متفائل الكسب
09-08-2009, Sun 12:25 AM
ورحلتَ يا عمر !
يقول عبدالله بن محمد العسكر في رثاء إبنه عمر بن عبدالله العسكر :
" في رثاء ابني ( عمر ) ذي الأعوام الثلاثة وقد اصطفاه الله إليه في ليلة الاثنين 15/6/1430هـ "
نزل القضـــاءُ فزُلزِلــت أشجانـــي *** وأصاب سهمُ الموت لبَّ جَنانــي
وعَدَتْ عليّ من العــوادي غَشْيـــةٌ *** دهمـاءُ ذاتُ عواصـفٍ ودخـــانِ
ما حيلتـي في كربتـي إلا الرضــــا *** وقبول أمــــر الواحــد الديـــــانِ
ما حيلتـي إلا التصبُّـــر فهــو لـــي *** زادٌ إذا ما حُـــمَّ أمــــرُ زمانـــي
غِـيَـرُ الزمان على العبــادِ كثيـــرةٌ *** وأجلُّهــــنَّ فجيـعــــةُ الوِلـــــدانِ
لِمَ لا ؟ وهم نـور الحيـاة وأُنْسُهــا *** وهُمُ أزاهـــرُ روضِهنــا الفينـانِ
إنـي رُزئــتُ ويالَهـــول رزيتـــــي *** بصفي روحي ساعدي وسِنانـي
في ليلة الإثنيـــن في خمسٍ تلــــتْ *** عشـراً توالت من جمـادى الثاني
فيها بدا بــدرُ السمــــا لما اختفـــى *** بـدرُ الدنـى فتنــاوبَ القمــرانِ!!
أوَّاهُ يا عمــــرُ الــتذي ما فارقـــتْ *** ذكـراه قلــبَ المُدنَـفِ الولهـــانِ
أحَبيبَ قلبــي هل أنـــا فــي يقظـــةٍ *** أم في خيـال النائــم الوَسنــانِ؟!
أعـــزِزْ عليَّ بأن أراك على سريـــ *** ـرِالموت قد أُدْرِجتَ في الأكفانِ
ياللبـــراءة فــــي محيّــــاك الــــذي *** قد كـان منبـعَ فرحتــي وأمانــي
أسلمتَ روحَــك للإلــهِ ولــم تكـــن *** متلطِّخـــا بقبــائـــح العصيـــــانِ
ورحلـتَ عن دنيـا الدنـاءة طاهـــراً *** عَــــفَّ الإزار معطّـــــرَ الأردانِ
أبنيَّ كـم سالــــت لفقـــدك أدمعــي *** وهَمَــتْ كغيــث الوابــل الهتّــانِ
إني لأكظم في الورى من لوعـتــي *** ما قد أضـرَّ بخاطـــري وبرانـي
فـــإذا خلــوتُ فللدمـــوع حكايــــةٌ *** تروي لهيب الشوق في وجداني
يا نـور عيني ياحُشاشـة مهجتـــي *** يا أنس روحــي يا ربيـع زمانـي
كم هزّني الشــوق الدفيــن لضمَّــةٍ *** أسلو بهــا مـن لوعــة الحرمـانِ
كم ذا أحِــنُّ لصـوتك العـــذب الذي *** ما زال يُطـرِبُ مسمعي وجَناني
كم شاقنــي مـرآك تبسِــم ضاحكــاً *** ويــداك تمتــدانِ حيــــن ترانــي
في كل ركن من زوايا البيـت أصْــ *** ـداءٌ تثيـــر كوامـــن الأحــــزانِ
لما وقفتُ على الحبيــب وقد بــدت *** عينــــاه شاخصتــين للرحمـــــن
أحسستُ أن الأرض ضاق فسيحها *** شعـرتُ أن أديمهـــا يصلانـــــي
مالــي أنــاديــه فليــس يجيبنــي؟! *** ولطـــالـمـــا ناديـتُــــه فأتــانــــي
ولطالمـا طـــرب الفـــؤاد لشــدوِه *** ببدائــــع الأنغـــــام والألحــــــانِ
رحمــاك يا ربـــاه فاجبُــر كسـرنا *** والطـف بنـا يا صاحب الإحسـانِ
واللهِ لم أصبـــر على مــرِّ القضـــا *** إلا رجـــاء الأجــــر والغفـــــرانِ
أسلمــتُ للديــان أمـــري راضـيــاً *** مالــي سوى التسليــم والإذعـــانِ
لا يُســألُ الرحمــــن عـن أفعالـــه *** سبحانــه فهــو العظيـــم الشــــانِ
يقضــي ويحكــم ما يشـــاء لأنــه *** رب الخلائـــق إنسِهـــم والجــانِ
مَلِــكٌ تفـــرّد بالجـــلال وبالعلـــى *** فله البقـتــاء وما ســــواه فانـــي
لك المحامــد يــا إلهـــي والثنـــــا *** متتابعـــاً في الســــرِّ والإعـــلانِ
فلئــن أخــذتَ فقد وهبت منائحــا *** جلّت عــن التعــــداد والحُسبـــانِ
ولئن مضــى عمــرٌ فـإن محمــداً *** خلَفٌ أرجيـــه لبــــأس زمانــــي
أخواتــه اللاتــي رُزقتُ بهنَّ مـن *** نِعَــمِ الإلـــه الـمُفضِــل المنــــانِ
*** *** *** ***
إني أعــزي النفــس لا بقصـائــدٍ *** مسبــوكــةِ الكلمــاتِ والأوزانِ
لكنْ عـــزائي فـي بلائــي أننـــي *** أرجـو بفقـدكَ أعظـم الإحســانِ
أُبدي رضـــاي بما يقــدِّر خالـقي *** كيما أثقِّــلَ بالرضـــا ميـــزانـي
في مـوقـفٍ للحشــر يعظم عنـده *** هـولٌ يُشِيـبُ مفــارقَ الولــــدان ِ
والخلق في كربٍ ، ونــارُ جهـنمٍ *** ترمي وتَغلـي بالحميـــم الآنـــي
وهناك أسمع في الجموعِ منادياً: *** أبتـي وأمــي أقبِـــلا ضُمّـانــي
فأجيل طرفي إذْ بفلــذةِ مهجتــي *** وعليه حَلْـيُ التِّبــر والتيجــــانِ
عمرُ الحبيـب أتى بوجهٍ ضاحـكٍ *** كالبــدر شـــعّ بنــوره الفتــــان ِ
أبتــي ويــا أمّـــاه إنـــي ههنــــا *** في حبْـرةٍ وبحضرة الرحمـــــن
ألهـو وأمـرح حيـثُ شئتُ بجنـةٍ *** خضراءَ ذاتِ مرابــعٍ ومغانــي
لا تحــزنــا فاللــه أكرمكــم بمــا *** قد نالكـم بمصيـبــة الحرمـــانِ
مـــدّا إلـــيّ يديكمـــا فأنـــا لكـــم *** فرَطٌ شفيـــعٌ سائـــقٌ لجنـــــــانِ
قوما إلى دار الكرامة والرضـى *** وتنعّمـــا بالـــرَّوح والريحـــانِ
هذا رجائي وهو سـلوة وحشتي *** وبـه أثبــــت موقنــــاً إيمانــــي
*** *** *** ***
تلكــم تباريحــي نثــرت جمانهــا *** فجرى اليراع مسطراً أشجانــي
وحكى مشاعرَ والدٍ شرب الأسى *** وجرتْ عليه نوائــبُ الحِدثــــانِ
فعليـك يا ولـدي الحبيــبُ تحيـــةٌ *** مني مضمّخــة بفيــض حنـــانِ
وإلى لقــــــاء لا تفـــرّق بعـــــده *** عند الإلـــه بجنــــة الرضـــوانِ
يقول عبدالله بن محمد العسكر في رثاء إبنه عمر بن عبدالله العسكر :
" في رثاء ابني ( عمر ) ذي الأعوام الثلاثة وقد اصطفاه الله إليه في ليلة الاثنين 15/6/1430هـ "
نزل القضـــاءُ فزُلزِلــت أشجانـــي *** وأصاب سهمُ الموت لبَّ جَنانــي
وعَدَتْ عليّ من العــوادي غَشْيـــةٌ *** دهمـاءُ ذاتُ عواصـفٍ ودخـــانِ
ما حيلتـي في كربتـي إلا الرضــــا *** وقبول أمــــر الواحــد الديـــــانِ
ما حيلتـي إلا التصبُّـــر فهــو لـــي *** زادٌ إذا ما حُـــمَّ أمــــرُ زمانـــي
غِـيَـرُ الزمان على العبــادِ كثيـــرةٌ *** وأجلُّهــــنَّ فجيـعــــةُ الوِلـــــدانِ
لِمَ لا ؟ وهم نـور الحيـاة وأُنْسُهــا *** وهُمُ أزاهـــرُ روضِهنــا الفينـانِ
إنـي رُزئــتُ ويالَهـــول رزيتـــــي *** بصفي روحي ساعدي وسِنانـي
في ليلة الإثنيـــن في خمسٍ تلــــتْ *** عشـراً توالت من جمـادى الثاني
فيها بدا بــدرُ السمــــا لما اختفـــى *** بـدرُ الدنـى فتنــاوبَ القمــرانِ!!
أوَّاهُ يا عمــــرُ الــتذي ما فارقـــتْ *** ذكـراه قلــبَ المُدنَـفِ الولهـــانِ
أحَبيبَ قلبــي هل أنـــا فــي يقظـــةٍ *** أم في خيـال النائــم الوَسنــانِ؟!
أعـــزِزْ عليَّ بأن أراك على سريـــ *** ـرِالموت قد أُدْرِجتَ في الأكفانِ
ياللبـــراءة فــــي محيّــــاك الــــذي *** قد كـان منبـعَ فرحتــي وأمانــي
أسلمتَ روحَــك للإلــهِ ولــم تكـــن *** متلطِّخـــا بقبــائـــح العصيـــــانِ
ورحلـتَ عن دنيـا الدنـاءة طاهـــراً *** عَــــفَّ الإزار معطّـــــرَ الأردانِ
أبنيَّ كـم سالــــت لفقـــدك أدمعــي *** وهَمَــتْ كغيــث الوابــل الهتّــانِ
إني لأكظم في الورى من لوعـتــي *** ما قد أضـرَّ بخاطـــري وبرانـي
فـــإذا خلــوتُ فللدمـــوع حكايــــةٌ *** تروي لهيب الشوق في وجداني
يا نـور عيني ياحُشاشـة مهجتـــي *** يا أنس روحــي يا ربيـع زمانـي
كم هزّني الشــوق الدفيــن لضمَّــةٍ *** أسلو بهــا مـن لوعــة الحرمـانِ
كم ذا أحِــنُّ لصـوتك العـــذب الذي *** ما زال يُطـرِبُ مسمعي وجَناني
كم شاقنــي مـرآك تبسِــم ضاحكــاً *** ويــداك تمتــدانِ حيــــن ترانــي
في كل ركن من زوايا البيـت أصْــ *** ـداءٌ تثيـــر كوامـــن الأحــــزانِ
لما وقفتُ على الحبيــب وقد بــدت *** عينــــاه شاخصتــين للرحمـــــن
أحسستُ أن الأرض ضاق فسيحها *** شعـرتُ أن أديمهـــا يصلانـــــي
مالــي أنــاديــه فليــس يجيبنــي؟! *** ولطـــالـمـــا ناديـتُــــه فأتــانــــي
ولطالمـا طـــرب الفـــؤاد لشــدوِه *** ببدائــــع الأنغـــــام والألحــــــانِ
رحمــاك يا ربـــاه فاجبُــر كسـرنا *** والطـف بنـا يا صاحب الإحسـانِ
واللهِ لم أصبـــر على مــرِّ القضـــا *** إلا رجـــاء الأجــــر والغفـــــرانِ
أسلمــتُ للديــان أمـــري راضـيــاً *** مالــي سوى التسليــم والإذعـــانِ
لا يُســألُ الرحمــــن عـن أفعالـــه *** سبحانــه فهــو العظيـــم الشــــانِ
يقضــي ويحكــم ما يشـــاء لأنــه *** رب الخلائـــق إنسِهـــم والجــانِ
مَلِــكٌ تفـــرّد بالجـــلال وبالعلـــى *** فله البقـتــاء وما ســــواه فانـــي
لك المحامــد يــا إلهـــي والثنـــــا *** متتابعـــاً في الســــرِّ والإعـــلانِ
فلئــن أخــذتَ فقد وهبت منائحــا *** جلّت عــن التعــــداد والحُسبـــانِ
ولئن مضــى عمــرٌ فـإن محمــداً *** خلَفٌ أرجيـــه لبــــأس زمانــــي
أخواتــه اللاتــي رُزقتُ بهنَّ مـن *** نِعَــمِ الإلـــه الـمُفضِــل المنــــانِ
*** *** *** ***
إني أعــزي النفــس لا بقصـائــدٍ *** مسبــوكــةِ الكلمــاتِ والأوزانِ
لكنْ عـــزائي فـي بلائــي أننـــي *** أرجـو بفقـدكَ أعظـم الإحســانِ
أُبدي رضـــاي بما يقــدِّر خالـقي *** كيما أثقِّــلَ بالرضـــا ميـــزانـي
في مـوقـفٍ للحشــر يعظم عنـده *** هـولٌ يُشِيـبُ مفــارقَ الولــــدان ِ
والخلق في كربٍ ، ونــارُ جهـنمٍ *** ترمي وتَغلـي بالحميـــم الآنـــي
وهناك أسمع في الجموعِ منادياً: *** أبتـي وأمــي أقبِـــلا ضُمّـانــي
فأجيل طرفي إذْ بفلــذةِ مهجتــي *** وعليه حَلْـيُ التِّبــر والتيجــــانِ
عمرُ الحبيـب أتى بوجهٍ ضاحـكٍ *** كالبــدر شـــعّ بنــوره الفتــــان ِ
أبتــي ويــا أمّـــاه إنـــي ههنــــا *** في حبْـرةٍ وبحضرة الرحمـــــن
ألهـو وأمـرح حيـثُ شئتُ بجنـةٍ *** خضراءَ ذاتِ مرابــعٍ ومغانــي
لا تحــزنــا فاللــه أكرمكــم بمــا *** قد نالكـم بمصيـبــة الحرمـــانِ
مـــدّا إلـــيّ يديكمـــا فأنـــا لكـــم *** فرَطٌ شفيـــعٌ سائـــقٌ لجنـــــــانِ
قوما إلى دار الكرامة والرضـى *** وتنعّمـــا بالـــرَّوح والريحـــانِ
هذا رجائي وهو سـلوة وحشتي *** وبـه أثبــــت موقنــــاً إيمانــــي
*** *** *** ***
تلكــم تباريحــي نثــرت جمانهــا *** فجرى اليراع مسطراً أشجانــي
وحكى مشاعرَ والدٍ شرب الأسى *** وجرتْ عليه نوائــبُ الحِدثــــانِ
فعليـك يا ولـدي الحبيــبُ تحيـــةٌ *** مني مضمّخــة بفيــض حنـــانِ
وإلى لقــــــاء لا تفـــرّق بعـــــده *** عند الإلـــه بجنــــة الرضـــوانِ