المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عضو هيئة كبار العلماء وزير العدل "الاختلاط بدعة مصطلحية"



رادار الشاشة
28-10-2009, Wed 8:35 PM
بما ان "الرد" موجود دون الموضوع الأصلي.. هذا هو الموضوع الأصلي الذي يتحدث عنه البعض....

أكد معالي وزير العدل الشيخ الدكتور محمد العيسى أن جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تمثل منعطفاً مهماً، ونقطة تحول تاريخية، لم تكن ميلاد لحظة، بل هاجس أمة، اختزلها القدر في عزيمة رجل، لتضاف في سجل الخالدين بعد أن تكونت في ربع قرن من الفكر والتدبر، والتأسيس والصياغة، يحفزها ماض إسلامي يعتز بإرثه، وصروحه، وأثره وتأثيره، عز عليه غياب مجده العلمي، وحضوره الفكري، قروناً تطاول عهدها، واندرست معالمها، وكان لتصميمه، وإرادة الخير للعالمين معنى آخر، تغيرت فيه المعادلة، فصار بفضل الله عليه، وعلى وطنه، وأمته، والعالم بأسره نعم الخلف في الزمن الصعب.

وأضاف لقد تعلمنا من سنة الله في خلقه أنه لا ثبات إلا للحقائق، مصداقاً لقوله سبحانه: «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال»، وإرادة الخير لا تستثني أحداً «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، و«في كل كبد رطبة أجر»، و«لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم»، ولا يكون هذا بالانكفاء والتوجس، بل بالصبر والعمل على بصيرة من حقائق العلم، وتجليات الفكر المستنير، التي تنطق بسلامة الهوية، وعظمة المنهج، وعالمية الرسالة.
لقد خطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - خطوات موفقة في سبيل إعادة إرثنا التليد؛ ليكون في مستوى الحضور والريادة، مستذكراً منجزات قاماتنا الكبرى، وحلقات وصلنا، وتواصلنا مع العالم أجمع، في شهود حضاري وتألق علمي، على حين فترة من الانقطاع والفتور.

ولم يغب عن هذه الأمة الإرادة القوية وهي تتألق بعزمها وتصميمها، واثقة بربها؛ لخدمة الوطن، والأمة، والإنسانية أن مشاريع النجاح الكبرى، لا تكون بحجم أصحابها، ما دامت مهددة لا متاعب فيها؛ ليتم تتويج النجاح، بتجاوز متاعبه، مقروناً بتحقيق حلمه الكبير.

أما الاجتهادات الأخرى سواء بأوهامها أو تجاوزاتها، فإنها تحال بكل ثقة على مقاصد الدين، ووضوح نصوصه، ورحابة ساحته، فهي الكفيلة بتجاوزها دون الدخول معها في سجال أو نقاش، لكونها من أيسر وأعبر المحطات التي تمر بها النجاحات.

ولقد سمعنا جميعاً عن التوجس من الاختلاط، بحجة تطبيق مفاهيم الإسلام في صيانة المرأة، وحراسة فضيلتها، وعفافها، فكان من الأسف الخلط في هذا: «الاختلاط»، وهو ما لا يعرف في قاموس الشريعة الإسلامية إلا في أحكام محدودة - كمباحث الزكاة - المنبتة الصلة عن معنى هذا المصطلح الوافد، ليشمل في الطروحات المتأخرة ببدعة مصطلحية لا تعرف في مدونات أهل العلم، في سياق تداخل مصطلحها المحدث بمصطلح الخلوة المحرمة التي لا تجيزها فطرة أي مسلم له كرامة وشيمة، فضلاً عن احترامه لأحكام شريعته التي صانت الأعراض، ووضعت السياج المنيع، لأي سبيل قد تخترق هذه المُسلَّمة الإسلامية المتفق عليها.

لقد حرم مفهوم الاختلاط المحدث، ونعى (من حيث يعلم أو لا يعلم) على مشاهد في السيرة النبوية، وسيرة الخلافة الراشدة، وسلف أمتنا الصالح، ومن لازمة التعقب على المشرع، يقول المولى جل وعلا: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون».

وفرق بين لقاء تجمعه الحشمة والعفة على رؤوس الأشهاد، متوخياً التحفظ من أي طريق قد تفضي للمحظور الشرعي (كالخضوع في القول، والتبرج، والزينة، والتساهل في التحفظ، وغض البصر، واحتكاك أي منهما بالآخر)، وبين لقاء على غير هذا الهدي الإسلامي المبارك.

وبضوابط الشريعة سار ركب المجتمع المسلم، في صور حية نشهدها كل يوم في شعائرنا: كالصلاة والحج والعمرة، وكذا معاملات الناس بيعاً وشراء، حيث دعيت المرأة للشهادة «واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء»، وكيف تكون شهادة المرأة على البيوع كما أراد الله، وهذا المصطلح المحدث (الاختلاط) بين أظهرنا خالطاً بينه، وبين مفهوم الخلوة المحرمة.

إننا - بفضل الله - لا نقل غيرة على محارم الله، ولا على تقديرنا لأبعاد الفساد الأخلاقي الذي ينافي مقاصد العلم والمعرفة، ويفسد المجتمعات، لكننا أمام شريعة غراء فهمت عن أحوال الناس مقصادهم وما تصلح به أمورهم، فوضعت قواعد وحواجز فحرمت أموراً، وأجازت أخرى، بضوابط لا تفضي للمحرم، وتلك شريعة الكمال التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها تنزيل من حكيم حميد، وتحذير نصوصها من الخلوة المحرمة، والتبرج أمام الأجانب أو لبس الزينة، أو الخضوع في القول، وأمرها بغض البصر، شاهد على أن المرأة تحضر المجامع، وتكلم الرجال بقدر الحاجة، ولو لم تكن كذلك لما كان لهذه النصوص معنى، ومن غار على الحرمات فوق غيرة الشرع، دخل في حيز الوسوسة، وسوء الظن بالناس، والتعقب على الشريعة.

وفي هذا السياق ما ثبت في الصحيحين عن أم الفضل بنت الحارث - رضي الله عنها - «إن أناساً تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره، فشرب»، وذكر شراح الحديث بأن هذا أصل في المناظرة في العلم بين الرجال والنساء.

ومن ذلك ما ثبت في الصحيح عن سهل بن سعد، قال: «دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت امرأته يومئذ خادمهم، وهي العروس، قال سهل: أتدرون ما سقت رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ أنقعت له تمرات من الليل، فلما أكل سقته». وفي رواية: «فما صنع لهم طعاماً، ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد»، وذكر أهل العلم في شرح هذا الحديث: جواز خدمة المرأة لزوجها ومن يدعوه عند الأمن من الفتنة، ومراعاة ما يجب عليها من الستر، وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك، قلت: وقد كان هذا شائعاً في القديم في مجتمعاتنا، يحفه نهج سلفنا الصالح في البراءة، والحشمة، والتحفظ، على فطرة الإسلام، وطيب النيات والمقاصد.

ومن نماذج الاختلاط اجتماع النساء في الجهاد، حيث يضطلعن بنقل الماء إلى المجاهدين ومداواة جرحاهم، وهذا سائغ شرعاً، وإن أفضى إلى مخالطة النساء للرجال، لما يتولد عن هذه الأعمال من تحقيق المصالح الشرعية، يشهد لهذا ما روته الربيع بنت معوذ - رضي الله عنها - قالت: «كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه ولسم - فنسقي القوم، ونخدمهم، ونرد القتلى إلى المدينة». وفي رواية: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نسقي، نداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة

ومن اجتماع المرأة بالرجل للمصلحة الشرعية، اجتماع الرجال بالنساء لوعظهن وتعليمهن، ففي الصحيح عن ابن عباس قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد، فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا بعد، ثم مال على النساء ومعه بلال، فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن».

أننا لا نجد فرقاً بين جمع عام مشمول بحسن المقصد وسمو الهدف، يجتمع - على نبل غايته ورحابة فنائه - الرجال والنساء، يحفهم السمت المنوه عنه، وبين جمع آخر بين الرجال والنساء على مقصد تعبدي نجده تحديداً في طوافهم سوياً، بالبيت العتيق، وسعيهم بين الصفا والمروة، ورميهم الجمار على صعيد واحد، تتجلى في جمعهم المبارك آداب الإسلام الرفيعة، وكل هذا مشمول بالمدلول اللغوي والمصطلح المحدث للاختلاط فهل نمنعه؟، أو نغالي في التوجس ونقول: ينظم ذلك، فساعة للرجال وساعة للنساء؛ لأن الزمن تغير، وأصبح يفضي إلى شر، وأن من الأشرار من رصد في مواطن العبادة وهو يتعاطى المنكر مستغلاً هذه الشعائر المختلطة، إن أفق الإسلام أسمى من هذا كله، وأكثر احتياطاً وتحفظاً وغيرة على محارم الله، وقد أبقى مشهده على مر الزمان يقف أعظم شاهد على أن مصطلح الاختلاط دخيل على قاموس الشرع.

ولو عممنا قاعدة الاختلاط لمنعنا من اجتماع الرجال والنساء في الأسواق والأماكن العامة، فلا ترى المرأة وحولها رجل، لدخول ذلك في معنى الاختلاط المحدث!!.

وكلام فقهاء الإسلام في هذا واضح ومبسوط في مدوناتهم، لا نطيل بذكره، ويهمنا أن نشير إلى أن دين الله أولى من يحتاط له، وأن تحريم الحلال كتحليل الحرام. والعجب من أناس احتاطوا تحت ذريعة سد الذرائع في أمور لم يجر الاحتياط لها في شعائر الإسلام، فناقضوا مشروعهم ونعوا على أنفسهم.

ولا شك أن شيوع مصطلح الاختلاط بدل الخلوة غير الشرعية من الجناية العمدية على المصطلحات الشرعية، وتحميل نصوصها ما لا تحتمل، بل زاد الأمر حيث اكتسى هذا المصطلح الغريب حصانة منتحلة، في حين خالفته نصوص الشرع ونقضت مفهومه، على ما سبق الاستدلال به.

وكثيراً ما يحتج المستدركون على شريعة الله بالآراء والمصطلحات، بتغير الزمان وفساد الأحوال، وأن الأحكام يجب أن تتغير تبعاً لذلك، ونحن إذ نقر بهذه القاعدة الرحبة، فإننا لا نوافق على إيرادها هنا البتة؛ لتغليب حسن الظن بالناس، ما دام شعار العفة والابتعاد عن الفتنة ومواطن الريبة هو السائد في السمت العام، فضلاً عما يلزمه منه من منع الرجال والنساء من أداء شعائر الدين على ما جرت به عادة أهل الإسلام.

ولا يخفى ما يلاحظ من التساهل في قبول بعض المصطلحات الوافدة وإلحاقها بشرع الله، وليس لها من حجة سوى ما ساد من قول، وراج من مصطلح، وكان حرياً أن تعرض على نصوص الشريعة فما وافقها أخذ به، وما خالفها ترك، كما هي قاعدة الشرع، حتى لا نقع في المخالفة والبدعة.

نعود بعد هذا إلى الصرح الكبير الذي شيده خادم الحرمين الشريفين ليكون معلماً بارزاً في تاريخ الأمة، وإحياء لعصور الازدهار في ذاكرتنا الإسلامية، بما قدمه من منظومة ذات رؤية وهدف، تتوخى تقديم مشروع يبقى في ذاكرة التاريخ خيراً للوطن والأمة والإنسانية، أكدت ذلك مضامين الخطاب الملكي الكريم القاضي بإنشائها؛ حيث قال - يحفظه الله - في استهلالة موفقة:

(قال الله تعالى في كتابه الكريم «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون». إن هذا المبدأ العظيم يعلي شأن مكان العلم؛ باعتباره الوسيلة الأسمى لنشر نوره ويحث الناس جميعاً على اكتساب العلم والمعرفة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس»، لذلك فإن أعظم

الأعمال هو ما دام نفعه للأجيال القادمة، ومن هنا كان الوقف عنصراً جوهرياً في بناء الحضارة الإسلامية، ورغبة مني في إحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة التي ميزت العالمين العربي والإسلامي في العصور الأولى، فقد رأيت أن أؤسس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، وستمثل الجامعة، باعتبارها «بيتاً جديداً للحكمة»، منارة للسلام والأمل والوفاق، وستعمل لخدمة أبناء المملكة، ولنفع جميع شعوب العالم؛ عملاً بأحكام ديننا الحنيف؛ حيث يبين لنا القرآن العظيم أن الله تعالى خلق بني آدم من أجل أن يتعارفوا «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، وإنني أرغب أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث؛ وأن نعلم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدربهم، وأن تعزز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز» أه.

وكان التفاعل الكبير مع هذا التوجه الميمون على مستوى الطموح والتطلعات، ترجمة باختصار كتاب سمو ولي العهد في سياق تهنئة تفيض شعوراً وتقديراً للمنجز الكبير، قال فيه - يحفظه الله -: «لقد عرفتك شغوفاً بالوطن، مخلصاً للعقيدة، وفياً للأمة، محباً للإنسانية، وحريصاًعلى العلم وأهله، فسخرت يا سيدي ما تملك من مال وجهد ومكانة للتوفيق بين الحضارات، ولنشر قيم العدل والتسامح، وعملت على تقديم الحوار سبيلاً لحل النزاعات وتبديد الخلافات وفتح قنوات التعاون الحضاري بين الأمم والشعوب، فعرفكم العالم قائداً ملهماً، وسياسياً حكيماً، داعياً للسلام، مبشراً بالخير، عطوفاً على الفقراء، وحريصاً على العلماء، تفيضون إنسانية ورحمة، فأتت هذه الجامعة رمزاً لتلك الجهود، وثمرة نقطفها اليوم، بعد أن ولدت حلماً، وتربت فكرة، وتجسدت مشروعاً، رعيتموه لبنة لبنة، وخطوة خطوة، إيماناً منكم بأهمية وأفضلية العلم، كما في قوله تعالى:«قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولو الألباب»، وقد جاءت هذه الجامعة لتجسد رغبة منكم في أحياء ما صلح به أول هذه الأمة وساد، لتستوي اليوم شامخة بدعمكم، تعمل لخدمة شعب المملكة، وتنهل منها شعوب العالم، يجتمعون في رحابها، يربط بينهم رحم العلم، ويجمعهم الأمل، مصداقاً لقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)أه.

على هذه الأسس المباركة والنوايا الطيبة اعتلى بناء هذا الصرح الشامخ، وستمضي قافلته - بإذن الله - على ما أراد الله لها، ليكسب الوطن رهان الكبير، ويسير مسدداً - بعون الله - إلى خير دنياه وأخراه.

ولا نختلف أنه ما أعاق تقدم الأمة من شيء مثلما أعاقته التوجسات والأوهام، ولا يخفى أن الفوات العلمي، وغياب معاني النصوص، واحتكار الصواب، وتلقف السائد، دون عرضه على محك النصوص، جناية على الشريعة، والأمة.

لقد حقق الإسلام عالميته بشمول نصوصه، وأفق علمائه، وعزم رجاله، وكان ذلك في قرون سالفة، تسعى إرادة الخير لتجديد عهدها وتبوئها ما يليق بها من مكانة، في سياق المصالح العليا لإعادة مجد الأمة، أجزل لخادم الحرمين الشريفين مثوبة هذه الصدقة الجارية، وجعلها في ميزان حسناته، ووصلاً في عمره، وصلة لعمله.

وكلنا نستذكر أن الدولة في عهد التأسيس احتوت نماذج سجلها التاريخ، وما كان لها أن تتجاوزها لولا ما تتمتع به من أصالة في فكرها الإسلامي الواعي، في فصول متتالية، من أبرزها التحفظ على تعليم المرأة، وتحريم وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، ذاكرتنا لا تنسى المواقف المتسرعة من تقنية الاتصال البرقي، وأثير الإعلام وغيرها، كثير، وما ظلم الإسلام مثلما ظلم بالافتراء عليه، وتعظم الفرية عندما تستعار له بعض المفاهيم الوافدة والتصورات القاصرة، على أنها من دين الله وما هي من دين الله، ويزيد الأمانة علة عندما تترسخ هذه المفاهيم على مر السنين ويشتد عودها، وتعالجها النفس من الداخل على أنها دين تدين الله به، في حين لا تعدو كونها عادة وسلوكاً سائداً أكسبه الوقت القرار في النفوس، يلوح في الأفق كالفجر الكاذب لا يجليه إلا ضياء الصبح.

إننا لنحمد الله أن فضيلتنا التي تأسس عليها كيان الدولة، وأشرق بها جبينها، لم تنتهك يوماً في المشهد العام = دون رصد وجزاء - حتى تنتهك في محفل العلم والمعرفة، إن من مسلمات الإسلام أن الحق لا يعرف بالرجال، وميزانه شرع الله، في نصوص مضيئة أوضح من محيا النهار، محجتها بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وليست العصمة إلا لأنبياء الله فيما يبلغونه عن ربهم جل وعلا، وكل سيحاسب على قوله وفعله، ودين الله لا يخاطر به، ولا يزايد عليه، والفضيلة عرض وكرامة، تأصلت في الوجدان والكيان، والحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، على هدى وبصيرة، وبالله التوفيق

هايم
28-10-2009, Wed 8:39 PM
اشكرك رادار الشاشه واشكر فضيله الشيخ العيسى ليس لمقالته تلك فقط ولكن بحسب ماسمعته من نزاهته ومحاربته للفساد في وزاره العدل وماسمعنا عن كثيرا من الاصلاحات اللتي بدآها ولا اعتقد ان كثيرا مما ظهر على السطح بعد توليه الوزاره يكرهه احد ماعدا اصحاب الهوى والمصالح.


تحياتي.

رادار الشاشة
28-10-2009, Wed 8:42 PM
بعض المعلومات عن سيرة الشيخ...

مؤهلاته

حاصل على بكالوريوس من كليةالشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

حاصل على ماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام.

حاصل على دكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات.

تواصل مع عدد من المؤسسات العلمية والبحثية داخل المملكة وخارجها حول مباحث القانون العام (القانون الإداري والقانون الدستوري) وتعزيز الجانب التطبيقي لديها من واقع مبادئ القضاء الإداري في السعودية.

حصل على العديد من الدورات التَّدريبية في القضاء والإدارة القضائية، وشارك في الكثير من ورش العمل الحقوقية داخل السعودية وخارجها.

عضو هيئة تدريس بالدراسات العليا بالدراسات العليا بجامعة الإمام - المعهد العالي للقضاء.

عضو هيئة تدريس في قسم «القانون العام» في كلية الأنظمة والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود.

عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.

عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها.

عضو الجمعية الفقهية السعودية.

عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية.

عضو لجنة تطوير قسم الأنظمة بجامعة الملك سعود.

عضو الاتحاد العربي للتحكيم الدولي بجامعة الدول العربية.

نائب ـ سابق ـ لرئيس مجلس أمناء الجمعية العربية للقضاء الإداري بجامعة الدول العربية.

مناصبه

تدرج في عدد من الوظائف الحكومية، فعمل في السلك القضائي ـ قاضياً ـ والتوثيقي ـ كاتب عدل ـ في وزارة العدل.

عين باحثاً علمياً في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ليتعين فيما بعد عضواً في الهيئة.

استأنف تدرجه في عضوية السلك القضائي بديوان المظالم ـ القضاء الإداري ـ إلى أن ترقى إلى درجة قاضي تمييز،

تعين بترشيح رئيس الديوان نائباً للرئيس بدرجة رئيس محكمة تمييز.

ندب - أثناء عمله في ديوان المظالم ـ مستشاراً في مجلس الوزراء السعودي .

عين وزيرا للعدل في يوم السبت 14 فبراير 2009

أعماله في ديوان المظالم السعودي
رئاسة لجنة التعاملات الإلكترونية.
رئاسة اللجنة العلمية الدائمة للتحكيم.
رئاسة لجنة إعداد اللوائح التنفيذية لنظام الديوان.
شارك ممثلاً لديوان المظالم في إعداد وصياغة قانون السلطة القضائية السعودي وقانون مرافعاته في القضاء العام والقضاء الإداري.

مؤلفاته

التأخير وأحكامه في الفقه الإسلامي - رسالة علمية أوصت لجنة المناقشة والحكم
بطباعتها وتداولها بين الجامعات.

أحكام غير المسلمين في مجلس القضاء الشرعي.

تأسيس الحكم القضائي: محكم.

الصياغة التنظيمية وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية.

محاضن في الفكر والمنهج.

البطلان الإجرائي في الفقه ونظام المرافعات الشرعية: (ورقة عمل طبعتها وزارة العدل).
الاعتداء الجنائي بالأدواء النفسية والعقلية: (ورقة عمل).
قراءة في الآلية التنفيذية لنظام ديوان المظالم: (ورقة عمل).

الرقابة الدستورية في المملكة العربية السعودية: دراسة تطبيقية لتقرير مفهوم الرقابة الدستورية في المملكة بشقيها السياسي والقضائي، مع تقرير فكرة التدرج التشريعي في رقابة الامتناع من واقع السوابق القضائية.

مناشطه العلمية

قدم العديد من الدراسات والبحوث العلمية لهيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إبان عمله باحثاً علمياً في الهيئة.

أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

أشرف على إصدار:"مجموعة الأحكام والمبادئ الإدارية" ـ بتصنيفها الجديد ـ في باكورة إصدار مشمولة بخمسة مجلدات.

أسندت إليه مهمة تحكيم العديد من البُحُوث العلميّة من قبل بعض المجالس والدوريات العلمية، من بينها مجلة:" العدل " التي أصبح فيما بعد رئيساً لهيئة إشرافها.

ألقى العديد من المحاضرات على قضاة ديوان المظالم ضمن برامج الديوان التدريبية.

ألقى العديد من المحاضرات عن التنظيم القضائي في المملكة على طلبة دبلوم المحاماة التطبيقي بدعوة من الغرفة التجارية الصناعية بمدينة الرياض، وكُرِّم بدرع اللجنة الوطنية للمُحامين بغرفة الرياض؛ لإسهامه في دعم مهنة المحاماة.

مثل ديوان المظالم ـ في حلقات نقاش إثرائية ـ مع العديد من الوفود القضائية والحقوقية الأجنبية التي قامت بزيارة المملكة.

رشحته المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية في 7 مارس لعام 2007م ليكون خبيراً ومتحدثاً في برامجها.

حصل على العديد من شهادات التقدير والدروع والأوسمة.

الشخصية

مُنَظر ومتحدث جيد ، جمع بين خلفية القضاء الإداري والقضاء العام وعضوية السلك الأكاديمي في الكليات الشرعية والقانونية ، وعرف بامتلاكه لخلفية جيدة في القانون الإسلامي والقانون الوضعي مكنته من التميز في الكتابة والحوار، كما له مشاركات إعلامية سابقة تشير إلى اهتمامه بدراسة التاريخ الحديث للجزيرة العربية.

قام بإنجازات في جهاز وزارة العدل مثل:إسناد إصدار الوكالات للمحامين ، واقتراح مشروع قانون الموثق القضائي ، والسعي إلى تقنين الأحكام القضائية ، ودراسة تنظيم زواج القاصرات. ومنح رخصة محاماة للمرأة لتترافع عن قضايا المرأة( وعد في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط بتعميم الفكرة )، وإنشاء مكتب دعم التواصل ومن خلاله كشف عن بريده الالكتروني الخاص، وتعهد بالرد على جميع الرسائل، كما عمل على تفعيل التدريب، والتقاضي الالكتروني ، وعين متحدثا رسميا باسم وزارته يتمتع بخلفية عالية في الشريعة والقانون.

شهدت وزارة العدل في عهده أكبر حملة للقضاء على الفساد الإداري، حيث طالت العديد من قيادي وزارته ، وقرب إليه القيادات الأكثر كفاءة وقدرة ـ من وجهة نظره ـ على القيام بمكونات وزارته المليئة بالتعقيدات.

ثاني وزير سعودي ـ بعد وزير الإعلام د. عبد العزيز خوجه ـ ينشئ صفحة شخصية على Facebook للتواصل مع الجمهور.

رادار الشاشة
28-10-2009, Wed 8:44 PM
اشكرك رادار الشاشه واشكر فضيله الشيخ العيسى ليس لمقالته تلك فقط ولكن بحسب ماسمعته من نزاهته ومحاربته للفساد في وزاره العدل وماسمعنا عن كثيرا من الاصلاحات اللتي بدآها ولا اعتقد ان كثيرا مما ظهر على السطح بعد توليه الوزاره يكرهه احد ماعدا اصحاب الهوى والمصالح.


تحياتي.

فعلا اخي الكريم, وجزاه الله خير ... فحملته على الفساد غير مسبوقة... حملة "تنظيف" كانت الوزارة بأمس الحاجة اليها... ليت كل الوزارات تقوم بحملات شبيهة

النابغة
28-10-2009, Wed 8:52 PM
محمد عويس جاءنا بزخرف من القول في قالب نصيحة ولذلك لا غرابة أن ينطلي كلامه على خفافيش البصائر والصناديق المفرغة.
وليس العجب أن تُحارب الفضيلة بأقلام تريكي السديري وطقته, وإنما العجب أن تحارب من قبل هالطقطوق

هايم
28-10-2009, Wed 8:57 PM
محمد عويس جاءنا بزخرف من القول في قالب نصيحة ولذلك لا غرابة أن ينطلي كلامه على خفافيش البصائر والصناديق المفرغة.
وليس العجب أن تُحارب الفضيلة بأقلام تريكي السديري وطقته, وإنما العجب أن تحارب من قبل هالطقطوق



قد اعجزتكم الحجه لابآس

النابغة
28-10-2009, Wed 9:06 PM
قد اعجزتكم الحجه لابآس
أكبر دليل على عدم انضباطه العلمي قوله بأن الإختلاط بدعة اصطلاحية مع العلم أنه لا مشاحة في الإصطلاح اتفاقا إذا كان يقصد به معنى صحيحا ولا يخالف دليلا
والمعنى الذي من اجله تكلم علماؤنا عن الإختلاط هو ما نراه من التوسع في شأن المرأة وميدان العمل حتى صارت هي التي تباشر علاجك في المستشفى وتقدم البرامج والحوارات مع الرجال وووووووو الخ مما لا يخفى على الجميع
والمسكين درس في كتب الفقه: الخلطة وأحكامها في زكاة بهيمة الأنعام وقام يشخص عليكم فيها!!! يعني اني فاهم

grawsha
28-10-2009, Wed 9:08 PM
جيد..لكن ماذا تقول مرجعيتنا الدينية ممثلة في هيئة كبار العلماء؟
لاني دائما احرص أن اكون مع جماعة المسلمين ولاأشذ عنهم:)

رادار الشاشة
28-10-2009, Wed 9:32 PM
جيد..لكن ماذا تقول مرجعيتنا الدينية ممثلة في هيئة كبار العلماء؟
لاني دائما احرص أن اكون مع جماعة المسلمين ولاأشذ عنهم:)

هو عضو هيئة كبار العلماء :)

بناس
28-10-2009, Wed 9:45 PM
وش خليت الشيخ العيسى مشهود له بغزارة العلم في القضايا الفقية

بارك الله فيه وفيك الى كل خير

حكشه
28-10-2009, Wed 9:46 PM
في السيـاسـة .. عندمـا يتحدث المسئولين أو المختصين .. فلن يفهمه العـامة
وفي الإ قتصــاد .. عندمـا يتحدث المسئولين أو المختصين .. فلن يفهمه العـامة
أمــا في الدين الإسلامي فعندمـا يتحدث المسئولين أو المختصين:
فيفهمـه العـامة بكل درجــاتهم .. ويعرفون إذا قــال شىء خطــأ حتى ولو أنهم أميـون
فالتلاعب بالألفاظ مهمـا كـان فهـو مكشــوف ....

grawsha
28-10-2009, Wed 9:52 PM
هو عضو هيئة كبار العلماء :)
الفتوى تصدر من (هئية كبار العلماء) وليس من (عضو هيئة كبار العلماء)...نحتاج نعرف رأي الـ 18 فقيه المتبقين, بعد استثناء الشيخ الشثري اللي فصل من الهيئة بعد فتوى بعدم جواز الاختلاط:)

حكشه
28-10-2009, Wed 10:10 PM
أخي : grawsha الـ 18 مـاراح يفتون أكثر ممـا قــاله الشيخ الشثري
والنتيجة راح يجيهم مــا جــاه .. وهذا واضح

fastrocket
28-10-2009, Wed 10:23 PM
وش خليت الشيخ العيسى مشهود له بغزارة العلم في القضايا الفقية

بارك الله فيه وفيك الى كل خير

إنا لله وإنا إليه راجعون !
مشهود له بغزارة العلم !؟ غزارة ! ....مرة وحدة !؟
من وين جبت هالكلام !

قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .... من هو اللي شهد له بغزارة العلم؟
يعني إذا جاب أحد كلام يعجبنا رفعناه فوق السحاب والعكس صحيح!

أجل الراسخين في العلم مثل أبن باز وابن عثيمين ( رحمهم الله جميعا) وش نقول عنهم ؟
نترك كلامهم وناخذ كلام ابن عيسى؟ أسأل الله الثبات

هايم
28-10-2009, Wed 10:27 PM
أكبر دليل على عدم انضباطه العلمي قوله بأن الإختلاط بدعة اصطلاحية مع العلم أنه لا مشاحة في الإصطلاح اتفاقا إذا كان يقصد به معنى صحيحا ولا يخالف دليلا
والمعنى الذي من اجله تكلم علماؤنا عن الإختلاط هو ما نراه من التوسع في شأن المرأة وميدان العمل حتى صارت هي التي تباشر علاجك في المستشفى وتقدم البرامج والحوارات مع الرجال وووووووو الخ مما لا يخفى على الجميع
والمسكين درس في كتب الفقه: الخلطة وأحكامها في زكاة بهيمة الأنعام وقام يشخص عليكم فيها!!! يعني اني فاهم



................................

النابغة
28-10-2009, Wed 10:55 PM
باختصار:
من أراد أن يخسر منصبه فعليه بالنصيحة
ومن أراد أن يثبت في منصبه فعليه بالنفاق

هايم
28-10-2009, Wed 10:59 PM
فعلا اخي الكريم, وجزاه الله خير ... فحملته على الفساد غير مسبوقة... حملة "تنظيف" كانت الوزارة بأمس الحاجة اليها... ليت كل الوزارات تقوم بحملات شبيهة



البحث عن المصالح الشخصيه ينسي الكثير منا مع الاسف التفكير في المصالح الاجتماعيه.

عقاري
28-10-2009, Wed 11:21 PM
حكم اختلاط الرجال بالنساء
سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مفتي الديار السعودية المتوفى سنة 1389

سـؤال: هل يجوز اختلاط الرجال بالنساء إذا أمنت الفتنة ؟
الجواب : اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال، وهذا لا إشكال في جوازه.
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد، وهذا لا إشكال في تحريمه.
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في: دور العلم والحوانيت والمكاتب والمستشفيات والحفلات ونحو ذلك فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد من النوعين بالآخر. ولكشف حقيقة هذا القسم فإنا نجيب عنه من طريق: مجمل، ومفصل.
أما المجمل :
فهو أن الله تعالى جبَلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبَلَ النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ على ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء، لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
وأما المفصل :
فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها، ووسائل المقصود الموصلة إليه حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعليق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .
.■ أما الأدلة من الكتاب فستة :
● الدليل الأول :
قال تعالى : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
وجه الدلالة أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً فطلبت منه أو يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه .
● الدليل الثاني :
أمر الله الرجال بغض البصر، وأمر النساء بذلك فقال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ۝ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ الآية.
وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وأمره يقتضي الوجوب، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر. ولم يعفو الشارع إلا عن نظر الفجأة، فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: « يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّما لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ » قال الحاكم بعد إخراجه : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه: ووافقه الذهبي في تلخيصه، وبمعناه عدة أحاديث .
وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليه زناً ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا » متفق عليه، واللفظ لمسلم. وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها. فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.
● الدليل الثالث :
الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة، ويجب عليها التستر في جميع بدنها، لأن كشف ذلك أو شيئاً منه يؤدي إلى النظر إليها، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها ، وكذلك الاختلاط.
● الدليل الرابع :
قال تعالى : ﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾ .
وجه الدلالة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن . وكذلك الاختلاط يمنع لما يؤدي إليه من الفساد .
● الدليل الخامس :
قوله تعالى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ .
فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجال يدخل على أهل البيت بيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غض، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها وأنه لو قدر عليها فزنى بها .
وجه الدلالة : أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط .
● الدليل السادس :
أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ الآية .
وجه الدلالة : أن الله أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق. على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء وخلعهن جلباب الحياء، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوازع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم.
.■ وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشر أدلة :
الأول : روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك . قال : « قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي » . قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت .
وروى ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة » .
وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد .
وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، فلئن يمنع الاختلاط من باب أولى .
الثاني : ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها »، قال الترمذي بعد إخراجه: حديث حسن صحيح .
وجه الدلالة : أن الرسول صل الله عليه وسلم شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن الجماعة على حده، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير. وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع. فإذا كان الشرع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى، فيمنع الاختلاط من باب أولى .
الثالث : روى مسلم في صحيحه عن زينب زوجة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنها قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً » .
وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات » .
قال ابن دقيق العيد : فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سبباً لتحريك شهوة المرأة أيضاً. قال: ويلحقن بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة.
قال الحافظ ابن حجر: وكذلك الاختلاط بالرجال.
وقال الخطابي في (معالم السنن): التفل سوء الرائحة. يقال: امرأة تفله إذا لم تتطيب، ونساء تفلات .
الرابع : روى أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء » رواه البخاري ومسلم .
وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟ هذا لا يجوز.
الخامس : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستحلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء » رواه مسلم .
وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو أمر يقتضي الوجوب، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟! هذا لا يجوز .
السادس : روى أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما، عن حمزة بن السيد الأنصاري، عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: « استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق » فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها . هذا لفظ أبي داود .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (يحفظن الطريق) هو أن يركبن حقها، وهو وسطها .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك ؟!
السابع : روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء، وقال لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد » وروى البخاري في "التاريخ الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تدخلوا المسجد من باب النساء » .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً لذريعة الاختلاط، فإذا منع الاختلاط في هذه الحال، ففيه ذلك من باب أولى .
الثامن : روى البخاري في صحيحه، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ) وفي رواية ثانية له : ( كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عله وسلم ) وفي رواية ثالثة : ( كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله ، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) .
وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع .
الدليل العاشر : روى الطبراني في "المعجم الكبير" عن معقل ابن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له » .
قال الهيتمي في (مجمع الرزوائد ) : رجاله رجال الصحيح . وقال المنذري في (الترغيب والترهيب ) : رجاله ثقات .
وروى الطبراني أيضاً من حديث أبي أمامه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطين وحماة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له » .
وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها، بما في ذلك من الأثر السيء، وكذلك الاختلاط يمنع ذلك .
فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع حسماً لمادة الفساد .
ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي والحرم المدني نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يزيد المهتدي منهم هدى، وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات، والأخذ على أيدي السفهاء، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه .
مفتي الديار السعودية
(ص-ف 1118 في 14-5-1388هـ)

رادار الشاشة
28-10-2009, Wed 11:29 PM
باختصار:
من أراد أن يخسر منصبه فعليه بالنصيحة
ومن أراد أن يثبت في منصبه فعليه بالنفاق

وين راح التأدب مع العلماء واعطائهم مكانتهم؟ ولا بس لما الكلام يعجبنا نقول للمخالف هالكلام ولما الكلام ما يعجبنا ونأخذ بآراء أخرى تطعن في العلماء ونشكك فيهم بل و نتهمهم بالنفاق؟

على فكرة الكلام اللي انت قلته في ردك الأول هو نفس كلام الشيخ العيسى,فهو قال انه لا يوجد مصطلح وتعريف جامع مانع للاختلاط حتى نحرمه على العموم.. ثم قال فيما معناه ان العبرة بالمضمون وذكر الضوابط الشرعية في الموضوع.. وهذا ايضا ما ذكره الشيخ الغيث في الموضوع حينما قال انه لا يوجد مصطلح اسمه الاختلاط ويكون محرم هكذا على الاطلاق! فهناك الكثير مما يندرج تحت لفظ الاختلاط بمعناه اللغوي ولا يكون محرما.. وبالتالي لا تستطيع قول ان الاختلاط حرام هكذا باطلاق!

لأن الاختلاط يعني اشياء كثيرة وليس له معنى واحد وتعريف ثابت وكل ما يندرج تحت هذا التعريف يكون محرما. وبالتالي هو ليس مصطلح... هو معنى.. هو وصف.. وليس مصطلح.. لذلك دائما يجب التفصيل..

فالعبرة بالمضمون.. فاختلاط المرأة برجل اجنبي بخلوة في السيارة بشكل يومي, يختلف عن اختلاط المرأة ببائع في السوق امام الناس مثلا... ويختلف عن "اختلاط" في معرض الكتاب...

وترى باسلوبك هذا مع العلماء, انت تعطي للغير العذر (الغير مقبول طبعا ) عندما يطعن في علماء آخرين عندما لا يعجبهم الكلام... سواء الشيخ الشثري او غيره... لذلك ان اردت ان يكون لديم القدرة على الانكار على الغير عند الطعن في العلماء حسب المزاج.. يجب ان لا تفعل نفس الفعل..

مستشار مالية
29-10-2009, Thu 12:04 AM
ياجماعة الخير وش هالكلام اللى ماله طعم ولا رائحة اللى بدينا نسمعها الفترة الاخيرة !!
انا شخصيا من صف اولى ابتدائي الى ما تخرجت من الجامعة
كل المناهج الدينية والعلماء كانوا يقولون ان الاختلاط حر اااام , فتنة , مفسدة ,
وش اللى تغير يا رادار شاشة ؟ ولماذا البحث عن تبريرات الان وبعد ما افتتحت جامعة الملك عبدالله !
ياجماعة الخير أسأل سؤال واحد بس ...
وش اللى تغير ؟؟؟ :rolleyes:

لله درك يالشيخ الشثري ورحمة الله على الشيخان

مشغول البال
29-10-2009, Thu 12:10 AM
حكم اختلاط الرجال بالنساء






سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مفتي الديار السعودية المتوفى سنة 1389

سـؤال: هل يجوز اختلاط الرجال بالنساء إذا أمنت الفتنة ؟
الجواب : اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال، وهذا لا إشكال في جوازه.
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد، وهذا لا إشكال في تحريمه.
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في: دور العلم والحوانيت والمكاتب والمستشفيات والحفلات ونحو ذلك فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد من النوعين بالآخر. ولكشف حقيقة هذا القسم فإنا نجيب عنه من طريق: مجمل، ومفصل.
أما المجمل :
فهو أن الله تعالى جبَلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبَلَ النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ على ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء، لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
وأما المفصل :
فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها، ووسائل المقصود الموصلة إليه حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعليق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .
.■ أما الأدلة من الكتاب فستة :
● الدليل الأول :
قال تعالى : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
وجه الدلالة أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً فطلبت منه أو يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه .
● الدليل الثاني :
أمر الله الرجال بغض البصر، وأمر النساء بذلك فقال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ۝ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ الآية.
وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وأمره يقتضي الوجوب، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر. ولم يعفو الشارع إلا عن نظر الفجأة، فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: « يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّما لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ » قال الحاكم بعد إخراجه : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه: ووافقه الذهبي في تلخيصه، وبمعناه عدة أحاديث .
وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليه زناً ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا » متفق عليه، واللفظ لمسلم. وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها. فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.
● الدليل الثالث :
الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة، ويجب عليها التستر في جميع بدنها، لأن كشف ذلك أو شيئاً منه يؤدي إلى النظر إليها، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها ، وكذلك الاختلاط.
● الدليل الرابع :
قال تعالى : ﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾ .
وجه الدلالة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن . وكذلك الاختلاط يمنع لما يؤدي إليه من الفساد .
● الدليل الخامس :
قوله تعالى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ .
فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجال يدخل على أهل البيت بيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غض، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها وأنه لو قدر عليها فزنى بها .
وجه الدلالة : أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط .
● الدليل السادس :
أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ الآية .
وجه الدلالة : أن الله أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق. على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء وخلعهن جلباب الحياء، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوازع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم.
.■ وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشر أدلة :
الأول : روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك . قال : « قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي » . قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت .
وروى ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة » .
وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد .
وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، فلئن يمنع الاختلاط من باب أولى .
الثاني : ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها »، قال الترمذي بعد إخراجه: حديث حسن صحيح .
وجه الدلالة : أن الرسول صل الله عليه وسلم شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن الجماعة على حده، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير. وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع. فإذا كان الشرع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى، فيمنع الاختلاط من باب أولى .
الثالث : روى مسلم في صحيحه عن زينب زوجة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنها قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً » .
وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات » .
قال ابن دقيق العيد : فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سبباً لتحريك شهوة المرأة أيضاً. قال: ويلحقن بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة.
قال الحافظ ابن حجر: وكذلك الاختلاط بالرجال.
وقال الخطابي في (معالم السنن): التفل سوء الرائحة. يقال: امرأة تفله إذا لم تتطيب، ونساء تفلات .
الرابع : روى أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء » رواه البخاري ومسلم .
وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟ هذا لا يجوز.
الخامس : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستحلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء » رواه مسلم .
وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو أمر يقتضي الوجوب، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟! هذا لا يجوز .
السادس : روى أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما، عن حمزة بن السيد الأنصاري، عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: « استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق » فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها . هذا لفظ أبي داود .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (يحفظن الطريق) هو أن يركبن حقها، وهو وسطها .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك ؟!
السابع : روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء، وقال لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد » وروى البخاري في "التاريخ الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تدخلوا المسجد من باب النساء » .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً لذريعة الاختلاط، فإذا منع الاختلاط في هذه الحال، ففيه ذلك من باب أولى .
الثامن : روى البخاري في صحيحه، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ) وفي رواية ثانية له : ( كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عله وسلم ) وفي رواية ثالثة : ( كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله ، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) .
وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع .
الدليل العاشر : روى الطبراني في "المعجم الكبير" عن معقل ابن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له » .
قال الهيتمي في (مجمع الرزوائد ) : رجاله رجال الصحيح . وقال المنذري في (الترغيب والترهيب ) : رجاله ثقات .
وروى الطبراني أيضاً من حديث أبي أمامه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطين وحماة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له » .
وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها، بما في ذلك من الأثر السيء، وكذلك الاختلاط يمنع ذلك .
فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع حسماً لمادة الفساد .
ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي والحرم المدني نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يزيد المهتدي منهم هدى، وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات، والأخذ على أيدي السفهاء، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه .
مفتي الديار السعودية


(ص-ف 1118 في 14-5-1388هـ)

والله انها الحجة و البيان
ماشاء الله تبارك الله .. بيض الله وجهك على نقل هذه الفتوى العظيمة لرجل عالم و امام مشهود له ولا اظن احد من علماء هذا العصر يوازيه وهو مفتي عام الديار السعودية في وقته فكلامة حجة لمن اراد الحق واتبعه ففي كل استدلالاته قوة وبيان اين وزير العدل منها .. و الله المستعان
والله كأن العلامة ابن ابراهيم يعيش الواقع و يشاهده اذا قرأت كلامه .. اتمنى ان يتعاون اهل الخير و الصلاح على طباعة هذه الفتوى و نشرها لعل بعض مدعي العلم ان يتعلموا من علمائهم الكبار فيعرفوا حجمهم .. و الله المستعان

عاشق الخليج
29-10-2009, Thu 12:18 AM
حكم اختلاط الرجال بالنساء

سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مفتي الديار السعودية المتوفى سنة 1389
سـؤال: هل يجوز اختلاط الرجال بالنساء إذا أمنت الفتنة ؟
الجواب : اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال، وهذا لا إشكال في جوازه.
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد، وهذا لا إشكال في تحريمه.
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في: دور العلم والحوانيت والمكاتب والمستشفيات والحفلات ونحو ذلك فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد من النوعين بالآخر. ولكشف حقيقة هذا القسم فإنا نجيب عنه من طريق: مجمل، ومفصل.
أما المجمل :
فهو أن الله تعالى جبَلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبَلَ النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ على ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء، لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
وأما المفصل :
فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها، ووسائل المقصود الموصلة إليه حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعليق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .
.■ أما الأدلة من الكتاب فستة :
● الدليل الأول :
قال تعالى : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
وجه الدلالة أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً فطلبت منه أو يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه .
● الدليل الثاني :
أمر الله الرجال بغض البصر، وأمر النساء بذلك فقال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ۝ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ الآية.
وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وأمره يقتضي الوجوب، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر. ولم يعفو الشارع إلا عن نظر الفجأة، فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: « يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّما لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ » قال الحاكم بعد إخراجه : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه: ووافقه الذهبي في تلخيصه، وبمعناه عدة أحاديث .
وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليه زناً ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا » متفق عليه، واللفظ لمسلم. وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها. فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.
● الدليل الثالث :
الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة، ويجب عليها التستر في جميع بدنها، لأن كشف ذلك أو شيئاً منه يؤدي إلى النظر إليها، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها ، وكذلك الاختلاط.
● الدليل الرابع :
قال تعالى : ﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾ .
وجه الدلالة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن . وكذلك الاختلاط يمنع لما يؤدي إليه من الفساد .
● الدليل الخامس :
قوله تعالى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ .
فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجال يدخل على أهل البيت بيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غض، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها وأنه لو قدر عليها فزنى بها .
وجه الدلالة : أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط .
● الدليل السادس :
أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ الآية .
وجه الدلالة : أن الله أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق. على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء وخلعهن جلباب الحياء، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوازع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم.
.■ وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشر أدلة :
الأول : روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك . قال : « قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي » . قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت .
وروى ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة » .
وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد .
وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، فلئن يمنع الاختلاط من باب أولى .
الثاني : ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها »، قال الترمذي بعد إخراجه: حديث حسن صحيح .
وجه الدلالة : أن الرسول صل الله عليه وسلم شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن الجماعة على حده، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير. وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع. فإذا كان الشرع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى، فيمنع الاختلاط من باب أولى .
الثالث : روى مسلم في صحيحه عن زينب زوجة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنها قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً » .
وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات » .
قال ابن دقيق العيد : فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سبباً لتحريك شهوة المرأة أيضاً. قال: ويلحقن بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة.
قال الحافظ ابن حجر: وكذلك الاختلاط بالرجال.
وقال الخطابي في (معالم السنن): التفل سوء الرائحة. يقال: امرأة تفله إذا لم تتطيب، ونساء تفلات .
الرابع : روى أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء » رواه البخاري ومسلم .
وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟ هذا لا يجوز.
الخامس : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستحلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء » رواه مسلم .
وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو أمر يقتضي الوجوب، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟! هذا لا يجوز .
السادس : روى أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما، عن حمزة بن السيد الأنصاري، عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: « استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق » فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها . هذا لفظ أبي داود .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (يحفظن الطريق) هو أن يركبن حقها، وهو وسطها .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك ؟!
السابع : روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء، وقال لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد » وروى البخاري في "التاريخ الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تدخلوا المسجد من باب النساء » .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً لذريعة الاختلاط، فإذا منع الاختلاط في هذه الحال، ففيه ذلك من باب أولى .
الثامن : روى البخاري في صحيحه، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ) وفي رواية ثانية له : ( كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عله وسلم ) وفي رواية ثالثة : ( كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله ، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) .
وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع .
الدليل العاشر : روى الطبراني في "المعجم الكبير" عن معقل ابن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له » .
قال الهيتمي في (مجمع الرزوائد ) : رجاله رجال الصحيح . وقال المنذري في (الترغيب والترهيب ) : رجاله ثقات .
وروى الطبراني أيضاً من حديث أبي أمامه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطين وحماة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له » .
وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها، بما في ذلك من الأثر السيء، وكذلك الاختلاط يمنع ذلك .
فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع حسماً لمادة الفساد .
ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي والحرم المدني نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يزيد المهتدي منهم هدى، وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات، والأخذ على أيدي السفهاء، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه .
مفتي الديار السعودية

(ص-ف 1118 في 14-5-1388هـ)



اعتقد ما بعد هالكلام كلام جفت الاقلام ورفعت الصحف
لقد اسمعت لو ناديت حياً
تحياتي

رادار الشاشة
29-10-2009, Thu 12:52 AM
ياجماعة الخير وش هالكلام اللى ماله طعم ولا رائحة اللى بدينا نسمعها الفترة الاخيرة !!
انا شخصيا من صف اولى ابتدائي الى ما تخرجت من الجامعة
كل المناهج الدينية والعلماء كانوا يقولون ان الاختلاط حر اااام , فتنة , مفسدة ,

هنا المشكلة, وش تعريف الاختلاط أصلا الجامع المانع اللي كل ما يندرج تحته حرام؟ لا يوجد, وبالتالي الاختلاط ليس مصطلح, بل وصف حال..


وش اللى تغير يا رادار شاشة ؟ ولماذا البحث عن تبريرات الان وبعد ما افتتحت جامعة الملك عبدالله !
ياجماعة الخير أسأل سؤال واحد بس ...
وش اللى تغير ؟؟؟ :rolleyes:

لله درك يالشيخ الشثري ورحمة الله على الشيخان

انت لما تمنع أكل معين عن طفل, قد لا ينتبه, لكن عندما يجوع , سيبدأ في طرح تساؤلات.. مثل قضية عمل المرأة في المحلات وامام العامة بل وفي محل هو ملكها!

لأنه في السابق كان حال الناس احسن, وكان عددهم أقل, والحياة بسيطة, فمنع المرأة من العمل في المحلات ما كانت آثارها واضحة...

لكن لما صارت الاعداد بالملايين... وتعددات احوال الناس.. عقلية الرجل البسيط في القرية, عندما يفرض ما يراه لأسرته على اهل القرية الصغيرة.. لا يكون التأثير كبير لان احوالهم شبيهه, لكن الآن بعض النساء صارت تشحذ في الشوارع, ويجبرن على التمسكن عند رجال أجانب حتى يعطونهم الاموال... ويأتي من يشترط "المسيار" بطريقة مهينة, فان لم تلب المطلب, يرفض التصدق عليها..

صار الحال يجعلك تراجع قضية منع المرأة من العمل في محلات عامة وامام عامة الناس .. ومنظر الفقيرات في الشوارع وهن ممنوعات من عمل شريف امام الناس.. كان أثره كجرس منبه... وحتى لو جاء من يصور المرأة ببكيني في "بوفيه" صغير بسيط (وهي ربما عجوز لو لم تملك المحل لاصبحت في الشارع)... بل اذهب ابعد من ذلك وأقول وحتى لو وقع الفساد فعلا في بعض المحلات... ليس هذا سبب لمنع كل امرأة في بلد كامل مساحته مليونين وربع كيلومتر مربع من العمل في محل تملكه هي!

الشيخ الشثري عالم جليل ولا شك, بل وعالم في أصول الفقه... واتألم جدا لطريقة التعامل معه.. بل كان الضرر أكثر من النفع.. والمصلحة كانت للمتشددين .... وحتى الشيخ الشثري قال يجب دعم الجامعة, وانها من القربات, وانه لا يجوز لنا تشويه سمعتها, فهل يفعل ذلك من يدافع الآن عن الشيخ الشثري؟ لا اعتقد..

بل حتى من سأل الشيخ الشثري السؤال كان مثل من ينصب الكمين له ولا يرى ان الشيخ الشثري يستحق الاحترام أصلا, وكانت لهجة الخوارج والتشدد امر واضح في طريقة سؤاله..

لكن جوابا على سؤالك مالذي تغير...

الذي تغير مثل ما تغير في قضية منع المرأة من العمل في المحلات حتى لو كانت هي من يملك المحل, بينما تترك تشحذ وتبيع "فصفص" في الشوارع...

الذي حصل هو ان البلد مقبل على تغير جذري في مساره.. تغير يشارك فيه رؤساء دول العالم, وعلماء فائزين بدرجة نوبل.. وتم صرف مصاريف هائلة جدا لذلك بالمليارات.. لعل وعسى يكون نقطة تحول في تاريخ البلد..

ويأتي قصير النظر ولا يرى غير الاختلاط في الموضوع! ويجعلها ام القضايا.. وسلط الاضواء كلها بشكل سلبي على الجامعة.. وبدلا من ان يفكر الشخص بالعلم عند ذكر الجامعة, يفكر في الانحلال.. هذا التصور المتخلف "فضيحة" حتى لو كان في اجتهاده يرى تحريم الاختلاط .. الشخص هذا يكون عنده مشكلة في ترتيب الاولويات واهمية الاشياء...

مثله مثل طبيبة تقدم علاج للسرطان... لانقاذ مريض... لكن حجابها الكاشف للوجه... كشف ايضا بعض من شعرها....ثم يأتي شخص ويتحدث عن العلاج في ربع دقيقة قائلا "حسنا, العلاج جيد, لكن....".. ويتحدث عن أهمية عدم ظهور هذه الشعرات ويسرد ادلة الحجاب وما يحث على الحشمة الخ!!! لهذا قال الشيخ العيسى انه احيانا توصل المسألة الى الوسوسة.. لأن هذه النظرة وترتيب الاولويات فيها مشكلة واضحة وكبيرة جدا..

الذي تغير يا أستاذي الفاضل... هو اننا من أكثر أمم الارض تخلفا... و فرحنا بمؤسسة عالمية تعطينا شيء من الأمل لانقاذنا من التخلف الذي نحن فيه... ويأتي من يقول كلمة في مدحها وكأنها "عن قولة" او "تبرئة ذمة" ويقول عشر كلمات في الانتقاد وتشويه السمعة.. وتهويل وتضخيم بشكل يصور انجاز الجامعة وكأنه لا شيء...

وكأن ما يتحدث عنه من أصول الدين, وليس فيه خلاف, ومن المعلوم من الدين بالضرورة, بل ربما من صلب العقيدة...

الذي تغير هو ان هذه المرة ونحن في مفترق طرق تاريخي, سيسجل التاريخ موقف هؤلاء الذي لا لم يذكر غير الشر, وربما الخير كتبرئة ذمة, مثل ما يكتب بخط صغير في عقود البنوك.... .. هذا الذي تغير يا استاذي الفاضل...

نريد التقدم الى الأمام ويأتي من يجر الى الوراء بالتركيز على ما يراها امور سلبية.. وكأن سلبيتها هي بحجم ايجابية ما نأمله ان يكون مفترق الطرق التاريخي..

نريد التقدم الى الامام بمؤسسة عالمية لها قدرات علمية هائلة وتكون قائدة وتغير في حالة البلد كله... ويأتي من كل كلامه عن اختلاط واحتمال ان يزني رجل بامرأة.. هناك مشكلة في الأولويات... وهذا الذي تغير... استاذي الفاضل.

لذلك اصبح الوقوف في وجه هؤلاء امر واجب.. هذا على افتراض ان الاختلاط "مصطلح" ومحرم هكذا باطلاق وليس له شروط او ضوابط... اما لو لم نعتبره مصطلح له تعريف جامع مانع... فالمسألة أشد...

abobander
29-10-2009, Thu 1:06 AM
الي استشهدوا برأي الشيخ واستنأسوا لقوله هل كانوا سيأخذوا برأية لو خالف هواهم وحرم الاختلاط ؟ ثم ان الشيخ الشثري عضو هيئة كبار العلماء فلماذا لم تأخذوا برأية يوم سئل ام ان ذلك عكس مبتغاكم ؟؟
لا اله الا الله حقا حقا لااله الا الله تعبدا ورقا

رادار الشاشة
29-10-2009, Thu 1:21 AM
الي استشهدوا برأي الشيخ واستنأسوا لقوله هل كانوا سيأخذوا برأية لو خالف هواهم وحرم الاختلاط ؟ ثم ان الشيخ الشثري عضو هيئة كبار العلماء فلماذا لم تأخذوا برأية يوم سئل ام ان ذلك عكس مبتغاكم ؟؟
لا اله الا الله حقا حقا لااله الا الله تعبدا ورقا

لا يوجد شيء اسمه اختلاط (هكذا باطلاق ) ومحرم.. هذه نقطة

اما نقطة الثانية, فممكن ان يطرح السؤال بطريقة عكسية ...

لكن من سأل الشيخ الشثري لو تلاحظ.. شخص متشدد متخلف.. واسلوبه في الكلام, وتشكيكه في العلماء, يؤكد ذلك.. فكان هذا المتشدد...كمن يريد نصب كمين للشيخ... والشيخ الشثري ذكر مفاسد ممكن تحصل من الاختلاط في قاعات الجامعة... وانها اشياء يرى انها يخشى منها, لكن يجب دعم الجامعة, والحرص على عدم تشويه سمعتها والتقرب الى الله بدعمها بما نستطيع... فهل يفعل ذلك الكثير ممن يدافع عن الشيخ؟ لأ, بل لو كتبوا 10 مقالات تجد 9 عن الاختلاط وواحدة مدح كأنها تبرئة ذمة, مثل اتفاقيات البنوك اللي تكون بخط صغير... حتى لا يقال انه ضد التقدم العلمي.. لكنه عمليا همومه ليست التقدم العلمي... حسب ما يكتب امثال هذا الشخص...

والشيخ الشثري لا يشكك في عالم مخالف, فضلا ان يلمح بان عضو آخر من هيئة كبار العلماء "منافق".... لأنه يختلف معه في الرأي..

الشيخ الشثري لو سئل عن كيفية التعامل مع الخلافات في هذا الموضوع... لا اعتقد انها بتكون الطريقة التي يتعامل معها بعض من يدافع عنه! باتهامات بالنفاق وغيرها..

هذا يدل على مقدار الفتنة التي يتسبب بها هؤلاء من يدعون الغيرة.. فحتى من سأل الشيخ الشثري متشدد ويشكك في العلماء والشيخ يسمع, والجميع يسكت.. والآن يدعون الغيرة مرة اخرى... ويشككون في العلماء مرة اخرى!! فمن الذي يأخذ من يوافق هواه هنا!؟ هذه من خصال الخوارج, وكأن العواطف من مصادر التشريع!

hwaimeer
29-10-2009, Thu 1:28 AM
((ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب))
ياكثر من يستمتع بالتحريم في زماننا هذا !!

MAYDAY
29-10-2009, Thu 3:10 AM
والله انها الحجة و البيان
ماشاء الله تبارك الله .. بيض الله وجهك على نقل هذه الفتوى العظيمة لرجل عالم و امام مشهود له ولا اظن احد من علماء هذا العصر يوازيه وهو مفتي عام الديار السعودية في وقته فكلامة حجة لمن اراد الحق واتبعه ففي كل استدلالاته قوة وبيان اين وزير العدل منها .. و الله المستعان
والله كأن العلامة ابن ابراهيم يعيش الواقع و يشاهده اذا قرأت كلامه .. اتمنى ان يتعاون اهل الخير و الصلاح على طباعة هذه الفتوى و نشرها لعل بعض مدعي العلم ان يتعلموا من علمائهم الكبار فيعرفوا حجمهم .. و الله المستعان

نعم و الله انها حجه على المخالفين و الشيخ رحمه الله اثقل كاهلهم بما ساقه من ادله و كلام منطقي يوافق العقل ................. لكن المكابره و حب الشهوات و بذر الفتنه بين الناس اعمة عيونهم عن الحق وهو واضح كالشمس في كبد السماء

أبو خالد
29-10-2009, Thu 8:35 AM
الي استشهدوا برأي الشيخ واستنأسوا لقوله هل كانوا سيأخذوا برأية لو خالف هواهم وحرم الاختلاط ؟ ثم ان الشيخ الشثري عضو هيئة كبار العلماء فلماذا لم تأخذوا برأية يوم سئل ام ان ذلك عكس مبتغاكم ؟؟
لا اله الا الله حقا حقا لااله الا الله تعبدا ورقا



هذا كلام مؤسس هذه البلاد .. نقلته لكم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أضع بين أيديكم وأمام أعينكم كلمة مهمة من كلمات مؤسس هذه البلاد عليه رحمة الله حول قضية ثار حولها جدل كبير


قال رحمه الله :

( .. أقبح ما هناك في الأخلاق، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية، من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن، وأمل المستقبل، إلى ما فيه حب الدين والوطن، ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة .
ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي .
هذه طريق شائكة، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه، خارج من عقله، خارج من بيته .
فالعائلة هي الركن في بناء الأمم، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .
إننا لا نريد من كلامنا هذا، التعسف والتجبر في أمر النساء، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية، وشرعنا السامي، ما يؤخذ علينا، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين، من أرباب الحصانة والإنصاف .
ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى، من تفكك الأخلاق، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى، وساحل السلامة، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار، والحروب الجائرة .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم، بالكتب والنشرات والجرائد، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب .
إنني لأعجب أكبر العجب، ممن يدعي النور والعلم، وحب الرقي لبلاده، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر .
فالواجب على كل مسلم وعربي، فخور بدينه، معتز بعربيته، ألا يخالف مبادئه الدينية، وما أمر به الله تعالى، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة، والعلم الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين، والسمت العربي، والمروءة، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة، التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن يقوم بأمر عائلته، ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف، فإذا عمل، فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده ) .

نسأل الله أن يوفق أبناءه للسير على نهجه

ابوبـدر
29-10-2009, Thu 12:12 PM
ياجماعة الخير وش هالكلام اللى ماله طعم ولا رائحة اللى بدينا نسمعها الفترة الاخيرة !!
انا شخصيا من صف اولى ابتدائي الى ما تخرجت من الجامعة
كل المناهج الدينية والعلماء كانوا يقولون ان الاختلاط حر اااام , فتنة , مفسدة ,
وش اللى تغير يا رادار شاشة ؟ ولماذا البحث عن تبريرات الان وبعد ما افتتحت جامعة الملك عبدالله !
ياجماعة الخير أسأل سؤال واحد بس ...
وش اللى تغير ؟؟؟ :rolleyes:

لله درك يالشيخ الشثري ورحمة الله على الشيخان
صدقت والله

ثانيا هل يختلف اثنان ان جلوس الفتاة بجنب الفتى
ليس فيه فتنه ... الحق ابلج والباطل لجلج