المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا نجاح من دون القليل (أو الكثير) من العشوائية



المعمر
08-03-2010, Mon 8:14 AM
من جريدة الاقتصاديه


محمد بن عبد الله القويز


في الأسبوع الماضي سعدت باللقاء بالمفكر والكاتب


« نسيم نكولاس طالب »


مؤلف كتاب « مخدوع بالعشوائية Fooled by Randomness»


وكتاب «البجعة السوداء Black Swan»


والخبير العالمي في علم الفرضيات والاحتمالات.


وقد كان أكثر ما شدّني لحضور ندوته ولقراءة كتاباته هو نظرته لدور العشوائية في


حياتنا جميعاً، سواء في الاستثمار أو غيره.


فإحدى نقاطه الرئيسية أن الشخص الذي يتمتع بقدر من الذكاء والجد والاجتهاد


والابتعاد عن المخاطرة سيحقق حداً أدنى من النجاح باحتمالية عالية، ومثاله على


ذلك هو طبيب الأسنان، أو غيرها من المهن التي يكون فيها الارتباط كبيراً بين


مهارة المرء ومقدار نجاحه. أما أي نجاح أكبر من ذلك فهو وليد العشوائية أو


الصدفة أو ما قد نسميه (التوافيق) في عرفنا الدارج، وبالرغم من أن الكثير من


الناس يحاولون تفسير النجاح لهذا الشخص أو ذاك معددين الأسباب التي جعلت


(فلانا) أو (علانا) شديد النجاح، إلا أن هذه التفسيرات لا تعدو كونها محاولات لتبرير


العشوائية والصدفة بعد حدوثها.


ومثال المؤلف في هذا الصدد هو افتراضه لمسابقة عالمية لرمي القرش (العملة


المعدنية وليس السمكة)، فكلنا يعلم أن الجهة التي يقع عليها القرش هي مسألة


احتمال وليست مسألة قدرة (واحتمال الحصول على أي جهة لدى رمي القرش هو


50 في المائة) فلو افترضنا أن القاعدة في المسابقة أن الشخص الذي يحصل على


جهة (الوجه) من القرش عندما يرميه يتأهل للدور التالي بينما الشخص الذي يحصل


على جهة (الكتابة) يخرج من المسابقة، بحيث يستمر هذا المنوال حتى الوصول إلى


فائز. ولو كان عدد المشاركين كبيراً بما فيه الكفاية فيمكننا في هذه الحالة تصور


شخص يفوز في المسابقة برميه القرش على جهة (الوجه) 40 مرة متتالية. بالطبع


بالرغم من أن فوز هذا الشخص هو مجرد مسألة احتمال أو حظ، إلا أن التغطية


الإعلامية لهذا (البطل) الجديد لن تخلو من الاهتمام بشخصيته ومحاولة تفسير نجاحه


(فتقول على سبيل المثال إنه يتدرب على رمي القرش ساعة كل يوم، أو أن إبهامه


المفلطح يساعده على رمي القرش بالوجه الذي يشاؤه)، وغيرها من الفرضيات


والأقاويل بمهارة هذا (البطل) الجديد، بالرغم من أن نجاحه في نهاية المطاف كان
وليد الاحتمال والحظ بالشكل الأكبر.


نقطة المؤلف في هذا الصدد أن العديد من جوانب الحياة، خصوصاً تلك المبنية على


قدر كبير من النجاح كالتجارة أو الاستثمار أو المناصب الكبيرة أو غيرها، تقترب من


تلك المسابقة لرمي القرش، فهي تنطوي على قدر أكبر من العشوائية أو الحظ أو


التوفيق (وبالرغم من أن الإعلام والرأي العام كثيراً ما يحاول تفسير الأمور بمجرد


الإشارة للمهارة أو القدرة) لذا فما بوسع الشخص الذي يود تحقيق قدر كبير من


النجاح إلا تعريض نفسه لقدر كبير من العشوائية أملاً بأن (تضرب معه) أحدها على


سبيل الاحتمال. ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار قائمة فوربس لأغنى 100 شخص


في العالم بمثابة قائمة بأبطال مسابقة رمي القرش. لا يعني ذلك أن الناجحين لا مهارة


أو جهد لهم، ولكن المهارة والمجهود وحدهما لا يمكنهما تحقيق شيء غير الحد


الأدنى من النجاح (وتذكر طبيب الأسنان من ناحية وبطل العالم في رمي القرش من


ناحية أخرى).


ومن هذا المنطلق أيضاً كتب مؤلف آخر «مايكل راينور مؤلف كتاب/ معضلة


الاستراتيجية The Strategy Paradox» أن عكس النجاح ليس الفشل، إنما


عكس النجاح هو الأداء العادي أو المتوسط إذ إن عديدا من القرارات التي سببت


الكثير من النجاح للبعض هي القرارات ذاتها التي سببت الفشل لآخرين، ليس لسبب


إلا لاختلاف الأقدار والاحتمالات. أما الذين يتجنبون هذه القرارات تماماً فإنهم


يحكمون على أنفسهم بحياة من التوسّط، فلا احتمال للفشل ولكن لا مجال للنجاح


أيضاً.


ومن العرض الوارد بعاليه أود أن أستخرج لأعزائي القراء الدروس التالية:


أولاً: لا تأخذ النجاح كوسيلة لقياس أدائك أو قيمتك في الحياة، فنجاح معظم الناس


(خصوصاً النجاحات الكبيرة) هو وليد العشوائية أو الحظ أو التوفيق، أكثر منه نتيجة


للمهارة أو الجهد.


ثانياً: كل ما يمكن المرء التحكم به هو تعريض نفسه لأكبر قدر من العشوائية بتكرار


مستمر أملاً في تحقيق النجاح في إحدى هذه المرات، مع علمه بأن احتمال الفشل


في كل حالة على حدة هو أقرب من النجاح، ولكن المرء يأمل أن تكرار المحاولة


مرة تلو أخرى قد يؤدي لأن (تضرب معه) في إحدى هذه المرات. لكن لا بد في هذه


الحالة من أن يكون المرء واعيا بمدى مخاطرة وعشوائية ما هو مقدم عليه ومتقبلاً


لنتائجه، سواء كانت جيدة أو سيئة (والنتائج السيئة عادة ما تتكرر أكثر من النتائج


الجيدة).


ثالثاً: إذا كان ليس بمقدور المرء تحمل عواقب الفشل، فلا بأس من أن يأخذ المنحى


الأقل عشوائية، الذي يعتمد على قدر أكبر من المهارة والجهد من الحظ والمغامرة،


مع علمه بأنه بذلك سيحقق الأمان ولكنه يتنازل عن احتمالية تحقيق أي نجاح كبير،


لأن أي نجاح كبير لا بد أن ينطوي على قدر من المغامرة. ولا بأس أن ينحو الشخص


هذا المنحى فيما يكفي حاجاته وحاجات أولاده الأساسية (كالمسكن والمأكل...إلخ)


ويغامر فيما سواها.

بريماكس
08-03-2010, Mon 8:39 AM
كلام رائع

ولكن جله لاينطبق لدينا

فجل نجاحات ربعنا يتداخل بها الفساد !

اشكرك

دايم أخضر
08-03-2010, Mon 8:41 AM
بارك الله فيك
فعلا الدنيا توافيق والله تعالى كتب رزق المرء قبل ولادته وهل هو شقيا أم سعيد.
ولكن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أعقلها وتوكل).

وأنا أقرأ الموضوع خطر في بالي أثنين من الأصدقاء أحدهما شخص ذكي جدا ولا يوجد في قاموسه عبارة مستحيل أوصعب ،
بينما صديقنا الأخر يمشي كالمتبوع للرجل الذكي فهو لا يحاول التفكير في اتخاذ أي قرار من نفسه وإن قرر لا يثق أبدا في قراراته
لذلك ينصاع بشدة لرأي صديقنا الذكي.
الغريب في الأمر أن المتبوع يتمتع الأن بثروة وتجاره واسعه حصل عليها بالبركه كما يقال حيث يتبنى أي فكره يذكرها صديقنا الذكي ،
بينما صديقنا الذكي وضعه المادي عادي بسبب خسائر متكرره حدثت له أو كما يقال بالعاميه ( وين ما يطقها عوجا).:)

والمثل المصري يقول ( لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش):)

المعمر
08-03-2010, Mon 9:02 AM
اشكرك يا بريماكس

انا اختلف معاك ,,

بالعكس فشلنا على متسوى الوظيفه يعود لسبب وحيد

انها لا تلائم توجهنا

انماط الذكاء يجب ان تتلائم مع الوظائف

ولا يفتح الله !


بارك الله فيك
فعلا الدنيا توافيق والله تعالى كتب رزق المرء قبل ولادته وهل هو شقيا أم سعيد.
ولكن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أعقلها وتوكل).

وأنا أقرأ الموضوع خطر في بالي أثنين من الأصدقاء أحدهما شخص ذكي جدا ولا يوجد في قاموسه عبارة مستحيل أوصعب ،
بينما صديقنا الأخر يمشي كالمتبوع للرجل الذكي فهو لا يحاول التفكير في اتخاذ أي قرار من نفسه وإن قرر لا يثق أبدا في قراراته
لذلك ينصاع بشدة لرأي صديقنا الذكي.
الغريب في الأمر أن المتبوع يتمتع الأن بثروة وتجاره واسعه حصل عليها بالبركه كما يقال حيث يتبنى أي فكره يذكرها صديقنا الذكي ،
بينما صديقنا الذكي وضعه المادي عادي بسبب خسائر متكرره حدثت له أو كما يقال بالعاميه ( وين ما يطقها عوجا).:)

والمثل المصري يقول ( لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش):)


مداخله اكثر من رائعه

تسلم يا شيخ

اتفق معاك تماما

علي محمدسليمان
08-03-2010, Mon 9:13 AM
ابو مشاري كلام رائع وحقيقي وواقعي ولا يختلف علية اثنان من وجهة نظري

شهد
08-03-2010, Mon 10:01 AM
يوه توي ارتحت كلام في الصميم

ابو المحاميد
08-03-2010, Mon 10:50 AM
الشكر لك الأخ المعمر على النقل الجميل ...


الموضوع فيه الكثير من التحليل الفلسفي للحياة ونتائجها ...
ولكنه يصيب الهدف في مجمله ... خصوصا في تأثير "العشوائية" على النجاح ...

وما ذكره الكاتب صحيح بإفتراض تكافؤ الفرص بين المتسابقين ... وبإفتراض أن المسابقة مفتوحة بنفس القدر لمشاركة الجميع ...
والأهم ... أن المثل الذي إفترضه الخبير (رمي العملة) ... له نتائج محددة : فشل أو نجاح ...
وهذ المثل ينطبق بشكل كبير على سوق الأسهم الشفاف ...
حيث للجميع نفس الفرصة في الشراء والبيع ... والدخول والخروج ... حسب ما يصلون إليه من معلومات وتقديرات ...

*****

هناك عوامل أو ظروف لا يتحكم بها الشخص ... تحدد من هم المتسابقون الذين يدخلون المسابقة ... ليخرج من بينهم فائز واحد ...
هذه العوامل أو الظروف قد تساعده على أن يكون من بين المجموعة المحظوظة ... ليحصل على فرصة الفوز ... أو تمنعه من ذلك ...
قد يكون من أهم هذه العوامل القرب من المسابقة ومنظميها ...
في سوق الأسهم : القرب من المعلومة !!! :cool:
وفي سوق العمل : القرب من رئيس الشركة !!! :rolleyes:

...

IBAN
08-03-2010, Mon 10:56 AM
الشكر لك الأخ المعمر على النقل الجميل ...

المعمر
08-03-2010, Mon 12:26 PM
ابو مشاري كلام رائع وحقيقي وواقعي ولا يختلف علية اثنان من وجهة نظري


الله يحييك


يوه توي ارتحت كلام في الصميم


الله يديم هالراحه :)





الشكر لك الأخ المعمر على النقل الجميل ...




الموضوع فيه الكثير من التحليل الفلسفي للحياة ونتائجها ...
ولكنه يصيب الهدف في مجمله ... خصوصا في تأثير "العشوائية" على النجاح ...


وما ذكره الكاتب صحيح بإفتراض تكافؤ الفرص بين المتسابقين ... وبإفتراض أن المسابقة مفتوحة بنفس القدر لمشاركة الجميع ...
والأهم ... أن المثل الذي إفترضه الخبير (رمي العملة) ... له نتائج محددة : فشل أو نجاح ...
وهذ المثل ينطبق بشكل كبير على سوق الأسهم الشفاف ...
حيث للجميع نفس الفرصة في الشراء والبيع ... والدخول والخروج ... حسب ما يصلون إليه من معلومات وتقديرات ...


*****


هناك عوامل أو ظروف لا يتحكم بها الشخص ... تحدد من هم المتسابقون الذين يدخلون المسابقة ... ليخرج من بينهم فائز واحد ...
هذه العوامل أو الظروف قد تساعده على أن يكون من بين المجموعة المحظوظة ... ليحصل على فرصة الفوز ... أو تمنعه من ذلك ...
قد يكون من أهم هذه العوامل القرب من المسابقة ومنظميها ...
في سوق الأسهم : القرب من المعلومة !!! :cool:
وفي سوق العمل : القرب من رئيس الشركة !!! :rolleyes:



...



لاقام لك حظك - باع لك واشتراك

:)


الشكر لك الأخ المعمر على النقل الجميل ...




الله يحييك

صقر أبو خالد
08-03-2010, Mon 12:36 PM
التوكل و الاعتماد على الله سبحانه و تعالى ثم الاعتماد على النفس ..
و الباقي قدر الله و ما شاء الله فعل سبحانه ..


تهقااااا يمدينا على الأول يابو معمر ؟؟:):(


:D:D

المعمر
08-03-2010, Mon 12:38 PM
التوكل و الاعتماد على الله سبحانه و تعالى ثم الاعتماد على النفس ..

و الباقي قسمه رب العباد ..


تهقااااا يمدينا على الأول يابو معمر ؟؟:):(



:D:D



صقرنا الغالي ماظني يمديك ,, يا الله حسن الخاتمه :D

عني ,, مازلت في مقتبل العمر ومشواري وتخبطاتي فيها رجاا :p

عسى الله يجيبها