المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجه الآخر لكارثة المتعثرين.. أمراض نفسية واكتئاب يؤدي إلى الانتحار



الجبل
08-01-2009, Thu 4:20 PM
المتعثرون يستحقون الإشفاق عليهم والتضامن معهم في هذه المرحلة

الوجه الآخر لكارثة المتعثرين.. أمراض نفسية واكتئاب يؤدي إلى الانتحار


إعداد: إيمان عطية

فى 25 سبتمبر من العام الماضي، توجه كيرك ستيفينسون، مدير العمليات التشغيلية فى صندوق أوليفنت للتحوط من بيته الى غرب لندن وتحديدا الى محطة بوكينغهامشاير للقطارات وألقى بنفسه أمام القطار فى ساعة الذروة.

زوجته كرينا روبنسون ذكرت في بيان قرىء أمام تحقيق فتح في الحادث أن زوجها، المعروف لدى أصدقائه المقربين باسم روس، أصبح في الآونة الأخيرة مهووسا بدوامة التراجع التى ضربت النظام المالي. وكان صندوق أوليفنت تعرض لضربة قاسية نتيجة انهيار ليمان براذرز في منتصف سبتمبر الماضي كونه كان يعمل وسيطا رئيسيا له.

وكتبت روبنسون في البيان « عندما بدأ النظام المالي بالانهيار، أصبح روس متوترا للغاية وينتابه القلق حيال الكثير من الأشياء التى عمل جاهدا من أجلها. ومع مرور الوقت، بدأ يزداد قلقا وتوترا، وفي الاثنين الموافق 22 سبتمبر، عاد الى المنزل لتناول العشاء. وكان الارهاق و الاجهاد الشديدين باديين عليه، وذكر حينها كيف أنه فكر فى قتل نفسه بسبب أزمة الائتمان، لكنه لم يستطع فعل ذلك بسبب حبه الشديد لي ولطفلنا». وبعد ثلاثة أيام وجد ميتا فيما اعتبر حينها انتحارا.

حكايات مدمرة

ورغم تميز كل حالة بطبيعتها الخاصة والفريدة، فإن فاجعة ستيفنسون وانتحار كريستين شنور، المصرفي فى بنك أتش اس بي سي، الذي وجد معلقا بحزام في فندق كارلتون تاور فى لندن قبيل أعياد الميلاد، تعكسان وضعا مثيرا للقلق والانزعاج. فحكايات المتمولين والعاملين فى القطاع المالي فى الولايات المتحدة الذين قفزوا من مكاتبهم أو أطلقوا الرصاص على أنفسهم فى 1929 رسخت في أذهان الناس كعنوان لمرحلة انهيار وول ستريت في ذلك الحين. ويخشى البعض أن تثير الأزمة الحالية حكايات مدمرة مشابهة.

فمجموعات الخدمات المالية على جانبي الأطلسي ينتابها القلق من أن موجة العمالة الفائضة عن الحاجة وزيادة الضغوط المالية قد تترجم الى زيادة في معدلات الأمراض العقلية والنفسية بين موظفيها وبين من فصلوا من وظائفهم. ولذلك تعمل تلك الشركات على زيادة عروضها المتعلقة بالصحة العقلية وتشجع المديرين على التدخل عندما تبدو على مرؤوسيهم أعراض تعرضهم للمتاعب أو المشاكل.

ومن جانبهم، يشير المتخصصون في الصحة العقلية إلى أن الغموض أو الضبابية بشأن الاقتصاد باتت الهم الأكبر الذي يسيطر على زبائنهم. وفي الوقت ذاته، فان المتاعب المالية وعدم القدرة على دفع تكاليف العلاج تجعل الناس يعزفون عن تلقي العلاج اللازم والمطلوب.

وتبدو العلاقة بين الضائقة الاقتصادية والانتحار معقدة. اذ تشير الاحصاءات في الولايات المتحدة الى أن التباطؤ الاقتصادي في الثلاثينات والسبعينات كان مصحوبا بمعدلات مرتفعة من حالات الانتحار. كما أظهرت الدراسات الحديثة في نيوزيلندا والدانمرك ارتباطا قويا بين البطالة والانتحار بين السكان في المراحل العمرية العاملة.

غير أن الروابط بعيدة جدا عن الوضوح والمباشرة. ففي السابق كان المرض العقلي يشكل المؤشر الوحيد والأفضل للدلالة على الميول الانتحارية في الأوقات السيئة والجيدة على حد سواء، كما أن المشكلات الشخصية عادة ما تغلب المشكلات الاقتصادية. فبحسب جيف فيكتوروف، طبيب الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا «ان أفضل مؤشر على الانتحار هو ضعف الفرد وسرعة تأثره».

ومقابل كل روس ستيفينسون يوجد هناك أليكس ويدمر، الرئيس التنفيذي لبنك جوليوس بير السويسري، الذي قتل نفسه الشهر الماضي. وذكر مسؤولون في البنك أن وفاة ويدمر ليست لها علاقة بعمله.

وتظهر دراستان تناولتا ثقافات متعددة وعلى نطاق واسع أن الدول الغنية تميل الى معدلات انتحار أعلى وأن ارتفاع اجمالي الناتج القومي يزيد على الأغلب من معدلات الانتحار أكثر مما يخفضها. حتى نموذج الكساد العظيم هو أقل وضوحا مما يبدو عليه. ففي دراسة لجون كينيث غالبريث صدرت في 1955 حول تلك الفترة، تبين أنه لم يكن هناك زيادة دراماتيكية في معدلات الانتحار بشكل عام خلال الأشهر التي أعقبت انهيار 1929، رغم انتحار مسؤولين رفيعي المستوى.

أدوية مضادة للاكتئاب

ويتوقع المتخصصون في الأمراض العقلية أن تضع الأزمة الحالية جميع الموارد على المحك وفي اختبار صعب. غير أن الآمال معقودة على توفر العلاجات التي قد تساعد في علاج بعض المشكلات قبل استفحالها، خصوصا أن هذه أول أزمة اقتصادية تتوفر فيها العلاجات المضادة للاكتئاب وللعديد من الأمراض النفسية على نطاق واسع.

اذ يقول سايمون ريغو، وهو طبيب نفساني في مستشفي مونتيفيور في نيويورك: "نحن الآن في موقع مختلف تماما فيما يخص الخدمات المساندة، مقارنة بالثلاثينات"، مضيفا "ان الأدوية المضادة للاكتئاب تنجح مع الكثيرين".

غير أن الخبراء يشيرون الى وجود دراسات ترى أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب تزيد من مخاطر الرغبة في الانتحار خصوصا لدى الأطفال والشباب في أوائل العشرينات من عمرهم. ويبدون قلقهم من أن آلافا من العمالة الشابة التي تواجه أول أزمة اقتصادية في حياتها سيكون رد فعلها حاداً وقاسياً.

واذا كان هناك من مشكلة فان نيويورك ولندن أول من تشعران بها. فشركات الخدمات المالية سرحت آلافا من الموظفين الذين هم بالضبط الشريحة التي يرى الباحثون انها تواجه الخطر الأكبر.

وقد أظهرت دراسة شملت الفترة الممتدة على 33 عاما و70 ألف استراليا ممن قتلوا أنفسهم، أن الأزمات الاقتصادية كانت سببا أساسيا في ارتفاع معدلات الانتحار بين الرجال، غير أن النساء كن أقل ميلا إلى قتل أنفسهن في فترات الضائقة المالية والأزمات الاقتصادية.

أصحاب المناصب العليا

وبين الرجال، فان فئة الناجحين الذين يشغلون وظائف عليا هم الأكثر حساسية وتأثرا وعرضة للخطر أمام الصعوبات الاقتصادية. فلديهم الكثير ليخسروه وهم أكثر من يتفاعل بطريقة سيئة مع خسارة الوظيفة ومع الضائقة الاقتصادية. كما أنهم يكونون أكثر ميلا إلى اللجوء الى المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات وهما عاملان من العوامل الخطيرة الأخرى التي تدفع إلى الانتحار، كما أنهم الأكثر ترددا في طلب المساعدة.

يقــول ريتشارد شاديك، مديــر مركــز الاستشـــارات في جامعــة بيس في مانهــاتن «الرجال الذين يبحثون عن وظائف في القطاع المالي هم الأكثر تضررا وقد لا يطلبون استشارات أو علاجا نفسيا وصحيا. فحثهم على الذهاب الى طبيب يعد تحديا بحد ذاته».

كما أن البيئة التي تعرف بـ«نادي الرجال» في معظم مؤسسات وول ستريت وحي المال في لندن تعد عائقا هي الأخرى. اذ يقول مدير في شركة وساطة بلندن» اذا كنت وسط قاعة تداول مزدحمة ويعمل بها 150 شخصا، فأنت لا تستطيع التصريح بمشاكلك. فأنت مجهول في هذا الوسط وضعفك أمر لا يمكن التسامح بشأنه. لكن اذا كنت في بيئة أصغر، يمكنك التحدث بصراحة أكثر».

وقد خبر رئيس تنفيذي لبنك استثماري في لندن هذا الواقع عن قرب مع موظفيه. فعندما انهارت الأسعار في بورصة ايم الثانوية في لندن خلال الصيف، وبدا جليا أن قيمة المكافآت التي سيتقاضاها الموظفون ستتراجع بشكل حاد، بدأ بعض كبار موظفيه بالتسلل الى مكتبه طلبا للمساعدة، معترفين له بأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل نفقات منازلهم الثانية والثالثة، وأنهم يخشون التصريح لزوجاتهم بأنهم غارقون في الديون لحساب بطاقات الائتمان.

ويضيف الرئيس التنفيذي «لم يكن بوسعي عمل شيء سوى الاستماع اليهم وهم يشتكون».

ومع ذلك، يرى الخبراء أن المديرين بامكانهم عمل الكثير للتقليل من حدة الضغوط على الموظفين الحساسين وسريعي التأثر. اذ لا يقتصر الأمر على تشجيع من يبدو عليه التعب والاحباط على طلب المساعدة، بل يتعين عليهم أن يكونوا واضحين الى أبعد حد ممكن في ما يخص مستقبل الشركة والموظف.

اذ تقول بينا كاندولا، الطبيبة النفسية في مجال الشركات في بريطانيا «عندما تكون خارجا عن السيطرة، تكون في غاية القلق والتوتر. ان الغموض الذي يحيط بوضع وظيفتك أسوأ بكثير من تسريحك من العمل».

ويحاول بعض أرباب العمل في المصارف بذل مزيد من الجهود. اذ أبدت ادارة الموارد البشرية في أحد البنوك العالمية الكبرى قلقها حيال عدم حضور الموظفين الذين اتصلوا بخط هاتف طلب المساعدة، جلسات الاستشارات المجانية التي نصحتهم بها. وتبين لاحقا أن أولئك الموظفين كانوا يخشون من قضاء وقت طويل بعيدا عن عملهم. لذلك قرر البنك تجربة توفير استشاريين في مقر العمل نفسه.

وتطرق مجموعة خدمات مالية وسيلة أخرى باتجاه معاكس. اذ اعترف موظفوها بأنهم محرجون جدا من الذهاب الى مركز صحي، لذلك يعمل خط هاتف مساعدة الموظفين على تحديد مواعيد مع استشاريين في أماكن قريبة من مقر العمل الرئيسي.

تكاليف العلاج

ويعمل مصرف استثماري كبير آخر على توسيع نطاق عمل برنامجه للمساعدة لتغطية الموظفين الذين شكلوا فائضا عن الحاجة في الأشهر الأولى من عمليات تسريح العمالة.

ويظل موضوع الرعاية الصحية عائقا أمام الكثيرين، خصوصا في الولايات المتحدة، حيث يتعين على الغالبية دفع كلفة جميع الجلسات الاستشارية باستثناء الجلسات الأولى.

اذ يقول ستيسي روسينفيلد، الطبيب النفساني في مانهاتن «ان الناس لا يلجأون للعلاج بسبب التكلفة المادية. حتى المرضى ممن لديهم تأمين صحي يقولون: يجب أن ندخر ما أمكننا من المال».

¶ فايننشال تايمز ¶

طويس
08-01-2009, Thu 5:23 PM
الحمدلله نحن مؤمنين بالقضاء والقدر
ولو لا ذلك لرأيت الانتحارات

مليل
09-01-2009, Fri 2:49 PM
الحمد له رب العالمين

time line
09-01-2009, Fri 3:58 PM
اذا الايمان ضاع فلا امان و لا دنيا لمن لم يحي دينا

الحمد لله رب العالمين

عبدالملك
09-01-2009, Fri 4:44 PM
بعض هواميرنا وبالذات الذين يتعاملون بالربا ليسوا بعيدين عما صار و يصير لدى هوامير وول ستريت.
اللهم عليك يالظالمين الذين أكلوا اموال المسلمين ظلما و عدوانا في سوق الاسهم و المساهمات المتعثره و الوهميه.

ABOTAREG
09-01-2009, Fri 5:13 PM
اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا .....واجعل ثارنا على من ظلمنا .