الجبل
20-10-2008, Mon 12:33 PM
قل 10 دول تـأثراً بــالأزمـة
إعداد: وليد قرضاب
إذا نظرنا إلى العالم نجد أن هناك فوضى عارمة في القطاع المالي، وكأن هناك «بازل» جديدا هو في طور التركيب، ولكن قطعه مبعثرة بشكل كبير ومن الصعب تحديدها بدقة.
ففي حين ان الأسبان غير قادرين على بيع ما لديهم من منازل وعقارات، فإن دبي لم تتوقف عن البناء، وفي حين أيسلندا على حافة الافلاس فإن تايلاند لا تعرف ماذا تفعل مع احتياطاتها النقدية، هناك الكثير من التناقضات ولكن من سيخرج أفضل؟
لم تترك الأزمة المالية أحداً يسلم من تداعياتها، وآخر ما انتهت إليه هو تأثيرها الكبير الذي طال الدول الاوروبية، فالمصارف الكبيرة على حافة الافلاس أو في أفضل الحالات مؤممة أو بمعنى أخف وطأة تحت يد الدولة التي تدخلت لمنع انهيارها، وكذلك الأمر بالنسبة لسائر دول العالم التي أثرت عليها الأزمة، وان بنسب متفاوتة، ولكن تبقى هناك بعض الدول التي ليست بمنأى عن الأزمة، انما تداعياتها هي أقل وطأة عليها، وهذه قائمة بعشر دول تعتبر الأقل تأثراً بما يجري في العالم جراء الأزمة المالية الحالية.
الصين
تعتبر أكبر دائن للولايات المتحدة الأميركية، وهي قد هيأت نفسها لمواجهة ما قد يصيبها من تداعيات الأزمة باعتمادها على «جبل من الدولارات» وهي قادرة على المساعدة في تخطي الأزمة، ولكن ليس بأي ثمن، خصوصاً وان الأزمة من المتوقع ان تخفض من الصادرات الصينية باتجاه الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن من ناحية أخرى، فإن الصين ليست بحاجة اليوم للعمل على الصعيد الدولي وهي تعمل باستخدام احتياطاتها في النطاق المحلي بهدف تحقيق الاستقرار المالي الداخلي.
البرازيل
حتى اللحظة، فإن الولايات المتحدة لا تزال الشريك التجاري الأول للبرازيل، ولكن الصين والهند هما في طور تولي الدور القيادي في المرحلة المقبلة، وهذا سيجعل من البرازيل الدولة العظمى في أميركا اللاتينية للسنوات المقبلة، حيث انها تعمل على تطوير نفسها حالياً لتصبح من أهم الدول الناشئة والمراكز المالية والتجارية في العالم.
رومانيا
المصارف في رومانيا غير خاضعة لنظام الائتمان العالمي، وبالتالي فإن أي تباطؤ في النمو قد يطولها سيكون نتيجة الوضع الاقتصادي العالمي وليس نتيجة أزمة القروض والائتمان، خصوصا وان رومانيا تلقب بنمر الشرق، وهي تصب اهتمامها على التطوير الصناعي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والأسلحة.
تايلاند
بالنسبة لتايلاند، فإن أكبر تهديد قد يطولها سيكون من الشركة الأميركية «المجموعة الأميركية العالمية» التي تسيطر على نصف السوق التايلاندي المحلي، ولكن على الرغم من ذلك فإن التأثير سيكون محدوداً، نظراً للاحتياطيات النقدية الضخمة التي يؤمنها لها صندوقها الذي يملك 6.1 مليارات يورو من الاحتياطي النقدي اضافة الى اصول بقيمة 8.2 مليارات يورو، وكذلك صناديق رأس المال التي بلغت ارقامها نسبة 1100 في المائة من الحد القانوني المسموح به.
كوريا الشمالية
ان عزلة اميركا الشمالية، على الرغم من محاولة التقارب الخجولة مع الصين وكوريا الجنوبية، قد لعبت لمصلحتها، حيث ان هناك القليل من الشركات المستثمرة فيها، وهذا يجعلها بمنأى عن التعرض لاضطرابات مالية في حال الافلاس.
إيران
كانت ايران منذ فترة طويلة موضع حديث عن العقوبات والحظر، ونتيجة لذلك بقيت معزولة عن الاسواق الدولية. وفيما تعاني هذه الاسواق اليوم من مشاكل بسبب الازمة المالية، فان ايران لم تتأثر، بل العكس من ذلك، فان النفط بقي من المنتجات التي قاومت الحصار وحصنت ايران بفوائض مالية كبيرة ناتجة عن ارتفاع اسعار النفط، فايران والصين اليوم تملكان الرؤية نفسها تقريبا. ولكن ايران ليست بمنأى تماما عن الازمة، لان تعاونها مع بعض الدول الاوروبية التي تعاني اليوم من مشاكل كبيرة قد يكون مدخلا لتعرضها لبعض التداعيات.
ماليزيا
هذه الدولة التي تقع في جنوب غرب آسيا هي اليوم موطن للعديد من المؤسسات المتعددة الجنسيات، وكذلك لمؤسسات اميركية، لكن المحللين يتوقعون ان الازمة الحالية ستدفع الشركات المتعددة الجنسيات الى نشر اعمالها التجارية في جميع انحاء العالم، وماليزيا من الدول التي ستكون ملاذا لتلك الشركات بكونها بلدا، الاجور فيه منخفضة ولديه سمعة قوية ويشكل بديلا للسوق الصيني، الذي فيه اعمال تزوير وصناعات اقل جودة.
المغرب
هناك ميل للقول ان المغرب ومصارفه لم يتعرضا لمحافظ الائتمان التي تواجه مشاكل في الوقت الحالي، ولكن بصورة عامة، فإن الزراعة التي تشكل اهم مورد للدولة ستمكن من خلال فائض الانتاج توفير احتياجات السوق المحلي من المنتجات الزراعية. وعلاوة على ذلك، فإن نصف عائدات المغرب تأتي من مناجم الفوسفات، اذ ان المغرب يمتلك نحو 32 في المائة من الاحتياطي العالمي من هذه المادة التي ارتفعت اسعارها بنسبة 700 في المائة خلال العامين الماضيين.
أرمينيا
هذا البلد الآسي اوروبي (اسيوي واوروبي) هو بلد صغير ولم يكن جزءا كبيرا من التجارة الدولية، حتى انه طوّر شبكته المالية المتواضعة التي لا تتأثر بالازمة العالمية، وهو يعتبر من الدول الاقل تأثرا والاقل ضررا، لكن التهديد الوحيد الذي سيتعرض له هو تراجع نسبة الاستثمارات الاجنبية فيه، مما قد يؤخر نموه.
الإمارات
ان مدن دبي وابوظبي في الامارات العربية المتحدة ستواصل نشر الفخامة والرقي الذي ستسمح به العائدات النفطية، وذلك من خلال الاستمرار بتشييد العقارات الفخمة، لا سيما الابراج العالية والفنادق الفاخرة وكذلك السيارات الباهظة الثمن، وهذا ما يسميه البعض «الحلم العربي» في مقارنة مع الحلم الاميركي، والنفط سيكون من اهم مصادر الطاقة للسنوات المقبلة ايضا، والذي سيكون في الوقت نفسه اكبر تأمين على حياة الامارات العربية.
إعداد: وليد قرضاب
إذا نظرنا إلى العالم نجد أن هناك فوضى عارمة في القطاع المالي، وكأن هناك «بازل» جديدا هو في طور التركيب، ولكن قطعه مبعثرة بشكل كبير ومن الصعب تحديدها بدقة.
ففي حين ان الأسبان غير قادرين على بيع ما لديهم من منازل وعقارات، فإن دبي لم تتوقف عن البناء، وفي حين أيسلندا على حافة الافلاس فإن تايلاند لا تعرف ماذا تفعل مع احتياطاتها النقدية، هناك الكثير من التناقضات ولكن من سيخرج أفضل؟
لم تترك الأزمة المالية أحداً يسلم من تداعياتها، وآخر ما انتهت إليه هو تأثيرها الكبير الذي طال الدول الاوروبية، فالمصارف الكبيرة على حافة الافلاس أو في أفضل الحالات مؤممة أو بمعنى أخف وطأة تحت يد الدولة التي تدخلت لمنع انهيارها، وكذلك الأمر بالنسبة لسائر دول العالم التي أثرت عليها الأزمة، وان بنسب متفاوتة، ولكن تبقى هناك بعض الدول التي ليست بمنأى عن الأزمة، انما تداعياتها هي أقل وطأة عليها، وهذه قائمة بعشر دول تعتبر الأقل تأثراً بما يجري في العالم جراء الأزمة المالية الحالية.
الصين
تعتبر أكبر دائن للولايات المتحدة الأميركية، وهي قد هيأت نفسها لمواجهة ما قد يصيبها من تداعيات الأزمة باعتمادها على «جبل من الدولارات» وهي قادرة على المساعدة في تخطي الأزمة، ولكن ليس بأي ثمن، خصوصاً وان الأزمة من المتوقع ان تخفض من الصادرات الصينية باتجاه الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن من ناحية أخرى، فإن الصين ليست بحاجة اليوم للعمل على الصعيد الدولي وهي تعمل باستخدام احتياطاتها في النطاق المحلي بهدف تحقيق الاستقرار المالي الداخلي.
البرازيل
حتى اللحظة، فإن الولايات المتحدة لا تزال الشريك التجاري الأول للبرازيل، ولكن الصين والهند هما في طور تولي الدور القيادي في المرحلة المقبلة، وهذا سيجعل من البرازيل الدولة العظمى في أميركا اللاتينية للسنوات المقبلة، حيث انها تعمل على تطوير نفسها حالياً لتصبح من أهم الدول الناشئة والمراكز المالية والتجارية في العالم.
رومانيا
المصارف في رومانيا غير خاضعة لنظام الائتمان العالمي، وبالتالي فإن أي تباطؤ في النمو قد يطولها سيكون نتيجة الوضع الاقتصادي العالمي وليس نتيجة أزمة القروض والائتمان، خصوصا وان رومانيا تلقب بنمر الشرق، وهي تصب اهتمامها على التطوير الصناعي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والأسلحة.
تايلاند
بالنسبة لتايلاند، فإن أكبر تهديد قد يطولها سيكون من الشركة الأميركية «المجموعة الأميركية العالمية» التي تسيطر على نصف السوق التايلاندي المحلي، ولكن على الرغم من ذلك فإن التأثير سيكون محدوداً، نظراً للاحتياطيات النقدية الضخمة التي يؤمنها لها صندوقها الذي يملك 6.1 مليارات يورو من الاحتياطي النقدي اضافة الى اصول بقيمة 8.2 مليارات يورو، وكذلك صناديق رأس المال التي بلغت ارقامها نسبة 1100 في المائة من الحد القانوني المسموح به.
كوريا الشمالية
ان عزلة اميركا الشمالية، على الرغم من محاولة التقارب الخجولة مع الصين وكوريا الجنوبية، قد لعبت لمصلحتها، حيث ان هناك القليل من الشركات المستثمرة فيها، وهذا يجعلها بمنأى عن التعرض لاضطرابات مالية في حال الافلاس.
إيران
كانت ايران منذ فترة طويلة موضع حديث عن العقوبات والحظر، ونتيجة لذلك بقيت معزولة عن الاسواق الدولية. وفيما تعاني هذه الاسواق اليوم من مشاكل بسبب الازمة المالية، فان ايران لم تتأثر، بل العكس من ذلك، فان النفط بقي من المنتجات التي قاومت الحصار وحصنت ايران بفوائض مالية كبيرة ناتجة عن ارتفاع اسعار النفط، فايران والصين اليوم تملكان الرؤية نفسها تقريبا. ولكن ايران ليست بمنأى تماما عن الازمة، لان تعاونها مع بعض الدول الاوروبية التي تعاني اليوم من مشاكل كبيرة قد يكون مدخلا لتعرضها لبعض التداعيات.
ماليزيا
هذه الدولة التي تقع في جنوب غرب آسيا هي اليوم موطن للعديد من المؤسسات المتعددة الجنسيات، وكذلك لمؤسسات اميركية، لكن المحللين يتوقعون ان الازمة الحالية ستدفع الشركات المتعددة الجنسيات الى نشر اعمالها التجارية في جميع انحاء العالم، وماليزيا من الدول التي ستكون ملاذا لتلك الشركات بكونها بلدا، الاجور فيه منخفضة ولديه سمعة قوية ويشكل بديلا للسوق الصيني، الذي فيه اعمال تزوير وصناعات اقل جودة.
المغرب
هناك ميل للقول ان المغرب ومصارفه لم يتعرضا لمحافظ الائتمان التي تواجه مشاكل في الوقت الحالي، ولكن بصورة عامة، فإن الزراعة التي تشكل اهم مورد للدولة ستمكن من خلال فائض الانتاج توفير احتياجات السوق المحلي من المنتجات الزراعية. وعلاوة على ذلك، فإن نصف عائدات المغرب تأتي من مناجم الفوسفات، اذ ان المغرب يمتلك نحو 32 في المائة من الاحتياطي العالمي من هذه المادة التي ارتفعت اسعارها بنسبة 700 في المائة خلال العامين الماضيين.
أرمينيا
هذا البلد الآسي اوروبي (اسيوي واوروبي) هو بلد صغير ولم يكن جزءا كبيرا من التجارة الدولية، حتى انه طوّر شبكته المالية المتواضعة التي لا تتأثر بالازمة العالمية، وهو يعتبر من الدول الاقل تأثرا والاقل ضررا، لكن التهديد الوحيد الذي سيتعرض له هو تراجع نسبة الاستثمارات الاجنبية فيه، مما قد يؤخر نموه.
الإمارات
ان مدن دبي وابوظبي في الامارات العربية المتحدة ستواصل نشر الفخامة والرقي الذي ستسمح به العائدات النفطية، وذلك من خلال الاستمرار بتشييد العقارات الفخمة، لا سيما الابراج العالية والفنادق الفاخرة وكذلك السيارات الباهظة الثمن، وهذا ما يسميه البعض «الحلم العربي» في مقارنة مع الحلم الاميركي، والنفط سيكون من اهم مصادر الطاقة للسنوات المقبلة ايضا، والذي سيكون في الوقت نفسه اكبر تأمين على حياة الامارات العربية.