المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزمة تجبر الأميركيين والأوروبيين على تغيير نمط شرائهم



الجبل
16-10-2008, Thu 9:09 PM
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/10/16/a6e1b72f-621b-46c4-aa1a-6a1305a1b2f4.jpg


إعداد: إيمان عطية

لم يكن في العالم، على امتداد القرن الماضي، مكان أفضل من الولايات المتحدة للعيش فيه. ففي أغنى اقتصادات العالم ينظر الى أجهزة التكييف والميكروويف والثلاجات التي تخرج منها مكعبات الثلج على أنها من ضروريات الحياة المنزلية، وليس من وسائل الترفيه والكماليات.

لكن، وفيما تتأرجح الولايات المتحدة على حافة الركود، أصبحت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمواطن الأميركي العادي. فالقوة الشرائية للدولار تشهد تراجعا حادا، اذ يتطلب الأمر 2،66 دولار لشراء الكمية نفسها من السلع، التي كان بالامكان شراؤها بدولار واحد عام 1980. ومع تدني دخل الأسر، فان الأميركيين مجبرون على التخلي عن بعض المنتجات التي جعلت الحياة جيدة. وفي أوروبا الغربية، يعيش المستهلكون في مأزق مماثل، حيث كانت فرنسا أول اقتصاد كبير يعترف، الأسبوع الماضي، بسقوطه في هوة الركود.

لكن فى آسيا وأوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية، حيث لا يزال العديد من الاقتصادات يحقق نموا، أخذت الحياة شكلا أفضل بالنسبة لمستهلكي الطبقة الوسطى. اذ اصبح بمقدور عدد أكبر من الناس تحمل نفقات شراء السلع الاستهلاكية الأساسية كمعجون الأسنان وأجهزة التلفزيون والشامبو.

يقول جيفري بالما، استراتيجي الأسهم في بنك يو بي اس الاستثماري «لايزال المستهلكون في الأسواق المتقدمة (كالولايات المتحدة) يحاولون الحفاظ على قوتهم الشرائية التي تتمثل في البحث عن الأرخص ثمنا، لكن القصة مختلفة في الأسواق الناشئة. فالمداخيل فى ازدياد.. وظاهرة شراء الأغلى ثمنا وقيمة لاتزال موجودة».
ويغير الناس في الولايات المتحدة طريقة تسوقهم، بينما يرفع صانعو المنتجات المنزلية والأغذية المعبأة ذات العلامات التجارية أسعارهم لمواكبة ارتفاع تكاليف النقل والمواد الخام.

تباطؤ النمو

وكان جيف رين، الرئيس التنفيذي لشركة وولغرينز، أحد أكبر مستودعات الأدوية في الولايات المتحدة، أشار الشهر الماضي الى حدوث تباطؤ في نمو عدد الوصفات الطبية في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.

وأضاف «نحن نعتقد أن السبب الأكبر لهذا التباطؤ يعود الى الوضع الاقتصادي الصعب»، وأشار الى دراسة أعدها الاتحاد الوطني لمفوضي التأمين في يوليو الماضي والتي أظهرت أن 22% من الأميركيين يقللون من زياراتهم الى الأطباء بهدف توفير المال. كما وجدت الدراسة أن11% منهم يخففون استخدام الأدوية.

كما تتراجع مبيعات المواد الغذائية والمشروبات، بما فيها المياه المعبأة في زجاجات والعصائر وغيرها. وتقول اندرا نوي، الرئيس التنفيذي لشركة بيبسي كولا ان المستهلكين الذين كانوا سابقا يرمون علبة البيبسي من دون أن يكملوها، اصبحوا الآن يشربونها حتى آخر قطرة». وصدر تقرير عن شركة كوكا كولا بأن مبيعاتها من قناني الكوكاكولا الأكبر حجما والأغلى ثمنا قد تراجعت.

لكن مبيعات المواد الغذائية الرخيصة الثمن مثل اللحوم الباردة المقطعة الى شرائح والحساء والخضروات المثلجة تشهد ارتفاعا مع لجوء الناس الى أخذ طعامهم معهم الى أماكن العمل، والبحث عن بدائل رخيصة للفواكه والخضراوات الطازجة.

وبدأ المستهلكون الأميركيون في دمج جولات التسوق لادخار المال وقضاء وقت أكبر في المتاجر الكبيرة التي تبيع منتجات كثيرة ومتنوعة بأسعار رخيصة نسبيا. وتشمل تلك المتاجر وول مارت وكوتسكو وبي جيز التي يطلق عليها متاجر «النادي» أي التي تفرض رسوما على العضوية. اضافة الى سلسلة المتاجر التي تبيع بأسعار مخفضة مثل دولار جنرال ودولار تري. كما ازداد اقبال المستهلكين على شراء السلع ذات العلامة التجارية الخاصة بالمتجر.

وفي أوروبا، يقلص المستهلكون مشتريات البقالة في الدول كافة باستثاء الدانمرك والنرويج، بحسب دراسة صادرة عن مجموعة نيلسين للأبحاث التي تتابع مبيعات المتاجر.

وتقول المجموعة «أظهر الربع الثاني تراجعا واضحا في استهلاك المستهلكين».

المنتجات الأرخص
ولمنع المستهلكين من التوجه نحو المنتجات الأرخص ثمنا التي تحمل العلامة التجارية للمتجر نفسه، بدأت الشركات بانتاج سلع أرخص ثمنا من منتجاتها الأصلية.
ففي فرنسا، طرحت مجموعة الألبان (دانون) صنفا جديدا من اللبن في المتاجر. ويحمل الصنف الجديد اسم «ايكو باك»، حيث يحصل المتسوقون على ست علب من اللبن مقابل يورو واحد. وتزن علبة اللبن 115 غراما، مقارنة بعلبة 125 غراما التي اعتادت انتاجها. كما تستخدم دانون الآن عبوات بحجم أصغر ونكهات أقل ولا تنفق الكثير على سياسات التسويق لتحافظ على انخفاض أسعار منتجاتها.

لكن في الوقت الذي تمر فيه الشركات بأوقات عصيبة لتحقيق الأرباح في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، فان تأسيس الأعمال والمشروعات في الأسواق الناشئة يزداد سهولة. ففي حين أن التضخم يرتفع بمعدلات أسرع من مستوى الرواتب في الأسواق الغربيـة، فان الأمر يسير باتجاه معاكس في الأسواق الناشئة.

اذ قال المدير المالي لشركة بروكتر آند غامبل، كلايتون ديلي أمام مؤتمر استثماري الشهر الماضي ان المستهلكين في معظم الأسواق الناشئة يشهدون زيادة في قوتهم الشرائية الحقيقية.

وكغيرها من شركات السلع الاستهلاكية الغربية متعددة الجنسيات، استطاعت بروكتر آند غامبل أن تستفيد العام الماضي من الطلب القوي في الأسواق الناشئة، لتعويض تباطؤ المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا. وفي عام 2001، بلغت مبيعات بروكتر آند غامبل في الأسواق الناشئة نحو 8 مليارات دولار سنويا. أما اليوم، فوصلت الى 25 مليار دولار وتعد الجزء الأسرع نموا بين أنشطة الشركة.

ومع ذلك، فان هناك مؤشرات على أن المستهلكين في الصين والبرازيل والهند وروسيا لن يكونوا بمنأى عن الأحداث والاضطرابات في الولايات المتحدة وأوروبا.
ففي نهاية سبتمبر، كانت شركة بيبسي للتعبئة، التي توزع منتجات بيبسي كولا، أولى الشركات الاميركية التي أشارت الى وجود مؤشرات للتباطؤ في الدول النامية. وألقت باللائمة على قضايا الاقتصاد الكلي في تراحع المبيعات خلال الصيف في روسيا والمكسيك.

وفي روسيا، أشار الرئيس التنفيذي لمجموعة بيبسي للتعبئة، ايريك فوس الى «أن حالة الغموض وتقلبات الأسواق المالية» أدتا الى تباطؤ النمو السنوي في سوق المشروبات الغازية الى ما بين 3% و 4% هبوطا من معدلات النمو السابقة المكونة من رقمين. لكنه أكد أن الشركة واثقة بأن روسيا ستظل سوقا جاذباً بالنسبة لمجموعة بيبسي».

العلامات الفاخرة

وفي الصين والهند، حيث معدل دخل الفرد أقل من روسيا والبرازيل، فان الاقبال الكبير على العلامات التجارية الفاخرة والمتميزة لم يحدث حتى الآن خارج نطاق المدن الكبيرة للبلدين. لكن الخبراء الاقتصاديين واثقون بأن ذلك سيحدث في المستقبل.

وفي الهند، فان معدل دخل الفرد من اجمالي الناتج المحلي اقل من روسيا والبرازيل أو الصين. ويقل عدد المنازل التي يملك أهلها أجهزة مايكروويف وثلاجات أو غسالات عن الــ 20%، مقارنة بأكثر من 50% في الصين وقرابة 100% في روسيا.

لكن، مع مضي الهند قدما في طريقها الى أن تصبح أكثر الدول تعدادا للسكان في العالم بحلول عام 2030 وارتفاع المداخيل، فانه من المتوقع أن يزداد الاستهلاك بمعدلات أسرع من الدول الأخرى.

أما في الصين، فان الشركات لا تزال ترى مجالا كبيرا للنمو في الوقت الراهن. فعلى الرغم من أن الفرد لا ينفق سوى ما نسبته واحد الى ثلاثين على منتجات بروكتر آند غامبل، مقارنة بما ينفق في الولايات المتحدة الأميركية، لكن هذه النسبة سترتفع مع مرور الوقت لتصبح متعادلة، بحسب مدير التشغيل في بروكتر آند غامبل، بوب ماكدونالد «فالأمر غير قابل للجدل».

¶ فايننشال تايمز ¶

الجبل
17-10-2008, Fri 8:11 PM
لايزال المستهلكون في الأسواق المتقدمة (كالولايات المتحدة) يحاولون الحفاظ على قوتهم الشرائية التي تتمثل في البحث عن الأرخص ثمنا، لكن القصة مختلفة في الأسواق الناشئة. فالمداخيل فى ازدياد.. وظاهرة شراء الأغلى ثمنا وقيمة لاتزال موجودة».
ويغير الناس في الولايات المتحدة طريقة تسوقهم، بينما يرفع صانعو المنتجات المنزلية والأغذية المعبأة ذات العلامات التجارية أسعارهم لمواكبة ارتفاع تكاليف النقل والمواد الخام.

TOSHIBA
17-10-2008, Fri 8:14 PM
مِن ردى لأردى إن شاء الله ..

تحياتي لك