المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الازمة العالمية .. والمؤامرة



الفأل الحسن
28-02-2009, Sat 9:52 AM
الأزمة العالمية..والمؤامرة

عبد الله الرشود
هناك من يؤمن بأن الأزمة المالية الحالية هي مؤامرة هدفها ضرب اقتصاد العالم الإسلامي وتحديدا دول الخليج العربي بهدف استنزاف ثرواته المتراكمة عبر السنين, وبشكل خاص المملكة العربية السعودية لأهميتها الاستراتيجية. وبالتعمق في النقاش سيخبرك بأنه هو المقصود شخصيا وأن الهدف القضاء على القليل المتبقي من تجارته في سوق الأسهم. وأصحاب هذه النظرية هم أنفسهم من يؤمن بأن العالم يسير وفقا لخطط مجلس مكون من خمسة يهود يعيشون في مخبأ سري في مكان ما في العالم، ويتحكمون في مجريات الأمور، من نتائج الحروب الكبرى إلى نتائج المباريات بما فيها نتائج الدوري السعودي!
ونظرية المؤامرة وعلاقتها بالأزمة المالية ليست صناعة محلية, بل هناك من يؤمن بها في كل مكان في العالم. ففي الولايات المتحدة توجد جماعات تؤمن بأن الأزمة هي مؤامرة من الحزب الديمقراطي لضرب شعبية الجمهوريين. وهذه الجماعات تؤمن بوجود أطباق فضائية أيضا!!
وتعتقد بعض دول العالم الثالث التي توفر المواد الخام لدول العالم الأول (لا أعلم حقيقة أين يوجد العالم الثاني؟) أن الأزمة هي مؤامرة للدول الكبرى لتخفيض أسعار المواد الخام إلى أقصى درجاتها للسنوات الخمسة عشرة المقبلة حسب مقال للسيد مايك شيدلوك نشر في آب (أغسطس) 2008.
واليهود كالعادة هم طرف في أي نظرية مؤامرة فقد اتهموا بأنهم وراء الأزمة وأنهم حولوا 400 مليار دولار من حسابات في بعض البنوك التي أفلست كبنك ليمان براذرز إلى إسرائيل قبيل الأزمة. وقبل الأزمة أيضا كتب أحد الطلبة الصينيين يدرس في أمريكا ويدعى هونغ بينغ سونغ (هل يبدو الاسم مألوفا!) كتابا بعنوان "حرب العملة" تنبأ فيه بأن بعض اليهود المتنفذين في القطاع البنكي الأمريكي ينوون التلاعب بالنظام المالي العالمي لغرض السيطرة عليه. وقد حقق الكتاب لدى نشره مبيعات ضخمة, وحين بدأت بوادر الأزمة قفزت مبيعاته مرة أخرى وظل على قائمة الكتب الأعلى مبيعا.
وفي الصين هناك من يؤمن بأن الأزمة هي صنيعة وكالة الاستخبارات الأمريكية لوقف جموح المارد الاقتصادي الصيني. وبالمقابل هناك من يعتقد أن الصين وفرنسا تتآمران على الولايات المتحدة لإعادة توزيع القوى في العالم, وهو أمر صرح به الرئيس الفرنسي ساركوزي في أكثر من مناسبة. وستتضح معالم هذا الطرح أكثر في قمة العشرين المزمع عقدها في نيسان (أبريل) المقبل. وفي نظري أن الأزمة هي خلل في نموذج مالي امن به صانعو القرار في الولايات المتحدة وقلده كثير في العالم وأثبت فشله جزئيا. ولكن الأذكياء ليسوا من يصنع الأحداث ولكنهم من يستفيد منها. ولدينا في دول الخليج كثير من الفرص لكي نستفيد من هذه الأزمة.