المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا لم يصبك الانكماش .. التعافي سيفعل



رادار الشاشة
17-08-2009, Mon 10:08 AM
إذا لم يصبك الانكماش .. التعافي سيفعل


الاقتصادية ـ جوناثان جوثري 16/08/2009
هناك أوقات صعبة وخطيرة تكمن في المستقبل، وستختبر قطاع الأعمال إلى أقصى حد. لا أشير إلى الانكماش، فهو من الأنباء القديمة من وجهة نظر أسواق الأسهم ووسائل الإعلام، بل إلى التعافي. ففي حين أن الهبوط له جوانبه الإيجابية بالنسبة للعديد من الشركات، الصعود له جوانبه السلبية كذلك.

هذا العمود سابق لأوانه إلى حد ما. فمعظم الشركات لا ترى أية إشارات للارتداد الإيجابي. ويقول رجل الأعمال البريطاني المحنك، جون تيمبسون، وهو يجول في أرجاء متاجره لخدمات المنازل، البالغ عددها 620 متجراً:

«إننا نراوح في القاع». غير أن المأجورين في عجلة من أمرهم دائماً ليكونوا أول من يحصل على الأنباء، أو لمحة عنها. ونحن مثل ضيوف الحفل الذين يصلون بينما مضيفة الحفل لا تزال تصفف شعرها، ويأكلون جميع المقبلات ويخرجون حين يبدأ الحفل الراقص.

لسوق الأسهم البريطانية ميول مماثلة، بعد أن ارتفعت بنحو 6 في المائة منذ بداية العام. ويسمي الاقتصاديون ذلك تعافياً حذراً. ويتوقع ديفيد كيرن من غرف التجارة البريطانية، مثلا، أن ينمو الاقتصاد البريطاني أكثر بقليل من 0.2 في المائة في الربعين الثالث والرابع، في أعقاب تراجع بلغ 0.8 في الربع الثاني. ويتوقع معظم الخبراء نمواً بنحو 1 في المائة عام 2010، يرتفع إلى 2 في المائة عام 2011.

المشاكل التي تواجهها الشركات خلال التعافي مناقضة بشكل عام للمشاكل التي واجهتها أثناء الانكماش: التأقلم مع كثرة العمل، والتمويل، والتفاؤل، بدلاً من العكس. لكن في الحالتين، الحيلة هي تعديل حجم الشركة بحسب الظروف السائدة.

وفقاً لخرافة قطاع العمل، وبينما يكتسب التعافي سرعة، فإن المستثمر الجريء سيوقف سيارته من طراز بنتلي في مكتبك أو موقف سيارات العمل. وسيقفز منها ويطلب كمية هائلة من السلع أو الخدمات، ثم يشغل المحرك مبتعداً مرة أخرى. ويترك وراءه رائحة كبريتية شيطانية تفوح في الأجواء.

الخطر الماثل هنا هو أن هذا الطلب الكبير يفرض ضغوطاً على موارد الشركة، الأمر الذي يؤدي إلى القضاء عليها. ومع ذلك، فإن مارغريت هيفرنان، سيدة الأعمال والكاتبة، تقول: «إذا كان لديك زبون جيد يعرض عليك عملاً لا تستطيع القيام به، فإنني أميل إلى قبوله. وعليك أن تجد حلاً فيما بعد». ولا أحد يمضي في عمل ما بمفرده، رغم كل شيء، دون أن يكون لديه ولع بالقرارات المتسرعة. وإذا كان الحل ينطوي على تعيين مزيد من الموظفين، فعليك أن تتأكد من أنهم يملكون القيم المناسبة، فضلاً عن المهارات المناسبة. إن إرهابيي العمل، بآرائهم السيئة بشأن الاستراتيجية، وذوق الرئيس في اختيار ربطات العنق أو الأحذية، ينزلقون بسهولة في العمل خلال عمليات التوسع المستعجلة.

أما التسعير، فإنه قضية أخرى. وحين ينمو الطلب، ثمة مجال للاستيلاء على حصة في السوق يمكن فيها دوس الهوامش تحت الأقدام. إن الزبون الذي يضاعف حجم طلبياته بنصف السعر لكل وحدة، لا يؤدي خدمة واضحة لمورده.

إن زيادة حمل الديون تضاعف صعوبات القضايا الشيطانية المعاصرة. وباعتراف الجميع، تلك المشكلة أكاديمية بالنسبة لمعظم صغار المقترضين. ولا تزال البنوك تتفاداهم. والائتمان متوافر مرة أخرى للشركات الأكبر، كما أوضح ذلك نجاح تاتا Tata في الحصول على قروض بنك تجاري، وضمانات لجاغوار لاند روفر Jaguar Land Rover. وفي الوقت المناسب، فإن القروض تصبح مرة أخرى سلعة تسوقها البنوك بالقوة بدلاً من أن تحتفظ بها على مضض. وسيؤدي ذلك إلى نشاط متزايد في الاستحواذات، والعمليات التي تكون مزاياها واضحة للمصرفيين من خلال شيكات مكافآتهم، غير أن مزاياها للعمل مشكوك فيها على نحو أكثر.

يعتقد تيمبسون الذي أضاف في العام الماضي 187 متجراً لتحميض الأفلام الفوتوغرافية إلى قطاع عمله من خلال الاستحواذات، أن الفرص الضائعة هي التي تمثل الخطر الحقيقي إبان الصعود. ويعتبر اختيار الوقت المناسب هو الجزء الصعب في هذه المهمة. وسيتوقف الانكماش خلال أوقات مختلفة وفي قطاعات مختلفة، بتوافر بشائر مثل صعود قطاع العقارات أولاً، وتعقب ذلك فترات تقاعس في خدمات الدعم. وهناك بعض الشركات، مثلا العلامات التجارية متدنية السعر، التي يمكن أن تنزلق، بشكل يدعو إلى المفارقة، من الطفرة إلى الانفجار، لأن الظروف الاقتصادية العامة تتحسن.

تأتي أحلك الساعات قبل الفجر بقليل. ومن المرجح أن تزداد انهيارات العمل حتى في الوقت الذي يستمر فيه النمو الصحي. ويقول بيتر سارجنت من R3، وهي هيئة تمثل اختصاصيي التعافي: «في الوقت الذي يدخل فيه العديد من الشركات في صعوبات مالية، فإن الخروج من الانكماش سيبدو مثل الدخول فيه. ولا تملك الشركات الكثير مما يحميها وهي مجرد جلد وعظم».

يورد ميل إيجلنتون من كيه بي إم جي، سبباً آخر هو أن البنوك تفضل إغلاق الشركات المدمرة حين يتعافى الاقتصاد بشكل يكفي لجعل مبيعات الأصول ذات قيمة. ويصبح من الواضح أن الصعود لا يمكنه إحياء صيغة منتهية. والمثال على ذلك هو أثينا Athena، المتجر الذي كانت ملصقاته تزين مهاجع الطلبة في ثمانينيات القرن الماضي. أما مالك بينتوس Pentos فإنه ضيق الخناق على عنقه على نحو مؤسف عام 1994، حين كان التعافي في منتصف تسعينيات القرن الماضي يمضي قدماً على نحو جيد.

بعدئذ، استغرق قطاع الأسهم البريطاني خمس سنوات كي يتعافى من انكماش أقل بكثير من الانكماش الذي يمكن أن يكون انتهى للتو. ويسبب انهيار العمل صدمة مدى الحياة لبعض المالكين، وفقاً لسارجنت. ويستغرق الأمر فترة من الزمن لمؤسسة جديدة من الحالمين كي يأخذوا مكانهم. ومن النادر أن يعترف معجبو العمل وناقدوه بهذا. غير أن المؤسسات هي براعم أرض المعركة، وتنمو على عظام من سقطوا.

عبدالله فايز الأشول
17-08-2009, Mon 10:13 AM
الله المستعان