عبدالحميد العمري
10-08-2010, Tue 2:22 AM
الأجانب يحجمون عن السوق، والسعوديون يرحلون إلى الخارج!!
http://abdulhamid.net/archives/1709 (http://abdulhamid.net/archives/1709)
الأجانب يحجمون عن الاستثمار في السوق السعودية
أظهرتْ بيانات ميزان المدفوعات للسعودية الربع سنوية التي أعلنت عنها مؤسسة النقد العربي السعودي لأول مرة يوم السبت الماضي 7 أغسطس 2010م حقائق ملفتة جداً؛ تمحورت أبرزها حول التدفقات الاستثمارية الداخلة والخارجة إلى ومن سوق الأسهم المحلية (الحافظة الاستثمارية)، إذ كشفتْ عن ضعفٍ شديد جداً في تدفقات استثمارات الأجانب عبر اتفاقيات المبادلة، وأن هذه الأداة الأشبه بالنافذة أمام الأجانب على سوق الأسهم لم ترتق حتى إلى مستوى أدنى التدفقات المماثلة لبعض الأسواق الإقليمية المجاورة! حيث وصل إجمالي تدفقات استثمارات الأجانب إلى السوق المحلية منذ سمحت هيئة السوق المالية بها في مطلع 2008م إلى نهاية الربع الأول من 2010م لنحو 855.8 مليون ريال فقط (228.2 مليون دولار أمريكي)، أي بمتوسطٍ بلغ 95 مليون ريال للربع فقط (25.4 مليون دولار أمريكي)، ويمكن الرجوع إلى الجدول الأول المرفق للتعرف بصورةٍ أدق على حجم تدفقات كل ربع طوال الفترة الممتدة بين الربع الأول من 2008م إلى نهاية الربع الأول من 2010م. ووفقاً لعمليات رصد قيمة تداولاتها الربع سنوية لنفس الفترة ومقارنتها بحجم تدفقات كل ربع سنة طوال تلك الفترة، فقد أظهرتْ أن تلك التدفقات الشحيحة وصلت معدلات تدويرها في السوق لعدد مرات تراوح بين 3 إلى 4 مرات!
هل يقفُ وراء هذا الإحجام الملفت عن السوق المحلية من قبل المستثمرين الأجانب أسباباً أخرى غير عدم قناعتهم بأداة اتفاقيات المبادلة؟! هل يأتي من ضمن تلك الأسباب انخفاض جدوى الاستثمار في السوق المالية السعودية مقارنة بمثيلاتها من الأسواق الناشئة؟ أم أن عدم شفافية الأنظمة المسيطرة على تعاملات السوق وتباين تطبيقها على عموم المتداولين أحد تلك الأسباب؟! أم أن أولئك المستثمرين منعهم -حسب وجهة نظرهم- صرامة تنفيذ أنظمة السوق، وحرص هيئة السوق المالية الكبير على دخول أموال ساخنة إلى السوق؟! أعتقد أنه من الضرورة القصوى أن تبادر هيئة السوق المالية والسوق المالية تداول باستطلاع آراء أهم الشركات والمؤسسات الاستثمارية العالمية حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم إقبالهم على أكبر سوق للأوراق المالية في الشرق الأوسط.
http://abdulhamid.net/wp-content/uploads/2010/08/ForeignersSwapAgreementq12010_thumb1.jpg
والسعوديون يرحلون من سوقهم المالية!!
ما زاد من وقع مفاجأة الإحصاءات التي أعلنت عنها مشكورةً مؤسسة النقد العربي السعودي لأول مرة؛ أن المستثمرين السعوديين شدّوا رحالهم من السوق إلى الأسواق الخارجية!! زادتْ وتيرة هذا الرحيل مع مطلع عام 2008م، وبرصد إجمالي التدفقات الاستثمارية التي خرجت من السوق المالية السعودية منذ مطلع 2006م (انهيار فبراير 2006م) إلى نهاية الربع الأول من عام 2010م قد وصل إلى أكثر من 174.5 مليار ريال (46.5 مليار دولار أمريكي)، ولعل هذا الهروب إذا صح التعبير يفسر تضاءل قيمة تعاملات السوق المالية ربعاً بعد ربع طوال تلك الفترة، ويُعد هذا الرقم كبيراً جداً إذا ما تم نسبته إلى القيمة الرأسمالية القابلة للتداول (تترواح بين 300 إلى 400 مليار ريال)، ولا شك أنه سيترك خلفه تأثيرات سلبية وضارة بالثقة في جدوى الاستثمار في السوق المحلية؛ شاهدنها ونشاهدها عياناً بياناً طوال تلك الفترة. بمجرد أن نعلم أن متوسط قيمة تلك التدفقات الاستثمارية الراحلة إلى الخارج للربع الواحد للفترة (الربع الأول 2006م – الربع الأول 2010م) قد بلغ 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار أمريكي)، وأخذه مساراً صاعداً طوال تلك الفترة (ارجع للجدول الثاني)، فإن هذا أيضاً بدوره يتطلّب بضرورةٍ قصوى أن تبادر هيئة السوق المالية والسوق المالية تداول بدراسة وبحث أسباب هذا الرحيل أو الهروب لأموال السعوديين من السوق المحلية، وخروجها خاصةً في هذه الظروف المقلقة لمختلف الأسواق الخارجية بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، وجديرٌ بالذكر أن هناك مستثمرين من الحجم الصغير والمتوسط قد يتعسّر عليه الخروج بأمواله إلى الخارج؛ إما بسبب قلة معرفته بالأسواق الخارجية، أو لارتفاع تكلفة إدارة أمواله في تلك الأسواق مقارنةً بضآلة حجم أمواله، أو بسببهما معاً، إلا أنه كما يبدو من تضاءل عدد المحافظ الاستثمارية النشطة في السوق، أنهم أيضاً بدورهم يقفون الآن خارج منصات تداولات السوق المالية جرّاء الخسائر الفادحة التي لحقت بمدخراتهم واستثماراتهم! وهذه أيضاً حالة بالغة الضرر على الجميع تتطلب دراسةً وبحثاً وتقصياً دقيقاً للأسباب الكامنة خلف هذا الإحجام من قبل هذه الشريحة أو الفئة من المستثمرين.
http://abdulhamid.net/wp-content/uploads/2010/08/Saudiinvestmentflowsabroadq12010_thumb.jpg
http://abdulhamid.net/archives/1709 (http://abdulhamid.net/archives/1709)
الأجانب يحجمون عن الاستثمار في السوق السعودية
أظهرتْ بيانات ميزان المدفوعات للسعودية الربع سنوية التي أعلنت عنها مؤسسة النقد العربي السعودي لأول مرة يوم السبت الماضي 7 أغسطس 2010م حقائق ملفتة جداً؛ تمحورت أبرزها حول التدفقات الاستثمارية الداخلة والخارجة إلى ومن سوق الأسهم المحلية (الحافظة الاستثمارية)، إذ كشفتْ عن ضعفٍ شديد جداً في تدفقات استثمارات الأجانب عبر اتفاقيات المبادلة، وأن هذه الأداة الأشبه بالنافذة أمام الأجانب على سوق الأسهم لم ترتق حتى إلى مستوى أدنى التدفقات المماثلة لبعض الأسواق الإقليمية المجاورة! حيث وصل إجمالي تدفقات استثمارات الأجانب إلى السوق المحلية منذ سمحت هيئة السوق المالية بها في مطلع 2008م إلى نهاية الربع الأول من 2010م لنحو 855.8 مليون ريال فقط (228.2 مليون دولار أمريكي)، أي بمتوسطٍ بلغ 95 مليون ريال للربع فقط (25.4 مليون دولار أمريكي)، ويمكن الرجوع إلى الجدول الأول المرفق للتعرف بصورةٍ أدق على حجم تدفقات كل ربع طوال الفترة الممتدة بين الربع الأول من 2008م إلى نهاية الربع الأول من 2010م. ووفقاً لعمليات رصد قيمة تداولاتها الربع سنوية لنفس الفترة ومقارنتها بحجم تدفقات كل ربع سنة طوال تلك الفترة، فقد أظهرتْ أن تلك التدفقات الشحيحة وصلت معدلات تدويرها في السوق لعدد مرات تراوح بين 3 إلى 4 مرات!
هل يقفُ وراء هذا الإحجام الملفت عن السوق المحلية من قبل المستثمرين الأجانب أسباباً أخرى غير عدم قناعتهم بأداة اتفاقيات المبادلة؟! هل يأتي من ضمن تلك الأسباب انخفاض جدوى الاستثمار في السوق المالية السعودية مقارنة بمثيلاتها من الأسواق الناشئة؟ أم أن عدم شفافية الأنظمة المسيطرة على تعاملات السوق وتباين تطبيقها على عموم المتداولين أحد تلك الأسباب؟! أم أن أولئك المستثمرين منعهم -حسب وجهة نظرهم- صرامة تنفيذ أنظمة السوق، وحرص هيئة السوق المالية الكبير على دخول أموال ساخنة إلى السوق؟! أعتقد أنه من الضرورة القصوى أن تبادر هيئة السوق المالية والسوق المالية تداول باستطلاع آراء أهم الشركات والمؤسسات الاستثمارية العالمية حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم إقبالهم على أكبر سوق للأوراق المالية في الشرق الأوسط.
http://abdulhamid.net/wp-content/uploads/2010/08/ForeignersSwapAgreementq12010_thumb1.jpg
والسعوديون يرحلون من سوقهم المالية!!
ما زاد من وقع مفاجأة الإحصاءات التي أعلنت عنها مشكورةً مؤسسة النقد العربي السعودي لأول مرة؛ أن المستثمرين السعوديين شدّوا رحالهم من السوق إلى الأسواق الخارجية!! زادتْ وتيرة هذا الرحيل مع مطلع عام 2008م، وبرصد إجمالي التدفقات الاستثمارية التي خرجت من السوق المالية السعودية منذ مطلع 2006م (انهيار فبراير 2006م) إلى نهاية الربع الأول من عام 2010م قد وصل إلى أكثر من 174.5 مليار ريال (46.5 مليار دولار أمريكي)، ولعل هذا الهروب إذا صح التعبير يفسر تضاءل قيمة تعاملات السوق المالية ربعاً بعد ربع طوال تلك الفترة، ويُعد هذا الرقم كبيراً جداً إذا ما تم نسبته إلى القيمة الرأسمالية القابلة للتداول (تترواح بين 300 إلى 400 مليار ريال)، ولا شك أنه سيترك خلفه تأثيرات سلبية وضارة بالثقة في جدوى الاستثمار في السوق المحلية؛ شاهدنها ونشاهدها عياناً بياناً طوال تلك الفترة. بمجرد أن نعلم أن متوسط قيمة تلك التدفقات الاستثمارية الراحلة إلى الخارج للربع الواحد للفترة (الربع الأول 2006م – الربع الأول 2010م) قد بلغ 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار أمريكي)، وأخذه مساراً صاعداً طوال تلك الفترة (ارجع للجدول الثاني)، فإن هذا أيضاً بدوره يتطلّب بضرورةٍ قصوى أن تبادر هيئة السوق المالية والسوق المالية تداول بدراسة وبحث أسباب هذا الرحيل أو الهروب لأموال السعوديين من السوق المحلية، وخروجها خاصةً في هذه الظروف المقلقة لمختلف الأسواق الخارجية بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، وجديرٌ بالذكر أن هناك مستثمرين من الحجم الصغير والمتوسط قد يتعسّر عليه الخروج بأمواله إلى الخارج؛ إما بسبب قلة معرفته بالأسواق الخارجية، أو لارتفاع تكلفة إدارة أمواله في تلك الأسواق مقارنةً بضآلة حجم أمواله، أو بسببهما معاً، إلا أنه كما يبدو من تضاءل عدد المحافظ الاستثمارية النشطة في السوق، أنهم أيضاً بدورهم يقفون الآن خارج منصات تداولات السوق المالية جرّاء الخسائر الفادحة التي لحقت بمدخراتهم واستثماراتهم! وهذه أيضاً حالة بالغة الضرر على الجميع تتطلب دراسةً وبحثاً وتقصياً دقيقاً للأسباب الكامنة خلف هذا الإحجام من قبل هذه الشريحة أو الفئة من المستثمرين.
http://abdulhamid.net/wp-content/uploads/2010/08/Saudiinvestmentflowsabroadq12010_thumb.jpg