أنوار
14-07-2009, Tue 12:32 AM
عبدالله المغلوث (almaghlooth@alwatan.com.sa)- الوطن
لا أدري كم عدد الفنيين في شركة الكهرباء الذين يفرحون بانقطاع التيار الكهربائي. لكن أدرك أن عددهم كثير. صديقي خالد الذي يعمل فنيا في إحدى محطات التوليد الكهربائي يجزم أن انقطاع الكهرباء عن أحيائنا ومدننا يسفر عن فرحة غامرة في صدورهم تتجاوز السعادة التي تسكننا عند صعود منتخبنا الأول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم على حد تعبيره.
فانقطاع التيار الكهربائي يعني أن الفني سيتقاضى أجرا إضافيا جراء عمله خارج الدوام. والعمل الذي يستغرق إنجازه ساعة يمتد عنوة إلى يوم ليتضاعف الأجر. خالد يعزي هذا الشعور بعدم المسؤولية الذي بدأ يتفشى ويستفحل في أعماق الفني في شركة الكهرباء إلى الظلم الذي يقع عليه من رؤسائه. فالفني الذي يعمل في العراء تحت درجة حرارة تفوق الستين أحياناً، ويتعرض مباشرة لغازات الاحتراق السامة، ورائحة وقود الغاز، وملامسة المواد الكيميائية، ويتعرض لذبذبات كهربائية ذات جهد عال لا يحصل على بدل خطر شأنه شأن كل فنيي العالم الذين يواجهون أخطارا ميدانية تتربص بهم ريب المنون.
إن هناك موظفين أصيبوا بأمراض صدرية وتقرحات جلدية وحروق إثر عملهم وسط هذه البيئة المعقدة. فأصبح شائعا عندما نرى شخصا محروقا أو نصف محروق أن نسأله: هل تعمل في شركة الكهرباء؟
نحن لا نبرر فرحة هؤلاء الفنيين بانقطاع التيار الكهربائي، لكن نتعاطف معهم ومع ظروفهم التي تتطلب تقديرا معنويا وماديا يواكب حجم عملهم وأهميته.
ليس بدل الخطر وحده الذي ساهم في تعاظم الإحباط وسط صفوف موظفي شركة الكهرباء فهناك الكثير من الأمور التي عززت هذا الشعور الذي انعكس على مستوى الخدمة التي يقدمها هذا الجهاز الحيوي. فمثلا أصدرت الشركة مؤخرا قرارا غريبا يتمثل في عدم اعترافها بالشهادات الأكاديمية للموظف الذي يقل تقديره الجامعي عن جيد، مما ألقى بظلاله السلبية على الكثير من الموظفين الصغار الذين ينتسبون فعليا للجامعات السعودية والخليجية بهدف تطوير إمكاناتهم ومكانتهم في شركتهم. فهم يتساءلون حاليا، ماذا سيفعلون بشهاداتهم، هل يبلونها ويشربون ماءها؟ أم يصنعون منها طائرات ورقية؟!
إن إدارة الشركة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بمراجعة سلم رواتبها وبدلاتها وقراراتها لرفع الظلم عن هؤلاء الموظفين الذين يشكلون العمود الفقري للشركة، التي تواجه عاصفة من النقد إزاء تكرار انقطاع التيار الكهربائي.
فمعنويات الموظفين وصلت إلى أدنى مستوياتها، مما يعزز الشكوك في مدى قدرة الشركة على إدارة هذا الجهاز المهم.
إن أكثر ما أثار حفيظتنا وحزننا معا هو مطالبات الشركة الأخيرة للمواطنين والمقيمين باستخدام البطاريات وأجهزة التخزين كبدائل عند انقطاع الكهرباء. ولسان حالها يقول: ينتظركم صيف حار جدا ومظلم؟
إن أكثر ما نخشاه هو أن يجيء اليوم الذي تتشح فيه جل منازلنا وشوارعنا بالسواد فيما نحن نردد مع إيليا أبي ماضي:
وَقَعَ الَّذي كُنَّا نخافُ وقوعَهُ
فَعَلى المَنَازِلِ وَحْشَةٌ لا تَرْحل
لا أدري كم عدد الفنيين في شركة الكهرباء الذين يفرحون بانقطاع التيار الكهربائي. لكن أدرك أن عددهم كثير. صديقي خالد الذي يعمل فنيا في إحدى محطات التوليد الكهربائي يجزم أن انقطاع الكهرباء عن أحيائنا ومدننا يسفر عن فرحة غامرة في صدورهم تتجاوز السعادة التي تسكننا عند صعود منتخبنا الأول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم على حد تعبيره.
فانقطاع التيار الكهربائي يعني أن الفني سيتقاضى أجرا إضافيا جراء عمله خارج الدوام. والعمل الذي يستغرق إنجازه ساعة يمتد عنوة إلى يوم ليتضاعف الأجر. خالد يعزي هذا الشعور بعدم المسؤولية الذي بدأ يتفشى ويستفحل في أعماق الفني في شركة الكهرباء إلى الظلم الذي يقع عليه من رؤسائه. فالفني الذي يعمل في العراء تحت درجة حرارة تفوق الستين أحياناً، ويتعرض مباشرة لغازات الاحتراق السامة، ورائحة وقود الغاز، وملامسة المواد الكيميائية، ويتعرض لذبذبات كهربائية ذات جهد عال لا يحصل على بدل خطر شأنه شأن كل فنيي العالم الذين يواجهون أخطارا ميدانية تتربص بهم ريب المنون.
إن هناك موظفين أصيبوا بأمراض صدرية وتقرحات جلدية وحروق إثر عملهم وسط هذه البيئة المعقدة. فأصبح شائعا عندما نرى شخصا محروقا أو نصف محروق أن نسأله: هل تعمل في شركة الكهرباء؟
نحن لا نبرر فرحة هؤلاء الفنيين بانقطاع التيار الكهربائي، لكن نتعاطف معهم ومع ظروفهم التي تتطلب تقديرا معنويا وماديا يواكب حجم عملهم وأهميته.
ليس بدل الخطر وحده الذي ساهم في تعاظم الإحباط وسط صفوف موظفي شركة الكهرباء فهناك الكثير من الأمور التي عززت هذا الشعور الذي انعكس على مستوى الخدمة التي يقدمها هذا الجهاز الحيوي. فمثلا أصدرت الشركة مؤخرا قرارا غريبا يتمثل في عدم اعترافها بالشهادات الأكاديمية للموظف الذي يقل تقديره الجامعي عن جيد، مما ألقى بظلاله السلبية على الكثير من الموظفين الصغار الذين ينتسبون فعليا للجامعات السعودية والخليجية بهدف تطوير إمكاناتهم ومكانتهم في شركتهم. فهم يتساءلون حاليا، ماذا سيفعلون بشهاداتهم، هل يبلونها ويشربون ماءها؟ أم يصنعون منها طائرات ورقية؟!
إن إدارة الشركة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بمراجعة سلم رواتبها وبدلاتها وقراراتها لرفع الظلم عن هؤلاء الموظفين الذين يشكلون العمود الفقري للشركة، التي تواجه عاصفة من النقد إزاء تكرار انقطاع التيار الكهربائي.
فمعنويات الموظفين وصلت إلى أدنى مستوياتها، مما يعزز الشكوك في مدى قدرة الشركة على إدارة هذا الجهاز المهم.
إن أكثر ما أثار حفيظتنا وحزننا معا هو مطالبات الشركة الأخيرة للمواطنين والمقيمين باستخدام البطاريات وأجهزة التخزين كبدائل عند انقطاع الكهرباء. ولسان حالها يقول: ينتظركم صيف حار جدا ومظلم؟
إن أكثر ما نخشاه هو أن يجيء اليوم الذي تتشح فيه جل منازلنا وشوارعنا بالسواد فيما نحن نردد مع إيليا أبي ماضي:
وَقَعَ الَّذي كُنَّا نخافُ وقوعَهُ
فَعَلى المَنَازِلِ وَحْشَةٌ لا تَرْحل