المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذيرات: شركات التقسيط قد تورط السوق السعودية في أزمة ائتمان



Dr.M
29-11-2008, Sat 3:28 PM
تحقيق يكشف تنامي الطلبات على القطاع بعد تقييد الإقراض في البنوك (1 من 2)

تحذيرات: شركات التقسيط قد تورط السوق السعودية في أزمة ائتمان

عبد الله البصيلي من الرياض
حذر اقتصاديون من خطر "أزمة ائتمان" محلية قد تخلقها شركات التقسيط بالنظر إلى تحول طلبات الأفراد للتمويل إلى تلك الشركات - تمول مشتريات الأفراد - بدلاً من البنوك، على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تفرضها على طالب التمويل، مع زيادة كبيرة في أعداد المتعثرين عن السداد، مشيرين إلى أن ذلك قد ينذر بأزمة ائتمان مشابهة لتلك التي حدثت في أمريكا، مذكرين في الوقت ذاته بما نجم عن الأخيرة من أضرار بالغة لحقت بالاقتصاد الأمريكي.

وتأكد لـ "الاقتصادية" من خلال تحقيق ميداني تنشره على مدى يومين تزايد طلبات الأفراد على التمويل من خلال شركات ومحال التقسيط، خصوصاً بعد تقنين حجم الإقراض في البنوك من قبل مؤسسة النقد بعد الخسائر الطائلة التي عاناها المستثمرون في سوق الأسهم، إلى جانب أن بعضاً من تلك الشركات لا ينظر إلى الأعباء المالية المترتبة على الفرد ويعمل على تمويله بمبالغ كبيرة، وهو ما قد يتسبب في خطر اقتصادي، كما يؤكد خبراء الاقتصاد.

وكشفت الجولات عن توسع أعمال شركات التقسيط بشكل كبير بعيدا عن أي رقابة أو نظام يسيّر أعمالها، ويحدد طريقة التمويل كما هو متبع في البنوك، في الوقت الذي بدأت فيه محال صغيرة في الشوارع الرئيسة من مدن المملكة في امتهان التمويل "الإسلامي" عن طريق بيع بعض السلع وبنسب فوائد كبيرة جداً.

يؤكد مختصون أن الفوضى التي يعيشها القطاع والتوسع الهائل فيه سيصعبان من عملية التطوير في المستقبل، واصفين ذلك القطاع بـ "السوق السوداء المجهول حجمها".

واتهم خبراء اقتصاديون تلك الشركات بتوريط العملاء من خلال احتساب فوائد أكبر بعد استحقاق التمويل، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة ضم قطاع التقسيط إلى مؤسسة النقد أو إلى جهة رقابية تعمل على تنظيم عمل القطاع بالشكل الذي يساعد على دعم التنمية الاقتصادية في المملكة بصورة جيدة.


في مايلي مزيداُ من التفاصيل:


كشفت جولات ميدانية أجرتها "الاقتصادية" عن تنامي الطلبات على شركات التقسيط خصوصاً من قبل الأفراد، مع توسع أعمالها بشكل كبير بعيد عن أي رقابة أونظام يسير أعمالها، ويحدد طريقة التمويل كما هو متبع في البنوك، في الوقت الذي بدأت محال صغيرة في الشوارع الرئيسية من مدن المملكة في امتهان التمويل "الإسلامي" عن طريق بيع بعض السلع وبنسب فوائد كبيرة جداً.

وأسهمت الأنظمة الصارمة التي اتبعتها مؤسسة النقد العربي السعودي من حيث تقنين حجم الإقراض للأفراد خصوصاً بعد الخسائر الطائلة التي عاني منها مستثمرو الأسهم في تحول طلبات التمويل إلى تلك الشركات التي تعمل على تمويل مشتريات الأفراد دون النظر إلى الأعباء المالية الكبيرة للفرد وبخلاف البنوك وهو ما ينذر بخطر اقتصادي مشابه لما حدث في أزمة الائتمان الأمريكية، في حال حدث هناك تعثر كبير في سداد القروض من قبل الأفراد لتلك الشركات على حد قول خبراء الاقتصاد.

ويؤكد مختصون أن الفوضى التي يعيشها القطاع والتوسع الهائل فيه سيصعب من عملية التطوير في المستقبل، واصفين ذلك القطاع بالسوق السوداء المجهول حجمها.

وتعمد شركات التقسيط على استغلال العملاء المحتاجين إلى التمويل من خلال فرض نسب فائدة كبيرة جداً مقارنة بالبنوك، في الوقت الذي اتهم فيه خبراء اقتصاديون تلك الشركات بتوريط العملاء من خلال احتساب فوائد أكبر بعد استحقاق التمويل.

وطالب الخبراء بضرورة ضم قطاع التقسيط إلى مؤسسة النقد أو إلى جهة رقابية تعمل على تنظيم عمل القطاع بالشكل الذي يساعد على دعم التنمية الاقتصادية في المملكة بالشكل الجيد.

مسؤولو شركات التقسيط أكدوا أنهم ساعدوا عملاءهم من أفراد وشركات على قضاء حوائجهم وعملوا على توفير خدمات ضرورية لهم وخدموا الاقتصاد المحلي، مشيرين إلى أن فرضهم لنسب فائدة مرتفعة يرجع إلى تركز أعمالهم في التمويل فقط بخلاف البنوك التي تتحصل على دخول أخرى على حد قولهم.

"الاقتصادية" عملت على سبر أغوار قطاع التقسيط المتنامي وخرجت بتحقيق تستعرضه في جزأين.. هنا الجزء الأول.


التمويل.. من بيع الصابون إلى بطاقات الاتصال!


في جولة ميدانية أجرتها "الاقتصادية" على عدد من المحال الصغيرة التي تمتهن التمويل للأفراد بنظام التقسيط، وتضع على واجهاتها شعارات تحمل علامات تجارية لبعض السلع ومنها الصابون، السيارات، الجوالات، وبعض السلع الأخرى.

ويزعم مسؤولو تلك المحال بأنهم يعمدون إلى شراء الصابون وغيرها من المواد ومن ثم بيعها ليتم تمويل الأفراد بثمنها، في إشارة منهم إلى التمويل المتوافق مع الشريعة.

ويشير مختصون إلى أن أعمال تلك المحال مخالف للنظام، مؤكدين أن ترخيصهم في الأساس صادر تحت اسم "مكتب تعقيب" أو "مؤسسة تجارية"، وأنهم يضعون لوحات بهذه الأسماء في بداية إنشاء المحل لحين خروج الترخيص ومن ثم يعمدون إلى تغيير اللوحة ووضع عبارات التمويل والعلامات التجارية للسلع التي توضح نشاط البيع والتمويل من خلاله.

وخلال الجولة أشار البعض من مسؤولي تلك المحال إلى أنهم يعمدون في الوقت الحالي إلى شراء بطاقات الاتصال المسبقة الدفع ومن ثم بيعها في السوق بغرض تمويل الأفراد، مشيرين إلى أن تلك الطريقة هي الأفضل نظراً لسهولة تسويقها، وصعوبة تسويق الصابون أو الأجهزة الكهربائية التي كانت الوسيلة الوحيدة لهم في السابق، مؤكدين في الوقت ذاته أن الطريقة السابقة كانت تحوم حولها الشبهات من حيث طريقة البيع والشراء ومدى توافقها مع الشريعة.

وكشفت الجولات أن تلك المحال الصغيرة التي تمتهن التمويل والمنتشرة في الشوارع العامة الرئيسية بين الأحياء عقد معظمها اتفاقيات مع أحد البنوك المحلية، بحيث يتم تحويل رواتب المستفيدين من القروض على ذلك البنك-تحتفظ الجريدة باسمه- ومن ثم يتم الاستقطاع الشهري من حساب العملاء، وبفائدة كبيرة تتجاوز الـ 70 في المائة من حجم التمويل.

وتفرض تلك المحال على طالبي القروض شروطا معقدة وذلك ضمان لحقها، وتسهيل الحصول على الفوائد بأقصر الطرق، حيث توقع طالب القرض على شيكات من البنك المحول عليه الراتب، وتلزمه بتعريف بالراتب، كشف حساب بنكي لمدة ثلاثة أشهر، وكفيل غارم يضمن التسديد في حال تخلف طالب القرض الأساسي، في الوقت الذي تمتنع فيه تلك المحال من قبول طلبات قروض موظفي القطاع الخاص متذرعين في ذلك بعدم استقرار موظفي ذلك القطاع لفترات طويلة في أعمالهم.

وتمول تلك المحال الصغيرة حتى 30 ألف ريال لطالبي القروض، في الوقت الذي أخذت تنتشر فيه بشكل سريع نظراً لكمية الطلبات التي تردها، وخصوصاً من العملاء الذين لديهم قروض في بنوك أخرى ولا يستطيعون أخذ قروض أخرى ويلجأون بالتالي إلى مثل تلك المحال رغم ارتفاع نسبة الفائدة التي يتقاضونها نظير التمويل.


تنامي نشاط التقسيط وغلاء المعيشة


يقول أحمد الفهد مدير إدارة العقار والتقسيط في شركة الفهد للتجارة والصناعة وعضو لجنة التقسيط في الغرفة التجارية الصناعية، إن تنامي نشاط التقسيط في المملكة يرجع في الأساس إلى الطلب المتزايد وقلة السيولة لدى الأفراد، لافتاً إلى أن كثيرا من الأفراد يلجأون إلى تلك الشركات نظراً لرغبتهم في شراء المساكن والأراضي والعقار بصفة عامة نظراً لارتفاع أسعارها وبالتالي شراؤها بالتقسيط أفضل من دفع إيجار مسكن مدى الحياة على حد قوله.

وعن نشاطات تمويل شركات التقسيط، أوضح الفهد أن هناك شركات تعمل على تمويل شراء العقارات، السيارات، الأجهزة الكهربائية، وأخرى لتمويل شراء أثاث المساكن، مشيراً إلى أن نشاط التقسيط موجود في المملكة منذ زمن بعيد، وأن هناك شركات تقسيط عمرها 16 عاماً، وتعمل على خدمة المجتمع.

وحول عدم ضم قطاع التقسيط تحت مظلة رقابية لمتابعة أنشطتهم، أشار الفهد إلى أن شركات التقسيط تحاول منذ وقت بعيد أن ترتبط مع مؤسسة النقد، مؤكداً أنه سبق لتلك الشركات أن قدمت عددا من الطلبات من خلال لجنة التقسيط التابعة للغرفة التجارية الصناعية في الرياض للانضمام إلى "ساما" وأنه حتى الآن لم تحصل على أي موافقة بذلك.

وفيما يتعلق بتمويل شركات التقسيط للأفراد على الرغم من عدم وجود معلومات وافية عن العملاء، أوضح عضو لجنة التقسيط في غرفة الرياض أن شركات التقسيط تعمل على استقصاء معلومات العميل من خلال طلب كشف حساب يتضمن كافة المعلومات المالية والائتمانية للعميل، إلى جانب طلب السجل الائتماني أيضاً من قبل الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة)، ليتم دراسته والموافقة على طلبه بعد أن تتضح ملاءته المالية.

وقال الفهد "المشكلة تكمن في ناحية أخرى وهي متعلقة بالأفراد الممولين، كونهم يعملون على التمويل بفائدة مرتفعة جداً، وضمان عقاري، وهم لا ينظرون إلى سجل الائتمان لدى العميل، ويمولون بأي مبلغ، وبالتالي فإن خطرهم كبير جداً على المجتمع بالنظر إلى المشاكل المالية التي ستلحق بالعميل في حال كانت لديه قروض أخرى وجاءت الالتزامات فوق طاقته، وفي حال استفسرنا عن سجله الائتماني لدى (سمة) فإننا لن نحصل على معلومات نظراً لاقتراضه من أفراد ممولين غير مربوطين بأي مركز معلومات".





قوائم سوداء للمتعثرين.. وكفيل وعقار ضمان التمويل


وأشار مدير إدارة التقسيط والعقار في شركة الفهد للتجارة والصناعة، إلى أن شركات التقسيط تعمل على التعاون مع بعضها البعض فيما يختص بمعلومات العملاء والسجل الائتماني لهم، وأن بعضا منها تعمل على وضع قائمة سوداء للمتعثرين عن السداد والذين لهم سجل ائتماني يحمل معلومات اقتراض كبيرة من قبل الجهات الممولة، مؤكداً أن تلك المعلومات تتعاون فيها شركات التقسيط لتلافي الوقوع في تمويل عملاء يكبدون الشركة خسائر طائلة.

وقال الفهد إن شركات التقسيط لو تم ربطها بمؤسسة النقد لاستطاعة خصم القسط من العميل مباشرة بعد تحويل الراتب على أحد البنوك، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن تلك الشركات لا تملك سلطة الخصم من حساب العميل، وأن بعضاً من العملاء يعمل على إلغاء تحويل قيمة القسط على الشركة بعد أخذه السلعة أو العقار مباشرة، معتبراً ذلك من أهم المشكلات التي تعانيها شركات التقسيط.

وحول كيفية ضمان حقوق شركات التقسيط بعد تقييمهما التمويل للعملاء، أوضح الفهد أن تلك الشركات لها ضوابط محددة في هذا الجانب وأن بعضاً منها يطلب كفيلا قبل التزويد بالتمويل، والبعض الآخر يطلب رهنا عقاريا، وجزء منها يطلب الاثنين معاً.

وطالب الفهد بضرورة تخصيص جزء في المحاكم لمتابعة قضايا تحصيل الديون المتعثر في سدادها العملاء، وذلك لاستعادة أموال الشركات وبحيث لا تأخذ إجراءات التحصيل وقتاً طويلاً.


زيادة عدد العملاء للتحول إلى مساهمه


وهنا يقول بدر الشمري مدير عام شركة اليسر للتقسيط ونائب رئيس لجنة التقسيط، إن هناك عددا من شركات التقسيط التي اتبعت أسلوب استقطاب أكبر قدر من العملاء للتحول إلى شركة مساهمة عامة، ولإيهام المجتمع بأنها شركة ذات نشاط واسع وقوي في التقسيط، وأنهم يعمدون إلى طلب فوائد متدنية، مشيراً إلى خطورة هذا الأسلوب من حيث المشكلات الكبيرة التي ستعانيها الشركة في حال زيادة نسبة تعثر العملاء عن السداد.

ولفت الشمري إلى أن تنامي نشاط التقسيط في المملكة يرجع إلى زيادة احتياجات الأفراد للتمويل في الوقت الحالي، خصوصاً بعد الخسائر الطائلة التي تعرضوا لها من جراء الأسهم، والتضخم المرتفع الذي عاناه المواطن أخيراً، مبيناً أن الطلبات تتركز معظمها على شراء السيارات والعقارات.

وأضاف الشمري أن شركات التقسيط تضمن حقها من خلال معاينة السجل الائتماني للعميل الموجود لدى "سمة"، والاطلاع على حساباته في البنوك، لافتاً إلى أهمية أن تكون شركات التقسيط تحت مظلة مؤسسة النقد العربي السعودي.

وتابع "لو كان هناك رقابة وانضباطا في عمل شركات التقسيط فإن ذلك سيحد من الضرر الكبير على الاقتصاد المحلي، ولن تكون هناك تعثرات مالية كبيرة، ونحن في الوقت الحالي لا نملك إلا متابعة العملاء عن طريق شركة المعلومات الائتمانية سمة".

وحول ارتفاع فوائد شركات التقسيط، أوضح نائب رئيس لجنة التقسيط، أن شركات التقسيط تأخذ فوائد أعلى من البنوك نظراً لكون التقسيط هو مصدر دخلها الوحيد بخلاف البنوك التي تتعدد فيها مصادر الدخل، مشيراً إلى أن معظم شركات التقسيط تعمل على تقديم منتجات متوافقة مع الشريعة وبالتالي فإن فوائدها معقولة على حد قوله.

وأضاف نعمل على ضمان حقوقنا من خلال طلب خطاب من عمل طالب التقسيط، إلى جانب طلب صورة من بطاقة الأحوال والاطلاع على السجل الائتماني للعميل، وفي حال تعثر سدادها فيتم اللجوء إلى القنوات الرسمية لإجبار العميل على السداد.

واعتبر الشمري أن تنامي نشاط شركات التقسيط أخيراً أغرى عددا من الشركات الأجنبية التي عمل بعض منها على عقد شراكات مع رجال أعمال سعوديين للبدء في هذا النشاط في المملكة، مؤكداً بدء أعمال بعض من تلك الشركات خلال الفترة الأخيرة.

وأشار مدير عام شركة اليسر للتقسيط إلى أن من أهم العوائق التي تعانيها شركات التقسيط هو عدم وجود اتحاد أو آلية تجمع الشركات العاملة في هذا المجال من مختلف المناطق، مطالباً بضرورة وجود آلية تسمح بتنظيم العمل بشكل أكبر والاستفادة من المعلومات المتبادلة لتطوير هذا القطاع والبعد عن سلبيات العمل الفردي.


فتح مساهمات للبدء في النشاط.. وسرعة الاستجابة


يشير عبد الله السلطان مدير عام الشركة الوطنية للتقسيط إلى أن بعضا من شركات التقسيط تعمد قبل بدء نشاطها إلى فتح المساهمات لتأسيس الشركة، وجني الأرباح من خلال توظيف تلك المساهمات في هذا النشاط، إلى جانب أن بعضاً من تلك الشركات يعتمد في تمويله على رأسمالها، أو الاقتراض من البنوك وتدوير تلك الأموال في نشاط التقسيط.

وقال السلطان إن مشكلات شركات التقسيط مع تعثر العملاء عن السداد ناتج عن عدم وجود تنظيم قانوني يخدم النشاط، مؤكداً أن ذلك تسبب في الضرر البالغ على العميل من حيث ترتب تسديد فوائد كبيرة نظير مخاطرة الشركة في التقسيط، وتضرر الشركة من حيث عدم وجود نظام مراقبة يكفل حقها في استرجاع أموالها.

وأضاف أن هناك عددا من الشركات التي تدخل في مجال التقسيط وتخرج من السوق بعد عدة سنوات بسبب تحملها أعباء تعثر العملاء وعدم وجود قوة تحصيل لديها والأوضاع القانونية السلبية التي تعاني منها.





سوق سوداء مجهول حجمها!


يقول الدكتور عبد الرحمن السلطان أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن سلبيات شركات التقسيط في المملكة أكبر من إيجابياتها، معتبراً أن هناك عدم إدراك من المقترضين لحجم الأعباء المالية التي سيتكبدونها نظير تقاضيهم التمويل من خلال شركات التقسيط.

وأفاد السلطان أن شركات التقسيط تتحايل على العملاء من حيث الفائدة التي يتقاضونها من التمويل، وأنهم يعمدون إلى استقطاع جزء كبير من المال غير المتفق عليه بعد استلام القرض، وأنهم بذلك يسعون إلى التغرير بالعملاء من خلال عدم وضوح نسبة الفائدة الحقيقية.

وأبان السلطان أن عددا كبيرا من المقترضين يتساهلون بالعبء المالي الذي سيترتب عليهم من جراء الاقتراض من تلك الشركات بفوائد كبيرة، وأن تفكيرهم ينصب في استلام المبلغ المالي أو شراء السلع، مضيفاً "الكارثة تكمن في العملاء المقترضين من البنوك والذين يعمدون إلى الاقتراض أيضاً من شركات التقسيط، وهم بذلك يعرضون أنفسهم للخطر".

ووصف السلطان شركات التقسيط بـ "السوق السوداء المجهول حجمها" بسبب عدم معرفة مدى تعرض الأشخاص للقروض من خلالها، وبالتالي عدم وجود إحصائيات ومعلومات اقتصادية واضحة المعالم ليتم بناء الخطط الاقتصادية على ضوئها.

وطالب السلطان بضرورة إلغاء الكفيل الغارم الذي تشترطه شركات التقسيط لتقليص الأخطار الناتجة عن تلك الكفالة، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن وجود شركات التقسيط تحت تنظيم رسمي صارم كمؤسسة النقد سيكون له أثر جيد على القطاع.


أزمة الائتمان الأمريكية والدروس المستفادة


يقول الدكتور محمد آل عباس عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد إن الأزمة التي واجهتها أمريكا تكمن في الإفراط في الائتمان، وهو ما تسبب في تراجع أسعار العقار، لافتاً إلى أن زيادة الائتمان بالشكل الذي لا يخضع لرقابة كشركات التقسيط ينذر بخطر يجب الانتباه له ومراقبته عن كثب.

وأضاف آل عباس "النظام المالي الائتماني شبكة متكاملة والعصب الحقيقي له هي البنوك ومؤسسة النقد ويتفرع منها شركات التقسيط، وهذه الشركات تقدم الائتمان لأشخاص خطيرين بمعنى أن أعباءهم المالية تفوق طاقتهم، ولهم معدل اقتراض إضافي وهم يعتمدون على تلك الناحية، ويفرضون نسب فائدة كبيرة جداً".

وتابع "في الوضع الاقتصادي المزدهر قد لا نواجه مشكلة، لكن إذا وصل الأمر إلى إحجام العملاء عن التسديد لوجود أزمة اقتصادية فستبدأ مصالح تلك الشركات بالتضرر وتكون على شكل ظاهرة، وستبدأ بعدها الشركات في الإحجام عن تسديد الأموال التي اقترضتها من البنوك نظير البدء في النشاط وتكوين رأس المال، وبالتالي تكون لدينا مشكلة اقتصادية كالذي حدث في أمريكا لا قدر الله".

ولفت آل عباس إلى أن شركات التقسيط لا يوجد عليها مظلة رقابية تشرف على معدل الفائدة، أو ضخ السيولة والتسهيلات التي تأخذها من البنوك، إلى جانب عدم خضوعها لمراقب قانوني، وليست مجبرة على تقديم قوائم مالية بحكم أن معظمها شركات ذات نظام تظامني، مبيناً أن مصادر أموالها عليها كثير من علامات الاستفهام وغير خاضعة للرقابة، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا سيخلق فوضى وعدم ثقة بالائتمان مع مرور الوقت.

وأفاد عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد أن الحل يكمن في أن تتحول شركات التقسيط إلى مساهمة مغلقة أو شركات ذات مسؤولية محدودة ويكون ذلك التحول خاضعا لإشراف مؤسسة النقد العربي السعودي، وأن يصدر لها نظام صارم تخضع على أثره لإشراف المؤسسة وتربط مع البنوك ويديرها أشخاص مؤهلون.




تنامي القطاع وصعوبة التطوير


يشير محمد بن ناصر الجديد المستشار الاقتصادي إلى أن تنامي قطاع شركات التقسيط دون وجود إطار رقابي سيصعب من تطوير القطاع في المستقبل، وأن عدم وجود رقابة في الوقت الحالي سيؤثر سلباً في المستهلك الذي قد يهتم بتلبية احتياجاته دون النظر إلى الأعباء المالية التي سيتكبدها.

واعتبر الجديد وجود رقابة على قطاع شركات التقسيط سيخلق أعباء كبيرة على تلك الشركات والعملاء على حد سواء، بالنظر إلى زيادة الإقراض بمعدل فائدة كبير، لافتاً إلى أن عددا من تلك الشركات طلبت في وقت سابق بضرورة إخضاعها تحت إشراف مؤسسة النقد العربي السعودي، وأنه إذا كانت تحت إشراف أي جهة رقابية فسيساعد على تنمية القطاع بالشكل الذي يخدم الاقتصاد المحلي.

وقال الجديد "قطاع التقسيط في المملكة يعتبر من القطاعات الواعدة، ولكنه حتى الآن لم يحظى بتنظيم فعلي، ومن الضروري في الوقت الحالي إعادة هيكلته لتستمر عملية الائتمان في المملكة بالشكل الجيد".

من جهته يقول الدكتور محمد السالم أستاذ الاقتصاد في جامعة الأمير سلطان الأهلية إن التمويل يجب التعامل معه بشكل حذر، مشيراً إلى أن ما ظهر في أمريكا من أزمة يرجع في الأساس بسبب الائتمان، مطالباً بضرورة تنظيمه لكن دون إيقافه.

وقال السالم إن شركات التقسيط لا يلجأ لها إلا من تم رفضه من قبل البنوك نظراً لوجود التزامات مالية عليه نظير اقتراضه، وبالتالي ملاءته المالية لا تسمح، مبيناً أنه في هذه الحالة يرضى بتحمل تسديد الفوائد الكبيرة في سبيل الحصول على حاجته.

وأضاف "في حال تعثر العملاء عن السداد فإن ذلك سيؤدي إلى سقوط تلك الشركات، وبالتالي من المحتمل أن تحدث أزمة اقتصادية في حال كان عدد المقترضين كبيرا".

واقترح السالم إنشاء هيئة رقابية متفرعة من وزارة التجارة والصناعة لتنظيم أعمال شركات التقسيط، مطالباً في الوقت ذاته الهيئات الشرعية في تلك الشركات بعدم تسهيل أعمالها وفق الفوائد المالية المرتفعة على القروض، مضيفاً "من الضروري أن تعدل أسعار فائدة القروض لدى تلك الشركات بحيث لا تستغل حاجة الأفراد للتمويل في سبيل الحصول على الفائدة التي تعتبر كالربا المحرم".


http://www.aleqt.com/2008/11/29/article_169075.html

المجرب
29-11-2008, Sat 4:07 PM
كثر الحديث مؤخرا عن هذه الشركات .... فهل هو مفتعل من قبل البنوك ؟

Dr.M
30-11-2008, Sun 7:18 PM
تحقيق يكشف تنامي الطلبات بعد تقييد الإقراض في البنوك
155 شركة تقسيط في المملكة .. ونسبة التعثر في السداد تصل 70%

عبد الله البصيلي من الرياض
كشفت إحصائيات رسمية حصلت "الاقتصادية" عليها، عن زيادة أعداد شركات التقسيط إلى 155 شركة برساميل تجاوزت ثمانية مليارات ريال، مع انتشار واسع لتلك الشركات في المدن الرئيسة من المملكة وحتى المحافظات وذلك بالنظر إلى تنامي حجم الطلب عليها أخيراً.

ويستعرض الجزء الثاني من التحقيق الخاص بشركات التقسيط، الإجراءات النظامية التي تخضع لها تلك الشركات من خلال وزارة التجارة، والتي اعتبرت – الوزارة - أن تلك الشركات أصبحت في الوقت الحالي تمارس نشاط توظيف الأموال أكثر من ممارسة البيع بالتقسيط، مؤكدة أن النظام أوجب إنشاء مركز معلومات لربط شركات التقسيط بالاتفاق مع مجلس الغرف، وأنه لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.

واعتبر نبيل المبارك مدير عام شركة سمة للمعلومات الائتمانية، أن مصادر أموال بعض شركات التقسيط يحوم حولها عديد من الشبهات، لكونها تعتمد على ميزانيات عالية تتجاوز في بعضها 700 مليون ريال، ولا يعرف لها تاريخ في السوق المحلية، مؤكداً في الوقت ذاته أن هناك مخاطر من أن تكون تلك الشركات مصدرا لعمليات غسل أموال ومن ثم دخول تلك الأموال للدورة الاقتصادية في القطاع المصرفي على شكل أقساط مسددة من قبل عملاء تلك الشركات.


في مايلي مزيداً من التفاصيل:


كشفت إحصائيات رسمية حصلت "الاقتصادية" عليها، عن زيادة أعداد شركات التقسيط إلى 155 شركة برساميل تجاوزت 100 مليار ريال، مع انتشار واسع لتلك الشركات في المدن الرئيسية من المملكة وحتى المحافظات وذلك بالنظر إلى تنامي حجم الطلب عليها أخيراً.

الجزء الثاني من التحقيق الخاص بشركات التقسيط، استعرض الإجراءات النظامية التي تخضع لها تلك الشركات من خلال وزارة التجارة، والتي اعتبرت-الوزارة- أن تلك الشركات أصبحت في الوقت الحالي تمارس نشاط توظيف الأموال أكثر من ممارسة البيع بالتقسيط، مؤكدة أن النظام أوجب إنشاء مركز معلومات لربط شركات التقسيط بالاتفاق مع مجلس الغرف وأنه لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.

واعتبر نبيل المبارك مدير عام شركة سمة للمعلومات الائتمانية، أن مصادر أموال بعض شركات التقسيط يحوم حولها العديد من الشبهات، لكونها تعتمد على ميزانيات عالية تتجاوز 700 مليون ريال، ولا يعرف لها تاريخ في السوق المحلي، مؤكداً في الوقت ذاته أنه هناك مخاطر من أن تكون تلك الشركات مصدرا لعمليات غسل أموال ومن ثم دخول تلك الأموال للدورة الاقتصادية في القطاع المصرفي على شكل أقساط مسددة من قبل عملاء تلك الشركات.

وأشار المبارك إلى زيادة أعداد شركات التقسيط بهذا الشكل جاءت بناء على المردود المادي الذي حققته، إلى جانب افتقادها جانب الرقابة والإشراف على أعمالها.

وأكد المبارك أن بعض تلك الشركات تجاوز تعثر سداد العملاء للتمويل فيها 50 إلى 70 في المائة، حسب إحصائيات "سمة"، متوقعا خروج عدد منها من السوق وإعلان إفلاسها إذا ما استمرت على تلك الحال.

واعتبر مدير عام "سمة" أن ارتفاع نسبة التعثر سيتسبب في حدوث مشكلات اجتماعية خطيرة، وأن معظم الشكاوى التي ترد إلى مراكز الشرطة تتعلق بشركات التقسيط من حيث تأخر العملاء عن تسديد القسط المستحق.

وأضاف المبارك أن افتقاد تلك الشركات الرقابة يعني أن لها مطلق الحرية في منح القروض، وأن هذه الطريقة لا تتم في أي بلد في العالم، كاشفاً عن مشروع نظام حكومي جديد يجري دراسته تمهيداً لإقراره يتعلق بمراقبة أعمال شركات التمويل في المملكة، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة الإسراع في إقراره تلافياً لحدوث مشكلات كبيرة تنتج عن الكمية الكبيرة التي تضخ من الأموال لإقراض العملاء من خلال تلك الشركات.

هنا تفاصيل الجزء الأخير من التحقيق.




شركات التقسيط وامتهان توظيف الأموال

يوضح علي عسيري مدير التجارة الداخلية، أن النظام ينص على عدم مزاولة أي منشأة سواء مؤسسة أو شركة عمليات البيع بالتقسيط إلا بعد الحصول على ترخيص من وزارة التجارة، مشيراً إلى أن الطلبات تستقبلها في البداية إدارة التجارة الداخلية وتحيلها بعد ذلك إلى إدارة الشركات لاستكمال الإجراءات النظامية، وتوجيهه إلى إدارة السجل التجاري للبدء في النشاط كأي شركة أخرى.

وقال عسيري إن نشاط التقسيط يعتبر نوعا من أنواع البيع بالآجل، وأن الترخيص يجب أن يحدد من خلالها السلع التي تباع بالتقسيط، لافتاً إلى أن النظام الأساسي لشركات التقسيط أوجب إنشاء مركز معلومات خاص بشركات التقسيط ويتبع لمجلس الغرف السعودية وبإشراف وزارة التجارة والصناعة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه حتى الآن لم تستكمل إجراءات إنشاء المركز الذي سيكون عمله مشابها للشركة السعودية للمعلومات الائتمانية سمة من حيث توضيح جميع الالتزامات المالية لطالبي شراء السلع بالتقسيط.

وأضاف "أن نظام البيع بالتقسيط ينص على أن يكون عقد البيع المصدر من قبل الشركة التي تعمل في هذا النشاط محررا من نسختين، وأن يلزم البائع صاحب الفائدة ببيع المشتري في حالة التعثر، وأن يتسوفي 20 في المائة من قيمة السلعة عند تسليم البيع، لافتاً إلى أن عددا من الشركات التقسيط أصبحت في الوقت الحالي تمارس عددا من الأمور السلبية ومنها توظيف الأموال أكثر من ممارسة البيع بالتقسيط".

وتابع، توظيف الأموال من خلال تلك الشركات يتم عن طريق أخذ أموال عن طريق نظام المساهمات في الشركة، مبيناً البعض عمل بشكل نظامي والبعض الآخر وظف أموال الأفراد ولم يؤدي المطلوب منه، مؤكداً أنه حدث أخيراً عدد كبير من الإشكالات بسبب تلك الطرق.

وقال مدير عام التجارة الداخلية إن النظام ينص على أن مراقبة شركات التقسيط تتم من خلال وزارة التجارة والصناعة، مشيراً إلى أن تلك الشركات تحتاج إلى تطوير ذاتها بالشكل الذي يجعل منها قيمة مضافة إلى الاقتصاد المحلي، وأن تلتزم بالتعليمات الواردة في النظام وتربط بياناتها مع مركز المعلومات التابع لمجلس الغرف السعودية.


رساميل تتجاوز 100 مليار معظمها في العاصمة

وبحسب الإحصائيات الصادرة من وزارة التجارة والصناعة واطلعت عليها "الاقتصادية"، فإن عدد شركات التقسيط العاملة في المملكة يبلغ 155 شركة وتتجاوز رساميلها 100 مليار ريال.

وحازت الرياض على نصيب الأسد من شركات التقسيط بواقع 83 شركة وبرساميل تقدر بـ 1.297 مليار ريال، تليها جدة 48 شركة برساميل بلغت 2.367 مليار ريال، مكة المكرمة 5 شركات بـ 2.400 مليون ريال.

ولم تخل المحافظات في المملكة من شركات التقسيط، حيث طالها نصيب من تلك الشركات وبعدد محدود مقارنة بالمدن الرئيسية في المملكة، في الوقت الذي يمثل فيه مجمل أعداد شركات العام الجاري زيادة ملحوظة عن الأعوام الماضية، وهي بحسب المختصين ناتجة عن تزايد أرباح تلك الشركات، وكمية الطلبات التي تتحصل عليها من قبل العملاء خصوصاً مع تقنين الإقراض من قبل البنوك.




تعثر في السداد يصل إلى 70%

وقال نبيل المبارك مدير عام شركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة)، إنه حسب الدراسة التي أجريت في عام 2006 بناء على معلومات من وزارة التجارة والصناعة، فإن الرياض أخذت النصيب الأكبر من تواجد شركات التقسيط بواقع 60 شركة، كما أنه كان في تلك الفترة نحو 35 طلباً للوزارة تتعلق بأخذ تصريح لعمل شركات في هذا الجانب، مبينا أنه لم ينظم من شركات التقسيط إلى "سمة" سوى 15 شركة.

وأشار المبارك إلى أن زيادة أعدادها بهذا الشكل جاءت بناء على الجدوى الاقتصادية من إقامة مثل تلك الشركات وارتفاع المردود المادي منها، إلى جانب افتقادها لجانب الرقابة والإشراف على أعمالها.

وأفاد المبارك أن المقترضين من شركات التقسيط المنظمة إلى عضوية "سمة" تبلغ أعدادهم نحو 26 ألف مقترض، مشيراً إلى أن تلك الشركات لا تشكل سوى 30 في المائة من إجمالي أعداد الشركات العاملة في المملكة، وأنه في حال حساب إجمالي عدد المقترضين من جميع شركات التقسيط، فإن العدد سيتجاوز 400 ألف عميل.

ولفت المبارك إلى أن حجم القروض المتعثر في سدادها العملاء لشركات التقسيط تبلغ 22 في المائة من إجمالي حجم القروض ككل، بحسب بيانات أعضاء "سمة"، لافتاً إلى أن بعضاً من تلك الشركات تجاوز التعثر فيها 50 إلى 70 في المائة، متوقعا خروج عدد منها من السوق وإعلان إفلاسها إذا ما استمرت على تلك الحال.

واعتبر مدير عام شركة "سمة" أن ارتفاع نسبة التعثر سيتسبب في حدوث مشكلات اجتماعية خطيرة، وأن معظم الشكاوى التي ترد إلى مراكز الشرطة تتعلق بشركات التقسيط من حيث تأخر العملاء عن تسديد القسط المستحق.

وأضاف المبارك أن افتقاد تلك الشركات الرقابة يعني أن لها مطلق الحرية في منح القروض، وهذه الطريقة لا تتم في أي بلد في العالم، والتنظيم الوحيد الذي يخضعون له هو أخذ الرخصة من وزارة التجارة وبعد ذلك لا تتم مراقبة أنشطتهم، مشيراً إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي تمارس ضغوطاً كبيرة على البنوك في سبيل تقنين حجم القروض بحيث لا تحدث مشكلات مستقبلية للعملاء نظراً لحساسية موضوع الائتمان.

وأفاد مدير عام شركة للمعلومات الائتمانية أنه خلال الفترة الماضية تم الحديث بشكل كبير عن القروض والمشكلات التي تبعتها، إلا أنه أوضح أنه على الرغم من ارتفاع حجم القروض في الأعوام الماضية إلا أنه يظل أقل مستوى من بعض الدول الخليجية التي يقل عدد مواطنيها عن السعودية بشكل كبير، مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك القيود التي شهدتها البنوك في الفترة الماضية خلقت نوعاً من الحرية والطلب الكبير على شركات التقسيط وبالتالي توسعت أعمالها بشكل كبير الآن.

وذكر المبارك أن هناك مشروع تنظيم جديد سيصدر، يتعلق بمراقبة أعمال شركات التمويل في المملكة، مطالباً بضرورة الإسراع في إقراره تلافياً لحدوث مشكلات كبيرة تنتج عن الكمية الكبيرة التي تضخ من الأموال لإقراض العملاء وبالتالي احتمالية تعثر العملاء عن سداد تلك القروض نتيجة تحملهم أكبر من طاقتهم المالية بشكل لا يتلاءم مع ملاءتهم المالية .

وأضاف أن معظم شركات التقسيط تعتمد في إقراضها على الأفراد إما سيارات أو إلكترونيات، أوقروض زواج وتعليم، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن تلك الشركات لا تعتمد على نظام استقطاع المستحق من القسط من الراتب مباشرة، بل تعتمد في المقام الأول على تسديد العميل للمبلغ المستحق مباشرة دون النظر إلى راتبه.

وزاد هذه الشركات تضمن حقها من خلال أدواتها الخاصة في إجبار العميل على التسديد ومنها سحب السيارة، إلا أن وزارة الداخلية اضطرت إلى إصدار تعميم بمنع سحب السيارات من العملاء بعد تزايد هذه الظاهرة خلال الفترة الأخيرة وحدوث إشكاليات كبيرة نتيجة لهذا الأسلوب.


أدوات ضغط على المتعثرين

وأبان أن بعض تلك الشركات تستخدم أدوات أشد قسوة تتمثل في إرسال مندوب إلى المسجد الذي يصلي فيه العميل والعمل على مطالبته أمام المصلين وجيرانه في الحي، واستخدام أقربائه في بعض الأحيان لإحراجه وإجباره على الدفع، دون أي رادع.

وقال المبارك إن الفائدة التي تأخذها شركات التقسيط أعلى بكثير من البنوك، مشيراً إلى أن أحد العملاء حسب معرفته اشترى سيارة من نوع كابرس بـ 74 ألف ريال، وجاءت المحصلة النهائية عليه بعد احتساب فوائد القرض من أحد شركات التقسيط 160 ألف ريال.

وأضاف أن العقد الذي وقعه العميل مع إحدى شركات التقسيط يشير من خلال أحد بنوده إلى أنه بعد سير السيارة لعدد معين من الكيلومترات فإن كل كيلو يزيد على هذا العدد يتم استقطاع 09 هللات تضاف إلى فائدة القرض.

وأشار مدير عام سمة إلى أن شركات التقسيط تختلف فيما بينها في احتساب الفائدة على القرض، إلا أنه أكد أن تلك الفائدة لا تقل عن 14 في المائة، مشيراً إلى أن استفادتهم تتم بشكل أكبر من خلال شريحة العملاء الذين لهم مستوى تعليمي متدن جداً.

واعتبر المبارك أن الإقراض هو النتيجة العكسية لزيادة الاستهلاك عن المعدل الطبيعي وبالأخص الإقراض غير المنتج، مبيناً أنه في حال كان الإقراض لبناء مساكن أو إقراض لنشاط تجاري فإن ذلك سيكون إيجابياً من حيث تحريك العجلة الاقتصادية، وتوسع فرص العمل وزيادة الناتج القومي، لكن في حال الإقراض الاستهلاكي فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة التضخم.

وأضاف " إن حد أهم مسببات التضخم هي الإنفاق الذي تزيد من شراهته عمليات التمويل غير المنظمة، والسبب في رفع نسبة الفائدة يأتي للحد من التضخم، أو التوسع حسب الضغط الاقتصادي، لكن إذا لم تتوافر لدي المعلومة الكافية عن حجم التمويل الصادر من شركات التقسيط، فبالتالي كيف يمكن أن نبني قرارات مهمة على معلومات اقتصادية غير دقيقة وغير مفيدة للمجتمع لضبط النواحي الاقتصادية".

وزاد "لقد لمسنا كيف استطاعت السياسات التي اتبعتها مؤسسة النقد خلال عام 2005 من الحد من جانب الإقراض في البنوك بشكل كبير، وبالتالي بعد تقييد تلك البنوك عن الإقراض والتوسع، وجدت تلك الشركات الفرصة الثمينة التي يجب اقتناصها كما يذكرها لي أحد مديري شركات التقسيط، وتوسعت في إقراضها للمواطنين بشكل كبير".



قروض متوافقة مع الشريعة!

ويضيف نبيل المبارك أن شركات التقسيط تستخدم جانب الشريعة في تسويق قروضها كشعار ، منها على سبيل المثال عبارة "برنامج متوافق مع الشريعة الإسلامية"، مبينا أنها تعد منتجات بنكية كغيرها من المنتجات الأخرى وهم يسعون من وراء ذلك إلى استخدام مشاعر المواطنين في التسويق لقروضهم.

وأضاف أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين ينجرفون خلف تلك الشعارات، ويقدمون على أخذ مثل تلك القروض رغم ارتفاع نسبة الفائدة فيها، معتبراً أن البعض من العملاء لا يفكر في تلك الفائدة إلا بعد تعثرهم عن السداد.

وتابع المبارك أن بعض تلك الشركات لا يوجد فيها سوى أربعة أشخاص في مكتب صغير، ولا يستخدمون جهاز الحاسب الآلي، ويعتمدون بشكل كبير على الأوراق في تدوين معاملات القروض وبشكل يدوي ، مؤكداً أن جزءاً كبيراً منهم بدأوا حياتهم العملية كمعقبين لدى الدوائر الحكومية وانتهوا بفتح مكاتب أو شركات للتقسيط بعد أن وجدوا الفائدة الكبيرة من وراء تقديم القروض، مستدركاً أن بعض من تلك الشركات عملت على أعلى المستويات من خلال توظيف أشخاص لهم خبرة في المجال المصرفي وعددهم قليل جداً على حد قوله.

وحول أصول تلك الشركات، يوضح المبارك أن بعض شركات التقسيط تجاوزت أصولها حاجز المليار ريال، مبيناً أن منها من يتمتع بمهنية عالية وليس لديهم أي اعتراض على دخولهم ضمن عضوية الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية "سمة" وأي تنظيم جديد.



مصادر أموال شركات التقسيط وغسيل الأموال!!

واعتبر المبارك أن مصادر أموال بعض شركات التقسيط يحوم حولها العديد من الشبهات، مشيراً إلى أن بعض تلك الشركات معروف مصدر أموالها بحكم طبيعة عملها كشركات التقسيط التابعة لوكالات السيارات والتي أنشأت –الوكالات- هذا النشاط لتمويل بيع سياراتهم وتسويقها بشكل أقوى، إلا أن البعض منها لايُعرف مصدر أموالها وميزانيتها عالية وتتجاوز بعضها 700 مليون ريال، ولا يعرف لها تاريخ في السوق المحلية، مؤكداً في الوقت ذاته أن هناك مخاطر من أن تكون تلك الشركات مصدر لعمليات غسل أموال ومن ثم دخول تلك الأموال للدورة الاقتصادية في القطاع المصرفي على شكل أقساط مسددة من قبل عملاء تلك الشركات.

كما طالب المبارك بتنظيم هذا الأمر من حيث دخول تلك الشركات ضمن نطاق مؤسسة النقد ليتم مراقبتها وتلافي حدوث غسل أموال عن طريقها، لافتاً إلى أنه شهد محاولات غسل أموال من خلال بعض الأفراد الذين طلبوا من بعض شركات التقسيط شراء سيارة عن طريق الأقساط بقيمة 140 ألف ريال، ويعمل على سداد 70 في المائة من قيمة الأقساط فوراً ليتبقى نحو 30 في المائة فقط، متسائلاً: "الشخص الذي يدفع 70 في المائة من قيمة الأقساط لا يستطيع أن يكمل بقية المبلغ"؟.

وتابع "بعد شهرين من دفع الـ 70 في المائة من قيمة الأقساط يأتي هذا الشخص إلى الشركة ويطلب تسديد باقي المبلغ دون طلب تخفيض، واكتشف فيما بعد أن العملية وراءها أشخاص يعملون على وضع أحد الأشخاص في الواجهة ويدفعون له الأموال لشراء السيارة من خلال شركات التقسيط ويضخون فيما بعد الأموال بعد انتهاء العملية وبيع السيارة في القطاع المصرفي، وهم بذلك لا يعتمدون على شخص واحد فقط بل يصل اعتمادهم في بعض الأحيان على 100 شخص ليجروا بذلك عملية غسل للأموال عن طريق استغلال شركات التقسيط التي تخلوا من المراقبة وبالتالي تعتبر قناة مهمة لغسل الأموال".






وزاد "هناك بعض الشركات التي تمنح العميل 100 ألف ريال على أن يتم تسديدها خلال أربعة أعوام وبنسبة فائدة لا تتجاوز 10 في المائة (2.5 في السنة الواحدة)، يعني "ببلاش"، وأتساءل هنا كيف تقرض الشركة مبلغ 100 ألف ريال بفائدة 2.5 في المائة سنوياً، وهذه الشركة موجودة وتعمل حالياً وهي بعملها هذا يحوم حولها شبهات غسل الأموال من خلال تلك الطريقة، وأؤكد هنا أن البعض لهم مصلحة في عدم ضم قطاع التقسيط إلى مظلة القطاع المالي في المملكة، وهذا القطاع لا يمكن أن يتجزأ في أي بلد في العالم، ورأينا الأزمة الاقتصادية العالمية على الرغم من وجود تنظيم فما بالك في حال لم يكن هناك تنظيم".



http://www.aleqt.com/2008/11/30/article_169403.html

مدور النسبه
30-11-2008, Sun 8:40 PM
مسائك خير يادكتور
بغض النظر عن تبعات هذا القطاع مستقبلاً
صدقني هذا التقريرتقف وراءه البنوك وهو مدفوع الثمن !

الرياح
30-11-2008, Sun 9:26 PM
مسائك خير يادكتور
بغض النظر عن تبعات هذا القطاع مستقبلاً
صدقني هذا التقريرتقف وراءه البنوك وهو مدفوع الثمن !

تعجبني فطنتك؟؟
من يقرع الطبل نبيل المبارك حارس بوابة البنوك وبوقها من خلال سمة

مشغول البال
01-12-2008, Mon 12:17 AM
مسائك خير يادكتور
بغض النظر عن تبعات هذا القطاع مستقبلاً
صدقني هذا التقريرتقف وراءه البنوك وهو مدفوع الثمن !
لا استبعد ذلك فعلا

Hoshan
01-12-2008, Mon 10:00 AM
هذه التقارير حرب بين تجار الجفرة و البنوك و لكل زبائنه.