المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هناك شيء اسمه ( ليبرالية إسلامية ) أو ( الإسلام الليبرالي ) !!!



متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 12:56 AM
إطلاق مصطلح "الليبرالية الإسلامية" لا يجوز شرعاً لعدة اعتبارات:

الاعتبار الأول:

أن الإسلام منهج عظيم متكامل، والجمع بينه وبين المذاهب الأرضية , طعن فيه بالنقص والحاجة إلى التكميل، وقد قال تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)) (المائدة: 3).

وقال تعالى: ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) (آل عمران: 85).

وقال: ((أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ)) (آل عمران: 83)

وقال: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) (المائدة: 50).


الاعتبار الثاني:

أنه لا وجود لما يسمى بالليبرالية الإسلامية، لأن هذا جمع بين النقيضين، ومن أطلق هذا المصطلح المحدث يصدق عليه قول الشاعر:

سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب

فشتان بين الليبرالية والإسلام، ولهذا فإن من يطلق هذا المصطلح "الليبرالية الإسلامية" يضطر إلى أن يفسر الليبرالية بتفسير يفرغها من حقيقتها ومضمونها، بحيث لا يبقى لها أي معنى، فإذا كانت الليبرالية الإسلامية تعني التقيد بالدين ثم بالعرف ثم بالأخلاق الإنسانية الفطرية كالرحمة والشفقة.. الخ، فأي فائدة لكلمة الليبرالية، فإن التقيد بالدين ثم بالعرف ثم بالأخلاق الإنسانية داخل في مفهوم الإسلام، فأي جديد أضافته كلمة الليبرالية حتى يقال: ليبرالية إسلامية؟!

الاعتبار الثالث:

أن هذا المصطلح المحدث يوهم التقارب بين الإسلام والليبرالية، ويسمح بتمرير ضلالات الليبرالية إلى قلوب عوام الناس وعقولهم وهم لا يشعرون .

الاعتبار الرابع:

وبما أن الليبرالية تبيح للشخص أن ينتسب إلى أي دين ، وإلى أي مذهب دون أن يعاب أو ينكر عليه، فهذه حريةً مطلقة لا قيود ولا ضوابط لها، فقد دل الكتاب والسنة وأجمع المسلمون على وجوب اتباع دين الإسلام الحق، وأن من لم يتبع دين الإسلام فهو كافر شقي في الدنيا، وهو في الآخرة من الأخسرين الخالدين في الجحيم ...

قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).

الاعتبار الخامس:

إن مفهوم الليبرالية، كما وضع له في الغرب، يصطدم بالدين الإسلامي، بل كافة الشرائع، في أصول لايستهان بها، كاستبدال الحكم الإلهي بالحكم البشري، والحرية المطلقة في الاعتقادات، بالتغيير والتبديل، وغير ذلك.

المصدر : فتوى بموقع الإسلام ويب , ( باختصار )



تعليقي :

أمثلة وتطبيقات على حرية الاعتقاد المطلقة في الليبرالية :



1- أنه يجوز للمسلم أن يرتد عن دينه وأن يعتنق أي دين .

2- لو قال لك إنسان أنه حينما تموت فليس هناك بعث ولا نشور , فعليك أن تقول له : وجهة نظر فقط .

3- المساواة : فيجوز أن تبنى الكنائس في جزيرة العرب بل حتى بجوار بيت الله الحرام .

4- لايجوز لك أن تستنكر على أحد أي اعتقاد يدين به , فالرافضي حر في تكفير الصحابة , وفي عبادة القبور حتى لو كان بجانب المسجد النبوي , فهذه وجهة نظره وليس لك أن تصادر وجهة نظره التي يرى أنها هي الحق وترى أنت أن الحق في غيرها , ولايجوز لك أن تخطئ أحداً في اعتقاده ... وعليك أن تعطل كل الآيات والأحاديث التي جاء فيها الأمر بتوحيد الله تعالى على لسان كل الأنبياء والرسل فكلمهم في في الحقيقة الليبرالية وجهة نظر فقط .

أما ما يتعلق بحرية اعتناق الكافر لأي دين , فهو حر - شرعاً - في الدنيا ,ولكنه مأمور بالإسلام ومحاسب على ماسيختاره من دين ...

فالله تعالى يقول : (( لا إكراه في الدين )) أما أن تفسر حرية الأديان بالتفسير الليبرالي فمعناه أنه يجوز للمسلم أن يعتق البوذية أوأن يعبد الأوثان , أو أن يرى أنه لا علاقة لله بأمور الاقتصاد والحكم وغيرها ... كحال المذهب العلماني الذي يرى أنه لادخل لله في شؤون الناس . .

أما حرية التعبير والرأي فهذه تكفل بها الشرع في حدود دين الله تعالى ...

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 1:04 AM
لماذا لا أكون مسلما ليبراليا
الاربعاء 14 ربيع الأول 1430 الموافق 11 مارس 2009





د. محمد بن إبراهيم السعيدي

لماذا لا أكون مسلماً ليبرالياً؟
هذا سؤال يطرحه رجلان:
أحدهما: مؤمن بالليبرالية يلقيه مقرراً, والآخر مناهض لها يسوقه منكراً, فالأول يقول: إن الليبرالية توجُّهٌ فكريٌ وأخلاقي لا يتنافى مع روح الإسلام إلاّ في أجزاء من نسخته الغربية، ويمكننا أن نصنع منه نسخة أخرى متوافقة مع الشريعة الإسلامية, وكما ساغ لنا أن نتكلم عن اقتصاد إسلامي وسياسة إسلامية وإدارة إسلامية، فلا بأس أيضاً أن نتكلم عن ليبرالية إسلامية!!
ويقول الآخر: الإسلام دين كامل شامل لجميع أوجه الفكر والحياة، لا يستوعب توجّهاً مغايراً إلاّ إذا صنعنا منه نسخة أخرى, ولا يجوز في الإسلام أن نستخدم نسخة غير أصلية.
أما من يقف بين هذين الرجلين ويتساءل: إلى أيهما يتجه؟ فهو ينطلق في تفكيره من مسلمتين, إحداهما: كمال الدين الذي يشمل مفهومه كل توجه فكري أو أخلاقي لا يتناقض مع تعاليمه حالاً, أو مآلاً, يسير ضمن موكب الإسلام وينتهي إلى حيث ينتهي. أما إذا خالف هذا الموكب في أي مرحلة من طريقهما فهو توجه غير إسلامي، وإن وافق الإسلام عرضاً في بعض الطريق.
ومبعث هذا التسليم آيات قاطعة في دلالتها على أن كل مخالفة لتعاليم الدين تُعدّ معصية سواء أكانت تلك التعاليم فيما يتعلق بالمقاصد، أم الشريعة، أم مصادر التلقي، أم مناهجه، وذلك من أمثال قوله تعالى: (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) وقوله: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). [الأنعام:153].
المسلمة الأخرى: أن مفهوم الدين لدى هؤلاء يتسع لكل تصرفات الإنسان من حين يستيقظ إلى أن يعود إلى نومه مرة أخرى، بل إن النوم أيضاً يدخل في الدين من باب النية والاحتساب, وحتى الجهد الفكري وسائر العمل غير المنظور لا تخرجه عن الدين شدة خصوصيته وعدم مساسه بالآخرين، ويستمسكون بآيات قاطعة في دلالتها على هذه الحقيقة كقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ). [الأنعام:162-163] وقوله تعالى: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ). (أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً). [الأنعام:114] (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً). (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ).
فالدين عبادة، والإنسان لا يخرج عن وصف العبودية بحال من الأحوال, فهو إما عبد لله اختياراً, كالمخاطبين بقوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً). [الفرقان:63] أو عبد لله اضطراراً كما في قول الله تعالى في الحديث القدسي: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر".
فإذا كانت الليبرالية الإسلامية -كما يقولون- تنطلق من هاتين المسلمتين, ولا تتعارض مع حكم آخر من أحكام الشريعة فقد انحصر الخلاف بين الفريقين في استخدام المصطلح، وهو خلاف مآله إلى الزوال.
فهل الليبرالية كذلك؟
التعريفات الكثيرة لهذا التوجه الفكري لا تخدمنا في الوصول إلى نتيجة لما نحن بصدده؛ لأن هذه التعريفات تنطلق من الأصل اللغوي للمصطلح وهو الحرية، وبذلك لا يمكن الجزم بمعاداة هذا التوجه للدين أو موافقته له من خلال التعريف فقط, وبرأيي أن من يحاول معاداة الليبرالية من خلال تعريفاتها وحسب، لن يكون موقفه أكثر قوة من ذلك الذي أحبها من أجل التعريف وحده؛ لأن كليهما قادر على تأويل التعريفات كما يهوى.
والصواب في فهمنا لليبرالية وموقف الإسلام منها: أن ننظر في أصل نشأتها وواقع روّادها في أرضها التي ترعرعت عليها.
ولا يخفى على مطلع أن أصل نشأتها: الثورة على ربط الفكر الإنساني بنصوص الكتاب المقدس –التوراة والإنجيل– بعد أن أصبح الدين ورجاله عائقين عنيدين أمام التطور الفكري والسياسي والاقتصادي, لاسيما وقد اكتسبت تفسيرات الكنيسة الإنسانية صفة مقدسة، أدت إلى الحكم بالموت على كثير من العلماء والمفكرين لمخالفتهم هذه التفسيرات.
إن حكاية هذا المخاض لليبرالية حري وحده أن يجعلنا نتوقف كثيراً قبل أن ننسبها إلى الإسلام أو أن ننسب الإسلام إليها؛ إذ لا يسوغ بحال ذهابنا إلى تحرير الفكر من تعاليم القرآن وتفسيراته النبوية؛ لأن هذا التحرر خلاف مقتضى الاستعباد المطلق لله -عز وجل- والذي من معالمه أن يكون النص القرآني منطلقاً ومآلاً لكل مفكر إسلامي, وكل ثمرة فكرية تتعارض مع المحكمات من كتاب الله تعالى تُعدّ في نظر الإسلام فاسدة (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً). [النساء:65]. (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). [الأعراف:35]. (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى). [123-126]. (المص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء). [الأعراف:1-3] وروى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتن" قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله..". (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ). [الجاثية:18].
وكثيرة هي النصوص الدالة على فرضية الالتزام بالقرآن الكريم فكراً وعملاً، والتي لا يمكن معها أن يكون إسلامياً من يقول بتحرر تفكيره عن نصوص هذا الكتاب الحكيم.
أما روادها الأوائل من أمثال: (جان جاك روسو) بفرنسا و(إيمانويل كانط) بألمانيا و(آدم سميث) و(جيرمي بانثام) بإنجلترا فكان هذا هو منهجهم في التعامل مع نصوص كتابهم المقدس، على تفاوت درجاتهم في التدين الذي يختلفون معنا في مفهومه.
فالدين في نظر رواد الليبرالية الأوائل محكوم بالعقل الفردي، فما لا يمكن أن يستجيب له عقلك لا يمكن أن يكون ديناً، بل لا بأس عليك لو لم يستجب عقلك لفكرة الدين أصلاً.
أما نحن فلا نؤمن أبداً بتعارض بين العقل والشرع، وإذا تقرر في الشرع أمر فلا يسأل العقل عنه إلاّ من باب التدبر والسعي وراء الحكم والمقاصد؛ لأننا نؤمن أن ما يظهر من خفاء بين العقل والنقل أمر مؤقت، وأن تجليه أمر محتوم يظهر بالتدبر الذي أمر الله به في كثير من آيات كتابه الحكيم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). [محمد:24]. (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً). [النساء:82] وليس الأمر بالتدبر مقتصراً على طائفة من الناس دون أخرى، بل التدبر واجب خوطب به الجميع من علماء وغيرهم، لكنهم مطالبون باستصحاب التسليم بصدق القائل، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
بل لا يمكن أن نرى الخلاص الأخروي والدنيوي بدين غير الإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ). (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ). [آل عمران:85].
وبكل ما تقدم نصل إلى أن الليبرالية في أصل منشئها -وكما أراد لها روادها الأول في ديارها- تتعارض كلياً مع مسلمات الإسلام، فهل عند دعاة الإسلام الليبرالي فهم آخر لها؟
لأحد أن يقول: إن الليبرالية في أصل نشأتها أيضاً دعوة صادقة للحرية الفكرية والعناية بالفرد وحماية حقوق الإنسان، وهذه مُثُل لا يمكن المنازعة في أن الإسلام قد دعا إليها، فإذا اجتزأنا هذه الخصال من الليبرالية، وضممناها إلى ما عندنا فقد سقطنا عندها على الإسلام الليبرالي وليبرالية الإسلام.
وفي هذا الكلام تناقض يدعونا إلى إساءة الظن بقائله، فهو إن كان يعتقد اشتمال الإسلام حقاً على هذه المثل، فأين الحاجة إلى الليبرالية؟
أما إن كان يرى الإسلام ديناً خالياً من هذه المثل مع مسيس حاجة المجتمعات إليها فقد انتقض على إحدى المسلمتين اللتين تقدم البرهنة عليهما، وهي كمال الدين والمصادق عليها بقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً). [المائدة:3].
وخاتمة هذا المقال هي أنني أستطيع الآن الإجابة عن سؤالي الأول: لماذا لا أكون مسلماً ليبرالياً؟ بجواب واضح، وهو أنني لا يمكن أن أكون مسلماً وليبرالياً في آن معاً.


المصدر :

الإسلام اليوم

http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-34-9880.htm

noura
23-09-2009, Wed 2:25 AM
مصطلحات دخيله ولاوجود لها في الحقيقة

كذلك العلمانية نشاهد البعض يلقي تهم العلمنه دون معرفه اصل هذه الكلمة

"العلمانية " تعني الانفصال التام بمعنى أن نعيش حياة المسيح اوحياة العلم والتطور

هذا التفسير الصحيح لهذا المصطلح لذلك من المستحيل أن تنجح في بلاد الغرب .. فكيف ينطبق على مجتمعنا الاسلامي وتاريخه الحضاري الكبير ..

التلاعب بالالفاظ كما ورد سابقاً ليس له تأصيل عربي مثل /
في اللغة الانجليزية نجد ثلاث كلمات / muslim وislamicوislamist

بينما لغتنا لاتفرق بينها

رادار الشاشة
23-09-2009, Wed 3:05 AM
التعريفات الكثيرة لهذا التوجه الفكري لا تخدمنا في الوصول إلى نتيجة لما نحن بصدده؛ لأن هذه التعريفات تنطلق من الأصل اللغوي للمصطلح وهو الحرية، وبذلك لا يمكن الجزم بمعاداة هذا التوجه للدين أو موافقته له من خلال التعريف فقط, وبرأيي أن من يحاول معاداة الليبرالية من خلال تعريفاتها وحسب، لن يكون موقفه أكثر قوة من ذلك الذي أحبها من أجل التعريف وحده؛ لأن كليهما قادر على تأويل التعريفات كما يهوى.
والصواب في فهمنا لليبرالية وموقف الإسلام منها: أن ننظر في أصل نشأتها وواقع روّادها في أرضها التي ترعرعت عليها.
هذه "الزبدة" في رأيي, خاصة وانه "ومرة اخرى" الحكم على الشيء فرع عن تصوره" .

لأنه فيه تسليم بان الليبرالية لغويا تعني الحرية , وتستخدم بهذا المعنى كثيرا فحتى تمثال الحرية يسمى statue of liberty و "ليبرتي" مجرد تصريف آخر لنفس الكلمة.

أعتقد ان ما بالخط الاحمر فيه تناقض. ربما في انتقاء الالفاظ فقط. لأن حتى تعرف الموقف من التوجه يجب ان تضع تعريف جامع مانع له. ثم تحكم عليه. لكنه (وايضا, مرة اخرى الحكم على الشيء فرع عن تصوره ") وبالتالي يجب تحديد ما هو "الشيء" ووضع تصور سليم له, ثم الحكم.

لكن المقصود يبدو انه يجب اخذ السياق التاريخي بعين الاعتبار. وهذا صحيح. والسياق دائما مهم. وبداية استخدام الكلمة كان فيها ايحاء ب شيء "ضد" الكنيسة والدين, وبمعنى أشمل, بشكل, ضد القمع وضد كل شيء فيه عدم قبول للآخر. حتى صارت الكلمة تعطي ايحاء بالاتعدال وعدم التعصب.

في وثيقة الاستقلال الامريكية, ذكرت الكلمة في هذا السياق (ترجمة سريعة غير دقيقة )

"كل الناس مخلوقين سواسية, ومعهم حقوق أتت مع خلقهم. ومنها حق الحياة, والعيش بحرية (ليبرالية هي الكلمة الأصلية هنا) , والعيش حياة سعيدة, ولهذا توجد الحكومات لضمان هذه الحقوق, والحكومات تأخذ سلطتها من موافقة او رضى الشعب."

وهذا كله من موسوعة "ويكيبيديا"

ايضا قال الفيلسوف جون جراي " لب الليبرالية هي التعايش (السلمي) للافكار والاعتقادات المختلفة بما يضمن حياة سعيدة ( للجميع ) "

ايضا في الموقع استشهاد تاريخي بان معنى الكلمة ضد "العبودية والاستعباد" وضد القمع ومع التحرير الخ.

العجيب اني وجدت انهم ذكروا ايضا انها من الاخلاقيات الاسلامية في فترات تاريخية معينة, وانها كانت ضد قمع احد الملوك الجبارين في انجلترا.

ايضا للكلمة جانب اقتصادي, فقد كان يرى "آدم سميث" احد رؤوس الفكر الرأس مالي ب "الحرية الاقتصادية" وحرية الاسواق , والكلمة المستخدمة هنا ايضا هي ليبرالية الاسواق لكن نحن نترجمها دائما الى حرية.

ايضا هناك ليبرالية اجتماعية. من هم ليبراليين اجتماعيا تجدهم اكثر قبولا للسود مثلا, وزواج الأسود من البيض والعكس.

وطبعا الحرية, كأي شيء آخر, لها درجات ومستويات. فهناك من يرى شواطئ العراة انها شيء عادي مثلا. وهناك من هو ضدها.

لذلك يقال ان اقصى اليسار هو أكثر الناس ليبرالية واقصى اليمين أكثرهم محافظة.

لكن دائما هنا سجال , فهناك من يقول اذا كنت محافظ جمهوري, واهتم بقيم العائلة, لا يعني ذلك اني لا اؤمن بمبادئ الحرية. وايضا الليبراليين يقولون كوننا نهتم بالحرية لا يعني اننا ضد قيم العائلة والاسرة مثلا ونريد الانحلال.

وكثيرا ما نسمع عن الحقوق المدنية ودعاتهم, كلهم يصنفون انهم ليبراليين بشكل او بآخر ولو كانوا محافظين في جوانب آخرى, لأنهم في هذا الموضوع يختمون بالحقوق المدنية وحريات الناس وعدم قمعهم او قمع حرية الاعتقاد.

وتاريخيا دائما القيم الليبرالية كان مقابلها حكومات ديكتاتورية تحكم بالقوة فقط.

ومنها ظهرت ثورات ضد القمع والمطالبة بحرية الناس وحقهم في العيش الكريم والاستفادة من ثروات بلدهم الخ.

ثم بعد الليبرالية الاقتصادية, حيث ظهرت بعض الطبقية في المجتمعات, قابلها فكر ماركسي اقتصادي.

ومقابل ذلك ظهرت ليبرالية تهتم بجوانب حرية الناس المتعلقة بمدى تأثرهم ببعضهم البعض, بحيث بدأوا في النظر الى الصورة الكلية للمجتمع, وليس كافراد فقط, واعتبروا "ليبراليين اجتماعيين" من الناحية الاقتصادية..

ثم وفي وسط القرن العشرين اصبح معنى الليبرالية انه ما هو ضد الفكر النازي وهتلر, وقمع القمع الفاشي وضد موسوليني. وضد "ستالين" في روسيا. كلهم "ديكتاتوريين" وقامعين بشكل او بآخر.

ثم اصبح هناك شد وجذب في الاقتصاد وحرية الاقتصاد ومدى ايجاد قوانين تحكم الاسواق وتحد من حريتها, واين يوجد الخط الفاصل.

وأتى كارل وابر مدافعا عن المجتمع المفتوح والديمقراطية الليبرالية مطالبا بايجاد طريقة يمكن فيها تبادل الحكم بين حكومات بدون وجود اراقة دماء وبشكل سلمي بحيث يستوعب النظام السياسي كل الاطياف, وما يراه الغالبية هو ما يجب ان يكون.

هناك من البيض من لم ير اعطاء اي ليبرالية للسود.

ثم اصبحت الكلمة تتعلق ( ولا زلت آتي بكلامي من الموسوعة ) ب حرية التعبير, الكرامة الانسانية, حكم القانون, التعايش الديني, شفافية الحكومات, وضع قيود على الحكومات والحد من سلطاتها, حق تقرير المصير, حق الخصوصية, حرية الاسواق, المساواة بين الناس وعدم الظلم, الخ. ودعواها ان الكثير "يتكلم" لكن لا يفعل, عند التعاطئ مع هذه المعاني.

وهناك من انتقدها وقال ان الحكم الملكي الديني, اعطى فرنسا نوع من الاستقرار, واستشهد بنوع من الفوضى أتت مع الثورة الفرنسية.

من أهم مبادئ الليبرالية اليوم هي المحافظة على البيئة والاشجار والأكل الصحي بعيد عن المواد الكيميائية والمواد الحافظة والاصباغ. بينما اصبح المحافظين يؤكدون على حرية الاسواق في وضع هذه المواد الخ.. وهكذا تدور الحلقة!

وهناك ايضا احزاب ليبرالية محافظة ظهرت في هولندا والمانيا.

نعم كل هذه الدول علمانية تفصل بين الدين والدولة, لكن تفسير الليبرالية على انها علمانية لهذا السبب نظرة ضيقة جدا.

الصحيح في رأيي, انها كلمة مثل بقية الكلمات, تمر بمراحل, وحقب تاريخية, ولها ايحاءات معينة, حسب فهم كل شخص للكلمة. ولا مشاحة في الالفاظ. والمهم المضمون.

أرى انها اقرب الى قول "الشيخ الفلاني معروف بشدته وقوته" و "الشيخ الفلاني طيب وسمح" ... هم كلهم مسلمين.... وبالتالي استخدام لفظ ليبرالي كوصف بالمعنى اللغوي للكلمة للدلالة على تركيز او تخصص الشخص في , لنقل, الحريات المدنية في الاسلام.. ما ارى فيه شيء فالمهم المقصود...

هل ممكن الاستغناء عن الكلمة؟ ممكن جدا. هل أرى ان تضخم المسألة لو احد استخدمها بالمعنى اللغوي؟ لأ. تاريخيا هناك "الموحدون" وهم مسلمين, وهناك الفاظ دخلت الى اللغة العربية وأصلها اجنبي. فالمهم السياق, والعبرة بالتفاصيل ولا مشاحة في الالفاظ.

تاريخيا الكلمة معناها حرية واستخدمت في كل شيء. لا ارى فرقا بين القول بفكر "حر" أو فكر "ليبرالي" الا في ان البعض قد يسيء فهم كلمة ليبرالي. ( وهناك من يسيء استخدامها ايضا, فهي مثل الحرية مثل اي كلمة اخرى ).

هل أتفهم قول من يقول ان الكلمة يستخدمها كثير من العلمانيين وغيرهم اليوم فيجب الانتباه لهذه النقطة ووضعها في عين الاعتبار؟ نعم أتفهم ذلك تماما. هل انتساب امثال هؤلاء الى الليبرالية كافي لمنع استخدام الكلمة؟ لا, بل كل يدعي بصلته بليلى! ولذلك أقول اهم شيء وضع معنى الكلمة في عين الاعتبار, والسياق.

هل ممكن الاستغناء تماما عن الكلمة او الوصف؟ ممكن. ممكن استبدالها بحرية, أو اي كلمة بهذا المعنى, وربما يكون هذا أولى.

اما اطلاق احكام عامة تنطبق على الجميع وكأنها عقيدة ثابتة وفئة معينة فقط فلا اعتقد ان هذا صحيح. واعتقد ان ذلك تبسيط زائد من المسألة. وأولى ان نبتعد عن تبسيط الامور بعقلية بسيطة مع الالتزام الكامل بعقيدة أهل السنة والجماعة. لهذا نجد شيخ الاسلام ابن تيمية عند سؤاله عن أي مسألة او طائفة تجده يفصل ويدخل في الجذور التاريخية ثم يقول

ان كان المقصود كذا فالحكم كذا وان كانوا كذا فالحكم كذا الخ فالعبرة دائما بالتفاصيل وتبسيط الامور يجعلنا نقع في الخطأ بسهولة ونعمم تعميمات غير صحيحة

مجرد رأي

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:21 AM
طيب , بدون كلام طويل عريض ...

كيف أكون ليبرالي ؟؟؟

ماهو الشيء الذي يجب أن أعتقده حتى أصبح ليبرالي ؟؟

-----------------------------------------

أما اطلاق الحكم بعدم جواز ذلك فهو مبني على أدلة لا يمكن ردها شرعاً ولا عقلاً , لا كما تقول , وإذا أعدت قراءة نص المقال الأول ستعلم أن الحرية في نظر الليبرالية لايمكن أن تتوافق مع أي دين سماوي ...

فكيف لمنهج يقرر الحرية المطلقة والتي منها أن الكفر بالله رأي يجوز للمسلم أن ينطق به ويعتقده , كيف لهذا المنهج أن ينتسب مع الإسلام ...

يمكن أن يقبل ذلك لو كان يصح أن تقول "مسلم يهودي" ... أول "الإسلام اليهودي" أو "الإسلام النصراني " أو " التوحيد الشركي " .

فإذا أردت أن تأسلم اليهودية ستخرج اليهودية عن معناها إلى الإسلام , فلا فائدة إذن من قولك الإسلام اليهودي , ولهذا فإن من يطلق هذا المصطلح "الليبرالية الإسلامية" يضطر إلى أن يفسر الليبرالية بتفسير يفرغها من حقيقتها ومضمونها، بحيث لا يبقى لها أي معنى .

رادار الشاشة
23-09-2009, Wed 3:48 AM
طيب , بدون كلام طويل عريض ...

كيف أكون ليبرالي ؟؟؟

ماهو الشيء الذي يجب أن أعتقده حتى أصبح ليبرالي ؟؟




أتمنى ما يكون ما بالازرق دليل بداية غضب.

معموما, ثل ما قلت لك, تبسيط الامور خطا ويوقعنا في تعميم خاطئ. شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لم يكن هذا اسلوبه بل كان دائما يفصل كما ذكرت في ردي السابق. اقرأ رايه في الصوفية مثلا وسيكون هذا واضح. فعلى حسب المقصود بالكلمة. ليس هناك ليبرالية واحدة حتى الواحد يكون "ليبرالي" , لذلك ليس هناك اجابة. التصنيفات العامة والتعميم خطأ. هذا مثل سؤال "كيف تكون حر" ممكن تقصد شواطئ عارة ممكن تقصد رفع الظلم ومحاربة القمع. ووضحت انها صفة قد تعني اشياء كثيرة, وليست عقيدة معينة ثابتة.

عموما انا باطلع آكل الحين... واشوف ان فكرتي واضحة تماما... فقط رغبت ان أقول رأيي , ولا اريد النقاش لضيق الوقت أولا, وثانيا لأني اخشى عند خلاف يصدر كلام يؤذيني مثل عند مناقشة موضوع آخر


لكن مع الأسف (( بعض المتسعودين )) فيهم نذالة وصفاقة وقلة أدب مع حقد عجيب وغريب يدل على معدن صدئ ونفس مريضة

تمنياتي لك بالتوفيق أخي الفاضل

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 4:14 AM
ردك هروب وتكرار لا إجابة فيه , واستشهاد بقول شيخ الإسلام في غير محله أبداً ...


أما خوفك على نفسك من كلام يؤذيك فمعك حق , ولكن يجب عليك أن ترعى حق أكثر من 1000 شخص ولا تؤذيهم في مقال مالهم دخل فيه عنوانه ((128 سعودياً يحصلون على حق بطاقة الاقامة الدائمة في أمريكا خلال عام 2009 ))




وكل واحد عند الاشارة تلقاه مكشر... وفوقها (بعد ما تمر بزحمات وقلق) يجونك هيئة يغثونك في عيشتك ...

الله يكون في عون البلد وأهل البلد من المواطنين هذا اللي أقوله..

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 4:19 AM
مصطلحات دخيله ولاوجود لها في الحقيقة

كذلك العلمانية نشاهد البعض يلقي تهم العلمنه دون معرفه اصل هذه الكلمة

"العلمانية " تعني الانفصال التام بمعنى أن نعيش حياة المسيح اوحياة العلم والتطور

هذا التفسير الصحيح لهذا المصطلح لذلك من المستحيل أن تنجح في بلاد الغرب .. فكيف ينطبق على مجتمعنا الاسلامي وتاريخه الحضاري الكبير ..

التلاعب بالالفاظ كما ورد سابقاً ليس له تأصيل عربي مثل /
في اللغة الانجليزية نجد ثلاث كلمات / muslim وislamicوislamist

بينما لغتنا لاتفرق بينها

جزاك الله خير على مشاركتك القيمة , وهي بحق دخيلة كما ذكرت ...

ومع الأسف منطق هؤلاء هو امكانية أسلمت الخمر , ليصبح خمر إسلامي , بدلاً من عصير طازج , وأسلمت اليهودية والبوذية ...

العجيب حقاً أنه بأمس القريب كان البعض ينادي بالإسلام الشيوعي , واليوم بالإسلام الليبرالي , بعضهم بحسن نية وجهل , ولا شك أن الجهل هنا مصيبة عظيمة , والبعض الآخر بخبث طوية وتبعية للغرب بلا هوية ولا دين ..

alrajel
23-09-2009, Wed 5:40 AM
1- أنه يجوز للمسلم أن يرتد عن دينه وأن يعتنق أي دين .
اعتقد عندما يشتد الحماس تضيع الحقائق , من قالك ان الليبرالى
يجيز للمسلم ان يرتد عن دينه وهو يدعى انه مسلم ويؤمن بالشرع الاسلامى
وهو يشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله يصلى ويصوم رمضان
ويؤدى الزكاه ويحج لبيت الله الحرام ويؤيد الحكم بشرع الله وهذا ماسمعته
من احد الليبراليون فى برنامج تركى الدخيل , انت تدعى انك تدافع عن الدين
وهذا شئ ليس خاص بك وحدك لتعطى لنفسك الحق الادعاء والتحريف فى وجهات نظر غيرك بدون حجه الا اذا كانت حجتك فى معرفة من تحكم عليه بينه وثابته
فقد شاهدت تصريح لشخص يدعى انه ليبرالى يقول عكس ماتقول هل تريدنى
ان اصدقك ام اصدقه , لاتدخل الاسلام والادله القرانيه لان سؤالى شخصى
لك لانه يعتمد على المعلومه التى قلتها اعلاه بالخط الازرق برقم -1-
هل تعتقد
ان الليبرالى كاذب ويستخدم التقيه فى تعريفه لليبراليه حسب ماسمعت منه فى برنامج الدخيل,
خل نطحن الحب الى ماطحن .... والله يعين على الاصابات المباشره

صالح الشايع
23-09-2009, Wed 6:12 AM
موضوع النقاش ... دخل في ابعاد مختلفه ... كلنً على رأيه ...

يا جماعه ... انا شخصياً تناقشت مع يهودي في سن 60 سنه في مدينة هاميلتو ( كندا ) .. يقول ( بأختصار ) : انا ما احب المسلمين لكني اتعاطف معهم لغبائهم وسذاجتهم .. تحت سيطرة حكومة بوش الأب ثم الأبن ... عندهم السلاح ( النفط ) لكنهم سذج حتى النفط ما عرفو كيف يكون دعم لقوتهم ... انتهى ..

النظام الاسلامي .. لا دخل له في ضعفنا ولكن فهمنا وتطبيقنا للنظام هو الخطاء ..
كذلك فهمنا لليبراليه وما الايجابي فيها ... ايضاً هو الخطاء

من تجاربي في الخارج وزملاء ( مسلمون سعوديون ) اقتنعنا ورددنا كثيراً
( مرحبا مليون ) .. برئيس كافر ( عادل ) ولا رئيس مسلم ( ظالم )

الفهم للشئ من عدمه هو اسباب المشاكل والعقد ...
اسألو من عايشو ... ضجة افتتاح مدارس البنات ... ومن عارض كان بسوء فهم للدين الاسلامي رغم انه كان حجتهم .. كذلك دخول كل شئ جديد ( التلفاز - الراديو ... حتى الجوال _ للنساء _ كان على استحياء

بدون زعل .. ولا حياء أن ابدي اعجابي بـ قوة اسرائيل اقتصادياً وسياسياً ... بل حتى في التطوير العمراني .. حاول تلقي نظره على صور لمدينة القدس ... لن تصدق بتشوفها كأنها مدينه اوروبيه او امريكيه في التصميم .. ولا شك أني اتقرب الى الله بكرهي لهم ولكل عدو للدين الاسلامي ...

ولكني مسلم مسالم للجميع :) .. .. عشت مع مسيحين في بيوتهم وبلدهم ولم اجد منهم الا انهم يطبقون نظام الاسلام ولكنهم غير مسلمين ... مع الاسف ... وفي بلدنا مسلمين بدون نظام اسلامي ... الا من رحم الله

أخيراً ... خلونا نتفق ان عقيدتنا لا يدخل عليها أشئ من غير الكتاب والسنة ... ولكن نستفيد من غيرنا كل ما يطور حياتنا وبلدنا .. وانظمتنا مع عدم تعارض أي شئ مع العقيده الاسلاميه
ليش ما ناخذ من الليبرايه الشئ الايجابي بس ..
تحياتي

مسراب
23-09-2009, Wed 6:44 AM
الم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق الى ثلاث وسبعين شعبة كلها في النار الا واحده !
اذا اللبرالية مذهب وله مفتون وله مريدون بل هو من المذاهب المعادية لمذهب اهل السنة مثله مثل بقية المذاهب الاخرى .

ا لجناح
23-09-2009, Wed 6:47 AM
الليبراليه هي التسامح والتعايش
وهي موجوده بكل المجتمعات وألأديان على مر العصور
وهي فكر وليست عقيده
ولايمتلكها أحد ليدعي أنه يمثلها
ولا يمثلها أحد ليسقطها على من يشاء وينتزعها ممن يشاء
هي نتيجه لتطور الفكر البشري والتعايش فيما بينهم فاكتشف كل فرد وكل مجتمع أن خصومهم ليسوا وحوشا كما سمعوا .. وتناقلتها عنهم ألأساطير المتوارثه

صديق الهوامير
23-09-2009, Wed 10:43 AM
من خلال قراءه سريعه في الواقع الليبرالي السعودي بالتحديد وتعبر عن وجهة نظري الخاصه وقراءتي التي قد تكون صائبه او خاطئه ..
هو فكر يسعى ويهدف لتعدد وحرية الافكار والمعتقدات داخل الدوله وعدم حصرها في عقيده وفكر واحد وسيطرة فئه دون اخرى ( مثل الاسلاميون ) كما يسمونهم وهم المستهدفين بهذا الفكر كما هو واضح من اطروحاتهم وقضاياهم المستمره .. سواء كان هذه التعدديه على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي .. المهم ان تكون من منابع مختلفه وليست من شريعه محتكره هذه الحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ومقيّده لها ..
وفي رأيي ايضاً انهم استطاعوا ايجاد مكان لهم وموطئ قدم سواء في الحراك السياسي او الإعلامي ..
وهم على ثلاثة انواع :
ليبرالي متطرف ، ليبرالي معتدل ، ليبرالي مايدري وش يبي

الليبرالي المتطرف يحمل فكرة الليبراليه الغربيه بحذافيرها دون اسلمة الفكره او النظر لإبعادها في المجتمع المراد تطبيق هذا الفكر فيه .. ولكنها هدف في النهايه
والغالبيه تعرف ماهي الليبراليه الغربيه وهي في موقع الضد مع مبادئ الاسلام وتشريعه
ولا يحتاج التوسع في هذا الباب لمخالفته الصريحه وصعوبة تطبيقه دون التمهيد والتوطئه الاوليه ..

الليبرالي المعتدل يحاول اسلمة الفكره وانسجامها مع المجتمع والتحجج ببعض المطالبات
التي تحتمل اكثر من قول في شريعة الاسلام وانا اصنفها مطالبات الدرجه الثالثه مثل قيادة السياره للمرأه والحجاب وفتح دور السينما وتغيير المناهج ( وهي تختلف بين التطوير والتغيير ) .. والاختلاط
وجهة نظري الخاصه : بعضها تحقق وبعضها في الطريق ليتحقق ..

ومن ثم الدخول في مطالبات الدرجه الثانيه وهي تطوير للمرحله الثالثه بعد ان تتمكن من تلك المطالبات .. مثل حرية الفكر والاعتقاد وهذه من اساسيات الفكر الليبرالي ولستُ بصدد التوسع في هذه النقطه .. انت ليبرالي حر مادامت حريتك لاتمس الآخرين ( مجتمع ودوله ) .. بمعنى ان تكون فرد ولا تنخرط مع جماعه تؤدي لزعزعة امن المجتمع والدوله .. ولا يهم ماذا تعتقد او اي فكر تعتنق .. ( وسيأتي تفصيل صغير في الدرجه الاولى )
والمساواة الكامله بين الرجل والمرآه في الحقوق ( جميع الحقوق ) .. ومنها المرتبط بالدرجه الثالثه في النظام التعليمي مثل الغاء بعض النصوص القرآنيه والاحاديث الشريفه من المنهج مثل
آية الولاء والبراء وحديث التضييق على الكافر في الطريق .. كأمثله معلنه أُخذت منهم
ومن ثم الغاء بعض المواد التي تقيّد حرية الفرد ( في اعتقادهم ) وتلغي حقه في اتخاذ القرار المناسب له .. وهذي اهداف معلنه وليست من سر ..
ومن ناحية الاخلاق فقرأت وسمعت عدة آراء ليبراليه مختلفه منها ماهو متأسلم نوعاً ما ومنها غير ذلك بدرجه كبيره .. وان كانت النهايه معروفه سلفاً

الدرجه الاولى الأهم .. وهي مرتبطه زمنياً بتحقيق الدرجات الثالثه والثانيه وتكون نتيجتها النهائيه هي تطبيق النوع الاول من انواع الليبراليه ( ليبرالي متطرف ) ..
ويمكن الرجوع لليبراليه الغربيه لمعرفة تفاصيل اكثر فيما يخص الاعتقاد واعتناق الفكر وحرية الدين وتطبيقه للفرد .. اما المجتمع فاصبح ليبرالي لاديني ويحكمك قانون دوله متحرك ومتغير حسب المكان والزمان ..
والسؤال هل هناك مجتمع اسلامي ليبرالي من حولنا ..!! وهل نجح ؟! شخصياً لستُ متابع
ولا استطيع الاجابه ..
وإنما كمثال تاريخي نعرف ان تركيا تحولت من دوله اسلاميه لدوله علمانيه .. ويلزمنا متخصص لبحث هذا التحول ومدى نجاحه من عدمه .. واثاره المترتبه

واخيراً الليبرالي اللي مايدري وش يبي ..
هو من يعتقد مباشره ان تكون ليبرالي يجب ترك الصلاة وشرب الخمر وارتكاب الزنى وكره الملتحين وعدم قبول الشريعه بزعم انها تقييد للحريه وغالباً يكون اصحابها من الجهل الإنساني والديني مايغنيك عن الحديث عنه .. وهم بالمجمل نتاج ثقافات تغريبيه من الأساس او عانوا من صدمه حضاريه في مقتبل اعمارهم ..


وارى والله اعلم ان الليبراليه امتداد للعلمانيه بعد ان فشلت في ايجاد ارضيه لها من خلال هذا المجتمع والليبراليون لديهم نفس الافكار ولكن اكثر تطويراً وهم بدؤا فعلياً في ايجاد ارضيه لهم وانما يختلفون ان العلمانيون أتوا بمبادئهم وافكارهم مباشره بدون ان يملكوا حجه او ارضيه ينطلقون منها عكس الليبراليون فـ لديهم بعض الاستدلالات التاريخيه والدينيه من عصر الصحابه الكرام حتى العصور المتأخره بغض النظر عن قوة او ضعف هذه الاستدلالات .. وهذه النظره بإيجاد الارضيه لليبراليه مرتبطه بالاجابه على سؤال مطروح :
ماهي المساحه المعطاة لهم من قِبل الدوله ... !!
هم يعتقدون انهم وصلوا لمناصب قويه سياسياً واقتصادياً ولكن مايؤرقهم
هو تقبل المجتمع لهم ولإفكارهم ومصدر هذا الشك هو كما يعتقدون سيطرة التيار الصحوي والديني والاسلاموي ( كلها من مسمياتهم ) على المجتمع ..

alrajel
23-09-2009, Wed 11:32 AM
هلا اخوى صديق الهوامير ,
حتى ان لم اتفق معك فى الكل ولكان هذا لا يعنى انك تتكلم من فراغ ولديك
خلفيه واسعه مشاءالله تبارك الله عن هذا الموضوع, واختلافى معك فى هدفهم لانهم يعرفون قبل غيرهم
استحالة مطالبتهم بايصال علمنيتهم الى العلمانيه التركيه بفصل الدين عن السياسه
حتى لو اراد متطرفى العلمانيه كما ذكرت لثبات الدين فى قلوب الاغلبيه ولله الحمد طال الزمن
او قصر باذن الله وهذا ليس حماس شخصى وانما ثوابت اقرها نظام الحكم السعودى
ولااظن ان الليبراليون راعين تفجيرات كانهم يطالبون بسينما علشان يكون هدفهم
قلب النظام مثل شياطين فجر وهم معروفون لدى الجميع انهم محسوبون على التيار الدينى لانهم ظهرو منه وخطر قلب النظام لاسمح الله هو هدفهم لان حكم طالبان هو طلبهم وقدوتهم الله يفكنا من شرهم,

صديق الهوامير
23-09-2009, Wed 12:25 PM
هلا اخوى صديق الهوامير ,
حتى ان لم اتفق معك فى الكل ولكان هذا لا يعنى انك تتكلم من فراغ ولديك
خلفيه واسعه مشاءالله تبارك الله عن هذا الموضوع, واختلافى معك فى هدفهم لانهم يعرفون قبل غيرهم
استحالة مطالبتهم بايصال علمنيتهم الى العلمانيه التركيه بفصل الدين عن السياسه
حتى لو اراد متطرفى العلمانيه كما ذكرت لثبات الدين فى قلوب الاغلبيه ولله الحمد طال الزمن
او قصر باذن الله وهذا ليس حماس شخصى وانما ثوابت اقرها نظام الحكم السعودى
ولااظن ان الليبراليون راعين تفجيرات كانهم يطالبون بسينما علشان يكون هدفهم
قلب النظام مثل شياطين فجر وهم معروفون لدى الجميع انهم محسوبون على التيار الدينى لانهم ظهرو منه وخطر قلب النظام لاسمح الله هو هدفهم لان حكم طالبان هو طلبهم وقدوتهم الله يفكنا من شرهم,
هلا بك اخوي alrajel
هذي مجرد قراءه لواقع حاصل من وجهة نظري وليست تكهنات مني او تأويلات او استنتاجات
في السابق عندما تسأل احد هؤلاء الاكاديميين او المثقفين : هل انت ليبرالي
يكون الجواب مباشره بالنفي ويبدأ بطرح الفكره كأفكار عامه ويعدد نماذج لمجتمعات ودول .. الخ
الآن اختلف الامر واصبح يجاهر بالليبراليه ويطرح فكره ومراجعه ومصادره بكامل المساحه التي يرُيد ويقول مايشاء ومايراه متوافق مع فكره الليبرالي ويحاول ايصاله للآخرين واقناعهم ..
واصبح هناك تياران واضحه وجليّه للمتابع : تيار اسلامي وتيار ليبرالي وهما تياران متضادان ومتصادمان دوماً ..
وكمثال بسيط لو تابعت مسلسل طاش ماطاش في حلقة تغيير المناهج .. جسدوا بالضبط هذان التياران ..
التيار المحافظ الاسلامي المتشدد في نظرهم والتيار الليبرالي المنفتح المطالب بالتغيير
ولكن السؤال الذي يجب ان نبحث عنه كمتابعين عن بعد ;) :
ماهو مفهوم التغيير والتطوير للمناهج عند الليبرالين ولماذا يرفض الاسلاميين المتشددين كما يسمونهم هذا التغيير والتطوير ..
لابد ان هناك اسباب ربما تخفى علينا .. وتحتاج لإجابه واضحه وصريحه من الطرفين
وليس اظهار الهجوم من طرف ضد اخر دون ابداء السبب الحقيقي لكلا الطرفين ..

هذا اولاً .. وثانياً مايخص استحالة مطالبتهم .. الله اعلم
لا احد يعلم ماذا يكون في المستقبل .. ولكن الاحداث التاريخيه للدول والشعوب تنبئ
انها تقبل التغيير حتى وان طال الزمن .. وهذا متوقف على مدى تمسك هذه الدول والشعوب بالقيم والثوابت وعدم القبول بما يتنافى معها ..
ولكن حقيقة المطالبه موجوده واسألك انا : من اين جاءت الليبراليه .. وماهي مصادرها ومروجيها وباحثيها ..
هو فكر قائم وهم لم يأتوا بفكر جديد او مطالبه بتغيير من فراغ .. وإنما يملكون مرجعيه يستقون منها هذا الفكر .. والاخ رادار الشاشه بحث في ويكبيديا وظهر معه بعض المراجع والمنظرين .. وهناك سرد تاريخي ايضاً لهذا الفكر وتطوراته ..
ذكرها الاخ Stock Doctor في موضوع قبل قليل بعنوان الليبراليه من الداخل ..

وثالثاً : هم مهوب راعين تفجيرات مثل طالبان واصحاب الفكر المنحرف ..
هو في النهايه فكر .. والانحراف الفكري لايحكمه دين او مله .. وكلنا نعرف ذلك
فهذا يعتمد على ماهو قادم ... انا ذكرت ان هناك ليبراليه متطرفه ربما تكون فكر منحرف ارهابي يعتمد على القتل ومهاجمة المعتقدات الاخرى غير الليبراليه اذا تمكنوا من بسط نفوذهم ..
وربما يسعون لفرض فكر يرون انه افضل من الشريعه الاسلاميه بنظرهم .. ويحقق العداله والتسامح والمساواه بين بني البشر ..

وبمناسبة التطرف .. البعض استدل بجورج بوش الابن في ذلك .. فهو حسب التصنيف : ليبرالي متطرف
تركيا منعت الحجاب وخرجت المظاهرات في الشوارع .. وهي دوله علمانيه
تؤمن بمبدأ الحريه الشخصيه والاعتقاد الديني ..
فرنسا منعت الحجاب الإسلامي في المدارس .. يوماً ما وهذا تطرف فكري ليبرالي
الدنمارك هاجمت صحافتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذي من حرية التعبير
والفكر والاعتقاد التي تعتمدها الليبراليه
نماذج مختلفه لتطرف دول معتنقه الفكر الليبرالي في سياستها واقتصادها وكامل حياتها ..
هذا اذا اعتقادي في محله ان العلمانيه والليبراليه من نبع واحد وان اختلفت المشارب ..

هي في النهايه حرب فكريه بين تيارين اصبحوا يملكون نفس المساحه ولكن ليس نفس الشعبيه ولابد من خاسر وكاسب ولكن الضحيه من .. الدوله .! المجتمع ..!! مدري :cool:

abu_ali
23-09-2009, Wed 12:32 PM
يازينكم ... ويازين حسياتكم ونقاشكم الهادىء والمحترم ... يالربع
كل الشكر والتقدير لحبيبنا " متفائل الكسب " ولجميع المشاركين في هالموضوع على هالطرح الجميل والمفيد ... ان شاء الله

alrajel
23-09-2009, Wed 12:40 PM
هلا بك اخوي alrajel
هذي مجرد قراءه لواقع حاصل من وجهة نظري وليست تكهنات مني او تأويلات او استنتاجات
في السابق عندما تسأل احد هؤلاء الاكاديميين او المثقفين : هل انت ليبرالي
يكون الجواب مباشره بالنفي ويبدأ بطرح الفكره كأفكار عامه ويعدد نماذج لمجتمعات ودول .. الخ
الآن اختلف الامر واصبح يجاهر بالليبراليه ويطرح فكره ومراجعه ومصادره بكامل المساحه التي يرُيد ويقول مايشاء ومايراه متوافق مع فكره الليبرالي ويحاول ايصاله للآخرين واقناعهم ..
واصبح هناك تياران واضحه وجليّه للمتابع : تيار اسلامي وتيار ليبرالي وهما تياران متضادان ومتصادمان دوماً ..
وكمثال بسيط لو تابعت مسلسل طاش ماطاش في حلقة تغيير المناهج .. جسدوا بالضبط هذان التياران ..
التيار المحافظ الاسلامي المتشدد في نظرهم والتيار الليبرالي المنفتح المطالب بالتغيير
ولكن السؤال الذي يجب ان نبحث عنه كمتابعين عن بعد ;) :
ماهو مفهوم التغيير والتطوير للمناهج عند الليبرالين ولماذا يرفض الاسلاميين المتشددين كما يسمونهم هذا التغيير والتطوير ..
لابد ان هناك اسباب ربما تخفى علينا .. وتحتاج لإجابه واضحه وصريحه من الطرفين
وليس اظهار الهجوم من طرف ضد اخر دون ابداء السبب الحقيقي لكلا الطرفين ..

هذا اولاً .. وثانياً مايخص استحالة مطالبتهم .. الله اعلم
لا احد يعلم ماذا يكون في المستقبل .. ولكن الاحداث التاريخيه للدول والشعوب تنبئ
انها تقبل التغيير حتى وان طال الزمن .. وهذا متوقف على مدى تمسك هذه الدول والشعوب بالقيم والثوابت وعدم القبول بما يتنافى معها ..
ولكن حقيقة المطالبه موجوده واسألك انا : من اين جاءت الليبراليه .. وماهي مصادرها ومروجيها وباحثيها ..
هو فكر قائم وهم لم يأتوا بفكر جديد او مطالبه بتغيير من فراغ .. وإنما يملكون مرجعيه يستقون منها هذا الفكر .. والاخ رادار الشاشه بحث في ويكبيديا وظهر معه بعض المراجع والمنظرين .. وهناك سرد تاريخي ايضاً لهذا الفكر وتطوراته ..
ذكرها الاخ Stock Doctor في موضوع قبل قليل بعنوان الليبراليه من الداخل ..

وثالثاً : هم مهوب راعين تفجيرات مثل طالبان واصحاب الفكر المنحرف ..
هو في النهايه فكر .. والانحراف الفكري لايحكمه دين او مله .. وكلنا نعرف ذلك
فهذا يعتمد على ماهو قادم ... انا ذكرت ان هناك ليبراليه متطرفه ربما تكون فكر منحرف ارهابي يعتمد على القتل ومهاجمة المعتقدات الاخرى غير الليبراليه اذا تمكنوا من بسط نفوذهم ..
وربما يسعون لفرض فكر يرون انه افضل من الشريعه الاسلاميه بنظرهم .. ويحقق العداله والتسامح والمساواه بين بني البشر ..

وبمناسبة التطرف .. البعض استدل بجورج بوش الابن في ذلك .. فهو حسب التصنيف : ليبرالي متطرف
تركيا منعت الحجاب وخرجت المظاهرات في الشوارع .. وهي دوله علمانيه
تؤمن بمبدأ الحريه الشخصيه والاعتقاد الديني ..
فرنسا منعت الحجاب الإسلامي في المدارس .. يوماً ما وهذا تطرف فكري ليبرالي
الدنمارك هاجمت صحافتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذي من حرية التعبير
والفكر والاعتقاد التي تعتمدها الليبراليه
نماذج مختلفه لتطرف دول معتنقه الفكر الليبرالي في سياستها واقتصادها وكامل حياتها ..
هذا اذا اعتقادي في محله ان العلمانيه والليبراليه من نبع واحد وان اختلفت المشارب ..

هي في النهايه حرب فكريه بين تيارين اصبحوا يملكون نفس المساحه ولكن ليس نفس الشعبيه ولابد من خاسر وكاسب ولكن الضحيه من .. الدوله .! المجتمع ..!! مدري :cool:
فعلا كل شئ جائز اخى الكريم
اللهم ثبت الاسلام فى قلوبنا واحفظ بلادنا من كل من ينوى بالاسلام والمسلمين شر

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:26 PM
1- أنه يجوز للمسلم أن يرتد عن دينه وأن يعتنق أي دين .
اعتقد عندما يشتد الحماس تضيع الحقائق , من قالك ان الليبرالى
يجيز للمسلم ان يرتد عن دينه وهو يدعى انه مسلم ويؤمن بالشرع الاسلامى
وهو يشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله يصلى ويصوم رمضان
ويؤدى الزكاه ويحج لبيت الله الحرام ويؤيد الحكم بشرع الله وهذا ماسمعته
من احد الليبراليون فى برنامج تركى الدخيل , انت تدعى انك تدافع عن الدين
وهذا شئ ليس خاص بك وحدك لتعطى لنفسك الحق الادعاء والتحريف فى وجهات نظر غيرك بدون حجه الا اذا كانت حجتك فى معرفة من تحكم عليه بينه وثابته
فقد شاهدت تصريح لشخص يدعى انه ليبرالى يقول عكس ماتقول هل تريدنى
ان اصدقك ام اصدقه , لاتدخل الاسلام والادله القرانيه لان سؤالى شخصى
لك لانه يعتمد على المعلومه التى قلتها اعلاه بالخط الازرق برقم -1-
هل تعتقد
ان الليبرالى كاذب ويستخدم التقيه فى تعريفه لليبراليه حسب ماسمعت منه فى برنامج الدخيل,
خل نطحن الحب الى ماطحن .... والله يعين على الاصابات المباشره

يبدو أنك لم تفهم أصل المقال ...

إذا كان هذا كلامه فمعناه أنه يصادم الليبرالية في أصلها الذي نشأت عليه وهو الحرية العقدية المطلقة ...

فما الفائدة إذن من استعراضة علينا وقوله " أنا ليبرالي " وهو قد حرف أصل الليبرالية وغيرها حتى لم تصبح ليبرالية ؟؟

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:31 PM
موضوع النقاش ... دخل في ابعاد مختلفه ... كلنً على رأيه ...

يا جماعه ... انا شخصياً تناقشت مع يهودي في سن 60 سنه في مدينة هاميلتو ( كندا ) .. يقول ( بأختصار ) : انا ما احب المسلمين لكني اتعاطف معهم لغبائهم وسذاجتهم .. تحت سيطرة حكومة بوش الأب ثم الأبن ... عندهم السلاح ( النفط ) لكنهم سذج حتى النفط ما عرفو كيف يكون دعم لقوتهم ... انتهى ..

النظام الاسلامي .. لا دخل له في ضعفنا ولكن فهمنا وتطبيقنا للنظام هو الخطاء ..
كذلك فهمنا لليبراليه وما الايجابي فيها ... ايضاً هو الخطاء

من تجاربي في الخارج وزملاء ( مسلمون سعوديون ) اقتنعنا ورددنا كثيراً
( مرحبا مليون ) .. برئيس كافر ( عادل ) ولا رئيس مسلم ( ظالم )

الفهم للشئ من عدمه هو اسباب المشاكل والعقد ...
اسألو من عايشو ... ضجة افتتاح مدارس البنات ... ومن عارض كان بسوء فهم للدين الاسلامي رغم انه كان حجتهم .. كذلك دخول كل شئ جديد ( التلفاز - الراديو ... حتى الجوال _ للنساء _ كان على استحياء

بدون زعل .. ولا حياء أن ابدي اعجابي بـ قوة اسرائيل اقتصادياً وسياسياً ... بل حتى في التطوير العمراني .. حاول تلقي نظره على صور لمدينة القدس ... لن تصدق بتشوفها كأنها مدينه اوروبيه او امريكيه في التصميم .. ولا شك أني اتقرب الى الله بكرهي لهم ولكل عدو للدين الاسلامي ...

ولكني مسلم مسالم للجميع :) .. .. عشت مع مسيحين في بيوتهم وبلدهم ولم اجد منهم الا انهم يطبقون نظام الاسلام ولكنهم غير مسلمين ... مع الاسف ... وفي بلدنا مسلمين بدون نظام اسلامي ... الا من رحم الله

أخيراً ... خلونا نتفق ان عقيدتنا لا يدخل عليها أشئ من غير الكتاب والسنة ... ولكن نستفيد من غيرنا كل ما يطور حياتنا وبلدنا .. وانظمتنا مع عدم تعارض أي شئ مع العقيده الاسلاميه
ليش ما ناخذ من الليبرايه الشئ الايجابي بس ..
تحياتي

طيب أخي صالح الله يحفظك ويرعاك ...

وش الي تبينا ناخذه من الليبرالية وهو غير موجود عندنا في الإسلام حتى نصبح ليبراليين مسلمين ؟؟

إذا كنت تقصد التطور العلمي فالإسلام يحث على ذلك بل هو من الدين ...

أما التعايش مع غير المسلمين فهو موجود من 1400 سنة , فقد عاش غير المسلمين بعد الفتوحات في أمن ورخاء لم يعيشوه تحت حكامهم سابقاً , وتركوا ولم يجبروا على الإسلام (( لا إكراه في الدين )) وما كان منهم إلا أن تحولوا في مصر والشام وفارس وخرسان إلى الإسلام طوعاً وحباً له ...

أعيد عليك أخي ...

ما الذي ستضيفه وتكمله الليبرالية من نقص في الإسلام ؟؟؟

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:36 PM
الم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق الى ثلاث وسبعين شعبة كلها في النار الا واحده !
اذا اللبرالية مذهب وله مفتون وله مريدون بل هو من المذاهب المعادية لمذهب اهل السنة مثله مثل بقية المذاهب الاخرى .

جزاك الله خير على مشاركتك أخي مسراب ...

فديننا كامل ولن تضيف عليه ليبرالية أو شيوعية أو شيئاً , وهل في الإسلام نقص سنكمله بمصطلح الإسلام الليبرالي .

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:40 PM
الليبراليه هي التسامح والتعايش
وهي موجوده بكل المجتمعات وألأديان على مر العصور
وهي فكر وليست عقيده
ولايمتلكها أحد ليدعي أنه يمثلها
ولا يمثلها أحد ليسقطها على من يشاء وينتزعها ممن يشاء
هي نتيجه لتطور الفكر البشري والتعايش فيما بينهم فاكتشف كل فرد وكل مجتمع أن خصومهم ليسوا وحوشا كما سمعوا .. وتناقلتها عنهم ألأساطير المتوارثه


ما الذي ستضيفه هذه الفكره - في حال أحذ الحق منها وطرح الباطل - على الإسلام ...

وبصيغة أخرى

ما الجديد الذي سنضيفه على الإسلام ليبدو الإسلام أفضل من السابق ويكون " إسلام ليبرالي " ؟؟

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:43 PM
من خلال قراءه سريعه في الواقع الليبرالي السعودي بالتحديد وتعبر عن وجهة نظري الخاصه وقراءتي التي قد تكون صائبه او خاطئه ..
هو فكر يسعى ويهدف لتعدد وحرية الافكار والمعتقدات داخل الدوله وعدم حصرها في عقيده وفكر واحد وسيطرة فئه دون اخرى ( مثل الاسلاميون ) كما يسمونهم وهم المستهدفين بهذا الفكر كما هو واضح من اطروحاتهم وقضاياهم المستمره .. سواء كان هذه التعدديه على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي .. المهم ان تكون من منابع مختلفه وليست من شريعه محتكره هذه الحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ومقيّده لها ..
وفي رأيي ايضاً انهم استطاعوا ايجاد مكان لهم وموطئ قدم سواء في الحراك السياسي او الإعلامي ..
وهم على ثلاثة انواع :
ليبرالي متطرف ، ليبرالي معتدل ، ليبرالي مايدري وش يبي

الليبرالي المتطرف يحمل فكرة الليبراليه الغربيه بحذافيرها دون اسلمة الفكره او النظر لإبعادها في المجتمع المراد تطبيق هذا الفكر فيه .. ولكنها هدف في النهايه
والغالبيه تعرف ماهي الليبراليه الغربيه وهي في موقع الضد مع مبادئ الاسلام وتشريعه
ولا يحتاج التوسع في هذا الباب لمخالفته الصريحه وصعوبة تطبيقه دون التمهيد والتوطئه الاوليه ..

الليبرالي المعتدل يحاول اسلمة الفكره وانسجامها مع المجتمع والتحجج ببعض المطالبات
التي تحتمل اكثر من قول في شريعة الاسلام وانا اصنفها مطالبات الدرجه الثالثه مثل قيادة السياره للمرأه والحجاب وفتح دور السينما وتغيير المناهج ( وهي تختلف بين التطوير والتغيير ) .. والاختلاط
وجهة نظري الخاصه : بعضها تحقق وبعضها في الطريق ليتحقق ..

ومن ثم الدخول في مطالبات الدرجه الثانيه وهي تطوير للمرحله الثالثه بعد ان تتمكن من تلك المطالبات .. مثل حرية الفكر والاعتقاد وهذه من اساسيات الفكر الليبرالي ولستُ بصدد التوسع في هذه النقطه .. انت ليبرالي حر مادامت حريتك لاتمس الآخرين ( مجتمع ودوله ) .. بمعنى ان تكون فرد ولا تنخرط مع جماعه تؤدي لزعزعة امن المجتمع والدوله .. ولا يهم ماذا تعتقد او اي فكر تعتنق .. ( وسيأتي تفصيل صغير في الدرجه الاولى )
والمساواة الكامله بين الرجل والمرآه في الحقوق ( جميع الحقوق ) .. ومنها المرتبط بالدرجه الثالثه في النظام التعليمي مثل الغاء بعض النصوص القرآنيه والاحاديث الشريفه من المنهج مثل
آية الولاء والبراء وحديث التضييق على الكافر في الطريق .. كأمثله معلنه أُخذت منهم
ومن ثم الغاء بعض المواد التي تقيّد حرية الفرد ( في اعتقادهم ) وتلغي حقه في اتخاذ القرار المناسب له .. وهذي اهداف معلنه وليست من سر ..
ومن ناحية الاخلاق فقرأت وسمعت عدة آراء ليبراليه مختلفه منها ماهو متأسلم نوعاً ما ومنها غير ذلك بدرجه كبيره .. وان كانت النهايه معروفه سلفاً

الدرجه الاولى الأهم .. وهي مرتبطه زمنياً بتحقيق الدرجات الثالثه والثانيه وتكون نتيجتها النهائيه هي تطبيق النوع الاول من انواع الليبراليه ( ليبرالي متطرف ) ..
ويمكن الرجوع لليبراليه الغربيه لمعرفة تفاصيل اكثر فيما يخص الاعتقاد واعتناق الفكر وحرية الدين وتطبيقه للفرد .. اما المجتمع فاصبح ليبرالي لاديني ويحكمك قانون دوله متحرك ومتغير حسب المكان والزمان ..
والسؤال هل هناك مجتمع اسلامي ليبرالي من حولنا ..!! وهل نجح ؟! شخصياً لستُ متابع
ولا استطيع الاجابه ..
وإنما كمثال تاريخي نعرف ان تركيا تحولت من دوله اسلاميه لدوله علمانيه .. ويلزمنا متخصص لبحث هذا التحول ومدى نجاحه من عدمه .. واثاره المترتبه

واخيراً الليبرالي اللي مايدري وش يبي ..
هو من يعتقد مباشره ان تكون ليبرالي يجب ترك الصلاة وشرب الخمر وارتكاب الزنى وكره الملتحين وعدم قبول الشريعه بزعم انها تقييد للحريه وغالباً يكون اصحابها من الجهل الإنساني والديني مايغنيك عن الحديث عنه .. وهم بالمجمل نتاج ثقافات تغريبيه من الأساس او عانوا من صدمه حضاريه في مقتبل اعمارهم ..


وارى والله اعلم ان الليبراليه امتداد للعلمانيه بعد ان فشلت في ايجاد ارضيه لها من خلال هذا المجتمع والليبراليون لديهم نفس الافكار ولكن اكثر تطويراً وهم بدؤا فعلياً في ايجاد ارضيه لهم وانما يختلفون ان العلمانيون أتوا بمبادئهم وافكارهم مباشره بدون ان يملكوا حجه او ارضيه ينطلقون منها عكس الليبراليون فـ لديهم بعض الاستدلالات التاريخيه والدينيه من عصر الصحابه الكرام حتى العصور المتأخره بغض النظر عن قوة او ضعف هذه الاستدلالات .. وهذه النظره بإيجاد الارضيه لليبراليه مرتبطه بالاجابه على سؤال مطروح :
ماهي المساحه المعطاة لهم من قِبل الدوله ... !!
هم يعتقدون انهم وصلوا لمناصب قويه سياسياً واقتصادياً ولكن مايؤرقهم
هو تقبل المجتمع لهم ولإفكارهم ومصدر هذا الشك هو كما يعتقدون سيطرة التيار الصحوي والديني والاسلاموي ( كلها من مسمياتهم ) على المجتمع ..

أخي صديق الهوامير : إضافة جميلة جداً , تستحق القراءة بهدوء ... جزاك الله خير ...

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:47 PM
هلا بك اخوي alrajel
هذي مجرد قراءه لواقع حاصل من وجهة نظري وليست تكهنات مني او تأويلات او استنتاجات
في السابق عندما تسأل احد هؤلاء الاكاديميين او المثقفين : هل انت ليبرالي
يكون الجواب مباشره بالنفي ويبدأ بطرح الفكره كأفكار عامه ويعدد نماذج لمجتمعات ودول .. الخ
الآن اختلف الامر واصبح يجاهر بالليبراليه ويطرح فكره ومراجعه ومصادره بكامل المساحه التي يرُيد ويقول مايشاء ومايراه متوافق مع فكره الليبرالي ويحاول ايصاله للآخرين واقناعهم ..
واصبح هناك تياران واضحه وجليّه للمتابع : تيار اسلامي وتيار ليبرالي وهما تياران متضادان ومتصادمان دوماً ..
وكمثال بسيط لو تابعت مسلسل طاش ماطاش في حلقة تغيير المناهج .. جسدوا بالضبط هذان التياران ..
التيار المحافظ الاسلامي المتشدد في نظرهم والتيار الليبرالي المنفتح المطالب بالتغيير
ولكن السؤال الذي يجب ان نبحث عنه كمتابعين عن بعد ;) :
ماهو مفهوم التغيير والتطوير للمناهج عند الليبرالين ولماذا يرفض الاسلاميين المتشددين كما يسمونهم هذا التغيير والتطوير ..
لابد ان هناك اسباب ربما تخفى علينا .. وتحتاج لإجابه واضحه وصريحه من الطرفين
وليس اظهار الهجوم من طرف ضد اخر دون ابداء السبب الحقيقي لكلا الطرفين ..

هذا اولاً .. وثانياً مايخص استحالة مطالبتهم .. الله اعلم
لا احد يعلم ماذا يكون في المستقبل .. ولكن الاحداث التاريخيه للدول والشعوب تنبئ
انها تقبل التغيير حتى وان طال الزمن .. وهذا متوقف على مدى تمسك هذه الدول والشعوب بالقيم والثوابت وعدم القبول بما يتنافى معها ..
ولكن حقيقة المطالبه موجوده واسألك انا : من اين جاءت الليبراليه .. وماهي مصادرها ومروجيها وباحثيها ..
هو فكر قائم وهم لم يأتوا بفكر جديد او مطالبه بتغيير من فراغ .. وإنما يملكون مرجعيه يستقون منها هذا الفكر .. والاخ رادار الشاشه بحث في ويكبيديا وظهر معه بعض المراجع والمنظرين .. وهناك سرد تاريخي ايضاً لهذا الفكر وتطوراته ..
ذكرها الاخ Stock Doctor في موضوع قبل قليل بعنوان الليبراليه من الداخل ..

وثالثاً : هم مهوب راعين تفجيرات مثل طالبان واصحاب الفكر المنحرف ..
هو في النهايه فكر .. والانحراف الفكري لايحكمه دين او مله .. وكلنا نعرف ذلك
فهذا يعتمد على ماهو قادم ... انا ذكرت ان هناك ليبراليه متطرفه ربما تكون فكر منحرف ارهابي يعتمد على القتل ومهاجمة المعتقدات الاخرى غير الليبراليه اذا تمكنوا من بسط نفوذهم ..
وربما يسعون لفرض فكر يرون انه افضل من الشريعه الاسلاميه بنظرهم .. ويحقق العداله والتسامح والمساواه بين بني البشر ..

وبمناسبة التطرف .. البعض استدل بجورج بوش الابن في ذلك .. فهو حسب التصنيف : ليبرالي متطرف
تركيا منعت الحجاب وخرجت المظاهرات في الشوارع .. وهي دوله علمانيه
تؤمن بمبدأ الحريه الشخصيه والاعتقاد الديني ..
فرنسا منعت الحجاب الإسلامي في المدارس .. يوماً ما وهذا تطرف فكري ليبرالي
الدنمارك هاجمت صحافتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذي من حرية التعبير
والفكر والاعتقاد التي تعتمدها الليبراليه
نماذج مختلفه لتطرف دول معتنقه الفكر الليبرالي في سياستها واقتصادها وكامل حياتها ..
هذا اذا اعتقادي في محله ان العلمانيه والليبراليه من نبع واحد وان اختلفت المشارب ..

هي في النهايه حرب فكريه بين تيارين اصبحوا يملكون نفس المساحه ولكن ليس نفس الشعبيه ولابد من خاسر وكاسب ولكن الضحيه من .. الدوله .! المجتمع ..!! مدري :cool:

أشكرك مرة أخرى على إثراء الموضوع بهذا المداخلة القيمة ...

نفع الله بك ...

متفائل الكسب
23-09-2009, Wed 3:50 PM
يازينكم ... ويازين حسياتكم ونقاشكم الهادىء والمحترم ... يالربع
كل الشكر والتقدير لحبيبنا " متفائل الكسب " ولجميع المشاركين في هالموضوع على هالطرح الجميل والمفيد ... ان شاء الله

ويازينك أنت بعد يا أبوعلي , ويازين طلتك علينا في هذا الموضوع , ومداخلتك المنعشة ...

سراب سهم
23-09-2009, Wed 11:56 PM
يبدو أن قناعات المنظِّرين الأمريكيين من أمثال (هنتنجتون) و (فوكوياما) و (برنارد لويس) بأن الإسلام يملك الأيديولوجية الوحيدة القادرة على تحدي المنظومة الليبرالية العلمانية للحضارة قد غدت قناعات نهائية للسياسة الأمريكية بوجه عام.

ومع إصرار هذه السياسة على الانفراد بحكم العالم غدا قهر الإسلام وإرغامه على الالتحاق بالتبعية الغربية هو الهدف المحوري لتلك السياسة الذي تدور حوله باقي أهدافها الأخرى. ومع استعصاء الإسلام على هذا القهر الذي يتجلى في المقاومة الجهادية للأمريكيين في أماكن مختلفة من هذا العالم اقتضى العمل على اختراق الإسلام نفسه من الناحية الفكرية بابتداع ما يسمى بـ (الإسلام الليبرالي) الذي شاع عنه الحديث في المرحلة الأخيرة والذي يعني بكلمة مبسطة للغاية: ابتداع بناء مفاهيمي مزيف يجمع بين بعض الأطر الشكلية للإسلام والمضمون الليبرالي للحضارة الغربية القائمة، ويتم تبنيه ودعمه والترويج له بالطريقة التي تصنع منه الضوء الذي يخفي الحقائق.

الرصد والتنظير لمحاولات توظيف الإسلام للمصالح السياسية:

العمل على توظيف الإسلام للمصالح السياسية شأن قديم، مثله مثل كل ما يمكن العمل على توظيفه من معتقدات للمصالح السياسية في التاريخ الإنساني؛ حيث يتوقف النجاح في ذلك على مدى تيقُّظ أهل هذه المعتقدات لما يستهدفه أعداؤهم من اختراق لها؛ لدفعهم إلى الوجهة التي يريدون من خلال الخداع والتضليل.

ويمكن الحديث عن ثلاث محاولات للرصد والتنظير حول هذا الموضوع في النصف الثاني من القرن العشرين:

الأولى: هي ما رصده الأستاذ (سيد قطب) من محاولات أمريكية لتوظيف الإسلام لمصالحها السياسية أوائل تلك المرحلة الزمنيـة للعمـل على إرث الإمبـراطورية الإنجليزية، وسماه حينذاك بـ (الإسلام الأمريكاني).

الثانية: ما كان قائماً بالفعل في الاتحاد السوفييتي، وقام بالتنظير له أيضاً مجموعة من المفكرين العرب من العمل على توظيف الإسلام لخدمة الأهداف الشيوعية وهو ما كان يسمى حينذاك بـ (الإسلام الأحمر).

الثالثة: هي ما قام به صاحب هذه الدراسة من رصد ملامحه فترة السبعينيات والثمانينيات واستشفاف شيوعه في العقود التالية من التأثر بشيوع المفاهيم البراجماتية في المنطقة، ومن بينها البراجماتية الدينية، ومن ثم العمل على توظيف الإسلام للمصالح المختلفة بوجه عام سواء كانت المصالح السياسية الأمريكية، أو المصالح السياسية لقادة بعض الأنظمة، أو قـادة بعض التيـارات المعـارضة، بل من جانب بعض المنتمين للتيـار الإسـلامي نفسه أيضاً وهو ما سماه حينذاك بـ (الإسلام البراجماتي أو النفعي) حيث صدر في كتاب يحمل العنوان نفسه عام 1989م.

ما هي الليبرالية؟

لوك وفولتير:

على الرغم من أن الليبرالية عادة ما تُنسب إلى الفيلسوف الإنجليزي (جون لوك 1632- 1704) إلا أن (جون لوك) كان يهدف في الأساس من أفكاره السياسية إلى التحرر من سلطات الكنيسة السياسية، وما رسخته من أفكار حول نظرية التفويض الإلهي للملوك والتي نظَّر لها السير (روبرت فيلمر) في كتابه (دفاع عن السلطة الطبيعية للملك) والذي ذهب فيه إلى أنه «على من يؤمنون بأن الكتاب المقدس منزل من عند الله أن يسلِّموا بأن الأسرة الأبوية وسلطة الأب أقرهما الله، وانتقلت هذه السيادة من الآباء إلى الملوك»(1).

ومن أجل دحض آراء (فيلمر) هذه ذهب (لوك) إلى تصور أن الأفراد في «الحالة الطبيعية» يولدون أحراراً متساوين (وهذه هي نقطة الانطلاق في المذهب الليبرالي كله) وأنه بمقتضى العقل توصل الناس إلى اتفاق «عقد اجتماعي» تنازلوا فيه عن حقوقهم الفردية في القضاء والعقاب للجماعة ككل؛ وعلى هذا تكون الجماعة هي السيد أو الحاكم الحقيقي؛ وهي تختار بأغلبية الأصوات رئيساً أعلى ينفذ مشيئتها(2).

وذهب (لوك) أيضاً إلى ضرورة أن تُفصَل السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية «فالسلطة التشريعية هي التي ينبغي أن تكون لها الكلمة العليا؛ لأنها مسؤولة فقط أمام المجتمع بصورة كلية، ذلك المجتمع الذي تعد هي ممثلة له» ومن هنا جعل لوك الأمة هي مصدر كل السلطات وهي الفيصل بينها أيضاً، كما أن مبدأ الفصل بين السلطات الذي فصله (مونتسكيو) بعد ذلك» مبدأ جوهري بالنسبة لليبرالية السياسية»(1).

وكان (فولتير) من أشهر زعماء الليبرالية في فرنسا والذي يعد تلميذاً خالصاً لـ (لوك) من الناحية الفلسفية البحتة، ولكنه يتجاوزه من حيث القدرات الأدبية في التأثير ونقده الحاد وسخريته اللاذعة. وكانت قضية (فولتير) الرئيسية هي تحرير العقلية الأوروبية تماماً من المسيحية الثالوثية عقائد ومفاهيم وقيماً؛ وهكذا كان يصرخ بعنف وسخرية: «إن لديَّ مائتي مجلد في اللاهوت المسيحي؛ والأدهى من ذلك أني قرأتها وكأني أقوم بجولة في مستشفى للأمراض العقلية»(2).

واتساقاً مع ما سبق فقد دافع (فولتير) دفاعاً مريراً عن حرية الرأي بالنسبة للعقائد والأفكار؛ ولهذا تتردد له تلك المقولة الشهيرة: «أنا لا أوافقك القول، ولكني سأدافع حتى الموت عن حقك في قوله».

جون ستيورات مل:

يعد (جون ستيورات مل) منظِّر الليبرالية الأكبر والذي اهتم في كتابه (عن الحرية) بشرحها شرحاً وافياً، وقد حدد أن الغرض من كتابه هذه هو تقرير المبدأ الذي يحدد معاملة المجتمع للأفراد «ومضمون هذا المبدأ هو أن الغاية الوحيدة التي تبيح للناس التعرُّض بصفة فردية أو جماعية لحرية الفرد هي حماية أنفسهم منه؛ فإن الغاية الوحيدة التي تبرر ممارسة السلطة على أي عضو من أعضاء أي مجتمع مُتَمَدْيِن ضد رغبته هي منع الفرد من الإضرار بغيره. أما إذا كانت الغاية من ذلك هي الحيلولة دون تحقيق مصلحته الذاتية أدبيةً كانت أم ماديةً فإن ذلك ليس مبرراً كافياً؛ إذ إنه لا يجوز مطلقاً إجبار الفرد على أداء عملٍ ما، أو الامتناع عن عملٍ ما»(3).

ولكن: ما الذي يمكن أن يحدد في سلوك الفرد ما هو قد يؤثر بالضرر على المجتمع أو لا يؤثر؟

يرى (جون ستيورات مل) أن هناك منطقة في حياة الفرد هي صميم الحرية البشرية، وليس للمجتمع بها إلا مصلحة غير مباشرة إن كانت له مصلحة على الإطلاق، وهي تتضمن:

أولاً: المجال الداخلي للوعي: وهذا يقتضي حرية العقيدة في أوسع معنى لها، وحرية الفكر والشعور، وحرية الرأي والميول في جميع الموضوعات عملية أو علمية، مادية أو أدبية، دينية أو دنيوية. وقد يتبادر إلى الأذهان أن حرية التعبير عن الآراء ونشرها يدخل في نطاق مبدأ آخر؛ إذ إنها تتعلق بتصـرفـات الفـرد التي تمـس الغير؛ ولكن لما كانت هـذه الحرية لا تقل أهمية عن حرية الفكر نفسها إذ إنها تقوم على الأسباب نفسها؛ فلا يمكن إذن الفصل بينهما.

ثانياً: أن هذا المبدأ يتناول حرية الأذواق والمشارب: بمعنى أنه يطلق الحرية في رسم الخطة التي نسير عليها في حياتنا بما يتفق مع طباعنا، وأن نفعل ما نشاء، على أن نتحمل ما يترتب على ذلك من نتائج دون أن يقف في طريقنا أحد من إخواننا في الإنسانية طالما كانت أفعالنا لا تنالهم بضرر حتى ولو اعتقدوا أن تصرفاتنا هذه دليل على السخف أو السفه أو الخطأ.

ثالثاً: إنه يتفرع من حرية كل فرد - وفي نطاق حدودها - حرية اجتماع الأفراد للتعاون على أي أمر ليس فيه ضرر للغير؛ على أن يكون الأشخاص المجتمعون بالغين راشدين لم يساقوا إلى الاجتماع بعنف أو إكراه»(4).

وهو بعد ذلك يؤكد تماماً أنه «لا يمكن لأي مجتمع أن يتمتع بالحرية دون أن يكفل هذه الحريات بوجه عام مهما كان نظام الحكم فيه، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتمتع بحرية تامة ما لم تكفل هذه الحريات كاملة غير منقوصة»(5).

وفي خطوة تالية يشرح (ستيورات مل) تناقضاته مع الديمقراطية ذاتها (والتي يشاع بين الكثيرين من الكُتَّاب والسياسيين لدينا أنها والليبرالية شيء واحد) فهو ينكر على الشعب استخدام أي وسيلة من وسائل الإجبار ضد حرية التعبير «أنكر على الشعب الحق في ممارسة مثل هذا الإجبار سواء عن طريقه أو عن طريق الحكومة؛ فمثل هذه السلطة غير مشروعة في ذاتها، ولا يجوز لأرقى الحكومات أو أقلها شأناً أن تلجأ إليها، وهي إذا صدرت بمشيئة الرأي العام فقد تكون أفظع وأشنع مما لو صدرت رغماً عنه وبمعارضته»(6).

وتنطلق المسألة هنا أساساً من رؤيته الفلسفية العلمانية التي انتهت لديه إلى النسبية المعرفية والقيمية المطلقة، ومن ثمَ فإنه على كافة الناس والحكومات أن يتصرفوا على قدر طاقاتهم، وأن يبذلوا أقصى جهدهم؛ فليس هناك شيء يسمى التعيين المطلق، وإنما هناك ثقة كافية لتحقيق غايات الحياة البشرية، ويجوز لنا أو يجب علينا أن نفترض صحة آرائنا لكي نسترشد بها في تصرفاتنا.

وليس ثمة ما يمكن فصله عن البحث والنقاش والجدال بما في ذلك المعتقدات والقيم حتى لو اجتمعت الأجيال على صحة هذا المعتقد أو ذاك الرأي «فإنه من الواضح تماماً أن الأجيال ليست أكثر مناعة من الأفراد في الوقوع في الخطأ؛ فإن كل جيل مضى كان يعتنق كثيراً من الآراء التي اكتشفت زيفها وتفاهتها أجيال تالية»(7) ثم يعمل (ستيورات مل) بعد ذلك على اتخاذ مثل تاريخي بارز لانتصار المسيحية الغربية على معارضيها ليستخدمه في دحضها بعد ذلك؛ فالإمبراطور (مارقس أوربليوس) كان أكثر معاصريه علماً وأدباً وحرصاً على أن يسود العدل؛ وعلى الرغم من ذلك «كان من أشد الحكام اضطهاداً للمسيحية؛ فبالرغم من استيعابه لجميع علوم الأقدمين وتبحره في حكمة الأولين ومن اتساع تفكيره وبُعد نظره.. إلا أنه لم يدرك أن المسيحية ستعود بالخير لا بالشر على العالم»(1).

وهكذا تأتي الخطوة التالية لهدم المسيحية الغربية في قوله: «بَيْدَ أننا نخالف الإنصاف ونجانب الحقيقة إذا توهمنا أن (مارقس أوريليوس) لم يكن لديه ـ وهو يكافح المسيحية ـ كل المعاذير والحجج التي يلتمسها اليوم أنصار المسيحية لمكافحة ما يناقضها من الآراء. فما كان اعتقاد أحد من المسيحيين في كذب الإلحـاد وفي أنه يؤدي إلى تداعي المجتمع وتفككه بأشد ولا أرسخ من اعتقاد (مارقس أوريليوس) في بطلان المسيحية وفي أنها تفضي إلى انحلال المجتمع وانهدام أركانه»(2).

ولا يكتفي (ستيوارت مل) بمهاجمة العقائد المسيحية الغربية، ولكنه يهاجم آدابها أيضاً؛ والمفارقة هنا أنه يقدم آداب الإسلام عليها على الرغم من اعتباره له أنه دين وثني؛ حيث يذهب إلى أنه «بينما نجد آداب الأمم الوثنية الراقية تصنع الواجبات الاجتماعية في أرفع منزلة من الاعتبار حتى تضمن في سبيل ذلك الحقوق الشخصية والحرية الفردية نرى الآداب المسيحية البحتة لا تكاد تشعر أو تعترف بتلك الواجبات المقدسة؛ وها نحن نقرأ في آداب الإسلام هذه الكلمة الجامعة: (كل والٍ يستكفي عاملاً عملاً وفي ولايته من هو أكفأ له فقد خان عهد الله وخليفته)»(3).

ولأنه يضرب بكل القواعد الأخلاقية عرض الحائط إذا مست بحرية الفرد فهو يعترض على الذين يتساءلون: «إذا كانت المقامرة والقذارة والسُّكْر والدعارة والبطالة من الآفات المزرية بالسعادة شأن الكثير من الأفعال المحظورة بنص القانون؛ فلماذا إذن لا يحاول المشرع قمعها بقدر ما تسمح حالة المجتمع؟ ثم لماذا لا يتقدم الرأي العام ليسد الفراغ الذي لا بد أن يتركه المشرع وينظم رقابة شديدة على هذه الرذائل وينزل العقاب الصارم بمن يوصم بها؟»(4).

وموقفه من هذا التساؤل هو أن معيار تجريم ذلك اجتماعياً هو إلحاق الضرر المباشر بالمجتمع «فمثلاً ليس من الحق أن يعاقب إنسان لمجرد السُّكْر، ولكن الجندي الذي يسكر وهو قائم بواجبه جدير بالعقاب.. أما الضرر العَرَضي ـ أو الضرر التقديري - الذي يصيب المجتمع عنماد يتصرف الفرد تصرفاً لا ينحل بأي واجب معين نحو الجمهور ولا يلحق أي أذى بأحد غير نفسه؛ فهو ضرر تافه خليق بالمجتمع أن يتحمله عن طيب خاطر في جانب ما ينشأ عن الحرية من الخير العميم»(5).

وخلاصة موقفه من الدين تتحدد في ذهابه إلى أنه من واجب الإنسان حمل غيره على إطاعة أوامر الدين هي الأصل لكل ما ارتكبه البشر من ألوان الاضطهاد.

ليبرالية العلمانيين العرب:

إذا كانت هذه الليبرالية كما نظَّر لها الفلاسفة الغربيون فإن الليبرالية التي يدعو إليها العلمانيون العرب تستهدف تحديداً الإطاحة بالعقائد والمفاهيم والقيم الإسلامية أو تذويبها تماماً. يقول (الدكتور أحمد أبو زيد) في هذا السياق: «لقد أفلحت الثقافات الليبرالية في الغرب في تحرير الفرد من كثير من القيم التقليدية المتوارثة والأحكام التي تفرضها تلك القيم؛ وبخاصة الأحكام المتعلقة بمفهومي الصواب والخطأ، فيتحرر الفرد من القواعد الأخلاقية والتعاليم الدينية، ويرفض أن تكون تصرفاته وحياته الخاصة وتعامله مع الآخرين محلاً للتقويم والحكم عليه اجتماعياً وأخلاقياً كما يحدث في المجتمعات أو الثقافات المحافظة أو غير الليبرالية. فالصواب والخطأ مفهومان تعسفيان صاغهما أشخاص سوداويون متسلطون لإخضاع الآخرين لإرادتهم ووجهة نظرهم المتعسفة الضيقة؛ ولذا يجب رفضهما حتى يحيا الفرد حياته بالصيغة التي تروق له»(6).

أما (جمال البنا) فيحدد أهم ما تستهدفه هذه الليبرالية في ضرب الثوابت؛ حيث يقول: «إن أهم ما يفترض أن تتجه إليه الحرية هو هذه الثوابت بالذات التي وإن كانت تقوم بالحفاظ والاستقرار للمجتمع وتمسكه من الانزلاق أو التحلل، إلا أن عدم مناقشتها يجعلها تتجمد، بل وتتوثن وتأخذ قداسة الوثن المعبود؛ هذا كله بفرض أن الثوابت هي دائماً صالحة ولازمة؛ ولكنها لا تكون كذلك دائماً»(7).

موقف الإسلام من الليبرالية:

ولسنا هنا بصدد نقد الليبرالية أو تقييمها فلسفياً؛ وإن كنا نود أن نسجل مبدئياً أن الأمر يتعلق بالأساس بالرؤية الفلسفية التي يصدر عنها فكر المفكر أو الفيلسوف؛ فقد تكون الليبرالية قابلة للأخذ والرد انطلاقاً من الرؤية العلمانية التي تقتصر على العقل وخبراته في إدراك حقائق الوجود وتصريف شؤون الحياة. أما إذا كان المفكر أو الفيلسوف يتبع عقيدة أو مذهباً معيناً فإن أول ما تمثله له هذه الليبرالية هي مطالبته بالتخلي عن هذه العقيدة أو هذا المذهب تماماً؛ وهذا ما يحدو بنا إلى مناقشة الفكرة الأساسية التي تتمحور عليها هذه الدراسة، وهي: هل من الممكن أن يتوافق الإسلام مع هذه الليبرالية؟

فالإسلام دين مبدئي شمولي لا يقبل التجزُّؤ يقوم على عقيدة متكاملة وقواعد ثابتة ومنظومة تجمع بين تصوراته لحقائق الوجود وقواعد السلوك التي ينبغي اتباعها من جهة الفرد والمجتمع على السواء وكذلك القيم الأخلاقية الموجهة لها. وإذا كان الإسلام يتسامح في الحرية العقائدية والفكرية فإنه يستهدف أيضاً إقامة مجتمع مستقر يستمد مرجعيته من قواعده العقائدية التي ارتضاها هذا المجتمع.

وحـقـاً أن الإسـلام يـتـسـامـح مـع حـريـة العقائد والأفكار {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] والكثير من أعلام الفكر الغربي على مر التاريخ يضربون به المثل في هذا التسامح مقابلة مع المسيحية الغربية، ويستدلون على ذلك بالحرية التي تمتعت بها الأقليات غير المسلمة في أكناف الحضارة الإسلامية في الوقت الذي كان وجود المسلم في الدول المسيحية الغربية لا يعني سوى القتل. ولكن تسامح الإسلام هذا لا يعني قبول الإسلام بعرض عقائد مجتمعاته على الدوام على مائدة التفاوض والأخذ والرد؛ فهذا أمر يتعلق بعقيدة المجتمع ومن ثَم باستقراره، بخلاف حرية العقائد والأفكار للأفراد {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] وبعيداً عن موضوع حد الردة فإن أي قوة لا تستطيع قهر أفراد هذا المجتمع المسلم نفسه على الثبات على عقائده؛ فالإسلام لا يأمر بالتفتيش عن دواخل الناس، لكن يظل هؤلاء ملتزمين بقواعد القانون العام.

وشمولية الإسلام تجعل من الإيمان بقواعـد السلوك المستـمـدة مــنه جـزءاً لا يتجزأ من الإيمان بالإسلام نفسه {وَمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْـخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] فكيف يمكن إذا أمر الإسلام بتحريم الزنا على سبيل المثال أن يقال إنه من الممكن في إطار الليبرالية الإسلامية المفترضة أن نجعل الموقف من الزنا عند ارتضاء الطرفين يمكن وضعه على محك التجربة لتقدير ما يمكن أن يؤدي إليه من أضرار على المجتمع؟ بل الأمر أكبر من ذلك؛ لأنه لو كان تقدير الأغلبية رفض هذا الموضوع بناء على ما قد تتوصل إليه من أضرار اجتماعية له (ولا أدري بأي مرجعية يمكن تقدير هذه الأضرار؟) فإن هذا يكون حكم الديمقراطية. ولكن الليبرالية تتجاوز ذلك، فتذهب إلى عدم سماح الأغلبية بالتدخل في مثل هذا الأمر؛ لأنه يدخل في تقديرها في منطقة الحرية الشخصية للأفراد التي لا يسمح للمجتمع بالتدخل فيها.

والناس أحرار في أن يقولوا إن موقف الليبرالية هذا أفضل من الإسلام في هذه المسألة أو غيرها؛ فكل هذا يقبله المنطق عند الوقوف على قاعدة اللا قاعدة، ولكن أن يقال إن هذا مسموح به في إطار الإسلام من باب التسامح والحرية اللذين دعا إليهما الإسلام فإن هذا يعني أنه بالإمكان أن نمشي فوق رؤوسنا.

ومسألة القيم الرائجة ليست منقطعة الصلة بهذا السياق؛ لأن القيم الرائجة لها دورها الفعال المباشر في إنماء المجتمع نحو غاياته أو انتكاسه إلى الاتجاه المضاد. فلا يصح بأية حال من الأحوال أن أقيم ـ على سبيل المثال ـ مجتمعاً إسلامياً ويتم السماح مع ذلك بترويج القيم الاستهلاكية فيه، تلك القيم التي تجعل من جلب المال وإنفاقه إلهاً آخر يُعبد من دون الله الواحد الأحد.

الإسلام الليبرالي والجمع بين البراجماتية والليبرالية:

هناك الكثير ممن يجمع بين البراجماتية والليبرالية. فمن الناحية الفلسفية فإن بين منظِّري الليبرالية والبراجماتية الأشهرين (جون ستيورات مل) و (وليم جيمس) الكثير من النقاط المشتركة؛ خصوصاً في الجانب العملي لفلسفتيهما. فالليبرالية تريد أن تضع العقائد أو الأفكار في ساحة النقاش والحوار، والبراجماتية في الوقت نفسه لا تلتزم بأية عقيدة أو فروض نظرية مسبقة أو عقائد أو أفكار جازمة. والليبرالية تجعل من إلحاق الضرر بالآخرين هي الحدود الوحيدة التي تقيد حرية الفرد فيما يرغب فيه من منفعة. والبراجماتية تجعل من المنفعة العملية هي المعيار الوحيد لكل الحقائق. وإذا كان (ستيوارت) قد استمد أفكاره عن النفعية من أستاذه (بتنام) الذي استمدها بدوره من (أبيقور) فإن (وليم جيمس) قد استمدها في الغالب مباشرة من (أبيقور).

أما من الناحية السياسية فإذا كانت البراجماتية الأمريكية تريد توظيف الإسلام في المنطقة لمصالحها السياسية؛ فإن الخطوة الأولى لتحقيق هذه المصالح هو تذويب المبدئية الإسلامية، ومن ثَم فإن الليبرالية ـ بمناهضتها لوجود أية عقائد اجتماعية أو قواعد تشريعية وقيمية مستمدة من هذه العقائد ومطالبتها أن تكون كل هذه الأمور عرضة للنقاش والحوار والصواب والخطأ ـ تكون وسيلة رائعة لتذويب هذه المبدئية، وهو الأمر الذي يعني تحقيق تلك المصالح الأمريكية.

نماذج واقعية قائمة للإسلام الليبرالي:

النموذج السيـاسي للإسـلام الليـبرالـي: حـزب العـدالة والتنمية التركي:

عندمـا صعـد حـزب العدالـة والتنـميـة التركي لتولي الـوزارة بـقـيـادة (رجـب أردوغـان) مـن خلال الانتـخـابـات ظهر الزعيم التاريخي لحزب الرفاه ورئيس وزراء تركيا السابق (نجم الدين أربكان) في أحد حلقات برنامج (بلا حدود) بقناة الجزيرة ليقول إن قيادات الحزب مجموعة من العملاء صعدوا إلى الحكم من خلال مساعدة أجهزة أجنبية نافذة في الدولة، وأنهم يعملون لتطويع الإسلام للمصالح الأمريكية في المنطقة وأنهم يقومون بتقديم تنازلات للعلمانية القائمة في الدولة تفقدهم الصفة الإسلامية. ولكن ما نسيه الزعيم الكبير أنه نفسه أول من أدخـل الإسلامـيـين هذه اللعـبة بتقـديم التنـازلات الحـاسـمة للعلمـانـيـة؛ وذلك بزيـارته لـقـبر صـنم العلمـانية الأكـبـر (كمال أتاتورك) وإعلانه أمامه التزامه بالدستور العلماني في الحكم واقتصار جهوده على ممارسات سياسية واقعية في ظل مرجعية علمانية قائمة، وإذا كان هو قد فعل ذلك فعليه ألا يندهش أن يأتي تلامذته إلى الحكم بالتحالف مع السياسة الأمريكية. وإذا كان (أربكان) أعلن التزامه بالدستور العلماني أمام الصنم الأتاتوركي فإن تلامذته من قيادات العدالة والتنمية يستاؤون الآن من إطلاق صفة الإسلاميين عليهم، ويعلنون أنهم علمانيون. فالذي يحدث الآن أن التنازلات التي قام بتقديمهـا للعلمانيـة بعـض زعمـاء الإسـلاميين من باب المراوغة ـ على أفضل فروض حسن الظن ـ يقوم بها الآن وأكثر منها بعض تلاميذهم من باب الاقتناع، وما أن تبدأ بالتنازل عن بعض الإسلام حتى تنتهي على الفور بالإسلام؛ حدث ذلك في تركيا، ويحدث مثله في تونس ومصر وأماكن أخرى. والنتيجة هي كما تقول مجلة الشاهد البريطانية(1): «إن الصفقة التي تطبخ الآن تسعى إلى جعل الإسلام التركي مفرغاً من ثوابت الدين» ولكن الأهم من ذلك هو ترويج هذا النموذج التركي نفسه على أنه النموذج الإسلامي الليبرالي المعتدل الذي ينبغي الاقتداء به في كل دول العالم الإسلامي إلى درجة أن كبار القادة الأمريكيين مثل (الرئيس بوش) و(كولن باول) و(كوندليزا رايس) أعلنوا مراراً أن النموذج التركي هو النموذج الذي ينبغي أن يسود في المنطقة، بل إن اليميني المحافظ الصهيوني المعروف بعدائه وتعصبه الشديد للعالم الإسلامي (وولفويتز) أعلن أن «الأتراك يقاتلون من أجل مجتمع حر وديمقراطي ومتسامح يمكن أن يصبح نموذجاً مفيداً لدول أخرى في العالم الإسلامي». بل إن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يقوم في الأساس على الارتكاز الفكري لمفهوم الإسلام الليبرالي «بدأت تسريبات معالمه مع زيارة رئيس وزراء تركيا (رجب أردوغان) إلى واشنطن في 28/1/2004 ونشرت صحيفة (يني شفق) التركية (معناها: الفجر) في 30/1/2004 عرض الرئيس الأمريكي (بوش) على (رجب) معالم هذا المشروع الذي يمتد من المغرب حتى أندونيسيا مروراً بجنوب آسيا، وآسيا الوسطى والقوقاز، وقد ابتدأ العرض على تركيا لتتولى الترويج لنموذجها الديمقراطي واعتدالها الديني (بحسب خبر الصحيفة). والمقصود انبطاحها لأمريكا وأخوّتها لإسرائيل لدرجة أن الرئيس الأمريكي اقترح أن تبادر تركيا إلى إرسال وُعَّاظ وأئمة إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي ليتولوا التبشير بنموذج الاعتدال التركي المطبق في تركيا.

هذه الأخبار ذكرها المحرر الرئيس للصحيفة المذكورة والذي كان ضمن الوفد الصحفي المرافق لأرودغان»(2).

الليبرالية والديمقراطية:

أظهرنا فيما سبق أن الليبرالية خصوصاً عند منظِّرها الأكبر (جـون ستيـوارت مـل) تجـعـل من الفـردية ـ أي من الفكر العقلي للأفراد وحسـابات المصـالح والأضرار ـ المرجعيةَ الوحيدة لكل أمر من الأمـور، وتجعل من الحرية الشخصية منطقة محرمة لا يحق للمجتمع التدخل فيها؛ بينما تجعل الديمقراطية من الأغلبية معبرة عن إرادة الأمة، ومن ثم فعلى الأفراد الخضوع لأحكامها.

ومع ذلك تظل الديمقراطية هي أداة عملية معبرة عن الليبرالية التي تظل تعمل في الوقت نفسه على وضع العوائق في مواجهة الإرادة العامة للأغلبية لمنعها من التدخل في المنطقة الخاصة بالحرية الشخصية.

إذاً؛ فالتداخل كبير بين الديمقراطية والليبرالية، والترويج لليبرالية في المنطقة يعمل أساساً من خلال الترويج للديمقراطية كمدخل ضروري لها، ومن ثَم فإن مناقشة موقف الإسلام من الليبرالية يقتضي بشكل حتمي مناقشة موقفه من الديمقراطية.

موقف الإسلام من الديمقراطية:

وتُعَرَّف الديمقراطية بأنها «مذهب يراد به إرجاع أصل السلطة السياسية أو مصدرها إلى السلطة العامة للأمة. أما الديمقراطية كنظام للحكم فيراد به النظام الذي يُرجِع أصل السلطة السياسية أو مصدرها إلى الإرادة العامة للأمة»(3).

والديمقراطي «هو ذلك الإنسان القادر على تعديل أوضاع حياته وأفكاره ومبادئه وقيمه وفقاً للمتغيرات الاجتماعية المحيطة به، وينبع التغيير من الإيمان بأن البُنى الاجتماعية لا تُبنى على قواعد ثابتة، بل هي نتاج لتفاعل الأفراد وخبراتهم واتفاقهم، ولذلك فما يراه الأفراد ممثلاً للحق والعدل فهو الحق والعدل؛ فالإطار الذهني الديمقراطي يُبنى على الثقة المتناهية في العقل الذي يُمَكِّن الإنسان من الحياة في إطار المجتمع التعددي بتقبله لنمط حياة الآخرين مما يعكس قدراً كبيراً من العقلانية»(4).

والديمقراطية توجد «إذا توفرت عدة شروط؛ منها: الانتخابات الدورية، والتعددية السياسية، والمنافسة والمشاركة السياسية، وهي التي تشكل في مجملها الأسس العامة للديمقراطية الليبرالية والتي تتمثل في التعددية السياسية، والتي تظهر في شكل تعدد حزبي وتداول على السلطة بين الأحزاب المتنافسة، وخضوع القرارات السياسية للتفاعل السياسي بين القوى السياسية المختلفة، وخضوعه للمساومة، والحل الوسط، واحترام رأي الأغلبية، والمساواة السياسية بمنح صوت لكل مواطن، وترسيخ مفهوم الدولة القانونية القائمة على الفصل بين السلطات مع وجود دستور مكتوب، وخضوع الحكام للقانون»(5).

وعلى الأساس السابق فإن الإشكالية الأساسية في تحديد موقف الإسلام من الديمقراطية هي في شبهة التشابه بينها وبين الشورى في مبدأ حق الأغلبية في اتخاذ القرار، ومن ثَم الانحياز إلى إرادة الجماهير في مواجهة استبداد الفرد. ولكن هذا التشابه أو التقاطع في هذه النقطة لا يؤثر أدنى تأثير في التناقض بين الإسلام والديمقراطية كمنظومة متكاملة بوجه عام؛ فبينما يتم اتخاذ قرار الأغلبية في الإسلام في إطار المرجعية الإسلامية؛ فإن اتخاذ قرار الأغلبية في الديمقراطية يتم دون إطار على الإطلاق؛ أي دون الالتزام بأيَّة قواعد عقائدية أو فكرية أو أخلاقية، وينطلق من الأرضية العلمانية في التفكير التي تقتصر على العقل الإنساني وخبراته في إدراك حقائق الوجود وتصريف شؤون الحياة «فوجود منظور أخلاقي واحد للقيم في المجتمع يتعارض مع الفكر التعددي، ومن ثَمَّ؛ فأولئك الذين يرغبون في رؤية قيم عقائدية أو أخلاقية واحدة تسود في المجتمع لا بد أن ينتهي بهم المطاف إلى معارضة التعددية. وبناء عليه فالمجتمع الديمقراطي غير ملزم بتبني منظور أحادي للوحدة الاجتماعية، وحين يسود أو يسعى أي منظور عقائدي أخلاقي لفرض رؤيته على المجتمع فإنه من المتعذر بناء مجتمع ديمقراطي؛ وذلك لأن الديمقراطية تبنى على المنظور العلماني للمجتمع»(1).

وهذا يتناقض مع كون الدولة في الإسلام دولة عقيدية، تجعل من العقيدة الإسلامية مرجعيتها التي تستمد منها سلطاتها وأحكامها. من ناحية أخرى فإن الأفراد في الديمقراطية أيّاً كانت توجهاتهم لهم الحق دون تمييز في إبداء الرأي في كافة شؤون الدولة وتوجهاتها، ثم يتم اتخاذ القرارات بناء على تحديد موقف الأغلبية الناتجة عن ذلك أيّاً كان هذا الموقف. وهذا يتناقض مع التحريم على الأفراد أو غيرهم أن يتدخلوا فيما هو ثابت من الشريعة {وَمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْـخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]، وكما يقول ابن تيمية: «والإنسان متى حلل الحرام المجمَع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمَع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء»(2).

كما أن القرار لا يعود للأفراد دون تمييز فيما هو محل الاجتهاد من الشرع، وإنما هذا يعود لأهل الاختصاص من العلماء؛ وهؤلاء هم الذين تطبق فيما بينهم قاعدة الأغلبية عند الخلاف. وما سبق لا يعني تجريد الأفراد العاديين من الحقوق السـياسية في الإسـلام؛ لأنه يعود لهؤلاء أيّـاً كانت انتماءاتهم ما داموا مواطنين بالدولة الحق في اتخاذ قرارات الدولة العامة التي لا تحتاج إلى قدرات اجتهادية خاصة. ومن ناحية أخرى فـإن القبول بمبدأ تـداول السلطة مع أحـزاب ذات أـيديـولـوجيات مختلفة هو أشبه ما يكون بالقبول بمبدأ: «نعبد ربك يوماً، وتعبد ربنا بوماً» وهو المبدأ الذي رفضه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قريش.

من مداخل الغزو الفكري للإسلام الليبرالي:

أولاً: الإسلام الليبرالي من خلال محو الحدود الفاصلة بين الإسلام والعلمانية:

تنامت في السنوات الأخيرة الدعوة لعدم استقطاب الجماهير بين الإسلام والعلمانية، وتم الترويج لبعض الادعاءات العلمانية التي تزعم إيمان تيار عريض من العلمانيين بالإسلام مع عدم اقتناعهم بأن الإسلام دين ودولة، ورفضهم لتطبيق الشريعة الإسلامية، وقام أحدهم وهو (جمال البنا) بالترويج لمفهوم جديد بالنسبة للواقع الثقافي الإسلامي ـ وإن كان قد عمل على إشاعته من قبلُ بعض المستشرقين ذوي العلاقات الخاصة مع الاستخبارات الغربية ـ هذا المفهوم هو أن الإسلام دين وأمة، وليس ديناً ودولة، بل وأصدر (البنا) كتاباً بهذا العنوان كان قد نشر معظمه بجريدة القاهرة.

وإذا كان العلمانيون يفعلون ذلك من جهتهم فإن الأغرب من ذلك هو ما يقوم به بعض الإسلاميين من الدعوة في هذا الاتجاه؛ حيث يفرق (فهمي هويدي) بين مستويين من العلمانية: العلمانية المتصالحة مع الدين... والعلمانية الرافضة للدين.

ويرى أن الفئة الأولى من العـلمـانيين لا تعـارض العقيدة رغم تحفظها على تطبيق الشريعة الإسلامية في الواقع، ومن ثَم فلا مانع - كما يؤكد ـ من مد الجسور مع هؤلاء «ونفسح مجالاً للعلمانية المتصالحة مع الدين، ونفكر في تأصيل شرعي لهذا [عبارة عجيبة وكأن الخيارات العقلية تأتي أولاً ثم يتم البحث عن تأصيل شرعي لها من خلال التأويل القائم على الهوى طبعاً] وأظن أن ذلك ليس صعباً؛ فقد جاز لنا أن نقبل أهل الـذمة. فهل يجـوز لنـا أن نقـبل أنـاسـاً لـهم تحفـظـات عـلى عـلاقة الدين بالسياسة؟»(3). وفي هـذا السيـاق أيضاً فإنه يقبل الماركسيين الذيـن لا يرفضون الدين رغم تحفظاتهم على الشريعة الإسلامية.

أما الدكتور (محمد عمارة) فيقسم العلمانيين تقسيماً يختلف قليلاً عن هذا وإن كان يمضي في الاتجاه نفسه تماماً؛ فهناك «علمانيون (عملاء وثوريون) يهدفون إلى ربط المسلمين بعجلة الغرب أو إلى نقض الدين وإلغائه في واقع الحياة، والخلاف مع هؤلاء خلاف في «الأصول». أما العلمانيون الآخرون فينادون فقط بفصل الدين عن الدولة والخلاف معهم خلاف في الفروع»(4).


محمد إبراهيم مبروك
http://www.saaid.net/mktarat/almani/52.htm

سراب سهم
24-09-2009, Thu 12:18 AM
الليبراليَّة هي وجه آخر من وجوه العلمانيِّة ، وهي تعني في الأصل الحريِّة ، غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حراً في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء ، بدون التقيد بشريعة إلهية ، فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه ، وعابد هواه ، غير محكوم بشريعة من الله تعالى ، ولا مأمور من خالقه باتباع منهج إلهيّ ينظم حياته كلها، كما قال تعالى ( قُل إنَّ صَلاتي ونُسُكِي وَمَحيايَ وَمَماتي للهِ رَبَّ العالَمِينَ ، لاشَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المِسلِمين) الانعام 162، 163 ، وكما قال تعالى ( ثمَُّ جَعَلنَاكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتَّبِعها وَلاتتَّبِع أَهواءَ الذِينَ لايَعلَمُون ) الجاثية 18

الليبراليَّة لاتُعطيك إجابات حاسمة على الأسئلة التالية مثلا :
هل الله موجود ؟
هل هناك حياة بعد الموت أم لا ؟
وهل هناك أنبياء أم لا ؟
وكيف نعبد الله كما يريد منّا أن نعبده ؟
وما هو الهدف من الحياة ؟
وهل النظام الإسلاميُّ حق أم لا ؟
وهل الربا حرام أم حلال ؟
وهل القمار حلال أم حرام ؟
وهل نسمح بالخمر أم نمنعها ، وهل للمرأة أن تتبرج أم تتحجب ، وهل تساوي الرجل في كل شيء أم تختلف معه في بعض الأمور ، وهل الزنى جريمة أم علاقة شخصية وإشباع لغريزة طبيعية إذا وقعت برضا الطرفين ، وهل القرآن حق أم يشتمل على حق وباطل ، أم كله باطل ، أم كله من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ولايصلح لهذا الزمان ، وهل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من الله تعالى فيحب أتباعه فيما يأمر به ، أم مشكوك فيها ، وهل الرسول صلى الله عليه وسلم رسول من الله تعالى أم مصلح اجتماعي ، وما هي القيم التي تحكم المجتمع ؟ هل هي تعاليم الاسلام أم الحرية المطلقة من كل قيد ، أم حرية مقيدة بقيود من ثقافات غربية أو شرقية ، وماهو نظام العقوبات الذي يكفل الأمن في المجتمع ، هل الحدود الشرعية أم القوانين الجنائية الوضعية ، وهل الإجهاض مسموح أم ممنوع ، وهل الشذوذ الجنسي حق أم باطل ، وهل نسمح بحرية نشر أي شيء أم نمنع نشر الإلحاد والإباحية ، وهل نسمح بالبرامج الجنسية في قنوات الإعلام أم نمنعه ، وهل نعلم الناس القرآن في المدارس على أنه منهج لحياتهم كلها ، أم هو كتاب روحي لاعلاقة له بالحياة ؟؟؟؟

الليبراليّة ليس عندها جواب تعطيه للناس على هذه الأسئلة ، ومبدؤها العام هو : دعوا الناس كلُّ إله لنفسه ومعبود لهواه ، فهم أحرار في الإجابة على هذه الأسئلة كما يشتهون ويشاؤون ، ولن يحاسبهم رب على شيء في الدنيا ، وليس بعد الموت شيء ، لاحساب ولا ثواب ولاعقاب 0


وأما ما يجب أن يسود المجتمع الليبرالي من القوانين والأحكام ، فليس هناك سبيل إلا التصويت الديمقراطي ، وبه وحده تعرف القوانين التي تحكم الحياة العامة ، وهو شريعة الناس لاشريعة لهم سواها ، وذلك بجمع أصوات ممثلي الشعب ، فمتى وقعت الأصوات أكثر وجب الحكم بالنتيجة سواء وافقت حكم الله وخالفته 0

وأما السمة الاساسية للمذهب الليبرالي أن كل شيء في المذهب الليبراليِّ متغيِّر ، وقابل للجدل والأخذ والردِّ حتى أحكام القرآن المحكمة القطعيِّة ، وإذا تغيَّرت أصوات الاغلبيَّة تغيَّرت الأحكام والقيم ، وتبدلت الثوابت بأخرى جديدة ، وهكذا دواليك ، لايوجد حق مطلق في الحياة ، وكل شيء متغير ، ولايوجد حقيقة مطلقة سوى التغيُّر 0

ومن أقبح تناقضات الليبرالية ، أنَّه لو صار حكمُ الأغلبيِّة هو الدين ، واختار عامة الشعب الحكم بالإسلام ، واتباع منهج الله تعالى ، والسير على أحكامه العادلة الشاملة الهادية إلى كل خير ، فإن الليبراليّة هنا تنزعج انزعاجاً شديداً ، وتشن على هذا الاختيار الشعبي حرباً شعواء ، وتندِّدُ بالشعب وتزدري اختياره إذا اختار الإسلام ، وتطالب بنقض هذا الاختيار وتسميه إرهاباً وتطرفاً وتخلفاً وظلاميّة ورجعيّة 00الخ
وما رأيهم في انتخاب حماس في غزة من قبل شعبها ببعيد ...

كما قال تعالى ( وإذا ذُكِر الله ُوَحدَهُ اشمَأَزَّت قلوبُ الذين لايُؤمِنُونَ بِالآخرِةِ وَإِذا ذُكِرَ الذينَ مِنَ دونِهِ إذا هُم يَستَبشِروُن ) الزمر 45 0

صالح الشايع
24-09-2009, Thu 3:30 PM
طيب أخي صالح الله يحفظك ويرعاك ...

وش الي تبينا ناخذه من الليبرالية وهو غير موجود عندنا في الإسلام حتى نصبح ليبراليين مسلمين ؟؟

إذا كنت تقصد التطور العلمي فالإسلام يحث على ذلك بل هو من الدين ...

أما التعايش مع غير المسلمين فهو موجود من 1400 سنة , فقد عاش غير المسلمين بعد الفتوحات في أمن ورخاء لم يعيشوه تحت حكامهم سابقاً , وتركوا ولم يجبروا على الإسلام (( لا إكراه في الدين )) وما كان منهم إلا أن تحولوا في مصر والشام وفارس وخرسان إلى الإسلام طوعاً وحباً له ...

أعيد عليك أخي ...

ما الذي ستضيفه وتكمله الليبرالية من نقص في الإسلام ؟؟؟

أحسنت ... ما راح نزيد على الاسلام .. ولا شئ
لكن ... هي مجرد مسميات تجد قبول عند البعض .. وترحيب ولن تجد من يحاربها
ثانياً : نغير المفاهيم اللي اصلها - عادات وتقاليد - ولكن البعض يعتقد انها من الاسلام
وانا اجزم بأن افضل ما في الليبراليه وغيرها ... من تعامل ( سياسي مالي ) هو بالأصل موجود بالاسلام وبشكل أفضل

متفائل الكسب
24-09-2009, Thu 6:03 PM
أحسنت ... ما راح نزيد على الاسلام .. ولا شئ
لكن ... هي مجرد مسميات تجد قبول عند البعض .. وترحيب ولن تجد من يحاربها
ثانياً : نغير المفاهيم اللي اصلها - عادات وتقاليد - ولكن البعض يعتقد انها من الاسلام
وانا اجزم بأن افضل ما في الليبراليه وغيرها ... من تعامل ( سياسي مالي ) هو بالأصل موجود بالاسلام وبشكل أفضل

أشكرك على تجاوبك أخي صالح ...

لاحظ أخي صالح أنك جاوبت , لأنه تعتز بدينك وتعرف يقيناً أنها لن تضيف عليه شيء ... مع الأسف هناك من لن يستطيع الإجابة ولو بعد 100 سنة ...

الثمرة التي جنيناها الآن هي أن الإسلام منهج متكامل لايحتاج إلى من يكمله بمنهج بشري تتعارض أصوله مع خلق الله تعالى وأمره ...

لذا أخي أنت جزمت وبكل وضوح وصدق وبدون جدال الممارين عن الباطل بقولك - حفظك الله ورعاك - : " وانا اجزم بأن افضل ما في الليبراليه وغيرها ... من تعامل ( سياسي مالي ) هو بالأصل موجود بالاسلام وبشكل أفضل "

وهذا الذي يدين الله به كل مسلم ... نستطيع أن ننادي بالحرية التي تكفل بها الشرع باسمها ( الحرية المضبوطة بضوابط الفطرة ) .

فلا حاجة أن نلبس الحرية مثلاً لباس مشوه كالليبرالية ثم نحاول أن نزيل ذلك التشويه البشري لنأخذ ماتوافق مع الشرع منها , ثم أخيراً نجد أنها أصبحت في الحقيقة ليست الليبرالية , بل نجد أنفسنا أخنا منهج الإسلام الكامل , لذا لا حاجة لنا ولا للإسلام بأن ننادي بمنهج الليبرالية الإسلامية أو الإسلام الليبرالي ...

أحيي أخي صالح فيك صدقك وتجردك , وهذا بلا شك ولا ريب يدل على معدنك الأصيل , ونظرتك الصادقة .