المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لابد لي أن أفهم ماذا أقول في التشهد!!



windasoof
30-09-2009, Wed 8:01 PM
اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
جزء من التحيات0 (التشهد الأخير)0
وقراءتها ركن من أركان الصلاة ال14
يقال آل فلان00 وآل البراهيم وآل فلان وآل فلان 00 إلخ يتبادر إلى ذهنك أولادهم
وأحفادهم الآن؟ 0
في معرض سؤال لي من هم آل محمد الحاليين وهل سادة الحجاز والأشراف في مكة
هم آل محمد!! ولم أطلق على الواحد سيد والواحد من الاشراف شريف0وهل كل سيد
شريف ومن الذي أطلقها عليهم؟
قيل لي موضوعك صعب! قلت مادام ديني يمس عقيدتي فلابدأن أسأل وأناقش ؟
والمشايخ كثر!
وعلماء التاريخ أيضا0
ووكذلك من هم أل إبراهيم المذكورين في التحيات ؟لا يجي واحد مثل محمد عبده؟
ويقول الجملة المعروفة بالنسبة ل آل ابراهيم؟
أريد أن أعرف ويعرف جيلي ما يقوي إيماني ونسبي (أعرفوا من أنسابكم ما تصلون
به أرحامكم)0
وإلا أنا غلطان

aman
30-09-2009, Wed 10:41 PM
والله أعلى وأعلم " آل محمد " هم آل بيته (ص) من زوجاته وبناته , " آل إبراهيم " هم آل بيت سيدنا إبراهيم من أبنائه وبناته وزوجاته فهو أبو الأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم جميعاً وعلى آلهم أجمعين .
الاسياد في أعتقادي هم أسياد مكه من أشراف قريش .

مدور رزق
30-09-2009, Wed 10:43 PM
هذا شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - من كتابه الشرح الممتع على زاد المستقنع

: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، ...........

قوله: «ويقول: التحيات لله...» يقول بلسانه متدبِّراً ذلك بقلبه وهل يُشترطُ أن يُسمعَ نفسَه؟

فيه خِلافٌ سَبَقَ ذِكْرُه (1) . أمَّا المذهبُ فيُشترط أن يُسمعَ نفسَه في الفاتحة، وفي كُلِّ ذِكْرٍ واجبٍ.

قوله: «التحيات لله» التحيات: جمع تحيَّة، والتحيَّة هي: التَّعظيم، فكلُّ لَفْظٍ يدلُّ على التَّعظيم فهو تحيَّة، و«الـ» مفيدة للعموم، وجُمعت لاختلاف أنواعها، أما أفرادها فلا حدَّ لها، يعني: كُلَّ نوع من أنواع التَّحيَّات فهو لله، واللام هنا للاستحقاق والاختصاص؛ فلا يستحقُّ التَّحيَّات على الإطلاق إلا الله عزّ وجل.
ولا أحد يُحَيَّا على الإطلاق إلا الله، وأمَّا إذا حَيَّا إنسانٌ إنساناً على سبيل الخصوص فلا بأس به.

لو قلت مثلاً: لك تحيَّاتي، أو لك تحيَّاتُنَا، أو مع التحيَّة، فلا بأس بذلك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} الآية [النساء: 86] لكن التَّحيَّات على سبيل العموم والكمال لا تكون إلا لله عزّ وجل.

فإذا قال قائل: هل اللَّهُ بحاجة إلى أن تحييه؟

فالجواب: كلاَّ؛ لكنه أهْلٌ للتعظيم، فأعظِّمه لحاجتي لذلك لا لحاجته لذلك، والمصلحة للعبد قال تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7] .

قوله: «والصلوات» أي: لله، وهو شاملٌ لكلِّ ما يُطلق عليه صلاة شرعاً أو لُغةً، فالصَّلوات كلُّها لله حقًّا واستحقاقاً، لا أحد يستحقُّها؛ وليست حقًّا لأحد سوى الله عزّ وجل، والدُّعاءُ أيضاً حقٌّ واستحقاق لله عزّ وجل كما قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ *} [غافر] فكلُّ الصلوات فرضُها ونفلُها لله، وكُلُّ الأدعية لله.

قوله: «والطيبات» . الطيبات لها معنيان:

المعنى الأول: ما يتعلَّق بالله.

المعنى الثاني: ما يتعلَّق بأفعال العباد.

فما يتعلَّق بالله فله مِن الأوصاف أطيبها، ومِن الأفعال أطيبها، ومن الأقوال أطيبها، قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله طيب، لا يَقبلُ إلا طيباً...» (1) يعني: لا يقول إلا الطيب، ولا يَفعلُ إلا الطَّيب، ولا يتَّصفُ إلا بالطيب، فهو طيب في كُلِّ شيء؛ في ذاته وصفاته وأفعالِه.
وله أيضاً مِن أعمال العباد القولية والفعلية الطَّيبُ (285) ، فإن الطَّيبَ لا يليقُ به إلا الطَّيب ولا يقدم له إلا الطيب، وقد قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26] فهذه سُنَّةُ الله عزّ وجل.

فهل أنت أيُّها المصلِّي تستحضر حين تقول «الطيبات لله» هذه المعاني، أو تقولها على أنها ذِكْرٌ وثناء؟

أغلبُ النَّاسِ على الثاني، لا يستحضر عندما يقول: «الطيبات» أن الله طيِّب في ذاتِه وصفاتِه وأفعالِه وأقوالِه، وأنه لا يليقُ به إلا الطَّيب مِن الأقوال والأفعال الصَّادرة مِن الخَلْقِ.

وضدُّ الطَّيِّب شيئان: الخبيث، وما ليس بطيب ولا خبيث؛ لأن الله سبحانه له الأوصاف العُليا {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [الروم: 27] فلا يُمكنُ أن يكون في أوصافه أو أفعاله أو أقواله ما ليس بطيب ولا خبيث، بل كُلُّ أفعالِه وأقوالِه وصفاتِه كلُّها طيبة.

أما ما يصدرُ مِن الخَلْق؛ فمنه ما هو طيِّبٌ، ومنه ما هو خبيثٌ، ومنه ما ليس كذلك، لكن ما الذي يَصعد إلى الله ويُرفع إلى الله؟

الجواب: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] وما ليس بطيِّبٍ فهو إلى الأرض، لا يصعدُ إلى السَّماءِ.

قوله: «السلام عليك» «السَّلام» قيل: إنَّ المراد بالسَّلامِ: اسمُ الله عزّ وجل؛ لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنَّ اللَّهَ هو السَّلامُ» (1) كما قال عزّ وجل في كتابه: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ} [الحشر: 23] وبناءً على هذا القول يكون المعنى: أنَّ الله على الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم بالحِفظ والكَلاءة والعناية وغير ذلك، فكأننا نقول: اللَّهُ عليك، أي: رقيب حافظ مُعْتَنٍ بك، وما أشبه ذلك.
وقيل: السلام: اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] فمعنى التسليم على الرسول صلّى الله عليه وسلّم: أننا ندعو له بالسَّلامة مِن كُلِّ آفة.

إذا قال قائل: قد يكون هذا الدُّعاء في حياته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واضحاً، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسَّلامةِ وقد مات صلّى الله عليه وسلّم؟

فالجواب: ليس الدُّعاءُ بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة، فهناك أهوال يوم القيامة، ولهذا كان دعاء الرُّسل إذا عَبَرَ النَّاسُ على الصِّراط: «اللَّهُمَّ، سَلِّمْ؛ سَلِّمْ» (2) ، فلا ينتهي المرءُ مِن المخاوف والآفات بمجرد موته.

إذاً؛ ندعو للرَّسول صلّى الله عليه وسلّم بالسَّلامةِ من هول الموقف، ونقول أيضاً: قد يكون بمعنى أعم، أي: أنَّ السَّلامَ عليه يشمَلُ السَّلامَ على شرعِه وسُنَّتِهِ، وسلامتها من أن تنالها أيدي العابثين؛ كما قال العلماءُ في قوله تعالى: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] قالوا: إليه في حياته، وإلى سُنَّتِهِ بعد وفاته.

السَّلامُ عَلَيْك أيُّهَا النَّبيُّ ............

وقوله: «السلام عليك» هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ؟ يعني: هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه؟

الجواب: هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء قوة رجاء الإجابة أمرٌ واقع.

ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟
الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين. ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم»: لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه.

ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم، ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده وفي عصر غير عصره.

وأمّا ما وَرَدَ في «صحيح البخاري» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا يقولون بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «السَّلامُ على النَّبيِّ ورحمة الله وبركاته» (1) فهذا مِن اجتهاداتِه رضي الله عنه التي خالَفه فيها مَنْ هو أعلمُ منه؛ عُمرُ بن الخطَّاب رضي الله عنه، فإنه خَطَبَ النَّاسَ على مِنبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال في التشهُّدِ: «السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله» كما رواه مالك في «الموطأ» بسَنَدٍ من أصحِّ الأسانيد (2) ، وقاله عُمرُ بمحضر الصَّحابة رضي الله عنهم وأقرُّوه على ذلك.

ثم إن الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ علَّمه أمَّته، حتى إنه كان يُعَلِّم ابنَ مسعود، وكَفُّه بين كفَّيه (3) من أجل أن يستحضر هذا اللَّفظَ، وكان يُعلِّمُهم إيَّاه كما يُعلِّمُهم السُّورة من القرآن، وهو يعلم أنه سيموت؛ لأن الله قال له: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ *} [الزمر] ولم يقلْ: بعد موتي قولوا: السَّلامُ على النَّبيِّ، بل عَلَّمَهم التشهُّدَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ من القرآن بلفظها. ولذلك لا يُعَوَّلُ على اجتهاد ابن مسعود، بل يُقال: «السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ».
قوله: «أيُّها النبيُّ» مُنادى حُذفت منه ياء النداء، والأصل: يا أيها النبيُّ، وحُذفت ياء النداء لكثرة الاستعمال والتخفيف، والبداءة بالكناية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ويُقال: النَّبيءُ بالهمزة، ويقال: النَّبيُّ بتشديد الياء بدون همزة.

أمّا إذا قيل: النبيءُ بالهمزة، فهو فعيل مِن النبأ بمعنى الخَبَر، لكنه فعيل، بمعنى فاعل ومفعول؛ لأنه منبئ ومنبأ.

وأما إذا قيل: النَّبيُّ بتشديد الياء بلا همز، فإما أن تكون أصلها مهموزاً وحُذفت الهمزة تخفيفاً، وإمَّا أن تكون من «النَّبْوَة» وهي الارتفاع وسُمِّيَ بذلك لارتفاع رُتبته صلّى الله عليه وسلّم.

فإن قيل: ألا يمكن أن نقول بأنها النَّبي بالياء من الأمرين جميعاً من النَّبْوَة وهو الارتفاع، ومن النبأ وهو الخبر؟

فالجواب: يمكن، لأن القاعدة: أن اللفظ إذا احتمل معنيين لا يتنافيان ولا مُرَجِّح لأحدهما على الآخر؛ حُمل عليهما جميعاً. ولا شَكَّ أن الرسولَ صلّى الله عليه وسلّم مقامُه أرفع المقامات وأنه منبأ ومنبئ.

وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، ...........

قوله: «ورحمة الله» «رحمة» معطوفة على «السَّلام عليك» يعني: ورحمة الله عليك، فيكون عطف جملة على جملة والخبر محذوف، ويجوز أن يكون مِن باب عطف المفرد على المفرد، فلا يحتاج إلى تقدير الخبر.

والرحمة إذا قُرنت بالمغفرة أو بالسَّلامِ صار لها معنى، وإن أُفردت صار لها معنى آخر، فإذا قُرنت بالمغفرة، أو بالسلام صار المراد بها: ما يحصُل به المطلوب، والمغفرة والسلام: ما يزول به المرهوب، وإن أُفردت شملت الأمرين جميعاً، فأنت بعد أن دعوت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالسَّلام دعوت له بالرَّحمة؛ ليزول عنه المرهوب ويحصُل له المطلوبُ.

فإن قال قائل: لماذا بدأ بالسَّلام قبل الرحمة؟

فالجواب: أنَّ التَّخلية قبل التحلية.

فالتخلية: السَّلامة من النقائص، والتَّحلية: ذِكْرُ الأوصاف الكاملة، فنبدأ بطلب السلامة أولاً، ثم بطلب الرحمة.

قوله: «وبركاته» جمع بَرَكَة، وهي الخير الكثير الثَّابت، لأن أصلها من «الْبِرْكة» بكسر الباء «والْبِرْكة» مجتمع الماء الكثير الثابت.

والْبَرَكَةُ هي: النَّمَاءُ والزِّيادة في كلِّ شيء من الخير، فما هي البركات التي تدعو بها للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بعد موته؟ ففي حياته ممكن أن يُبارك له في طعامه، في كسوته، في أهله، في عمله.

فأما البَرَكة بعد موته: فبكثرة أتباعه وما يتبع فيه، فإذا قَدَّرنا أن شخصاً أتباعه مليون رَجُل، وصار أتباعه مليونين فهذه بَرَكَة.

وإذا قَدَّرْنا أن الأتباع يتطوَّعون بعشر ركعات، وبعضهم بعشرين ركعة صار في الثاني زيادة.

إذاً؛ نحن ندعو للرسول صلّى الله عليه وسلّم بالبَرَكَة وهذا يستلزم كَثْرَة أتباعه، وكَثْرَة عمل أتباعه؛ لأنّ كلَّ عمل صالح يفعلهُ أتباع الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فله مثل أجورهم إلى يوم القيامة.

وأقول استطراداً: إن هذا أحد الأوجه التي يُرَدُّ بها على من يهدون ثواب القُرَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن بعض المحبِّين للرَّسُول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يهدون إليه القُرَب؛ كالختمة والفاتحة على روح محمَّد كما يقولون وما أشبه ذلك، فنقول: هذا من البدع ومن الضلال. أسألك أيُّها المُهْدي للرسول عبادة، هل أنت أشدُّ حُبًّا للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من أبي بكر وعُمر وعُثمان وعليّ؟

إن قال: نعم، قلنا: كذبت، ثم كذبت، ثم كذبت، ثم كذبت. وإن قال: لا، قلنا: لماذا لم يُهْدِ أبو بكر والخلفاء بعده للرسول صلّى الله عليه وسلّم ختمة ولا فاتحة ولا غيرها؟ فهذا بدعة. ثم إن عملك الآن وإن لم تُهْدِ ثوابه سيكون للرَّسول صلّى الله عليه وسلّم مثله. فإذا أهديت الثَّوابَ، فمعناه أنك حرمت نفسك من الثواب فقط، وإلاَّ فللرسول صلّى الله عليه وسلّم مثل عملك أهديت أم لم تُهْدِ.

السَّلامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، ..........

قوله: «السلام علينا» . نقول في السلام كما قلنا في الأول (1) .

وأما علينا فـ«نا» لا شَكَّ أنه لا يُراد بها الشخص نفسه فقط، وإنما يُراد بها الشَّخص ومَن معه، فمن الذي معه؟

قيل: المصلُّون. وقيل: الملائكة. وقيل: المراد جميع الأُمَّة المحمَّدية. وهذا القول الأخير أصحُّ، فكما دعونا لنبينا محمَّد عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بالسَّلامِ؛ ندعو أيضاً لأنفسنا بالسَّلام؛ لأننا أتباعه.

قوله: «وعلى عباد الله الصالحين» . هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن عباد الله الصالحين هم كُلُّ عبدٍ صالح في السماء والأرض؛ حيّ أو ميِّت من الآدميين والملائكة والجِنِّ.

وعباد الله هم الذين تعبَّدوا لله: أي تذلَّلوا له بالطاعة امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي، وأفضل وَصْفٍ يتَّصف به الإنسان هو أن يكون عبداً لله، ولهذا ذَكَرَ اللهُ وَصْفَ رسوله بالعبودية في أعلى مقاماته.

في الإسراء {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} [الإسراء: 1] والمعراج {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ} [النجم: 10] ، والإسراء والمعراج مِن أفضل ما يكون من المقامات للرسول صلّى الله عليه وسلّم.

ووَصَفَهُ بذلك في مقام الدِّفاع عنه {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23] .
ووَصَفَهُ بذلك في مقام التنزيل عليه {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان: 1] {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} [الكهف: 1] .

فالحاصل: أن أشرف وصف للإنسان أن يكون عبداً لله ـ أسأل الله أن يحقِّق ذلك لعباده المؤمنين ـ لا عبداً لهواه، إذا سَمِعَ أَمْرَ رَبِّه قال: سمعنا وأطعنا، وإذا سَمِعَ نهيه، قال: سمعنا وَتَجَنَّبْنَا، وإذا سَمِعَ خبراً قال: سمعنا وصدَّقنا وقبلنا.

وعباد الله الصالحون هم الذين صَلُحتْ سرائرُهم وظواهرُهم.

فصلاح السرائر: بإخلاص العبادة لله، والظَّواهر: بمتابعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

هؤلاء هم الصَّالحون، وضِدُّ ذلك عباد الله الفاسدون، إما بالسَّرائر، وإما بالظَّواهر، فالمشركُ فاسدُ السَّريرة، والمبتدعُ فاسدُ الظَّاهر؛ لأنَّ بعض المبتدعة يريد الخيرَ، لكنه فاسدُ الظَّاهر لم يمشِ على الطَّريق الذي رَسَمَهُ رسولُ الله عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.

والمشركُ فاسدُ الباطن، ولو عَمِلَ عملاً ظاهرُه الصِّحة والصَّلاح مثل المرائي.

مسألة: هل هناك عباد لله فاسدون؟

نعم؛ كُلُّ مَنْ في السماوات والأرض فهم عباد لله بالعبودية الكونية كما قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا *} [مريم] ، فالكُفَّار عبيد لله، بالعبودية الكونية القدرية؛ لا بالعبودية الشرعية.

قوله: «أشهد أن لا إله إلا الله» . الشهادة هي الخبر القاطع، فهي أبلغ مِن مجرد الخبر. لأن الخبر قد يكون عن سماع، والشهادة تكون عن قَطْعٍ، كأنما يشاهد الإنسانُ بعينيه ما شَهِدَ به.
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، ...........

تنبيه: يقول بعض الناس: «أشهد أنَّ لا إله إلا الله» بتشديد «أنّ»، وهذا خطأ من حيث اللغةُ العربيةُ، لأن «أنَّ» لا تكون بمثل هذا التركيب، والتي تكون بمثل هذا التركيب «أنْ» المخفَّفة مِن الثقيلة وجملة «لا إله إلا الله» في مَحلِّ رَفْعِ خبرها، واسمُها ضمير الشأن محذوف وجوباً.

إذاً؛ النُّطقُ الصحيحُ: أشهد أنْ لا إله إلا الله، بتخفيف «أنْ».

و«لا إله إلا الله» كلمةُ التوحيد التي بعثَ اللهُ بها جميعَ الرُّسلِ كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ *} [الأنبياء] ، وبها يكون تحقيق توحيد الألوهية، وإن شئت فقل: تحقيق توحيد العِبادة، وهما بمعنى واحد، لكن يُسمَّى توحيدُ الألوهية باعتبار إضافته إلى الله، وتوحيد العِبادة باعتبار إضافته إلى العبد.

ومعنى «لا إله إلا الله»: أي: لا معبود حقٌّ إلا الله، وفَسَّرْناها بهذا التفسير؛ لأن «إله» فِعَال بمعنى مفعول، والمألوه: هو المعبود حُبًّا وتعظيماً وخبر «لا» محذوف والتقدير: لا إله حَقٌّ إلا الله، و«الله» بدل مِن الخبر المحذوف، ومعنى هذه الجملة العظيمة: أنه لا معبود حقٌّ سوى الله عزّ وجل، أما المعبود بغير حقٍّ فليس بإله حقاً وإنْ سُمِّيَ إلهاً، ولهذا قال الله عزّ وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ} [لقمان: 30] ، وفي الآية الأخرى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: 62] ، ولا بطلان أعظم مِن بطلانه، وقال الله تعالى يخاطب الذين يعبدون مِن دون الله: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 23] ، وليست حقائق بل هي مجرَّد أسماء.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».
قوله: «وأشهد أن محمداً عبده ورسوله» ، سبق معنى «أشهد».

وأما «محمد» فهو محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، بَعَثَهُ اللَّهُ عزّ وجل بمكَّة أمِّ القرى، وأحبِّ البلاد إلى الله، وهاجر إلى المدينة، وتُوفِّي فيها صلّى الله عليه وسلّم.

قوله: «عبده» أي: العابد له، وليس لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم شَرِكَةٌ في مِلْكِ الله أبداً، وهو بَشَرٌ مثلُنا تميَّز عنا بالوحي، وبما جَبَلَه الله عليه مِن العبادة والأخلاق العظيمة. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110] ، وقال اللَّهُ تعالى: {} [القلم: 4] .

قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّما أنا بَشَرٌ مثلُكم، أنسَى كما تَنْسَون»

وأمَرَه اللَّهُ تعالى أن يقول: {لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: 50] .

وقال له في آية أخرى: {قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا *قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا *} [الجن] ، يعني: لو أرَادَ اللَّهُ به سوءاً ما مَنَعَه أحدٌ، فهو عَبْدٌ مِن العباد، وهو صلّى الله عليه وسلّم أشدُّ الناسِ خشيةً لله، وأقومهم تعبّداً لله، حتى إنه كان يقوم لله عزّ وجل حتى تتورَّمَ قدماه، فيُقال له: لقد غَفَرَ الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر. فيقول: «أفلا أكون عَبْداً شكوراً» (1) .
وقوله: «ورسولُهُ» أي: مُرْسَلُهُ، أرسله الله عزّ وجل وجعله واسطة بينه وبين الخَلْق في تبليغ شرعه فقط، إذْ لولا رسول الله ما عرفنا كيف نعبد الله عزّ وجل، فكان عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ رسولاً مِن الله إلى الخَلْقِ، ونِعْمَ الرسول، ونِعْمَ المرسِل، ونعم المرسَل به، فالنبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ هو رسولٌ مرسلٌ مِنَ الله، وهو أفضل الرُّسل، وخاتمهم، وإمامهم، ولهذا لما جُمِعُوا له ليلة المعراج تقدَّمهم إماماً مع أنه آخرهم عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ (2) .

وعُلِمَ من هذين الوصفين للرسول صلّى الله عليه وسلّم ـ العبودية والرسالة ـ ضلالُ طائفتين ضَلَّتا فيه.

الطائفة الأولى: ظَنَّتْ أنَّ له حقًّا في الرُّبوبية، فصارت تدعو الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وصار تعظيمُه في قلوبهم أشدَّ مِن تعظيم الله ـ نعوذ بالله ـ حتى إنه إذا ذُكِرَ الرَّسولُ اقشعرت جلودهم؛ ثم تلين كأنما ذكر الله.

وإذا ذُكِرَ الله فإنما هو كالماء البارد على جلودهم لا يتحرَّكون، فهؤلاء أشركوا بالله حيث ساووا الرَّسولَ بالله بل جعلوه أعظم مِن الله عزّ وجل.

الطائفة الثانية:{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [ص: 24] وإمَّا أنه كاذب في تعميم الرِّسالة كما يقول النَّصارى الذين يداهنون المسلمين، وانخدعَ بهم بعضُ العرب قالوا: محمدٌ رسولُ الله لكن إلى العرب فقط. ولبَّسوا على النَّاسِ بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} [الجمعة: 2] وهم يقولون: نحن لسنا بأميين، نحن مِن بني إسرائيل مِن أهل الكتاب.

والنصارى يقولون: رسولنا عيسى، ويَغْلُون به حتى جعلوه إلهاً مع الله.

واليهود يقولون: عيسى كاذبٌ ابن زانية ـ والعياذ بالله ـ مقتولٌ مصلوبٌ، ونبيهم موسى.
وعلى كُلٍّ؛ نقول لمن ادعى خصوصية رسالة الرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام في العرب: هل تؤمن بأنه رسول؟

إذا قال: نعم، نقول: هل الرسول يكذب؟

إنْ قال: نعم، بطلت شهادتُه، فالرَّسولُ لا يكذب، وإنْ قال: لا، قلنا: اقرأ قولَ الله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *} [الأعراف] . أما أن تُلبِّس وتأتي بآيات متشابهة فإنك أحقُّ مَنْ يدخلُ في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7] .

هذا التَّشَهُّدُ الأوَّلُ،............

قوله: «هذا التشهد الأول» هذا المشار إليه ما ذُكِرَ مِن قوله: «التحيات» إلى قوله «وأنَّ محمداً عبدُه ورسوله». وقوله: «التشهُّدُ الأول» يعني: في الثلاثية والرباعية.

واعْلَمْ أن الأحاديث وَرَدَتْ في التشهُّدِ على أكثر من وَجْهٍ، فما موقفنا مِن هذه الوجوه؟
الجواب: أنَّ العلماء رحمهم الله اختلفوا في مثل هذه الوجوه، وهذا بعد أن نعلم أنه لا يمكن جَمْع الذِّكْرَين في آنٍ واحدٍ، أمَّا إذا كان يُمكن أن نجمعهما في آنٍ واحدٍ فجمعُهما أولى، إلا إذا كان هناك قرينة تدلُّ على أن كلَّ واحد منهما يُقال بمفرده كما في دعاء الاستفتاح. فالتشهُّدُ عَلَّمَه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم عَبدَ الله بن مسعود (1) ، وعَلَّمَه عبدَ الله بن عبَّاس (2) . وحديث عبد الله بن مسعود في «الصحيحين»، وحديثُ عبدِ الله بن عبَّاس في «مسلم» وكلاهما صحيح، وليس بينهما إلا اختلاف يسير مما يدلُّنا على أن كلَّ واحد منهما يُقال بمفرده، وأن هذا الاختلاف اليسير مما جاءت به السُّنَّةُ.

وقد سَبَقَ ذِكْرُ الخِلافِ والتفصيل في العبادات الواردة على وجوه متنوِّعةٍ عند الكلام على رَفْعِ اليدين عند تكبيرة الإحرام.

مسألة: ظاهر كلام المؤلِّف أنه لا يزيد في التشهُّدِ الأولِ على ما ذَكَرَ. وعلى هذا؛ فلا يستحبُّ أن تُصلِّيَ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في التشهُّد الأوَّل، وهذا الذي مشى عليه المؤلِّف ظاهرُ السُّنَّة، لأنَّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يُعلِّم ابنَ مسعود (1) وابنَ عباس (2) إلا هذا التشهُّد فقط، وقال ابنُ مسعود: «كُنَّا نقولُ قبلَ أن يُفرضَ علينا التشهُّدِ» (3) وذكر التشهد الأول فقط؛ ولم يَذكرِ الصَّلاةَ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في التشهُّدِ الأول. فلو كان سُنَّةً لكان الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يعلِّمهم إيَّاه في التشهُّدِ.
وأما قولهم: «يا رسولَ الله، أمَّا السَّلامُ عليك فقد عَرفنَاه، فكيف نُصَلِّي عليك (4) إذا نحن صَلَّينا عليك في صلاتِنا؟» (5) ، فهو سؤال عن الكيفيَّة وليس فيه ذِكْرُ الموضع، وفَرْقٌ بين أن يُعَيَّنَ الموضع أو تُبَيَّنَ الكيفيَّة، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد»: كان من هدي النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تخفيف هذا التشهد جدًّا، ثم ذَكَرَ الحديث أنه كان كأنَّما يجلس على الرَّضْفِ ـ يعني: الحجارة المحمَّاة ـ من شِدَّة تعجيله (1) ، وهذا الحديث وإن كان في سنده نظر، لكن هو ظاهر السُّنَّة، أي: أنه لا يزيد على هذا، وفي «صحيح ابن خزيمة»: «أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم إذا كان في وَسَطِ الصَّلاة نَهَضَ حين يفرُغ من تشهُّدِه، وإنْ كان في آخرها دعا بعد تشهُّدِه بما شاء الله أن يدعوَ، ثم يُسلّم» (2) .

ومع ذلك لو أن أحداً مِن النَّاس صَلَّى على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الموضع ما أنكرنا عليه، لكن لو سألنا أيُّهما أحسن؟ لقلنا: الاقتصار على التشهُّدِ فقط، ولو صَلَّى لم يُنْهَ عن هذا الشيء؛ لأنه زيادة خير، وفيه احتمال، لكن اتباع ظاهر السُّنَّة أَولى.

ثم يقول: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ .........

قوله: «ثم يقول» أي: بعد التشهد الأول «اللهم» معناها: يا الله. لكن حُذفت ياء النداء، وعُوِّضَ عنها الميم، وجُعِلت الميم في الآخر تيمُّناً بالبداءة باسم الله عزّ وجل، وكانت ميماً ولم تكن جيماً ولا حاءً ولا خاءً، لأن الميم أدلُّ على الجَمْعِ، ولهذا تجتمع الشفتان فيها، فكأن الدَّاعي جمع قَلْبَه على رَبِّه ودعا وقال: اللَّهُمَّ.

إعراب «اللَّهُمَّ»: «الله» منادى مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ نصب. ومعنى «الله»: أي: ذو الألوهية الذي يألهه كلُّ مَن تعبَّد له سبحانه وتعالى.
قوله: «صلِّ على محمد» قيل: إنَّ الصَّلاةَ مِن الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدُّعاء.

فإذا قيل: صَلَّتْ عليه الملائكة، يعني: استغفرت له.

وإذا قيل: صَلَّى عليه الخطيبُ يعني: دعا له بالصلاة.

وإذا قيل: صَلَّى عليه الله، يعني: رحمه.

وهذا مشهورٌ بين أهل العلم، لكن الصحيح خِلاف ذلك، أن الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ مؤمن، واختلفوا: هل يُصلَّى على غير الأنبياء؟ ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة لم يكن بينهما فَرْقٌ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه.

وأيضاً: فقد قال الله تعالى: {أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157] فعطف «الرحمة» على «الصلوات» والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع، والرحمة في موضع أن الصَّلاة ليست هي الرحمة.

وأحسن ما قيل فيها: ما ذكره أبو العالية ـ رحمه الله ـ أنَّ صلاةَ الله على نبيه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى

فمعنى «اللَّهمَّ صَلِّ عليه» أي: أثنِ عليه في الملأ الأعلى، أي: عند الملائكة المقرَّبين.

فإذا قال قائل: هذا بعيد مِن اشتقاق اللفظ، لأن الصَّلاة في اللُّغة الدُّعاء وليست الثناء.

فالجواب على هذا: أن الصلاة أيضاً من الصِّلَة، ولا شَكَّ أن الثناء على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الملأ الأعلى من أعظم الصِّلات؛ لأن الثناء قد يكون أحياناً عند الإنسان أهمُّ من كُلِّ حال، فالذِّكرى الحسنة صِلَة عظيمة.

وعلى هذا؛ فالقول الرَّاجح: أنَّ الصَّلاةَ عليه تعني: الثناء عليه في الملأ الأعلى.

وقوله: «على محمَّد» قد يقول قائل: لماذا لم يقلْ على النبيِّ أو على نبيك محمَّد، وإنما ذَكَرَه باسمه العَلَم فقط.

الجواب: أنَّ هذا من باب الخبر، والخبر أوسع من الطَّلب.
قوله: «وعلى آل محمَّد» . أي: وصَلِّ على آل محمَّد.

وآل محمد، قيل: إنهم أتباعه على دينه (1) ؛ لأن آل الشخص: كلُّ مَنْ ينتمي إلى الشخص، سواءٌ بنسب، أم حمية، أم معاهدة، أم موالاة، أم اتِّباع كما قال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] .

فيكون «آله» هم أتباعُه على دينِهِ.

وقيل: «آل النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم» قرابته المؤمنون (1) ، والقائل بذلك خَصَّ القرابة المؤمنين، فخرج بذلك سائر الناس، وخَرَجَ بذلك كُلُّ مَن كان كافراً مِن قرابة النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، ولكن الصحيح الأول، وهو أن الآل هم الأتباع، لكن لو قُرِنَ «الآل» بغيره فقيل: على محمد وآله وأتباعه. صار المراد بالآل المؤمنين مِن قرابته.

كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ...........

قوله: «كما صَلَّيت على آل إبراهيم» هل الكاف هنا للتشبيه أو للتعليل؟

الجواب: أكثر العلماء يقولون: إنها للتشبيه، وهؤلاء فتحوا على أنفسهم إيراداً يحتاجون إلى الجواب عنه، وذلك بأن القاعدة أن المشبَّه دون المُشبَّه به، وعلى هذا؛ فأنت سألت اللَّهَ صلاةً على محمَّدٍ وآله دون الصَّلاة على آل إبراهيم؟ ومعلومٌ أنَّ محمداً وآله أفضل مِن إبراهيم وآله، فلذلك حصل الإشكال؛ لأن هذا يعارض القاعدة المتفق عليها وهي: أن المشبَّه أدنى من المشبَّه به.

وأجابوا عن ذلك بأجوبة.

فقال بعض العلماء: إن آل إبراهيم يدخل فيهم محمَّد عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، لأنه من آله، فإبراهيم أبوه، فكأنه سُئل للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ الصَّلاة مرَّتين، مرَّة باعتبار الخصوص «اللهم صَلِّ على محمَّد»، ومرَّة باعتبار العموم «كما صَلَّيت على آل إبراهيم» ولكن هذا جواب فيه شيء، وليس بواضح.

وقال بعض العلماء: إنها للتعليل ـ أي: الكاف ـ وأنَّ هذا مِن باب التوسُّل بفعل الله السابق؛ لتحقيق الفعل اللاحق، يعني: كما أنك سبحانك سَبَقَ الفضلُ منك على آل إبراهيم؛ فألْحِقِ الفضلَ منك على محمد وآله، وهذا لا يلزم أن يكون هناك مشبَّه ومشبَّه به.

فإن قال قائل: وهل تأتي الكاف للتعليل؟

قلنا: نعم، تأتي للتعليل، استمعْ إليها من كلام العلماء، واستمعْ إلى مثالها.

قال ابن مالك:

شَبِّه بكافٍ وبها التَّعليل قد

يُعنى وزائداً لتوكيد وَرَدْ

فأفاد بقوله: «وبها التعليل قد يُعنى» أنه قد يُقصد بها التعليل.

وأمّا المثال فكقوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ} [البقرة: 151] فإن الكاف هنا للتعليل لما سبق.

وكقوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 198] أي: لهدايتكم، وإن كان يجوز فيها التشبيه، يعني: واذكروه الذِّكرَ الذي هداكم إليه.

فهذا القول ـ أعني: أنَّ الكاف في قوله: «كما صَلَّيت» للتعليل من باب التوسل بالفعل السابق إلى تحقيق اللاحق ـ هو القول الأصحُّ الذي لا يَرِدُ عليه إشكال.

وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،...........

قوله: «وبارك على محمَّد» أي: أنزل عليه البَرَكَةَ، ولهذا جاءت متعدِّية بعلى دون اللام، والبَرَكَة: مأخوذة من «البِرْكَة» وهو مجتمع الماء، ولا يكون إلا على وَجْهِ الكثرة والقرار والثبوت، وعليه فالبَرَكة كثرة الخيرات ودوامها واستمرارها، ويشمَلُ البَرَكَة في العمل والبَرَكة في الأثر.

أما البَرَكَة في العمل: فأن يُوفِّق الله الإنسان لعمل لا يُوفَّق له مَن نُزعت منه البَرَكة.
وأما البَرَكَة في الأثر: بأن يكون لعمله آثار جليلة نافعة ينتفع بها الناس، ولا شَكَّ أن بَرَكَة النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لا نظيرَ لها، وذلك لأن أمَّته أكثر الأمم، ولأن اجتهادهم في الخير أكثر من اجتهادِ غيرهم، فَبُورِكَ له عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فيمن اتبعَه، وبُورِكَ له في عَمَلِ من اتبعَه.

قوله: «وعلى آل محمد كَمَا باركت على آل إبراهيم» سَبَقَ أنَّ الآل إذا أُفرِدت تشمَلُ جميعَ الأتباعِ، فالمرادُ بآله أتباعه، وسَبَقَ الشَّاهدُ من كون الآل بمعنى الأتباع، وهو قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] يعني: أتباعه.

أما إذا قُرنت الآلُ بالأصحاب والأتباع؛ صار المرادُ بها المؤمنين مِن قرابتِه من بني هاشم، ومَن تفرَّع منهم؛ لأن الآل يشمَلُ إلى الجَدِّ الرابع.

ولا عَجَبَ أن يكون لِلَّفْظِ معنًى عند الانفراد، ومعنًى عند الاقتران، فالمسكين مثلاً والفقير بمعنى واحد عند الانفراد، ولكُلِّ واحدٍ منهما معنى عند الاقتران والاجتماع، والبِرُّ والتقوى كذلك؛ لكُلِّ واحدة منهما معنى عند الاقتران، ويتَّفق معناهما عند الافتراق.

والكاف هنا على القول الذي رجَّحناه فيما مضى في قوله: «كما صَلَّيت» للتَّعليل، وعلى هذا؛ فيكون ذِكْرُها مِن باب التوسُّلِ بفِعْلِ الله السَّابق إلى فِعْله اللاحق، كأنك تقول: كما أنك يا رَبِّ قد تفضَّلت على آل إبراهيم وباركت عليهم فبارك على آل محمَّد.



تبع / ...

مدور رزق
30-09-2009, Wed 10:44 PM
قوله: «إنك حميد مجيد» ، الجملة هذه استئنافية تفيد التَّعليل.

«حميد»: فعيل بمعنى فاعل، وبمعنى مفعول، فهو حامد ومحمود، حامد لعباده وأوليائه الذين قاموا بأمره، ومحمود يُحمدُ عزّ وجل على ما له من صفات الكمال، وجزيل الإنعام.
وأما «المجيد»: فهي فعيل بمعنى فاعل، أي: ذو المجد. والمجدُ هو: العظمة وكمالُ السُّلطان، ويُقال: «في كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ» (1) .

هذا مثلٌ مشهور عند العرب، والمَرْخُ والعَفَار نوعان من الشَّجرِ في الحجاز معروفان، يعني: أنهما أسرعُ الشَّجرِ انقداحاً إذا ضربت بالزَّنْدِ، وإلا ففي كُلِّ الأشجار نار، كما قال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا} [يس: 80] .

وَيَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ومنْ عَذابِ الْقَبْرِ ............

قوله: «ويستعيذ» أي: يقول: أعوذُ بالله مِن عذابِ جهنَّم، والعياذ: هو الالتجاء أو الاعتصام مِن مكروه، يعني: أن يعتصم بالله من المكروه.

واللِّياذ: أن تلجأ إليه لحصول المطلوب، كما قال الشاعرُ:

يا مَنْ ألُوذُ به فيما أُؤَمِّلُهُ

ومَنْ أعُوذُ به مِمَّا أُحَاذِرُهُ

لا يَجْبُرُ النَّاسُ عظماً أنت كاسِرُهُ

ولا يَهيضُونَ عظماً أنت جَابِرُهُ

فجعلَ اللِّياذ فيما يُؤمَّل، والعياذ فيما يُحذَرُ مِن الأشياء المكروهة.

وهذان البيتان لا يصلحان إلا للَّهِ تعالى، وإنْ كان قائلُهما يَمدحُ بهما مخلوقاً، فهما مِن شطحاتِ الشُّعراء.

قوله: «من عذاب جهنم» أي: العذاب الحاصل منها، فالإضافة هنا على تقدير «من» فهي جنسيَّة كما تقول: خاتم حديد، أي: خاتم مِن حديد، ويحتمل أن تكون الإضافة على تقدير «في»، أي: عذابٌ في جهنم كما قال تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ} [سبأ: 33] أي: مكرٌ في الليل، والإضافة تأتي على تقدير «مِن» وعلى تقدير «في» وعلى تقدير «اللام» وهي الأكثر.
وقوله: «جهنم» عَلَمٌ على النَّارِ التي أعدَّها عزّ وجل للكافرين، قال تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ *} [آل عمران: 131] ، وهذه النَّار وَرَدَ في صفاتها وصفات العذاب فيها في الكتاب والسُّنَّة ما تقشعِرُّ منه الجلودُ، والبحث فيها من عِدَّة وجوه.

الوجه الأول: هل هي موجودة الآن، أو ليست بموجودة؟

الجواب: هي موجودة؛ لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم عُرضت عليه النَّارُ في صلاة الكسوف وهو يُصلِّي بالنَّاسِ (1) ، وكذلك في المعراج رأى النَّارَ أيضاً (1) والقرآن يدلُّ على ذلك كما قال تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24] والإعداد بمعنى: التهيئة والفعل ماضٍ، فيقتضي: أن الإعداد حاصل الآن.

الوجه الثاني: هل هي مؤبَّدة أو مؤمَّدة؟ يعني: هل تفنى أو هي دائمة أبد الآبدين؟

الجواب: المتعيِّن قطعاً أنها مؤبَّدة، ولا يكاد يُعرف عند السَّلفِ سوى هذا القول، ولهذا جَعَله العلماء مِن عقائدهم؛ بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبَّدة أبد الآبدين، وهذا أمرٌ لا شَكَّ فيه؛ لأن الله تعالى ذَكَرَ التأبيد في ثلاثة مَواضع مِن القرآن في سورة «النساء» في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا *} {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: 168، 169] .

والثاني في سورة «الأحزاب» في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا *} {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الأحزاب: 64، 65] .
والثالث في سورة «الجن» في قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23] ، ولو ذَكَرَ اللَّهُ عزّ وجل التأبيد في موضعٍ واحد لكفى، فكيف وهو قد ذَكَرَه في ثلاثة مواضعٍ؟ ومِن العجب أن فِئةً قليلة مِن العلماء ذهبوا إلى أنها تفنى بناءً على عِللٍ عَليلة؛ لمخالفتها لمقتضى الكتاب والسُّنَّة، وحَرَّفوا مِن أجلها الكتابَ والسُّنَّةَ فقالوا: إن {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} ما دامت موجودة. فكيف هذا؟!!

إذا كانوا خالدين فيها أبداً لزم أن تكون هي مؤبَّدة، لأن قوله: {فِيهَا} أي: هم كائنون فيها، وإذا كان الإنسان خالداً مؤبَّداً تخليده لزم أن يكون مكان الخُلود مؤبَّداً، لأنه لو فَنِيَ مكانُ الخلود ما صَحَّ تأبيد الخُلود.

والتعليلات المخالفة للنصِّ مردودة على صاحبها، وهذا الخلاف الذي ذُكِرَ عن فِئةٍ قليلة مِن أهل العِلم خلافٌ مُطَّرَحٌ؛ لأنه مخالف للنصِّ الصَّريح الذي يجب على كُلِّ مؤمن أن يعتقده، ومَن خالفَه لشُبهة قامت عنده فيُعذر عند الله، لكن من تأمَّل نصوصَ الكتابِ والسُّنَّةِ عَرَفَ أنها مؤبَّدة، والحكمة تقتضي ذلك؛ لأن هذا الكافر أفنى عُمُرَه في محاربة الله عزّ وجل ومعصيته، والكفر به وتكذيب رُسُله، مع أنه جاءه النذيرُ، وأعذر، وبُيِّنَ له الحقُّ، ودُعِي إليه، وقوتِلَ عليه، وأصرَّ على الكفر والباطل، فكيف نقول: إنَّ هذا لا يؤبَّد عذابه! والآيات في هذا صريحة.

الوجه الثالث: هل عذابها حقيقي يُؤلِم، أو أنَّ أهلَها يكونون فيها كأنهم حِجارة لا يتألَّمون؟
الجواب: أن عذابها حقيقي يُؤلِم، ومَنْ قال خِلاف ذلك فقد أخطأ، وأبعد النَّجْعَة، فهم يُعَذَّبون ويألمون ألماً عظيماً شديداً، كما قال تعالى في عِدَّة آيات {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 10] حتى إنهم يتمنَّون الموتَ، والذي يتمنَّى الموت، هل يُقال: إنه يتألَّم أو إنه تأقلم؟

الجواب: لو تأقلمَ ما تألَّمَ، ولا دعا الله أنْ يقضيَ عليه، قال تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ *لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ *} [الزخرف] .
إذاً؛ هم يتألَّمون بلا شَكٍّ، والحرارة النارية تؤثِّر على أبدانهم ظاهرِها وباطنِها، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا *} [النساء] وهذا واضحٌ؛ أن ظاهر أبدانهم يتألَّم وينضج، وقال تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] ، وشَيُّ الوجه واللَّحم معروف، فهم إذا استغاثوا {يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] بعد مُدَّة طويلة، وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواها وتساقطت ـ والعياذ بالله ـ فإذا شَرِبوه قَطَّعَ أمعاءَهم كما قال تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15] وهذا عذاب الباطن، وقال النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في أهونِ أهلِ النَّارِ عذاباً: «إنَّه في ضَحْضَاح مِنْ نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغُه» (1) فإذا كان الدِّماغ يَغْلي، فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النَّعلين، وهذا دليل واضحٌ على أنَّهم يتألَّمون، وأنَّ هذه النارَ تؤثِّر فيهم، وقال تعالى: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحج: 22] أي: المُحرِق، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة.

الوجه الرابع: هل هناك ناران: نارٌ لأهل الكفر، ونار لأهل التوحيد الذين يُعذَّبون فيها ثم يخرجون؟

الجواب: زَعَمَ بعضُ العلماء ذلك، وقال: إنَّ النَّارَ ناران، نارٌ لأهل الكفر؛ ونار لأهل المعاصي من المؤمنين، وبينهما فَرْقٌ، ولكن هذا لا أعلمُ له دليلاً؛ لا مِن القرآن ولا من السُّنَّة، والذي أعلمُه أنَّ النَّارَ واحدة لا تختلف لكن عذابها يختلفُ، فلا شَكَّ أنَّها على عُصاة المؤمنين ليست كما هي على الكافرين.
وكوننا نقول بالتقسيم بناءً على استبعاد عقولنا أن تكون ناراً واحدة تؤثِّر تأثيرين مختلفين لا وَجْهَ له لما يلي:

أولاً: أن الله على كلِّ شيءٍ قدير، والله تعالى قادرٌ على أن يجعل النَّارَ الواحدة لشخص سلاماً ولآخر عذاباً.


ثانياً: أن أحوال الآخرة لا تُقاس بأحوال الدنيا أبداً؛ لظهور الفَرْقِ العظيم بينهما، فلا يجوز أنَّ تقيس أحوال الآخرة بأحوال الدُّنيا؛ لتنفي ما لا يتَّسعُ له عقلك، بل عليك ـ بالنسبة لأحوال الآخرة ـ أن تسلِّم وتقبل وتُصدِّق. أليست هذه الشمسُ تدنو مِن الخلائق قَدْرَ ميل يوم القيامة؟ ولو كانت أحوالُ النَّاسِ يوم القيامة كأحوالهم في الدنيا لأحرقتهم؛ لأنَّ هذه الشمسَ في أوجها لو نزلت في الدُّنيا ولو يسيراً أحرقت الأرضَ ومَحَتْهَا عن آخرها، ونحن نحسُّ بحرارتها الآن، وبيننا وبينها مسافات عظيمة، ولا سيَّما في أيام الصيف حين تكون عمودية، ومع ذلك تدنو مِن الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل، ولا يحترقون بها.

وكذلك أيضاً في يوم القيامة؛ الناسُ في مقام واحد، المؤمنون لهم نورٌ يَسعى بين أيديهم وبأيمانهم، والكُفَّار في ظُلْمَة، لكن في الدنيا لو كان بجانبك واحد على يمينه نورٌ وبين يديه نورٌ فإنك تنتفع به، أمَّا في الآخرة فلا.

وفي الآخرة أيضاً يَعْرَقُ النَّاسُ، فيختلف العَرَقُ اختلافاً عظيماً بينهم؛ وهم في مكانٍ واحد، فمِن النَّاسِ مَن يَصِلُ العَرَقُ إلى كعبيه، ومنهم مَن يَصِلُ إلى ركبتيه، ومنهم مَن يَصِلُ إلى حقويه، ومنهم مَنْ يُلجمُه العَرَقُ.

فلا يجوز أن نقيسَ أحوالَ الآخرة بأحوال الدُّنيا، ثم نذهب ونُحدِث أشياء لم تأتِ في الكتاب والسُّنَّة، كتقسيم النَّار إلى نارين: نار للعصاة، ونار للكافرين. فالذي بلغنا ووصل إليه عِلمُنا أنها نارٌ واحدة لكنها تختلف.

الوجه الخامس: أين مكان وجودها؟
الجواب: مكانها في الأرض، ولكن قال بعضُ أهل العِلْم: إنَّها البحار. وقال آخرون: بل هي في باطن الأرض. والذي يظهر: أنَّها في الأرض، ولكن لا ندري أين هي مِن الأرض على وَجْهِ التعيين.

والدَّليل على أنَّ النَّارَ في الأرض:

قول الله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ *} [المطففين: 7] وسِجِّين الأرض السُّفلى كما جاء في حديث البَراءِ بن عَازبٍ فيمن احتُضِرَ وقُبِضَ مِن الكافرين، أنَّها لا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السَّماءِ، ويقول الله تعالى: «اكتبوا كتابَ عبدي في سِجِّين في الأرض السُّفلى، وأعيدوه إلى الأرض» (1) ولو كانت النَّارُ في السَّماء لكانت تُفتَّحُ لهم أبوابُ السَّماءِ ليدخلوها؛ لأنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم رأى أصحابَها يعذَّبون فيها، وإذا كانت في السَّماءِ لَزِمَ مِن دخولهم في النَّارِ التي في السماء أن تُفَتَّحَ لهم أبوابُ السَّماءِ.

لكن؛ بعضُ الطَّلبة استشكلَ وقال: كيف يراها الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم ليلة عُرِجَ به (1) وهي في الأرض؟

وأنا أعجب لهذا الاستشكال! ولا سيَّما وقد وَرَدَ مِن طالب عِلم، فإذا كُنَّا ـ ونحن في الطائرة ـ نرى الأرضَ تحتنا بعيدة وندركها، فكيف لا يرى النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ النَّارَ وهو في السماء؟!!

ثم إن أمورَ الغيب لا تُقاس بأمور الشهادة.

فالحاصل: أنَّ النَّارَ في الأرض، وقد رُوِيَ في هذا أحاديثُ؛ لكنها ضعيفة، ورُوِيَ آثار عن السَّلف كابن عباس، وابن مسعود (2) ، وهو ظاهر القرآن قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] ، والذين كذَّبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شَكَّ أنهم في النّار.

الوجه السادس: ما أسماؤها؟
الجواب: لها أسماء متعدِّدة، وهذا التعدُّد في الأسماء لاختلاف صفاتها؛ فتُسمَّى الجحيم، وتُسمَّى جهنَّم، وتُسمَّى لَظَى، وتُسمَّى السَّعير، والمُسمَّى واحد، فكلُّ ما وَرَدَ في كتاب الله أو صَحَّ في سُنَّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم مِن أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدِّق به ويُثْبِتَه.

وقوله: «من عذاب جهنَّم» هل المراد أنه يتعوَّذ بالله من فِعْلِ المعاصي المؤدِّية إلى جهنم، أو يتعوَّذ بالله من جهنَّم، وإن عَصَى فهو يطلب المغفرة من الله، أو يشمَلُ الأمرين؟

الجواب: يشمَلُ الأمرين، فهو يستعيذُ بالله مِن عذاب جهنَّم، أي: مِن فِعْلِ الأسباب المؤدِّية إلى عذاب جهنَّم.

ومِن عذاب جهنَّم، أي: من عقوبة جهنَّم إذا فَعل الأسباب التي توجب ذلك؛ لأن الإنسان بين أمرين: إمَّا عصمة مِن الذُّنوبِ، فهذا إعاذة الله من فِعْلِ السبب، وإما عفوٌ عن الذُّنوبِ وهذا إعاذة الله مِن أَثَرِ السبب.

وقولنا: العصمة مِن الذُّنوبِ، ليس معناه العصمة المطلقة؛ لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «كلُّ بني آدم خَطَّاء، وخيرُ الخَطَّائين التوَّابُون» (1) . وقال: «لو لم تُذنبوا؛ لذهبَ اللَّهُ بكم، ولجاء بقومٍ يُذنبون؛ فيستغفرون الله؛ فيغفر لهم» (2) .

قوله: «ومن عذاب القبر» معطوفة على «مِن عذاب جهنَّم» وعذاب القبر ما يحصُل فيه من العقوبة، وأصل القبر مدفن الميِّت، قال الله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ *} [عبس] قال ابنُ عباس: «أي: أكرمه بدفنه». وقد يُراد به البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة، وإن لم يُدفن، كما قال تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمون: 100] يعني: مِن وراء الذين ماتوا؛ لأن أوَّلَ الآية يدلُّ على هذا، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} [المؤمنون] .

فهل الدَّاعي إذا استعاذ بالله مِن عذابِ القبر؛ يريد مِن عذاب مدفن الموتى، أم مِن عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام السَّاعة؟

الجواب: يُريد الثاني؛ لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويُدفن، أو يموت وتأكله السِّباع، أو يَحترق ويكون رماداً، قال الله تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] فاستحضر أنك إذا قلت: «من عذاب القبر» أي: مِن العذاب الذي يكون للإنسان بعد موتِه إلى قيام السَّاعة.

والبحث في عذاب القبر مِن عِدَّة أوجه:

الوجه الأول: بماذا ثبت عذاب القبر؟

الجواب: ثبت بصريح السُّنَّة، وظاهر القرآن، وإجماع المسلمين.

أمَّا صريحُ السُّنَّة: فحديث البَراء بن عَازبٍ وأمثاله، قال النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «استعيذوا بالله مِن عذابِ القبر، استعيذوا بالله مِن عذاب القبر، استعيذوا بالله مِن عذاب القبر»

وأمَّا إجماع المسلمين: فلأن جميع المسلمين يقولون في صلاتهم: «أعوذُ بالله من عذاب جهنَّم، ومِن عذاب القبر»، حتى العامَّة الذين ليسوا من أهل الإجماع، ولا من العلماء.
وأما ظاهر القرآن: فمثل قوله تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ *} [غافر] قال: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} ثم قال: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ولا شَكَّ أن عَرْضهم على النَّارِ مِن أجل أن يصيبهم مِن عذابها، وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ} [الأنعام: 93] فهم يَشِحُّون بأنفسهم لا يريدون أن تخرج {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93] .

فقال: {الْيَوْمَ} «أل» هنا للعهد الحضوري، يعني: اليوم الحاضر الذي هو يوم وفاتهم {تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93]

وهذا الظَّاهر من القرآن يكاد يكون كالصَّريح؛ لأن الآيتين اللتين ذكرناهما كالصَّريح في ذلك.

الوجه الثاني: هل هو على البدن، أو على الرُّوح، أو عليهما؟

الجواب: الأصلُ أنَّه على الرُّوح؛ لأن الحُكْمَ بعد الموت للرُّوح، والبدن جُثَّة هامدة، ولهذا لا يحتاج البدن إلى إمداد لبقائه، فلا يأكل ولا يشرب، بل تأكله الهوام، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الرُّوح قد تتَّصلُ بالبَدَنِ فيتعذَّب. واعتمدوا في ذلك على أنَّ هذا قد رُئِيَ حِسًّا في القبر، فقد فُتِحَتْ بعضُ القبور ورُئِيَ أثرُ العذاب على الجسم، وفُتِحت بعضُ القبور ورُئِيَ أثر النَّعيم على الجسم، وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ، وبقي جسمُه يابساً؛ لكن لم تأكل منه شيئاً، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه، فاحفِروا عن يمين أو يسار.

فبناءً على ذلك قال العلماء: إن الرُّوح قد تتَّصل بالبدن فيكون العذابُ على هذا وهذا، وربما يُستأنس لذلك بحديث البَراءِ بن عازبٍ المتقدِّم الذي قال فيه رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن القبرَ ليضيق على الكافر؛ حتى تختلف فيه أضلاعُه» (1) ، فهو يدلُّ على أن العذابَ يكون على الجسم؛ لأن الأضلاع في الجسم.

الوجه الثالث: إذا لم يُدفن الميِّت وأكلته السِّباعُ، أو ذرَّته الرِّياحُ، أو سقط في اليَمِّ فأكلته الحيتان. هل يكون عليه عذاب؟

الجواب: نعم، ويكون العذاب على الرُّوح؛ لأن الجسدَ قد زال وتَلِفَ وفَنِيَ، وإنْ كان هذا أمراً غيبيًّا لا أستطيع أن أجزم بأن البدن لا يناله مِن هذا العذاب شيء؛ ولو كان قد فَنِيَ واحترق؛ لأن الأمر الأُخروي لا يستطيع الإنسان أن يقيسه على المشاهد في الدُّنيا.

الوجه الرابع: هل عذابُ القبر دائم، أو منقطع؟.
الجواب: أما إنْ كان الإنسان كافراً ـ والعياذ بالله ـ فإنه لا طريق إلى وصول النَّعيم إليه أبداً، ويكون عذابُه مستمرًّا، وأما إنْ كان عاصياً وهو مؤمن فإنه إذا عُذِّبَ في قَبْرِه يُعذَّب بقَدْرِ ذنوبه، وربَّما يكون عذابُ ذنوبه أقل مِن البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة، وحينئذٍ يكون منقطعاً.

الوجه الخامس: هل يُخفَّفُ عذابُ القبر بالنسبة للمؤمن العاصي؟

الجواب: نعم، قد يُخفَّف؛ لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم مرَّ بقبرين فقال: «إنَّهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، بلى إنه كبير، أمَّا أحدهما فكان لا يستبرئ أو قال: لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، ثم أخذ جريدةً رطبةً فشقَّها نصفين، فغرز في كُلِّ قبر واحدة، وقال: «لعله يخفَّف عنهما ما لم ييبسا» (1) ، وهذا دليل على أنه قد يُخفَّف العذابُ، ولكن ما مناسبة هاتين الجريدتين لتخفيف العذاب عن هذين المعذَّبين؟

الجواب (2) : قيل: لأنَّهما تسبِّحان ما لم تيبسا، والتسبيح يخفِّف مِن العذاب على الميِّت، وفرَّعوا على هذه العِلَّة المستنبطة التي قد تكون مستبعدة؛ أنه يُسنُّ للإنسان أن يذهب إلى القبور ويسبِّح عندها مِن أجل أن يخفِّف عنها العذاب.

وقال بعضُ العلماء: هذا التَّعليل ضعيف؛ لأن الجريدتين تسبِّحان، سواء كانتا رطبتين أم يابستين لقول الله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] .

وسُمِعَ تسبيحُ الحَصى بين يدي الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مع أن الحَصى يابس ولا ينمو.

والعِلَّة القريبة: أنَّ الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّم رجا مِن الله عزّ وجل أن يخفِّف عنهما مِن العذاب ما دامت هاتان الجريدتان رطبتين، يعني: أن المدَّة ليست طويلة.
وذلك مِن أجل التَّحذير عن فِعْلِهما؛ لأن فِعْلَهما كبير كما جاء في الرواية: «بلى؛ إنه كبير» أحدهما لا يستبرئ من البول، وإذا كان لا يستبرئ مِن البول صَلَّى بغير طهارة، والثاني يمشي بالنميمة؛ يُفسد بين عباد الله ـ والعياذ بالله ـ ويُلقي بينهم العداوة والبغضاء، فالأمر كبير، وهذا هو الأقرب أنها شفاعة مؤقَّتة تحذيراً للأمة، لا بُخلاً مِن الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالشفاعة الدائمة.

ونقول استطراداً: إن بعض العلماء ـ عفا الله عنهم ـ قالوا: يُسَنُّ أن يضع الإنسان جريدة رطبة أو شجرة أو نحوها على القبر ليخفِّف عنه، لكن هذا الاستنباط بعيد جدًّا؛ ولا يجوز أن نصنع ذلك لما يلي:

أولاً: أنه لم يُكشف لنا أن هذا الرَّجل يُعذَّب، بخلاف النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فقد كُشِفَ له عن القبرين.

ثانياً: أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميِّت؛ لأننا ظننَّا به ظَنَّ سوءٍ أنه يُعذَّب، وما يدرينا فلعله يُنَعَّم، لعل هذا الميت ممن مَنَّ الله عليه بالمغفرة قبل موته؛ لوجود سبب مِن أسباب المغفرة الكثيرة، فمات وقد عفا رَبُّ العباد عنه، وحينئذٍ لا يستحقُّ عذاباً.

ثالثاً: أنَّهُ مخالفٌ لهدي النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فإنه لم يكن يفعل ذلك في كلِّ قَبْرٍ.

رابعاً: أنَّه مخالفٌ لما كان عليه السَّلف الصَّالح الذين هم أعلمُ النَّاس بشريعة الله، فما فَعَلَ هذا أحدٌ من الصَّحابة رضي الله عنهم.

خامساً: أنَّ الله تعالى قد فَتَحَ لنا ما هو خير منه، فكان النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام إذا فَرَغَ مِن دفن الميِّت وَقَفَ عليه وقال: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيتَ، فإنه الآن يُسأل» (1) .

الوجه السادس: هل عذاب القبر من أمور الغيب، أم من أمور الشَّهادة؟

الجواب: مِن أمور الغيب، وكم من إنسان في هذه المقابر يُعذَّب، ونحن لا نشعرُ به، وكم جار له مُنعَّم مفتوح له باب إلى الجنة ونحن لا نشعر به، فما في القبور لا يعلمه إلا علاَّم الغيوب، فشأن عذاب القبر من أمور الغيب، ولولا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرنا به ما علمنا؛ ولهذا لمَّا دَخَلَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم على عائشة، وعندها امرأة من اليهود وهي تقول: هل شعرتِ أنكم تفتنون في القبور؟ قالت عائشة: فارتاعَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «إنَّما تُفْتَنُ يَهُودُ» قالت عائشة: فلبثنا ليالي، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل شعرتِ أنه أُوحي إلي أنكم تُفتنون في القبور» قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بَعْدُ يستعيذُ مِن عذاب القبر (1) .

ولكن قد يُطلع الله تعالى عليه مَنْ شاء مِن عباده، مثل ما أطلع نبيه صلّى الله عليه وسلّم على الرَّجُلين اللذين يعذَّبان، أحدُهما يمشي بالنميمة، والآخر لا يستنزه من البول (2) . والحكمة من جَعْلِهِ من أمور الغيب ما يلي:

أولاً: أنَّ الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين؛ فلو كُنَّا نَطَّلِعُ على عذاب القبور لَمِتنا؛ لأن الإنسان إذا اطَّلع على أنَّ أباه، أو أخاه، أو ابنه، أو زوجه، أو قريبه يُعذَّب في القبر ولا يستطيع فِكَاكَه، فإنه يَقْلق ولا يستريح، وهذه مِن نعمة الله سبحانه.

ثانياً: أنه أستر للميِّت، فهذا الميِّت قد سَتَرَ الله عليه، ولم نعلم عن ذنوبه التي بينه وبين رَبِّه عزّ وجل، فإذا مات وأطلعنا الله على عذابِهِ صار في ذلك فضيحة عظيمة له، ففي سَتْرِه رَحْمةٌ مِن الله بالميِّت.

ثالثاً: أنه قد يَصعُب على الإنسان دَفْنُ الميِّت؛ كما صَحَّ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «لولا ألاَّ تدافنوا؛ لسألتُ اللَّهَ أن يسمِعَكم مِن عذاب القبر الذي أسمعُ منه» (1) .

رابعاً: أنَّ في ذلك إزعاجاً لأهله وذويه، وربما عُيِّرُوا بذلك وأُهينُوا.
خامساً: لو كان العذاب ظاهراً لم يكن للإيمان به مزيَّة، لأنه يكون مشاهداً، وهو من أمور الغيب التي يُثنى على مَنْ آمن بها، ثم إنَّه قد يحمِلُ النَّاسَ على أن يؤمنوا كلهم؛ لقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [غافر: 84] فلو رأى النَّاسُ هؤلاء المدفونين وسمعوهم يتصارخون لآمنوا وما كفر أحد، لأنه أيقن بالعذاب عين اليقين، فكأنه نزل به فلم يكن للإيمان به فائدة. وحِكَمُ الله سبحانه وتعالى عظيمة والإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يجزمُ بخبر الله أكثر مما يجزمُ بما شاهده بعينه، لأن خَبَرَ الله عزّ وجل لا يتطرَّقُ إليه احتمال الوهم ولا الكذب، وما تراه بعينك يمكن أن تتوهمه.

فكم مِن إنسان شَهِدَ أنَّه رأى الهلالَ؛ وإذا هي نجمة. وكم مِن إنسان شَهِدَ أنه رأى الهلال؛ وإذا هي شعرة بيضاء على حاجبه، وهذا وَهْمٌ، وكم مِن إنسان يرى شَبَحاً ويقول: هذا إنسان مقبل؛ وإذا هو جذع نخلة. وكم من إنسان يرى السَّاكن متحرِّكاً والمتحرِّك ساكناً. لكن خبر الله لا يتطرَّق إليه الاحتمال أبداً. ولهذا نسألُ الله لنا ولكم الثبات. فالمؤمن يُوقن بخبر الله أشدَّ مما يراه في عينه مِن قَبوله والإيمان به.

وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالمَمَاتِ وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَيَدْعُو بِمَا وَرَدَ.

قوله: «ومن فتنة المحيا والممات» معطوفة على «من عذاب جهنم» والمراد بالفتنة اختبار المرء في دينه؛ في حياته وبعد مماته، وفتنة الحياة عظيمة وشديدة، وقلَّ من يتخلَّص منها إلا مَنْ شاء الله، وهي تدور على شيئين:

1 ـ شُبُهات.

2 ـ شهوات.
أما الشُّبُهات فتعرض للإنسان في عِلْمِهِ، فيلتبس عليه الحقُّ بالباطل، فيرى الباطل حقًّا، والحقَّ باطلاً، وإذا رأى الحقَّ باطلاً تجنَّبه، وإذا رأى الباطلَ حقاً فَعَلَهُ، وأمَّا الشَّهوات فتعرض للإنسان في إرادته، فيريد بشهواته ما كان محرَّماً عليه، وهذه فتنة عظيمة، فما أكثر الذين يرون الرِّبا غنيمة فينتهكونه! وما أكثر الذين يرون غِشَّ النَّاسِ شطارةً وجَودةً في البيع والشِّراء فيغشُّون! وما أكثر الذين يرون النَّظَرَ إلى النساء تلذُّذاً وتمتُّعاً وحرية، فيطلق لنفسه النظر للنساء! بل ما أكثر الذين يشربون الخمر ويرونه لذَّة وطرباً! وما أكثر الذين يرون آلاتِ اللهو والمعازف فنًّا يُدرَّسُ ويُعطى عليه شهادات ومراتب!

وأما فتنة الممات فاختلف فيها العلماءُ على قولين (1) :

القول الأول: إن فتنة الممات سؤال الملكين للميِّت في قَبْرِه عن ربِّه، ودينه ونبيِّه؛ لقول النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنه أُوحِيَ إلي أنكم تُفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة المسيح الدَّجَّال» (1) . فأمَّا مَنْ كان إيمانُه خالصاً فهذا يسهل عليه الجواب.

فإذا سُئل: مَنْ ربُّك؟ قال: ربِّي الله.

مَنْ نبيُّك؟ قال: نبيِّي محمَّد.

ما دينك؟ قال: ديني الإسلام. بكلِّ سُهولة.

وأما غيره ـ والعياذ بالله ـ فإذا سُئل قال: هاه... هاه... لا أدري؛ سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته (2) .

وتأمل قوله: «هاه... هاه...» كأنه كان يعلم شيئاً فنسيه، وما أشدَّ الحسرة في شيء علمتَه ثم نسيتَه؛ لأن الجاهل لم يكسب شيئاً، لكن النَّاسي كسب الشيء فخسره، والنتيجة يقول: لا أدري مَنْ ربِّي، ما ديني، مَنْ نبيي. فهذه فتنة عظيمة؛ أسألُ الله أن ينجِّيني وإيَّاكم منها، وهي في الحقيقة تدور على ما في القلب، فإذا كان القلب مؤمناً حقيقة يرى أمور الغيب كرأي العين، فهذا يجيب بكلِّ سُهولة، وإن كان الأمر بالعكس فالأمر بالعكس.

وأهميتها، كما نصَّ على فِتنة الدَّجَّال مع أنها مِن فتنة المحيا، فهي فِتنة ممات؛ لأنها قُرب الممات، وخصَّها بالذِّكر؛ لأنها أشدُّ ما يكون، وذلك لأن الإنسان عند موته ووداع العمل صائر إما إلى سعادة، وإما إلى شقاوة، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «إن أحدَكُم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنَّة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتابُ؛ فيعملُ بعملِ أهل النَّارِ» (1) فالفتنة عظيمة.

وأشدُّ ما يكون الشيطانُ حرصاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة، والمعصومُ مَنْ عَصَمَه الله، يأتي إليه في هذه الحال الحرجةِ التي لا يتصوَّرها إلا من وقع فيها قال تعالى: {كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ *وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ *وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ *وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ *إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ *} [القيامة] ، حال حرجة عظيمة، الإنسانُ فيها ضعيفُ النَّفْسِ، ضعيفُ الإِرادة، ضعيفُ القوَّة، ضيقُ الصَّدر، فيأتيه الشيطانُ ليغويه؛ لأن هذا وقت المغنم للشيطان، حتى إنه كما قال أهل العلم: قد يعرضُ للإِنسان الأديان اليهودية، والنصرانية، والإسلامية بصورة أبويه، فيعرضان عليه اليهودية والنصرانية والإسلامية، ويُشيران عليه باليهودية أو بالنصرانية، والشيطان يتمثَّلُ كُلَّ واحد إلا النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم، وهذه أعظم الفِتَنِ.

ولكن هذا والحمد لله لا يكون لكلِّ أحد، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ، وحتى لو كان الإنسان لا يتمكَّن الشيطان من أن يَصِلَ إلى هذه الدرجة معه، لكن مع ذلك يُخشى عليه منه.

يقال: إنَّ الإمام أحمد رحمه الله وهو في سكرات الموت كان يُسمَعُ وهو يقول: بعدُ.. بعدُ. فلما أفاق قيل له في ذلك؟ قال: إنَّ الشيطان كان يعضُّ أنامله يقول: فُتَّني يا أحمد. يعضُّ أنامله ندماً وحسرة كيف لم يُغوِ الإمام أحمد؟ فيقول له أحمد: بعدُ.. بعدُ. أي: إلى الآن ما خرجت الرُّوح، فما دامت الرُّوح في البدن فكلُّ شيء وارد ومحتمل {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8] في هذه الحال فتنة عظيمة جدًّا، ولهذا نصَّ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم عليها قال: «مِن فِتنة المحيا والممات».

فالحاصل: أنَّ فتنة الممات فيها تفسيران:

التفسير الأول: الفتنة التي تكون عند الموت.

والثاني: التي تكون بعد الموت، وهي سؤال الملكين الإنسان عن رَبِّه ودينه ونبيِّه.

ولا مانع بأن نقول: إنَّها تشمَلُ الأمرين جميعاً، ويكون قد نصَّ على الفتنة التي قبل الموت وعند الموت؛ لأنَّها أعظم فتنة تَرِدُ على الإنسان، وذكر ما يُخشى منها من سوء الخاتمة إذا لم يُجِرِ اللَّهُ العبد من هذه الفتنة.

وعلى هذا، ينبغي للمتعوِّذ مِن فِتنة الممات أن يستحضر كلتا الحالتين.

مسألة: هل سؤال الملكين حقيقي، بمعنى: أن الإنسان يُجْلَسُ في قبره ويُناقش، أو أنه خيال؟

الجواب: هو حقيقي بلا شَكٍّ، وأن الإنسان في قبره يُجْلَسُ ويُناقش ويُسأل؛ نسأل الله الثبات.

فإن قال قائل: إن القبر محدود ضيِّق فكيف يجلس؟

فالجواب على ذلك: أولاً: أنَّ الواجب على المؤمن في الأمور الغيبية أن يقبل ويصدِّق، ولا يسأل عما وراء ذلك، بل يقول: سمعنا وآمنَّا، وصدَّقنا وقَبِلْنَا، ولا يسأل: كيف ولِمَ؛ لأنه لا يَسأل عن كيف ولِمَ إلا مَنْ شَكَّ، وأما من آمن وانشرح صدرُه لأخبار الله ورسوله فإنه يُسَلِّم ويقول: الله أعلم بكيفية ذلك.
ثانياً: أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدُّنيا، لظُهور الفَرْق العظيم بينهما، وعدم الجامع المقتضي لإلحاق إحداهما بالأخرى. وتعلُّق الرُّوح بالبدن بعد الموت ليس كتعلُّقها به في حال الحياة، بل إن تعلُّقَ الرُّوح بالبدن في حال النوم ليس كتعلقها به في حال اليقظة، فللرُّوح مع البدن شؤون عظيمة لا يدركها الإنسان، وتعلُّقها بالبدن بعد الموت لا يمكن أن يُقاس بتعلُّقها به في حال الحياة، وها هو الإنسان في منامه؛ يرى أنه ذهب وجاء وسافر وكَلَّم أُناساً والتقى بأناس أحياء وأموات، ويرى أنه له بستاناً جميلاً؛ أو داراً موحشة مظلمة، ويرى أنه راكب على سيَّارة مريحة، ويرى مرَّة أنه صَدَمَ، ومرَّة أنه صُدِم، كلُّ هذا يمكن، مع أن الإنسان على فراشه لم يتغيَّر، حتى الغطاء الذي عليه لم يتغيَّر، وهذا أمر يكون حقًّا إذا كانت رؤيا صالحة.

فالإنسان يمكن أن يُجْلَسَ في قبره ويُسأل، ولو كان القبر محدوداً ضيِّقاً.

إذاً؛ فالفتنة حقيقة؛ يُسأل المرءُ عن ثلاثة أشياء: عن ربِّه، ودينه، ونبيِّه. وسَبَقَ لنا ذِكْرُ كيفيَّة الجواب من المسؤول، وأن المؤمن يقول: ربِّي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد. وأما الكافر أو المرتاب فيقول: هاه... هاه... لا أدري، سمعتُ النَّاسَ يقولون شيئاً فقلتُه (1) .

قوله: «وفتنة المسيح الدَّجَّال» . معطوفة على قوله: «مِن عذاب جهنَّم» المراد بفتنة المسيح الدَّجَّال ما يحصُلُ به مِن الإضلال والإغواء بما معه من الشُّبهات و«المَسيْح» فعيل بمعنى مفعول من المسح؛ لأنه يمسح الأرض بسرعة سيره فيها، أو لأنه كان ممسوح العين؛ لأنه أعور العين اليُمنى، كأن عينه عِنَبَة طافية، أو عنبة طافئة.

إن كانت طافئة فهي خابئة، أي: أنها غائرة، وإن كانت طافية بالياء فهي كالعنبة الطافية فوق الماء أي: أنها ناتئة.
وعلى كُلٍّ؛ فإن هذا المسيح الدَّجَّال فِتنته مِن فتنة الدُّنيا؛ لأنه لا يَفتن إلا الأحياء، فالأموات قد سَلِموا منه.

فإن قال إنسان: إذا كان مِن فِتنة الدُّنيا أو مِن فِتنة المحيا، فلماذا ذُكِرَ وحده؟

فالجواب: لأن أعظمَ فِتنة على وَجْهِ الأرض منذ خُلق آدم إلى قيام الساعة هي فِتنةُ الدَّجَّال، كما قال ذلك النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم (2) ، ولهذا ما من نبيٍّ مِن نوح إلى محمَّد صلوات الله وسلامه عليهم إلا أنذر قومَه منه (1) تنويهاً بشأنه وتحذيراً منه، وإلا فإن الله يعلم أنه لن يخرج إلا في آخر الزمان، ولكن أَمَرَ الرُّسل أن ينذروا قومهم إيَّاه من أجل أن يتبيَّن عِظَمُه وفداحته، وقد صَحَّ ذلك عن النبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلامُ وقال: «إنْ يخرجْ وأنا فيكم، فأنا حَجيجُهُ دونكم ـ يعني: أكفيكم إيَّاه ـ وإن يخرجْ، ولست فيكم؛ فامرؤٌ حجيجُ نفسه، والله خليفتي على كلِّ مسلم» (2) نِعْمَ الخليفةُ ربُّنا جَلَّ وعلا. لذلك كان الدَّجَّال حريًّا بأن تُخصَّ فِتنته من بين فِتَنِ المحيا.


تبع / ...

مدور رزق
30-09-2009, Wed 10:45 PM
وأما الدَّجَّال فهو مأخوذ من الدَّجَل وهو التمويه؛ لأن هذا أعظم مموِّه، وأشدُّ الناس دجلاً.

والبحث فيه من وجوه:

أولاً: زَمنه، هو من علامات الساعة؛ ولكنه غير محدَّد، فلا نعلمه؛ لأنه لا يعلم متى تكون السَّاعة إلا الله، فكذلك أشراطها لا نعلم منها إلا ما ظهر، فوقت خروجه غير معلوم لنا.

ثانياً: مكانه، فإنه يخرج من المشرق جهة الفتن والشَّرِّ، كما قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام: «الفتنة ههنا؛ وأشار إلى المشرق» (3) فالمشرق منبع الشَّرِّ والفِتن مِن خُراسان؛ مارًّا بأصفهان؛ داخلاً الجزيرة من بين الشام والعراق، ليس له هَمٌّ إلا المدينة، لأن فيها البشير النذير عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فيحبُّ أن يقضي على أهل المدينة، ولكنَّها محرَّمة عليه، كما ثَبَتَ عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أن على كُلِّ باب منها ملائكة يحفظونها (1) ، يخرج خَلَّةً بين الشام والعراق (2) ، ويتبعه مِن يهود أصفهان سبعون ألفاً (3) ؛ لأنهم جنوده، واليهود من أخبث عباد الله، وهو أضلُّ عباد الله، فيتبعونه ويؤيدونه وينصرونه، ويكونون مسالح له، أي: جنوداً مجندين هم وغيرهم ممن يتبعهم، قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسلام: «يا عباد الله فاثبتوا...» (4) يثبتنا عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لأن الأمر خطير، وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : «مَنْ سَمِعَ بالدَّجَّالِ فلينأ عنه فإن الرَّجُل يأتيه وهو مؤمن؛ فلا يزال به حتى يتبعه لما يُلقي من الشُّبهات» (5) أي: يأتيه الإنسان ويقول: لن يضلَّني، ولن أتأثَّر به، ولكن لا يزال يُلقي عليه من الشُّبهات حتى يتبعه والعياذ بالله.

ثالثاً: دعوته، فقد ذُكِرَ أنَّه أول ما يخرج يدعو إلى الإسلام، ويقول: إنه مسلم، وينافح عن الإسلام، ثم بعد ذلك يدَّعي النبوة، ثم بعد ذلك يدَّعي أنه إله، فهذه دعواه، نهايتها بداية فرعون، وهي ادّعاء الرُّبوبية.

رابعاً: فِتنته، مِن حكمة الله عزّ وجل أن الله سبحانه وتعالى يعطيه آيات فيها فِتَنٌ عظيمة، فإنه يأتي إلى القوم يدعوهم فيتَّبعونه فيصبحون وقد نبتت أراضيهم، وشبعت مواشيهم، فتعود إليهم أوفر ما تكون لبناً وأسبغ ضروعاً، يعني: أنهم يعيشون برغدٍ، لأنهم اتبعوه.
ويأتي القومَ فيدعوهم فلا يتَّبعونه فيصبحون ممحلين ليس في أراضيهم شيء، وهذه فِتنة عظيمة ولا سيما في الأعراب، ويمرُّ بالخَرِبَة فيقول: أخرجي كنوزك، فتخرج كنوزها تتبعه كيعاسيب النحل من ذهب وفضَّة وغيرها بدون آلات وبدون أيِّ شيء، فِتنةً من الله عزّ وجل، فهذه حاله ومعاملته مع أهل الدُّنيا لمن يريد التمتُّع بالدنيا أو يبأس فيها.

ومِن فِتنته: أن الله تعالى جَعَلَ معه مثل الجنة والنَّار (1) ، بحسب رؤيا العين، لكن جنته نار، وناره جنَّة، مَن أطاعه أدخله هذه الجنَّة فيما يرى النَّاسُ، ولكنها نار محرقة والعياذ بالله، ومن عصاه أدخله النار فيما يراه النَّاسُ، ولكنها جَنَّةٌ وماء عذب طيِّب.

إذاً؛ يحتاج الأمرُ إلى تثبيت مِن الله عزّ وجل، إنْ لم يثبِّت اللَّهُ المرءَ هلك وضلَّ.

ومن فتنته: أنه يخرجُ إليه شابٌ فيقول له: أنت الدَّجَّالُ الذي ذَكَرَ لنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، فيدعوه فيأبى أن يتبعه، فيضربه ويشجّه في المرَّة الأولى، ثم يقتله، ويمرُّ بين شقيه، ثم يدعوه فيقوم يتهلَّلُ وجهه، ويقول: أنت الدَّجَّالُ الذي ذَكَرَ لنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم يأتي ليقتله فلا يُسلَّط عليه، ويعجزُ عن قتله، ولن يُسلَّط على أحد بعدَه، فهذا من أعظم النَّاس شهادةً عند الله (1) ، لأنه في هذا المقام العظيم الرهيب الذي لا يتصوَّر رهبته إلا مَن باشره، يُصرِّحُ على الملأ إعذاراً وإنذاراً بأنك أنت الدَّجَّال الذي ذَكَرَ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
خامساً: مقدار لُبثه في الأرض أربعون يوماً فقط، يوم كسنةٍ، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا، هكذا حدَّث النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، قال الصَّحابةُ رضي الله عنهم: يا رسولَ الله، هذا اليوم الذي كَسَنَة أتكفينا فيه صلاة يوم واحد؟ قال: «لا، اقدُروا له قَدْرَه» (2) انظروا إلى هذا المثال، لنأخذ منه عبرة، كيف كان تصديق أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرسول الله؟ ما ذهبوا يحرِّفون أو يؤوِّلُون، أو يقولون: إنَّ اليوم لا يمكن أن يطول؛ لأن الشمس تجري في فلكها ولا تتغيَّر، ولكنه يطول لكثرة المشاق فيه وعِظَمِها، فطولُه لأنه متعب، لم يقولوا هذا، كما يقوله بعضُ المتحذلقين.

ولكن صَدَّقوا بأن هذا اليوم سيكون اثني عشر شهراً حقيقة، بدون تحريف ولا تأويل، وهكذا حقيقة المؤمن، ينقاد لما أخبر الله به ورسوله من أمور الغيب، وإن حَارَ فيها عقلُه، لكن يجب أن نعلم أن خبر الله ورسوله لا يكون فيما يكون محالاً في العقول، لكن فيما يكون حيرةً لأنها لا تدركه.

ولو أن هذا الحديث مَرَّ على المتأخِّرين الذين يدَّعون أنهم هم العقلاء؛ لقالوا: إنَّ طوله مجاز عمَّا فيه مِن التَّعبِ والمشاق؛ لأن أيام السرور قصيرة، وأيام الشرور طويلة، ولكن الصَّحابة رضي الله عنهم مِن صفائهم وقَبولهم سَلَّموا في الحال، وقالوا: إنَّ الذي خَلَقَ الشَّمسَ؛ وجعلها تجري في أربع وعشرين ساعة في اليوم والليلة؛ قادر على أن يجعلها تجري في اليوم اثني عشر شهراً، لأن الخالق واحد عزّ وجل؛ فهو قادر، ولذلك سَلَّموا؛ وقالوا: كيف نُصلِّي؟ لم يسألوا عن الأمر الكوني؛ لأنهم يعلمون أن الله قادر على كلِّ شيء، بل سألوا عن الأمر الشرعي الذي هم مكلَّفون به وهو الصَّلاة، وهذا ـ والله ـ حقيقة الانقياد والقَبول. فأجابهم بقوله: «اقدروا له قَدْرَه» (1) .
وإذا تأملت؛ وجدت أن هذا الدِّينَ تامٌّ كامل؛ لا يمكن أن تكون مسألة يَحتاجُ النَّاسُ إليها إلى يوم القيامة إلا وُجِدَ لها أصلٌ، انظر كيف أنطقَ اللَّهُ سبحانه وتعالى الصَّحابةَ أن يسألوا هذا السؤال؟ حتى يكون الدِّين كاملاً لا يَحتاجُ إلى تكميل، وقد احتاج النَّاسُ إلى هذا الآن، كما في المناطق القُطبية؛ يبقى الليل فيها سِتَّة أشهر والنهار ستة أشهر، فنحتاج إلى هذا الحديث، وانظر كيف أفتى الرسول صلّى الله عليه وسلّم هذه الفتوى قبل أن تقع هذه المسألة؛ لأن الله تعالى قال في كتابه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] والله لو نتأمَّل هذه الكلمة {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فلا يوجد شيء ناقص في الدِّين أبداً، فهو كامل مِن كلِّ وَجْهٍ، لكن النقص فينا، إما قصور في عقولنا، أو في أفهامنا أو في عُلُومنا، أو في إرادات تكون غير منضبطة، فمِن النَّاسِ من يريد أن ينصر قوله فيَعْمَى عن الحقِّ؛ نسأل الله العافية.

فلو نظرنا بعلم وفَهْمٍ وعَقْلٍ وحُسْنِ نية لوجدنا أن الدِّينَ ولله الحمدُ لا يحتاج إلى مكمِّل، وأنه لا يمكن أن تقع مسألة صغيرة ولا كبيرة إلا وُجِدَ حَلُّها في الكتاب والسُّنَّة، لكن لما كَثُرَ الهوى، وغلب على كثير من النَّاسِ صار بعض الناس يَعْمَى عليه الحقُّ، ويَخْفَى عليه، وتجدهم إذا نزلت فيهم الحادثة التي لم تكن معروفة مِن قبل بعينها، وإن كان جنسها معروفاً يختلفون فيها أكثر من أصابعهم، وإذا كانت تحتمل قولين وجدت فيها عشرة؛ لأنَّ الهوى غلب على النَّاسِ الآن، وإلا فلو كان القصد سليماً والفهم صافياً والعلم واسعاً والعقل راجحاً لما حصل هذا.

ثم بعد أن يمكث الدَّجَّال أربعين يوماً، ينزل المسيحُ عيسى بن مريم؛ الذي رَفَعَهُ الله إليه، وقد جاء في الأحاديث أنه ينزِلُ عند المنارة البيضاء شرقيِّ دمشق، فلا يَحِلُّ لكافرٍ يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات، ونَفَسُهُ ينتهي حيث ينتهي طَرْفُهُ ـ وهذه من آيات الله ـ فيلحق الدَّجَّال عند باب اللُّدِّ في فلسطين فيقتله هناك (1) ، وحينئذٍ يقضي عليه نهائياً، ولا يقبل عيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إلا الإسلام، لا يقبل الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويريق الخمر (2) ، فلا يُعبد إلا الله.

وعلى هذا؛ فالجزية التي فرضها الإسلامُ جَعَلَ الإسلامُ لها أمداً تنتهي إليه عند نزول عيسى، ولا يُقال: إن هذا تشريع مِن عيسى؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أخبر بذلك مقرِّراً له، فَوَضْعُ الجزية عند نزول عيسى من سُنَّة الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، لأن سُنَّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم هي قوله، وفِعْلُه، وإقراره، وكونه يتحدَّث عن عيسى بن مريم مقرًّا له، هذا من سُنَّتِهِ، وإلا فإن عيسى لا يأتي بشرعٍ جديد ولا أحد يأتي بشرعٍ جديد بعد محمد صلّى الله عليه وسلّم، فليس إلا شرعُ محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام إلى يوم القيامة.

تنبيه: قال بعضُ أهل العِلْمِ: إن الرُّسل الذين أنذروا قومهم به لم ينذروهم بعينه، وإنما أنذروهم بجنس فِتنتِه، يعني: أنذروهم من الدَّجَاجِلة، ولكن هذا القول ضعيف، بل هو نوع مِن التَّحريف؛ لأن الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم أخبر بأنه ما مِن نبيٍّ إلا أنذر به قومَه، وهذا صريحٌ بأن الأنبياء أنذروا قومهم بعين الرَّجُل هذا، وقد سَبَقَ لنا بيان الحكمة من إنذار الرُّسل به، ولكن يجب علينا أن نعلم أن جِنْسَ هذه الفِتنة موجود حتى في غير هذا الرَّجُل، فيوجد مِن بني آدم الآن من يُضِلُّ النَّاسَ بحالِه وقالِه، وبكل ما يستطيع، وتجد أن الله سبحانه وتعالى بحكمته أعطاه بياناً وفصاحة {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] .
فالدَّجَّال المعيَّن لا شَكَّ أن فِتنته أعظم شيء، لكن هناك دَجَاجِلة يدجِّلُون على النَّاسِ ويموِّهون عليهم، فيجب الحذر منهم ومعرفة إراداتهم ونواياهم، ولهذا قال الله تعالى في المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} ـ مع أنه قال ـ {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} أي: لبيانه وفصاحته وعِظَمِه يجرُّك جَرًّا إلى أن تسمع لكن {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] حتى الخُشُب ليست قائمة بنفسها {مُسَنَّدَةٌ} أي: تقوم على الجدار؛ فلا خير فيها، فهؤلاء الذين يتزيَّنون للناس بأساليب القول سواء في العقيدة، أو في السلُّوك والمنهج يجب الحذر منهم، وأن تُعرضَ أقوالُهم وأفعالهم على كتاب الله وسُنَّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فما خالفهما فهو باطل مهما كان، ولا يُغترُّ بما فيها من زخارف القول؛ فإن هذه الزخارف كما قيل:

حُججٌ تهافت كالزُّجاج تخالها

حقًّا، وكلٌّ كاسر مكسور

ولا تقولوا: إن هؤلاء القوم أُعطوا فصاحة وبياناً لينصروا الحقَّ، فإن الله تعالى قد يبتلي فيعطي الإنسانَ فصاحة وبياناً، وإنْ كان على باطل، كما ابتلى اللَّهُ الناسَ بالدَّجَّال وهو على باطل بلا شَكٍّ.

سادساً: هل الدَّجَّال مِن بني آدم؟

الجواب: نعم، هو مِن بني آدم.

وبعض العلماء يقول: إنه شيطان. وبعضهم يقول: إن أباه إنسي وأمه جنيَّة. وكلُّ هذه الأقوال ليست صحيحة؛ لأنه يَحتاجُ إلى الأكل والشُّرب وغير ذلك، ولهذا يقتله عيسى قتلاً عاديًّا كما يقتل البشر.

سابعاً: هل هو موجود الآن؟
الجواب: هو غير موجود، ولكن الله يبعثه متى شاء؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم خطب النَّاسَ في آخر حياته وقال: «إنه على رأس مِئَةِ سَنَة لا يبقى على وَجْهِ الأرض ممن هو عليها اليوم أحد» (1) وهذا خَبَرٌ، وخَبَرُ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم لا يدخله الكذب نهائيًّا، وهو مُتلقَّى من الوحي، لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب.

وقول المؤلِّف: «ويستعيذ بالله من أربع»، لم يُفصح ـ رحمه الله ـ هل هذه الاستعاذة واجبة أم لا؟

وسيأتي ما يفيد حكمها في ذِكْرِ الأركان والواجبات.

وفي التعوّذ من هذه الأربع قولان (2) :

القول الأول: أنه واجب، وهو رواية عن الإمام أحمد، لما يلي:

1 ـ لأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بها (1) .

2 ـ ولشدَّة خطرها وعظمها.

والقول الثاني: أنه سُنَّة، وبه قال جمهور العلماء.

ولا شَكَّ أنه لا ينبغي الإخلالُ بها، فإن أخلَّ بها فهو على خَطَرٍ من أمرين:

1 ـ الإثم.

2 ـ ألا تصح صلاته، ولهذا كان بعضُ السَّلف يأمر مَنْ لم يتعوَّذ منها بإعادة الصَّلاة (2) .

قوله: «ويدعو بما ورد» . ليت المؤلف قال: «ويدعو بما أحبَّ» لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لما ذَكَرَ حديث ابن مسعود في التشهُّدِ قال: «ثم يتخيَّر من الدُّعاء ما شاء» (3) لكن يمكن أن نجيب عن كلام المؤلِّف فنقول: إنه ينبغي أن يبدأ الإنسان بما وَرَدَ؛ لأن الدُّعاء الوارد خير من الدُّعاء المصطنع، فإذا وجد دعاءً وارداً، فالتزامه أَولى، ثم تدعو بما شئت.

ومما وَرَدَ في هذا: «اللَّهُمَّ أعنِّي على ذِكْرِك، وشُكرك، وحُسْن عبادتك» (4) فإن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أَمَرَ معاذ بن جبل أن يدعو به دُبُرَ كُلِّ صلاة مكتوبة، وفي بعض الألفاظ أمره أن يدعو به في كُلِّ صلاة، فإذا جمعنا بين اللفظين قلنا: في صلاته في دُبُرِها أي: في آخرها، والقول بأن هذا الدُّعاء في آخر الصَّلاة أصحُّ من القول بأنه بعد السَّلام؛ لأن الذي بعد السَّلام إنما هو الذِّكر، {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [النساء: 103] وأما ما قيد بدُبُر الصَّلاة وهو دُعَاء فإنه في آخرها.

وسُئل شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ كيف يكون في آخر الصلاة وقد قيِّد بدُبُرِها فقال: دُبُرُ الشيء منه كدُبُرِ الحيوان، فإن الحيوان له دُبُر، ودُبُره في نفس الجسم، فكذلك دُبُر الصَّلاة يكون من الصَّلاة، وإذا كان الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم أرشدنا بأن ندعو بعد التشهُّدِ صار الدُّعاء المقيَّد بالدُّبُر محلَّه قبل السَّلام آخر الصَّلاة.

أما بعدَ الصَّلاة فهو الذِّكر، ولهذا لا يَرِدُ علينا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: «تُسَبِّحُون وتحمدُون وتُكبِّرون في دُبُر كُلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين مَرَّة» (1) ومعلومٌ أن هذا بعد السَّلام بالاتفاق؛ لأن هذا مطابق للآية: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [النساء: 103] والأول الدُّعاء الذي في آخر الصلاة قبل السَّلام مطابق للحديث: «ثم ليتخيَّر من الدُّعاء ما شاء» (2) .

وقوله: «يدعو بما ورد» يفيد أن الدُّعاء يكون بعد التشهُّدِ والتعوُّذ من الأربع.

وهذا الذي دلَّ عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم علَّمه التشهُّدَ ثم قال: «ثم يَتَخَيَّرُ من الدُّعاء ما شاء» وبناءً على ذلك؛ إذا سألَنا سائل: هل أدعو بعد السَّلام أو قبل السَّلام؟ قلنا له: ادعُ قبل السَّلام؛ لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، ولأنك ما دمت في صلاة فإنك تناجي رَبَّك، وإذا سَلَّمتَ انصرفتَ، وكونك تدعو في الحال التي تناجي فيها ربَّك خيرٌ من كونك تدعو بعد الانصراف، وهذا ترجيح نظريٌّ، وأما ما يفعلُه بعضُ النَّاسِ من كونهم كلَّما سَلَّموا دَعَوا في الفريضة، أو في النافلة؛ فهذا لا أصل له، ولم يَرِدْ عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فيما نعلم؛ إلا حين وضع كُفَّار قريش سَلا النَّاقة عليه وهو ساجد، فإنه لما سَلَّم رَفَعَ صوته يدعو عليهم (1) وهذا قد يُقال: إنه فَعَلَ ذلك لمناسبة، وهي تخويفهم؛ لأنه لو دعا وهو يُصلِّي ما علموا بذلك.

وأما الاستدلال بقول النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم حين سُئل: أيُّ الدُّعاء أسمعُ؟ ـ يعني: أقرب إجابة ـ قال صلّى الله عليه وسلّم: «جوف الليل، وأدبار الصلوات المكتوبة» (2) قالوا: والأدبار تكون بعدُ لقول النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «تُسبِّحون وتَحمدُون وتُكبِّرون دُبُرَ كُلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين مرَّة»

ومعلومٌ أن هذا لا يُقال إلا بعد السَّلام فيكون قوله: «أدبار الصَّلوات المكتوبة»، أي: بعد السَّلام.
فنقول: هذا الفهم للحديث غير متعيِّن، بل يجب أن يُحمل على أنه المراد بالأدبار آخرُ الصَّلوات؛ بدليل حديث ابن مسعود، حيث أمره النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بالدُّعاء بعد التشهُّدِ (1) ، والسُّنَّة يُفسِّر بعضُها بعضاً، أما أدبار الصَّلوات فقد أرشد الله سبحانه وتعالى عبادَه إلى أن يذكروا الله بعدَها فقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [النساء: 103] ، وليس فيه الأمر بالدُّعاء.

وعلى هذا فنقول: ما وَرَدَ مقيَّداً بدُبُر الصَّلاة، فإن كان ذِكْراً فهو بعد السَّلام، وإن كان دُعاء فهو قبل السَّلام.

فإن قال قائل: دُبُرُ الشيء بعدَه كما في الحديث: «أن رَجُلاً أعتقَ غلاماً له عن دُبُرٍ» (2) ، أي: بعد موته؟

الجواب: أن الدُّبُر ما كان الشيء مستدبراً له، وقد يكون منه، وقد لا يكون منه، والذي يُعيِّن كونه منه أو ليس منه القرائن والسِّياق، ولهذا يقال: دُبُر الحيوان وهو منه، فالدُّبر يُفسَّر في كلِّ موضع بما يقتضيه الحال والسِّياق.

بقي علينا المحافظة على الدُّعاء بعدَ النَّافلة كما يفعله بعضُ العوام، فهم يحافظون عليه محافظةً شديدة، حتى إن بعضَهم إذا أُقيمت الصَّلاةُ وهو يُسلِّم مِن النَّافلة، وقبل أن يقوم يُصلِّي الفريضة يرفع يديه، حتى إنك تَشكُّ هل دعا أم لا؟ ثم يمسحُ وجهَه، ويمسحُ يديه بعضهن ببعض، ثم يُصلِّي، فيُلازمون على هذا ظنًّا منهم أنَّه أمرٌ واجب، أو قريب مِن الوجوب، فهذا لا شَكَّ أنه لا أصل له، ولهذا ينبغي لطَلَبةِ العِلم أن يُنبِّهوا النَّاسَ، ولكن بالرفق، لأنَّ العامة إذا أُنكِرَ عليهم ما اعتادوه نفروا، فإذا أُتوا بالحكمة واللِّين قَبِلوا، ولذلك ما أكثر الذين يسألون عن حُكم رَفْعِ اليدين بعد الصَّلاة النَّافلة! فيظنُّون أن الحُكم معلَّق برَفْعِ اليدين، والحكم ليس معلَّقاً برِفْعِ اليدين، بل الحُكم معلَّق بالدُّعاء، سواء رَفَعْتَ أم لم ترفع، فما دُمت تريد أن تدعو الله فادعه قبل أن تُسلِّم، فهذا هو المشروع.

قوله: «ويدعو بما وَرَدَ»، «ما» اسم موصول يشمَلُ كُلَّ الوارد، ولكن ليس مراده أن كلَّ دُعاء وَرَدَ في السُّنَّة يُدعَى به هنا، وإنما مراده بما وَرَدَ الدُّعاء به في هذا المكان، ومنه ما سبق: «اللَّهُمَّ أعنِّي على ذِكْرِك، وشكرك، وحُسن عبادتك» (1) ، ومنه ما علَّمه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر رضي الله عنه حين قال: يا رسول الله، علِّمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل: اللَّهُمَّ إنِّي ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفِرُ الذُّنوبَ إلا أنت، فاغفِرْ لي مغفرةً من عندك، وارحمنِي؛ إنك أنت الغفور الرحيم» (2) . ولكن لو دعا بدعاء غير ذلك فإنه يجوز.

وظاهر كلام المؤلِّف: أنه لا بُدَّ أن يكون الدُّعاء وارداً، ولكن هل مراده أن يكون وارداً باعتبار الجنس، أو باعتبار النوع والعين؟
الجواب: فيه احتمال، يحتمل أن يريد بما وَرَدَ بعينه، ويحتمل أن يريد بما وَرَدَ بجنسه، والذي وَرَدَ الدُّعاء بجنسه في الصَّلاة هو ما يتعلَّق بأمر الآخرة، وإذا قلنا بهذا الاحتمال؛ صار معنى كلام المؤلِّف: أن يدعو بدعاء يتعلَّق بأمور الآخرة، سواء وَرَدَ هذا الدُّعاء بعينه أم لم يرد، وإنْ قلنا بالاحتمال الأول بما وَرَدَ بعينه صار يتقيَّد بما وَرَدَ بعينه في هذا الموضع.

لكن الاحتمال الأول أشمل، وهو أن يدعو بما وَرَدَ باعتبار الجنس، وهو ما يتعلَّق بأمور الآخرة، فيدعو بما يتعلَّق بأمور الآخرة بما شاء، ولكن ههنا مسألة؛ وهي أنه ينبغي المحافظة على الوارد في هذا المكان بعينه، ثم بعد ذلك يدعو بما شاء.

وظاهر كلام المؤلِّف: أنه لا يدعو بغير ما وَرَدَ، سواء قلنا: إن المراد ما وَرَدَ بجنسه أو قلنا: ما وَرَدَ بعينه، فلا يدعو بشيء مِن أمور الدُّنيا مثل أن يقول: اللَّهُمَّ ارزقني بيتاً واسعاً، أو: اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة، أو: اللَّهُمَّ ارزقني مالاً كثيراً، أو: اللَّهُمَّ ارزقني سيارة مريحة، وما أشبه ذلك؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا، حتى قال بعض الفقهاء رحمهم الله: لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه (1) ، لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ.

والصحيح (1) : أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة؛ ولو كان بأمور الدنيا، وليس للإنسان ملجأ إلا الله، وإذا كان الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد» (2) ويقول: «أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم» (3) ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ: «ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء» (4) والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي، فكيف نقول: لا تسأل الله ـ وأنت تُصلِّي ـ شيئاً تحتاجه في أمور دنياك! هذا بعيد جدًّا.

وقد جاء في الحديث عن الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجته كلها حتى شِسْعَ نَعْلِه» (5) وشِسْع النَّعل: يتعلَّق بأمور الدُّنيا. فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعو بعد التشهُّدِ بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة، وأجمع ما يُدعى به في ذلك: «ربَّنا آتنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً، وقِنَا عذابَ النَّار» فإن هذه جامعة لخير الدنيا والآخرة.

مسألة: هل يجوز الدُّعاء لمعين، بأن يقول: اللهم اجْزِ فلاناً عنِّي خيراً، أو اللَّهُمَّ اغفِرْ لفلان؟

الجواب: يجوز، لأن هذا دعاء؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ثبت عنه أنه في نفس الصَّلاة دعا على قوم معينين، ودعا لقوم معينين، فدعا للمستضعفين في مكَّة، ودعا على الطُّغاة في مكَّة (1) ، لكنه نُهِيَ عن الدُّعاء على الطُّغاة باللَّعن (2) .
لكن؛ لو دعا لشخص بصيغة الخطاب فقال مثلاً: غَفَرَ الله لك يا شيخ الإسلام ابن تيمية. فالفقهاء يقولون: تبطل (3) ؛ لأنه أتى بكاف الخطاب، والخطابُ لا يجوز في الصَّلاة؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنَّ هذه الصَّلاةَ لا يصلُحُ فيها شيءٌ من كلام النَّاسِ» (4) ولم يستثنوا إلا النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: إنك تخاطبه: «السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ»، أما غيره فلا تأتِ له بكاف الخطاب مطلقاً، ولكن هذا القول في النَّفْسِ منه شيء، وذلك لأنك إذا قلت: غَفَرَ الله لك يا فلان؛ وأنت تُصلِّي، فإنك لا تشعر بأنك تخاطبه أبداً، ولكن تشعرُ بأنك مستحضرٌ له غاية الاستحضار حتى كأنه أمامك، وقد ثَبَتَ عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال حين تفلَّت عليه الشيطان: «ألعنك بلعنة الله التَّامَّة» (5) فخاطبه، فبعضهم قال: إن هذا الحديث قبل تحريم الكلام، وبعضهم يؤوِّله، ولكن في كلا الجوابين نَظَرٌ.

فالذي يظهر: أن خطاب الآدميين المنهيِّ عنه: أن تخاطبه المخاطبة المعتادة، فتقول مثلاً: يا فلان تعال، فهذا كلام آدميين تبطل به الصَّلاة، لكن شخصاً يستحضر شخصاً ثم يقول: غَفَرَ الله لك يا فلان، فكون هذا مبطلاً للصَّلاةِ فيه نَظَر، ولكن درءاً للشُّبهة بدل أن تقول: غَفَرَ الله لك، فقل: اللَّهُمَّ اغفِر له، فهذا جائز بالاتفاق.


والله أعلم

windasoof
30-09-2009, Wed 10:47 PM
أدور لي منتدى ثاني؟؟
معقووووووووووولة ركن لركن من أركان الاسلام ؟ لاحد يجيب أنظر العدد؟
السلام عليكم0
لا مقام لي بينكم0

مدور رزق
30-09-2009, Wed 10:51 PM
أدور لي منتدى ثاني؟؟
معقووووووووووولة ركن لركن من أركان الاسلام ؟ لاحد يجيب أنظر العدد؟
السلام عليكم0
لا مقام لي بينكم0


يا أخي مثل هذه المواضيع لا تحتاج إلى رأي شخصي كي تجد الردود بسرعة

هذه المواضيع تحتاج إلى نقل دقيق من أهل العلم .. فلا تعجل على إخوانك

تقبل تحياتي

صالح الشايع
30-09-2009, Wed 10:54 PM
أدور لي منتدى ثاني؟؟
معقووووووووووولة ركن لركن من أركان الاسلام ؟ لاحد يجيب أنظر العدد؟
السلام عليكم0
لا مقام لي بينكم0

ما جاز لك رد ابو معاذ !!!!

الله يهديك يا بو معاذ ... :rolleyes: جايب له ( بن عثيمين ) .. والله العالم الرجال يبي رأي ( الصفار ) :)

لا تنجر ,, المغزى واضح

noura
30-09-2009, Wed 11:00 PM
ارجع لكتب التفسير

لن تجد هنا الا "نسخ ولصق" من قوقل

مدور رزق
30-09-2009, Wed 11:06 PM
ارجع لكتب التفسير

لن تجد هنا الا "نسخ ولصق" من قوقل





كتب التفسير خاصة بتفسير القرآن الكريم

أم شرح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

مكانها كتب الفقه يا قص ولصق :eek:

noura
30-09-2009, Wed 11:22 PM
كتب التفسير خاصة بتفسير القرآن الكريم

أم شرح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

مكانها كتب الفقه يا قص ولصق :eek:

كاد المريب أن يقول خذوني


المقصود ان يبحث عن تفسير ذلك في الكتب التي تفسر ماورد


لان ذلك اكثر فائده اذا كان يبحث عن الفائده


حاول تأخذ دوره في البرمجه العصبيه تساعدك على الثقة في النفس علشان ماتعتقد كل كلمه موجه لك ... " كلامي كان عام "

مدور رزق
30-09-2009, Wed 11:40 PM
كاد المريب أن يقول خذوني


المقصود ان يبحث عن تفسير ذلك في الكتب التي تفسر ماورد


لان ذلك اكثر فائده اذا كان يبحث عن الفائده


حاول تأخذ دوره في البرمجه العصبيه تساعدك على الثقة في النفس علشان ماتعتقد كل كلمه موجه لك ... " كلامي كان عام "



ههههههههههههههههـ


حلوه المقصود ان يبحث عن تفسير ذلك في الكتب التي تفسر ماورد

كتب الفقه تسمى شروح :eek:

انتظر المقصود مرة أخرى :p

مشغول البال
30-09-2009, Wed 11:41 PM
بارك الله فيك ابا معاذ .. كفيت ووفيت وبيض الله وجهك .. وجعلنا الله واياك خداما للسنة وصاحبها عليه الصلاة و السلام

متفائل الكسب
01-10-2009, Thu 12:00 AM
آل البيت هم : من حرمت عليهم الصدقة , وهو قول الجمهور وهو الراجح .

وقيل : هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه خاصة .

وقيل :آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه إلى يوم القيامة .

وقيل : هم الأتقياء من أمته .


والمراد بمن حرمت عليهم الصدقة في قول الجمهور هم :

آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج رسول الله وبناته .

وأهل السنة يحفظون وصية رسول الله في آل بيته فيحبونهم ويجلونهم ويعطونهم المنزلة التي أنزلهم الله إياها بدون غلو ولا جفاء .



وكما هو معلوم أن النسب لا يقدم شيئاُ بدون العمل ... لذا قال عليه الصلاة والسلام : (( يافاطمة بنت محمد سليني من مالي ماشئت لا أغني عنك من الله شيئاً ))

وقال : (( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))
أي من أخره عمله السيء وتفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف النسب ...

المراد من ذلك كله : أن شرف النسب الآن لاينفع السادة ولا الأشراف شيئاً في الدنيا ولا في الآخرة إذا ابتعدوا عن الكتاب والسنة ... كما أن النسب ليس بمعصوم عن الكفر أو الفسق أو الظلال والانحراف العقدي .

ولا شك أن من كان من آل البيت في هذا الزمان مستقيماً على الكتاب والسنة طائعاً لله تعالى فقد جمع بين شرف النسب وشرف الاستقامة , ولاشك أنه شرف عظيم صعب المنال ...

time line
01-10-2009, Thu 1:09 AM
بارك الله فيك ابو معاذ، و اغناك من و اسع فضله.
لكن صاحب الموضوع يدور جواب في راسه.

windasoof
01-10-2009, Thu 1:42 AM
والله أعلى وأعلم " آل محمد " هم آل بيته (ص) من زوجاته وبناته , " آل إبراهيم " هم آل بيت سيدنا إبراهيم من أبنائه وبناته وزوجاته فهو أبو الأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم جميعاً وعلى آلهم أجمعين .
الاسياد في أعتقادي هم أسياد مكه من أشراف قريش .
كلام دقيق ومختصرولي عتب على كلمة أسياد والأولى سادةوأشكرك جزيل الشكر؟
ولكن السؤال لم سموا بذلك0

windasoof
01-10-2009, Thu 1:47 AM
بارك الله فيك ابو معاذ، و اغناك من و اسع فضله.
لكن صاحب الموضوع يدور جواب في راسه.
صدقت. من هو السيدجمع سادة0ومن هو الشريف جمع (أشراف) وشكرا لك؟
والجواب كان المروض يوجه إلي ليس لأبو معاذ وللأخوة؟؟ وإلا تتسند0

windasoof
01-10-2009, Thu 1:49 AM
آل البيت هم : من حرمت عليهم الصدقة , وهو قول الجمهور وهو الراجح .

وقيل : هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه خاصة .

وقيل :آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه إلى يوم القيامة .

وقيل : هم الأتقياء من أمته .


والمراد بمن حرمت عليهم الصدقة في قول الجمهور هم :

آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج رسول الله وبناته .

وأهل السنة يحفظون وصية رسول الله في آل بيته فيحبونهم ويجلونهم ويعطونهم المنزلة التي أنزلهم الله إياها بدون غلو ولا جفاء .



وكما هو معلوم أن النسب لا يقدم شيئاُ بدون العمل ... لذا قال عليه الصلاة والسلام : (( يافاطمة بنت محمد سليني من مالي ماشئت لا أغني عنك من الله شيئاً ))

وقال : (( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))
أي من أخره عمله السيء وتفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف النسب ...

المراد من ذلك كله : أن شرف النسب الآن لاينفع السادة ولا الأشراف شيئاً في الدنيا ولا في الآخرة إذا ابتعدوا عن الكتاب والسنة ... كما أن النسب ليس بمعصوم عن الكفر أو الفسق أو الظلال والانحراف العقدي .

ولا شك أن من كان من آل البيت في هذا الزمان مستقيماً على الكتاب والسنة طائعاً لله تعالى فقد جمع بين شرف النسب وشرف الاستقامة , ولاشك أنه شرف عظيم صعب المنال ...

كلام لا غبار عليه يرويولا غبار عليه الله يجزاك خير الجزاء0

windasoof
01-10-2009, Thu 1:53 AM
بارك الله فيك ابا معاذ .. كفيت ووفيت وبيض الله وجهك .. وجعلنا الله واياك خداما للسنة وصاحبها عليه الصلاة و السلام
رحمة الله عليك ياشيخ إبن عثمين0
كان لزاما عليك الترحم على هذا الشيخ0

windasoof
01-10-2009, Thu 2:02 AM
ما جاز لك رد ابو معاذ !!!!

الله يهديك يا بو معاذ ... :rolleyes: جايب له ( بن عثيمين ) .. والله العالم الرجال يبي رأي ( الصفار ) :)

لا تنجر ,, المغزى واضح
أنما الاعمال بالنيات وإما لكل إمرئ مانوي الحديث رواه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
أسأل عن ركن من أركان الصلا ة تقول الصفار
لا لن أسامحك على ذلك وأسألتي واضحة وإلا يوم جاء أبو معاذبدأت تتزلف حتى يقال
إنك حاذق تعرف ببواطن الأمور0

صقر أبو خالد
01-10-2009, Thu 2:03 AM
مداخلة و تذكير فقط ما تم تجاوزه ..


التحيات لله و الصلوات و الطيبات ..


التحايات : كل التحايّا و أجلّها و أفضلها و أعظمها لله وحده سبحانه و تعالى ..
الصلاة : العبادات و الخنوع و الخضوع في جميع أنواع الصلوات لله و حده لا شريك له من خلال إتصال العبد بربّه بواسطة الصلاة بطريقة مباشرة معه جلّ و عزّ شانه ..
الطيبات : له سبحانه و تعالى جميع الإعمال الصالحة و أفضلها التي عملت لوجهه سبحانه تعالى ..

windasoof
01-10-2009, Thu 2:07 AM
بارك الله فيك ابا معاذ .. كفيت ووفيت وبيض الله وجهك .. وجعلنا الله واياك خداما للسنة وصاحبها عليه الصلاة و السلام
قلنا اللهم صلي على محمد وآله وصحبه وسلم
أنا صاحب الموضوع ويشكر أبومعاذ فهو مجتهد ونحن لم نخطئ 0 أحسن الله إليك
ياشيخ لم تجب على صلب الموضوع0

windasoof
01-10-2009, Thu 2:11 AM
مداخلة و تذكير فقط ما تم تجاوزه ..



التحيات لله و الصلوات و الطيبات ..


التحايا : كل أجلّ و أفضل و أعظم التحايا لله وحده سبحانه و تعالى ..
الصلاة : العبادات و الخنوع و الخضوع في جميع أنواع الصلوات لله و حده لا شريك له من خلال إتصال العبد بربّه بواسطة الصلاة بطريقة مباشرة معه جلّ و عزّ شانه ..

الطيبات : له سبحانه و تعالى جميع الإعمال الصالحة و أفضلها التي عملت لوجهه سبحانه تعالى ..
أشكرك جزيل الشكر وليس هو السؤال وهذا الجواب لا شك أنه معروف

windasoof
01-10-2009, Thu 2:17 AM
الاخ أبو معاذ شكرا لنقلك عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله0
شرح كامل فيه ما يخص الموضوع ؟ لكن لوجاء معاذ وسألك سؤالي أكنت تطرح عليه
كل هذه الشروح؟
من هم السادة ومن هم الاشراف ولم سمو بذلك؟

صقر أبو خالد
01-10-2009, Thu 2:25 AM
قلنا اللهم صلي على محمد وآله وصحبه وسلم
أنا صاحب الموضوع ويشكر أبومعاذ فهو مجتهد ونحن لم نخطئ 0 أحسن الله إليك
ياشيخ لم تجب على صلب الموضوع0


1- التحية لله سبحانه و تعالى ..
2- السلام و الصلاة على خاتم الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم ..
3- السلام علينا و على آله و هم عباد الله الصالحين و من تبعه و آمن بما أرسل به إلاااا وهو دين الاسلام الصحيح ..
4- الصلاة و السلام على نبينا الكريم و من آمن بما أنزل عليه و هم كافة المسلمين الموحدين ..
5- الدعاء بالبركه لنبيناء و أتباعه و من بعده من المسلمين ..


........................


السادة : و الله اعلم هم سدّنه بيت الله الحرام ..
الاشراف : هم من يقوم بالاشراف و رعاية و خدمة زوار البيت الحرام ..


و الله أعلم خصت بقبيلتين من قريش و يعودون في النسب مع رسولنا الكريم و تعود شرف هذه الخدمة لهم لما قبل الاسلام ..


و الله أعلم ..

windasoof
01-10-2009, Thu 2:27 AM
ههههههههههههههههـ


حلوه المقصود ان يبحث عن تفسير ذلك في الكتب التي تفسر ماورد

كتب الفقه تسمى شروح :eek:

انتظر المقصود مرة أخرى :p
خرجتما عن المقصود وسؤالي ذهب أدراج الرياح؟
الخروج عن الموضوع لا يوصلكما للحل وأعتبره إما عدم فهم الموضوع من أساسه
أوليس لديكما الجواب؟
وأثني على مداخلتكما
ولا أعفيكم بسبب الخروج للتأجيج

AlSalman
01-10-2009, Thu 2:27 AM
يا أخي مثل هذه المواضيع لا تحتاج إلى رأي شخصي كي تجد الردود بسرعة

هذه المواضيع تحتاج إلى نقل دقيق من أهل العلم .. فلا تعجل على إخوانك

تقبل تحياتي


أبو معاذ كفيت ووفيت بارك الله فيك وكثر من أمثالك

أما صاحب الموضوع فلا حرج في السؤال وهداك الله، ولكن الأولى - والكلام للمسلم العادي مو طالب العلم - أن تتعلم ما لا يعذر فيه المرء بجهله قبل أن تصل لمرحلة دخول سوق الأسهم!

فذاك مطلوب منك من سن التكليف، لو طافت حصة الإسلامية اللي انشرح فيها إمام الجامع موجود

مدور رزق
01-10-2009, Thu 2:36 AM
قيل : هم الذين حرمت عليهم الصدقة ، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء:
أحدها : أنهم بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وهذا مذهب الشافعي وأحمد في رواية عنه .
والثاني : أنهم بنو هاشم خاصة، وهذا مذهب أبي حنيفة ، والرواية عن أحمد واختيار ابن القاسم صاحب مالك .
والثالث : أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى بني غالب ، وهذا اختيار أشهب من أصحاب مالك ، حكاه صاحب الجواهر عنه ، وحكاه اللخمي في التبصرة عن أصبغ ، ولم يحكه عن أشهب.
وهذا القول في الآل أعني أنهم الذين تحرم عليهم الصدقة هو منصوص الشافعي وأحمد والأكثرين ، وهو اختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي .
والقول الثاني أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة ، حكاه ابن عبد البر في التمهيد


من كتاب جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام

ابن قيم الجوزية

وقد فصل ابن قيم الجوزية بشكل أكبر فالرجاء الرجوع للكتاب من صفحة 56 والله أعلم

windasoof
01-10-2009, Thu 2:38 AM
أبو معاذ كفيت ووفيت بارك الله فيك وكثر من أمثالك



أما صاحب الموضوع فلا حرج في السؤال وهداك الله، ولكن الأولى - والكلام للمسلم العادي مو طالب العلم - أن تتعلم ما لا يعذر فيه المرء بجهله قبل أن تصل لمرحلة دخول سوق الأسهم!



فذاك مطلوب منك من سن التكليف، لو طافت حصة الإسلامية اللي انشرح فيها إمام الجامع موجود

هداني الله وإياك ولكن ؟يظهرلي أنك حبيت تشارك فقط0

windasoof
01-10-2009, Thu 2:45 AM
قيل : هم الذين حرمت عليهم الصدقة ، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء:
أحدها : أنهم بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وهذا مذهب الشافعي وأحمد في رواية عنه .
والثاني : أنهم بنو هاشم خاصة، وهذا مذهب أبي حنيفة ، والرواية عن أحمد واختيار ابن القاسم صاحب مالك .
والثالث : أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى بني غالب ، وهذا اختيار أشهب من أصحاب مالك ، حكاه صاحب الجواهر عنه ، وحكاه اللخمي في التبصرة عن أصبغ ، ولم يحكه عن أشهب.
وهذا القول في الآل أعني أنهم الذين تحرم عليهم الصدقة هو منصوص الشافعي وأحمد والأكثرين ، وهو اختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي .
والقول الثاني أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة ، حكاه ابن عبد البر في التمهيد


من كتاب جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام

ابن قيم الجوزية

وقد فصل ابن قيم الجوزية بشكل أكبر فالرجاء الرجوع للكتاب من صفحة 56 والله أعلم
أنى لي أن أقول كفيت ولكن لم توفي بعد فالاخوة أستفادوا؟؟؟؟
وأعلم أنهم في حاجة للاستزادة
وأذكر أخ فوق لم أتمكن من الرد بنفس الطريقة ولم أتمكن من الرد عليه بعد؟
لم سمي الاشراف
لم سمي السادة بهذين الاسمين ما زالت الاجابة غير وافية

windasoof
01-10-2009, Thu 2:49 AM
1- التحية لله سبحانه و تعالى ..

2- السلام و الصلاة على خاتم الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم ..
3- السلام علينا و على آله و هم عباد الله الصالحين و من تبعه و آمن بما أرسل به إلاااا وهو دين الاسلام الصحيح ..
4- الصلاة و السلام على نبينا الكريم و من آمن بما أنزل عليه و هم كافة المسلمين الموحدين ..
5- الدعاء بالبركه لنبيناء و أتباعه و من بعده من المسلمين ..


........................


السادة : و الله اعلم هم سدّنه بيت الله الحرام ..
الاشراف : هم من يقوم بالاشراف و رعاية و خدمة زوار البيت الحرام ..


و الله أعلم خصت بقبيلتين من قريش و يعودون في النسب مع رسولنا الكريم و تعود شرف هذه الخدمة لهم لما قبل الاسلام ..



و الله أعلم ..
أخي صقر فعلا أنت صقر؟ وبدأت الاجابات تقترب شبئا فشيئا؟
ولكن أعذرني خطأ0
ولا أحب أن أخطئك فأنت مجتهد وأسلوبك سوف يوصلنا للحل؟

windasoof
01-10-2009, Thu 2:56 AM
يا أخي مثل هذه المواضيع لا تحتاج إلى رأي شخصي كي تجد الردود بسرعة

هذه المواضيع تحتاج إلى نقل دقيق من أهل العلم .. فلا تعجل على إخوانك

تقبل تحياتي
معقوولة سؤالي في التشهد خمسة أسطر يحتاج ما ذكرت؟
لقد قيل لي سؤالك صعب وما صدقت

مدور رزق
01-10-2009, Thu 2:59 AM
رسالة في الشرافة للمؤلف : حسني بن أحمد بن علي العباسي عنوان لرسالة متواضعة في أول ما ألف في علم النسب عند العرب ومعنى كلمة الشرافة متى بدأ هذا الاسم يقترن بالعلماء والمشهورين من قريش علويين أو عباسيين من سادات العرب المشهور أن هذا اللقب وهو الشرافة ركز في البيتين العلوي والعباسي اكثر من غيرها من قريش . النسب : جاء في مقدمة كتاب حذف من نسب قريش عن مؤرج بن عمرو الدوسي تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد : ولعل أول من ألف في الأنساب عند العرب هو محمد بن مسلم أبن شهاب الزهري المتوفي في 124 هـ كان ينتقل بين الحجاز ودمشق بدأ بكتاب في نسب قومه لم يصل إلينا وجاء عند محمد سعيد كمال في الرسائل الكمالية أن أول من بدء التدوين عند العرب في الأنساب هو سحيم بن حفص أبو البقضان النسابة الذي ألف كتابه النسب الكبير وكتاب نسب خندق وأخبارها وأبو اليقضان توفي سنة 190 هـ وذلك عند ياقوت في معجم البلدان 11/### وجاء عند حاجي خليفة صاحب كشف الظنون أن أول من ضبط علم الأنساب هو النسابة هشام بن محمد ال***ي المتوفي سنة 204 وأبو اليقضان المتوفى سنة 190 وثالثهما مؤرج بن عمرو الدوسي المتوفى سنة 195 الذي ألف كتاب حذف من نسب قريش : الكتاب الذي لم يعرف إلا من زمن قصير ويكون بذلك اقدم كتاب معروف في النسب وبعد هشام بن محمد وكتاب جمهره النسب تتابعت وتشعبت كتب الأنساب إلى وقتنا الحاضر ولكن بالنقل المتكرر في كثير من الأحيان بدون حيطة وتمحيص ولا يسعني إلا ان أشير الى السيد عبد الحميد عقيل ومجهوداته الجبارة التي لم ترى النور على حد علمي وهي موسوعته التي رأيتها قبل طبعها والذي وصل فيها أنساب حديثة بأصولها القديمة بأخذ الحيطة وأشير إلى السيد الفاضل علي الفضيل في كتابه الأغصان الذي وصل القديم بالحديث في الأنساب وهذان السيدان الجللين كتبوا ووصلوا انساب متنوعة ليس لجماعة معينة فحسب . ونقول انه حتى القرن الثالث هجري لم يطلق على أحد من بني هاشم شريف أو سيد : ولكن يقال عباسي لذرية العباس وعلوي لذرية الإمام علي الخمسة أفرع وطالبي لذرية والده وتيمي لآل أبو بكر رضي الله عنه ومخزومي بني مخزوم وأموي بني أمية وعلى ذلك المنوال . فعندما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وخرج من بني هاشم فأصبح لبني هاشم نزله على أساس وجوب الإيمان برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وانه قرشي هاشمي فاصبح القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف ورفعة وخاصا انه جاءت أحاديث كثير في ذلك وهذه الأحاديث وان كانت حسنة الأسانيد لم تصل إلى الضعيف أو الموضوع. والمطلع على تراجم الرجال في كثير من الكتب المتخصصة في هذا العلم نجد أن أول ما أطلق هذا اللقب وهو الشرافة كما جاء في السير للذهبي ان الشيخ الإمام الشريف شيخ بني هاشم أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى ابن أبو جعفر المنصور المتوفي سنة 350 أي انه لقب بهذا اللقب في أوائل القرن الثالث وجاء في السير للإمام الفقيه مسند العراق القاضي الشريف عمر بن القاسم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم والمولود سنة 322 أول من لقب بلقب شريف من بني هاشم كما جاء في تاريخ ابن الوردي 1/446 : توفي أبو احمد حسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق والد الشريف الرضي سنة 400 هـ ونلاحظ انه قال النقيب والد الشريف الرضي فتكون أول من أطلق عليه لقب شريف من ذرية الإمام علي كرم الله مولد الشريف الرضي ابن النقيب أبو احمد الموسوي المولود سنة 359 والمتوفى سنة 405 فيكون لقب شريف أطلق على ذرية العباس بن عبد المطلب قبل ذرية الإمام علي بحوالي ثلاثين سنة ، مولد الشريف عمر بن القاسم بن جعفر سنة 322 ومولد الشريف الرضي سنة 359 واستمر هذا لمدة طويلة لحين ضعفت الدولة العباسية وأدوار الانحطاط وفي نفس الوقت قوة الدولة الفاطمية العبيدية الإسماعيلية ان يطلق لقب شريف لذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما واستمر الحال على ذلك ، واختلف إطلاق الشرافة من منطقة إلى أخرى حسب الوضع السياسي ففي الحجاز وبعد ان تقلد ذرية الإمام الحسن الإمارة في مكة فاصبح تطلق كلمة شريف بدلا من كلمة أمير على الحاكم ومن ثم صارت تطلق كلمة شريف على كل ذرية الحسن أما الحسين فيطلق عليهم سيد وباقي الفروع فيطلق عليهم بني هاشم ففي العراق تطلق كلمة شريف على كل بني هاشم أما في مصر فكل قرشي أو هاشمي شريف وفي اليمن فيطلق سيد على ذرية الحسين وفي بعض مناطق اليمن شريف على ذرية الحسن أما في إيران فتطلق على ذرية علي زين العابدين كلمة سيد. وكذلك حضرموت لتقارب الفكر بين القطرين أو بالأحرى بين علماء القطرين في كثير من الأمور مع اختلاف المذهبين ففي إيران جعفرية وحضرموت شافعية من بعد القرن الرابع الهجري فنلاحظ ان ذرية الإمام علي كرم الله وجهه من غير علي زين العابدين أو الحسن بن علي فيطلق عليها مشايخ وكذلك على جميع فروع بن هاشم الأخرى . راجع كتاب : العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية لجلال الدين بن عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي المتوفي سنة 911 أثبت فيها أولاد زينب في الأشراف وعلى بن طراد من ذرية إبراهيم الإمام . وجاء في بحر الأنساب المسمى بالمشجر الكشاف لاصول السادة والأشراف للسيد محمد بن احمد بن عميد الدين الحسيني النجفي من أعلام القرن التاسع والعاشر الهجري صفحة 10 : قال : قال الشريف سراج الدين الرفاعي المخزومي في كتاب صحاح الأخبار : انتهى . قد اعتبر المخزومي شريف وعلى ذلك يعتبر كل قرشي شريف : ولم يقف لقب شريف على ذريته السبطين وهذا : وان شاع في الحجاز فهو يخالف الصواب . راجع صفحة 293 سمط النجوم العوالي : قال بالنص : وكان موسم خمس واربعين وتسعمائة عاد إلى مكة الباشا سليمان من جهاد الفرنج بالديار الهندية عازماً إلى الديار الرومية فأرسل مع الشريف أبو نمى ولده السيد أحمد بن أبي نمى . نلاحظ العبارة أرسل الشريف أبو نمى ولده السيد احمد بن أبي نمى وهذا ما يؤكد قولنا ان كلمة شريف كانت تطلق على أمير مكة فقط وليس كل نسل الحسن والذي شاع بعد ذلك في الحجاز لا يعني ان كلمة شريف هبة كل لذريته الحسن أو الحسين فان كل بني هاشم تطلق عليهم كلمة شريف . والشريف تطلق لكل من أحب أن يحمل هذا اللقب من الهاشميين فلا إعتداد بما كانت عليه فترات المتأخريين لإستبداد بلقب قد عرف في الأقدميين. انتهى ........... Al Basil bin Siham Eddin إن اسم الشريف كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء كان حسنيا أم حسينيا أم علويا من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب أم جعفريا أم عقيليا أم عباسيا ولهذا تجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا في التراجم بذلك يقول الشريف العباسي الشريف العقيلي الشريف الجعفري الشريف الزينبي فلما ولي الخلفاء الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقط فاستمر ذلك بمصر إلى الآن. وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الألقاب: الشريف ببغداد لقب لكل عباسي وبمصر لقب لكل علوي انتهى. ولا شك أن المصطلح القديم أولى وهو إطلاقه على كل علوي وجعفري وعقيلي وعباسي كما صنعه الذهبي وكما أشار إليه الماوردي من أصحابنا والقاضي أبو يعلى بن الفراء من الحنابلة كلاهما في الأحكام السلطانية ونحوه قول ابن مالك في الألفية " وآله المستكملين الشرفا" فلا ريب في أنه يطلق على ذرية زينب المذكورين اشراف وكم أطلق الذهبي في تاريخه في كثير من التراجم قوله الشريف الزينبي وقد يقال يطلق على مصطلح أهل مصر الشرف أنواع عام لجميع أهل البيت وخاص بالذرية فيدخل فيه الزينبية وأخص منه شرف النسبة وهو مختص بذرية الحسن والحسين.



منقول ........

عاشق الخليج
01-10-2009, Thu 3:06 AM
اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
جزء من التحيات0 (التشهد الأخير)0
وقراءتها ركن من أركان الصلاة ال14
يقال آل فلان00 وآل البراهيم وآل فلان وآل فلان 00 إلخ يتبادر إلى ذهنك أولادهم
وأحفادهم الآن؟ 0
في معرض سؤال لي من هم آل محمد الحاليين وهل سادة الحجاز والأشراف في مكة
هم آل محمد!! ولم أطلق على الواحد سيد والواحد من الاشراف شريف0وهل كل سيد
شريف ومن الذي أطلقها عليهم؟
قيل لي موضوعك صعب! قلت مادام ديني يمس عقيدتي فلابدأن أسأل وأناقش ؟
والمشايخ كثر!
وعلماء التاريخ أيضا0
ووكذلك من هم أل إبراهيم المذكورين في التحيات ؟لا يجي واحد مثل محمد عبده؟
ويقول الجملة المعروفة بالنسبة ل آل ابراهيم؟
أريد أن أعرف ويعرف جيلي ما يقوي إيماني ونسبي (أعرفوا من أنسابكم ما تصلون
به أرحامكم)0
وإلا أنا غلطان

من قال لا اعلم فقد افتى
واسمح لي ليس لدي جواب
فقط احببت المشاركة والسلام

مدور رزق
01-10-2009, Thu 3:06 AM
1. لقب السيد يطلق على الحسن و الحسين لقول الرسول - صلى الله عليه و سلم ( ابني هذا سيد) وقال عليه الصلاة والسلام (الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة) ...
2. لقب الشريف يطلق على كل سيد كانت له الإمرة (اي اصبح حاكم او أمير)
3. معنى هذا ان كل شريف سيد و لكن العكس ليس صحيح.

لعلي وصلت إلى ما تريد والله أعلم

windasoof
01-10-2009, Thu 3:17 AM
رسالة في الشرافة للمؤلف : حسني بن أحمد بن علي العباسي عنوان لرسالة متواضعة في أول ما ألف في علم النسب عند العرب ومعنى كلمة الشرافة متى بدأ هذا الاسم يقترن بالعلماء والمشهورين من قريش علويين أو عباسيين من سادات العرب المشهور أن هذا اللقب وهو الشرافة ركز في البيتين العلوي والعباسي اكثر من غيرها من قريش . النسب : جاء في مقدمة كتاب حذف من نسب قريش عن مؤرج بن عمرو الدوسي تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد : ولعل أول من ألف في الأنساب عند العرب هو محمد بن مسلم أبن شهاب الزهري المتوفي في 124 هـ كان ينتقل بين الحجاز ودمشق بدأ بكتاب في نسب قومه لم يصل إلينا وجاء عند محمد سعيد كمال في الرسائل الكمالية أن أول من بدء التدوين عند العرب في الأنساب هو سحيم بن حفص أبو البقضان النسابة الذي ألف كتابه النسب الكبير وكتاب نسب خندق وأخبارها وأبو اليقضان توفي سنة 190 هـ وذلك عند ياقوت في معجم البلدان 11/### وجاء عند حاجي خليفة صاحب كشف الظنون أن أول من ضبط علم الأنساب هو النسابة هشام بن محمد ال***ي المتوفي سنة 204 وأبو اليقضان المتوفى سنة 190 وثالثهما مؤرج بن عمرو الدوسي المتوفى سنة 195 الذي ألف كتاب حذف من نسب قريش : الكتاب الذي لم يعرف إلا من زمن قصير ويكون بذلك اقدم كتاب معروف في النسب وبعد هشام بن محمد وكتاب جمهره النسب تتابعت وتشعبت كتب الأنساب إلى وقتنا الحاضر ولكن بالنقل المتكرر في كثير من الأحيان بدون حيطة وتمحيص ولا يسعني إلا ان أشير الى السيد عبد الحميد عقيل ومجهوداته الجبارة التي لم ترى النور على حد علمي وهي موسوعته التي رأيتها قبل طبعها والذي وصل فيها أنساب حديثة بأصولها القديمة بأخذ الحيطة وأشير إلى السيد الفاضل علي الفضيل في كتابه الأغصان الذي وصل القديم بالحديث في الأنساب وهذان السيدان الجللين كتبوا ووصلوا انساب متنوعة ليس لجماعة معينة فحسب . ونقول انه حتى القرن الثالث هجري لم يطلق على أحد من بني هاشم شريف أو سيد : ولكن يقال عباسي لذرية العباس وعلوي لذرية الإمام علي الخمسة أفرع وطالبي لذرية والده وتيمي لآل أبو بكر رضي الله عنه ومخزومي بني مخزوم وأموي بني أمية وعلى ذلك المنوال . فعندما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وخرج من بني هاشم فأصبح لبني هاشم نزله على أساس وجوب الإيمان برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وانه قرشي هاشمي فاصبح القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف ورفعة وخاصا انه جاءت أحاديث كثير في ذلك وهذه الأحاديث وان كانت حسنة الأسانيد لم تصل إلى الضعيف أو الموضوع. والمطلع على تراجم الرجال في كثير من الكتب المتخصصة في هذا العلم نجد أن أول ما أطلق هذا اللقب وهو الشرافة كما جاء في السير للذهبي ان الشيخ الإمام الشريف شيخ بني هاشم أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى ابن أبو جعفر المنصور المتوفي سنة 350 أي انه لقب بهذا اللقب في أوائل القرن الثالث وجاء في السير للإمام الفقيه مسند العراق القاضي الشريف عمر بن القاسم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم والمولود سنة 322 أول من لقب بلقب شريف من بني هاشم كما جاء في تاريخ ابن الوردي 1/446 : توفي أبو احمد حسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق والد الشريف الرضي سنة 400 هـ ونلاحظ انه قال النقيب والد الشريف الرضي فتكون أول من أطلق عليه لقب شريف من ذرية الإمام علي كرم الله مولد الشريف الرضي ابن النقيب أبو احمد الموسوي المولود سنة 359 والمتوفى سنة 405 فيكون لقب شريف أطلق على ذرية العباس بن عبد المطلب قبل ذرية الإمام علي بحوالي ثلاثين سنة ، مولد الشريف عمر بن القاسم بن جعفر سنة 322 ومولد الشريف الرضي سنة 359 واستمر هذا لمدة طويلة لحين ضعفت الدولة العباسية وأدوار الانحطاط وفي نفس الوقت قوة الدولة الفاطمية العبيدية الإسماعيلية ان يطلق لقب شريف لذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما واستمر الحال على ذلك ، واختلف إطلاق الشرافة من منطقة إلى أخرى حسب الوضع السياسي ففي الحجاز وبعد ان تقلد ذرية الإمام الحسن الإمارة في مكة فاصبح تطلق كلمة شريف بدلا من كلمة أمير على الحاكم ومن ثم صارت تطلق كلمة شريف على كل ذرية الحسن أما الحسين فيطلق عليهم سيد وباقي الفروع فيطلق عليهم بني هاشم ففي العراق تطلق كلمة شريف على كل بني هاشم أما في مصر فكل قرشي أو هاشمي شريف وفي اليمن فيطلق سيد على ذرية الحسين وفي بعض مناطق اليمن شريف على ذرية الحسن أما في إيران فتطلق على ذرية علي زين العابدين كلمة سيد. وكذلك حضرموت لتقارب الفكر بين القطرين أو بالأحرى بين علماء القطرين في كثير من الأمور مع اختلاف المذهبين ففي إيران جعفرية وحضرموت شافعية من بعد القرن الرابع الهجري فنلاحظ ان ذرية الإمام علي كرم الله وجهه من غير علي زين العابدين أو الحسن بن علي فيطلق عليها مشايخ وكذلك على جميع فروع بن هاشم الأخرى . راجع كتاب : العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية لجلال الدين بن عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي المتوفي سنة 911 أثبت فيها أولاد زينب في الأشراف وعلى بن طراد من ذرية إبراهيم الإمام . وجاء في بحر الأنساب المسمى بالمشجر الكشاف لاصول السادة والأشراف للسيد محمد بن احمد بن عميد الدين الحسيني النجفي من أعلام القرن التاسع والعاشر الهجري صفحة 10 : قال : قال الشريف سراج الدين الرفاعي المخزومي في كتاب صحاح الأخبار : انتهى . قد اعتبر المخزومي شريف وعلى ذلك يعتبر كل قرشي شريف : ولم يقف لقب شريف على ذريته السبطين وهذا : وان شاع في الحجاز فهو يخالف الصواب . راجع صفحة 293 سمط النجوم العوالي : قال بالنص : وكان موسم خمس واربعين وتسعمائة عاد إلى مكة الباشا سليمان من جهاد الفرنج بالديار الهندية عازماً إلى الديار الرومية فأرسل مع الشريف أبو نمى ولده السيد أحمد بن أبي نمى . نلاحظ العبارة أرسل الشريف أبو نمى ولده السيد احمد بن أبي نمى وهذا ما يؤكد قولنا ان كلمة شريف كانت تطلق على أمير مكة فقط وليس كل نسل الحسن والذي شاع بعد ذلك في الحجاز لا يعني ان كلمة شريف هبة كل لذريته الحسن أو الحسين فان كل بني هاشم تطلق عليهم كلمة شريف . والشريف تطلق لكل من أحب أن يحمل هذا اللقب من الهاشميين فلا إعتداد بما كانت عليه فترات المتأخريين لإستبداد بلقب قد عرف في الأقدميين. انتهى ........... Al Basil bin Siham Eddin إن اسم الشريف كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء كان حسنيا أم حسينيا أم علويا من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب أم جعفريا أم عقيليا أم عباسيا ولهذا تجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا في التراجم بذلك يقول الشريف العباسي الشريف العقيلي الشريف الجعفري الشريف الزينبي فلما ولي الخلفاء الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقط فاستمر ذلك بمصر إلى الآن. وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الألقاب: الشريف ببغداد لقب لكل عباسي وبمصر لقب لكل علوي انتهى. ولا شك أن المصطلح القديم أولى وهو إطلاقه على كل علوي وجعفري وعقيلي وعباسي كما صنعه الذهبي وكما أشار إليه الماوردي من أصحابنا والقاضي أبو يعلى بن الفراء من الحنابلة كلاهما في الأحكام السلطانية ونحوه قول ابن مالك في الألفية " وآله المستكملين الشرفا" فلا ريب في أنه يطلق على ذرية زينب المذكورين اشراف وكم أطلق الذهبي في تاريخه في كثير من التراجم قوله الشريف الزينبي وقد يقال يطلق على مصطلح أهل مصر الشرف أنواع عام لجميع أهل البيت وخاص بالذرية فيدخل فيه الزينبية وأخص منه شرف النسبة وهو مختص بذرية الحسن والحسين.



منقول ........'
'طبعا منقول ولا شك إقتربت ساعة الصفر يعني أخذ ما أشاء وأترك ماأشاء؟
أختصر من خلال فهمك؟وأعطي إخوانك الزبدة ولا أعتفد أنهم سوف يقرأون كل
الذي نقل 0
طيب من هم السادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ا لجناح
01-10-2009, Thu 3:19 AM
طالما لم يتم تحديدهم بالقرآن الكريم ولا باألأحاديث الشريفه ...
لاتنتظر منا في أعمال الخليج تحديدهم
وأعتقد سيبقى أمر تحديدهم خاضع للا جتهادات
الموضوع هذا من أكثر من 1400 سنه لم يتفق عليه .



وبعدين وش صار بموضوع السيوله

windasoof
01-10-2009, Thu 3:23 AM
من قال لا اعلم فقد افتى
واسمح لي ليس لدي جواب

فقط احببت المشاركة والسلام

أنت عســـــــــــل يكفيني مرورك
وعليك من الله السلام

رادار الشاشة
01-10-2009, Thu 3:24 AM
'
'طبعا منقول ولا شك إقتربت ساعة الصفر يعني أخذ ما أشاء وأترك ماأشاء؟
أختصر من خلال فهمك؟وأعطي إخوانك الزبدة ولا أعتفد أنهم سوف يقرأون كل
الذي نقل 0
طيب من هم السادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أخي الكريم, حدد سؤالك بارك الله فيك, وقل لنا صراحة, هل عندك هدف او نتيجة تريد ان تتوصل اليها ام ان السؤال مجرد؟ واذا كان السؤال مجرد ليش الاسئلة التابعة؟ واذا كان لهدف, ما هو الهدف؟ لأنه لا تستطيع منطقيا الزام غيرك بتسلسل معين للافكار قد يكون تسلسلها خاطئ. فضلا عن اغفال جوانب كثيرة أخرى.

windasoof
01-10-2009, Thu 3:32 AM
1. لقب السيد يطلق على الحسن و الحسين لقول الرسول - صلى الله عليه و سلم ( ابني هذا سيد) وقال عليه الصلاة والسلام (الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة) ...
2. لقب الشريف يطلق على كل سيد كانت له الإمرة (اي اصبح حاكم او أمير)
3. معنى هذا ان كل شريف سيد و لكن العكس ليس صحيح.

لعلي وصلت إلى ما تريد والله أعلم
يلموني في أبومعاذ0شفت الربع مهم دارين ؟؟؟؟؟؟
والله لو قرأت هذه الاجابة قبلا لكفتني
وأضيف
في ثالثا---------------------------------0(اي أصبح حاكم أو أمير لمكـــــــــة
شرفها الله0
وتراني لم أنتهي بعد0
لما لم تفرض لهم الزكاة وأعتقد سنبقى أنا وأنت ؟
البقية جفت أقلامهم0

صقر أبو خالد
01-10-2009, Thu 3:33 AM
ؤ
اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
جزء من التحيات0 (التشهد الأخير)0
وقراءتها ركن من أركان الصلاة ال14
يقال آل فلان00 وآل البراهيم وآل فلان وآل فلان 00 إلخ يتبادر إلى ذهنك أولادهم
وأحفادهم الآن؟ 0
في معرض سؤال لي من هم آل محمد الحاليين


آل محمد عليه افضل السلام : هم من آمن به و برسالته إلى يوم الدين فقط ( المسلمين جميعهم من بداية دعوة الاسلام إلى يوم الدين ) ..

وهل سادة الحجاز والأشراف في مكة أن أنهم تفرقوا..


بالطبع هناك منهم في مكة و منهم من غادر في بداية عهد الخلفاء أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم جميعاً و من بعدهم خلفاء المسلمين بالدول الاسلامية التي قامت فيما بعد الأموية و العباسية و العثمانية و أنت تعرف أن الاسلام نشر بفضل من الله و صحابة رسوله الكريم و من تبعه و بالفتوحات الاسلامية و هنا قد يكون قد غادر البعض منهم لمشارق و مغارب الارض و الله اعلم ..


هم آل محمد!! ولم أطلق على الواحد سيد والواحد من الاشراف شريف0


السادة : من نسل عبدالمطلب والله أعلم قد يكون بني هاشم معهم ..
الاشراف : قبيلة قريش و من عمل منهم على خدمة بيت الله ..

وهل كل سيد شريف ومن الذي أطلقها عليهم؟


يطلق على السيد و الشريف : كل من هو ينتسب لقريش يطلق عليه شريف و لا يطلق عليه سيد اذا لم ينتسب لبني عبدالمطلب ( بني هاشم ) ..


قيل لي موضوعك صعب! قلت مادام ديني يمس عقيدتي فلابدأن أسأل وأناقش ؟
والمشايخ كثر!
وعلماء التاريخ أيضا0
ووكذلك من هم أل إبراهيم المذكورين في التحيات ؟لا يجي واحد مثل محمد عبده؟
ويقول الجملة المعروفة بالنسبة ل آل ابراهيم؟
أريد أن أعرف ويعرف جيلي ما يقوي إيماني ونسبي (أعرفوا من أنسابكم ما تصلون
به أرحامكم)0
وإلا أنا غلطان


الاجوبة بالاقتباس :rolleyes:




اللهم صلي و سلم على محمد و على آل محمد ..
اللهم ارضى عن الخلفاء الاربعة الراشدين أبو بكر و عمر و عثمان و علي و على صحابة رسول الله أجمعين و من تبعهم بهديه إلى اليوم الدين ..




ملاااااحظة : ( المقصودين منهم في التحيات هم من دخل الاسلام فقط و آمن بالله و رسوله و دين الاسلام أو ابراهيم عليه السلام و آمن معه و من بعده حتى بعثة المصطفى عليه السلام )

windasoof
01-10-2009, Thu 3:38 AM
الاجوبة بالاقتباس :rolleyes:





اللهم صلي و سلم على محمد و على آل محمد ..
اللهم ارضى عن الخلفاء الاربعة الراشدين أبو بكر و عمر و عثمان و علي و على صحابة رسول الله أجمعين ..





ملاااااحظة : ( المقصودين منهم في التحيات هم من دخل الاسلام فقط و آمن بالله و رسوله و دين الاسلام أو ابراهيم عليه السلام و من ىمن معه و من بعده )

معلومات ليست هينة تقترب في كل محاولةأحيي فيك محبتك لأل بيت رسول الله
ولصحابته الاجلاء ولخلفائه الابرار
تري جواب أبو معاذجدا شافي لك من أصدق تحية

سنفور
01-10-2009, Thu 3:42 AM
اود اضافة معلومة معروفة لدى من لديهم معرفة بشجرة النبي عليه افضل الصلاة والسلام وهي أن :
لفظ (السادة والاشراف) تطلق على ابناء واحفاد الحسن والحسين ابناء زوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا على بن ابي طالب
وهم :
السادة = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
الاشراف = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
ومن المعروف ان النبي عليه افضل الصلاة والتسليم حال وفاته لم يتبقى له ولد حيث توفي اولاده حال حياته
آمل ان تكون تلك المعلومات المذكورة بها الاجابة على التساؤلات حول الاشراف والسادة

صقر أبو خالد
01-10-2009, Thu 3:48 AM
يلموني في أبومعاذ0شفت الربع مهم دارين ؟؟؟؟؟؟
والله لو قرأت هذه الاجابة قبلا لكفتني
وأضيف
في ثالثا---------------------------------0(اي أصبح حاكم أو أمير لمكـــــــــة
شرفها الله0
وتراني لم أنتهي بعد0
لما لم تفرض لهم الزكاة وأعتقد سنبقى أنا وأنت ؟
البقية جفت أقلامهم0



ماذا تقصد أو اصبح حاكم أو أمير لمكة ؟؟
و ما رأيك بحكامنا أعزهم الله بشريعة الاسلام ؟؟!!!!

windasoof
01-10-2009, Thu 3:51 AM
آل البيت هم : من حرمت عليهم الصدقة , وهو قول الجمهور وهو الراجح .

وقيل : هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه خاصة .

وقيل :آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه إلى يوم القيامة .

وقيل : هم الأتقياء من أمته .


والمراد بمن حرمت عليهم الصدقة في قول الجمهور هم :

آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج رسول الله وبناته .

وأهل السنة يحفظون وصية رسول الله في آل بيته فيحبونهم ويجلونهم ويعطونهم المنزلة التي أنزلهم الله إياها بدون غلو ولا جفاء .



وكما هو معلوم أن النسب لا يقدم شيئاُ بدون العمل ... لذا قال عليه الصلاة والسلام : (( يافاطمة بنت محمد سليني من مالي ماشئت لا أغني عنك من الله شيئاً ))

وقال : (( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))
أي من أخره عمله السيء وتفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف النسب ...

المراد من ذلك كله : أن شرف النسب الآن لاينفع السادة ولا الأشراف شيئاً في الدنيا ولا في الآخرة إذا ابتعدوا عن الكتاب والسنة ... كما أن النسب ليس بمعصوم عن الكفر أو الفسق أو الظلال والانحراف العقدي .

ولا شك أن من كان من آل البيت في هذا الزمان مستقيماً على الكتاب والسنة طائعاً لله تعالى فقد جمع بين شرف النسب وشرف الاستقامة , ولاشك أنه شرف عظيم صعب المنال ...

أثمن أقوالك وكلها درر ونبع صافي تدل على إدراك المقصود 0
أسف شديد الأسف على ردي المتأخر
فأنت لك السبق؟
في أنهم لا تجوز لهم الصدقة فقيرهم وغنيهم وأعتقد معلومة سيستفيد منها
جميع من كان لديه علم أولم يكن؟؟؟
وهوصلب الموضوع إذالم تجب لهم الصدقة من أين يأكلون؟؟؟
وفقك الله لكل خير0

مدور رزق
01-10-2009, Thu 3:52 AM
لما لم تفرض لهم الزكاة وأعتقد سنبقى أنا وأنت ؟
0


قال تعالى : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " الصدقة أوساخ الناس " كما رواه مسلم

صقر أبو خالد
01-10-2009, Thu 3:53 AM
اود اضافة معلومة معروفة لدى من لديهم معرفة بشجرة النبي عليه افضل الصلاة والسلام وهي أن :
لفظ (السادة والاشراف) تطلق على ابناء واحفاد الحسن والحسين ابناء زوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا على بن ابي طالب
وهم :
السادة = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
الاشراف = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
ومن المعروف ان النبي عليه افضل الصلاة والتسليم حال وفاته لم يتبقى له ولد حيث توفي اولاده حال حياته
آمل ان تكون تلك المعلومات المذكورة بها الاجابة على التساؤلات حول الاشراف والسادة


أفهم أن بهذا الترتيب أصبحت الدعوة بالوراثة !!!!!!!
الدين يورث بالعلم و الفقه و ليس بالنسب ..
فهل لو كان أبو لهب او أبي طالب أعمام الرسول صلى الله عليه و سلم احياء يورثون الدين أو الأمارة و الحكم ؟؟؟؟!!

رادار الشاشة
01-10-2009, Thu 4:02 AM
أخي الكريم, حدد سؤالك بارك الله فيك, وقل لنا صراحة, هل عندك هدف او نتيجة تريد ان تتوصل اليها ام ان السؤال مجرد؟ واذا كان السؤال مجرد ليش الاسئلة التابعة؟ واذا كان لهدف, ما هو الهدف؟ لأنه لا تستطيع منطقيا الزام غيرك بتسلسل معين للافكار قد يكون تسلسلها خاطئ. فضلا عن اغفال جوانب كثيرة أخرى.

تقول البقية جفت اقلامهم.... وتفضل الغموض.. حسنا...

لكن أتمنى ان لا يكون استدلالك في النهائة لشيء عقدي, فعقيدة تحتاج الى هذه "اللفة" كلها... فيها ما فيها :) وان لم يكن كذلك... واسيئ فهمك... فانت من فضلت الغموض ...

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

windasoof
01-10-2009, Thu 4:03 AM
اود اضافة معلومة معروفة لدى من لديهم معرفة بشجرة النبي عليه افضل الصلاة والسلام وهي أن :
لفظ (السادة والاشراف) تطلق على ابناء واحفاد الحسن والحسين ابناء زوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا على بن ابي طالب
وهم :
السادة = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
الاشراف = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
ومن المعروف ان النبي عليه افضل الصلاة والتسليم حال وفاته لم يتبقى له ولد حيث توفي اولاده حال حياته
آمل ان تكون تلك المعلومات المذكورة بها الاجابة على التساؤلات حول الاشراف والسادة
سنقور عكست الاجابة لك أطيب الود وأعطره
والا إجابة مايحتاج0

windasoof
01-10-2009, Thu 4:09 AM
ماذا تقصد أو اصبح حاكم أو أمير لمكة ؟؟


و ما رأيك بحكامنا أعزهم الله بشريعة الاسلام ؟؟!!!!

كنت تاجا على رأسي الا هذه لا أقبلها منك
تعاقب على إمارة مكةقبل الدولة السعودية أيدها الله الكثير منهم
الدولة العباسية وحتى الدولة العثمانية

windasoof
01-10-2009, Thu 4:15 AM
قال تعالى : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " الصدقة أوساخ الناس " كما رواه مسلم
أبو معاذ0 هذه فيما يخص الزكاة لعامة الناس0
ولكن يعطون من بيت مال المسلمين مادام لاتجوز عليهم الزكاة والصدقات

مدور رزق
01-10-2009, Thu 4:16 AM
إذالم تجب لهم الصدقة من أين يأكلون؟؟؟



أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، قال : كانت الغنيمة تقسم على خمسة أخماس : فأربعة منها بين من قاتل عليها ، وخمس واحد يقسم على أربعة أخماس . فربع لله وللرسول ولذي القربى ، يعني قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما كان لله وللرسول فهو لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يأخذ النبي من الخمس شيئاً ، والربع الثاني لليتامى ، والربع الثالث للمساكين ، والربع الرابع لابن السبيل ، وهو الضيف الفقير الذي ينزل بالمسلمين .

مدور رزق
01-10-2009, Thu 4:23 AM
أبو معاذ0 هذه فيما يخص الزكاة لعامة الناس0
ولكن يعطون من بيت مال المسلمين مادام لاتجوز عليهم الزكاة والصدقات


قبل فترة ليست بالبعيدة سمعت أحد الشيخ / عبدالله المنيع أو الركبان يقول أنه يجب التنبه لهذه المسأله وهي سد حاجة آل البيت من بيت مال المسلمين .

تصبح على خير جف القلم :D

windasoof
01-10-2009, Thu 4:26 AM
أفهم أن بهذا الترتيب أصبحت الدعوة بالوراثة !!!!!!!

الدين يورث بالعلم و الفقه و ليس بالنسب ..

فهل لو كان أبو لهب او أبي طالب أعمام الرسول صلى الله عليه و سلم احياء يورثون الدين أو الأمارة و الحكم ؟؟؟؟!!

مادخل من أشرك بالله كمن آمن به
كيف تدخل من تصلي عليهم كل يوم
ماذكرت ليسوا بأل محمد
وهذا خروج لما نريد الوصول اليه
والا بعدين بتجيب حسن نصر الله وتقول سيد
أعتقد أن أسئلةتدور في خلدك تبحث لها لاجابات
ياعزيزي تمسك بأل بيت رسول الله من هم ليسوا أهلا لها ونحن الاولى أهل السنة
----------------------------------------------------------------------------
وحطتحت مادكرت ألف خط وهو ما أردت الوصول إليه

صقر أبو خالد
01-10-2009, Thu 4:32 AM
مادخل من أشرك بالله كمن آمن به
كيف تدخل من تصلي عليهم كل يوم
ماذكرت ليسوا بأل محمد
وهذا خروج لما نريد الوصول اليه
والا بعدين بتجيب حسن نصر الله وتقول سيد
أعتقد أن أسئلةتدور في خلدك تبحث لها لاجابات
ياعزيزي تمسك بأل بيت رسول الله من هم ليسوا أهلا لها ونحن الاولى أهل السنة
----------------------------------------------------------------------------
وحطتحت مادكرت ألف خط وهو ما أردت الوصول إليه


المعذرة أخوي windasoof جانا الصمرقع من بعض الكتاب تمشي معهم مزبوط هم(ن) فجأة يمحطبك بأول ملف :(

المهم و الزبدة عندي هي : الله ثم رسوله و ما ارسل به ثم ولاة أمرنا حفظهم الله ..

windasoof
01-10-2009, Thu 4:38 AM
تقول البقية جفت اقلامهم.... وتفضل الغموض.. حسنا...

لكن أتمنى ان لا يكون استدلالك في النهائة لشيء عقدي, فعقيدة تحتاج الى هذه "اللفة" كلها... فيها ما فيها :) وان لم يكن كذلك... واسيئ فهمك... فانت من فضلت الغموض ...

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
لك من الود أصدقه جيت علىأذان الفجر ولكن ثقافتك عالية
وسأختصر؟
نحن أولى أهل السنة بمحبتهم والا لما كانت الصلاة عليهم ركن من أركان الصلاة
أم الشيعة ؟
في ظل إغفال وعدم معرفةأهل السنة بهم حتى هذه الليلة

windasoof
01-10-2009, Thu 4:44 AM
قبل فترة ليست بالبعيدة سمعت أحد الشيخ / عبدالله المنيع أو الركبان يقول أنه يجب التنبه لهذه المسأله وهي سد حاجة آل البيت من بيت مال المسلمين .

تصبح على خير جف القلم :D
لا نريد لهم أن نسمع بهم فقط أرأيت أشكر لك رحابت صدرك وكلام أريد الوصول
إليه وخاصة ممن هو مثلك
لا جف قلمك أبو معاذ
حتى أنامثلك ونسأل الله الاجر والاستفادة ونشكر من الجميع طيب متابعتهم؟
استودعكم الله0
وعسى الجميع إستفاد0
وهو الهدف الأسمى

windasoof
01-10-2009, Thu 4:48 AM
المعذرة أخوي windasoof جانا الصمرقع من بعض الكتاب تمشي معهم مزبوط هم(ن) فجأة يمحطبك بأول ملف :(




المهم و الزبدة عندي هي : الله ثم رسوله و ما ارسل به ثم ولاة أمرنا حفظهم الله ..

قلت لك أنت تاج بس ما صدقت يكفني قولك الأخير0

سنفور
01-10-2009, Thu 4:57 AM
سنقور عكست الاجابة لك أطيب الود وأعطره
والا إجابة مايحتاج
الاخ الفاضل السائل : كيف عرفت انه العكس ؟
الاجابة كانت واضحة ومختصره على قد السؤال الذي طرح وان كان لديك غير ذلك آمل افادتي لان لدي الالمام والاطلاع على شجرة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
كما يمكنك الاستفادة اكثر في البحث من خلال المنتديات الخاصة بالانساب وعلم الانساب
وهي متوفرة بكثره ولله الحمد
اما الاخ الاستاذ صقر أبو خالد والذي ربط الوراثه بالنسب ؟ فلا اعلم علي اي اساس يتم كتابة الاسماء
مثل سعيد بن محمد بن علي بن احمد
وما دخل ابو لهب في موضوع شجرة الرسول ؟؟؟؟
وليتنا نستفيد منكم ...
بس رجاء الاجابة في صلب الاجابة على السؤال المطروح للاخ الفاضل فقط
وتقبل فائق مودتي

سنفور
01-10-2009, Thu 5:09 AM
نشكر الاستاذ الفاضل ( الصمرقع ) صقر ابو خالد على رده
تقبل مودتي

windasoof
01-10-2009, Thu 5:15 AM
سنقور عكست الاجابة لك أطيب الود وأعطره
والا إجابة مايحتاج
الاخ الفاضل السائل : كيف عرفت انه العكس ؟
الاجابة كانت واضحة ومختصره على قد السؤال الذي طرح وان كان لديك غير ذلك آمل افادتي لان لدي الالمام والاطلاع على شجرة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
كما يمكنك الاستفادة اكثر في البحث من خلال المنتديات الخاصة بالانساب وعلم الانساب
وهي متوفرة بكثره ولله الحمد
اما الاخ الاستاذ صقر أبو خالد والذي ربط الوراثه بالنسب ؟ فلا اعلم علي اي اساس يتم كتابة الاسماء
مثل سعيد بن محمد بن علي بن احمد
وما دخل ابو لهب في موضوع شجرة الرسول ؟؟؟؟
وليتنا نستفيد منكم ...
بس رجاء الاجابة في صلب الاجابة على السؤال المطروح للاخ الفاضل فقط
وتقبل فائق مودتي
لعلك تعذرني؟
من أول الليل
قصدت العكس في معرض جوابي؟
حط في إحابتك السابقة
الاشراف مكان السادة والعكس0

windasoof
01-10-2009, Thu 5:21 AM
الاشراف = يرجعون في النسب الى سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
هذه الخطأ
والصحيح السادة

سنفور
01-10-2009, Thu 5:30 AM
آمل من الاستاذ الفاضل الاجابة على سؤالي كيف عرفت ان الاشراف يرجعون الى سيدنا الحسن وليس الحسين
علما ان الاشراف هم من يطلق عليهم الحسينيون وهم موجودن في الجزيرة العربية ومصر وخصوصا الصعيد وغيرها من الدول العربية والاسلامية
اما الحسنيون ( السادة) فهم موجودن بالعراق على زمن الدولة العباسية وانتقلوا الى بلاد اليمن ومصر وغيرها من الدول وهذا مثبت في كتب التاريخ والانساب

المشغول
01-10-2009, Thu 5:41 AM
من هو محمد عبده؟؟؟

سنفور
01-10-2009, Thu 5:47 AM
اللى غنى الاماكن ؟؟؟؟
هههههههههههههههههههههههههههههه

windasoof
01-10-2009, Thu 3:00 PM
سنفور الاجابة في الاعلى وإلا أقرب مكتبه0
المشغول الله لايشغلنا الا بطاعته
الجناح شكرا والسيولة راجع المقال وأعتقد ان الجواب واضح 0
بفضل جهود الاخوة وتوفبق الله لهم مدور رزق أفاد الجميع0 وأعتقد أنه أستفاد أيضا0
متفائل الكسب إجاباتك أثلجت صدري
نورا شكرا للمرور أسعدني تواجدك0
والا صقر المنتدى وفاكهته 0أحي فيك الاصرار على الفهم والافهام
عاشق الخليج 0 سري فيك غامض0
أمان أول الردود الشجاعة
البقية أصحاب المداخلات أكن لهم كل الود فقط الا واحدا لن أسامحه وهي ليست من
خصالي ولعلي لا أستطيع أطرح السؤال ثم أجيب ماهو معقول ولا منطقي
أثنان لا أحبهما صاحب العمامة البيضاء والسوداء لا يجي أحد يوطوط عندي؟

الا على فكرة من يلبس العمامة البيضاء من الشيعة؟ ماذا يفرق عن صاحب السواء؟
ولن أدخل وأترك الاجابة لكم 000
لا أحد يفهم غلط لن أشارك ؟ ماهوكل مرةأجيب ماصارت00

سنفور
01-10-2009, Thu 6:52 PM
الاخ windasoof معلوماتك خطأ لان لدى مثبت في الكتب في المكتبة ماقلت سابقا
رجاء الاجابة اذا كان لديك دليل من كتاب او مخطوطه
ولك شكرى

سنفور
01-10-2009, Thu 7:04 PM
الاخ windasoof اذا كان لديك معلومات سابقه انه العكس فلماذا طرحت اسئلتك ؟؟؟
اذا لاتوجد لديك اجابة فاغلب الظن لدي انك تريد ان تعرف هل الجميع يعرف مثلك ام لا ولكن للاسف معلوماتك خاطئه بالنسبة لي حتى ثبت بالدليل عكس ذلك
وهل انت تنتمي بالنسب للحسنيين او الحسينيين ؟؟؟

JIVARA
02-10-2009, Fri 9:54 AM
نريد أحد الأخوان ان يفهمنا خلاصة الموضوع بأختصار وشكراً .

تحياتي

مضارب حنون
02-10-2009, Fri 12:09 PM
نريد أحد الأخوان ان يفهمنا خلاصة الموضوع بأختصار وشكراً .

تحياتي

الآل يشمَلُ إلى الجَدِّ الرابع

مخاوي الليل
02-10-2009, Fri 1:02 PM
كتب التفسير خاصة بتفسير القرآن الكريم

أم شرح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

مكانها كتب الفقه يا قص ولصق :eek:


لايهمك يابو معاذ يكفي انك اجتهدات و فقك الله و سدد خطاك غيرك ماعني نفسه لابكتابة او بحث

Ranger
02-10-2009, Fri 1:24 PM
الزبده
هاليومين هناك ناس تلزق وتمسح ويسمون انفسهم ساده واشراف سواء في الغربيه او الشرقيه وهم لاهم ساده ولا اشراف لكن لميز نفسه واعطائها مكانه اجتماعيه
والهدف ليس طبعا اخروي انما دنيوي ياجاه او مال من خمس وما اشبهه
السيد=.mr
الشريف=Sheriff وnoble


اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

لااحد يلطم
:rolleyes: