المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل صلة الرحم



Stock Doctor
20-09-2009, Sun 6:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أمر الله بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، وعد صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام مانعاً من دخول الجنة مع أول الداخلين، ومُصْلٍ للمسيئين لأرحامهم بنار الجحيم.

وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب وعد الإسلام صلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى } البقرة

إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق أو أشد مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدين على حد سواء.



تعريف الصلة: الوصل وهو ضد القطع.



تعريف الرحم: هي كل من تربطك به صلة نسبية من جهة الأم أو الأب ، ويدخل في ذلك من تربطك به صلة سببية من النكاح أيضا وهم الأصهار.

فضل صلة الرحم

1- صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.



2- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري ومسلم. والمراد بزيادة العمر هنا إما: البركة في عمر الإنسان الواصل أو يراد أن الزيادة على حقيقتها فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره.



* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الرزق نوعان: أحدهما ما علمه الله أن يرزقه فهذا لا يتغير. والثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب.



3- صلة الرحم تجلب صلة الله للواصل:

فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك» رواه البخاري ومسلم.



4- صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة:

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


« تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم» رواه البخاري ومسلم.



5- صلة الرحم طاعة لله عز وجل:

فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل، قال تعالى مثنيا على الواصلين { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } سورة الرعد21 .


6- شيوع المحبة بين الأقارب:

فبسببها تشيع المحبة، وبهذا يصغو عيشهم وتكثر مسراتهم.



7- رفعة الواصل:

فإن الإنسان إذا وصل أرحامه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وأجلوه وسودوه وكانوا عونا له.


عقوبة تارك الرحم

1- قاطع الرحم ملعون في كتاب الله:


قال الله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } سورة محمد: 22-23 ، قال علي بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن.


2- قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين:

قال الله تعالى { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } البقرة: 26-27 .



3- قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى:


عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.


4- لا يرفع له عمل ولا يقبله الله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.



5- قطعها قطع للوصل مع الله:

عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله» رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه.



6- سبب في المنع من دخول الجنة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي.

كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق على إبن خالته لأنه كان فقيرا، ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تكلم عنها ابن خالته مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبابكر قطع عليه النفقة وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في ذلك قرآنا كريما ليسطر لنا مثلا عظيما في التعامل الاجتماعي بين الناس فنزل قوله تعالى {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ِ} النور22،

قال أبوبكر رضي الله عنه: بلى!! أي بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على ابن خالته رغم ماكان منه في حق أم المؤمنين رضي الله عنه.



فأنظر أخي الكريم إذا كنت قاطعا لرحمك ما السبب في ذلك، مهما كان السبب فعادة لا يرقى إلى مثل السبب الذي قطع بسببه أبوبكر النفقة على ابن خالته ورغم ذلك أنظر كيف كان الرد القرآني على ذلك.



أصلهم ويقطعوني



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: « لئن كنت قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» رواه مسلم. والمل هو الرماد الحار،
فكانه شبه ما يلحقهم من الألم والإثم - والحالة هذه - بما يلحق آكل الرماد الحار.


كما قال صلى الله عليه وسلم « ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها» رواه البخاري.



* معنى الحديث: إن صلة الرحم ليست في أن يكتفي الإنسان بصلة من وصله فهذه تسمى مكافأة... بل أعظم ما يكون من الصلة هي في وصل من حصلت منه القطيعة.


فائدة من حديث



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري


صلة الرحم لا تزيد كمية الرزق ولا في مدة العمر من حيث هو لأن الأرزاق مقسومة والآجال مضروبة كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها تزيد في بركة هذا وذاك فيكثر خير الرزق ويعظم نفعه كما يكثر العمل الصالح ويوفق الإنسان إليه بما يتسبب فيه أثناء زيارته لذوي رحمه ولا سيما إذا كان من الصالحين الذين يقتدى بهم فإنه يؤثر فيهم بصلاحه فيكون له مثل أجورهم لأنه تسبب فيها


وقد قال صلى الله عليه وسلم: « من أعان على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم فيكون عمره بذلك مباركا لكثرة ثوابه عند الله تعالى.



فيا عباد الله يا من آمنوا بالله ورسوله انظروا حالكم في أقاربكم:



هل قمتم بما يجب لهم عليكم من صلة؟

هل ألنتم لهم الجانب؟ هل أطلقتم الوجوه لهم؟

هل شرحتم الصدور عند لقائهم؟

هل قمتم بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام؟

هل زرتموهم في صحتهم توددا؟

هل عدتموهم في مرضهم إحتفاء وسؤالا؟


هل بذلتم ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة؟


أخي الكريم...

هيا استعذ بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوس النفس وصل رحمك وأبق على الود، واحفظ العهد، وأنثر المحبة والسعادة والسلام،


فَصلْ من قطعك وأَعْط من حرمك وأعفُ عمن ظلمك.


فإن صلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها،

قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1]

والمسلم في هذه الدنيا يجدّ في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض

ومما يعين في ذلك السير تلمس ثمار القيام بصلة الأرحام ومنها:

1 ـ امتثال أمر الله ورسوله بصلة الرحم

حيث أن رسول الله قرنها بعبادة الله تعالى دلالة على عظم شأنها كما في حديث عمرو بن عبسة لما سأل رسول الله بأي شيء أرسلك الله قال: { بكسر الأوثان وصلة الرحم وأن يوحد الله لا يشرك به شيء } [رواه مسلم].

2 ـ طلب القرب والإحسان والأفضال من الله تبارك وتعالى

كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : { إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم ! أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذلك لك... } الحديث.

3 ـ طمعاً في دخول الجنة،

كما في الحديث الذي رواه ابن ماجة والترمذي والدارمي، عن عبدالله بن سلام قال: لما قدم النبي المدينة انجفل الناس قبلةُ، وقيل: قد قدم رسول الله ، قد قدم رسول الله ، قد قدم رسول الله - ثلاثاً - فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكأن أول شيء سمعته تكلم به أن قال: { يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام }.

4 ـ كسب الرزق والبركة في الذرية والذكر الحسن،

كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أنس رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: { من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه }.

5 ـ دفع العقوبة المترتبة على قطيعة الرحم

، كما في قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:23،22] وكما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن محمد بن جبير بن مطعم قال: إن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع النبي يقول: { لا يدخل الجنة قاطع رحم }، وكذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد، عن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : { ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله بصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم }.


آداب وضوابط صلة الرحم:

1 ـ أن تستصحب الإخلاص لله تعالى في كل عمل تقوم به،


وأن تلزم الإلتجاء إلى الله سبحانه ودعائه بأن يوفقك وأن يفتح على يديك، وأن تنطلق مع محبوبات الله أني استقلت ركائبها، مع الاجتهاد في دفع كل ما يعارض هذا الأصل العظيم الذي هو أنفع الأصول وأصلحها للقلب وأعظمها فوائد ونتائج، مع اجتهادك فيه تلجأ إلى الله تعالى في إعانتك عليه وتيسيره لك.

2 ـ التدثر بالصفح والعفو والمسامحة لكل من أخطأ عليك، ومقابلة ذلك بالإحسان.


وَلاَ تَستوِى الحَسَنَةُ وَلاَ السّيِئَةُ ادفَع بِالّتي هِىَ أَحسَنُ فَإذَا الّذى بَينكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأنّهُ وَلِىّ حَمِيمٌ [فصلت:34].

3 ـ أن تستشعر دائماً أن أقاربك وأرحامك أولى الناس بك، وأحقهم بعطفك وخيرك


وَأُولُُوا الأرحَامِ بَعضُهُم أََولَى بِبعضٍ فىِ كِتَابِ اللّهِ إنّ اللّهَ بِكُلِ شَىءٍ عَلِيمُ [الأنفال:75]. روى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة والدارمي عن سلمان بن عامر الضبي


قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ الصدقة علّى المِسكيِنِ صدقة وهي على ذي القَرابَةِ اثنتان صِلة وصدّقة }.

4 ـ أن تدرك أن صلة الرحم من أخص صفات المؤمنين بل إنها من أبرز صفات سيد المرسلين


كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله مطمئنة له ومهدية من روعه:


( كلا لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ) [رواه البخاري ومسلم].

وروى البخاري عن أبي هُريرة عن النبي قال: { مَن كَان يؤمِن بالله وَاليومِ الآخِرِ فَليصل رَحِمَهُ وَمَن كانّ يؤمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ فَليقُل خَيراً أو ليصمت }.

5 ـ أن تكون قدوة حسنة في جميع أعمالك وتصرفاتك وأخلاقياتك مع جميع أقاربك ومع غيرهم، مع البعد التام عن الإنتصار للنفس؛


وأن لا يكون في سلوكك ثغرات تفقدك ثقتهم، وانظر إلى سيد الرسل صلوات الله وسلامه عليه لم ينتقم لنفسه قط.

6 ـ أن يروا منك الإيجابية في التعاون معهم، ومسارعتك في قضاء حوائجهم والوقوف في صفهم في الحق، وبذل جاهك وشفاعتك لهم، ومحاولة إيجاد البدائل فيما لم توافقهم عليه من أعمال أو تصرفات.

7 ـ العفو والتجاوز عن حقوقك الذاتية تجاههم؛ بل تحاول أن تتناسها تماماً،


ومن ذلك المكافأة في الصلة فالواصل ليس بالمكافي. روى البخاري عن عبدالله بن عمرو عن النبي قال: { ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمهُ وصلها }.

وروى مسلم عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: { لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك }.

8 ـ طول النفس، وسعة البال معهم، فالطريق طويل، والصبر جميل،

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الفتوى رقم ( 10795 )

س : صلة الرحم فرض على كل مسلم ، ولكن هناك مشكلة تحول دون أداء هذا الفرض الوارد في الكتاب والسنة ، وهي : مثلا عندما أزور عمي اضطر أن ألقى زوجته وابنته متبرجتين ، والأدهى من ذلك أنني اضطر أن أجلس في المجلس الذي يجلسان فيه وهما متبرجتان ، وقس على ذلك سائر الأرحام ، وأنا الآن قاطع هذه الصلة إلى غاية ما يأتي الجواب ، فلهذا أرجو منك يا فضيلة الشيخ أن تفتيني في أقرب وقت .

ج :


صلة الرحم واجبة وقطعها محـرم لمـا ثبت في ذلك من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ، وإذا كـان يترتب على الصلة حصول منكر فإن استطعت تغييره فعليك الحضور لصلة الرحم ولتغيير المنكر ، وإن لم تستطع تغيير المنكـر فـامتنع عن الزيارة في مكان حصول المنكر ، وصل رحمك في غير ذلك .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 337)

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


الرئيس

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس

عبد الرزاق عفيفي

عضو

عبد الله بن غديان



منقول

Stock Doctor
20-09-2009, Sun 6:03 PM
تعريف ذوي الأرحام


هو اسم لكافة أقارب الشخص لكونهم خارجين من رحم واحدة
كأمه وأبيه وأخيه وأخته وابنه وبنته وكل من بينهم وبينه صلة من هذه الجهات كالأجداد والجدات وإن علوا والأبناء والبنات وإن نزلوا


والإخوان والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبناء الجميع سواء كان الواحد منهم قريباً مباشراً او غير مباشر محرماً كان أو غير محرم له من الصلة بحسب منزلته وحاله وحاجته .


معنى صلى الرحم



الإحسان إلى ذوي الأرحام أي قرابته من جهة النسب أو الصهر


كأنه بالإحسان يصل مابينهم وبينه من علاقة القرابة والصهر


قال تعالى (( واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى ...)) الآيه

وتكون بماتيسر من انواع الإحسان


قال ابن أبي جمرة


( تكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه وبالدعاء )


وقال القرطبي


(تجب مواصلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة والنفقة على القريب وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم )


ومن صلة الرحم ابتداء زيارتهم وتتأكد عن المرض او الحاجة


ومنها تقديهم على غيرهم في إجابة الدعوة والبداءة بهم في الدعوة والضيافة عند قربهم أو كون ذلك لايشق عليهم ولايحرجهم


ومنها إيثارهم بالإحسان والصقة والهدية على سواهم


ومنها دعوتهم للخير قبل جميع الناس
تحقيقاً لقول الله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين )


ومن صلتهم التلطف بهم ولين الجانب معهم وإظهار محبتهم والإجتهاد في إيصال كفايتهم وخصوصاً عند فقرهم وسد حاجتهم وبذل المعروف لهم بطيب نفس وانشراح صدر .



ومنها المبادرة إلى صلحهم عند اختلافهم والتأليف بينهم وإعانتهم على البر والتقوى وتحذيرهم من الإثم والعدوان وكل مايؤدي إلى القطيعة وإفساد ذات البين .


والمعنى الجامع للصلة أنها إيصال ماأمكن من الخير إليهم


ودفع ماأمكن من الشر عنهم بحسب الوسع والطاقة


ولكل شخص بحسب منزلته وحاله ومناسبة صلته وتيسر ذلك .
( لايكلف الله نفساً إلا وسعها )


(من تذكير الأنام بشأن صلة الأرحام ) للشيخ عبد القصير حفظه الله .


الواجب صلة الأرحام وأن أساؤوا


إذا كان الطرف الآخر - سماحة الشيخ - من ذوي الأرحام مقصر بعض التقصير، أو ربما يكون معتدياً، أو ربما يكون سيئاً في التعامل، ما هو موقف الطرف الذي يُريد الإحسان؟


الواجب الصلة وإن أساء الطرف الثاني يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها). خرجه البخاري في صحيحه. فالواصل في الحقيقة وعلى المعنى الأكمل هو الذي يصل رحمه وإن أساءوا وقطعوا ، ومن ذلك الحديث الآخر رجلٌ قال يا رسول الله : إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، فقال له عليه الصلاة والسلام: لئن كنت كما قلت لكأنما تسفهم الملّ - يعني الرماد الحامي - ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك) .


يعني : (ظهير) عوين عليهم ما دمت على هذه الصلة والإحسان. فالمؤمن يصل أرحامه وإن أساءوا ، ويطلب الأجر من الله - عز وجل -، ولا ريب أن الإحسان من أعظم الأسباب في رجوعهم إلى الصواب ، وتركهم العداء ، والأذى؛ لأن الإحسان يغير القلوب ، والنفوس مجبولة على حب من أحسن إليها ، فينبغي للمؤمن أن لا ييئس ، وينبغي له أن يفعل المعروف ، أما إذا كان القريب عنده معاصي ، عنده سيئات ، فهذا له حال أخرى ، فإذا كان فقيراً فبالإمكان صلته والإحسان إليه مع نصيحته على ما هو فيه من الباطل ، وإنكار المنكر عليه ، بالحكمة والكلام الطيب ، والاستعانة في ذلك بأقاربه وأحبابه ، ومن يعزون عليه ، حتى يتعاونون جميعاً على إصلاحه ، وعلى توجيهه إلى الخير ، ولا ينبغي أن تقطع عنه الصلة بسبب معاصيه أو كفره ،



الله - جل وعلا - يقول سبحانه في كتابه العظيم: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. فالكفار إذا كانوا ليسو حرباً لنا بل بيننا وبينهم صلة من عهد أو ذمة أو أمان وهم فقراء لا مانع من صلتهم والإحسان إليهم بنص هذه الآية. وفي الصحيحين أن أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - وفدت إليها أمها في وقت الهدنة التي بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين أهل مكة فقالت: يا رسول الله إن أمي وفدت إلي وهي راغبة - يعني في الصلة بالمواساة والإحسان - أفأصلها يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (صليها). فأمرها أن تصلها وهي مشركة ؛ لأنها ليست في حال حرب معنا ، بل في حال هدنة وصلح ، فهكذا المؤمن مع أقاربه العصاة ، ومع أقاربه الكفرة إذا كان الحال ليست حال حرب مع الكفرة بل حال هدنة أو ذمة وهم فقراء يحسن إليهم ، ويجود عليهم ، ويتألفهم لعل الله يهديهم بأسبابه.



وهكذا العصاة إلى أحسن إليهم وواساهم إذا كانوا فقراء ، أو شفع لهم فيما ينفعهم ، كل ذلك من أسباب هدايتهم ، ومن أسباب رجوعهم عما هم عليه من الباطل ، فالإحسان لا يأتي إلا بالخير ، ولا مانع من هجرهم إذا رأى أن الهجر فيه مصلحة يهجرهم إذا رأى أن الهجر فيه مصلحة ، والمساعدة إذا كانوا فقراء ومحاويج ، يهجرهم رجاء الهداية ، وإذا كان يرى أن هجرهم قد يزيدهم شراً لم يهجرهم بل يصلهم بالكلام والزيارة لدعوتهم إلى الله لا لاتخاذهم أصحاباً وأصدقاء ، بل لدعوتهم وتوجيههم وتعليمهم ، والمبالغة في نصيحتهم لعلهم يهتدون. فالمقصود أن الهجر نوع من التأديب والاستصلاح ، فإذا كان الهجر يحصل به المقصود من الإصلاح والتوجيه والإقلاع من المنكر فُعِل؛ كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - مع كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر ، هجرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم.


أما إن كان الهجر قد يزيد شراً ، وقد يترتب عليه ما لا يحمد عقباه ، فإن المؤمن يرعى المصلحة ، ويرعى النتيجة الصالحة ، والقواعد الشرعية ولا يهجر ، ولكن يواصل النصيحة ، ويواصل أسباب الهداية لعله ينجح ؛ كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عبدالله بن أبي بن سلول وغيرهم ممن اتهم بالنفاق لم يزل يرفق بهم ، ويدعوهم إلى الله ويرشدهم لما في ذلك من المصلحة ؛ ولأن هجرهم قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه ، فلهذا لم يهجرهم - عليه الصلاة والسلام -، فهكذا المؤمنون بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم – يسلكون هذا المسلك ، ويتوخون المصلحة في الهجر وعدمه ، ليست المصلحة الدنيوية ، أو مصلحة القرابة ، بل المصلحة الإسلامية ، المصلحة الشرعية ، فحيث رأى أن الهجر فيه مصلحة هجر ، وحيث رأى أن المواصلة للدعوة والتوجيه والإرشاد والتنبيه والاتصال بصاحب المعصية أو البدعة أنفع اتصل ، ونصح ولم يهجر ، يرجوا ما عند الله من المثوبة ، ويرجوا العاقبة الحميدة هذا هو معنى ما قرره المحققون من أهل العلم كأبي العباس ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم - رحمة الله عليهم -. .


المقدم: شيخ عبد العزيز قد يناقش بعض المستمعين فيقول إنه من الصعب على الإنسان أن يحسن إلى من أساء إليه ، وقد تفضلتم جزاكم الله خيراً وبينتم أن وراء ذلك دوافع كثيرة حبذا لو تفضلتم بالزيادة على ما تفضلتم به؟



الشيخ: لابد من الصبر ، فالنفوس لاشك أنه يشق عليها أن تحسن إلى من أساء ، ولكن مثلما قال الله – سبحانه -: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ فلابد من الصبر ؛ لأن النفوس مجبولة على كراهة من أساء إليها ، والنفرة منه ، وعدم الإحسان إليه ، بل على حب الانتقام ، ولكن إذا راعى المؤمن عواقب الصبر ، وفائدة الصبر ، وفائدة المقابلة على الإساءة بالإحسان ، وما جاء فيها من الشرع المطهر من الخير والوعد الحسن إذا تأمل المؤمن هذه الأمور صبر على الأذى وصبر على الإحسان لمن آذاه وأساء إليه عملاً بالأوامر الشرعية ورجاء حسن العاقبة فهكذا المؤمن.

http://www.binbaz.org.sa/mat/9551




__________________

ماء السماء
20-09-2009, Sun 7:00 PM
يازين هالموضوع زيناه

الرويلي
21-09-2009, Mon 2:46 AM
جزاك الله خير.

لكن ناس هذا العصر والله يحدونك على الإبتعاد عنهم..

الله يسامحنا ويساعدنا على أنفسنا..

الماس
21-09-2009, Mon 6:31 AM
بارك الله واحسن اليك على هذا الطرح الطيب.