المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتحار المالكي



Stock Doctor
27-03-2010, Sat 10:30 PM
طالب المالكي أعضاء المفوضية العليا للانتخابات بالفرز اليدوي للأصوات ، دون أن يحدد في أي المراكز أو الأماكن المشكوك فيها ، بل طالب بإعادة الفرز في المحافظات السنية والكردية كلها ، وهذا يعني ثلاثة أشهر من العمل الشاق كما صرح فرج الحيدري رئيس المفوضية ، والذي رفض تصريحات المالكي جملة وتفصيلاً ، وأصر علي نزاهة عملية الفرز ودقتها .

كان إصرار رئيس المفوضية علي عدم إعادة الفرز بمثابة إصدار شهادة إنهاء خدمة المالكي كرئيس لوزراء العراق ، وخروجه من بؤرة الأضواء والنفوذ والسلطة ، فجن جنونه ، وطار صوابه ، فأقدم ليس فقط علي إرهاب أعضاء المفوضية الذين هددهم بالاعتقال ، وكلنا يعرف ما يجري للمعتقلين العراقيين في سجون المالكي السرية، وفنون التعذيب التي لا يوجد مثيلاتها ، حتى في سجن أبي غريب الرهيب ، لم يهدد فقط أعضاء المفوضية الانتخابية ، بل وصل الأمر لئن يهدد ويرهب الشعب العراقي كله بعودة العنف ، وخطورة هذا التهديد أنه صادر من رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ، من يستطيع أن يصدر أوامره للقوات المسلحة والمليشيات الدموية بالتحرك إلي أي جزء من العراق والتنكيل بأهله ، تحت أي مبرر من المبررات التي لن يعجز المالكي عن إيجادها .

خيارات المالكي المستحيلة

ربما يتعجب البعض من ردة فعل المالكي تجاه ما جري من نتائج العملية الانتخابية ، فهو يحتفظ بعدد كبير من كراسي البرلمان القادم ، ولابد أن يكون جزءً من أي عملية انتخابية قادمة ، فلماذا ثار مثل هذه الثورة العارمة ، وأصدر مثل هذه التصريحات الإرهابية؟

الحقيقة التي أدرك المالكي مرارتها أن أي تنظيم سياسي لن يستطيع أن يشكل الحكومة القادمة إلا إذا تحالف مع غيره من التنظيمات القائمة ، وبالنظر للكتل السياسية صاحبة العدد الأكبر في أعضاء البرلمان ، نجد أن مسألة بقاء المالكي في السلطة أصبحت شبه مستحيلة ، فالقائمة العراقية برياسة علاوي والتي نالت العدد الأكبر من المقاعد ، تختلف نهجاً وايدلوجية عن الائتلاف العراقي الذي يرأسه المالكي ، وهي تنظر للمالكي باعتباره رجلاً طائفياً ضيق الأفق له حساباته الخاصة مع إيران ، وليس له أجندة عمل وطنية تحترم كافة أطياف الشعب العراقي ، كما أن المالكي قد تجاوز كل الخطوط الحمراء ، وقطع كل احتمالات التواصل بإقدامه علي مذبحة المرشحين السنة ، واستهداف الكثير من مرشحي القائمة العراقية ، مما جعل مسألة التحالف بين التيارين مستحيلة ، كما أن علاوي لن يجازف أبداً بخسارة أصوات السنة الذين دفعوا به لقمة الفائزين في الانتخابات ، بوضع يديه في يد عدو السنة الأول في العراق .

أما الائتلاف الوطني العراقي والذي يتألف من عدة تكتلات شيعية متعصبة بزعامة عمار الحكيم ، فهو وإن كان يشترك مع المالكي في عداوة السنة ، واضطهادهم والرغبة في تهميشهم تماماً من الساحة السياسية ، إلا أن تجربة الائتلاف السابقة مع المالكي في الانتخابات السابقة ، تركت جرحاً غائراً في نفسية كثير من قادة هذا التيار ، فالمالكي الذي وصل لسدة الحكم في العراق بفضل تحالفه مع هذا التيار من قبل ، سرعان ما انقلب علي رفقاء الأمس ، وأخذ في استبعاد حلفائه القدامى والذين كان السبب الرئيسي لنجاحه في سنة 2005 ، واستفرد بالقرار ثم انسحب من هذا التحالف بالكلية ، ليصيبه بصدع كبير تلاشي معه التحالف القديم وانشطر لتيارين مختلفين ، ائتلاف دولة القانون تحت زعامته ، والائتلاف الوطني بزعامة الحكيم الصغير ، ولن يكون هناك مجال للتحالف بين رفقاء الأمس وخصوم اليوم حتى ولو ضغطت إيران إلا إذا تنازل المالكي عن رياسة الوزراء لشخص آخر من الائتلاف الوطني .

أما رابع التكتلات السياسية الكبيرة وهو تكتل الأكراد في الشمال ، فهو وإن كان علي ما يري الناظر متماسكاً إلا أن الصدع قد أصابه هو الآخر ، فخصوم طالباني قد أوجعوه في كركوك الغنية بالنفط عندما صوتوا لصالح علاوي ، وأصبحت مسألة انضمام كركوك لمنطقة كردستان العراق محل شك كبير ، وأصبح الصوت الكردي متأرجحاً بين المالكي وعلاوي ، وإن كان سيميل علي ما يبدو في الأيام المقبلة مع المالكي بسبب مطالبة طارق الهاشمي رئيس الحزب الإسلامي ، وأحد أعضاء كيان علاوي بمنصب رياسة الجمهورية ، وهو الأمر الذي أقلق الأكراد وجعل طالباني يتضامن مع المالكي ويطالب بإعادة الفرز ، وعلي كل فالصوت الكردي رهين الإرادة الأمريكية ، ولا يبالي بمتغيرات المشهد السياسي العراقي .

ومهما يكن من تحالفات أو تكتلات بين التيارات السياسية صاحبة النصيب الأكبر من كعكة الانتخابات ، فإن الذي لا شك فيه أن نهاية المالكي قد اقتربت كثيراً ، وتهديداته الجوفاء لا تدل إلا علي إفلاس سياسي وفشل ذريع يتجرع مرارته ، وسترغمه إيران علي التحالف مع الائتلاف الوطني بزعامة الحكيم ، وتحت رياسة شخصية أخري غير المالكي ، ليبقي الصوت الإيراني سيد الموقف في العراق ، ولن تضحي إيران بكل ما حققته من مكتسبات طوال السنوات الماضية بالعراق من أجل بقاء المالكي في السلطة ، والمالكي لن يجد مفراً من قبول هذا الشرط المهين الذي هو بمثابة الانتحار السياسي لسيد الطائفية في العراق ، ويا لها من نهاية تليق به!!!

IBAN
30-03-2010, Tue 9:05 AM
المالكي هل كان يريدها ملكيه؟!
سلاح العاجز التشكيك في النتائج ان لم تكن في صالحه