اللافي
16-04-2009, Thu 10:41 AM
بعد التداول
منافع الانهيار الاقتصادي
عبدالله الجعيثن
إنه سيىء جداً حين يَمسُّك وتعيشه في نفسك وتنهار أسهمك ويقل دخلك او يتم صرفك من العمل لا سمح الله.. هذا هو الانهيار الاقتصادي حين ينظر له الأفراد الذين مسهم بالضر مباشرة.
أما على المدى، وفي النظرة البعيدة فإن للانهيار الاقتصادي العالمي منافع جمة لا تخفى على العقلاء، فهو يعيد الناس.. المجتمعات.. الدول والشركات.. الى الرشد وحسن التصرف.. هو.. أي الانهيار الاقتصادي.. لم ينبت شيطانيا.. لم يخرج علينا فجأة.. لم يحدث بدون أسباب عميقة كان المتضررون هم أبطالها.. وأولها هو الاستهلاك المفرط على حساب الانتاج الحقيقي.. والاقتراض المسرف على حساب المستقبل.. ان المجتمع الامريكي خاصة والغربي والخليجي عامة، أسرف في الهدر والاسراف والاستهلاك المحموم بواسطة رافعة القروض التي تحولت الى خافضة ولا بد ان تخفض طالما رفعت بلا حول ولا قوة، أي بلا إنتاج حقيقي يغطي كل هذا التبذير والاسراف سواء من الأفراد او من المؤسسات والشركات التي أسرفت في الرواتب والحوافز والاقتراض وكانت الفقاعة من البهجة بحيث أعمت عيونها عن الحقيقة وهي ان الاستهلاك لا يمكن أن يزيد على الانتاج (١+١=٢) وان ارتفاع الاسعار لا يمكن ان يدوم.
ان ما حصل في جسد الاقتصاد العالمي يشبه ما يحصل في جسد المصاب بالسكر وهو لا يعلم او يتجاهل فيسرف في تناول الحلويات ويتجاهل الرياضة والأدوية فيتلف السكر شرايينه وأعضاءه الداخلية الرئيسية.
من حسن الحظ ان المجتمعات تختلف عن الفرد فهي لا تموت بسرعة، تستطيع مراجعة نفسها والخلاص من شحومها المتورمة وعاداتها السيئة ولكن بعد الألم الشديد الذي أصابها به الانهيار الاقتصادي وضربها في القلب.
ان انهيار أسواق الاسهم وأسعار السلع مجرد عرض للمرض الحقيقي وهو الاسراف والاستهلاك أكثر من الانتاج والامعان في الاقتراض وعدم الاكتراث بالعواقب.
ان مجتمعنا السعودي ينبغي ان يعي من سباته فيقلل من الاسراف والهدر ويضاعف العمل والانتاج، ويزهد أفراده بالذات في طلب القروض القاتلة لمجرد تغيير سيارات صالحة بأخرى (جخ) او تبديل مفروشات او أسفار لا طائل وراءها.
لا بقاء لأمة تستهلك أكثر مما تنتج فالحساب لا يقبل المغالطة.
http://www.alriyadh.com/ci/2009/04/16/article422630.html
منافع الانهيار الاقتصادي
عبدالله الجعيثن
إنه سيىء جداً حين يَمسُّك وتعيشه في نفسك وتنهار أسهمك ويقل دخلك او يتم صرفك من العمل لا سمح الله.. هذا هو الانهيار الاقتصادي حين ينظر له الأفراد الذين مسهم بالضر مباشرة.
أما على المدى، وفي النظرة البعيدة فإن للانهيار الاقتصادي العالمي منافع جمة لا تخفى على العقلاء، فهو يعيد الناس.. المجتمعات.. الدول والشركات.. الى الرشد وحسن التصرف.. هو.. أي الانهيار الاقتصادي.. لم ينبت شيطانيا.. لم يخرج علينا فجأة.. لم يحدث بدون أسباب عميقة كان المتضررون هم أبطالها.. وأولها هو الاستهلاك المفرط على حساب الانتاج الحقيقي.. والاقتراض المسرف على حساب المستقبل.. ان المجتمع الامريكي خاصة والغربي والخليجي عامة، أسرف في الهدر والاسراف والاستهلاك المحموم بواسطة رافعة القروض التي تحولت الى خافضة ولا بد ان تخفض طالما رفعت بلا حول ولا قوة، أي بلا إنتاج حقيقي يغطي كل هذا التبذير والاسراف سواء من الأفراد او من المؤسسات والشركات التي أسرفت في الرواتب والحوافز والاقتراض وكانت الفقاعة من البهجة بحيث أعمت عيونها عن الحقيقة وهي ان الاستهلاك لا يمكن أن يزيد على الانتاج (١+١=٢) وان ارتفاع الاسعار لا يمكن ان يدوم.
ان ما حصل في جسد الاقتصاد العالمي يشبه ما يحصل في جسد المصاب بالسكر وهو لا يعلم او يتجاهل فيسرف في تناول الحلويات ويتجاهل الرياضة والأدوية فيتلف السكر شرايينه وأعضاءه الداخلية الرئيسية.
من حسن الحظ ان المجتمعات تختلف عن الفرد فهي لا تموت بسرعة، تستطيع مراجعة نفسها والخلاص من شحومها المتورمة وعاداتها السيئة ولكن بعد الألم الشديد الذي أصابها به الانهيار الاقتصادي وضربها في القلب.
ان انهيار أسواق الاسهم وأسعار السلع مجرد عرض للمرض الحقيقي وهو الاسراف والاستهلاك أكثر من الانتاج والامعان في الاقتراض وعدم الاكتراث بالعواقب.
ان مجتمعنا السعودي ينبغي ان يعي من سباته فيقلل من الاسراف والهدر ويضاعف العمل والانتاج، ويزهد أفراده بالذات في طلب القروض القاتلة لمجرد تغيير سيارات صالحة بأخرى (جخ) او تبديل مفروشات او أسفار لا طائل وراءها.
لا بقاء لأمة تستهلك أكثر مما تنتج فالحساب لا يقبل المغالطة.
http://www.alriyadh.com/ci/2009/04/16/article422630.html