المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزمة لها بعض الايجابيات على متوسطي الدخل .



الضوء الساطع
01-06-2009, Mon 3:50 PM
بعيدة في أجوائها عن سوداوية ما سقناه حتى ألان ، لاحظنا جميعا كثافة غير مسبوقة للإطلالات الإعلامية التي يقوم بها المسئولون الحكوميون والخبراء الماليون والاقتصاديون لطمأنة الناس إلى أن هذه الأزمة رغم كلفتها الباهظة على الأسواق وعلى الدول التي استنفرت احتياطاتها النقدية للحؤول دون الانهيار الشامل ستكون لها من جهة أخرى أثار عكسية وبطريقة إيجابية على الأسواق نظراً لتبدل المعطيات . فبعدما عانى الدولار الأمريكي من ضعف طويل العمر ومتزايد تجاه العملات الرئيسية الأخرى ، متسبباً بذلك بمتاعب اقتصادية وتجارية كثيرة للدول التي تربط عملاتها بالدولار الأمريكي ،قبل شهرين من الآن أدت الأزمة في منطقة اليورو وبريطانيا إلى ضعف العملة الأوروبية والجنية الإسترليني أمام الدولار الذي يكتسب الثقة به من قوة الاقتصاد الأمريكي الأقوى في العالم . وبموازاة عودة الدولار والعملات المرتبطة به إلى الارتفاع ، ضعفت القدرات الشرائية في أوروبا وفي مسقط رأس الأزمة أمريكا . الأمر الذي أدى بعد تحالفه مع عوامل أخرى إلى تراجع أسعار السلع الأساسية مثل المعادن ومواد البناء وبعض المنتجات الغذائية الأساسية مثل الأرز الذي شهد فورة غير مسبوقة خلال العام الماضي ، وهذا ما سيؤدي حكماً إلى تراجع شريحة أوسع من الأسعار ، أي إلى تحسن القيمة الشرائية للأجور ، وتالياً تحسن مستوى معيشة الإفراد .
وفي هذا السياق يجمع المراقبون أن من التداعيات اللازمة تراجع معدلات التضخم بنسب كبيرة في دول المنطقة ، بعدما كانت كلها تعاني من موجة غلاء فاحش تنوء تحته معظم الفئات الاجتماعية ففي الإمارات مثلا ، يقدر أن تتراجع نسبة التضخم إلى 5 % ونسبة التراجع نفسها مرتقبة في المملكة وباقي الدول العربية ، طبعاً مع اختلاف في النسب وفقاً لخصوصيات كل بلد .
وتترافق هذه التوقعات ( المتفائلة ) بشيء ايجابي مع توقعات صندوق النقد الدولي الذي يرى بأن دول المنطقة ودول شمال أفريقيا ستشهد معدلات نمو مرتفعة بسبب تراجع الأسعار عموماً ، وما يتوقع أن يعقبها من ارتفاع في حركة الطلب عند المستهلكين . وفي حين إن عالم المشاريع العقارية والإنشائية الكبرى يتعرض حالياً لبعض الاضطرابات نتيجة تردد المستثمرين ، فأن المواطن المتوسط الحال قد يكون معنياً مباشرة بجانب أخر من تطور المشاريع العقارية .
فانخفاض أسعار مواد البناء ، مضافاً إلى قلة الطلب على العقارات بسبب أزمة السيولة ، يجعل من الوقت الحالي وقتاً للترقب وتحين الفرصة الملائمة عند الشريحة من أبناء الطبقة الوسطى الساعين إلى امتلاك مسكن لمعيشتهم ، من المرجح أنة قد يعرض أمامهم بتكلفة اقل بكثير مما كانت قبل عام مضى . ولكن لكي يتمكن المواطن المتوسط الحال من الاستفادة من هذا المناخ ، علية أن يمتلك السيولة الأزمة بالتركيز على الادخار .