول لها بدلا من الاستعراض بمآسي الناس وما أصابهم في أنفسهم وأموالهم بمشاهد ومؤثرات لاستقطاب الإثارة الإعلامية بغية التفوق والبروز الإعلامي .
النقد من ابسط الأمور ومثال ذلك :
انظروا إلى ديكورات أستوديو البرنامج وانتم تعرفوا التخلف في الأفكار برنامج لم يستطع تصميم
ديكوراته بما يتلاءم مع الحدث كيف سينجح في عرض الحدث حوائط الأستوديو مزينة بقوارير كأنها قوارير ؟؟؟؟ فهل هذا يتوافق مع الحدث ، إذا النقد بسيط وسهل .
هناك سبب مهم وخطير غفل عنه الإعلام ولم يعرض له لا أدري لماذا وكنت أتمنى من البرنامج لو سلط الضوء عليه ألا وهو خطر الذنوب والمعاصي وأنها سبب في هلاك المجتمعات ومحو البركة مما بين أيدي الناس هذا الأمر كنت أتمنى لو كثير من المشايخ والكتاب تكلموا عنه , لماذا فقط نربط الأسباب بأمور دنيوية صرفة ونغفل عن أمور وحقائق مهمة نتيجة البعد عن أوامر الله عزوجل .
أولا:أثر الذنوب والمعاصي في نقص البركة والتعجيل بالعقوبة :
الذنوب والمعاصي لها شؤم كبير على البلاد والعباد وعندما أتحدث عن ذلك فليس المقصود بلد معين أو مدينة معينة أو منطقة معينة بل المقصود أنها تكون عظة وعبرة وتذكير وإنذار بوجوب العودة إلى الواحد القهار ونفي الحول والقوة عن أنفسنا , وأن نكثر من التوبة والاستغفار فالله سبحانه وتعالى قد خلق الشمس والقمر وجعل فيها منافع للناس وزينة للسماء وأيضا جعلها سبحانه وتعالى أية يحذر الناس بها من عقوبته وسخطه فعندما يحدث الكسوف والخسوف فهو دلالة على تخويف رب السموات والأرض لعباده وتحذيرهم من عقابه فيهرع المؤمنون للصلاة وجلين خآئفين مستغفرين منيبين سآلين الله أن يكشف ويصرف عنهم هذا البلاء والعذاب وغيرهم يعتبرونها ظواهر طبيعية فيجهزون آلات التصوير والأكل والشرب للاستمتاع بالنظر إلى هذه الظواهر غير آبهين لمدلولاتها , ولو سألتهم ماذا يجدون في قرارت أنفسهم لوجدت عندهم حالة من الاضطراب والخوف يخفونها بمظاهر الاستمتاع .
فأي كان الحدث وفي أي مكان وخصوصا عندما تخرج عن الأمور الطبيعية والتي يعجز الإنسان عن مواجهتها علينا أن نتبرأ من حولنا وقوتنا وان نتجه إلى الله أن يرفع عنا مابنا فما حلت عقوبة الا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة , ولنا في رسول الله أسوة حسنة , ماذا حل بالمسلمين في غزوة أحد وماذا كان السبب فمن بعد نصر إلى هزيمة , وماذا حل بالمسلمين في غزوة الأحزاب ركنوا إلى كثرة عددهم وعدتهم فماذا كانت النتيجة
سأعرض بعض المواضيع التي أسأل الله أن يكتب فيها الخير والفائدة
وأسأل الله الكريم المنان ألا يؤاخذنا بذنوبنا وسيئات أعمالنا وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين وأن يرفع عن المسلمين ماحل بهم من ذل وهوان وأن يعز دينه وينصر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وأن يحفظ هذه البلاد آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين إنه سميع قريب مجيب الدعوات .
ثانيا: من آثار الذنوب والمعاصي :
أولاً: حرمان العلم الشرعي:
وهو الطريق إلى الجنة فإن العلم نور يقذفه الله عز وجل في القلب، والمعصية تطفيء ذلك النور، ولما جلس الشافعي بين يدي الإمام مالك وقرأ عليه، أعجبه ما رأى من نور فطنته، وتوقد ذكائه، وكمال فهمه، فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية. ومن تأمل في واقعنا يجد من حملة الشهادات العليا في تخصصات دنيوية، وهو لا يحسن الصلاة المفروضة، فما الذي حرمه من العلم الشرعي. وإذا كان المزارع يقل إنتاجه ويفوت موسمه إذا تقاعس في أخذ المعلومات الصحيحة عن وقت الزرع والحصد، فما بالك بمن يجهل الأحكام والسنن والنوافل ويرجو الدرجات العلا؟
ثانياً: حرمان الرزق:
وكما أن التقوى مجلبة للرزق، فإن ترك التقوى مجلبة للفقر. قال : { إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه } [رواه أحمد]. وأما ما تراه من واقع الكفار أو الفاسقين من سعة رزق فإنما هي إستدراج فإن المقصود بالرزق ما أغنى وكفى، لا ما كثر وأشقى. وكم ممن يملك الدينار والدرهم وهي تشقيه ولا تسعده. وكم من رجل أحواله مستورة هو قرير العين، هانيء البال.
ثالثاً: تعسير أموره عليه:
فإن الله ييسر أمور عباده الصالحين وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2]. وعلى العكس من ذلك، نجد آثار الذنوب تعم حتى الدابة والخادم فتتعسر أمورهما على صاحبهما ويكونان نكداً وقلقاً على مالكهما.
رابعاً: إن المعاصي تزرع أمثالها:
يولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها، فلو عطل المحسن طاعته لضاقت عليه نفسه ورجع إليها سريعاً، ولو عطل المجرم المعصية لضاق صدره ورغب في تتابع وتمنى ذلك بقوله إن لم يتمكن من فعله.
خامساً: إنها سبب لهوان العبد على ربه:
والكثير ينظر إلى مديره بعين الحذر والرجل حتى لا يرى منه سقطة أو زلة، فكيف برب العباد إذا سقط العبد من عينه وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ [الحج:18].
سادساً: أن المعصية تورث الذل:
فصاحب المعصية ذليل حقير، فتجد الراشي والمرتشي ذليل في عمله حتى وإن ملك الملايين، وتجد اللوطي والزاني ذليل في نفسه، وعلى ضد ذلك كله مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [فاطر:10] قد ترى فقيراً منكراً لله، لكنه عند الناس عزيز رفيع القدر.
سابعاً: أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله :
فقد لعن رسول الله على معاص منها: لعن الواشمة والمستوشمة والواصلة، ولعن السارق، ولعن شارب الخمر، ولعن المصورين، ولعن من عمل عمل قوم لوط، وغيرها كثير، واللعن: هو الإبعاد والطرد من رحمة الله.
ثامناً: حرمان دعوة رسول الله ودعوة الملائكة:
فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات في آيات كثيرة، وتارك المعصية المقبل على طاعة الله عز وجل رجل يشمله هذه الإستغفار من خيار الخلق.
تاسعاً: إن من آثار الذنوب ما يحل بالأرض من الخسف والزلازل:
والله عز وجل يقول فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا [العنكبوت:40] وكل هذا بسبب الذنوب والمعاصي، وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تردد قوله تعالى: وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30].
عاشراً: الخوف والجزع:
فلا نرى صاحب المعصية إلا خائفاً مرعوباً. فهم يحسبون كل صيحة عليهم، وأصحاب المعاصي في وجل من إطلاع الناس عليها، فتجد الزاني في وجل، والزانية في خوف، ويكفي هذا الأثر في إبقاء القلق والفزع، وعلى عكس ذلك تجد أصحاب الطاعة في سعادة وإستقرار نفسي وإطمئنان.
إحدى عشر: أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف:
فهذا نقي، بر، تقي، مطيع، منيب، ورع، صالح، عابد، أواب، والآخر: فاجر، عاص، فاسد، خبيث، زان، سارق، لوطي، خائن: بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ [الحجرات:11]. ومن يرضى بهذه الأسماء لباساً له! وقد عرف سوء هذا الأسماء الكفار وأهل الفساد، فجعلوا الزنا صداقة، والإختلاط والتبرج حرية، والمرأة البغي الزانية أطلقوا عليها بائعة الحب تزييناً لفعلها!
ثاني عشر: أن من آثار الذنوب أنها قد تكون حاجباً للعاصي عن حسن الخاتمة:
فإنه إذا أقبلت الآخرة وأدبرت الدنيا فقد تكون الخاتمة السيئة ـ والعياذ بالله ـ والقصص قديماً وحديثاً كثيرة جداً، ومن يغسلون الأموات يشاهدون الكثير من ذلك.
ثالث عشر: أنها تزيل النعم الحاضرة:
لأن المعصية جحود وكفران للنعمة ومن شكر النعمة: القيام بحق الله عز وجل، وعدم التعدي على محارمه، وكم من امرأة أو رجل تعيش سعيدة في بيت هانئ، ولما تطاولت إلى الحرام أصابها الغمّ، وكم من شاب وقع في الحرام فتفرق شمله وضاقت به الدنيا.
رابع عشر: المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الآخرة:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] ومن أوضح الأمثلة ما نراه في دولة أوروبية ـ من شرف المؤمن الجهل بها ـ تمتاز بأجمل المناظر، وأعذب الأنهار، وتتمتع بمناظر خلابة لا تتوفر في أوربا إطلاقاً، ودخول أفرادها المالية تشكل أعلى نسبة في العالم، مع ضمانات صحية وإقتصادية كبيرة، هذا مع إنحلال ظاهر في الشهوات، وحرية في الفساد، حتى وصل بهم الأمر إلى إقرار قانون في المجلس التشريعي لديهم بزواج الرجل بالرجل! ومع كل هذا فإن أعلى نسبة إنتحار في العالم هي في هذا البلد! أليس هذا ينبئ عن حياة ضنك، ومعيشة غير طيبة؟!
هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي في الدنيا، ولو لم يكن منها إلا واحداً فقط لكفى بالمرء عقلاً وديناً أن يبتعد عنها! وما أكثر اليوم من يعرف الأحكام وينسى الآثار، ولهذا يجب أن نذكّر بهذه الآثار بين الحين والآخر، ولتكون حجاباً وحاجزاً عن الوقوع في المعصية.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين. (عبدالملك القاسم)
ثالثا :
http://www.alwakad.net/pdf/alwakad-pdf.pdf